الاستماع إلى القصيدة اضغط هنا http://216.221.185.71/audio/sha3rr/qsydhtmsabsar2.rm
طمس الأبصار عن رؤية ذات الجبار
قصيدة لأبي مسلم البهلاني
أمير شعراء عمان
نَــــزِّه إلــهك أن يُـــــرى كـــي تعــــرفـــه *** أتُـــــراكَ تعـــــرفه وتُثبـــــتُ ذي الصفــــــه
واعــــرف مقـــامــــك دون مــا حاولتَـــــهُ *** إن التــــــي حـــاولتَهـــــا لـــك مـــتلفــــــــه
أتعبــــتَ نفســـك فـــي ظنــــون قُلـــــبَّ *** والحـــــق إن ظنــــــوا وهمــــك مخلفــــه
فــيهــــا تـــوحِّــــــدٌ وتـــجعلــــــه لأغــــــــــ *** ـــــراض الـــطبيعــــة عــرضـــة مستهدفـــــه
رَمــــزتَ عـــــــن تـــجسيمــــه ونـــصبتَــــهُ *** غــرضـــا لـــعينـــك مـــن وراء الــــبلكفـــــه
وأحلـــت كــيــف ومـــا وأيـــن وشبههــــا *** وعبـــــدت ذاتـــــا بـــالحجــــاب مكنفــــــه
هــذا التنـاقـــض فـي اعتقـــادك شاهــد *** يقضـــي عليـــك بأن دينـــــك عجرفـــــــه
إن كنـــتَ تعقــــل مــــا تـــــراه فهــــــذه *** مــــاهِيّـــــــة محــــــدودَة متـــــــوقفــــــه
أو لســــتَ تــعقلـــــه فأنت مــــخلــــط *** دَرك ولا درك فــــأيـــــن الـــمعرفــــــــه
إن قلـــــتَ معلومــــاً أحطــــتَ بذاتـــــه *** وَجَعَلــــتَ عَــجـــــزَكَ قــــــدرة مــتصـرفـــه
أو قلــــــتَ مجمــــولاً فأنت معطـــــــل *** أعبــــدتَ مجمــــولاً وعطلــــت الصفــــــه
أثبــــــت إدراك الــــعــــــوارض ذاتـــــــه *** إن كنـــت درك العيـــــن لــــن تستنكفـــــه
يــستلـــــزم الإدراك ويــــلك مُــــدركــــــا *** متـــــحيــــــــزا ذا صــــــورةٍ مـــــــتكيفـــــــه
تنفــــي التحيــــــز والحلـــــول وتُثبــــتُ *** المــــستلـــــزم المنفــــــي مــا هذا السفـــه
إن قلـــت أمــــر خـــــارج عــــن فهمنــــا *** واتــــيتنــــــــــا بـــقضيـــــــــــة مـــتكلفـــــــــه
فإليك لـــــو جـــردتهــــــا عــــقليــــــــة *** لرأيت نفسَــــكَ فـــي الــهـــوى متعسفه
إن كنـــــت تــدركـــــه بغيــــــر وسيطــــةٍ *** فالفعــــل ليسَ لفــــــاعل لــــــن نعـــرفــــــه
أو لا فأي وســيطــــة تسطـــــو بهـــــــــا *** فتـــــرى عيـــانـــــا ذاتــــــــه متــــكشفــــــــه
وحـــديثكــــم يقضــــي بـــرؤيتكــــم لـــه *** بالـــعيـــن لا حـــــسٍّ ســـواهــــا عَـــرّفَــــــه
رِدفـــــاً لـــقـــــول الله نــاظــــــرة ومـــــــا *** فـــي حجتيــــك علـــى ادعائـــك معــرفه
هــــب أنني سلمـــت فهمــــك منهمــــا *** أيـــن استقــــرت منهمـــــا تـــلك الصفـــــه
هـــــل أثبتــــــا إلا لــعينـــــك رؤيــــــــــةً *** حمــــــلا علـــى بهتـــان أهـــل السفــسفــه
تــركــوا المجــــاز علــى هواهــم هاهنا *** وتـــقلــــــدوه فــــــي أمــــــــور مـــتلفــــــــه
أترى مجــــازا فـــي الجــــوارح سالماً *** إن كنـــــت فـــــي هـــــذا المقـــام معنفــه
تأبـــــى حقيقــــــة الاستــــــواء لـــذاتــــه *** إلا هنــــــــا للـــزومهـــــــا متـــــــالفــــــه
أوجبـــــت رؤيتــــــه فــأوجــــب سمعــــه *** وعـــليهمـــا فلـــه الـــذي لك مـــن صفــــه
إن قلـــت قــــد سمــــع الكليـــم كــلامه *** أتـــــرى حقيقـــــة ذاك صــوتـــاً عن شفـــه
كــــلا لقـــــد خلـــــق الإلــــــهُ لإذنـــــــــهِ *** صــــوتــــا فعــــرفَــــــهُ بـــــــهِ مـــــا عـــرّفــــه
أن قســــتَ رؤيتـــــــه علــــى تكليمـــــــهِ *** لــــزم الحـــدوث لــمــــدرك الـــمتشوفــــه
فيكـــون مخلــــوقا وتـزعـــم خــــالقــــــــا *** بـــالحــــس تدركــــــه وتـــــــدرك موقفــــه
أم غيـــــــره جــــردتــــــه مــــن نفســــــــه *** أم غيـــــره هـــــو ذاتـــــــه أم مـــا الصفــــه
هـذا هــو التجــديـــد والتحـــديــد والـــ *** ــــتقسيــــم والــتعــديـــــد مـــــا مـــتعسفـــــه
فإذا نصبـــــتَ ســــؤال موســى حجة *** ونبـــذت أحكـــــام الـــعقـــــول مـــزيفـــــه
قــل لــي أموســى كــان يجــهل مــنعهـا *** مـــن قبــــل صاعقـــــة النكـــير المرجفــــه
فــتسومـــــه النقصــــان فــــي توحيـــــده *** وتكـــون أكمل فــي الحجى والمعرفه
أم كـــان يـعلــــم مــنعهــــــا فأرادها *** عــــدوا فــتنســـب للـــرســــالــــة عجرفـــــه
أم كــــان يــعلـــــم منعهــــا بـــحياته الـــــ *** ــــدنيـــــــا فأعجل ربــــــه ليشـــرفــــه
وعلـــى الثلاثــــة فالنقيصـــــــة عنــــــــدَهُ *** بســــؤالــهـــــا أولا فـــيسَــــــلك مــنصفــــــه
بـــل كـــان يعلــــم منعهـــــا دنيــــا وأخـــ *** ــــــرى والسؤال جرى لأجل ذوي السفه
كفـــــــروا بــــــه أو ينظــــــــروه جهــــــرة *** فنهــاهــــم فعتـــــوا عتـــــــواً خــــــوفــــــــه
فـــــأراد مـــن حــــرص علــى إيمانهم *** إقناعهم بالـــزجـــر عـن تلـك الصفــــه
أتـــــــراه يـسألــهــــا الــكليـــــم لنفســـــــه *** طمعــــــاً بهـــــا ولهــــا اليهــــــود معنفــــــــه
والله مــــا جهـــــل المقـــــامَ ولا نســـــي *** عــــز الــجـــــــلال ولا تـــخطـــى موقفـــــه
لكـــــن لكبـــــح عنــادهــــم وعتـــوهـــم *** عـــــرض الســـــؤال وقلبـــــه فــي المعرفه
أو لـــــم يصــــرّح إنهم سفهـــــاءُ مفـــــ *** ـــتــونـــون عنــــد التــــوب ممـــا أسلفـــــه
ومــتــابُــــــهُ مــــن جــريهــــــا بــلســانـــــه *** مـــــن دون إذن أو لــصعــــق خـــوفــــــــه
أعميـــــتَ عــــن تأبيد لـن منفيهــــــا *** وجعلــــت في التأكيــــد لــــن متوقفــــــــه
مـــا بـــال تحصـــرهــــا علـــى تأكيـــدها *** لـــــولا التجـــاهــــل في مقــــام المعرفــــه
هــــب إن بــرهــــان العقـــــول رفضتَـــهُ *** فالنـــــص تستـــــــر شمســــــه مــتكشفــــــــه
أيقول ربـــــك " لن تراني " فارتــــــدع *** وتقـــول ســـــوف أراك خلـــف البلكفـــــَه
أو ليســــــه هـــــــذا عنـــــــاد ظـــــاهــــــر *** فاذهـــب أمـــامــــك مــوعـــد لن تخلفـــه
أبـــــآيــــــةِ الأنعام أدنـــــــى شبهـــــــةٍ *** أم آيــــــة الأعراف ويـــــــك محــــــرَّفه
هـــل فــيهمـــا بعـــض التشابــه موهمــــاً *** إيجاب سلبهمــــــا لمـــــن لـــــم يَأنفـــــه
كــــلا ولكـــن الهــــوى سَلــــبَ النُهــــى *** وأضلها فتهـــوكــــت فــي الــزخــرفــــه
ومـــن المصيبـــة ضــل سعـــيُ معاشــــــر *** قلــدتهـــم تخِـــــذوا هـــواهـــــم مـــزلفـــه
ألمحــــت مـــن نــــور التجلـــي لمحـــةً *** فجعلــــــت ذات الــحـــــق تلك مكشفــــه
سبحانــــــه جلـــــت صفــــــات كمالــــــه *** عـــن كل ما لحــق الحــدوث من الصفــه
الطـــور أتحفـــــه التجلـــــي عــن حقيــــ *** ـــــقتــــه ومــــوســــى مصعـــق مــا أتحفه
أجهلــــت أن تجليــــــــات جَـــــلَالِـــــــــهِ *** ظهـــرت لسائلــــة المـحـــــــال مـخــوفــــه
طلــب التــي نــأفــت خصائـــص ذاتـــهِ *** فاستـــخطـــفتهــــم غضبـــــة مستخطفــــــه
أنكــــرت دك الطــــــور منــــــهُ بــــآيَــــــةٍ *** زجـــــراً لعاتيـــــة اليهـــــــــود المســرفــــــه
فهــب التجلــــي مــا تقـــول فأيــــن في *** أثنـــــــاء آيـــــاتـــــه مقـــــــام الــــبلكفـــــــه
وإذا أنفــــت تجليـــــا بــــالآيـــــــة الــــــــ *** ـــكبــــــرى وحسبــــك ضلـــــة أن تأنفـــــه
فجـــــلالــــــه وجمـــــالــــــه وكــــمالـــــــه *** شاهــــدتـــه في الذات أم فعــــل الصفـــه
أعلمــــت ربـــــــــك قــــــــادراً إلا بمـــــــ *** ـــــظهـــر الاقتـــدار لــــذاتـــه المتصرفـــــه
مــــاذا تــــرى فـــي جاء ربك هل عَنى *** بــالــــذات أم أمـــــر القيـــامــــــة كشفــــــه
مـــــا جاء إلا أمـــــــره وعَظيـــم قـــد *** رتـــــه وأجنـــــاس الـــخليقـــــة مــوقفــــــه
أتــــراه جاء مــــع الملائــــك نفســـــه *** بالــــــذات فــــي ظلـــل الغمـــام مكنفــــه
هـــــل جــــاء إلا أخــــذه وأليــــم بطـــــ *** ـــشتــــه بــــجحــــــادة لـــــــه مســـتنكفـــــه
أظننت محجـــوبيــــــن عـــن جناتــه *** وشهـــــود عيــــــن الــرحمـــة الــمتعطفـــه
منـــع الحجــــاب عيـــونهـــم عن ذاتـــهِ *** أخطأت أو فــاعبُــــــد حجابـــــاً كنّفــــه
هـــل زاد نقـــصَ الحجـــاب أم استوى *** وتـــــــراه مـــــن أي الجهــــــات تَكَنَّفَــــــه
مـــــزق حجـــابَــــــك يــــا مجســــمَ ربــه *** وحجــــــاب جـــهلــك انــــــه مــا اكنَفَـــــه
واعـــرج إلى تقديس ذات الحـــق بالــــ *** ـــــنـــور الــــــذي أوحــى وَحَسبُكَ معرفَه
قـــــدس نعــــــوتَ الله عـــــن مخلــــوقه *** وانبـــــذ نعــــوتَ البـــدعـــــة المنحـرفــــه
وإذا نــزعــتَ إلى الــهــدى عــن غيــره *** فالاستقــــامـــــة نـــــــزعـــــة المتصـــوّفـــــه
لله نـــــحلتنـــــــا ونِـــــعـــــــمَ سبيــــلهــــــا *** أصـــــلاً وفــــرعـــاً لا تخـــالــــفُ مصحفــــه
هي عين مــا نزل الأمين بـــهِ على الـــــ *** ـــهــــادي الأميـــن ومــا ســواها زخرفـــه
لا نــعبـــد المحســــوس ذاتــا كــل محـــ *** ـــــســــوس حـــــدوث ذاتـــــه متـــــألفــــــه
بــل نعبــــد الـــرب الـــذي عــــرفــانـنـــا *** إياه عــــرفـــــان بـــــأن لـــــن نعــرفـــــه
أي عجـــزنا عـــن دركــــه هـــو دركـــــه *** لا درك مـــــــا هيأتنا الـــــمتكــيفــــــه
تجــــريــــدنـــــا لـــصفــــاتـــــه ولـــذاتــــهِ *** تجـــريــــده هــــو نفســــــه لــــن نعـــرفــــه
تـــوحيـــدنـــــا إيـــــاه تـــوحيـــد القُـــــرآ *** ن بــــذاتــــــه والــفعــــل منــــه المعرفـــــه
ونـــجلـــــه عــــن رؤيــــــةٍ بــــالعيـــــن أو *** بــالقلــب فــي الــدنيــا وأخـــرى مــزلفـــه
والــــديــــن نـــأبــــى أن نقلــــده رجــــا *** لاً غيـــــر مــــعصوميـــــن عمـــــا حـــرفــــــه
ونقلـــــــد الــــــرأي الــمطــابــــق أصلــه *** لـــمحقـــــق استنبـــاطــــه عــــن معـــرفــــه
أفلـــــت سانحــــة الـهــــدرْ فـــاربع على *** ضلــع العمـــى وابــــغ الضــــلالـــة مـزلفــه
أضللـــــت صـــــديـــقيـــــة عـمـــــــريّــــــة *** وهــبيــــة تهـــــب الهـــــدايــــــة مـــنصفـــه
بـــدريـــــة أحــــديـــــــة مــــا حــكمــــت *** عَمـــــرا علــــــى قـــــرانهــــــا لـــيحــرِّفَــــــه
شـــربـــت بمـــــاء النهـــر كـــأس نبيهـــــا *** كـــأســـا بــامـــزجــة الــرحيـــق مقرفــــه
لا تـــدَعــــي هتــــك الجــــلالِ برؤيـــــةٍ *** حســــب العقـــــول مــــن المقـام المعرفه
أقصـــــر مطــــامعــــك التـــــي طــولتهـــا *** إن الـــمطامـــع فـــــي مــحــــال مخلفــــه
انصــــف حقيقــــة لــــن تــرانــــي تلقـَـها *** نفيـــــاً يــــؤيـــــد قـــاطـــــع المتشــــرفــــــه
وانظـــر إلـى الشــــأن المــحال وقوعـــه *** إذ بالمحـــــال ثبـــوتــــــه قـــــد أوقفه
لــــو جـــاز لــــم يــــك بالمحــال معلقـــاً *** كـــــلا ولا صعقـــــت يهــــــود بمــرجفــــــه
قـــد كــــان فـــي العلـــم القديـــم بأنه *** لا يستقــــــر الـــطــــــور ساعـــــــةَ أرجفَـــــه
وان ادعيـــت بــان هذا المنع في الـــــ *** ـــــدنيـــــا وبالأخـــرى حقــــوق موقفــــــه
قـــلنــــا حـــــكمــــــت بأنه مـــتغيــــــرٌ *** لمــــا فرضــــت هنــــاك تغييـــــر الصفـــــــه
وكمالــــه بالـــــذات ليـــــس مــــوقتــــــــاً *** كـــــلا ولــــيس صفــــاتـــــــه مـــــتطرفـــــــه
ما يستحيــــــل عليـــــه فيمــــا لـــم يـــزل *** قــــــدرتمـــــــوه لغــــايـــــــة الـــمتشوقــــــه
لا تستحيـــــــل صفـــــات خـــالقنــــــا الــــ *** ــــقديـــــم ولا تغيــــــره الدهـــور المردفه
سبحــــانــــه لا منتهـــــــى لـــكمـــالــــــــه *** إذ لــــــم يكــــن لبـــدايـــــــة مستــــأنفـــــه
عُـــــد عــن طريقـــك ما لعينـــك منفــــذٌ *** إلا إلـــــــــى كــــــيفيـــــــة مـــــستهــدفــــــه
إلا إلـــــى جهــــــة تــحــــــدّد جَـــوهــراً *** متلبســـــــاً عــــرضــــــاً تــــحقــــق موقفـــــه
أولا فــليســـــــت رؤيـــــــــةً مــــعقــولــــــة *** فنـــــرى حديثكــــــم إليها مصــرفــــــــه
بيـنـــي وبينكــم الكتــاب فقـــد قضـــــى *** إنا علــــــى رشــــــد وانْ بكـــــم سفـــــه
لا تجعلـــــوا التوحيـــد عرضة وهمكــــم *** غــــــرض الحقيقـــــــة منـــه عين المعرفـه
ما أبعـــــد العرفــــــان عـــــن ألبابكـــــــم *** إن كـــــان تقديـــــس المهيمـــــن بلكفـــه
قصيدة طمس الأبصار عن رؤية ذات الجبار لأبي مسلم البهلاني
-
- ---
- مشاركات: 885
- اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
- مكان: مصر المحمية بالحرامية
- اتصال:
قصيدة طمس الأبصار عن رؤية ذات الجبار لأبي مسلم البهلاني
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب
((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب