عندما يحكم الثعلب الغابة ويدعو للخير والعدالة ويحيك من فرو الأرنب عمامة ومن جلد الخروف نعاله, ويفرض للذئاب حماية من عدوان حمل قليل الربايه أعتدي على قطيع الذئاب وأكل من مرعاها ولم يبقى لها سوى الندامة, حينها اشتكت لسلطان الغاب فنهض من عرشه وأقسم بين الكل بأن للظلم اليوم حساب فحشد الجنود من الضباع والثعابين والقرود فسارت لتوقف الحمل من ظلمة المشهود فداست الحقول وقتلت العجول واقتلعت الأشجار ولم يبقى للعدل خيار وهو في جنده مسرور.
فجاءت الحمل وقتلته أمام جميع الحضور.
وفي الطريق قابل الجيش قطيع الغزلان استجوبوا الكبار والصغار وعندما لم يعرفوا قُتلوا لأن في ديار الغزلان حمل , بعدها فتشوا الديار ودققوا بين الأشجار وتحت التراب وعندما لم يجدوا قال الثعلب لجيشة انتصرنا ولم يتبقى إلا أصدقاء للحمل في بلاد الثيران هذا حسب ما علمه وزيرنا المظفر .
فسار بجيشه وأقتحم بلاد الثيران فإذا بمصير الثور الأبيض كالأحمر وبعد الاقتحام فتشوا وحققوا نقبوا واستفسروا...!!! لكنهم لم يجدوا فقاموا بنهب جلود الثيران واستغلال زرائبها للاستيطان وبعد أن أنتصر العدل على الطغيان!!! قام الثعلب بوضع دستور يحكم به جميع البلدان.
العدل فيه عقاب, والظلم نعم الحساب, والعطاء من أنواع العذاب, والجرم فعل الصواب, دستور يمحو به كلام رب العباد. وأخيراً ألف سلام وتحية للحمل الشجاع من دافع عن أرضة ومرعاه وأن ظن الثعلب بنا سوءاً أو أعطى للقتل ضوءاً فالشهادة دوماً لنا سجية, فنحن العرب أبناء حمية ولن يصفو للثعلب حكم البرية ولا للذئاب ظلم الرعية ولن نتخلى عن طريقك يا أبا القاسم.
عندما يحكم الثعلب الغابة
-
- مشرف الجناح التاريخي
- مشاركات: 679
- اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am