زيديات ( الجزء الأول )
تنبيه لقد حذفت الأسانيد للإختصار .
القرآن الكريم :-
عَنِ أَبِي الْجَارُوْدِ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِيْنَة، فَسَأَلْتُ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ؟ فَمَا سَأَلْتُ أَحَداً إِلاَّ قَالَ: ذَاكَ حَلِيْفُ الْقُرْآنِ.
رواه الإمام المرشد بالله في كتاب الأمالي الإثنينية و أبو فرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين .
و قال الفخر الرازي في الشجرة المباركة في الأنساب الطالبية - (1 / 36)
أما أبو الحسين زيد الإمام الشهيد، ويقال له: زيد الازياد وحليف الأوتاد ويقال له: حليف القرآن أيضا.
عن أبي معاذ قال: سمعت الإمام الشهيد أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام يقول: خلوت بالقرآن ثلاث عشرة سنة أقرأه وأتدبره، فما وجدت في طلب الرزق رخصة، وما وجدت ابتغو من فضل الله إلا العبادة والفقه .
رواه الإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية و هو ضمن مجموعة الإمام زيد سلام الله عليه .
وفي المواعظ و الإعتبار للمقريزي (وكان يُقال لزيد حليف القرآن، وقال خلوت بالقران ثلاث عشرة سنهْ أقرأه وأتدبره، فما وجدت مْي طلب الرزق رخصة، وما وجدت، ابتغوا من فضل الله إلاّ العبادة والفقه ) .
المواعظ والاعتبار أيضاً
وكان يقول ( يعني زيد بن علي ) :-
) والله ما خرجت ولا قمت مقامي هذا حتى قرأت القرآن، وأتقنت الفرائض، وأحكمت السنن والآداب، وعرفت التأويل كما عرفت التنزيل، وفهمت الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والخاص والعام ...... إلخ ) .
وقال نشوان الحميري في كتاب الحور العين في زيد بن علي نقلاً عن كتاب الدعامة للسيد أبي طالب :-
( ومنها: اختصاصه بعلم القرآن ووجوه القراءات، وله قراءة مفردة مروية عنه ).
وقال أحمد بن المقري التلمساني في كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب في ذكر ما ألفه :-
( قصيدة النير الجلي في قراءة زيد بن علي ) .
هذا و قد اكتفيت بذلك و لم أذكر ما وجدت من قراءته سلام الله عليه .
وروى الإمام المرشد بالله في الأمالي الإثنينية و الإمام المنصور عبدالله بن حمزة في كتاب الرسالة النافعة بالأدلة الواقعة في تبيين الزيدية ومذاهبهم وهو ضمن المجموع .
عن أبي غسان الأزدي قال :-
قدم علينا زيد بن علي الشام أيام هشام، فما رأيت رجلا كان أعلم بكتاب اللّه منه، ولقد حبسه هشام خمسة أشهر يقص علينا - ونحن في الحبس - تفسير الحمد وسورة البقرة، يَهُذُّ ذلك هذاً، فذكر الكتاب وقال:
واعلموا رحمكم اللّه تعالى أن القرآن والعمل به يهدي للتي هي أقوم، لأن اللّه تعالى شَرّفه وكرمه، ورفعه، وعظمه، وسماه: روحاً، ورحمة وشفاء، وهدى، ونوراً، وقطع عنه بمعجزِ التأليف أطماعَ الكائدين، وأبانه بعجيب النَّظم عن حيل المتكلفين، وجعله متلواً لا يُمَل، ومسموعاً لا تَمُجُّه الآذان، وغَضاً لا يخلق على كثرة الرد، وعجيباً لا تنقضي عجايبه، ومفيداً لا تنفد فوائده.
والقرآن على أربعة أوجه: حلال وحرام لا يسع جهله، وتفسير يعلمه العلماء، وعربية يعرفها العرب، وتأويل لا يعلمه إلا اللّه، وهو ما يكون مما لم يكن.
واعلموا رحمكم اللّه تعالى أن للقرآن ظهراً، وبطناً، وحداً، ومطلعاً، فظهره: تنزيله، وبطنه: تأوليه، وحده: فرائضه وأحكامه، ومطلعه: ثوابه وعقابه.
وقال عليه السلام: الإعتصام بالكتاب نجاة من الفتن والأهواء المضلات، وذهاب العالم ذي الديانة صَدْعٌ في الدين لايرتق.
وقال صلوات الله عليه
بسم اللّه الرحمن الرحيم
أما بعد .. يا قارئ القرآن، فإنك لن تتلو القرآن حق تلاوته حتى تعرف الذي حَرَّفَه، ولن تمسك بالكتاب حتى تعرف الذي نقضه، ولن تعرف الهدى حتى تعرف الضلالة، ولن تعرف التقى حتى تعرف الذي تعدى، فإذا عرفت البدعة في الدين والتكليف، وعرفت الفرية على اللّه والتحريف، رأيت كيف هدى من هدى.
واعلم يا قارىء القرآن أن القرآن ليس يعرفه إلا من ذاقه، فأبصر به عَماه، وأسمع به صَمَمَه وحيي به بعد إذ مات، ونجي به من الشبهات.
واعلم يا قارىء القرآن، أن العهد بالرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم قد طال، فلم يبق من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، ولا من الإيمان إلا ذِكْرُه، وأن اللّه تعالى لم يجعل ما قسم بيننا نهباً، ولا ليغلب قويُنا ضعيفَنا، ولا كثيرُنا قليلَنا، بل قسم علينا برحمته الأقسام والعطيات. فَمَن أَجْرَء على اللّه تعالىممن زعم أن له أقساماً بين العباد سواى ما حكم به في الكتاب، فلو كانت الأحكام كما حكم به أهل الجور والآثام، لما كان بيننا اختلاف، ولا استعدينا إلى الحكام، كما لا يستعدي بعضنا على بعض في اللحى والألوان، ولا في تمام الخلق والنقصان.
وقديماً اتخذت الجبابرة دين اللّه دغلا، وعباده خولا، وماله دُولا، فاستحلوا الخمر بالنبيذ، والمكس بالزكاة، والسحت بالهدية، يجبونها من سخط اللّه، وينفقونها في معاصي اللّه، ووجدوا على ذلك من خونة أهل العلم والتجار والزراع والصناع والمستأكلين بالدين أعواناً، فبتلك الأعوان خَطَبَتْ أئمة الجور على المنابر، وبتلك الأعوان قامت راية الفسق في العشاير، وبتلك الأعوان أخيف العالم فلا ينطق، ولا يتَّعظ لذلك الجاهل فيسأل، وبتلك الأعوان مشى المؤمن في طبقاتهم بالتَّقية والكتمان، فهو كاليتيم المفرد يستذله من لا يتق اللّه سبحانه.
ضمن مجموعه و روى الإمام أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة جزءاً منها .
و من كتاب الإيمان يقول صلوات الله عليه :-
وأوصيكم أن تتخذوا كتاب اللّه قائداً وإماماً، وأن تكونوا له تبعاً فيما أحببتم وكرهتم، وأن تَتَّهِموا أنفسكم ورأيكم فيما لا يوافق القرآن، فإن القرآن شفاءٌ لمن استشفى به، ونورٌ لمن اهتدى به، ونجاة لمن تبعه، من عمل به رَشَدَ، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به فَلَج، ومن خالفه كَفَر، فيه نبأُ مَنْ قبلكم، وخبرُ معادكم، وإليه منتهى أمركم، وإياكم ومشتبهات الأمور وبدعها، فإن كل بدعة ضلالة.
وروى الأمالي الإثنينية :-
عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- قَالَ: كَانَ أَخِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ يُعَظِّمُ مَا يَأْتِيْهِ أَهْلُ الْجَوْرِ وَمَا يَكُوْنُ مِنْ أَعْمَالِهِمْ، فَيَقُوْلُ: وَاللَّهِ مَا يَدَعُنِي كِتَابُ اللَّهِ أَنْ تُكَفَّ يَدِي، وَاللَّهِ مَا يُرْضِي اللَّهَ مِنَ الْعَارِفِيْنَ بِهِ أَنْ يَكُفُّوا أَيْدَيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ عَنِ الْمُفْسِدِيْنَ فِيْ أَرْضِهِ.
و في كتاب القلة والكثرة و رسالة مقتل عثمان و الأمالي الإثنينية :-
قال الشامي بعد حواره مع زيد بن علي و لامه أصحابه و قالوا له ( وزعمت أنك لا تدع له حجة إلا كسرتها، فَخَرِسْتَ فلم تنطق فقال لهم: ويلكم، كيف أكلم رجلا إنما حاجَّني بكتاب اللّه، فلم أستطع أن أكذِّب كتاب اللّه تعالى. ) .
رواه في الأمالي الإثنينية :-
عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، قَالَ: يَا مَعْشَرَ الشِّيْعَةِ لاَ تَجِيْئُوْنَ بِحَدِيْثٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- تَصْدُقُوْنُ فِيْهِ إِلاَّ جِئْتُكُمْ بِهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ قِيْلَ وَقَالَ؟ قَالَ: قَوْلُهُ: ?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ?[المائدة:101].
قَالَ آخَرُ: ((اتَّقُوا إِضَاعَةَ الْمَالِ)).
قَالَ: ?وَلاَ تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ?[النساء:5].
قَالَ آخَرُ: ((إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيْباً وَسَيَعُوْدُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوْبَى لِلْغُرَبَاءِ)).
قَالَ : قَوْلُهُ: ?كَمَا بَدَأَكُمْ
تَعُودُونَ، فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ.
.
.
?[الأعراف:29-30] الآيَةَ، فَمَا سَأَلَهُ أَحَدٌ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَجَابَهُ.
وفيه :-
عَنْ أَبِي الْجَارُوْدِ، قَالَ: قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا أَبَا الْجَارُوْدِ، لاَ تَأْتُوْنَ بِحَدِيْثٍ تُثْبِتُوْنَهُ عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، إِلاَّ أَنْبَأْتُكُمْ بِمِصْدَاقِهِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ مِنْ سُنَّةِ رَسُوْلِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-، وَلَكِنَّكُمْ أَخْلَطْتُمْ خَلْطَ الأَحَادِيْثِ.
وفيه :-
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-، قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ سَأَلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ كِتَاباً كَانَ لأَبِيْهِ.
قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: نَعَمْ، ثُمَّ نَسِيَ فَلَمْ يَبْعَثْ إِلَيْهِ، فَمَكَثَ سَنَةً ثُمَّ ذَكَرَ فَلَقِيَ زَيْداً، فَقَالَ: أَيْ أَخِي، أَلَمْ أَسْأَلْكَ كِتَابَ أَبِيْكَ؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا مَنَعَنِي أَنْ أَبْعَثَ بِهِ إِلاَّ النِّسْيَانُ.
قَالَ: فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: قَدِ اسْتَغْنَيْتُ عَنْهُ.
قَالَ: تَسْتَغْنِي عَنْ كِتَابِ أَبِيْكَ.
قَالَ: نَعَمْ، اسْتَغْنَيْتُ بِكِتَابِ اللَّهِ.
قَالَ: فَأَسْأَلُكَ عَمَّا فِيْهِ؟.
قَالَ لَهُ زَيْدٌ: نَعَمْ.
قَالَ: فَبَعَثَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْكِتَابَ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَسَأَلُهُ عَنْ حَرْفٍ حَرْفٍ، وَأَقْبَلَ زَيْدٌ يُجِيْبُهُ حَتَّى فَرِغَ مِنْ آخِرِ الْكِتَابِ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: وَاللَّهِ، مَا حَرَّفْتَ مِنْهُ حَرْفاً وَاحِداً.
وقال سلام الله عليه ( الرد إلينا، نحن والكتاب الثقلان ) .
ذكره في مجموع السيد حميدان رواه الحاكم الجشمي في كتاب تنبيه الغافلين عن الناصر الأطروش وهو ضمن مجموعه عليه السلام .
وروى في كتاب المنهاج الجلي و أمالي السيد أبي طالب و في المصابيح :-
قال سلام الله عليه :-
( سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني فإنكم لن تسألوا مثلي، والله لا تسألوني عن آية من كتاب اللّه تعالى إلا أنبأتكم بها ..... إلخ ) .