هوامش على كتاب الزيدية قراءة في المشروع (المطرفية)

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

أخي أبو المجد كلامك صحيح وقد أفادك الأخ حسن زيد

أخي الحسن:
* يبدو أن الموضوع الذي ذكرتُه آنفا هو أساس الخلاف بين المطرفية والمخترعة، وإليه مرجع كثير من الجدل بينهم.

* جواب سؤالك عن النبوة هو فرع على تسليم صحة ما نسب إليهم من القول بمطلق الاكتساب. وقد نقلت في تعقيبي على أخي واصل كلام البرهان في المسألة، فراجعه.

* أما المحلي فإليك ترجمته من كتاب اعلام المؤلفين الزيدية للإستاذ الوجيه:
سليمان المحلي [ … ـ ق6هـ ] سليمان بن محمد بن أحمد المحلي زيدي، مطرفي. كان من كبار علماء المطرفية. قال الحبشي: ولعله عاش أثناء القرن السادس الهجري. وقال السيد يحيى بن الحسين في المستطاب: من علماء المطرفية ومن المتأخرين منهم.
ومن مؤلفاته: البرهان الرايق المخلص من ورط المضايق (يتضمن أعتقاد أهل مذهبه من المطرفية فيما وافق مذهب الإمام الهادي (ع) ـ خ ـ خطت في القرن السادس الهجري في 241ورقة برقم 673 مكتبة الإوقاف الجامع الكبير، مصور بدار الكتب المصرية رقم 146.
المصادر: مصادر التراث للحبشي101، المستطاب ـ خ ـ، مؤلفات الزيدية 1/204 رقم (553).

* لم أكذبك - أعزك الله - فيما ذكرت عن تحريم المسكر، ولكني ذكرت ما أراه صوابا، ولو تأملت ما جاء في ذكر تحريم المسكر، لوجدت أنه جاء في سياق الوصف بالحرام لا الحكم بالحرمة، أي هل يوصف الله تعالى بالحرام باعتباره المسكر، أم أن الخمر هو الذي يوصف بذلك. وهو ما قصدته بقولي : (وإنما تحدثوا عن نسبة الإسكار: هل المسكر هو الله؟ أم المسكر هو الخمر؟ ).
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

حسن زيد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 266
اشترك في: الأربعاء فبراير 11, 2004 7:57 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة حسن زيد »

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز محمد
اشكرك على حسن الرد فيما تبادر إلى الذهن من أنه تكذيب
وللفائدة اسأل
1:-ما هو الفرق بين الحرام والحرمة؟

الاتجد أن في العبارة أن الله حراماً تجاوز في الإنتقال من الإسكار الى الحرام؟ وهل القول منكم أم من الرائق؟
أي أن القول بأن
..الإسكار من الله لايلزم منه أن أن الله حرام وأجد العبارة مستفزه
بمعنى أن الإسكار شيء والحرام شيء آخر
2:-لقد رجعت إلى إجابتكم على الأخ واصل ولم أفهم منه المراد فالسؤآل بالنص كان هو

(إذا كانت النبوة إكتسابية فكيف أول أو فسر (كاتب الرائق )النصوص القرأنية على أن عيسى عليه السلام ولد نبياً؟؟
وهل النصوص على ان عيسى عليه السلام ولد نبياً صريحة في دلالتها أم إحتمالية ؟
وإذا كانت صريحة هل يقتضي القول بخلاف منطوقها والمفهوم عدم التصديق بما دلت عليه ؟؟ )
وأجابتكم هي(الصحيح أن الخلاف في هذه المسألة على التحقيق في الألفاظ دون المعاني ، لأن من يقول: النبوة هي القرءان أو الحكم ، نُجمِع معه أن ذلك فعل الله ، ومن يقول: هي علو النبي وارتفاعه أو كثرة إنبائه عن الله ، يُجمِع معنا أيضا مخالفنا أن ذلك فعل النبي. وإنما الخلاف في وجهين: أحدهما: في استحقاقها. والثاني: مع القائل بأنها شيء صدر عن الله ، ولا يتبين ذلك ، ومع من يقول النبوة خلقة النبي ، لأن الله يقول لنبيه: ? قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ? ، وقال النبي صلى الله عليه: " لم أكن نبياً فُنُبِّئتُ ، ولا عالماً فعُلِّمت ، فلا تقولوا فيّ فوق طولي ، إن الله اتخذني عبداً قبل أن يتخذني نبياً".
وأيضاً فلو خلقه نبيا ، وقد قال: ? لئن أشركت ليحبطن عملك ? ، لأدى ذلك إلى أحد محالين: إلى أن يكون نبياً مشركا ، وذلك باطل. أو إلى زوال خلقته ، وذلك أيضا محال". (البرهان الرائق) وعند التأمل فيهذا يتضح ان ما نسب إليهم في شأن النبوة مبالغ فيه. )
فهل أكتسب عيسى عليه السلام النبوة بعبادته وطاعته أم أنه خلق نبياً بإي معنى كانت النبوة
وهل القول بأن النبوة إستحقاق أو إكتساب هو قول المطرفية أم أن هذا القول ألزموا به إلزاماً؟
وإذا كان قولهم ألايعارض صريح الخبر بأن عيسى ولد نبياً وأيات الاصطفاء بمعنى هل يقولون بأن عيسى والأنبياء عموماً أستحقوا أن يكونوا موحى إليهم ومعصومون عن الكبائر
أم أن لهم تأويل للنصوص؟وهل يقتضي عدم الإيمان بالنص الكفر من وجهة نظرهم أم لا؟
وأيضاً هل خلق الله آدم عليه السلام بالإحالة والاستحالة أم كما خلق الأصول (أعني بماتميز به من روح الله) عن سائر المخلوقات
أم أنه غير مميز أو مختلف ؟ومثله خلق عيسى؟
وفقنا الله جميعاً إلى معرفة الحق والعمل به وأن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
آمين اللهم آمين
إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

النبوة عند المطرفية
يقول المطرفية: النبوة: مشتقة من النبو وهو علو الشيء وارتفاعه، وعلى هذا فنبوة النبي تعني : ارتفاعه على الخلق . أو هي مشتقة من الإنباء عن الله.
وقال غيرهم : النبوة: تعيين من الله سبحانه للنبي ، ولذلك امتدح الله بأنه آتى النبوة أنبياءه، في قوله: &ويقول المطرفية: إن النبوة بالمعنيين لا تكون إلا من فعل النبي، أما بالمعنى لأول: فلأن الإنباء (بمعنى الإخبار) أو النبوّ (بمعنى الارتفاع) فعل للعبد باتفاق. وأما بالمعنى الثاني: فإن أرادوا بالتعيين أن الله كونه نبيا في أصل خلقته، فذلك غير صحيح لأن الله تعالى يقول: لنبيه: &ويظهر من هذا أن الخلاف لفظي، وهو ما عبر عنه صاحب (البرهان) بقوله: ( والصحيح أن الخلاف في هذه المسألة على التحقيق في الألفاظ دون المعاني ، لأن من يقول: النبوة هي القرءان أو الحكم ، نُجمِع معه أن ذلك فعل الله ، ومن يقول: هي علو النبي وارتفاعه أو كثرة إنبائه عن الله ، يُجمِع معنا أيضا مخالفنا أن ذلك فعل النبي).

أما سؤالك عن نبوة عيسى فهي لا تختلف عن نبوة غيره وليس في القرآن ما ينص على أنه ولد نبيا.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

أحمد الشامي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 95
اشترك في: الأربعاء مارس 03, 2004 3:26 am
مكان: Washington D.C., USA

مشاركة بواسطة أحمد الشامي »

السلام عليكم

لدي سؤال في موضوع النبوة
لكن لا يوجد لدي مصادر
الذي أعلمه هو أن اليهود و النصارى علموا بمولد الرسسول صلى الله عليه و آله و كان ذلك بظهور نجم او كوكب في منتصف الليلة التي ولد فيها

و عندما كان يرضع من حليمة السعدية كثر الخير في تلك القرية التي نسيت اسمها
كما أن جبريل شق قلب النبي عندما كان طفلا و طهر قلبه
و أن رسول الله قبل البعثة وضع الحجر الاسود في مكانه
و عندما كان يمشي في الصحراء كان يوجد سحابة تظلله و تقيه حرارة الشمس
و أن ام الرسول صلى الله عليه و آله عندما وضعت السول لم تشعر بالالم

و غيرها من القصص

سؤالي هو
هل تدل هذه المعجزات و الاهتمام الالهي بالرسول على انه ولد نبيا أم لا

شكرا
اخوكم
أحمد الشامي

حسن زيد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 266
اشترك في: الأربعاء فبراير 11, 2004 7:57 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة حسن زيد »

بسم الله الرحمن الرحيم
الإنباء هو الوحي اليس كذلك؟
والوحي من الله وليس من الإنسان اليس كذلك؟
فكيف يكون الوحي من الإنسان نفسه لنفسه!!!؟
والإختيار والتعيين تمييز هل هو بالإحالة والاستحالة أم فعل للإنسان أم فعل لله ؟
لايمكن أن يكون من الإنسان لأنه لو كان كذلك لكان كل من يريد أن يكون نبياً لكان كما يريد وهي بالتالي ليست فعل للإنسان لأنه لوكان فعله لكان مقدوراً للكل
لم يبق إلا أن نقول هي فعل الله
والخلاف كما أعتقد هل فعل الله نتيجة لإستحقاق النبي لها أم تفضل إبتداء من الله
عيسى ولدنبياً (إنما المسيح عيسى أبن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم)(ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين)
وانت قلت أنه لايوجد نص في القرأن فهل النصوص المتعلقة بعيسى لاتدل دلالة قاطعة على أنه ولد نبياً !!؟
وأنا أقول بأن يحيي أيضاً ولد نبياً
وموسى ولد كذلك نبياً
والآنتقال إلى أصل الخلقة هروب من التسليم بأن النبي أختص بالوحي
ولاخلاف على أن الخلقة هي الخلقة إذا قصد بها الحواس والصفات
فقط النبي يوحى اليه برسالة
ولافرق في الخلقة
القدرة أو الحالة أو الدرجة التي للنبي من استقبال لوحي وعدم الكذب عن الله هل هو مكتسب أم تفضل؟
وكيف ننكر تفضل الله عليهم بالنبوة
التي عبر عنها (بالبينات) كما في قوله تعالى (وآتيناعيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس)87البقرة
وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس 253البقرة
(وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم)
(إذ قال الله يعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تُكلم الناس في المهد وكهلاً وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذتخلق من الطن كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني ....)110 المائدة

هل منزلة رسل الله ومكانتهم أستحقاق أم تفضل ؟
هل أستحق عيسى وموسى أن يكونوا رسلاً اٍأم أن الله أختارهم تفضلاً منه إبتداء
وهل ميلاد آدم وعيسى بالإحالة والاستحالة ؟ ومن قبله آدم أي نتيجة للإحالة والإستحالة ؟
إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

هناك نصوص ثابتة على أن الأنبياء بشر لا كالبشر ، والآية التي ذكرها الأستاذ محمد عزان (قل إنما أنا بشر مثلكم ) بقيتها (يوحى إلي وإنما إلهكم إله واحد) فهي آية تثبت للنبي أمران وانفي عنه أمر واحد ، تثبت أنه بشر مثل البشر في بشريته ، ونبي موحى إليه وهو ما يختلف فيه عن البشر ، كما تنفي عنه الألوهية بكل صورها ، ولا يخفى على الجميع الربط بين إثبات البشرية للنبي ونفي أي مظهر من مظاهر الألوهية عنه والهدف من ذلك .
وكون النبي يوحى إليه ، يتطلب أن يكون له طبيعة خاصة منذ البداية ، فهو حامل رسالة يجب أن يؤديها بصدق وكمال كما أراد الله ، كما تتطلب قدرة خاصة لمن يوحى إليه قرآن (لو أنزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) ، ولذلك نصت آيات كثيرة -بخلاف ما يقول الأستاذ عزان حسب فهمي -على أن الأنبياء ولدوا معدين مسبقا منذ ولادتهم لهذه المهمة ، ومن ذلك
(ان اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني )
(فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين )
(وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين )
ولعل الآية التي تنص على أن نبي الله موسى صنع على عين الله هي الأوضح في الدلالة على أن الأنبياء خلقوا أنبياء (وأعني بأنبياء حسب فهمي البسيط أنهم خلقوا مهيئين لقبول الرسالة بما أيدهم الله به من قبل من العصمة والاستعداد الجسدي لتقبل ما تتصدع منه الجبال ، والعناية السابقة حتى لمولد من اختارهم الله لتبليغ رسالته للعالم ، دون أن ينفي ذلك عنهم صفة البشرية .
آخر تعديل بواسطة واصل بن عطاء في الأربعاء إبريل 21, 2004 1:16 am، تم التعديل مرة واحدة.
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

الحمد لله رب العالمين ، كنت أتمنى مواصلة الحوار في المنتدى وفي أكثر من موضوع لولا انشغالي بكثير من الأعمال مع وجود عدم موضوعية في النقاش – ربما معي أنا شخصياً - ، فقد جرى بيني أنا والأخ محمد عزان أخذ ورد حتى استقرينا على مناقشة أفكار المطرفية – بناء على طلب منه هو - ، وعندما شرعت في الرد على رسالته إذا به يطلب تحديد أوجه الخلاف بيني وبينه ، وهذا خروج عن الموضوع الذي طلبه ؛ فهو طلب الحديث عن فكر المطرفية ولم يطلب مني تحديد أفكاري ، ثم إنه في إحدى رسائله في المنتدى أثبت خلافه للمطرفية في كثير من المسائل وهذا يعني أن ردي على فكر المطرفية ليس رداً عليه هو ، فلماذا يطلب تحديد نقاط الخلاف بيني وبينه هو ، والكلام المطروح ليس له تعلق من قريب أو بعيد بما يعتقده صاحبه ، فهو كلام يفرض نفسه وبحاجة إلى الرد إن وجد .
وطلبه مني أن أحدد نقاط الخلاف بيني وبينه جعلني أتكاسل عن مواصلة الحوار خاصة وأني قد طلبتُ منه مكرِّراً أن يبين إذا ما كان مسلّماً لما ذكرته أم لا فلم أقابل إلا بالحرمان ،
إلا أني فوجئت الليلة أثناء تصفحي للموقع برد من الأخ محمد لأحد المشاركين هو الأخ إسماعيل قال فيه : " ما طرحه العزيز ياسر لم اتجاهله وإنما لم أفهمه، فأرت التوضيح، لأنني أجبت على كلامه في البداية على حسب مافهمت، فأعاد نفس الكلام مرة أخرى، واتهمنى بالتناقض، فشككت في فهمي لما كتب. وليس بمقدوري أن اعقب على كلام لا أفهمه. "
ولم أكن أعلم أنه لا يفهم ما أكتب له بل كنت أعتقد أنه فقط لم يفهم أوجه الخلاف بيني وبينه كما قال ، إلا أني أعتقد أن كلامي كان واضحاً جداً ، وقد فهمه غير واحد ممن قرأه وأعجب به ، أفلم يفهم الأخ العزيز أن هناك فرق بين صحة الرواية ، وبين حكم الرواية ، وأن من سئل عن أحدهما فأجاب عن الأخرى عد متناقضاً ! أولم يفهم أني عندما أعدت نفس الكلام وبنفس ترتيبه الذي رتبه به قد رددت على رسالته ، بمعنى ألم يلحظ في ذلك الكلام ما يفيد نقض كلامه ، وإثبات نسبة الكلام - الذي نفاه عن المطرفية – إليهم ! إذا لم يلحظ ذلك فأنا أدعوه إلى العودة إلى الرسالة وتأملها ملياً ،
وإذا كان يعني من كلامه أن القضية فقط هي رمي كلمات في مواضيع متفرقة دون التمعن في كل موضوع حتى نخرج منه بفكرة صحيحة صائبة ، وأن لا نعيد النظر في أي موضوع لم نخرج منه برؤية سليمة ؛ فلا داعي إذاً لفتح الحوار عن المطرفية أصلاً ،
وليعذرني الأخوة على خروجي عن الموضوع إلا أنا بحاجة إلى نكون متفاهمين فيما بيننا ، وأن يكون هناك جدية وموضوعية في الكلام ، أما أن يبرر أي إنسان كلامه بأنه لا يفهم فهذا ليس من الموضوعية في شئ ،
عودة إلى الموضوع الرئيسي أقول : عندما طلبت من الأخ محمد أن يحدد الفرق بين المطرفية والزيدية قلت ذلك وأنا أعني ما أقول ، وأعرف ما أقول ، فالمطرفية شئ والزيدية شئ ، وجعل الزيدية - باعتبار العقيدة لا المنشأ - تنقسم إلى مطرفية ومخترعة مجرد دعوى لا دليل عليها ، وليس الأخ محمد ومن مثله هو الذي يصدر الأحكام بأن هذه العقيدة زيدية وهذه ليست زيدية ، وهذه هي الزيدية الحقيقية ، وهذا الفكر هو هو الفكر الزيدي ، بل هناك أطر محددة من شملته هذه الأطر كان زيدياً ، ومن خرج عن إطار واحد منها لم يعد زيدياً ،
وإن كان الأخ محمد مصراً على تسمية المطرفية زيدية فلنغير المصطلح ، لأن لفظة ( الزيدية ) هي مجرد عَلَم لتمييز مذهب أهل البيت (ع) ، وما دام هذا المصطلح يشمل المطرفية بزعم البعض فلنسم مذهب المخترعة مذهب ( أهل البيت ) ولا أعتقد أن أحداً يستطيع أن يدعي أن مذهب أهل البيت هو مذهب المطرفية ، فهل الإمام المهدي (ع) كان مطرفياً ، وهل الإمام عز الدين بن الحسن والإمام يحيى بن حمزة والإمام القاسم بن محمد وغيرهم عليهم السلام كانوا مطرفية ! وهل معنى عدم تكفير بعض أئمة أهل البيت (ع) للمطرفية يعني اعتقاد عقائدهم ! ووجود أفرداً في قرون مختلفة من أهل البيت كانوا مطرفية – إن ثبتت صحته وهو بعيد - لا يعني أنه فكر أهل البيت ؛ لأن فكر أهل البيت لا يمكن أن ينقطع .
هذه السلسلة التي وعد الرسول بأنهم لن يفارقوا الكتاب هم الذين ساروا على نهج الأئمة المتقدمين أعني الإمام زيداً والنفس الزكية وأحمد بن عيسى والقاسم والهادي والناصر وغيرهم صلوات الله عليهم ، وهم وحدهم الذين دعا الناس إلى اتباعهم وقال نحن أهل البيت الذين أوجب الله ورسوله اتباعهم – وأقول هذا حتى لا يقال إن من أهل البيت من صار أشعرياً واثني عشرياً ونحو ذلك فلم يعد لهم مذهب معين - ، ولم يكن أحد منهم مطرفياً ، بل إن كلام بعض الأئمة المتقدمين (ع) فيه نقض لكلام المطرفية فهل كانوا مع ذلك مطرفية ،
وكون المطرفية تدعي أنها تنهل من علوم القاسم والهادي (ع) لا يعني صحة ذلك ، فالمجبرة تدعي الأخذ من القرآن ، والمشبهة كذلك ، والمرجئة أيضاً ، بل الباطنية ، والاثنا عشرية تدعي أنها على مذهب الصادق والباقر وغيرهم من نجوم أهل البيت صلوات الله عليهم فهل معنى ذلك كله صحة المدَّعَى !
والدعاوى إن لم تقيموا عليها بيّناتٍ أبناؤها أدعياء
ثم إن تسمية المطرفية بهذا الاسم يدل على أن الفرقة ناجمة في داخل أبناء الفكر الزيدي ، وأن ابتداء نجومهم كان في عصر مطرف بن شهاب العبدي ثم تفاقم أمرهم إلى أن وصل إلى الغليان في عصر الإمام عبد الله بن حمزة (ع) ، فلماذا سميت المخترعة بهذا الاسم ولم تسم منسوبة إلى الرموز التي قابلت المطرفية ، لماذا لم تسم بالـ(سليمانية) نسبة إلى الإمام أحمد بن سليمان (ع) ، أو بالـ(سلامية) نسبة إلى القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام رضوان الله عليه ، أو بنحو ذلك لولا أنها لم تأت بجديد بل واصلت خطاها على نهج أصحاب الفكر أنفسهم .
والقول بأن المطرفية هم عين الهدوية ، قول في موضوع بعيد تماماً ؛ لأنا فعلاً نقر بأنهم التزموا نصوص الهادي (ع) وحرموا مخالفته خارجين في ذلك بكل وضوح عن تفتح المذهب الزيدي وتحريمه التقليد على المجتهد ونحو ذلك من مميزات هذا الفكر العظيم ، والهدوية كما هو معلوم لمن له أدنى اطلاع لفظة تستعمل في الفروع بالذات ، ولم يستعملها أحد فيما أعلم في الأصول ، وتعني أتباع الإمام الهادي إلى الحق صلوات الله عليه في الفروع ، مقابلة للناصرية أتباع الإمام الناصر الأطروش صلوات الله عليه ، وتجدها بكثرة في كتب الفروع كشرح الأزهار ، ولا وجود لهذه اللفظة في كل الكتب العقائدية التي قرأتها حتى الآن فيما أتذكر ،
وقد وجدت في طيات الرسائل في المنتدى ما يؤكد أن المطرفية غير الزيدية ، فقد قرأت للأخ اليماني قوله : " ثورة هؤلاء الأخوة عندما يذكر المطرفية يؤكد صحة ما ذكرت في تساؤلي عن مميزات الفكر الزيدي من أن أتباع هذا الفكر لا يستسيغون سماع ما يخالف ما عندهم لا في الماضي ولا في الحاضر وهذا شئ مؤسف . وأنصح الأستاذ عزان أن يسلم بهذه الحقيقة ، ويدع المكابرة " وكان تعقيب الأخ محمد على هذا الكلام : " أخي اليماني لا داعي للتوتر وقد أوافقك في بعض ما تقول غير أني أفرق بين الفكر وحملته ، وبعبارة أخرى : بين منتجي الفكر ومستهلكيه .. " فلم ينكر أن حملة الفكر الزيدي يثورون عندما يذكر المطرفية ، وهذا يدل على أن المطرفية غير الزيدية لأن المطرفي يبتهج ولا يثور عند سماع ذكر فكره ،
في الأخير أكرر مؤكداً أن المطرفية :
لم يأتوا بجديد – أو حتى صحيح - فيما يتعلق بالعلوم الطبيعية .
لم يفهموا معنى العدالة الإلهية .
أتى بعضهم بأفكار تقطع الإنسان عن خالقه .
خرجوا عن خط أهل البيت (ع) الذين وعد الرسول بعدم مفارقتهم الكتاب إلى أن يلقاهم على الحوض .
وأشكر الأستاذ حسن زيد على تطرقه إلى قضايا هامة فعلاً في سياق الحديث عن المطرفية ،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله .
من دعاء زين العابدين عليه وعلى آبائه صوات الله رب العالمين :
أللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا لَمْ أَزَلْ أَتَصَرَّفُ فِيهِ مِنْ سَلاَمَةِ بَدَنِي، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَحْدَثْتَ بِيْ مِنْ عِلَّة فِي جَسَـدِي. فَمَا أَدْرِي يَـا إلهِي، أَيُّ الْحَالَيْنِ أَحَقُّ بِالشُّكْرِ لَكَ، وَأَيُّ الْوَقْتَيْنِ أوْلَى بِالْحَمْدِ لَكَ، أَوَقْتُ الصِّحَةِ الَّتِي هَنَّـأْتَنِي فِيهَا طَيِّبَاتِ رِزْقِكَ، وَنَشَّطْتَنِي بِهَا لابْتِغاءِ مَرْضَاتِكَ وَفَضْلِكَ، وَقَوَّيْتَنِي مَعَهَا عَلَى مَـا وَفَّقْتَنِي لَهُ مِنْ طَـاعَتِـكَ أَمْ وَقْتُ الْعِلَّةِ الَّتِي مَحَّصْتَنِي بِهَا، وَالنِّعَمِ الَّتِي أَتْحَفْتَنِي بِهَا تَخْفِيفاً لِمَا ثَقُلَ بِهِ عَلَى ظَهري مِنَ الْخَطِيئاتِ وَتَطْهيراً لِمَا انْغَمَسْتُ فيهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، وَتَنْبِيهاً لِتَنَاوُلِ التَّوْبَةِ، وَتَذْكِيراً لِمَحْوِ الْحَوْبَةِ بِقَدِيمِ النِّعْمَةِ، وَفِي خِلاَلِ ذَلِكَ مَا كَتَبَ لِيَ الْكَاتِبَانِ مِنْ زَكِيِّ الاعْمَالِ، مَا لا قَلْبٌ فَكَّرَ فِيهِ، وَلا لِسَانٌ نَطَقَ بِهِ وَلاَ جَارِحَةٌ تَكَلَّفَتْهُ بَلْ إفْضَالاً مِنْكَ عَلَيَّ، وَإحْسَاناً مِنْ صَنِيعِـكَ إلَيَّ. أللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّـد وَآلِـهِ وَحَبِّبْ إلَيّ مَـا رَضِيتَ لِي، وَيَسِّرْ لِي مَا أَحْلَلْتَ بِيْ، وَطَهِّرْنِي مِنْ دَنَسِ مَا أَسْلَفْتُ، وَامْحُ عَنِّي شَرَّ مَا قَـدَّمْتُ، وَأَوْجِدْنِي حَلاَوَةَ الْعَافِيَةِ، وَأَذِقْنِي بَرْدَ السَّلاَمَةِ وَاجْعَلْ مَخْرَجِي عَنْ عِلَّتِي إلَى عَفْوِكَ، وَمُتَحَوَّلِي عَنْ صَرْعَتِي إلَى تَجَاوُزِكَ، وَخَلاصِي مِنْ كَرْبِي إلَى رَوْحِكَ، وَسَلاَمَتِي مِنْ هَذِهِ الشِّدَّةِ إلَى فَرَجِكَ، إنَّكَ الْمُتَفَضِّلُ بِالاِحْسَانِ، الْمُتَطَوِّلُ بِالامْتِنَانِ، الْوَهَّابُ الْكَرِيمُ، ذُو الْجَلاَلِ وَالاكْرَامِ.

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

إخوتي الأعزاء
مسألة النبوة هذه مما ظلم فيها المطرفية وشُنع عليهم بسببها، وقد أخذ مني تأمل كلامهم فيها وقاتا لكي أتمكن من تقديم فكرتهم كما أرادوا هم، بصرف النظر عن موافقتي ومخالفتي في المسألة ، لهذا أرجواالتأمل جيدا حتى لا ندخل في الجدل بدلا عن الحوار. وسأبدا بالتعقيب على ما عقب به كل واحد منكم حسب الترتيب.

أخي الكريم احمد الشامي
مجمل التساؤلات التي طرحتها والروايات التي أوردتها -رغم تحفظي على صحة بعضها -إنما تدل على البشرى بالنبي ، وليس على تنصيبه نبياً، وعلم الله بأنه نبي قبل نبوته وتبشيره به لا يدل على أنه كان نبيا منذ مولده - صلوات ربي وسلامه عليه - لأن علم الله كاشف عن وُقُوع الأشياء، لا مُوقِعا لها - حسب قاعدة علم الله سابق لاسائق- ألا ترى أن الله عالم بخلق يوم القيامة وقد اخبرنا به وبما سيكون فيه. ومع ذلك لم يات ذلك اليوم حتى الآن ولم يات ما فيه.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

الحمد لله رب العالمين
بعد مشاركتي الأخيرة قرأت شيئاً مما دار في المنتدى حول الجارودية وحول الزيدية والإمامية ، فأردت أن أبين كلامي حتى لا يفهمني أحد فهماً خاطئاً ؛ فعندما أقول إن الزيدية شئ والمطرفية شئ ، فهذا لا يعني - بشكل عام - أن المطرفية فرقة مارقة يجب محاربتها ويحرم الاختلاط بها ، لكني أردت أن أقول إن الزيدية فكر له أركانه ، ومخالفة أي شخص للفكر يجب أن تنسب إليه لا إلى الفكر ، وهذا لا يعني حرمة المخالفة بشكل عام ولا قبولها أيضاً ؛ بمعنى أن كل شخص له قناعات ، وفي نفس الوقت قناعاته ليس بالضرورة أن تكون صحيحة ، لكن بشكل عام لا ينبغي أن ننسب إلى الزيدية ما ليس منها ، وإذا أعجب أي شخص بفكرة واعتقد أنها صحيحة فلا ينبغي أن ينسبها إلى الزيدية ، لأن الزيدية فكر له مقوماته بغض النظر عن صحته أو بطلانه ،،
كذلك عندما تحدثت عن المجبرة والمشبهة وغيرهما أردت أن أوضح أنهم خالفوا القرآن في كثير من المسائل رغم دعواهم أنهم يأخذون منه - وأعتقد أن الأخوة يوافقونني في ذلك - ، ولا أعني بذلك وجوب محاربتهم وحرمة معايشتهم لأن هذه مسألة وتلك مسألة أخرى ، بل أقول إنا يجب أن نستغل نقاط الاشتراك بيننا وبين كل الفرق بصدق - إن وجد هذا الصدق - ، مع احتفاظ كل بقناعاته ومبادئه ، وهذا واضح ،،
والسلام عليكم ورحمة الله .

حسن زيد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 266
اشترك في: الأربعاء فبراير 11, 2004 7:57 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة حسن زيد »

بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في سورة مريم بعد أن ذكر المولى عز وجل كيفية حمل مريم عليها السلام بعيسى عليه السلام ووضعها له (فأتت به قومها تحملهُ قالوا يامريمُ لقد جئت شيئاً فرياً*ياأخت هارون ماكان أبوك امرأ سؤ وماكانتْ أمك بغياً*فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً*قال أني عبدُ الله ءاتني الكتاب وجعلني نبياً*وجعلني مباركاً أين ماكنتُوأوصاني بالصلوة والزكاة ما دمت حياً*)الآيات من 15-31
والنص واضح بأن عيسى عليه السلام ومن اللحظة التي ولد فيها جُعل من الله نبياً وأُتي الكتاب
وكما أفهم فالمطرفية يعتقدون أن الوصول إلى الدرجة التي يؤهل الأنسان لأستقبال الوحي وحمل الرسالة متوقفه على اجتهاده في العبادة وإلتزامه بفعل الحسن وتجنب القبائح
إلتزاماً منهم بما أعتقدوه من مقتضيات العدل الآلهي وهو التساوي في الرزق والعمر .....
وكنت قد طلبت من الأخ محمد توضيح الكيفية التي يعتقد أن المطرفية حلوا بها التعارض الظاهر بين النصوص المتعلقة بتفضل الله إبتداءً على من خصهم بإحتياره لهم ليكونوا حملة رسالته وعيسى على سبيل المثال أو أوضح مثال وكذلك آدم عليه السلام ويحي وموسى سلام الله عليهم وبين واقع ولادة عيسى وهو كما قال قد(جعل نبي وأعطي الكتاب)
وقد كانت إجابته على مافهمت لاحقاً تنصب على أن الأنبياء كغيرهم في الخلق كونهم بشر ونحن لم نعتقد أبداً أن النبي غير بشر بل هو نموذج ومثال للبشرية ولكنه أختص من الله بفضل أهله ليكون رسولاً
ولنقل لجعله نبياً
فهل عيسى هو الذي جعل نفسه نبياً بجهده واجتهاده وعبادته أم أنه ولد كذلك بدليل الأعجاز في أنه تكلم في المهد ....الخ وأوتي الكتاب أبتداءً ولم يستحقه أستحقاق
فهو لم يحيل ليستحيل نبياً
وأيضاً وهذا دليل عقلي
لوكان الوصول إلى الدرجة التي يستحق الأنسان أن يكون رسولاً لله أستحقاق نتيجة لجهد وجهاد لكان بمقدور كل من يريد ذلك قادر على الوصول اليه
وهذا مخالف للواقع والنصوص
فكيف أول المطرفية أو فسروا التناقض الظاهر بين هذه النصوص وبين معتقدهم ؟
إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

أخي حسن
نظرا لاهتماك بمسألة عيسى عليه السلام إليك جوابها:
كيف تفسر قوله تعالى في نفس الآيات التي أوردتها : &فإن قلت: لا .. كان القول في النبوة كذلك؛ لأنها في نفس السياق وبنفس الصيغة .
وإن قلت: نعم .. تكلفت المحال من القول، وفرضت ما ليس له واقع . فكيف يؤمر طفل بالصلاة والزكاة، وكيف يتلقى كتاباً سماويا؟؟
أما إذا قلت: تلك معجزة ربانية وخصوصية خص الله بها عيسى . فالمعجزة عند المطرفية مستثناة من الخضوع لقوانين الخلق فلا تناقض.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

خلاف المطرفية للإمام الهادي (ع)

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

الحمد لله رب العالمين ؛
تأكيداً وتقريراً لما ذكرته سابقاً من أن أقوال المطرفية لا يصح نسبتها بحال إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام أنقل هنا مقتطفات من كلام الإمام الهادي صلوات الله عليه في كتاب المسترشد تناقض تماماً جميع الأقوال التي تنسب إلى المطرفية .
قال (ع) ( ط دار الحكمة صـ 169) وهو في سياق تبيين إرادة الله لأفعاله وأنها نفس الفعل :
ومن الحجة على من فرق بين إرادة الله وفعله، فزعم أن إرادة الله سبحانه متقدمة لإيجاده وصنعه قول الله سبحانه:&
ومن الحجة عليهم، ومما يبطل ما هو في أيديهم، أنه لو كان منه أمر له كما يقولون، لم يخل من أن يكون يأمره وهو عدم غير موجود، ومخاطبة العدم الزائل المفقود فأحول المحال، ومخاطبة العدم من الآدميين فأضل الضلال، فكيف يجوز أن ينسب ذلك إلى الواحد ذي الجلال! أو يكون أمره وهو موجود كائن قائم غير مفقود فأمر الكائن القائم الموجود بأن يكون محال؛ لأنه قد استغنى بتجسمه وكينونته عن التكوين في حال من الحال، كما لا يجوز أن يؤمر القائم بالقيام، ولا النائم بالمنام، ولا الراكب في حال ركوبه بالركوب، ولا المهرول المدبر بالخبوب؛ لأنه إذا كان في حال كذلك مستغن عن أن يؤمر بشيء من ذلك، فقد سقط أن يكون أمر من الله للشيء في حال من الحال، فإذا سقط؛ سقط ما يتعلقون به وفيه من زور المقال، وثبت ما قلنا به من إيجاد الله له ذي الجلال.

فإن قال قائل: إن معنى قول الله سبحانه للشيء كن فيكون، هو أن يقول للشيء كن شيئاً آخر مثل الصلصال الحما، قال له كن صورة وبشراً، فكان كما أمره ربه حقاً، ومثل النطفة قال لها كوني علقة، فكانت علقة، ثم أمر العلقة، فكانت مضغة، ثم قال للمضغة كوني عظاماً، فكانت عظاماً ثم كساها لحماً وجسمها بقدرته جسماً، فهذه أشياء غير مفقودة، تؤمر فتنتقل أجساماً موجودة.

قيل له: إن الفروع لا يقاس عليها الأصول، وإنما ترد الفروع إلى ما هي منه من الأصول [ أراد الإمام عليه السلام أن الأمر إذا كان للفرع قبل انتقاله فكيف يكون للأصل الذي أوجده من العدم ، فلا يصح قياس الفرع على الأصل ]

وهذه الأشياء التي ذكرت، فإنما هي مخلوقات تنتقل من خلق إلى خلق في الحالات، وكذلك قال فيها وسمّاها بالخلق، ودعاها رب الأرباب، فيما نزل من محكم الكتاب، ألا تسمع كيف يذكر أنه خلقها؟ ولم يذكر في شيء من ذلك أنه أمرها، وذلك قوله: &فذكر (ع) أن الفروع ثلاثة لا أربعة ؛ هي الماء والهواء والرياح ، وذكر أن الله خلق من هذه الثلاثة الأشياء جميع مخلوقاته وهو مريد لها إذ أراد بكلامه هذا كله الاستدلال على أن إرادة الله للفعل هي نفس الفعل فلا فرق بين الإرادة والفعل ،،،
فمن أين صار المطرفية من الملتزمين لفكر الهادي (ع) والحال هذا !!!
والسلام عليكم ،،،

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

أخي الكريم واصل وصلك الله بألطافه:
كون الأنبياء يوحى إليهم لا يغير من بشريتهم شيئ، ولو تاملت كلامي السابق لوجدت أنني قلت (فصرح بالمماثلة في البشرية)، فقيدت المماثل في البشرية، لا في كل شيء، وربما توافقني في أن الوحي يأتي الشخص عندما يبلغ مرحلة الرشد ، فيصير هنالك نبيا بعد أن لم يكن. ويؤيد هذا ما رى الحاكم وغيره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " لم أكن نبياً فُنُبِّئتُ ".

ولا أتفق معك في : (وكون النبي يوحى إليه ، يتطلب أن يكون له طبيعة خاصة منذ البداية). لسببين:
الأول: أن تلك الطبيعة أو التهيئة لا تخلوا إما ان يكون الله فرضها عليه جبرا وقسرا ، أو يكون هو الذي اكتسبها بنفسه. إن قلت بالثاني فهو ما نريد. وإن قلت بالأول أخرجته عن البشرية، وجردته من الفضل على غيره؛ لأنه صار مجرد اداة يتصرف بدون إرادة حرة منه.
الثاني : أنه قد ثبت ان الله يوحي إلى غير الأنبياء، قال تعالى في أم موسى: &
أما قول الله تعالى لموسى: ﴿وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني﴾ فهوإخبار من الله له بمننه عليه وأطافه به، وذلك لا يختص بالأنبياء، بدليل ما في قصة مريم من ذكر رعاية الله لها حتى من قبل مولدها.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

أخي الحبيب ياسر:
كلامك مفيد غير انه يصعب علي التعقيب عليه لعدة أسباب:
أولا: لأنك تثير أكثرا من قضية في المشاركة الواحدة، والتعقيب عليها جميعا يحتاج إلى جهد ووقت، إضافة إلى أنها تشتت الموضوع الذي نحن بصدده. وإذا لم اعقب عليها جميعا ظننت انني سلمت بما لم أعقب عليه.
ثانيا: أنك تستخدم مصطلحات غريبة - لا يعرف العبد الفقير معناها - ومن الجهل أن أتكلم فيما لا أعلم .
ثالثا: أنك تبني بعض الأفكار على مسلمات لديك، والرد عليها يحتاج إلى حوار في تلك المسلمات أولا.
رابعا: أنك تعتمد أسلوب الإنكار لمجرد الاستبعاد، وهذا مما يحول الحوار إلى جدل عقيم. خصوصا وأنك صرحت منذ البداية إنك لاتعرف الكثير عن المطرفيه، ومع ذلك تصر على أن تنسب إليهم أشياء، وتنفي عنهم أشياء لمجر إحساسك بذلك. كما هو الحال في مشاركتك الأخيرة.
فإذا أحببت أن نستفيد منك - وهذا شيء يسرنا - : فابحث معنا نفس النقطة التي نتحدث عنها فقط، ولا تلغز علينا في المصطلحات، وانطلق من المسلمات لدى الجميع ، وتفهم ما يقال قبل الإنكار نفيا أو إثباتا.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

حسن زيد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 266
اشترك في: الأربعاء فبراير 11, 2004 7:57 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة حسن زيد »

بسم الله الرحمن الرحيم
اخي محمد
لم أفهم مالذي تعنيه ؟

لما كان الحديث عن (معتقد المطرفية فإن الأقرب للوصول إلى نتيجة عرض إجابتهم هم
هل يعتبرون جعل الله لعيسى والأنبياء من قبله ابتداء من آدم سلام الله عليهم وختاماً بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (جعل الله لهم أنبياء تفضل منه جل وعز أم استحقاق ؟
وإذا كان استحقاق فمتى استحق آدم النبوة وعيسى وبما أستحقوا ذلك؟
وهل جعل الله آدم خليفة في الأرض استحقاق أم تفضل ؟
وهل خلق آدم ومن بعده عيسى عليه السلام خلق إختراع أم بالإحالة والإستحالة؟
إن مع العسر يسرا،إن مع العسر يسرا

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“