العجائب في الإنسان !
خلق الله تعالى الإنسان بأحسن صورة ، وأفضل شكل ، وأودع فيه أعضاء حيوية تحير ذوي العقول وتدهش ذوي الألباب في خلقها وصنعتها ، ولكن لو تأملنا بعض هذه الأعضاء لوجدناها من العجائب الموجودة في جسم الإنسان ، ولعجزت أي آلة أن تجاريها في صنعتها وتركيبتها وعملها ، فسبحان الله أحسن الخالقين .
إن هذه الأعضاء التي أعطانا إليها الله سبحانه وتعالى ، هي نعمة عظيمة يجب الشكر عليها ، ومن أهم ما أنعم الله به على الإنسان من نعم مادية ومعنوية ، كي تكسر روح الغرور ، وتدفع إلى التفكير في خالق هذه النعم ، ولكي تحرك روح الشكر في نفس الكائن البشري ، ومن هذه العجائب :
نعمة العين
تعد العين أهم وسيلة لارتباط الإنسان بالعالم الخارجي ، عجائب العين تدفع الإنسان حقاً إلى الخضوع أمام خالقه ، الطبقات السبع للعين وهي : ( القرنية والمشيمية والعنبية والجلدية والزلالية والزجاجية والشبكية ) لكل منها تركيب عجيب دقيق مدهش ، روعيت فيها القوانين الفيزيائية المتعلقة بالنور وانعكاساته على أدق وجه ، حتى إن أعقد أجهزة التصوير تعتبر تافهة مقارنة بهذا العضو .
لو لم يكن في الكون سوى الإنسان ، ولم يكن من وجود الإنسان سوى العين ، لكانت مطالعة هذا العضو كافية وحدها لمعرفة علم الله الواسع وقدرته الجبارة جل وعلا .
عجائب العين
1. بؤبؤ العين يعمل بشكل تلقائي أمام تغيير النور ، فيتقلص أمام النور القوي ويتسع أمام النور الضعيف .
2. عدسة العين تتغير بتغير الصورة عنها ، فيكون قطرها حيناً 1.5 ملم ، ويصل أحياناً إلى 8 ملم ، هذا التغيير يتم بواسطة عضلات تتقلص وتنبسط حسب بُعد الصورة المرئية .
3. تستطيع العين أن تتحرك في الجهات الأربع بمساعدة العضلات وتلتقط الصور في أنحاء مختلفة.
4. العين تلتقط الصور طوال عمر الإنسان دون أن تحتاج إلى تعويض شيء ، ويعود السبب إلى أن الشبكية التي تنعكس عليها الصور تحتوي على نوعين من الخلايا ( المخروطية و الاسطوانية ) فيها مادة حساسة للغاية تجاه النور تتحلل بأقل شعاع من نور في الشبكية وتتحول إلى أمواج تنتقل إلى الدماغ ثم يزول الأثر ، وتستعد الشبكية لالتقاط صور جديدة.
5. تستطيع العين في جميع ظروف النور القوي والمتوسط والضعيف بل حتى في الظلام شريطة وجود بصيص من النور أن تلتقط الصور .
نعمة اللسان
اللسان أهم وسائل ارتباط الإنسان بغيره من أبناء جلدته ، ونقل المعلومات وتبادلها بين أبناء البشر في الجيل الواحد ، وبدون هذه الوسيلة الهامة ما كان بإمكان الإنسان إطلاقاً أن يرتقي إلى ما ارتقى إليه في العلم والمعرفة .
أما الشفتان فهما تلعبان أولاً دوراً هاماً في النطق ، إذ أن الشفتين مخرج لكثير من الحروف ، والشفتان تقومان بدور أيضاً في هضم الطعام والمحافظة على رطوبة الفم ، وشرب الماء .
ترى لو انعدمت الشفتان فماذا كان وضع الإنسان في أكله وشربه ونطقه والمحافظة على ماء فمه وحتى جمال وجهه وشكله ؟!
عجائب اللسان
اللسان من الأعضاء الهامة في بدن الإنسان ، وينهض بأعباء هامة فهو عامل مهم في مضغ الطعام وبلعه ، يدفع باللقمة إلى الأسنان ويلتقطها دون أن يتعرض هو للقطع .
وقد يحدث نادراً أن يقع اللسان في مصيدة الأسنان أثناء الأكل ، فنستغيث من الألم ، ونفهم عندئذ مدى مهارة اللسان في تجنب الانزلاق تحت الأسنان مع أنه ملاصق لها !
واللسان بعد ذلك ينظف جوف الفم والأسنان من بقايا الطعام ، وأهم من ذلك دور اللسان في الكلام بتحركه السريع المتواصل المنظم في الجهات الست ، وهو دور عجيب والإمعان فيه يثير الدهشة والحيرة فقد يسّر الله تعالى للإنسان وسيلة سهلة للتكلم وفي متناول الجميع فلا يصيبها تعب ولا نصب ولا ملل ولا تكلف الإنسان خرجاً !
وأعجب من ذلك موضوع استعداد الإنسان للكلام ، وهذا الاستعداد أودعه الله في الإنسان ليستطيع من خلاله تكوين الجمل بأشكال لا تعد ولا تحصى أن يبين ما لا نهاية له من الغايات . وتنوع اللغات أيضاً وقابلية الإنسان على وضع لغات مختلفة ، هذه الأهمية تتضح من خلال مطالعة مفردات آلاف اللغات المنتشرة في العالم .
بعبارة موجزة إن عجائب خلق الله في الإنسان من الكثرة بحيث تتطلب كتابة أكثر مما ذكرنا ، قال تعالى : ] وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [ (1) وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب u : ( أعجبوا لهذا الإنسان ينظر بشحم ويتكلم بلحم ويسمع بعظم ويتنفس من خرم ).(2)
منقوول
--------------------------------------------------------------------------------
(1) سورة النحل : الآية 18
(2) نهج البلاغة ، الكلمات القصار : رقم 8
العجائب في الإنسان !
العجائب في الإنسان !
لك الحمد من حزب الوصي جعلتني .... ومن تابعي آل الرسول لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
-
- مشرف الجناح التاريخي
- مشاركات: 679
- اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am
Re: العجائب في الإنسان !
وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ
أحسن الله إليكم أختي الكريمة على التذكير بالتفكر في عجائب خلق الله .
أحسن الله إليكم أختي الكريمة على التذكير بالتفكر في عجائب خلق الله .
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح
وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح
وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح
الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 535
- اشترك في: الخميس يونيو 25, 2009 8:52 pm
- مكان: اليمن & حجة
- اتصال:
Re: العجائب في الإنسان !
كلام جميل .. جداً ..
______________
واقتبس واضيف اليه كلام للامام الهادي الى الحق يحيى ابن الحسين .. في وصف العجائب في خلق الانسان .. والذي اتذكر بانني قرأته لاحد المرشدين التربويين في اللغة العربية ايام ما كنت أدرس في الصف الثالث الاعدادي ..
وقال لي هذا المرشد : كلام عظيم لا يستطيع اي دكتور ان ياتي بمثله ..
فظنيت انه في الطب .. في وصف مكونات الانسان .. العين واللسان وووالخ
لوما سمعت انهم بيسمو الدكتور الذي في الجامعة دكتووور .. وعرفت انه دكتوور في اللغة العربية . .
فإلى كلامه عليه السلام
____________
مقدمة
باب تفسير قول القائل (واحد) ومخارجه في اللسان وما ينفى من ذلك عن الرحمن عز وجل
إن سأل سائل ذو ارتياب، عن الله رب الأرباب، فقال المشبه الجاحد: ما معنى قولكم إن الله واحد؟
قلنا: إن الواحد يخرج على معان كثيرة، غير معنى ولا معنيين، فمنها الواحد في الجماعة والإثنين، ومنها النظير من نظيره، والشبه في الرؤية من شبيهه، ومنها الجزء من الأجزاء، والعضو الواحد من الأعضاء المتباينة والمؤتلفة، والمجتمعة والمختلفة، التي بالتئامها يكمل الواحد المصور، وباختلافها ينقص المجعول المقدر، مثل أبعاض الإنسان المختلفة المجتمعة في كل شأن، التي بكمالها يكمل تصويره ويتم، وبنقصانها يزول عنه اسم التمام ويعدم، فهذه أعضاء ذات أعداد، بهن يكمل الواحد ذو الأنداد.
مراحل خلق الانسان
ومن ذلك فالشيء المنقلب من الحالة إلى الحالة، مثل الإنسان وخَلْق الله له من السلالة التي خلقها وقدرها من طين، وجعله إياه نطفة في قرار مكين، ثم خلق النطفة علقة، ثم خلق العلقة مضغة، ثم خلق المضغة عظاماً، ثم كسا العظام لحماً، ثم أنشأه خلقاً آخر؛ فتم بقدرته في الحالات جسماً واحداً، كامل الأدوات وذلك قوله جل جلاله عن أن يحويه قول أو يناله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾[المؤمنون: 12-14]. و(الخلق الآخر) فقد يحتمل أن يكون ما جعل فيه من بعد أن كساه لحماً من العروق والعصب، والمفاصل والقصب،
وصف رأس الانسان
وما فطر من عجيب خلق الرأس، الذي جعله سواء في جميع الناس، فجعله سبحانه قواماً للبدن كله، وأظهر فيه أعاجيب صنعه وفعله، فخلقه قطعاً، وجعل فيه طرقاً، لما فيه من الأدوات، فكلهن فيه سالكات جاريات متشعبات، ولخالقهن بالقدرة شاهدات، وبلطيف تدبيره فيهن ناطقات،
وصف عين الانسان
ثم ركب فيه العينين , وحجر فيه المحجرين، وجعل في المحجرين الغارين، وصور في الغارين المقلتين، وخلق في المقلتين الناظرين وجعل المحيط بإنسانهما - لتكامل التحقيق من عيانهما - أغشية من مدلهمات الجلابيب، ومتكاثفات اسوداد الغرابيب، صافيتي الأنطاق، ناصعتي الأطباق، جعلهما جل جلاله، عن أن يحويه قول أو يناله شحمتين، اختص أوساطهما بالسواد، وجعله آلة للنظر في القرب والإبعاد، ولغير ذلك من الانحدار والاصعاد، ثم جعلهما حصينتي الاطباق، حديدتي الآماق للإدارة والإطراق، وتقلب المقلة في الحملاق، وغشاهما بأرواق الأجفان، بالرأفة منه سبحانه والإحسان، والعائدة بالفضل على الإنسان، ليلتئم عند الهجوع مطابقهما، وتطمئن لذلك علايقهما، وتريح من الحركة مدامعهما، ليقوى نظرهما، ويثقب بصرهما، ولو كان مكان سواد إطباقهما ناصعاً ببياض نطاقهما، لقصرتا عن بلوغ مناظرهما، ولعجزتا عن تحديد أبصارهما، ولكثر إغماضهما، ولقل إيماضهما. ثم حجب عنهما سبحانه بأجفانهما الأذى، وأماط عنهما بأشعارهما القذا، فلما أحكمهما بالتقدير، وأتقنهما بالتدبير، غشاهما بالحاجبين، وأظل بالحاجبين ما استجن من العينين؛ لعلمه سبحانه بضرورة الناظرين إلى ما ركب من الحاجبين. ثم جعل فيهما من بعد إتقان تدبيرهما شعراً مسوداً ظاهراً عليهما، ليزيد سواده في قوة نظرهما عند استقبالهما لبعد اعتمادهما، ولو لم يكونا بزينة الشعر مخصوصتين، وكانتا مما زينتا به محظوظتين، لنقص من العينين نظرهما، ولتضوع في أرجائهما نورهما، ولغشي عن مقر التحقيق بصرهما.
وصف الانف
ثم مثل بينهما خالقهما أنفاً مستروحاً لأنفاسه، موقوفا لرجعه واحتباسه، فأقام رسم خده، وأحسن التصوير في قده، وجعله هواء معتدلاً سواء، ولو لا ما دبر فيه، وركبه من الإحكام عليه، لم يؤد بلطيف اعتباره، ودقيق اختياره المحسوس إلى قراره، ولعجز عن بلوغ مدى الاسترواح، ومستقر غاية الأرواح، فجعل سبحانه من أصليته ناشراً، وجعل في سوائه حاجزاً، لتوقيف رجع الأنفاس، بين العجلة والاحتباس، قسمه بحكمته، لتكامل لطيف نعمته.
وصف اللسان والفم .
ثم شق تحت وترَ أرنبته، مسلك ما قدر من أغذيته، وخلق فمه مؤديا عن منطقه ولفظه، بين طبقتين خلقهما لحفظه، فجعله لحماً، وأجرى فيه عروقاً ودماً، ولو جعله عصباً قاسياً، أو فطره عظماً جاسياً، لكان ذلك من الترجمة مانعاً، وعن الجولان بالحركات قاطعاً، فسبحان من جعله معبراً عن ضمائر الصدور، ومترجماً لكل ما تميزه العقول من الأمور، وركب فيه استطاعة لفظه، وخصه بالوافر من حظه، وأجرى فيه عذوبة ريقه، لتمييزه بين مختلف ذوقه.
ثم علق على أقاصيه عقد لهاته؛ لتعرف بها لذيذ شهواته، نعمة من الخالق على خلقه، ليلتذوا بالطيبات من رزقه، ولو كان موضعها منها عاطلاً، لم يكن الالتلذاذ إلى ملتذه واصلاً، ولرجعت مختلفات أنفاسه، إلى المكنون من أم رأسه.
وصف الاذن
ثم فتق سبحانه وعظم عن كل شأن شأنه بعد ذلك في مرتقها سمعاً، جمع به محكم الآلات جمعاً، فأدى ذلك إلى العقول عظمة خالقها، وشملت الجوارح به نعمة جاعلها، وألبس أرجاء السمع أذناً، لاستقرار جولان الوحي في محاله، وازاحة الشك النازل به وإبطاله، ثم عطف سبحانه أطراف غرضوفهما، على البواطن من حروفهما؛ للحوق جولان الأصوات، ولولا ذلك لعجزت عن درك القالات، مع ما ركب من غير ذلك في ظاهره وباطنه من المركبات، وجعل فيه سبحانه كلما يحتاج إليه الجسم من الآلات والأدوات،
وصف القلب والبطن + الخاتمة .. وبعد الخاتمة ذكر الدليل على ان الله واحدولم اكتب انا في هذا الموضوع بقية الكلام انما بقيت مرتبطاً بموضوع الاخت ام نور
ثم علق في صدره قلباً، وركب فيه لباً، ثم جعله وعاء للعقل الكامل، وحصناً للروح الجائل، حفظه من مزدحمات الأغذية بانحطاطه، ورفعه عن مقرها من الجوف بمتعلق نياطه، فقر بتدبير الخالق في أحصن حصن وأبعده مما ركب، وجعل في البطن وفوقه من الصدر هواء، وتحته أدوات ومعاً، فهو مقر لثابت الأنفاس، متملك لخدمة جميع الحواس، إن شاء شيئاً شِئنه، وإن أباه بلا شك أبينه، به تنزل مدلهمات الغموم، وإليه مأوى نوازل الهموم، وعند انشراحه للشيء يوجد به الفرح والسرور، وبقبوله تكمل الغبطة به في كل الأمور، جعله الله آلة للفطن والفكرة، وفطره الله تعالى على ذلك من الفطرة، وذلك قول الرحمن، فيما نزل من الفرقان: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾[الحج: 46]، وقال سبحانه وعظم عن كل شأن شأنه: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾[ق: 37 )] يقول: إن فيما تقدم من فعلنا، بمن مضى ممن نزل عليه ما نزل من عذابنا، لذكرى لمن كان له قلب يعقل به، ويفهم ويتدبر ما يرى من فعلنا، فيعلم.
وقد يحتمل ويكون معنى قول الرحمن فيما نزل من واضح النور والفرقان: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾[المؤمنون: 14)]: هو ما ميز من خلق الأنثى والذكر، فيكون لما أن كسا العظام لحماً جعله من بعد ذلك ذكراً أو أنثى، فحينئذ بقدرة الله تمت السلالة، وفيما قلنا به من الخلق ما يقول الله عز وجل في سورة القيامة من خلق الزوجين، فهذا عنديوالله أعلم فأشبه القولين.
** ملحوظة .. العناوين التي تحتها خط وهي باللون الازرق وضعتها أنا لتقريب الفهم .. والا فالموضوع هو متواصل ,ولا توجد به هذه العناوين ..
تحياتي
______________
واقتبس واضيف اليه كلام للامام الهادي الى الحق يحيى ابن الحسين .. في وصف العجائب في خلق الانسان .. والذي اتذكر بانني قرأته لاحد المرشدين التربويين في اللغة العربية ايام ما كنت أدرس في الصف الثالث الاعدادي ..
وقال لي هذا المرشد : كلام عظيم لا يستطيع اي دكتور ان ياتي بمثله ..
فظنيت انه في الطب .. في وصف مكونات الانسان .. العين واللسان وووالخ
لوما سمعت انهم بيسمو الدكتور الذي في الجامعة دكتووور .. وعرفت انه دكتوور في اللغة العربية . .
فإلى كلامه عليه السلام
____________
مقدمة
باب تفسير قول القائل (واحد) ومخارجه في اللسان وما ينفى من ذلك عن الرحمن عز وجل
إن سأل سائل ذو ارتياب، عن الله رب الأرباب، فقال المشبه الجاحد: ما معنى قولكم إن الله واحد؟
قلنا: إن الواحد يخرج على معان كثيرة، غير معنى ولا معنيين، فمنها الواحد في الجماعة والإثنين، ومنها النظير من نظيره، والشبه في الرؤية من شبيهه، ومنها الجزء من الأجزاء، والعضو الواحد من الأعضاء المتباينة والمؤتلفة، والمجتمعة والمختلفة، التي بالتئامها يكمل الواحد المصور، وباختلافها ينقص المجعول المقدر، مثل أبعاض الإنسان المختلفة المجتمعة في كل شأن، التي بكمالها يكمل تصويره ويتم، وبنقصانها يزول عنه اسم التمام ويعدم، فهذه أعضاء ذات أعداد، بهن يكمل الواحد ذو الأنداد.
مراحل خلق الانسان
ومن ذلك فالشيء المنقلب من الحالة إلى الحالة، مثل الإنسان وخَلْق الله له من السلالة التي خلقها وقدرها من طين، وجعله إياه نطفة في قرار مكين، ثم خلق النطفة علقة، ثم خلق العلقة مضغة، ثم خلق المضغة عظاماً، ثم كسا العظام لحماً، ثم أنشأه خلقاً آخر؛ فتم بقدرته في الحالات جسماً واحداً، كامل الأدوات وذلك قوله جل جلاله عن أن يحويه قول أو يناله: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾[المؤمنون: 12-14]. و(الخلق الآخر) فقد يحتمل أن يكون ما جعل فيه من بعد أن كساه لحماً من العروق والعصب، والمفاصل والقصب،
وصف رأس الانسان
وما فطر من عجيب خلق الرأس، الذي جعله سواء في جميع الناس، فجعله سبحانه قواماً للبدن كله، وأظهر فيه أعاجيب صنعه وفعله، فخلقه قطعاً، وجعل فيه طرقاً، لما فيه من الأدوات، فكلهن فيه سالكات جاريات متشعبات، ولخالقهن بالقدرة شاهدات، وبلطيف تدبيره فيهن ناطقات،
وصف عين الانسان
ثم ركب فيه العينين , وحجر فيه المحجرين، وجعل في المحجرين الغارين، وصور في الغارين المقلتين، وخلق في المقلتين الناظرين وجعل المحيط بإنسانهما - لتكامل التحقيق من عيانهما - أغشية من مدلهمات الجلابيب، ومتكاثفات اسوداد الغرابيب، صافيتي الأنطاق، ناصعتي الأطباق، جعلهما جل جلاله، عن أن يحويه قول أو يناله شحمتين، اختص أوساطهما بالسواد، وجعله آلة للنظر في القرب والإبعاد، ولغير ذلك من الانحدار والاصعاد، ثم جعلهما حصينتي الاطباق، حديدتي الآماق للإدارة والإطراق، وتقلب المقلة في الحملاق، وغشاهما بأرواق الأجفان، بالرأفة منه سبحانه والإحسان، والعائدة بالفضل على الإنسان، ليلتئم عند الهجوع مطابقهما، وتطمئن لذلك علايقهما، وتريح من الحركة مدامعهما، ليقوى نظرهما، ويثقب بصرهما، ولو كان مكان سواد إطباقهما ناصعاً ببياض نطاقهما، لقصرتا عن بلوغ مناظرهما، ولعجزتا عن تحديد أبصارهما، ولكثر إغماضهما، ولقل إيماضهما. ثم حجب عنهما سبحانه بأجفانهما الأذى، وأماط عنهما بأشعارهما القذا، فلما أحكمهما بالتقدير، وأتقنهما بالتدبير، غشاهما بالحاجبين، وأظل بالحاجبين ما استجن من العينين؛ لعلمه سبحانه بضرورة الناظرين إلى ما ركب من الحاجبين. ثم جعل فيهما من بعد إتقان تدبيرهما شعراً مسوداً ظاهراً عليهما، ليزيد سواده في قوة نظرهما عند استقبالهما لبعد اعتمادهما، ولو لم يكونا بزينة الشعر مخصوصتين، وكانتا مما زينتا به محظوظتين، لنقص من العينين نظرهما، ولتضوع في أرجائهما نورهما، ولغشي عن مقر التحقيق بصرهما.
وصف الانف
ثم مثل بينهما خالقهما أنفاً مستروحاً لأنفاسه، موقوفا لرجعه واحتباسه، فأقام رسم خده، وأحسن التصوير في قده، وجعله هواء معتدلاً سواء، ولو لا ما دبر فيه، وركبه من الإحكام عليه، لم يؤد بلطيف اعتباره، ودقيق اختياره المحسوس إلى قراره، ولعجز عن بلوغ مدى الاسترواح، ومستقر غاية الأرواح، فجعل سبحانه من أصليته ناشراً، وجعل في سوائه حاجزاً، لتوقيف رجع الأنفاس، بين العجلة والاحتباس، قسمه بحكمته، لتكامل لطيف نعمته.
وصف اللسان والفم .
ثم شق تحت وترَ أرنبته، مسلك ما قدر من أغذيته، وخلق فمه مؤديا عن منطقه ولفظه، بين طبقتين خلقهما لحفظه، فجعله لحماً، وأجرى فيه عروقاً ودماً، ولو جعله عصباً قاسياً، أو فطره عظماً جاسياً، لكان ذلك من الترجمة مانعاً، وعن الجولان بالحركات قاطعاً، فسبحان من جعله معبراً عن ضمائر الصدور، ومترجماً لكل ما تميزه العقول من الأمور، وركب فيه استطاعة لفظه، وخصه بالوافر من حظه، وأجرى فيه عذوبة ريقه، لتمييزه بين مختلف ذوقه.
ثم علق على أقاصيه عقد لهاته؛ لتعرف بها لذيذ شهواته، نعمة من الخالق على خلقه، ليلتذوا بالطيبات من رزقه، ولو كان موضعها منها عاطلاً، لم يكن الالتلذاذ إلى ملتذه واصلاً، ولرجعت مختلفات أنفاسه، إلى المكنون من أم رأسه.
وصف الاذن
ثم فتق سبحانه وعظم عن كل شأن شأنه بعد ذلك في مرتقها سمعاً، جمع به محكم الآلات جمعاً، فأدى ذلك إلى العقول عظمة خالقها، وشملت الجوارح به نعمة جاعلها، وألبس أرجاء السمع أذناً، لاستقرار جولان الوحي في محاله، وازاحة الشك النازل به وإبطاله، ثم عطف سبحانه أطراف غرضوفهما، على البواطن من حروفهما؛ للحوق جولان الأصوات، ولولا ذلك لعجزت عن درك القالات، مع ما ركب من غير ذلك في ظاهره وباطنه من المركبات، وجعل فيه سبحانه كلما يحتاج إليه الجسم من الآلات والأدوات،
وصف القلب والبطن + الخاتمة .. وبعد الخاتمة ذكر الدليل على ان الله واحدولم اكتب انا في هذا الموضوع بقية الكلام انما بقيت مرتبطاً بموضوع الاخت ام نور
ثم علق في صدره قلباً، وركب فيه لباً، ثم جعله وعاء للعقل الكامل، وحصناً للروح الجائل، حفظه من مزدحمات الأغذية بانحطاطه، ورفعه عن مقرها من الجوف بمتعلق نياطه، فقر بتدبير الخالق في أحصن حصن وأبعده مما ركب، وجعل في البطن وفوقه من الصدر هواء، وتحته أدوات ومعاً، فهو مقر لثابت الأنفاس، متملك لخدمة جميع الحواس، إن شاء شيئاً شِئنه، وإن أباه بلا شك أبينه، به تنزل مدلهمات الغموم، وإليه مأوى نوازل الهموم، وعند انشراحه للشيء يوجد به الفرح والسرور، وبقبوله تكمل الغبطة به في كل الأمور، جعله الله آلة للفطن والفكرة، وفطره الله تعالى على ذلك من الفطرة، وذلك قول الرحمن، فيما نزل من الفرقان: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾[الحج: 46]، وقال سبحانه وعظم عن كل شأن شأنه: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾[ق: 37 )] يقول: إن فيما تقدم من فعلنا، بمن مضى ممن نزل عليه ما نزل من عذابنا، لذكرى لمن كان له قلب يعقل به، ويفهم ويتدبر ما يرى من فعلنا، فيعلم.
وقد يحتمل ويكون معنى قول الرحمن فيما نزل من واضح النور والفرقان: ﴿ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ﴾[المؤمنون: 14)]: هو ما ميز من خلق الأنثى والذكر، فيكون لما أن كسا العظام لحماً جعله من بعد ذلك ذكراً أو أنثى، فحينئذ بقدرة الله تمت السلالة، وفيما قلنا به من الخلق ما يقول الله عز وجل في سورة القيامة من خلق الزوجين، فهذا عنديوالله أعلم فأشبه القولين.
** ملحوظة .. العناوين التي تحتها خط وهي باللون الازرق وضعتها أنا لتقريب الفهم .. والا فالموضوع هو متواصل ,ولا توجد به هذه العناوين ..
تحياتي
Re: العجائب في الإنسان !
وإياكم أخي الكريم ..إبن حريوه السماوي كتب:وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ
أحسن الله إليكم أختي الكريمة على التذكير بالتفكر في عجائب خلق الله .
سلام الله على أمير المؤمنين وإمام المسلمين الهادي إلى الحق المبين .. مشكور أخي الكريم فقد أثريت الموضوع بمشاركتك ..mohammed alhadwi كتب:واقتبس واضيف اليه كلام للامام الهادي الى الحق يحيى ابن الحسين .. في وصف العجائب في خلق الانسان
لا تؤتى البيوت إلا من أبوابها وآل محمد أبواب العلم وخُزّانه..
بارك الله فيكم..
لك الحمد من حزب الوصي جعلتني .... ومن تابعي آل الرسول لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد
لك الحمد إذ دليتني وهديتني .... إلى مذهب الآل الشريف لك الحمد
لك الحمد لم أختر سواهم ولم أقل .... بغير مقال جاء عنهم لك الحمد
لك الحمد إذ جنبتني وحميتني .... عن الميل عن آل النبي لك الحمد