. و رجزهما معا مشهور منقول لا حاجة لنا الآن إلى ذكره. و تزعم الشيعة أنه خوطب في حياة رسول الله ص بأمير المؤمنين خاطبه بذلك جلة المهاجرين و الأنصار و لم يثبت ذلك في أخبار المحدثين إلا أنهم قد رووا ما يعطي هذا المعنى و إن لم يكن اللفظ بعينه و هو
قول رسول الله ص له أنت يعسوب الدين و المال يعسوب الظلمة
و في رواية أخرى هذا يعسوب المؤمنين شرح نهج البلاغة ج : 1 ص : 13و قائد الغر المحجلينو اليعسوب ذكر النحل و أميرها روى هاتين الروايتين أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني في المسند في كتابه فضائل الصحابة و رواهما أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء. و دعي بعد وفاة رسول الله ص بوصي رسول الله لوصايته إليه بما أراده و أصحابنا لا ينكرون ذلك و لكن يقولون إنها لم تكن وصية بالخلافة بل بكثير من المتجددات بعده أفضى بها إليه ع و سنذكر طرفا من هذا المعنى فيما بعد. و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي أول هاشمية ولدت لهاشمي كان علي ع أصغر بنيها و جعفر أسن منه بعشر سنين و عقيل أسن منه بعشر سنين و طالب أسن من عقيل بعشر سنين و فاطمة بنت أسد أمهم جميعا. و أم فاطمة بنت أسد فاطمة بنت هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي و أمها حدية بنت وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر و أمها فاطمة بنت عبيد بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي و أمها سلمى بنت عامر بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر و أمها عاتكة بنت أبي همهمة و اسمه عمرو بن عبد العزى بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر و أمها تماضر بنت عمرو بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي و أمها حبيبة و هي أمة الله بنت عبد ياليل بن سالم بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي و هو ثقيف و أمها فلانة بنت مخزوم بن أسامة بن ضبع بن وائلة بن نصر بن صعصعة بن ثعلبة بن كنانة بن عمرو بن قين بن فهم بن عمرو(2/7)


بن قيس بن عيلان شرح نهج البلاغة ج : 1 ص : 14بن مضر و أمها ريطة بنيسار بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف و أمها كلة بنت حصين بن سعد بن بكر بن هوازن و أمها حبى بنت الحارث بن النابغة بن عميرة بن عوف بن نصر بن بكر بن هوازن ذكر هذا النسب أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين. أسلمت فاطمة بنت أسد بعد عشرة من المسلمين و كانت الحادية عشرة
و كان رسول الله ص يكرمها و يعظمها و يدعوها أمي و أوصت إليه حين حضرتها الوفاة فقبل وصيتها و صلى عليها و نزل في لحدها و اضطجع معها فيه بعد أن ألبسها قميصه فقال له أصحابه أنا ما رأيناك صنعت يا رسول الله بأحد ما صنعت بها فقال إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة و اضطجعت معها ليهون عليها ضغطة القبر(2/8)


و فاطمة أول امرأة بايعت رسول الله ص من النساء. و أم أبي طالب بن عبد المطلب فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم و هي أم عبد الله والد سيدنا رسول الله ص و أم الزبير بن عبد المطلب و سائر ولد عبد المطلب بعد لأمهات شتى. و اختلف في مولد علي ع أين كان فكثير من الشيعة يزعمون أنه ولد في الكعبة و المحدثون لا يعترفون بذلك و يزعمون أن المولود في الكعبة حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي. و اختلف في سنه حين أظهر النبي ص الدعوة إذ تكامل له ص أربعون سنة فالأشهر من الروايات أنه كان ابن عشر و كثير من أصحابنا المتكلمين يقولون إنه كان ابن ثلاث عشرة سنة ذكر ذلك شيخنا أبو القاسم البلخي و غيره من شيوخنا. شرح نهج البلاغة ج : 1 ص : 15و الأولون يقولون إنه قتل و هو ابن ثلاث و ستين سنة و هؤلاء يقولون ابن ست و ستين و الروايات في ذلك مختلفة و من الناس من يزعم أن سنهانت دون العشر و الأكثر الأظهر خلاف ذلك. و ذكر أحمد بن يحيى البلاذري و علي بن الحسين الأصفهاني أن قريشا أصابتها أزمة و قحط فقال رسول الله ص لعمية حمزة و العباس أ لا نحمل ثقل أبي طالب في هذا المحل فجاءوا إليه و سألوه أن يدفع إليهم ولده ليكفوه أمرهم فقال دعوا لي عقيلا و خذوا من شئتم و كان شديد الحب لعقيل فأخذ العباس طالبا و أخذ حمزة جعفرا و أخذ محمد ص عليا و قال لهم قد اخترت من اختاره الله لي عليكم عليا قالوا فكان علي ع في حجر رسول الله ص منذ كان عمره ست سنين. و كان ما يسدي إليه ص من إحسانه و شفقته و بره و حسن تربيته كالمكافأة و المعاوضة لصنيع أبي طالب به حيث مات عبد المطلب و جعله في حجره و هذا يطابق
قوله ع لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة سبع سنين
و قوله كنت أسمع الصوت و أبصر الضوء سنين سبعا و رسول الله ص حينئذ صامت ما أذن له في الإنذار و التبليغ(2/9)


و ذلك لأنه إذا كان عمره يوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة و تسليمه إلى رسول الله ص من أبيه و هو ابن ست فقد صح أنه كان يعبد الله قبل الناس بأجمعهم سبع سنين و ابن ست تصح منه العبادة إذا كان ذا تمييز على أن عبادة مثله هي التعظيم و الإجلال و خشوع القلب و استخذاء الجوارح إذا شاهد شيئا من جلال الله سبحانه و آياته الباهرة و مثل هذا موجود في الصبيان. و قتل ع ليلة الجمعة لثلاث عشرة بقين من شهر رمضان سنة أربعين في شرح نهج البلاغة ج : 1 ص : 16رواية أبي عبد الرحمن السلمي و هي الرواية المشهورة و في رواية أبي مخنف أنها كا لإحدى عشرة ليلة بقين من شهر رمضان و عليه الشيعة في زماننا. و القول الأول أثبت عند المحدثين و الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان هي ليلة بدر و قد كانت الروايات وردت أنه يقتل في ليلة بدر ع و قبره بالغري. و ما يدعيه أصحاب الحديث من الاختلاف في قبره و أنه حمل إلى المدينة أو أنه دفن في رحبة الجامع أو عند باب قصر الإمارة أو ند البعير الذي حمل عليه فأخذته الأعراب باطل كله لا حقيقة له و أولاده أعرف بقبره و أولاد كل الناس أعرف بقبور آبائهم من الأجانب و هذا القبر الذي زاره بنوه لما قدموا العراق منهم جعفر بن محمد ع و غيره من أكابرهم و أعيانهم و روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين بإسناد ذكره هناك أن الحسين ع لما سئل أين دفنتم أمير المؤمنين فقال خرجنا به ليلا من منزله بالكوفة حتى مررنا به على مسجد الأشعث حتى انتهينا به إلى الظهر بجنب الغري. و سنذكر خبر مقتله ع فيما بعد. فأما فضائله ع فإنها قد بلغت من العظم و الجلالة و الانتشار و الاشتهار مبلغا يسمج معه التعرض لذكرها و التصدي لتفصيلها فصارت كما قال أبو العيناء لعبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل و المعتمد رأيتني فيما أتعاطى من وصف فضلك كالمخبر عن ضوء النهار الباهر و القمر الزاهر الذي لا يخفى على الناظر فأيقنت أني حيث انتهى بي القول(2/10)


منسوب إلى العجز مقصر عن الغاية فانصرفت عن الثناء عليك إلى الدعاء لك و وكلت الإخبار عنك إلى علم الناس بك. و ما أقول في رجل أقر له أعداؤه و خصومه بالفضل و لم يمكنهم جحد مناقبه شرح نهج البلاغة ج 1 ص : 17و لا كتمان فضائله فقد علمت أنه استولى بنو أمية على سلطان الإسلام في شرق الأرض و غربها و اجتهدوا بكل حيلة في إطفاء نوره و التحريض عليه و وضع المعايب و المثالب له و لعنوه على جميع المنابر و توعدوا مادحيه بل حبسوهم و قتلوهم و منعوا من رواية حديث يتضمن له فضيلة أو يرفع له ذكرا حتى حظروا أن يسمى أحد باسمه فما زاده ذلك إلا رفعة و سموا و كان كالمسك كلما ستر انتشر عرفه و كلما كتم تضوع نشره و كالشمس لا تستر بالراح و كضوء النهار أن حجبت عنه عين واحدة أدركته عيون كثيرة. و ما أقول في رجل تعزى إليه كل فضيلة و تنتهي إليه كل فرقة و تتجاذبه كل طائفة فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها و سابق مضمارها و مجلي حلبتها كل من بزغ فيها بعده فمنه أخذ و له اقتفى و على مثاله احتذى. و قد عرفت أن أشرف العلوم هو العلم الإلهي لأن شرف العلم بشرف المعلوم و معلومه أشرف الموجودات فكان هو أشرف العلوم و من كلامه ع اقتبس و عنه نقل و إليه انتهى و منه ابتدأ فإن المعتزلة الذين هم أهل التوحيد و العدل و أرباب النظر و منهم تعلم الناس هذا الفن تلامذته و أصحابه لأن كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية و أبو هاشم تلميذ أبيه و أبوه تلميذه ع و أما الأشعرية فإنهم ينتمون إلى أبي الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري و هو تلميذ أبي علي الجبائي و أبو علي أحد مشايخ المعتزلة فالأشعرية ينتهون بآخره إلى أستاذ المعتزلة و معلمهم و هو علي بن أبي طالب ع. و أما الإمامية و الزيدية فانتماؤهم إليه ظاهر.(2/11)

3 / 150
ع
En
A+
A-