الإمام الشهيد الناصر للدين عبد الله بن الحسن بن أحمد المهدي العباس بن الحسين بن القاسم بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن القاسم بن محمد الحسني الصنعاني مولده بصنعاء في سنة 1226هـ.
صفته
كان رحمه الله تعالى ربعة من الرجال ليس بالطويل ولا بالقصير يميل إلى السواد واسع الجبين أنجل العينين مشرباً بحمرة دقيق الساقين عظيم الصدر والمنكبين يملأ الصدر مهابةً تظهر على وجهه سمات الفضل والبركة والجلالة وتلوح عليه أنوار النبوة والخلافة وكان صادق اللهجة شديد التحرز عن الكذب.
دراسته ومشائخه
عكف على ملازمة الجامع المقدس بصنعاء من صغره لدرس العلوم وملازمة القراءة مع عفة وطهارة وتحرج عظيم عن أكل الزكاة.
مشائخه: أخذ عن الإمام أحمد بن علي السراجي وعن القاضي عبد الرحمن بن عبد الله المجاهد في الفقه وأخذ عن القاضي عبد الله بن علي بن علي الغالبي في شرح الملحة وشرح الرضي على الحاجبية ومغني اللبيب وفي شرح الغاية وفي الصرف والمنطق والمعاني والبيان والحديث والتفسير وأسمعه على السيد يحيى بن المطهر في كتب الحديث وأسمع على السيد أحمد بن زيد الكبسي شرح التجريد للمؤيد بالله وغيره من كتب الحديث وفي الكشاف وحواشيه وأسمع على السيد أحمد بن يوسف بن الحسين زبارة في الاعتصام وتتمته لشيخه المذكور ومؤلفه في علم الكلام وغير ذلك وأخذ أيضاً عن السيد محمد بن عبد الرب بن محمد بن زيد بن المتوكل عن السيد الإمام الحسين بن علي المؤيد حتى حقق جميع المعارف العلمية ودرس في فنونها.
تلاميذه
القاضي أحمد بن إسماعيل العلفي والسيد محمد أحمد المطاع والقاضي عبد الله بن محمد بن يحيى حنش الذماري والحاج سعد بن على الحاشدي وغيرهم.
كان غزير العلم ترد عليه التساؤلات فيرد عليها، ومن الأسئلة التي وردت علية سؤال عن الشيطان هل يدخل إلى باطن الإنسان أم لا؟ وكان شاعراً شجاعاً.
بيعته وقتاله
وكانت المبايعة العامة له في صنعاء يوم ثالث ذي القعدة سنة 1252هـ فأصلح أمور البلاد والعباد، وفي المحرم سنة 1253هـ وصل إلى صنعاء نحو ثلاثمائة نفر من قبائل برط فخرج لهم صاحب الترجمة بجنده فحاصرهم حتى أذعنوا لتسليم الرهائن للطاعة وعدم النهب والسلب للمسلمين وقام بإخراج قبائل أرحب الذين تغلبوا على حصن عطان وقام بحملة على اليمن الأسفل لإخراج طوائف من بغاة القبائل وعندما وصل إلى إب ثاروا عليه من كل جهة وحاصروه بها حتى اضطر إلى الرجوع إلى صنعاء، واهتم بإحياء معالم الدين والإرشاد.
استشهاده
وفي صباح يوم الاثنين تاسع ربيع الأول سنة 1256هـ خرج إلى وادي ظهر مع مجموعة من العلماء ولما خرج من دار الحجر التي كان يسكنها أطلق عليه بعض الباطنية وغيرهم من أهل همدان الرصاص، فرجع ومن معه إلى دار الحجر فأحاطوا بالدار ثم دخلوها وقتلوه وقتلوا معه القاضي العلامة إسماعيل بن حسين جغمان والسيد صلاح الدين بن محمد بن المنصور والأمير عنبر يسر والأمير طاشخان وقبر بقرية القابل وعمره ثلاثون سنة.
قال فيه المؤرخ محمد بن إسماعيل الكبسي:
وقام من بعده زاكي المناصب من …. أذاق أعداءه كأساً من الصبر
الناصر الحبر عبد الله من شرفت …. به الخلافة بعد التيه والبطر
وطهرت أرض صنعاء من مفاسد في …. أيامه وغدت في زي مفتخر
أزال عنها الخنى والفسق فانشرحت …. صدراً وقد برزت في عرفها العطر
فأعملت عصبة الكفر الملاحدة الأر …. جاس فيه سهام المكر والضرر
وأوردوه حياض المكرمات على …. نهج الحسين وزيد خيرة الخير
ففاز بالضهر بالحسنى على شرف …. المثوى كريماً بلا ذل ولا خدر
فرحمة الله تغشى روحه عدد الشهـ …. ـب المضيئة والأوراق في الشجر
المصدر: مقدمة محقق كتاب الأنموذج للمؤلف نقلا عن كتاب نيل الوطر للعلامة محمد بن محمد زبارة ص 70 ج2 رقم 278
الكتب المتوفرة: