قال نصر حدثنا عمر بن سعد بإسناده عن عبد الله بن جندب عن أبيه أن عليا ع كان يأمرنا في كل موطن لقينا معه عدوه فيقول شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 26لا تقاتلوا القوم حتى يبدءوكم فهي حجة أخرى لكم عليهم فإذا قاتلتموهم فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبرا و لا تجهزوا على جريح و لا تكشفوا عورة و لا تمثلوا بقتيل فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا سترا و لا تدخلوا دارا إلا بإذن و لا تأوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم و لا تهيجوا امرأة و إن شتمن أعراضكم و تناولن أمراءكم و صلحاءكم فإنهن ضعاف القوى و الأنفس و العقول و لقد كنا و إنا لنؤمر بالكف عنهن و هن مشركات و إن كان الرجل ليتناول المرأة في الجاهلية بالهراوة أو الحديد فيعير بها عقبه من بعده
قال نصر و حدثنا عمر بن سعد عن إسماعيل بن يزيد يعني ابن أبي خالد عن أبي صادق أن عليا ع حرض الناس في حروبه فقال عباد الله اتقوا الله و غضوا أبصاركم و اخفضوا الأصوات و أقلوا الكلام و وطنوا أنفسكم على المنازلة و المجاولة و المبارزة و المعانقة و فَاثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَ تَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَ اصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ اللهم ألهمهم الصبر و أنزل عليهم النصر و أعظم لهم الأجر(5/21)


قال نصر و كان ترتيب عسكر علي ع بموجب ما رواه لنا عمرو بن شمر عن جابر عن محمد بن علي و زيد بن حسن و محمد بن عبد المطلب أنه جعل على الخيل عمار بن ياسر و على الرجالة عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي و دفع اللواء شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 27إلى هاشم بن عتبةن أبي وقاص الزهري و جعل على الميمنة الأشعث بن قيس و على الميسرة عبد الله بن العباس و جعل على رجالة الميمنة سليمان بن صرد الخزاعي و على رجالة الميسرة الحارث بن مرة العبدي و جعل القلب مضر الكوفة و البصرة و جعل على ميمنة القلب اليمن و على ميسرته ربيعة و عقد ألوية القبائل فأعطاها قوما منهم بأعيانهم و جعلهم رؤساءهم و أمراءهم و جعل على قريش و أسد و كنانة عبد الله بن عباس و على كندة حجر بن عدي الكندي و على بكر البصرة الحصين بن المنذر الرقاشي و على تميم البصرة الأحنف بن قيس و على خزاعة عمرو بن الحمق و على بكر الكوفة نعيم بن هبيرة و على سعد البصرة و ربابها جارية بن قدامة السعدي و على بجيلة رفاعة بن شداد و على ذهل الكوفة رويما الشيباني أو يزيد بن رويم و على عمرو البصرة و حنظلتها أعين بن ضبيعة و على قضاعة و طيئ عدي بن حاتم الطائي و على لهازم الكوفة عبد الله بن حجل العجلي و على تميم الكوفة عمير بن عطارد و على الأزد و اليمن جندب بن زهير و على ذهل البصرة خالد بن المعمر السدوسي و على عمرو الكوفة و حنظلتها شبث بن ربعي و على همدان سعيد بن قيس و على لهازم البصرة حريث بن جابر الجعفي و على سعد الكوفة و ربابها الطفيل أبا صريمة و على مذحج الأشتر بن الحارث النخعي و على عبد القيس الكوفة صعصعة بن صوحان و على عبد القيس البصرة عمرو بن حنظلة و على قيس الكوفة عبد الله بن الطفيل البكائي و على قريش البصرة الحارث بن نوفل الهاشمي و على قيس البصرة قبيصة بن شداد الهلالي و على اللفيف من القواصي القاسم بن حنظلة الجهني. و أما معاوية فاستعمل على الخيل عبيد الله(5/22)


بن عمر بن الخطاب و على الرجالة مسلم بن عقبة المري و جعل على الميمنة عبد الله بن عمرو بن العاص و على الميسرة حبيب شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 28بن مسلمة الفهري و أعطى اللواء عبد الرحمن بن خالدن الوليد و جعل على أهل دمشق و هم القلب الضحاك بن قيس الفهري و على أهل حمص و هم الميمنة ذا الكلاع الحميري و على أهل قنسرين و هم في الميمنة أيضا زفر بن الحارث الكلابي و على أهل الأردن و هم الميسرة سفيان بن عمرو أبا الأعور السلمي و على أهل فلسطين و هم في الميسرة أيضا مسلمة بن مخلد و على رجالة أهل دمشق بسر بن أبي أرطاة العامري بن لؤي بن غالب و على رجالة أهل حمص حوشبا ذا ظليم و على رجالة قيس طريف بن حابس الألهاني و على رجالة الأردن عبد الرحمن بن قيس القيني و على رجالة أهل فلسطين الحارث بن خالد الأزدي و على رجالة قيس دمشق همام بن قبيصة و على قضاعة حمص و إيادها بلال بن أبي هبيرة الأزدي و حاتم بن المعتمر الباهلي و على رجالة الميمنة حابس بن سعيد الطائي و على قضاعة دمشق حسان بن بحدل الكلبي و على قضاعة عباد بن يزيد الكلبي و على كندة دمشق حسان بن حوي السكسكي و على كندة حمص يزيد بن هبيرة السكوني و على سائر اليمن يزيد بن أسد البجلي و على حمير و حضرموت اليمان بن غفير و على قضاعة الأردن حبيش بن دلجة القيني و على كنانة فلسطين شريكا الكناني و على مذحج الأردن المخارق بن الحارث الزبيدي و على جذام فلسطين و لخمها ناتل بن قيس الجذامي و على همدان الأردن حمزة بن مالك الهمداني و على الخثعم حمل بن عبد الله الخثعمي و على غسان الأردن يزيد بن الحارث و على جميع القواصي القعقاع بن أبرهة الكلاعي أصيب في المبارزة أول يوم تراءت فيه الفئتان. قال نصر فأما رواية الشعبي التي رواها عنه إسماعيل بن أبي عميرة فإن عليا(5/23)


شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 29ع بعث على ميمنته عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي و على ميسرته عبد الله بن العباس و على خيل الكوفة الأشتر و على البصرة سهل بن حنيف و على رجالة الكوفة عمار بن ياسر و على رجالة أهل البصرة قيس بن سعد كان قد أقبل من مصر إلى صفين جعل معه هاشم بن عتبة و جعل مسعود بن فدكي التميمي على قراء أهل البصرة و أما قراء أهل الكوفة فصاروا إلى عبد الله بن بديل و عمار بن ياسر. قال نصر و أما ترتيب عسكر الشام فيما رواه لنا عمر بن سعد عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن القاسم مولى يزيد بن معاوية فإن معاوية بعث على ميمنته ذا الكلاع و على ميسرته حبيب بن مسلمة الفهري و على مقدمته من يوم أقبل من دمشق أبا الأعور السلمي و كان على خيل دمشق كلها عمرو بن العاص و معه خيول أهل الشام بأسرها و جعل مسلم بن عقبة المري على رجالة دمشق و الضحاك بن قيس على سائر الرجالة بعد. قال نصر و تبايع رجال من أهل الشام على الموت و تحالفوا عليه و عقلوا أنفسهم بالعمائم و كانوا صفوفا خمسة معقلين كانوا يخرجون فيصطفون أحد عشر صفا و يخرج أهل العراق فيصطفون أحد عشر صفا أيضا. قال نصر فخرجوا أول يوم من صفر من سنة سبع و ثلاثين و هو يوم الأربعاء فاقتتلوا و على من خرج يومئذ من أهل الكوفة الأشتر و على أهل الشام حبيب بن مسلمة شرح نهج البلاغة ج : 4 ص : 30فاقتتلوا قتالا شديدا جل النهار ثم تراجعوا و قد انتصف بعضهم من بعض ثم خرج في اليوم الثاني هاشم بن عتبة في خيل و رجال حسن عددها و عدتها فخرج إليه أهل الشام أبو الأعور السلمي فاقتتلوا يومهم ذلك تحمل الخيل على الخيل و الرجال على الرجال. ثم انصرفوا و قد صبر القوم بعضهم لبعض و خرج في اليوم الثالث عمار بن ياسر و خرج إليه عمرو بن العاص فاقتتل الناس كأشد قتال كان و جعل عمار يقول يا أهل الشام أ تريدون أن تنظروا إلى من عادى الله و رسوله و جاهدهما و بغى على المسلمين و ظاهر(5/24)


المشركين فلما أراد الله أن يظهر دينه و ينصر رسوله أتى إلى النبي ص فأسلم و هو و الله فيما يرى راهب غير راغب ثم قبض الله رسوله و إنا و الله لنعرفه بعداوة المسلم و مودة المجرم ألا و إنه معاوية فقاتلوه و العنوه فإنه ممن يطفئ نور الله و يظاهر أعداء الله. قال و كان مع عمار زياد بن النضر على الخيل فأمره أن يحمل في الخيل فحمل فصبروا له و شد عمار في الرجالة فأزال عمرو بن العاص عن موقفه و بارز يومئذ زياد بن النضر أخا له من بني عامر يعرف بمعاوية بن عمرو العقيلي و أمهما هند الزبيدية فانصرف كل واحد منهما عن صاحبه بعد المبارزة سالما و رجع الناس يومهم ذلك.
قال نصر و حدثني أبو عبد الرحمن المسعودي قال حدثني يونس بن الأرقم عمن حدثه من شيوخ بكر بن وائل قال كنا مع علي ع بصفين فرفع عمرو بن العاص شقة خميصة سوداء في رأس رمح فقال ناس هذا لواء عقده له رسول الله ص فلم يزالوا يتحدثون حتى وصل ذلك إلى علي ع فقال شرح نهالبلاغة ج : 4 ص : 31أ تدرون ما أمر هذا اللواء إن عدو الله عمرا أخرج له رسول الله ص هذه الشقة فقال من يأخذها بما فيها فقال عمرو و ما فيها يا رسول الله قال فيها ألا تقاتل بها مسلما و لا تقربها من كافر فأخذها فقد و الله قربها من المشركين و قاتل بها اليوم المسلمين و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما أسلموا و لكنهم استسلموا و أسروا الكفر فلما وجدوا عليه أعوانا أظهروه
و روى نصر عن أبي عبد الرحمن المسعودي عن يونس بن الأرقم عن عوف بن عبد الله عن عمرو بن هند البجلي عن أبيه قال لما نظر علي ع إلى رايات معاوية و أهل الشام قال و الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما أسلموا و لكن استسلموا و أسروا الكفر فلما وجدوا عليه أعوانا رجعوا إلى عداوتهم لنا إلا أنهم لم يتركوا الصلاة(5/25)

30 / 148
ع
En
A+
A-