و من فاته نيل العلا بعلومه و أقلامه فليبغها بحسامه فموت الفتى في العز مثل حياته و عيشته في الذل مثل حمامهالأشعار الواردة في الإباء و الأنف من احتمال الضيم
و الأشعار في الإباء الأنف من احتمال الضيم و الذل و التحريض على الحرب كثيرة و نحن نذكر منها هاهنا طرفا فمن ذلك قول عمرو بن براقة الهمداني
و كيف ينام الليل من جل ماله حسام كلون الملح أبيض صارم كذبتم و بيت الله لا تأخذونها مراغمة ما دام للسيف قائم و من يطلب المال الممنع بالقنا يعش ماجدا أو تخترمه الخوار شرح نهج البلاغة ج : 3 ص : 246و مثلهو من يطلب المال الممنع بالقنا يعش ماجدا أو يؤذ فيما يمارس
و قال حرب بن مسعر
عطفت عليه المهر عطفة باسل كمي و من لا يظلم الناس يظلم فأوجرته لدن الكعوب مثقفا فخر صريعا لليدين و للفمو قال الحارث بن الأرقم
و ما ضاق صدري يا سليمى بسخطكم و لكنني في الحادثات صليب تروك لدار الخسف و الضيم منكر بصير بفعل المكرمات أريب إذا سامني السلطان ذلا أبيته و لم أعط خسفا ما أقام عسيو قال العباس بن مرداس السلمي
بأبي فوارس لا يعرى صواهلها أن يقبلوا الخسف من ملك و إن عظمالا و السيوف بأيدينا مجردة لا كان منا غداة الروع منهزما
و قال وهب بن الحارث
لا تحسبني كأقوام عبثت بهم لن يأنفوا الذل حتى تأنف الحمرلا تعلقني قذاة لست فاعلها و احذر شباتي فقدما ينفع الحذرفقد علمت بأني غير مهتضم حتى يلوح ببطن الراحة الشعر
و قال المسيب بن علس
أبلغ ضبيعة أن البلاد فيها لذي قوة مغضب
شرح نهج البلاغة ج : 3 ص : 247و قد يقعد القوم في دارهم إذا لم يضاموا و إن أجدبواو يرتحل القوم عند الهوان عن دارهم بعد ما أخصبواو قد كان سامة في قومه له مطعم و له مشرب فساموه خسفا فلم يرضه و في الأرض عن ضيمهم مهو قال آخر(4/212)
إن الهوان حمار القوم يعرفه و الحر ينكره و الرسلة الأجدو لا يقيم على خسف يراد به إلا الأذلان عير الحي و الوتدهذا على الخسف مشدود برمته و ذا يشج فلا يأوي له أحدفإن أقمتم على ضيم يراد بكم فإن رحلي له وال و معتمدو في البلاد إذا ما خفت بادرة مكروهة عن ولاة السوء مفتقد
و قال بعض بني أسد
إني امرؤ من بني خزيمة لا أطعم خسفا لناعب نعبالست بمعط ظلامة أبدا عجما و لا أتقي بها عربا
دخل مويلك السدوسي إلى البصرة يبيع إبلا فأخذ عامل الصدقة بعضها فخرج إلى البادية و قال
ناق إني أرى المقام على الضيم عظيما في قبة الإسلام قد أراني و لي من العامل النصف بحد السنان أو بالحسام شرح نهج البلاغة ج : 3 ص : 248و وثقت بالدنيا و أنت ترى جماعتها شتاتاو عزمت ويك على الحياة و طولها عزما بتاتايا من رأى أبويه فيمن قد رأى كانا فماتاهل فيهما لك عبرة أم خلت إن لك انفلاتاو من الذي طلب التفلت من منيته ففاتاكل تصبحه المنية أو تبيته بياتو له
أرى الدنيا لمن هي في يديه عذابا كلما كثرت لديه تهين المكرمين لها بصغر و تكرم كل من هانت عليه إذا استغنيت عن شي ء فدعه و خذ ما أنت محتاج إلو له
أ لم تر ريب الدهر في كل ساعة له عارض فيه المنية تلمع أيا باني الدنيا لغيرك تبتني و يا جامع الدنيا لغيرك تجمع أرى المرء وثابا على كل فرصة و للمرء يوما لا محالة مصرع ينازل ما لا يملك الملك غيره متى تنقضي حاجات من ليس يشبع و أي امرئ في غاية ليس نفسه إلى غأخرى سواها تطلع
و له
سل الأيام عن أمم تقضت ستخبرك المعالم و الرسوم
شرح نهج البلاغة ج : 3 ص : 249و إلا حساما يبهر العين لمحه كصاعقة في عارض قد تبسمأباة الضيم و أخبارهم(4/213)
سيد أهل الإباء الذي علم الناس الحمية و الموت تحت ظلال السيوف اختيارا له على الدنية أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب ع عرض عليه الأمان و أصحابه فأنف من الذل و خاف من ابن زياد أن يناله بنوع من الهوان إن لم يقتله فاختار الموت على ذلك. و سمعت النقيب أبا زيد يحيى بن زيد العلوي البصري يقول كان أبيات أبي تمام في محمد بن حميد الطائي ما قيلت إلا في الحسين ع
و قد كان فوت الموت سهلا فرده إليه الحفاظ المر و الخلق الوعرو نفس تعاف الضيم حتى كأنه هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفرفأثبت في مستنقع الموت رجله و قال لها من تحت أخمصك الحشرتردى ثياب الموت حمرا فما أتى لها الليل إلا و هي من سندس خضر
لما فر أصحاب مصعب عنه و تخلف في نفر يسير من أصحابه كسر جفن سيفه و أنشد
فإن الألى بالطف من آل هاشم تأسوا فسنوا للكرام التأسيا
فعلم أصحابه أنه قد استقتل.
و من كلام الحسين ع يوم الطف المنقول عنه نقله عنه زين العابدين علي ابنه ع ألا و إن الدعي بن الدعي قد خيرنا بين اثنتين السلة شرح نهج البلاغة ج : 3 ص : 250أو الذلة و هيهات منا الذلة يأبى الله ذلك لنا و رسوله و المؤمنون و حجور طابت و حجز طهرت و أنوف حمية و وس أبية
و هذا نحو قول أبيه ع و قد ذكرناه فيما تقدم
إن امرأ أمكن عدوا من نفسه يعرق لحمه و يفري جلده و يهشم عظمه لعظيم عجزه ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره فكن أنت ذاك إن شئت فأما أنا فدون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام و تطيح السواعد و الأقدام
و قال العباس بن مرداس السلمي
مقال امرئ يهدي إليك نصيحة إذا معشر جادوا بعرضك فابخل و إن بوءوك منزلا غير طائل غليظا فلا تنزل به و تحول و لا تطعمن ما يعلفونك إنهم أتوك على قرباهم بالمثمل أراك إذا قد صرت للقوم ناضحا يقال له بالغرب أدبر و أقبل فخذها فليست للعزيز بخطة و فيها مقام لامرئ ل(4/214)
شرح نهج البلاغة ج : 3 ص : 251و له أيضافحارب فإن مولاك حارد نصره ففي السيف مولى نصره لا يحارد
و قال مالك بن حريم الهمداني
و كنت إذا قوم غزوني غزوتهم فهل أنا في ذا يا ل همدان ظالم متى تجمع القلب الذكي و صارما و أنفا حميا تجتنبك المظالمو قال رشيد بن رميض العنزي
باتوا نياما و ابن هند لم ينم بات يقاسيها غلام كالزلم خدلج الساقين خفاق القدم قد لفها الليل بسواق حطم ليس براعي إبل و لا غنم و لا بجزار على ظهر و ضم من يلقني يود كما أودت إو قال آخر
و لست بمبتاع الحياة بسبة و لا مرتق من خشية الموت سلماو لما رأيت الود ليس بنافعي عمدت إلى الأمر الذي كان أحزما(4/215)
شرح نهج البلاغة ج : 3 ص : 252و من أباة الضيم يزيد بن المهلب كان يزيد بن عبد الملك يشنؤه قبل خلافته لأسباب ليس هذا موضع ذكرها فلما أفضت إليه الخلافة خلعه يزيد بن المهلب و نزع يده من طاعته و علم أنه إن ظفر به قتله و ناله من الهوان ما القتل دونه فدخل البصرو ملكها عنوة و حبس عدي بن أرطاة عامل يزيد بن عبد الملك عليها فسرح إليه يزيد بن عبد الملك جيشا كثيفا و يشتمل على ثمانين ألفا من أهل الشام و الجزيرة و بعث مع الجيش أخاه مسلمة بن عبد الملك و كان أعرف الناس بقيادة الجيوش و تدبيرها و أيمن الناس نقيبه في الحرب و ضم إليه ابن أخيه العباس بن الوليد بن عبد الملك فسار يزيد بن المهلب من البصرة فقدم واسط فأقام بها أياما ثم سار عنها فنزل العقر و اشتملت جريدة جيشه على مائة و عشرين ألفا و قدم مسلمة بجيوش الشام فلما تراءى العسكران و شبت الحرب أمر مسلمة قائدا من قواده أن يحرق الجسور التي كان عقدها يزيد بن المهلب فأحرقها فلما رأى أهل العراق الدخان قد علا انهزموا فقيل ليزيد بن المهلب قد انهزم الناس قال و مم انهزموا هل كان قتال ينهزم الناس من مثله فقيل له إن مسلمة أحرق الجسور فلم يثبتوا فقال قبحهم الله بق دخن عليه فطار ثم وقف و معه أصحابه فقال اضربوا وجوه المنهزمين ففعلوا ذلك حتى كثروا عليه و استقبله منهم أمثال الجبال فقال دعوهم قبحهم الله غنم عدا في نواحيها الذئب و كان يزيد لا يحدث نفسه بالفرار و قد كان أتاه يزيد بن الحكم بن أبي العاص الثقفي بواسط فقال له
فعش ملكا أو مت كريما فإن تمت و سيفك مشهور بكفك تعذر
فقال ما شعرت فقال شرح نهج البلاغة ج : 3 ص : 25إن بني مروان قد باد ملكهم فإن كنت لم تشعر بذلك فاشعر(4/216)