نصر غزة 2014

[عبدالوكيل التهامي]

المعادلة العسكرية أصبحت أكثر وضوحا ... إسرائيل -بدلالة استهداف المدنيين- عاجزة عسكريا عن إيقاف الصواريخ، وعاجزة عسكريا عن اقتحام غزة بريا، مع العلم أن غزة ليست إلا أرضا منبسطة مفتوحة صغيرة ... وهذا يعني:

1- من المستبعد أن تتجرأ إسرائيل على حزب الله لأن لديه أسلحة أقوى بكثير من غزة وجغرافيته أصعب بكثير
2- ما يحتاجه أهلنا في غزة هو خط إمداد دائم ومتجدد لصواريخ أشد فتكا (مثل صواريخ حزب الله على الأقل)
3- قد تنتقل المقاومة في فلسطين من مرحلة تلقي الضربات إلى مرحلة الهجوم وتحرير الأرض في أية لحظة على غرار ما وعد به السيد نصر الله من تحرير شمال فلسطين المحتلة في حال اندلاع حرب جديدة مع الصهاينة، وتخيلوا معي الآثار الارتدادية لمثل هذه الخطوة الجبارة؟!

نعيش انتصارا جديدا آفاقه واسعة جدا لكنه يحتاج أن يكون العرب عمقا استراتيجيا له وهم قد قرروا أن يكونوا مشغولين بالحرب المذهبية وتسعيرها، وأتمنى من تركيا أن تبدأ التفكير جديا بإمدادة حركة حماس (السنية الإخوانية) بسلاح أحسن من سلاح إيران، وأتمنى من السعودية ودول الخليج والأردن التي تغذي فتن سوريا والعراق أن تغذي ولو بجزء يسير أهل السنة في فلسطين ضد "مجوس إسرائيل"، وأتمنى من مصر السيسي أن تكون أكثر عروبة وإسلامية من مصر مرسي والإخوان وهي تعبر عن إرادة الشعب المصري العربي المسلم وأن تكون لغزة كما هي سوريا الأسد لحزب الله،،، والله المستعان

[عبدالوكيل التهامي]

قبل قليل أعلن جيش الاحتلال عن عملية برية ضد قطاع غزة، وهذا دليل على شعوره بالثغرة الأمنية الواضحة والخطر الاستراتيجي الداهم، وهو الآن مجبر على دفع تكلفة عسكرية كبرى في محاولة إسكات الصواريخ، لعل في هذا مؤشرا واضحا لكل من يشكك في نجاعة المقاومة واستراتيجيتها، فهذا قطاع غزة المساحة المحدودة المنبسطة التي تعيش سنوات في حصار مطبق تفعل هذا، فكيف بأمة العرب والمسلمين مجتمعة؟! اللهم انصر حماة الديار والأرض والعرض وسدد رميهم واربط على قلوبهم ولزلزل الأرض تحت أقدام عدوهم يا رب العالمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

[عبدالوكيل التهامي]

بعد نجاح المقاومة في أسر جندي صهيوني والاستمرار على نفس الوتيرة في إطلاق الصواريخ وتكبيد العدو خسائر كبيرة في ضباطه وجنوده وبزوغ استراتيجية التسلل وراء خطوط العدو عبر الأنفاق (المخيفة) ولجوء العدو لارتكاب المزيد من المجازر المروعة بحق الأطفال، وهرولة اميركا وحلفائها لنجدة إسرائيل من مأزقها

استوقفني هذان الخبران:

الخبر الأول: وكالة الأناضول: تركيا تقرر تعليق الرحلات الجوية إلى مطار بن غوريون الإسرائيلي لدواع أمنية (أمريكا كانت قد سبقتها إلى ذلك)

الجميع يتوقع دخول تركيا بثقلها السياسي والعسكري نصرة لأهل غزة سيما مع الخطابات الثورية التي سمعناها من أردوغان والشعارات الرنانة وما إلى ذلك، فلماذا لم تقرر تركيا تعليق رحلاتها الجوية إلى مطار بن غوريون من باب الاحتجاج على ما يحدث في غزة وليس لدواع أمنية؟! ألا يسقط في غزة شهداء أطفال مسلمون؟ أم أن الإنسان الفلسطيني أرخص قيمة من بقية البشر؟!

وما يتلاءم مع ما يتوقعه الكثيرون من محبي أردوغان أن تتخذ تركيا الخطوات التالية في قابل الأيام أو أحدها على الأقل:

1- استدعاء السفير التركي في تل أبيب من باب الاحتجاج على الهمجية الصهيونية
2- طرد السفير الصهيوني من أنقرة
3- إغلاق السفارة الصهيونية من أنقرة وإنزال العلم الصهوني من هواء تركيا الإسلامي
4- إلغاء الحلف العسكري الاستراتيجي مع ما يسمى "إسرائيل"
5- سحب الاعتراف بما يسمى "إسرائيل" على غرار سحبها الاعتراف بدولة بشار الأسد
6- فتح معسكرات تدريب لحماس داخل تركيا على غرار معسكرات "الجيش السوري الحر"
7- ضخ أسلحة استراتيجية لحماس أفضل من الاسلحة المتواضعة التي تمتلكها الآن ويصفها البعض بالكرتونية

الخبر الثاني: أعلن السيد الخامنئي بلغة سياسية "دعوته لتوسيع المقاومة إلى الضفة الغربية" ويعني ذلك بلغة فصيحة "سندعم توسيع المقاومة إلى الضفة الغربية بالمال والسلاح كما نفعل في غزة" ونعلم جميعا ما الذي تعنيه هذه النقلة النوعية في الصراع مع الصهيونية

[عبدالوكيل التهامي]

الله أكبر ... هذه الليلة اشتعلت الضفة الغربية بالمواجهات مع الصهاينة ومن المرجح أن تتصاعد وقد تأخذ طابعا عسكريا يعيد توجيه التركيز الإعلامي للقضية الفلسطينية التي عملوا عقدا من الزمان من أجل تغييبها واستبدالها بعناوين مذهبية، ولأن قوات الاحتلال تعرف أن اشتعال الضفة خطير جدا فهي مجبرة أن ترتب أوضاعها على أساس أنها تقاتل في جبهتين وهذا سيخفف من الضغط قليلا على غزة وسيزيد الضغط على الصهاينة، كما أن إسرائيل تعلم أن نيران المعركة في فلسطين قد تمتد إلى لبنان مما يهدد بدخول حزب الله في المعركة مما سيشكل خطرا وجوديا محققا عليها ولذلك فهي مجبرة أيضا على أن ترتب أوضاعها على أساس وجود هذا الاحتمال مما سيعجل بهزيمتها إن شاء الله،
ولا ننسى أن تزامن هذه الحرب مع خواتم رمضان ومع يوم القدس العالمي قد ينذر بتضخم واسع في حراك الشارع العربي والإسلامي والعالمي تجاه القضية الفسلطينية وهذا ما لا تريده الصهيوأمريكية وتعمل منذ وقت طويل من أجل احتوائه وإعادة توجيهه

الآن هو وقت استخدام أمريكا لورقة "قطر وتركيا" لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل أمن إسرائيل وإخراجها من هذا المأزق وإعادة المنطقة إلى حالة الحرب المذهبية التفتيتية

[عبدالوكيل التهامي]

انتهت للتو كلمة تاريخية للسيد حسن نصر الله بمناسبة يوم القدس العالمي حيث تناول المحاور التالية:

1- ضرورة الحفاظ على مركزية قضية فلسطين والتي يعمل الصهاينة منذ عقود من أجل خلق بدائل لها
2- ضرورة التعالي على الخلافات الجانبية عندما يتعلق الأمر بعداوة الصهاينة، فقضية فلسطين هي قضية محقة لا لبس فيها
3- ضرورة الصمود الثلاثي في هذه المعركة (صمود المقاتلين في الميدان - الصمود الشعبي - الصمود السياسي) للخروج بانتصار قريب وتاريخي إن شاء الله
4- حزب الله حاضر لتقديم كل أنواع الدعم لجميع فصائل المقاومة حسب إمكاناته وحسب تطور الأحداث والحرب (تهديد ضمني بإمكان الدخول في الحرب)

ملاحظة: خرج السيد حسن علنا في مجمع سيد الشهداء ومعه جميع قادة حزب الله في إشارة إلى خشية إسرائيل من استهداف حزب الله وهي تتلقى هزيمة تاريخية في غزة

[عبدالوكيل التهامي]

مزيد من جنود الصهاينة يسقطون، فيكون رد الصهاينة بمجازر جديدة، فترد المقاومة بمزيد من الصواريخ تصل إلى جميع فلسطين المحتلة

الصهاينة الآن يتصرفون كما يتصرف الخاطف الذي لديه رهائن (أهل غزة جميعهم رهائن) إذا لم تضع المقاومة سلاحها وترضخ له وتحتكم لإرادته وتسلم له قطاع غزة يفعل فيه ما يشاء، فإن ذلك الخاطف سيقتل المزيد المزيد بكل برودة دم وبتشجيع أمريكي وعلى مرأى ومسمع من العالم،

ذلك الخاطف يخشى المواجهة العسكرية وهو مهزوم فيها سلفا فيلجأ لقتل الرهائن،، سقوط أخلاقي مريع ابتكرت المقاومة فكرة الصواريخ لردعه، وقد نجحت في ذلك إلى حد ما ولكنها بحاجة لصواريخ أقوى ومدد أكثر فلا بد إذن من رفع الحصار وإيجاد خطوط إمداد لوجيستي لن تتجرأ بعده إسرائيل على مجرد التفكير في (استهداف الرهائن) وستنحصر دائرة المواجهة على المستوى العسكري وحرب استنزاف يريدها الفلسطينيون ويخشاها الصهاينة لأن فيها نهاية إسرائيل

ولذلك فإن صمود المقاومة وخروجها بانتصار سياسي (كسر الحصار) قد يعني نهاية إسرائيل، فلا تعجب من الضغوط الكونية للابقاء على الحصار، وإعطاء إسرائيل الضوء الأخضر الدولي والعربي لمزيد من المجازر علها تكسر إرادة المقاومة لدى الشعب الصابر العظيم الذي يأبى الذل والعبودية لغير الله

[عبدالوكيل التهامي]

وزير خارجية أمريكا يعلن عن تهدئة إنسانية (وقف لإطلاق النار) مدته 72 ساعة، وبعد أن التزمت الأطراف به، عاد بعض نازحي غزة إلى منازلهم آمنين وهناك المفاجأة!! الصهاينة يستهدفونهم فيسقط أكثر من 50 شهيدا !! فإنا لله وإنا إليه راجعون

نقض ميثاق - شراكة أمريكية - لعبة الغرض منها هو الحرب النفسية

"ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما" صدق الله العظيم

[عبدالوكيل التهامي]

بعد 51 يوما من الصمود وأكثر من 2000 شهيد و 10000 جريح !! غزة المحاصرة تحتفل الآن في الشوارع بعد أن انتزعت انتصارا تاريخيا من الصهاينة ولم ترفع الراية البيضاء ولم تنكسر رغم الضغوط والجراح والدمار وخيانة الصديق وقسوة العدو وفي النهاية فرضت أهم شروطها على أقوى دولة في المنطقة، ووضعها السياسي والعسكري أصبح أفضل مما كانت عليه قبل العدوان ووضع إسرائيل أصبح أسوأ مما كانت عليه قبل العدوان.

هيكل المقاومة بقى سليما وقادرا على توجيه الطعنات النافذة إلى قلب إسرائيل وقادرا على منع جيشها من العربدة في أرضنا الطاهرة المقدسة، وأصبح إيمان الفلسطينين والعرب بهذا النهج أحد الثوابت الوطنية والقومية وهو بداية النهاية لما يسمى بإسرائيل..

وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين