الأخ الغزالي:
* ما ذكره السيد الوزير من اشتراط صحت ولاية أبي بكر ؛ وارد لتصحيح تصرفه في فدك، لا لقبول حكمه. وبيعة أكثر المسلمين له تجعل لافته صحيحة. وتفصيل هذا لس موضوع بحثنا هذا.
* وتبريرك غضب الشيعة على الشيخين بغضب الزهراء عليهما؛ غير دقيق، من وجين: 1 ـ أنا لانسلم غضب فاطمة، وإن سُلم أنها وجدت فيجب أن لا يتاجوز الشيعة ذلك إلى السب والبراءة. 2 ـ أن أبا بكر قد أبدى عذره بأنه سمع رسول الله يقول: « لا نورث ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال ». ولا يجوز له أن يخالف ما سمع؛ لأنه قطعي بالنسبة له. فلا يلام أبو بكر على التزامه بتطبيق ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
* أما قولك ـ وإن لم يكن موضعنا ـ : فأننا نريد اتّباع من لا يخطئ ولا نتبع المخطئ فهل لك اعتراض علينا؟ ... فليس لي إعتراض عليكم ، ولكنني أسأل عن أنبيائكم الذين لا يخطئون، هل هم غير الأنبياء الذين ذكرهم الله في القرآن، وذكر لنا أخطاءهم.
الواقع اننى سعيد بعودتك للمشاركة استاذنا عزان , و لم اعرف مثل الاستاذ عزان فى الادب فى الحوار , و الحلم و عدم التعصب ,و ما يفيض به قلمه من حب للمخالفين و حرص على تقريب الامة
انا يا مولانا لا اتبنى كل اراء الامامية لكن اعترض بشدة على اصراركم على نعت الامامية و من وافقهم من الزيدية بالغلاة ,لانهم ما تبنوا رايا فى المسالة الا استنادا الى ادلة من القران و السنة و العقل و هبهم اخطاوا فهذا لا يسوغ رميهم بالغلو
بل هم زيدية وفقا لرؤيتكم عن اصول الفكر الزيدى
مسالة الشيخين فرقت و مزقت الامة و اهتمامكم بها جيد, لكن هناك قضايا اهم و اولى و تحتاج الى قلمكم
و فى نظرى القاصر فان افضل وسيلة لحل المشكلة طالما انه لا بد من بحثها ان نناقش موقف الشيخين من النص
هل كانا يتعمدان مخالفة النصوص ؟
اعتقادى ان مخالفتهم للنصوص متعددة و ليس فى مسالة الخلافة فقط , و افضل ما يقال فى ذلك - و هو ما يقوله بعض علماء الامامية - ان سبب تلك المخالفات هو ترجيحهم لمصلحة للاسلام متوهمة على النص
لكنهما مع ذلك كانا يحترمان النص و يحتجون به فى امور كثيرة ,كما فى مسالة الميراث و فدك و غيرهما
و هذه نقطة مهمة تبين انهما على عكس ما يتصور عوام الامامية لم يكونوا يتمردون على حكم الله و رسوله بصراحة و عناد , بدليل انهما عندما رفضا اعطاء فاطمة ما طلبت احتجا بحديث و نص
يقول السيد الخوئى و هو امامى متشدد فى نظر البعض :
"وأما احتمال تحريف الشيخين للقرآن - عمدا - في الايات التي لا تمس بزعامتهما ، وزعامة أصحابهما فهو بعيد في نفسه ، إذ لا غرض لهما في ذلك ، على أن ذلك مقطوع بعدمه ، وكيف يمكن وقوع التحريف منهما مع أن الخلافة كانت مبتنية على السياسة ، وإظهار الاهتمام بأمر الدين ؟ "
فخلافتهما كانت مبنية على اظهار الاهتمام بامر الدين
لذا فالعبد الفقير يعتقد انهما عندما خالفا النص على امامة على ع -و هو فى اعتقادى نص قطعى الدلالة على امامته -لم يخالفاه -حملا لهما على السلامة -الا لاحد سببين او لكليهما :
اما لظنهما ان مصلحة الدين تقتضى ذلك ,و هو افضل ما يقال فيهما كما قال الامام محمد بن عبد الله الوزير
و اما لظنهما ان نص الغدير قد نسخ بحديث " إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا " او ان الحديث يدل على ان الله لا يريد تولى اهل البيت للخلافة , و هو الحديث الذى ذكر سليم بن قيس فى كتابه- المطعون من البعض فى صحة بعض ما فيه - ان الشيخين احتجا به
و الجمع بين السببين قريب
لكن لا شك فى نظرى فى ان اقصائهما للامام على عن خلافة النبى ص كان سببا فى ضلال الامة ,و سببا فى كل الفتن التى وقعت بعد ذلك و شرها فتنة اختلاف الامة فى فهم كتاب ربها
و كما قال ابى ابن كعب رحمه الله - و الراجح وفاته فى خلافة عمر - : هلك اهل العقدة , و الله ما عليهم آسى و لكن آسى على من اضلوا من المسلمين
و كما قال ابن عباس : الرزية كل الرزية ما منع رسول الله ص ان يكتب كتابه يوم الخميس
فكل شر كان سببه السقيفة كما قال بعض الزيدية
و الحكم لله العلى الكبير
و هناك اشكالات على رايكم كان لا بد من بحثها :
- لماذا لم تعرف الزهراء ع هذه الاحاديث التى جاء بها ابو بكر , اى كيف لم يخبرها النبى بذلك بينما اختص ابا بكر بالاخبار ؟
- ماذا عن خطبة الزهراء الشهيرة ؟ و دفنها ليلا ؟ و كيف مع ذلك لا تسلم بانها غضبت ؟
و اين الماثور عن ائمة الزيدية : كانت لنا ام صديقة ماتت غاضبة من اناس و نحن غاضبون لغضبها ؟
اما مسالة اخطاء الانبياء فعقيدة الامامية هى :
1- الانبياء والرُسُل مصونون ومعصومون من كلّ معصية وذَنب، وإنّما يثق الناس بصدق دعوى الانبياء، ويطمئنُّون إليهم ويَقبَلون كلامهم إذا كانوا مُبرّأَين ومصونين من المعصية والذنب. إنّ الانبياء رجالٌ مهدِيُّون، ولا يجتمع مقامهم العلميّ والمعنوي الرفيع مع الضلالة والزلل
2-
- استنباط عدم عصمة الانبياء ـ من بعض الايات القرآنية ـ هو في الحقيقة قضاء متسرّع، وحكم متعجّل ينبغي التجنب عنه، ولاجل عدم الوقوع في هذا الامر، يُفسَّر هذا النمط من الايات في ضوء ملاحظة القرائن الموجودة في نفس الايات.
و المسائل السابقة تحتاج الى مزيد تحقيق و بحث لكن المشاغل كثيرة للاسف
و دمتم فى رعاية الله