بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نتأمل كتب ورسائل الامام الهادي الى الحق يحيى بن الحسين (عليه السلام) الأصولية نجد أن الإمام قد حاول جهده أن يصحح المفاهيم العقائدية المغلوطة والمنسوبه للإسلام ويستبدلها با المفهوم القرآني الالهي والسنه المحمديه الحقه .
ففي مسألة أفعالنا وافعال الله عزوجل نجده يدعو الى تحرير الانسان من القيود التي صنعها لنفسه برميه لإخطائه ومخالفاته وإخفاقاته الى ارادة الله وفعله ,فيحجمه ذلك عن تصحيحها او حتى التفكير في اصلاحها ,و نجده مسلما بذلك الى قضاء الله وقدره .
فما كان من الإمام الهادي (عليه السلام) وبعلمه القرآني والنبوي الصافي إالا أن يصحح ويعدل تلك الافكار الدخيلة على الاسلام والقرآن, الذي يدعو الى العمل والجد والاجتهاد في طاعة الله والحذر والحيطه من الوقوع في المزالق التي تغضب الله ورسوله وتحط من قيمة الانسان كانسان ميزه الله عن باقي مخلوقاته بالعقل
فكثيرا ما نسمع بمقولة هذا (بقضاء الله وقدره ) لإفعال لايمكن ويستحيل أن الله سبحانه وتعالى أن تكون منسوبة إليه عزوجل شأنه
فنجد هولا الناس يوسعون فكرة القضاء والقدر من غير تقييد ,بناء على اهوائهم وليس كما يقره العقل والشرع .
فنجد الإمام الهادي (عليه السلام) قد تصدى لذلك في بعض كتبه ,وموضحا لمعاني القضاء والقدر وما هو المعنى الذي يجب أن ننسبه إلى الله عزوجل .
ففي كتاب معرفة الله عزوجل (1) نجد يقول (وكذلك يأخذ الإنسان في العدل والتوحيد بهذه الآيات: ?إن اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ?[الأعراف:28]، ?وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ?[الزمر:7]، وإذا مر عليه شيء من القرآن يقع عنده أنه مخالف لهذه الآية فليعلم أن تفسيره مثل تفسير المحكم، إلا أنه جهل تفسيره، مثل قول الله عز وجل: ?وَقَضَيْنَا إلى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ?[الإسراء:4]، أي: تختارون اسم الفساد، كما قال: ?وَقَضَيْنَا إليه ذَلِكَ الْأَمْرَ?[الحجر:66]، يقول: أعلمناه.
والوجه الثاني في القضاء: أمر، كما قال سبحانه: ?وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إلا إِيَّاهُ?[الإسراء:23].والوجه الثالث: قضاء خلق، وذلك قوله: ?فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ?[فصلت:12]، يقول: خلقهن في يومين، فأما أن يكون يقضي رب العالمين على خلقه بمعصية ثم يعذبهم عليها، فهذا محال باطل من المقال.)
وفي كتاب آخر (المنزله بين النزلتين ) يبين لنا ايضا ماهو القضاء والقدر الذي يقضيه الله ويقدره بقوله عليه السلام
(باب ذكر قضاء الله في كتابه: قال الله تبارك وتعالى:?وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا?[الإسراء: 23]، فأخبر سبحانه أنه قضى بعبادته، وبر الوالدين. وقال: ?وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ?[غافر: 20]، وقال: ?يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ?[الأنعام: 57]، ولم يقل إنه يقضي بالباطل، وقال: ?وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ?[غافر: 20]، وقال: ?إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ?[يونس: 93]، وقال: ?يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ?[آل عمران: 71]، وقال: ?بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ?[الأنبياء: 18]، وقال: ?وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا?[الإسراء: 81]، فأخبر أن الحق من عنده ومن قضائه، وأن الباطل من المبطلين، ولا يكون الباطل من عند أصدق الصادقين. فبهذه الآيات ونحوها علمنا أنه لا يقضي بالباطل إلا المبطلون، ولا بالجور إلا الجائرون، تعالى الله عن ذلك رب العالمين.
باب ذكر قدر الله في كتابه
قال الله عز وجل: ?وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى
عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ?[يس: 38]، وقال: ?نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ?[الواقعة: 60]، وقال: ?وَأَمَّا إذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ?[الفجر: 16]، وقال: ?وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا?[الأحزاب: 38]، وإنما أمر بالطاعة، ولم يأمر بالمعصية وأمره بها قضاؤه وقدره، والطاعة منسوبة إلى قضائه وقدره؛ لأنه أمر بها، والمعصية منسوبة إلى العصاة؛ لأنهم ارتكبوها بعد ما نهاهم عنها.
وإنما ذكر الله القدر في خلقه وصنعه وتدبيره وأمره ومصالح عباده في دينهم ودنياهم، ولم يجعله في شتمه والفري عليه، ولا في قتل أنبيائه وتكذيب رسله، ولا في شيء مما غضب منه وعابه، وعاب أهله وعذبهم عليه.
فبهذه الآيات ونحوها علمنا أنه لا يسخط شيئاً من تقديره، ولا يقدر شيئاً ثم يغضب منه ويعيبه ويعيب من فعله؛ لأن الحكيم لا يغضب من تقديره، ولا يعيب شيئاً من تدبيره، تعالى الله عمَّا يقول الجاهلون علواً كبيراً.)
وفي كتاب (الرد على المجبرةالقدرية)وفي سياق رده على من يقول أن جميع ما في الارض من خير وشر قضاه الله وقدره وشاءه ,ان هذا الكلام سيعارض ايات كثيرة حيث يقول عليه السلام
(ومما يُسألون عنه قول الله سبحانه: ?يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ?[آل عمران: 71]، فيقال لهم: خبرونا من لبس الحق بالباطل، وخلط عليهم أمرهم، وأخرجهم من هداهم ورشدهم، أنفسهم أم الله؟ فقد نجد الله جل جلاله يقول: ويذكر أن ذلك منهم، فما قولكم أنتم؟ فإن قالوا: هو من الكفار وليس هو من الله؛ فقد أصابوا ورجعوا إلى الحق. وإن قالوا: هو من الله بقضاء وقدر، ولولا القضاء والقدر لم يدخلوا في ذلك، ولم يلبسوا الحق بالباطل؛ فقد كذبوا قول الله، وصدقوا قول الجاهلية، وهذا هو الشرك بالله، بل قول الله الحق لمُصدَّق، وقولهم الكَذِب المكذَّب.
وفي كتاب آخر يورد الأمام الهادي (عليه السلام) أمثلة للقضاء والقدر الذي يكون من فعل الله عزوجل وذلك في كتاب (الرد على الحسن بن محمد الحنفيه )بقوله
( فهل سمعه من جهله سبحانه يأمر أحداً من خلقه أن يفعل شيئاً مما هو من فعله مما يتولى إحداثه فيهم، ويقضي به تبارك وتعالى عليهم، مما ليس لهم فيه فعل، ولا افتعال، ولا تصرف بإدخال ولا إخراج، مثل الموت والحياة، وإيجاد السمع والبصر والأفئدة؟! بل ذكر ذلك كله عن نفسه، وأضاف فعله إليه بأسره، فقال: ?إنا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ?[ق:43]، ولم يأمرهم أن يموتوا ولا بأن يحيوا. وقال سبحانه إخباراً عمن سلف، وتوقيفاً )انتهى كلام الامام الهادي (عليه السلام)
مفهوم القضاء والقدر عند الإمام الهادي الى الحق (عليه السلام)
مفهوم القضاء والقدر عند الإمام الهادي الى الحق (عليه السلام)
العلم الذي بيننا وبين الناس علي بن ابي طالب (ع)...والعلم الذي بيننا وبين الشيعة زيد بن علي (ع)
بسم الله الرّحمن الرحيم
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمّد ........
صلوات الله على الهادي إلى الحق المُبين يحيى بن الحسين ابن رسول الله الأمين ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الأكرمين ، والأخيار من ذريّته إلى يوم الدّين .
نقلٌ موفّقٌ أخي (الباشق) ، ونطلبُ المزيد ....
لكم كلّ الاحترام .
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمّد ........
صلوات الله على الهادي إلى الحق المُبين يحيى بن الحسين ابن رسول الله الأمين ، صلوات الله عليه وعلى آبائه الأكرمين ، والأخيار من ذريّته إلى يوم الدّين .
نقلٌ موفّقٌ أخي (الباشق) ، ونطلبُ المزيد ....
لكم كلّ الاحترام .
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 99
- اشترك في: الأربعاء يناير 04, 2006 12:01 pm
أخي الكريم الباشق لو اتبعتم ذلك بذكر معاني الهدى و الضلال و غير ذلك من هذه المصطلحات و بعد ذلك تتبعه بما قاله جده القاسم في ذلك وبعده الناصر وهكذا ليكون بحثا جامعا .
تعـودت مـس الضر حـتى ألفته
و اسلمني حـسن العزاء إلى الصبر
و صـيرني يأسـي من الناس واثقا
بحسن صنيع الله من حيث لا ادري
إن الكلمة التي كنا نخشى قولها في الخفاء ستقال يوماً في العلن
و كل ما آمنا به في الخلوات سيعلن يوماً على رؤس الأشهاد
و اسلمني حـسن العزاء إلى الصبر
و صـيرني يأسـي من الناس واثقا
بحسن صنيع الله من حيث لا ادري
إن الكلمة التي كنا نخشى قولها في الخفاء ستقال يوماً في العلن
و كل ما آمنا به في الخلوات سيعلن يوماً على رؤس الأشهاد