قطة متميزة ....!!

مجلس للمشاركات الأدبية بمختلف أقسامها...
أضف رد جديد
الهاشمي اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 668
اشترك في: السبت أغسطس 07, 2004 3:39 pm
اتصال:

قطة متميزة ....!!

مشاركة بواسطة الهاشمي اليماني »

قطة متميزة .... تجلس بطريقة القطط المعروفة عند الجلوس ، شاخصة بتحد وشموخ لناظرها لها أنف ينوف وشاربين بارزين رغم أنوثتها الصارخة بفروتها المتماوجة مابين الذهبي الداكن والفاتح والأصفر الغامق ، ويشبه لحد بعيد معاطف الفرو الذي تقتنيه النساء المؤسرات بأوروبا أو سيدات هوليود ..
لم تبارح مكانها ، فقدمت إليها مرحبا وتفاجئت بما لم يكن بالحسبان عندما إستلت مخلبها مبرزة براثنها .. فتراجعت للخلف ، فقامت القطة مباشرة لتشحذ براثنها بخشبة مجاورة من أثاث المنزل ، كانت تسمعنا صوت خربشة براثنها وهي تحتك بالخشبة في نبرة تحدي نادرة الوقوع مابين قطة منزلية وإنسان .
ولم أهدر وقتي حيث كان لزاما علي كرب المنزل أن أعلن النذير وأحذر الكل من هذا الوحش القادم ،، والقادر.
وتمض أيام حتى جاء فصل التزاوج ، فشهد فناء منزلي فصولا غرامية لم نعهد لها مثيلا ، حيث تقاطر العشاق من ذكور القطط وبلغ الأمر بأحدهم أن يصدر نداء ، بالطبع بلغة القطط ولكنه كان طويلا وبه أنات ونبرات موسيقية مكررة ، فهمت من ذلك أنه ربما كان يبث غرامه شعرا وغناء .. وأختلطت الأصوات عندما جاء العديد لينازعوه ، وعلت الأصوات وكأنها كانت تصدر مع الغزل هجاء مقذعا وأحيانا مفزعا ..
وأعترانا السهاد والأرق مما أدى إلى إغلاق النوافذ وتفعيل أجهزة التكييف .. وضع النوافذ الزجاجية كان كفيلا بعزلنا عن الجلبة المحيطة وحفلات القطط الماجنة التي لاتخل من العراك العنيف أحيانا وكأنها بحانة بحي هارلم الشهير ..
بتفرق القطط وهدؤها عرفنا أن الموسم إنتهى ففتحنا النوافذ لإستنشاق الهواء الطبيعي والمجاني بالطبع ففاتورة الكهرباء ستكن قاصمة خلال التكييف المتواصل ..
أوصدنا النوافذ وتركنا لوح التل مثبتا ليمنع الطفيليات من الدخول للمنزل ،، ولكن المفاجأة أن قطتنا الحامل تحاول الولوج للمنزل عبر فتح نوافذ التل وبقوة مخلبها ،، أضفنا للتل مثبت للإطار ، لكن المثير أن القطة خمشته بمخلبها محدثة به خروقا تسطيع من خلالها التسلل للمنزل ... كانت تستكشف المكان المحتل لتضع به صغارها ، وبالطبع مشاركة المنزل مع قطة شرسة ومشاغبة وضع غير مريح على الإطلاق ..
وعدنا لإغلاق النوافذ بالأفقال والحديد والزجاج وكل ما بإستطاعتنا ، ثم تشغيل المكيفات من جديد رغم الفاتورة المرهقة ، وكنا بين أمرين إما تقاسم المنزل مع القطة ( الوحش ) أو إفراغ الجيب .. ولم نتوانى عن إختيار الأمر الأكثرسلامة ..
حاولنا التخلص من القطة ولكنها كانت تقاوم وتتملص وعندما توضع بزاوية وتحاصر تتذكر أمجادها وتتحول للبؤة مزمجرة مزبدة مرعدة تجعل الفرائص ترتعد وبالتالي نتركها ونبتعد ، عندما يتحول صوتها من المواء إلى مايشبه الزئير ، نعلن النفير ونطلق سيقاننا للريح طالبين السلامة والسلام .
إقتنعت القطة أخيرا بالتخلي عن الإستيلاء على منزلي وأخذت جانبا منزويا من الفناء إختطته منزلا لعائلتها القادمة ،، وبقدومهم هدأ الوضع ، لكن الخربشات على النوافذ المغلقة بإحكام كانت ماتزال تسمع من حين لآخر ... بالطبع عرضت الأمر على الأصدقاء والجيران ،، وكدت أتواصل مع طبيب بيطري عله يجد لي مخرجا من هذا المأزق المحرج بل والخطير ..
وفي ما أنا أتمتع بسويعات من الهدؤ بفناء المنزل الأمامي ، فإذا بقطتنا المهابة تأتي وفي فمها ريش طائر ،، حسبته ريش دجاج أو ربما حمامة تائهة إفترستها ،،، ذهبت القطة لسبيلها ، وعادت برحلة أخرى وفي فمها ريش متميز له لون أحمر صارخ ،، وبالفعل فهمت أن هناك كارثة حلت ، فأقتربت من مكان ( عرينها ) لأجد نوعيات من الريش الأصفر الفاقع والأقحواني والأخضر والأزرق ....؟؟؟!! ألونا غير مألوفة بعالم الدواجن ، وقبضت على أم رأسي وقد إعتراني الكثير من الوساوس وأختلطت علي الأمور ...
جلبة الجيران وصياحهم بددا الهدؤ ،، حيث أن جار بالحي كان مغرم بإقتناء أندر أنواع طائر الببغاء .. وقد فقدها ولم يجد سوى بعض الريش .. أخبرت جاري عن الجاني الخطير وبما تركته لدي من أثار وخاصة دفع سعرالتيار الكهربائي ، وتعرفنا سويا على آثار السطو ..
الجار الطيب علق على الوضع بقوله : يبدو أن هذه القطة تحبذ الوجبات الباهظة الثمن أيضا ..


أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأدب“