السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
إن لم تخنّي الذاكرة فهذه أول مشاركة لي في هذا المجلس الذي يتفجر من بين جنباته أنوار الرحمة والسكينة، التي تدعو إلى تطهير النفس وتزكيتها ورحض أدران الدنيا عنها.
يجد المكلَّف في نفسه صعوبة الترويض، ويغلبه الظن باستحالة كبح جماح نزوات النفس البشرية الطامحة لاقتراف كل ممنوع، ومع ذلك كله؛ فهو يبذل قصارى جهده – على الأقل من وجهة نظره –. ((إنَّ النفسَ لأمَّـارةٌ بالسوءِ))؛ حقيقة مرَّة، الأمرّ منها وقوع التكليف وحريّة الاختيار، ورفع الموانع والحواجز، ثم حصاد نتائج المقدمات أخيراً في يومٍ ((تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سُكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)). مهما كان إعمالُ المكلَّفِ فكرَه، وإجهادُه خلايا دماغِه، ألفـَـيْـته عاجزاً عن فكِّ رموز هذه النفس وفهم ما غمضَ من بين جوانحها. إنها سهلٌ ممتنع، وضعَ بارئها – الذي هو أعلم بها – مفاتيح ما انغلق منها، ثم ترك المكلَّف واختياره، ((لا أقسم بالنفس اللَّوَّامة)). وكلما انفكَّ رمز كان ذلك بصيص النور لما يتلوَ، وهكذا شيئاً فشيئاً حتى تتشتت قتامة الصورة الضياعيّة، وتتضح الرؤية الإيمانية, فيصبح ليل الدُّجى صبحاً مُسفراً. هنا – وهنا فقط – تشرق الشمس عن معالم الطريق ويستوي سبيله على غير اعْوجاج، في أروع تجَلٍّ للحقيقة المحضة، ((يا أيتها النفسُ المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مَرْضِية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)).
خاطرة في النفس عنها
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 294
- اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
- مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
- اتصال: