بسم الله الرحمن الرحيم
وافضل الصلاة على سيد الأولين والآخرين محمد بن عبدالله وعلى آخيه ووصيه ووارثه وخلفيته ووليه بالأمر الإلهي علي بن أبي طالب وعلى الصديقة الشهيدة المظلومة المغصوب حقها فاطمة بنت محمد وعلى الإمامين السبطين الشهيدين أبي محمد الحسن وأبي عبدالله الحسين وعلى كل من اتبع أثرهم وسار في طريقهم وأهتدى بهديهم إذا لا هدى في طريق لم يكونوا هم فيه الشمس والهواء والماء
فمن باب المدينة يجب أن تدخل ، ومن دخلها من غير الباب سمي سارقا ، ومن ولاية أولاياء الله غضبك على من غضبوا ، وجهادك بين أيديهم ووقوفك عندما يتوقفوا ، وحربك لمن حاربوا وسلمك لمن سالموا ، وشقشقتك على من شقشقت نفوسهم عليهم .
ورحم الله الجبل الشامخ مالك الأشتر الذي وقف وليس بينه وبين قتل معاوية الا لحظة القتل طاعة لأمر الله الصادر عن ولي الله ، فأي ابتلاء أشد من هذا وهو الفارس وقائد المعارك (ومن قرأ ما جرى في صفين يعلم شدة الإمتحان ومعنى أن تظفر بعدوك بعد كل هذا العناء ثم تتركه طاعة لله)، وكان يستطيع أن يقول أنه لم يسمع الأمر ويقدم على قتل الكافر بن الكافرين ، لكن عباد الله لا يتأخرون ولا يميلون عند صدور الأوامر ، وغيرهم يتهم القادة بالهذيان وقلة الحيلة والهجر ، نعوذ بالله العلي العظيم أن نكون من الجاهلين
كثر الكلام حول وضع الثلاثة الأوائل زعما من الفريق الآخر أننا ننتقص من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذه حجة عليهم في حصر الصحابة بهؤلاء النفر. أو زعمهم بأنهم أفضلهم وأعلاهم رتبة وجهادا وتضيحة ، وهذا باب مطول لو راجعوا التاريخ لعرفوا أنهم ليسوا أكثر من ثلاثة أشخاص لولا الملك والخلافة ما ذكرهم التاريخ إلا بسوء فالناس على دين ملوكهم .
فما قولك بمن لا يصح لهم ابدا في التاريخ ، صبر في معركة ، حتى أن احدهم قال لرسول الله أما نفسي فلا ... ، وإن عللها آخرين بالأن يا عمر !!
وأما الأخر فقد خاف وجبن وانتهت حيلته وهو في معية رسول الله فوصل الحد ببعضهم أن قال أن السكينة في الآية نزلت عليه لأنها أتت مفردة فأعطاه واستثنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم اجترء كذبا على رسول الله صلى الله على وآله وسلم في حديث يخالف القرآن الكريم ، وردنا على من يناقشنا في الحديث غير مجدي فكل تلك الأفكار التي سيأتي بها كان على صاحب الشأن أن يرد بها على الزهراء صلوات الله عليها ، لكنه بهت ولم يجد ما يرد به ، وإن كان ردها ورفضها عمر كما في بعض الروايات فعليه الحجة فهو الخليفة الذي يقر بأنه ليس أفضل الناس ، زيادة على هذا فهو يشك في خلافته فساعة يطلب الإقالة وأخيرا يوصي بها لآخر .... !!
أما عن هروبهم من المعارك وتعذرهم فكتب التاريخ موجودة والبحث على الجوجل سهل القضية !!
أما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعنهم عند لعنه من تخلف عن جيش أسامة ، أو قال : لا يتخلف عن جيش أسامة إلا عاص لله ولرسوله !
فهل المتخلفين عصاه ملعونين ، أم أنهم بالخلافة كسبوا حصانة مجلس الشعب أو البرلمان ؟!!
ياليت شعري ما يكون جوابهم *** حين الخلائق للحساب تساق
إن المسألة الأساسية هي في الولاء أو البراء من الظلمة وأولهم هؤلاء الثلاثة ، أما من يناقشني في كل ما كتب حول الأئمة في هذا الموضوع وخاصة المؤيد بالله يحيى بن حمزة ، فإني أذكر نفسي دائما وأقول لها إن كان يحيى بن حمزة يرى أن الإمامة بالأدلة الشرعية الصريحة لا تجوز إلا في ذرية الحسنين ، فكيف يرضى أن يجوزها لغيرهم في وجود أصل تلك الذرية ومنبع فخرها علي بن ابي طالب ؟!! والمنصوص عليه كما ذكر المؤيد بالله في أول الرسالة الوازعة .
إن السب والشتم حيلة السفية أو العاجز ، وفي بعض الأحيان هي للمظلوم طريق للتنفيس ، والحقيقة العلمية تقول لكل فعل ردة فعل وكما قال الدكتور المحطوري في احدى القنوات الفضائية " لمن رضيتوا على يزيد ومعاوية لعنوا لكم أبوبكر وعمر وهم كباااااار ياسيدي كباااار" وعند الشعراء هي كما قال السيد محمد رضا الهندي
قاسوك أبا حسن بسواك وهل بالطود يقاس الذر؟
أنى ساووك بمن ناووك وهل ساووا نعلي قنبر؟
وكما قال الحسن الهبل
تقدموا نفس خير الرسل ، واغتصبوا من حل ابنته ظلما وعدوانا ،،، وهذا البيت تتفق عليه الزيدية ، على أنهم تقدموا نفس خير الرسل وأخطاؤا في هذه ، ثم أخذوا حق ابنته لكن لا تدري أأخذهم هذا كبيرة أم صغيرة !!
فعندما يأتي شخص ويضع عليا من الصحابة فإن نرى في هذا إشكال ، فنفس محمد ومن له منزلة هارون إلا النبوة التي ختمها الله بمحمد ، هو ولي الصحابة وولي كل مؤمن ومؤمنة ، إن كان رسول الله مولى ذاك الصحابي أو المؤمن أو المؤمنه ،... إذ أن هناك فرق بين الآمر وبين المؤمور وبين السيد المطاع وبين العبد المطيع والعبد الرافض للطاعة ، وفرق بين من فضل الله عليه ظاهرا في القرآن مشهورا في السنة والتاريخ والحياة ويقينا في العلم الموروث عنه ، وفيمن يشك شيعته في أمر خلافته هل كانت بالشورى أو بالنص الخفي أو بالأفضلية للعمر أو أنه من قريش عندما أرادوا أن يفتكوا بالأنصار ...!!
إضافة إلى أن عليا هو ابن عم محمد وصهره أي أنه من بيت محمد إنه نفس محمد بالنص القرآني وليس من أصحابه !
أما عن القضية الشائكة وهي في اللعن ... فيجب أن نعرف اللعن تعريفا نتفق عليه أولا ، إذ اننا متفقين أن رسول الله قال المؤمن ليس بلعان ولا طعان ، وأن الوصي قال لأصحابة كرهت أن تكونوا سبابين
فهل اللعن هو الطرد من رحمة الله ، وعندما يقول به من يرى وجوب اللعن يقول به على معنى أنه يبرء إلى الله من هؤلاء النفر وغيرهم لظلمهم وتعديهم حدودالله ، او التوقف لمن لم يحصل حقيقة أمرهم أو الترضية ، فنكون بذلك نخالف الزهراء سلام الله عليها لأن شمس موتها وهي غاضبة لا يختلف عليه أحد ، كما أن النص صريح في أن غضبها يغضب الله جل وعلا ؟!!
أو أن اللعن هو الطاقة السلبية في الإنسان فيحاول إخراجها في مكانها الصحيح ويرى أن لعن الظالمين واجب، لأن الله لعنهم في آيات كتابه العزيز المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه
أو كما يرى البعض أن لعن الظالمين هو الجهاد والخروج عليهم ، وعدم تركهم يخوضون في مال الله والناس ؟
أو ... أو ...؟!
أو التقية السياسية ، أو حقيقة الأمر السكوت عنهم لأن الأمة في خطر الإلتهام من الأعداء وليس هذا وقت الخصام والجدال وإنما وقت أن تكون مقاوما في ثغور حزب الله الشيعي وحماس السنية وأن تكون من أنصار الله الذين رفعوا شعار الولاية لله وللإسلام وللقران وللعترة ، والبرأة من أصنام هذا العصر أمريكا وإسرائيل وأوليائهما واللعنة على من لعنهم الله والأنبياء والملائكة والمؤمنين ، أن تعلم أن هناك من يريد أن يقتلع هذا الإسلام ويهدم تلك الكعبة ، خاصة وأن ا ل و ه ا ب ي اللعين قد مهد لهذا في هدم القبور والأضرحة والمزارات التاريخية للنبي وآله وصحابته الكرام ، حتى أنهم فكروا وقرروا ودبروا أن يفصل المصطفى عن مسجده لكن الله أحبط عملهم ... ولا يمنع هذا من الدعاء عليهم دبر كل صلاة ، وكشف حقيقة مؤامراتهم عندما يتطاول البعض على مقام الولاية العلوية المطهرة الشريفة ، وعلى الولاية الفاطمية التي بغضبها يغضب الله وبها وبأبيها وبعلها وبنيها تغفر الذنوب جميعا (غفر الله لنا ولكم بهم ).
فالمسألة ليست مذهبية وإنما هي شخصية فردية ، فلكل شخص إيمانه وكلنا آتي الله يوم القيامة فردا
ولا داعي كثيرا إلى رمي الناس بالتهم وبالمذاهب والطوائف ، فالإسلام هو الكامل أما المذاهب فهي صنيعة إنسانية وفكر إنساني يقبل الأخذ والرد والقبول والرضا والتسليم والطعن ، إلا من كان يعتقد أنه لب الحقيقة ومحور الكون وأنه كيوسف على دين آبائه ، فهذا شأنه ونسأل الله له ولنا الهداية والتوفيق ...
وكما قال أميرالمؤمنين وسيد الوصيين من لحظة في حياته ، ضربة سيف واحدة ، تعادل كل الأعمال الصالحة التي قرآناها وعلمناها وشاهدناها وفعلناها من الإنس والجن وآل البيت والناس أجمعين إلى يوم الدين* :
(ما اختلفت دعوتان الا كانت احداهما ضلالة) ، ونحن متفقين على أن هناك دعواتان صدرت في تلك المرحلة ، وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين !!
والعفو عند المقدرة من شيم الأكرمين
واللهم صل على محمد وآل محمد ،،،
*بالله تأمل أخي المسلم لحظة في حياة هذا الإنسان يقول عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنها تعادل عمل الثقلين إلى يوم الدين فمابالك بعمره الشريف صلاوات الله عليه – وليد الكعبة وشهيد المحراب . من لو لم تقدمه النصوص القرآنية والنبوية ، لقدمه عمله ، فكيف وقد اجتمع فيه ما اجتمع لرسول الله صلى الله عليه وآله إلا النبوة لختمها بأبي القاسم صلاوات الله عليه وعلى آله لا منقصة فيه حاشا وكلا
وكما يقول الشاعر
إن لم يكن عليا نبيا فلقد كان خلقه نبويا
مدد ياعلي مدد
والعفو عند المقدرة من شيم الأكرمين
والعفو عند المقدرة من شيم الأكرمين
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَمَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وِمَا ابْتَلَى اللهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِِمْلاَءِ لَهُ.
كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَمَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وِمَا ابْتَلَى اللهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِِمْلاَءِ لَهُ.
Re: والعفو عند المقدرة من شيم الأكرمين
جزاك الله خير
شقشقه هدرت ثم قرت ]
شقشقه هدرت ثم قرت ]