رسالة إلى الأخ واصل في ما للإمامة من فضائل

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

رسالة إلى الأخ واصل في ما للإمامة من فضائل

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

صورة

الحمد لله رب العالمين، المنزّه عن مشابهة المخلوقين و المُعتلي عليهم بألوهيته و المتفضل عليهم بربوبيـَّـته. الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبةً و لا ولداً و لم يكن له نظيراً و لا نـِداًّ. الذي جعل النبوة و الرسالة حُجَّةً على الناس؛
{ رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } –النساء:165-. و جعل الإمامة خلفاً للنبوة و تثبيتاً للحُجة إلى يوم الدين؛ { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } –البقرة:124-. و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده و رسوله و صفيُّه من خَلقه، فصلوات ربي و سلامه عليه و على أهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً؛ { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } –الأحزاب:33-، الذين هم سفينة نوح، من ركبها نجى و من تخلف عنها غرق و هوى، و على أزواجه أمهات المؤمنين و على صحابته الميامين و على من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمَّـا بعد ،،،
حملني على كتابة هذه الرسالة الوجيزة ما دار بيني و بين أخي في الله ( واصل بن عطاء ) حول أسباب ضعف الزيدية في عصرنا الحالي. و كان زبدة الرأي عند أخي واصل هو أن الإمامة عند الزيدية هي نقطة الضعف.
قال أخي الحبيب واصل: [نقطة الضعف التي أراها هي نظرية الإمامة من عائلة واحدة ، وهو ما يحمل تمييزا بين خلق الله على أساس لا اعتبار له في الإسلام .
وحل هذه المشكلة هو في نظام شعبي حزبي يتم فيه التنافس بين الناس جميعا على الحرص على صيانة الدين والوطن وتحقيق المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات وإلغاء الفروق الطبقية القائمة على أسس المال أو الجنس .
وفي هذا النظام يتقدم آل محمد مثلهم كباقي الناس فإن كان بينهم من يصلح للإمامة تم انتخابه ، فإن لم يكن كان غيره .
] و قال أيضاً: [أرجو أن نفتح نقاشا علميا حول هذه الأفضلية القائمة على النسب ، والتي أراها فكر جاهلي حاربه الإسلام وأعاده بنو أمية ، وظهر كرد فعل عند أبناء علي ، والأفضلية في الإسلام للعمل ووحده ولا اعتبار للأنساب ، فكلنا لأدم وأدم من تراب .
وإني أحذر إذا لم يتم معالجة هذه المشكلة في الفكر الزيدي ولا أقول بنفيها ولكن بأن يعتمد نظام قائم على اختيار الإمام من بين الناس جميعا فإن كان في آل البيت من يصلح لها قدم وإلا كان غيره ولو كان عبدا حبشيا ، أحذر إذا لم يحدث ذلك فإنه يعني المزيد من الغياب للفكر الزيدي عن الساحة والمزيد من الضعف .
]

و لكي أرد على رأي و مقولة أخي العزيز واصل، سأرتب الكلام و أقسمه إلى عِدَّة نقاط محددة يسهل نقاشها. و يعلم الله أننا لا نريد إلا الخير و لا نريد إثارة نعراتٍ طائفية أو جدالاً سقيماً. و أنا أحترم رأي أخي واصل و أشكره على حسن أدبه و لطفه. و أسأل الله تعالى أن يوفق أمتنا الإسلامية و يصلح ذات بينها و أن ينصرها على من عاداها أو أرادها بسوء، إنه على ذلك لقدير.


و كتبه / أبو مجدالدين الكستباني
السبت 2/12/1424هـ - 24/1/2004م
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

• مسألة الأفضلية و التفضيل.

لا جدال في أن آل محمد - عليهم السلام - قد خصهم الله تعالى بخصائص عديدة، منها ما هو في القرآن الكريم و منها ما روي عن جدهم رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم -. و قد تناولتها الأقلام و الأسفار الموالفة والمخالفة، و الكل يعرفها سواءً سلَّم بها أو جحدها. و لن أطيل في ذكرها، فآيات التطهير و المباهلة و المودة و الولاية و أخبار الكساء و المنزلة و الثقلين و الطير و غيرها معلومة مشهورة.
و لكن الأمر المحزن هو أن الكلام في ما لهم من حق و فضل صار شديد الغرابة و يثير الاشمئزاز عند كثير من المسلمين هداهم الله. و أصبح يُنظر إليه على أنه كلام في فضل عرق و نسب و أنه كلام جاهلي يعود إلى العصور المظلمة. و لعلِّي آتي هنا بكلام نفيس ورد في تصدير مؤسسة الإمام زيد بن علي - عليه السلام - الثقافية لكتاب ( القول المبين في فضائل أهل البيت المطهرين ): [... ولعله من المناسب أن أشير إلى واقع مؤلم، نعيشه اليوم؛ وهو أنه أصبح الكلام في حقوق وفضائل آل محمد من أشد الأمور غرابة، في نظر كثير من المسلمين، وغير المسلمين، المتدينين، وغير المتدينين على السواء. وأصبح لا يُنظر إليه إلا أنه كلام في فضل عرق، أو أسرة، أو سلالة، أو قبيلة. بل قد وصل الحال عند البعض أنه ما إنْ يسمع الكلام في ذلك حتى ينسبها إلى العصور الظلامية، والمجتمعات المتخلفة، التي تشيع فيها الخرافة، والكهنوتية!! فالله المستعان!! وأما في ظل الإيحاءات التي خلقتها وسائل الإعلام حول القرن الواحد والعشرين، وما ينبغي أن يتميز به، فإن الكلام في فضائل أهل البيت عليهم السلام يكون أشد غرابة، وأبعد عن الواقع.

وليتنبه القاريء إلى أن أول معصية عُصي بها الرحمن هي بسبب التفضيل. والذي عصى الله بها كان من العابدين، الخاشعين، العالمين بالله؛ ولم يكن من الكافرين، ولا الفاسقين، ولا المارقين. بل قد بلغ به الحال أن صار يُذكر بين الملائكة، وصار الله يخاطب الملائكة فيتوجه الخطاب نحوه معهم. ومع ذلك فقد سقط عند أمر الله تعالى بأن يقر لآدم عليه السلام بالفضل!! قد سقط لما فكر كما يفكر أولئك اليوم!!

إن الله تعالى خلق الخلق، وجعل لبعضهم فضلا على بعض. وهذه حقيقة قرآنية لا تحتاج إلى كثير توضيح. فالله تعالى فضل بني إسرائيل، وفيهم ما فيهم. وجعل الله تعالى الكتاب في ذرية إبراهيم ونوح مع كون كثير منهم فاسقين. واصطفى الله آل إبراهيم وآل عمران. وفضل الناس على بعض في الرزق، وفضلهم في العلم، وفضَّلهم في الخليقة بين جميل وقبيح، وذكي وبليد. وفضَّلهم في الأحكام فجعل ما للرجل ضعف ما للمرأة، وجعل للمرأة على الرجل حقوقاً، وجعل للرجل على المرأة حقوقاً...

بعد هذا كله، بعد ما نرى الله تعالى يُفَضِّل الخلق على الخلق؛ يأتي بعض الناس وينكرون على من تكلم في فضل أهل البيت عليهم السلام. وهم إذ يقومون بذلك يغفلون عن تلك الحقائق القرآنية، ثم يتمسكون بظواهر أحاديث لم يحسنوا فهمها، كما يتمسكون بشعارات نحو: إن الإسلام دين مساواة؛ ونحو: إنه لا عنصرية في الإسلام. وهم إذ يتمسكون بكل ذلك إنما يخفون حقيقة الأسباب التي تدعوهم للوقوف أمام هذه الحقائق.

وأبرز ما تمسكوا به من الأحاديث الشريفة قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «الناس سواسية كأسنان المشط»؛ وقوله صلى الله وعلى آله وسلم : «لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى».

وبقطع النظر عن سندي الحديثين، وبالنظر إلى متنهما فحسب، فإن على المتدبر أن يدرك أن المساواة ليست في كل شيء، كما إن الفضل قد يكون بغير التقوى.

فأما المساواة فإنا نعلم أن بين الناس تفاوتاً كبيراً في الخلق، وتفاوتاً في الأحكام. وهذا لوضوحه مما لا يحتاج إلى توضيح. وعليه فإن الحديث يشير إلى المساواة في الحدود، والأحكام، والقضاء. فمن ثبت عليه حقاً أو حداً أو حكماً فهو مأخوذ به كائن من كان.

وأما التفاضل بالتقوى فلينظر القاريء: هل كان تفضيل الله تعالى الناس في أرزاقهم &
بعد النظر سيعلم القاريء أن للحديث معنى غير المعنى الذي يذهب إليه البعض؛ فالمعنى الصحيح المستقيم المتفق مع كتاب الله العزيز:

هو أنه لا فضل لأحد على أحد عند الله تعالى إلا بالتقوى والعمل الصالح؛ وهذا المعنى لا يتنافى مع تفضيل الله تعالى بعض الخلق على بعضهم في بعض الأحكام والحقوق، وذلك من باب الابتلاء والامتحان، والاختبار والتمحيص. وعلى هذا فلا تنافي بين القولين: إن الأفضل عند الله تعالى هو الأتقى والأصلح عملاً؛ وإن الله تعالى جعل لأهل البيت حقوقاً على الناس، وميَّزهم بما لم يميز غيرهم.

كما قد يعني الحديث: إنه لا قيمة للفضل إلا مع التقوى. وذلك لأن لفظة: «لا فضل» قد تعني نفي الفضل أصلاً، أو نفي كمال الفضل، أو نفي أثر الفضل. وحرف الجر «بـ» قد يكون للسببية، أي: لا فضل إلا بسبب التقوى. وقد يكون للمعية أي: لا فضل إلا مع التقوى. فأي المعاني اللائقة بالحديث، والتي لا تتعارض مع القرآن الكريم؟ إن المعنى الذي يصح هو أنه لا أثر للفضل إلا إذا كان مع هذا الفضل تقوى.

وأما قولهم الإسلام دين مساواة، فنقول الإسلام دين عدالة، والعدالة أدق واقعاً من المساواه، فالعدالة إيتاء كل ذي حق حقه، وهذا هو الإسلام، فلا يبخس حق ذي حق؛ وأما المساواة فكيف تكون مساواة بين الخلق وهم خُلِقوا متفاوتين؟!

وأما قولهم الإسلام ليس عنصرياً، فلا يوجد بعد اصطفاء الله تعالى لآل إبراهيم وآل عمران، والتفضيل لبني إسرائيل، لا يوجد بعد أن قدَّم الله هذه العنصريات جواب!!


أخيرا نقول:
إن التفضيل جزء مما يبتلي الله تعالى به عباده. إنه تكليف مثله مثل جميع التكاليف، ولكن يتميز عنها جميعاً بصعوبة بالغة. ولعله أشد تكليف من تكاليف الله تعالى لصعوبة الأمر وشدته على النفس. فَمَن مِنَّا الذي يعطي مخلوقاً آخر مثلنا حقوقاً وامتيازاً لمجرد أنه من ذرية فلان أو فلان؟ من ذا الذي يؤمن بحقٍ غير مكتسب؟ بحق ذاتي يأتي بغير كُلفة ولا مشقة؟ لا يؤمن بذلك إلا من خضعت إرادته لله تعالى &نعم!! إن من ابتلاء الله تعالى لعباده ـ جميعهم آل محمد ومن سواهم ـ هو لما اصطفى أهل البيت، فجعلهم: الثقل الأصغر، وسفينة نوح، وباب حطة، ونجوم أهل الأرض، وورثة الكتاب، والمطهرين من الرجس، والمصطفين بين الأمم. فابتلى الله تعالى أهل البيت بأن منحهم ذلك المقام، وجعل لهم تلك المنْزلة. فمن سعى منهم لأن يكون كما أراد الله له، فله الحسنى عند الله تعالى، ومن قصر سقط. وبذلك كان في أهل البيت السابق المجاهد المؤمن، والمقتصد العابد المقصر، والظالم لنفسه بأن لم يسع لنفسه ما جعل الله له، أو بأن تعدى ذلك وفسق وتجبر في الأرض &كما ابتلى الله تعالى أمة محمد بأهل البيت، فأمرهم بطاعتهم، وبالاقتداء بهم، وبالأخذ عنهم، وبعدم التقدم عليهم؛ وبالجملة أمرهم أن ينْزلوهم حيث أنزلهم الله تعالى، وأن يجعلوا لهم ما جعله الله تعالى لهم. فمن أطاع وخضع لله تعالى فله الثواب العظيم، والأجر الوفير، والمغفرة، وكان فعله كفعل بني إسرائيل إذ دخلوا باب حطة. والتشبيه بباب حطة له دلالة على أن الأمر يتطلب تواضعاً، وخضوعا لله تعالى. وأما من نصب العداوة لأهل البيت حسداً لما جعله الله لهم، وذلك بغمط فضائلهم، أو القدح فيهم، أو بصرف الناس عنهم، أو بسفك دمائهم وانتهاك حرماتهم فهو من أهل السخط، والعذاب، &هذا وللكلام ذيول طويلة، أهمها معنى اتباع وتقديم أهل البيت، وكيفيته وغير ذلك من التفصيل الذي نتركه لمناسبة أخرى، فليس القصد من هذه المقدمة إلا وضع البحث التالي في إطاره الحقيقي: إنه بحث في فضل وحق من أمرنا الله بالصلاة عليهم كل يوم
]

و الحق أنني لا أدري ما ذا أقول بعد هذا الكلام الجميل جزى الله صاحبه كل خير فقد وفى و أوفى. و لعل في هذا الكلام الجواب الكامل لقول أخي واصل: [ ... هذه الأفضلية القائمة على النسب ، والتي أراها فكر جاهلي حاربه الإسلام وأعاده بنو أمية ، وظهر كرد فعل عند أبناء علي ، والأفضلية في الإسلام للعمل ووحده ولا اعتبار للأنساب ، فكلنا لأدم وأدم من تراب ...].
آخر تعديل بواسطة أبو مجد الدين في الأحد يناير 25, 2004 2:01 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

• مسألة الإمامة.

الإمامة أصل من أصول الدين عند الزيدية. فالإمام و الخليفة بعد رسول الله - صلى الله عليه و آله و سلم - هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - و من بعده الحسن - عليه السلام - و من بعد الحسن الحسين - عليه السلام - و من بعدهم من قام من أحد البطنين و دعا لنفسه و استكمل شروط الإمامة. و الأدلة على الإمامة مستوفاة في كتب الأئمة و أتباعهم - رضي الله تعالى عنهم أجمعين -، و من أراد الاستزادة فمواقع الإنترنت قد عرضها الإخوة في هذا المنتدى الشريف و كذلك يمكن طلب الكتب من مؤسسة الإمام زيد بن علي - عليه السلام - الثقافية عبر البريد الإلكتروني فجزاهم الله كل خير.
نعم، و الإمامة تكليف و تفضيل و هي رحمة للناس، تجمعهم من الشتات تحت إمْرَة رجل واحد لديه من الصفات الجياد و الأخلاق النبوية ما يؤهله لقيادة الأمة و تسيير شؤونها و الدفاع عن حماها و ممتلكاتها. و ذلك ليس كمن لا دين له و لا خُلُق، استجمع من المال ما إن مفاتحه لتنوءُ بالعصبة ثم اشترى الذمم و غرَّر بالرعاع و قاد حملته التخريبية؛ و التي أطلق عليها زوراً و بهتاناً " حملة انتخابية ". و هذا حاصل في كل أصقاع المعمورة، حتى في الولايات المتحدة الأمريكية التي يزعمون أنها بلد الديمقراطية، فالرئيس لكي يصبح رئيساً لابد أن يكون صاحب ثروة فاحشة تمكنه من تغطية مصروفات حملته الانتخابية، من حفلات و لقاءات و شراء للذمم و ما إلى ذلك. و لعل هذا المعتوه " جورج بوش " أكبر دليل على ذلك فهو من أصحاب الأسهم و الشركات البترولية في بلاده. و عندنا في العالم الإسلامي أكبر من ذلك و أشنع.
إن الإمامة تجسد الديمقراطية الإلهية الحقَّة، نعم، الديمقراطية التي تدعوا إلى تشاور أهل العلم و المعرفة في ما إذا كان هذا الذي دعا بالإمامة لنفسه صالحاً لها مستوفياً لشروطها، من دون إشراك الهمج الرعاع الذين تُشترى أصواتهم في سوق النخاسة. العلماء هم أعرف و أفهم، و لعلنا نجد في التأريخ الزيدي العديد من الأئمة - عليهم السلام - الذين استجوبهم العلماء و اختبروهم و لمـَّا رأوا منهم الفهم و الشجاعة و السجايا المحمدية أجمعوا رأيهم و بايعوه إماماً للأمة. و من أبرز الأئمة الذين جرى عليهم ذلك، إمام اليمن الهادي إلى الحق - عليه السلام -، فقد دخل عليه سبعون عالماً سألوه في جميع العلوم، منقولها و المفهوم بهرهم بعلمه و فهمه و شجاعته و نبيل خُلقه. و من مأثور كلامه - عليه السلام - : ( يا أهل اليمن لكم علي ثلاث: أن أحكم فيكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن أقدمكم عند العطاء، وأتقدمكم عند اللقاء، ولي عليكم: النصح، والطاعة ما أطعت الله )، ذكر ذلك سيدي العلامة الحجة مجدالدين المؤيدي - رضوان الله تعالى عليه -.
شروط الإمامة :-
قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين - عليه السلام - واصفاً الإمام : (وأن الإمام من بعد الحسن والحسين من ذريتهما من سار بسيرتهما، وكان مثلهما، واحتذى بحذوهما، فكان ورعاً تقياً، صحيحاً نقياً، وفي أمر الله سبحانه مجاهداً، وفي حطام الدنيا زاهداً، وكان فهماً لما يحتاج إليه، عالماً بتفسير ما يرد عليه، شجاعاً كمياً، بذولاً سخياً، رؤوفاً بالرعية، متعطفاً متحنناً حليماً، مساوياً لهم بنفسه، مشاوراً لهم في أمره، غير مستأثر عليهم، ولا حاكم بغير حكم الله فيهم، قائماً شاهراً لنفسه، رافعاً لرايته مجتهداً، مفرقاً للدعاة في البلاد، غير مقصر في تأليف العباد، مخيفاً للظالمين، مؤمناً للمؤمنين، لا يأمن الفاسقين ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى إهلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعو إلى جهادهم القبائل، متشرداً عنهم، خائفاً منهم، لا يردعه عن أمور الله ولا يمنعه عن الاجتهاد عليهم كثرة الإرجاف، شمري مشمر، مجتهد غير مقصر.
فمن كان كذلك من ذرية الحسن والحسين فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته ... ) إلى آخر كلامه - عليه السلام -.
فانظر يا أخي واصل و تأمل، هل تستطيع أن تخرج لي رئيساً أو ملكاً أو أميراً يحمل هذه المواصفات ؟ لا أظن ذلك.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و صلى الله و سلم و بارك على محمد و آله و صحبه
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

حيدرة الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 144
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 4:49 pm

أحسن الله اليكم

مشاركة بواسطة حيدرة الحسني »

بارك الله فيكم

هذا الكلام من أجود ما قرأت و أفكاره مرتبة و واضحة.

اللهم أهدنا لما أختلف فيه من الحق باذنك.
قال عبد اللّه بن بابك: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل قال: يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: واللّه لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الاَرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن اللّه أصلح بين أُمّة محمّد (ص)

حيدرة الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 144
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 4:49 pm

أحسن الله اليكم

مشاركة بواسطة حيدرة الحسني »

بارك الله فيكم

هذا الكلام من أجود ما قرأت و أفكاره مرتبة و واضحة. و هو استدلال عقلاني.

و هناك استدلال نقلي و هو حديث الثقلين و غيره.

اللهم أهدنا لما أختلف فيه من الحق باذنك.
قال عبد اللّه بن بابك: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل قال: يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: واللّه لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الاَرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن اللّه أصلح بين أُمّة محمّد (ص)

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

تعقيب بأبيات شعريه

مشاركة بواسطة المتوكل »

بسم الله الرحمن الرحيم
قرأ العلامه / مجدالدين المؤيدي ( حفظهم الله ) ، قصيده في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم للشاعر الكبير / أحمد شوقي ، قال في آخر هذه القصيده :

فرسمت بعدك للعباد حكومةً ........... لا سادةٌ فيها ولا أمراءُ
الله فيها فوق العباد وحده ............. والناس تحت لوائه أكفاءُ
ــــــــــ
فأجاب سيدي العلامه / مجدالدين المؤيدي ( حفظهم الله أطال في عمرهم ) قائلاً :

حكم الكتاب ونص سنة أحمد .................... دع عنك ما تهذي به الشعراءُ
حكماً برغم الجاحدين بحكمه .................... بالإختيار(1) فلا يردُ قضـاءُ
والإصطفاءُ (2) ورفع بعضكم على .............. بعض (3) أتى فالتخسأ الأهواءُ
أفحكم لينين الكفور وحزبــه ................ أم شرعهُ حنفيةٌ غـــراءُ
رسلُ الإله تفاوتت درجاتهم (4) ................ وجميعهم في فضله شركاءُ
ونساءُ أحمد لسن مثل نسائكم (5) ............. حكم النساء كذا فما الأبناءُ
والناس في الخبر الصحيح معادنٌ (6) .............نص صريح ليس فيه خفاءُ
وحديث أن الله جل قد إصطفى (7) ............ ذريةً وردت بها الأنبــاءُ
لكن ذا التفضيل ليس بنافـــع .............. إلا مع التقوى فتلك وقاءُ
والناس كالأسنان (8) فيما عمهم .............أحكامهم وحسابهم وجزاءُ
ــــــــــــــــــــ
(1) إشارةً إلى قوله تعالى : ( ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة في أمرهم ) .
(2) إشارةً لقوله تعالى :( إن الله اصطفى آدم ونوح وآل إبراهيم آل عمران على العالمين ....... ) .
(3) إشارةًلقوله تعالى :( ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات ............)
(4) إشارةً لقوله تعالى :( وتلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ........)
(5) " " " " :( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ............)
(6) إشارةً لقوله صلى الله عليه وآله :( الناس في الدنيا معادنٌ كمعادن الذهب والفضه ، خيارهم .............)
(7) " " " " " " : (إن الله قد اصطفى ولد إبراهيم إسماعيل ، ومن ولد إسماعيل كنانه ، ومن كنانة قريشاً ، ومن قريش بني هاشم ، وإصطفاني من بني هاشم ، فأنا خيار من خيار من خيار )
(8) إشارة لقوله صلى الله عليه وآله :( الناس سواسية كأسنان المشط )
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذه مداخله مني بمناسبة هذا الموضوع .

والله وحده من وراء القصد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صورة
صورة

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

الأخ حيدرة شكراً على المرور ...
الأخ المتوكل شكراً على المرور و المداخلة ...
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

تعقيب

مشاركة بواسطة المتوكل »

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : ((وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)) [القصص:68]
وقال عز من قائل :((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا)) [النساء:54].
وصلوات ربي وسلامه وتحياته وبركاته على سيد الخلق أجمعين أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وعلى آلـــــــه الطيبين الطاهرين .
أما بعد :
أريد أن أضيف إلى ما قام الأخوه بذكره سابقاً عن موضوع الإمامه ، أن التفاوت بين الناس ( في الدنيا طبعاً ) وإصطفاء الله تعالى لبعض خلقه ، هو من باب الإمتحان والتمحيص والإبتلاء .
كما أود أن أضيف إلى مجموعة الإدله التي ذكرت سابقاً ، مسألة تحريم الزكاه على بني هاشم ، وبالـتأكيد فإن ذلك يؤكد ويعزز من موضوع تفاوت الناس في الدنيا .
ولا ننسى جميعاً أن أول معصيه لله تعالى كانت نتيجه لهذا الإمتحان والتمحيص ، وهي معصية إبليس اللعين برفضه السجود لأجل آدم عليه السلام . وبرفضه لأمر السجود ذاك ، نال غضب الله تعالى .
ــــــــ
أريد أن أسأل الأخ الكريم الفاضل / واصل بن عطاء ، والذي قال :[نقطة الضعف التي أراها هي نظرية الإمامة من عائلة واحدة ، وهو ما يحمل تمييزا بين خلق الله على أساس لا اعتبار له في الإسلام .
إرجع إلى قوله تعالى ، مخاطباً نبيه إبراهيم عليه السلام :( إني جاعلك للناس إماما ، قال ومن ذريتي ..........) .
وقل لي يا أخي الكريم ، هل طلب سيدنا إبراهيم فيه خطأ ( تميز بين خلق الله ) ، وهل أنكر الله تعالى عليه ذلك ؟

كما أريد من أخي الفاضل / واصل بن عطاء ، أن يعطيني التفسير الصحيح من منظور العدل والتوحيد ، لقوله تعالى : ((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ..)) [آل عمران:26] .
وبعد أن أقرأ تفسيركم لهذه الآيه ، سوف نكمل حوارنا إنشاء الله ، وسوف تتضح المسأله بشكل كامل إنشاء الله .
ـــــــــــــــــــــــ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


بلى أنا مشتاقٌ وعندي لوعـةٌ ...................... ولكن لأمر دونه الأنجمُ الزهـرُ
صورة
صورة

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

بسم الله الرحمن الرحيم
أرجو التمهل علي قليلا في الرد ، فقد توفيت أختي يوم الأحد 25/1/2004 ولازلنا في أيام العزاء والتي قل الضغط فيها من اليوم الثالث (أمس الثلاثاء) .
وأشكر لكم اهتمامكم بما أقول ، وأرجو التوقف بالموضوع عند هذا الحد حتى عودتي .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

أبو مجد الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 294
اشترك في: الأحد ديسمبر 21, 2003 6:17 pm
مكان: الـمَـدْحِـيـَّـة
اتصال:

لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

مشاركة بواسطة أبو مجد الدين »

لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ،،،
تقبل تعزياتي إليك أخي العزيز واصل، و أسأل الله تعالى أن يتقبل فقيدتكم و يدخلها فسيح جناته، و أن يلهمكم الصبر و السلوان و أن يهوِّن عليكم مصابكم ... آمـيـن
_____________________________________

أطلب من الإخوة الأعضاء و الزوّار الفاتحة و الإخلاص .. نهدي ثوابها و بركاتها إلى روح نبينا و آله - صلوات الله عليهم و سلامه -، ثم إلى روح المتوفاه و أن يغفر لها الله تعالى و يعصم قلوب أهلها و ذويها.

اللهم أعِنَّـا على ما أعنتها عليه .. اللهم أعِنَّـا على ما أعنتها عليه .. آمـيـن اللهم آمـيـن
صورة


لن أنســـــــــــــــــــــــاك

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

أخي الكريم واصل
عظم الله أجركم ورحم الله ميتكم، وحشرها في زمرة الأنبياء والصديقين والطيبين من آل محمد. وألهمكم الصبر والسلوان، بحرمة الفاتحة إلى روح النبي وآل النبي.
أخوكم
عبدالله بن محمد حميدالدين

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

وهم إذ يتمسكون بكل ذلك إنما يخفون حقيقة الأسباب التي تدعوهم للوقوف أمام هذه الحقائق
رغم ثقتي أنني لست مقصودا بهذه العبارة ، لكن ينبغي أن أوضح أولا أنه ليس لدي أسباب تدفعني إلى القول بأنه لا فضل إلا للعمل ، وإن كنت شابا فقيرا ابن فقير ولا نسب وعائلة لي أفخر بها ، ولكن هذا الأمر لم يشعرني بنقص أبدا خاصا أننا في مصر خاصة في المدن لا اهتمام لنا كثيرا بالعائلات إلا بما تقدمه من مصالح لذويها .
نأتي الآن للدخول في الموضوع ونبدأ كما بدأ الأخ الكستباني بموضوع التفضيل :
تم الاستشهاد بنصوص حول التفضيل منها ما تحدث عن تفضيل الله لبني إسرائيل (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين ) وأسأل :-
بم فضلهم الله ، وما وجه هذا التفضيل ، وعلى من ؟؟
هل فضلهم الله بأن جعل فيهم الكثير من الرسالات ؟؟
لو تدبرنا كتاب الله لعلمنا أن (الله أعلم حيث يجعل رسالته ) وأفعال الله الحكيم تأتي على وجه من الحكمة وليست كأفعال البشر قد تنبع من هوى أو ميل ، وسنجد أن إرسال أكثر من رسول في الأمة الواحدة دليل على جحودها وليس فضلا لها .
ثم هل أرسل الله رسولا لبني إسرائيل وترك بقية العالم في ضلال دون رسالة ؟؟
هل اختار بني إسرائيل فقط ليكونوا عباده وأهمل الباقين ؟؟ أم أرسل رسل إلى كل الأمم فأرسل للعرب صالحا وهودا (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ، رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما )
إذن فتفضيل الله ليس بإرسال رسل منهم ، كما أن الله العادل لن يختصهم بالرسالة ، كيف وقد نصت الآيات على أن موسى أرسل إلى فرعون (لعله يذكر أو يخشى ) وقد آمن رجل من مصر وامرأة فرعون وهي ليست من بني إسرائيل .
لكن الله فضل بني إسرائيل بأعمالهم وقتها وبتقبلهم لرسالة الله (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ياخذون عرض هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا وان ياتهم عرض مثله ياخذوه الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا ما فيه والدار الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون )
أما الرزق فهو أيضا بالعمل ، فالله رزق الناس جميعا بما خلقه في الأرض من خيرات وضمن لكل إنسان رزقه إن سعى إليه وإن تم القسمة بين الناس بالحق لكن هناك من استولوا على أرزاق الناس واستأثروا بمال الله .
أما تفضيل الرجل على المرأة فيمكنك أن تذهب لأي امرأة واسألها هل تفضلين أن الله خلقك رجلا وسترى إجابتها .
موضوع الإمامة سأكمله غدا بإذن الله
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

قبل الدخول في مسألة الإمامة أكمل في موضوع التفضيل .
كما أوضحت بفهمي البسيط أنه لا تفضيل كان لبني إسرائيل ولا غيرهم من الأمم مستشهدا بالآي الحكيم ، أكمل استفسار أخي المتوكل عن سؤال سيدنا إبراهيم (ومن ذريتي ) فأقول أن سيدنا إبراهيم كان يود ككل إنسان أن يكون له ولد وأن يضمن لأولاده الهداية من بعده ولذلك دعى أن يكون في أبنائه من إسماعيل نبيا (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم ) ومن بعده كان الأنبياء حريصون على إيمان أبنائهم (ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون )
فما الغرابة في طلبه أن يكون من ذريته أئمة هدى ؟؟
ثم أن قوله ومن ذريتي يفيد أن هناك أئمة هدى من غير ذرية إبراهيم عليه السلام ، واشترط لكي يكون من ذريته شرطا واحدا هو العمل .
أما ( قل اللهم مالك الملك ..) الآية .
فتفسيري لها لن يكون تفسير يزيد بن معاوية عندما قتل الحسين برر جريمته أن الحسين جهل هذه الآية !!
بل ما أفهمه أن الآية كغيرها من الآيات تؤكد الملكية المطلقة لله سبحانه وتعالى ، وأنه غالب غير مغلوب ، حتى في عدم رضاه للأمر ، كالظلم مثلا فإن الله لو شاء لآمن من في الأرض جميعا لكن (ولا يحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لانفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين ) .. (وأملي لهم إن كيدي متين )
أما عن أفضلية هذه الأمة فهو أمر صرح به القرآن أن خيرية هذه الأمة مشروط بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) وبغير القيام بذلك الدور لا خيرية لهذه الأمة ، والأمر نفسه في الأمم السابقة كبني إسرائيل (لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)
وماذا بعد ؟؟؟؟
هل في كتاب الله حجة للفكر القبلي القائم على التفضيل على أساس الجنس ؟؟ أعتقد لا .
أما محبة آل البيت فهي أمر يدخل ضمن محبة الصالحين والمصلحين ، وكذلك بغض الفاسد منهم كحكام الأردن العملاء أو أصحاب العمائم السوداء وأسود منها قلوبهم المتعاونين مع المحتل الأمريكي في العراق.
أما الإمامة ..
فلا أدرى ما شأني بما يسمى بالديموقراطية والتي ليس لها مظهرا واحدا ؟؟
مالي والنظام الرأسمالي الأمريكي المستغل واللا أخلاقي القائم على استعباد الناس وامتصاص دمائهم ؟؟
أنا أحارب الطبقية القائمة على الأسس القبلية فهل يعني ذلك أن أدافع عن الطبقية القائمة على أسس المال المسلوب من عرق الفقراء .
أنا لا يعنيني سوى تحقيق العدل بصورته التي صورها لنا القرآن الكريم ، والتي يمكننا أن نبني على أساسها نظام سياسي واقتصادي متغير وفقا لمعتطيات الزمان والمكان .
أما عن شروط الإمام الهادي فلقد وضعتها في أكثر من منتدى تعبيرا عن الفكر الاسلامي الحقيقي الذي لا يقر بالحاكم الفاسد ويؤكد على مباديء الشورى والمساواة .
لكن شرط النسب لا اعتبار له لأنه يهدم كل ذلك .
وأخيرا أريد أن أوضح أمرا هاما .
أنا لا أريد أن أهدم نظرية الإمامة الزيدية ...... لا والله .
بل هي تجربة فريدة نظريا وعمليا ، لا يوجد عند المعتزلة ولا السنة ولا الإمامية مثلها لا نظريا ولا عمليا .
لكن وضعها في قوالب جامدة يضر بها ، ويجب أن يحسن تقديمها وهذا ما نجده في كتابات الأستاذ عبد الله حميد الدين مثلا .
أما مسألة النسب فلا أريد أن يتخلى عنها الزيدية ، لكن كثرة الحديث عنها ستضر بالفكر الزيدي ، وماذا على الزيدية لو قالوا أنه إن لم يوجد من يصلح للإمامة في عصر من آل البيت جاز مبايعة العادل من غيرهم ، ماذا عليهم ما دام لا يخلوا عصر من عدول وعلماء من آل البيت وهذه حقيقة أقرها ، ففي هذا العص الكثير ممن يصلح لذلك .
ولنأخذ مثلا ثورة الخميني رحمه الله والنظرية التي تبنتها وهي نظرية ولاية الفقيه التي لم تشترط في الفقيه الولي أن يكون من آل البيت ، لكنا الآن نرى أن الخميني وخليفته من أبناء الحسين بل وكذلك رئيس الدولة من أبناء الحسن .
كذلك حزب الله لم يشترط في رئيسه أن يكون من آل البيت لكن زعيماه سواء الشهيد عباس الموسوي أو لسيد حسن نصر الله نصره الله من آل البيت .
فلم الخوف إذن ؟؟
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

اوافق الأخ الفاضل واصل في ان مسألة الإمامة بشكلها المطروح عند متأخري الزيدية هي من اهم أسباب تعثر الفكر الزيدي. وأضيف إليها مسألة التفضيل.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

تعقيب

مشاركة بواسطة المتوكل »

الأخ / محمد يحيى سالم عزان الأكرم
بعد التحيه
إن مسألة الإمامه ، لم يقم بإستحداثها متأخروا الزيديه كما ذكرت !!!!!!!!!!!!!!!! ؟؟؟؟
بل أنها من مسائل الأصول في الفكر الزيدي .
وكما يقول الإمام علي عليه السلام : ( لا تنظر إلى من يقول ، ولكن إنظر إلى ما يقول ) .
فبما أنه يحرم التقليد في أصول الدين ، فيجب علينا جميعاً ، أن نناقش هذه المسأله بغض النظر عمن قال بها .
ـــــ
يقول الإمام الهادي يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) في مجموع رسائله ما لفظه :
ثم يجب عليه أن يعلم أن الإمامة لا تجوز إلا في ولد الحسن والحسين؛ بتفضيل الله لهما، وجعله ذلك فيهما، وفي ذريتهما، حيث يقول تبارك وتعالى: &
فكانت النبوة والإمامة والوصية والملك في ولد إبراهيم صلى الله عليه، إلى أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وعلى آله فأفضت النبوة إليه، وختم الله الأنبياء به، وجعله خاتم النبيين وسيد المرسلين، وقال: &
ثم قال سبحانه: &
وقال: &
وكان فيما بين الله عز وجل لخليله إبراهيم صلى الله عليه؛ إذ قال إبراهيم: &
وأن الإمام من بعد الحسن والحسين من ذريتهما من سار بسيرتهما، وكان مثلهما، واحتذى بحذوهما، فكان ورعاً تقياً، صحيحاً نقياً، وفي أمر الله سبحانه مجاهداً، وفي حطام الدنيا زاهداً، وكان فهماً لما يحتاج إليه، عالماً بتفسير ما يرد عليه، شجاعاً كمياً، بذولاً سخياً، رؤوفاً بالرعية، متعطفاً متحنناً حليماً، مساوياً لهم بنفسه، مشاوراً لهم في أمره، غير مستأثر عليهم، ولا حاكم بغير حكم الله فيهم، قائماً شاهراً لنفسه، رافعاً لرايته مجتهداً، مفرقاً للدعاة في البلاد، غير مقصر في تأليف العباد، مخيفاً للظالمين، مؤمناً للمؤمنين، لا يأمن الفاسقين ولا يأمنونه، بل يطلبهم ويطلبونه، قد باينهم وباينوه، وناصبهم وناصبوه، فهم له خائفون، وعلى إهلاكه جاهدون، يبغيهم الغوائل، ويدعو إلى جهادهم القبائل، متشرداً عنهم، خائفاً منهم، لا يردعه عن أمور الله ولا يمنعه عن الاجتهاد عليهم كثرة الإرجاف، شمري مشمر، مجتهد غير مقصر.

فمن كان كذلك من ذرية الحسن والحسين فهو الإمام المفترضة طاعته، الواجبة على الأمة نصرته،
ـــــــــــــــ
أما الأخ / واصل بن عطاء الأكرم
فأرجوا أن توضحوا تفسير الآيه : ( قل اللهم مالك الملك تأتي الملك من تشاء ............ ) ، بشكل أكثر وضوحاً ،، ،، إذا سمحتم وتكرمتم . لكي نناقش المسأله بشكل أكثر وضوحاً .
ـــــــــ
أضيف مجدداً ،، أن إبليس كان من العباد ،، لدرجه إرتقى بها إلى مرتبة الملائكه ، ولكن في لحظة كـبـر ،
رفض بها الأمتثال لأمر الله عز وجل ،،،، صارت كل تلك العباده هباءً منثوراً .
ـــــــــــــــــــ
وللموضوع بقيه أنشاء الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“