ألا يا هند أخت بني زياد رمي عمرو بداهية البلادرمي عمرو بأعور عبشمي بعيد القعر مخشي الكيادله خدع يحار العقل منها مزخرفة صوائد للفؤادفشرط في الكتاب عليه حرفا يناديه بخدعته المنادي
شرح نهج البلاغة ج : 2 ص : 69و أثبت مثله عمرو عليه كلا المرأين حية بطن وادألا يا عمرو ما أحرزت مصرا و لا ملت الغداة إلى الرشادأ بعت الدين بالدنيا خسارا فأنت بذاك من شر العبادفلو كنت الغداة أخذت مصرا و لكن دونها خرط القتادوفدت إلى معاوية بن حرب فكنت بها كفد قوم عادو أعطيت الذي أعطيت منها بطرس فيه نضح من مدادأ لم تعرف أبا حسن عليا و ما نالت يداه من الأعادي عدلت به معاوية بن حرب فيا بعد البياض من السوادو يا بعد الأصابع من سهيل و يا بعد الصلاح من الفسادأ تأمن أن تدال على خدب يحث الخيل بالأسل الحدادينادي بالنال و أنت منه قريب فانظرن من ذا تعادي
فقال عمرو يا ابن أخي لو كنت عند علي لوسعني و لكني الآن عند معاوية قال الفتى إنك لو لم ترد معاوية لم يردك و لكنك تريد دنياه و هو يريد دينك و بلغ معاوية قول الفتى فطلبه فهرب فلحق بعلي ع فحدثه أمره فسر به و قربه. قال و غضب مروان و قال ما بالي لا أشتري كما اشتري عمرو فقال معاوية إنما يشترى الرجال لك
فلما بلغ عليا ع ما صنع معاوية قال
يا عجبا لقد سمعت منكرا كذبا على الله يشيب الشعرايسترق السمع و يعشي البصرا ما كان يرضى أحمد لو أخبرا(3/61)


شرح نهج البلاغة ج : 2 ص : 70أن يقرنوا وصيه و الأبترا شاني الرسول و اللعين الأخزراكلاهما في جنده قد عسكرا قد باع هذا دينه فأفجرامن ذا بدنيا بيعه قد خسرا بملك مصر أن أصاب الظفراإني إذا الموت دنا و حضرا شمرت ثوبي و دعوت قنبراقدم لوائي لا تؤخر حذرا لا يدفع حذار ما قد قدرالما رأيت الموت موتا أحمرا عبأت همدان و عبوا حميراحي يمان يعظمون الخطرا قرن إذا ناطح قرنا كسراقل لابن حرب لا تدب الخمرا أرود قليلا أبد منك الضجرالا تحسبني يا ابن هند غمرا و سل بنا بدرا معا و خيبرايوم جعلناكم ببدر جزرا لو أن عندي يا ابن هند جعفراأو حمزة القرم الهمام الأزهرا رأت قريش نجم ليل ظهرا(3/62)


. قال نصر فلما كتب الكتاب قال معاوية لعمرو ما ترى الآن قال أمض الرأي الأول فبعث مالك بن هبيرة الكندي في طلب محمد بن أبي حذيفة فأدركه فقتله و بعث إلى قيصر بالهدايا فوادعه ثم قال ما ترى في علي قال أرى فيه شرح نهج البلاغة ج : 2 ص : 71خيرا إنه قد أتاك في طلبلبيعة خير أهل العراق و من عند خير الناس في أنفس الناس و دعواك أهل الشام إلى رد هذه البيعة خطر شديد و رأس أهل الشام شرحبيل بن السمط الكندي و هو عدو لجرير المرسل إليك فابعث إليه و وطن له ثقاتك فليفشوا في الناس أن عليا قتل عثمان و ليكونوا أهل رضا عند شرحبيل فإنها كلمة جامعة لك أهل الشام على ما تحب و إن تعلقت بقلب شرحبيل لم تخرج منه بشي ء أبدا. فكتب إلى شرحبيل أن جرير بن عبد الله قدم علينا من عند علي بن أبي طالب بأمر مفظع فاقدم. و دعا معاوية يزيد بن أسد و بسر بن أرطاة و عمرو بن سفيان و مخارق بن الحارث الزبيدي حمزة بن مالك و حابس بن سعد الطائي و هؤلاء رءوس قحطان و اليمن و كانوا ثقات معاوية و خاصته و بني عم شرحبيل بن السمط فأمرهم أن يلقوه و يخبروه أن عليا قتل عثمان فلما قدم كتاب معاوية على شرحبيل و هو بحمص استشار أهل اليمن فاختلفوا عليه فقام إليه عبد الرحمن بن غنم الأزدي و هو صاحب معاذ بن جبل و ختنه و كان أفقه أهل الشام فقال يا شرحبيل بن السمط إن الله لم يزل يزيدك خيرا منذ هاجرت إلى اليوم و إنه لا ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من الناس و إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم إنه قد ألقي إلى معاوية أن عليا قتل عثمان و لهذا يريدك فإن كان قتله فقد بايعه المهاجرون و الأنصار و هم الحكام على الناس و إن لم يكن قتله فعلام تصدق معاوية عليه لا تهلكن نفسك و قومك فإن كرهت أن يذهب بحظها جرير فسر إلى علي فبايعه عن شامك و قومك فأبى شرحبيل إلا أن يسير إلى معاوية فكتب إليه عياض الثمالي و كان ناسكا شرح نهج البلاغة ج : 2 ص : 7يا شرح(3/63)


يا ابن السمط إنك بالغ بود علي ما تريد من الأمرو يا شرح إن الشام شامك ما بها سواك فدع عنك المضلل من فهرفإن ابن هند ناصب لك خدعة تكون علينا مثل راغية البكرفإن نال ما يرجو بنا كان ملكنا هنيئا له و الحرب قاصمة الظهرفلا تبغين حرب العراق فإنها تحرم أطهار النساء من الذعرو إن عليا خير من وطئ الثرى من الهاشميين المداريك للوترله في رقاب الناس عهد و ذمة كعهد أبي حفص و عهد أبي بكرفبايع و لا ترجع على العقب كافرا أعيذك بالله العزيز من الكفرو لا تسمعن قول الطغاة فإنهم يريدون أن يلقوك في لجة البحرو ما ذا عليهم أن تطاعن دونهم عليا بأطراف المثقفة السمرفإن غلبوا كانوا علينا أئمة و كنا بحمد الله من ولد الطهرو إن غلبوا لم يصل بالخطب غيرنا و كان علي حربنا آخر الدهريهون على عليا لؤي بن غالب دماء بني قحطان في ملكهم تجري فدع عنك عثمان بن عفان إنما لك الخبر لا تدري بأنك لا تدي على أي حال كان مصرع جنبه فلا تسمعن قول الأعيور أو عمروقال فلما قدم شرحبيل على معاوية أمر الناس أن يتلقوه و يعظموه فلما شرح نهج البلاغة ج : 2 ص : 73دخل على معاوية تكلم معاوية فحمد الله و أثنى عليه ثم قال يا شرحبيل إن جرير بن عبد الله قدم علينا يدعونا إلى بيعة علي و علي خير الناس لو لا أنه قتل عثمان بن عفان ود حبست نفسي عليك و إنما أنا رجل من أهل الشام أرضى ما رضوا و أكره ما كرهوا. فقال شرحبيل أخرج فأنظر فلقيه هؤلاء النفر الموطئون له فكلهم أخبره أن عليا قتل عثمان فرجع مغضبا إلى معاوية فقال يا معاوية أبى الناس إلا أن عليا قتل عثمان و الله إن بايعت له لنخرجنك من شامنا أو لنقتلنك فقال معاوية ما كنت لأخالف عليكم ما أنا إلا رجل من أهل الشام قال فرد هذا الرجل إلى صاحبه إذن فعرف معاوية أن شرحبيل قد نفذت بصيرته في حرب أهل العراق و أن الشام كله مع شرحبيل و كتب إلى علي ع ما سنورده فيما بعد إن شاء الله تعالى(3/64)


شرح نهج البلاغة ج : 2 ص : 2774- و من خطبة له عأَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ وَ هُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَ دِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ وَ جُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ وَ شَمِلَهُ الْبَلَاءُ وَ دُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَ الْقَمَاءَةِ وَ ضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالْإِسْهَابِ وَ أُدِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ وَ سِيمَ الْخَسْفَ وَ مُنِعَ النَّصَفَ أَلَا وَ إِنِّي قَدْ دَعَوْتُكُمْ إِلَى قِتَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَيْلًا وَ نَهَاراً وَ سِرّاً وَ إِعْلَاناً وَ قُلْتُ لَكُمْ اغْزُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يَغْزُوكُمْ فَوَاللَّهِ مَا غُزِيَ قَوْمٌ قَطُّ فِي عُقْرِ دَارِهِمْ إِلَّا ذَلُّوا فَتَوَاكَلْتُمْ وَ تَخَاذَلْتُمْ حَتَّى شُنَّتْ عَلَيْكُمُ الْغَارَاتُ وَ مُلِكَتْ عَلَيْكُمُ الْأَوْطَانُ فَهَذَا أَخُو غَامِدٍ قَدْ وَرَدَتْ خَيْلُهُ الْأَنْبَارَ وَ قَدْ قَتَلَ حَسَّانَ بْنَ حَسَّانَ الْبَكْرِيَّ وَ أَزَالَ خَيْلَكُمْ عَنْ مَسَالِحِهَا وَ لَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى الْمَرْأَةِ الْمُسْلِمَةِ وَ الْأُخْرَى الْمُعَاهِدَةِ فَيَنْتَزِعُ حِجْلَهَا وَ قُلُبَهَا وَ قَلَائِدَهَا وَ رُعُثَهَا مَا تَمْتَنِعُ مِنْهُ إِلَّا بِالِاسْتِرْجَاعِ وَ الِاسْتِرْحَامِ ثُمَّ انْصَرَفُوا وَافِرِينَ مَا نَالَ رَجُلًا مِنْهُمْ كَلْمٌ وَ لَا أُرِيقَ لَهُمْ دَمٌ فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً فَيَا عَجَباً عَجَباً وَ اللَّهِ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَ يَجْلِبُ الْهَمَّ مِنَ اجْتِمَاعِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ عَلَى بَاطِلِهِمْ وَ تَفَرُّقِكُمْ عَنْ(3/65)

72 / 150
ع
En
A+
A-