محاسن وفاء النساء

يختص بقضايا الأسرة والمرأة والطفل
أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

محاسن وفاء النساء

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الكسروي: كتب بلاش بن فيروز إلى ملك الهند يخطب ابنته، فلم ينعم له، ورد رسوله خائباً، فتجشم، وسار إليه في خيله ورجله، فلما اصطف الخيلان، دعاه بلاش إلى المبارزة، وقال: إنه عار على الملوك أن يوردوا جنودهم الهلاك، ويفوزوا بأنفسهم. فبرز إليه ملك الهند، فاختلفت بينهما ضربتان، فمنعت بلاشاً حصانه درعه، وضرب بلاش الهندي على عاتقه، فقطع حبله، حتى انتهى السيف إلى ثندؤته، فخر ميتاً، وانهزمت خيله، فافتتح بلاش مدينته، وأمر ثقاته، فأحدقوا بقصر ابنة الملك، فلما احتوى على أمواله، بعث إلى ابنة الملك أن تأتيه، فقالت للرسول، وهي تبكي: قل للملك المزين بالحلم، المحبب في رعيته، السعيد بالظفر، إنك قد ملكتني، وصرت ممن يستحق عطفك ورأفتك، فإن رأيت أن تطيب نفساً عن النظر إلي، حتى ترجع إلى دار مملكتك فافعل. فانصرف الرسول إلى بلاش، فأخبره، فأجابها إلى ما سألت، وسار وحملها حتى قدم دار المملكة، فهيأ لها مقصورة مفردة عن سائر حرمه، فأنزلها فيها، وأمر لها بعتيق الديباج، وفاخر الجوهر، وإسفاط من الذهب، والصلات والجوائز والأثاث، ما لم يأمر لغيرها من نسائه واستأذنها في الدخول عليها، فأذنت له؛ فدخل عليها، وأقام عندها سبعة أيام ولياليها وعجباً منه بها، لا يحير إليها جواباً، ولا يخف عن صدر مجلسها؛ فخرج من عندها، اليوم الثامن، وقد وقع في قلبه ما أظهرت من خفة مجلسه عليها، ولبثت أشهراً لا يدخل عليها، فقالت يوماً لحاضنتها: ما أعجب أمر الملك! بذل دمه في طلبي، حتى إذا ظفر، سلا عني. انطلقي حتى تسألي عن عدة نسائه، وأيهن أكرم عليه، وأتيني بعلم ذلك.
فانطلقت حتى عرفت ذلك، وانصرفت فقالت: إني وجدت له أربعمائة امرأة ما بين أمة وحرة، وليس فيهن أكرم عليه من ابنه سائس من سواسه، أعجبته، فتزوج بها. فقالت: انطلقي إليها، وأقرئيها مني السلام، وأعلميها أني أريد مؤاخاتها، والانقطاع إليها.
فانطلقت الحاضنة إلى ابنة السائس، فأبلغتها رسالة مولاتها، فقالت لها: أقرئيها مني السلام، وأعلميها أني قد أحببتها وأجبتها إلى ما سألت، فتصير إلي. فانصرفت، فأخبرتها بما قالت؛ فذكرت حبها لها، ورغبتها في مواصلتها، فردت عليها ابنة السائس أحسن الرد، وأعلمتها سرورها بذلك، ثم تحدثتا ساعة؛ وانصرفت، وجعلت الهندية تأتيها غباً، وتظهر الأنس؛ فلما أنست بها، قالت لها: إنك قد استلبت قلب الملك، وقهرت جميعنا بفضلك، وليس لواحدة منا نصيب، فأعلمينا الأمر فضلتنا به لنزداد سروراً بما أوتيت، ومحبة لك، والانقطاع إليك.
قالت: إني لما عرفت ضعف نسبي، وقلة جمالي، علمت أنه لا يرجع الملك مني إلى شئ أحظى به عنده مثل المؤاتاة في الخلوة، وأن أبسطه إذا هم بالحركة، وأستميل قلبه باللطف وفضل الخدمة. فلما رآني على ذلك مستمرة، ورأى من سائر نسائه أنفة الأكفاء، وزهو الجمال، وخيلاء الملك، وعلمت أني إن أخذت ما أخذته، مع خمول نسبي، وقلة جمالي، ودقة خطري، لا يليق بي مثل الذي يليق بهن، ففضلني على جميع نسائه بذلك.
فلما سمعت ابنة الملك ذلك، علمت أن قلوب الرجال لا تستمال إلا بالمؤاتاة، وسرعة الإجابة في الباه عند المشغلة؛ فعزمت أن تجعل ذلكً لاستعطاف قلب الملك. فانصرفت إلى قصرها، وقالت لبعض جواريها: اذهبي إلى فلانة تعني ابنة السائس، فإن رأيت الملك عندها فأعلميها أني عليلة من وجع عرض لي. فانطلقت الجارية، فإذا الملك عندها؛ فأخبرتها بذلك، فرق الملك لها، وذكر غربتها، وقتله أباها، فقال لابنة السائس: ما ترين في إتيانها؟ فقالت: أيها الملك؟ إنه ليس في نسائك من لها عندي مثل منزلتها فصر إليها، فإنها غريبة قد فارقت أهلها، وهي في موضع رحمة.
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

alhashimi
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1048
اشترك في: الجمعة فبراير 29, 2008 12:44 am

Re: محاسن وفاء النساء

مشاركة بواسطة alhashimi »

شكراً لك ..

قصه جميله












وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الأسرة والمرأة“