الوافد على العالم

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
أضف رد جديد
بنت الهدى2
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 21, 2005 8:11 pm

الوافد على العالم

مشاركة بواسطة بنت الهدى2 »

[امتحان للوافد]
بسم الله الرحمن الرحيم
روي بالإسناد الصحيح أن وافداً (وهو محمد بن الإمام القاسم) وفد على عالم من علماء آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وهو الإمام القاسم)، فلما نظر الوافد إليه رأى رجلاً جسمه لا يشبه اسمه: فسلم عليه، فرد السلام، فأطال الوافد الوقوف، وأطال العالم السكوت.
فقال الوافد: إن لكل طالبٍ حاجة.
فقال العالم: ولكل حديث جواب.
فقال الوافد: صدقت، لأن الله تعالى يقول :﴿ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ﴾ [النحل: 43، الأنبياء: 7]. فعلم العالم أن الوافد يريد منه علماً.
فقال: إن العلم بحر عميق.
فقال: ولكل بحر سفينة ينجو بها راكبها.
قال العالم: وما سفينة بحر العلوم ؟
فقال الوافد: المعرفة.
فقال العالم: المعرفة اسم أم رسوم ؟
فقال الوافد: اسم ورسوم.( المقصود من الرسوم هي الأحوال المتعددة والأشكال المختلفة للأسماء كما لاحظنا أنه قال أسم فالاسم يطلق على كل الأشياء، وإنما يأتي الاختلاف في رسوم هذه الأسماء)
قال العالم: كم رسوم المعرفة؟ ( وهنا كذلك المعرفة واحدة ورسومها متعددة)
قال الوافد: يكفيك منها خمسة.
[ رسوم المعرفة ]
قال العالم: وما هي ؟
قال الوافد: تعرف نفسك، وتعرف ربك، وتعرف دينك، وتعرف دنياك، وتعرف آخرتك، فإذا عرفت ذلك كله فلا حاجة لك إلى غيره . ( نلاحظ التسلسل الذي جاءت به رسوم المعرفة الخمسة،بدأ بمعرفة النفس التي تقود إلى معرفة الله سبحانه وتعالى ومعرفة الله تقود إلى معرفة الدين،ومعرفة الدين تؤدي إلى معرفة الدنيا والآخرة )
[ معرفة النفس ]
قال العالم: كيف تعرف نفسك؟
قال الوافد: أعرف حدثها، واعرف صنعها، واعرف عجزها، فأجهدها في طاعة الله ربها، وأحملها على الخوف بحالها واحتمال الأذى، وأحثها على الطلب لما فيه نجاتها، واصرفها من الكذب إلى الصدق، ومن الطمع إلى الورع، ومن الشك إلى اليقين، ومن الشرك إلى الإخلاص، وأخرجها من محبوبها في الدنيا، واريضها في السفر حتى تنال كرامة الله في الآخرة.
( المعرفة هنا تقود إلى إدراك عجز النفس وضعفها مما يؤدي إلى العبادة والصدق والإيمان بأن هناك من هو مالك لهذه النفس ويجب عليها طاعته، كذلك نلاحظ بأن الوافد يريد أن يوضح من خلال كلامه أن الإنسان هو الذي يعمل على تزكية نفسه من خلال تربيتها وتطهيرها من حب الدنيا ولا يجوز أن يتوهم الإنسان بأن تزكية النفس تأتي من خارجها)

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“