لك الله يا رفح ...

[أبو مجد الدين]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى

بينما كنت أشاهد قناة الجزيرة، وإذا بمشهد يظهر فيه مُفَوَّض الأمم المتحدة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – بيتر هانسون – وهو يبكي أثناء تجوله في رفح. نعم يبكي يا إخوان! كيف لا يبكي وهو يشاهد تلك الانتهاكات البشعة والمأساة الإنسانية التي عاشتها وتعيشها رفح الصامدة. بالفعل إنها مأساة بكل المقاييس، ومما زاد حزني وكُلمي أن بيتر هانسون هو أول من زارها – قبل أي مسؤول فلسطيني أو عربي – وذرفت عيناه لِما رأى، ثم تذكرتُ استماتة الحكومة المصرية للتوسط في أشلاء جِيَف الصهاينة ولم تحرك ساكناً إزاء مجازر رفح – طبعاً ليست الحكومة المصرية وحدها، فكلٌ في الجُرْم مشترك – فزاد حزني أضعافاً مضاعفة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

وكان من أضعف الإيمان، أن جادت قريحتي المكلومة والمتواضعة بهذه الكلمات المنثورة – ولو أنـّي لست من أهل الشعر وقارضيه –. وأتوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى وبمحمد وآله – صلى الله عليهم وسلم – أن يرفع عن أمتنا ضعفها وهوانها وأن ينصر إخواننا المستضعفين في كل مكان عامة وفي فلسطين خاصة، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم وتحنن على محمد وعلى آل محمد ... سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

لك الله يا رفح ... لك الله لم تَجِدي لكِ باكياً
لك الله يا رفح ... لم تذرف عليك عين العطف دمعاً
لك الله يا رفح ... بل ذرفت عليك عين الظُلم جمراً
لك الله يا رفح ... أين دمع قد غدا باكياً ... على جِيَف اليهود وأشلائها
لك الله يا رفح ... لك الله لم تجدي لأشلائك ململماً ... ولا لجراحك مضمداً
لك الله يا رفح ... ألأجل جيفة صهيوني قامت دُوَل ... وأنت بالجوار مضرجة بالدم
لك الله يا رفح ... بكى قلبي عليك قبل عيني ... وليت البكاء يشفي حرقتي
لك الله يا رفح ... مكلومةٌ ... صامدةٌ ... بانتظار فجر يجلو غياهب الظُلَم
لك الله يا رفح ... بإذن الله منتصرة ... لك الله يا رفح