كيف أخشع في صلاتي

أحاديث، أدعية ، مواعظ .....
nnn
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 25
اشترك في: الجمعة مارس 24, 2006 7:18 pm
مكان: اليمن

كيف أخشع في صلاتي

مشاركة بواسطة nnn »

بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني أساتذتي الأفاضل أخوكم يعاني كثيرا من مسألة عدم الخشوع في الصلاة فما هي الأسباب التي تعينني على الخشوع في الصلاة البعض قد قال لي أشعر أنك تصلي في البيت الحرام والبعض قال إستشعر عظمة الله تعالى وبيني وبينكم إبليس عليه لعائن الله له طرق كثيرة فما هو الحل في ذلك
الظالم لنفسه

نشوان الحميري
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 625
اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
اتصال:

مشاركة بواسطة نشوان الحميري »

مشكلة عدم الخشوع في الصلاة هي مشكلة أعاني منها أيضا وربما يعاني منها الكثير.

وكبداية أعتقد أنه يجب علينا أن نحاول أن نبيض صحيفة أعمالنا ونكل أمورنا كلها لله وحده... عسى أن يلهمنا الله لطاعته كما يحب.
{رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ }{وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ }{وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ }الشعراء83-85
صورة

لن نذل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 862
اشترك في: السبت مايو 28, 2005 9:16 pm

مشاركة بواسطة لن نذل »

السلام عليكم
اخواني الأعزاء ، الخشوع يحتاج إلى طهارة الروح لأنها مرحلة متقدمة جداً في إتصال الروح بخالقها ، فالخشوع كما قال أخي نشوان يحتاج إلى تبييض الصفحة والشعور بعظمة الخالق والتوكل عليه في جميع امورنا وترك الإعتماد على المخلوقين والتوجه لإله المخلوقين..
هناك كتاب للإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى (ع) اسمه ( حياة القلوب ) كتاب روحاني ورائع جداً ، سوف ادرج لكم ماقاله عليه السلام بخصوص الخشوع في الصلاة ولو أن كل فصول الكتاب مهمة ( سيتم إنزاله قريباً إن شاء الله كنسخة كتاب الكترونية)..
وهو كتاب مطبوع ( مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية) .. (متوفر).

قال عليه السلام :

[وسائل الخضوع والخشوع]
وها نحن نذكر أولاً السبيل الذي تيسر على سالكه الخضوع واستصحاب الخشوع بتوفيق الله ولطفه، فنقول: ينبغي للعبد إذا أراد القيام للوضوء للصلاة أن يصرف ذهنه إلى أن قيامه إلى ذلك وفعله إنما هو كخطاب ملك الملوك، والاعتذار إليه من التقصير في الحياء منه في أحواله السابقة، ويطلب منه العفو والمغفرة والإحسان، وأداء ما أمر به من العبادة، فقد روي أن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام كان إذا قام للوضوء اصفّر لونه وامتقع، فقال: ((علمت أني قمت للتهيؤ لخطاب ملك الملوك، فارتعدت لهيبته)).

[تدبر أذكار الصلوات]
هذا معنى الخبر، فينبغي العمل بمقتضى ذلك، واستصحاب ما نذكره، حتى يفرغ من وضوءه، ويذكر الله ما قد ورد الأثر به حال الوضوء وبعده، وقد أودعناه كتبنا الفقهية، فإذا فرغ من ذلك واستقبل القبلة لأداء الصلاة، جدد العزم على أنه لا ينطق بشيء من ألفاظ أذكارها إلا وهو متذكر لمعناه، قاصداً لأداء ذلك المعنى ما أمر، فإذا أخذ في الأذان فقال: ذكر أن معنى الله: الإله الذي تحق له العبادة، وهو الذي رفع السماوات والأرض، ويشير بطرفه إليها، متصوراً لها سبع سماوات بعضها فوق بعض، على صورة هذه السماء التي شاهدها.

[استشعار معاني ألفاظ الأذان]
فإذا قال: ((أكبر)): أراد به أكبر من كل ما يكبر قدره في النفوس، ثم يقصد تكرار ذلك في نفسه ونفس من سمعه.
فإذا قال: ((أشهد)): أراد أنه يخبر عن يقين لا عن ظنٍ، أنه لا إله تحق لـه العبادة إلا الله -أي الإله المعهود- الذي لـه ملك السماوات والأرض، ثم يقصد إعادة ذلك لتمكنه في نفسه ونفس سامعه.
وكذلك يقصد في قولـه: ((أشهد أن محمداً رسول الله)): وليستحضر ما علم من نبوءته من ظهور المعجزة الباقية بين أظهرنا وهي القرآن، فإذا أكمل الشهادتين أراد الدعاء إلى العبادة التي جاء بالتكليف بها، ذلك النبيصلى الله عليه وآله، فقال: ((حي على الصلاة)): هلم إلى الصلاة، مخاطباً لنفسه ومن سمعه، أي احضروا إلى العبادة التي فرضها ربنا علينا، لما فيها لنا من الصلاح، ثم يكرر ذلك ليتمكن في النفس، ثم يقصد توكيد ذلك الدعاء إلى الصلاة المفروضة، بأن يقول: ((حي على الفلاح)): هلم إلى ما يحصل به فلاحنا، وهو القول بجزيل الثواب والسلامة من أليم العقاب، يقصد هذا المعنى عند نطقه بذلك، ثم يكرره ليتمكن في نفسه ونفس سامِعِه، ثم يقصد توكيد الدعاء إلى الصلاة بالتعريف، بأنها خير الأعمال التي يستجلب بها النفع، ويستدفع بها الضرر بأن يقول:
((حي على خير العمل)): أي فضله، ثم يقصد تكرير ذلك، ليتمكن في نفسه ونفس سامعه، ثم يقصد توكيد الدعاء به إليها، بأن يخبر أن الإله أمر بها، وهو أكبر من يجب امتثال أمره، فيقول: ((الله أكبر)): ثم يقصد توكيد ذلك لتكريره، ليتمكن في نفسه ونفس سامعه، ثم يقصد توكيد الاهتمام بما دعا إليه بأن يخبر أنه لا ملك تحق لـه هذه العبادة إلا الله الإله المعهود بقوله: ((لا إله إلا الله)): أي ليس في الوجود ملك تحق لـه هذه العبادة إلا الإله المعهود الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما.
ثم إذا أراد الإقامة، استحضر تلك المعاني المذكورة، وإن كان المشروع أن يحدرها ولا يرتلها، ثم بعد الإقامة يستحضر في ذهنه أنه خارج من مخاطبة نفسه والعباد إلى مخاطبة ملك الملوك خاصة، فلينبه نفسه على ذلك بأن يطلب من الله أن يطرد عنه الشيطان الذي يدعوه إلى ما يغفله عن استحضار عظمته، فقد ورد في الأثر عن سيد البشر: ((أن العبد إذا توجه للصلاة قام إلى يمينه ملك، وإلى شماله شيطان يقول: "اذكر كذا، وكذا، واغرم علي كذا، وكذا"، والملك يقول: "أقبل بقلبك إلى ربك" فيكتب لـه من صلاته ما حضر قلبه فيه، فقد ينصرف وله من صلاته كلها نصفها، ثلثها، ربعها، إلى عشرها، فإذا انصرف قال له الملك: "لو أطعتني لكان كذا، أو كذا")).
هذا معنى الخبر لا لفظه، وفي الأثر عنهصلى الله عليه وآله: ((لا ينظر الله إلى صلاة لا يحظرها العبد قلبه)).

[استشعار معاني ألفاظ التوجه]
فينبغي إذا قام للتوجه للصلاة أن يستفتح التوجه بالاستعاذة من الشيطان الرجيم، الذي يتسلط حال الصلاة، كما ذكرنا، فيقول: ((أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم)) ثم يقدم على نية الصلاة، والدخول فيها، مقدمة بنية بها نفسه على عظمة من يريد مخاطبته، والتقرب إليه، ليدخل فيها، وقد استجمع خاطره لذلك، فيقول منبهاً لنفسه: ((وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض)) أي صرفت وجهي للجهة التي أُمرت بالتوجه إليها، حال أداء هذه العبادة، وجعلت توجهي إليها تعبداً للذي ابتدع خلق السماوات والأرض، فرفع سموك السماوات، كما أرى، وسطح الأرض قراراً للورى، وفعلت هذا التوجه في حال كوني ((حنيفاً))، أي مائلاً بنفسي عن كل دين سوى هذا الدين، ((مسلماً)) مستسلماً منقاداً لأمر رب العالمين، يقصد هذه المعاني عند نطقه بهذه الألفاظ، ثم يقول: ((وما أنا من المشركين)) أي ولست في عبادتي التي أريد أن أؤديها مشركاً فيها أحداً غير فاطر السماوات والأرض، كما أشرك الكافرون غيره، فأنا أبرأ من ذلك، ثم يقول: ((إن صلاتي)) أي عبادتي التي أريد الدخول فيها وكل عبادة تصدر مني، وكذلك ((نسكي)) أي كل تقرب به، وحدوث ((محياي)) أي خروجي من الجمادية إلى الحيوانية، ((ومماتي))، أي خروجي من بعد الحياة إلى الموت، فإن كل ذلك ((لله رب العالمين))، أي صلاتي ونسكي حاصل بالقدرة التي خلقها الله فيَّ، ومحياي ومماتي حاصلان بقدرته، فكلها حينئذ لله حاصلة بأقداره واقتداره، لا شريك لـه في ذلك الأقدار والاقتدار والعلم بأنه المختص بذلك دون غيره، أمرت وتعبدت، ((وأنا من المسلمين))، أي المستسلمين المنقادين لذلك الأمر، غير المخالفين لما أمروا به، تفصيل هذه المعاني عند النطق بهذه الألفاظ، ثم يقدم التحميد لله الذي هدى لذلك وأقدره عليه، وينزهه عن مقالة النصارى الذين جعلوا لـه ولداً، والمشركين الذين جعلوا لـه شريكاً في الملك، فيقول: ((الحمدلله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن لـه شريك في الملك كما زعم المشركون ولم يكن لـه ولي)) أي ناصر يحتاج إليه ليتحصن به من الذل، بل هو القاهر لكل قاهر، والقادر على كل قادر، المغني الذي لا يحتاج في حال إلى سواه، يحضر قلبه لقصد هذه المعاني عند النطق بهذه الألفاظ، فإنه لم يُؤمر بها إلا ليستحضر معانيها، فليستحضر عند الإحرام بالصلاة عظمة من يحرم لمخافته والتعبد لـه، ثم ينوي الصلاة التي يريدها بقلبه، ويقصد بفعلها تعظيم الله والتقرب إليه بامتثال أمره، واتباع نبيه، لما في ذلك من المصلحة في الدين، التي اقتضت وجوبها عليه، فإذا نوى ذلك افتتح الصلاة بأن يقول: ((الله أكـبر)): أي لا إله إلا الذي فطر السماوات والأرض، أكبر من كل شيء، يكبر في النفوس، والتقيد لـه أفضل من كل عمل، يرجى نفعه، ويريد في حال التكبير الإحرام، وهو تحريم كل قول وفعل إلا بالتكبير بإذنه ما أمر به من الأذكار والأركان، ويوطن نفسه بعزم صادق على استبقاء تلك الأذكار والأركان على الوجه الذي أمر به، وهو تأدية الذكر تأدية قاصداً معاني ألفاظه، غير مستعجل، وتأدية الذكر كاملاً، لا ينتقل عنه إلى الثاني إلا بعد استكماله وتأدية ذكره بترتيل وقصد لمعانيه، ثم يقصد تأدية الذكر الذي يليه، فقبل أن تبدأ بالقراءة تقصد بقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2]: الثناء الحسن والثناء الجميل، يختص به رب العالمين.
{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة:3] المحسن إلى عباده في الدنيا والآخرة، أي المالك للأمر يوم الجزاء، يقصد هذه المعاني عند النطق بهذه الألفاظ، فإذا فرغ من حمده وتعظيمه أقبل على خطابه.
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}[الفاتحة:5]: أي لا نعبد غيرك، لما عرفنا أنه لا عظيم مثلك، ولا يدانيك، ثم يقول:
{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة:5]: أي لا نستعين على تأدية عبادتك إلا بك، يقصد هذا المعنى مع قصد تأدية التلاوة المفروضة في الصلاة، لا مجرد الخطاب، ثم بعد طلب العبادة الإعانة عليها، يطلب من ربه الهداية إلى السبيل التي يرضى سلوكها، فيقول داعياً لـه مع قصد التلاوة المفروضة:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة:6]: أي أرشدنا الألطاف التي تدعونا إلى طريق رضاك عنا، وهو:
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}[الفاتحة:7]: وهم الذين اتبعوا ملة إبراهيم.
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}[الفاتحة:7]: وهم اليهود، ((ولا)) صراط {الضَّالِّينَ}[الفاتحة:7] وهم النصارى، ثم ينوي تلاوة الآيات المفروضة بعد قراءة الفاتحة.

[استشعار معاني ألفاظ أذكار الصلاة]
فإذا فرغ من الفاتحة والسورة، نوى أن يطأطئ عنقه للركوع التام، خضوعاً لخالقه، فإذا نوى ذلك كبّر للانتقال إليه، فقال: ((الله أكبر)): أي الذي أريد الخضوع لـه أكبر من كل ما يكبر في النفوس، ثم يركع ويطمئن، ويطأ من ظهره، قابضاً على ركبتيه، ثم يأتي بالتسبيح والتعظيم والحمد، فيقول: ((سبحان الله العظيم وبحمده)): قاصداً بذلك براءة الله من كل سوء، لأجل عظمته، ثم يقول: ((وبحمده)): أي خضعت لله بأن أتيته بتنزيهه وتعظيمه وبحمده، ثم إذا فعل ذلك ثلاثاً بترتيل وتأمّل للمعاني قصداً للانتقال عنه إلى الاعتدال امتثالاً لأمر الله، ويكون القصد عند الرفع، فإذا كمل اعتداله دعا إلى الله تعالى أن يتقبل منه ذلك الحمد في ركوعه بأن يقول: ((سمع الله لمن حمده)): ويقعد [مع الدعاء الذي] شرع عليه في الصلاة من التسميع، ثم يقصد الانتقال عن الاعتدال إلى أعظم التذلل لخالقه، وهو وضع وجهه أشرف جسده على الأرض إهانة لـه في طلب رضاء الله مولاه، فإذا استكمل قصد ذلك كبّر، أي فقال: ((الله أكبر)): أي الإله الأعظم أكبر من كل [ما] يكبر في النفوس، فيحق لـه أن أهين لـه أشرف جسدي بوضعه، وتنكيس رأسي على الأرض، فيكمل قصد ذلك كله قبل أن يهوي للسجود، ثم يسجد مكبراً، فيمكن جبهته على الأرض، ثم يقصد بتسبيحه ما قصده في تسبيح الركوع، خلا أنه يقول هنا: ((الأعلى)): مطابقة لانخفاضه، لأنه قد انخفض فيه أبلغ ما أمكنه من الانخفاض، يوصف الله بأنه الأعلى أي الذي لا انخفاض لعظمته بل هي أعلى من كل عال، فإذا استكمل الثلاث كما فعل في الركوع نوى الاعتدال امتثالاً، فكبر لـه كذلك، ثم ينوي تكرار ذلك الخضوع الذي هو أبلغ التعبدات لا أبلغ منه، فيكرره أبلغ ما في وسعه من التذلل، فكبر كذلك، وفعل في سجوده الثاني كما فعل في الأول، ثم ينوي الانتقال إلى القيام لرب العالمين، وكبره أي هو أكبر من كل ما يكبر في النفوس، فيحق لــه التعبد بالقيام لـه، وأعاد الركوع والسجود، ثم يفعل في قراءته وركوعه وسجوده في الثانية ما فعل في الأولى، من نية، وذكر، وعمل، وترتيل، وليحذر أن تستعجله النفس والشيطان، فيصرفاه عن استكمال الأذكار والأركان على الوجه الذي فصلناه، فيفوته رضاء الرحمن.

[استشعار معاني ألفاظ التشهد]
ثم إذا أراد القعود للتشهد نوى امتثال المشروع من النطق بهما في تلك الحال، وأراد بقولـه: ((بسم الله وبالله)) إنما قد فعل من الصلاة مستعيناً بذكر الله، وبإعانة الله، ثم يقول: ((والحمد لله)) على ذلك، ويقول: ((والأسماء الحسنى)) الجامعة لصفات الكمال، ويريد به التسعة والتسعين، وغيرها من صفات التعظيم، وذلك تتمة للحمد، فيقصد بقولـه: ((الحمد لله والأسماء الحسنى كلها لله)) والثناء الحسن والوصف الجميل الذي تضمنته الأسماء الحسنى، كلها مختصة بمن أُديت لـه هذه العبادة، ثم يختم ذلك التعظيم بأن يريد امتثال ما أمر به من التحية للملائكة والصلاة على نبيئه، فيقول: ((التحيات لله)) وهي السلام، فهو السلام، ومنه السلام، ((والصلوات)): هي الرحمة والإحسان، ((والطيبات)) من النعم الدنيوية لله أيضاً حاصلة من تفضله، ثم يختم ذلك بأن يقول: ((أشهد أن لا إله)) لا تحق هذه العبادة ((إلا)) لهذا الإله المعهود، وهو ((الله وحده لا شريك لـه)) ثم يشهد أن ((محمداً عبده ورسوله)) إلى عباده، بالشرائع الواجبة والمندوبة والمباحة والمكروهة، ثم يقصد الانتقال إلى مكافأة الرسول عن إحسانه، ليصّدره للإرشاد لعباده، فيقول: ((اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد)) أي أكرمهم بأفضل ما تكرم به أوليائك ((وبارك على محمد وعلى آل محمد)) أي وذكر منك لهم تامة نامية مستمرة، ((كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم)) حيث جعلتهم ولهم لسان صدق في الآخرين ((إنك حميد)) أي محمود على كل نعمة حاصلة في الدنيا والآخرة، فأنت في التحقيق المتفضل بها أو بعضها بفعلك وبعضها للتمليك، وإنه ((مجيد)) أي فاعل موجبات الحمد لك، والوصف بالمجد وهو العز والسلطان، ثم يريد الخروج من تلك العبادة بالتسليم على من أمرنا بالتسليم عليه من الملائكة والمؤمنين الداخلين معه في صلاة الجماعة إن كانت، وإلا فعلى الملائكة لا غيرهم.
فإذا أدى المصلي صلاته قاصداً بأذكارها ما ذكرناه وفصلناه، فنحن الضمناء على الله تعالى بقبولها، وكمال الإثابة عليها، وحصول المقصود بها، وهو انزجارك عن ارتكاب المعاصي، كما قال تبارك وتعالى: {وَأَقِمْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ}[العنكبوت:45] وهو هذه الصلاة المؤدّاة على هذا الوجه أكبر في الزجر عن الفحشاء من نهي الناهين وزجر الزاجرين، أي أكبر تأثيراً في الإنزجار عن المعاصي.

[أذكار الصلاة]
فإذا فرغ من صلاته أردفها بأربعة أذكار.
الأول: السلام عليكم أيها الملائكة المقربون، السلام منك أيها الملك الجليل، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً، ونحن له مسلمون.
الثاني: أن يقول: {فَسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ...}[الروم: 17] إلى آخر الآية، إلى: {...وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} فقد ورد أنها المقصودة في قولـه: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}[النجم:37] أي وفّى صلاته بأن ختمها بهذه.
الثالث: يقول عقيبها: بسم الله، وتوكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، يقول ثلاث مرات، كما ورد في بعض الأخبار: ((بسم التواب)).
الرابع: استحسناه نحن عقيب ذلك كله، وهو أن يقول في دبر كل مفروضة: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وأتوب إليه من كل ذنب أسلفته قبل هذا المقام في قولي، أو عملي، أو اعتقادي، أو نيتي، ليكون في ذلك تطهرة بالتوبة، لينصرف عن تلك الصلاة طاهراً من الذنوب، ومصداقاً لقولـهصلى الله عليه وآله: ((إن الصلاة كالنهر الجاري على باب أحدكم يتطهر به كل يوم وليلة خمس مرات))..
تم ذلك والحمد لله رب العالمين..
سأجعل قلبي قدساً، تغسله عبراتي، تطهره حرارة آهاتي، تحييه مناجاة ألآمي، سامحتك قبل أن تؤذيني، وأحبك بعد تعذيبي..

بنت الهدى2
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الاثنين مارس 21, 2005 8:11 pm

مشاركة بواسطة بنت الهدى2 »

بارك الله فيك سيدي لن نذل منذ أمس وأنا ابحث عن الكتاب في كل انحاء المنزل من أجل أن استمد منه الإجابة السليمة فهو بالفعل كتاب رائع ويعين كثيراً في تعلم الخشوع ولا بد أن يسعى الجميع للحصول عليه.

nnn
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 25
اشترك في: الجمعة مارس 24, 2006 7:18 pm
مكان: اليمن

أحسن الله إليكم

مشاركة بواسطة nnn »

سادتي الأفاضل أشكركم كثيرا حين دليتموني على هذا الكتاب القيم فعلا يجب أن يكون في كل منزل ويجب أن يتعلمه الكبير والصغير على حد سوا لما فيه من فائدة عظيمة
هذا وجزاكم الله خير الجزاء
الظالم لنفسه

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

جزاك الله خير.
فعلا مشكلة كبيرة، ما إن أبدأ بالصلاة حتى تنهال عليّ مشاكل البيت والعمل و حلولها وحيثياتها و أفكار تجر أفكراً حتى أضطر أحيانا إلى إعادة الصلاة..

عزيزي لن نذل ما معنى:
وهو انزجارك عن ارتكاب المعاصي،
تحياتي
صورة

nnn
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 25
اشترك في: الجمعة مارس 24, 2006 7:18 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة nnn »

لكن سادتي الأفاضل بعد قرأتي للكتاب الثمين بصراحة يجب أن نعرف معنى كل سورة نقرأهافي الصلاة وما هو المقصود منها لأنني مثلاً عندما أقرأ الفاتحة وأطبق ما جاء في الكتاب عندما أكمل سورة الفاتحة وأقرا سورة بعدها يخرج عقلي من الصلاة أو بالأصح أتدبر سورة الفاتحة فقط فما هو الحل لهذه المشكلة
الظالم لنفسه

الزيدي ومحب أهل البيت(ع )
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 46
اشترك في: الاثنين إبريل 24, 2006 11:02 am
مكان: في ارض الله الواسعه

مشاركة بواسطة الزيدي ومحب أهل البيت(ع ) »

ما شاء الله تبارك الله

الله يكتب الاجر للجميع

والله يجعلنا من الخاضعين الخاشعين لله سبحانه وحده لا شريك له



احسن الله اليكم جميعاً

Nader
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1060
اشترك في: السبت إبريل 09, 2005 6:22 pm

مشاركة بواسطة Nader »

بنت الهدى2 كتب:بارك الله فيك سيدي لن نذل منذ أمس وأنا ابحث عن الكتاب في كل انحاء المنزل من أجل أن استمد منه الإجابة السليمة فهو بالفعل كتاب رائع ويعين كثيراً في تعلم الخشوع ولا بد أن يسعى الجميع للحصول عليه.
كتاب حياة القلوب أضيف إلى المكتبة

http://www.al-majalis.com/forum/viewtop ... 2903#22903
صورة

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

من كتاب المجموع الكبير لمولانا الامام القاسم بن ابراهيم صلوات الله عليه :-
الصلاة معراج المؤمن

قال الوافد: حد لي الصلاة يرحمك الله ؟
قال العالم: الصلاة صلة بين العبد والرب، وستر للعيب وكفارة للذنب، الصلاة صلة بلا مسافة، وطهارة كل خطيئة وآفة، الصلاة مواصلة ومصافاة، ومداناة ومناجاة، المصلي يقرع باب الله ويطمع في ثوابه، وهو على بساط الله عز وجل.
إذا كبر العبد تكبيرة الإحرام، تساقط عنه الأوزار والآثام، وإذا توجه العبد إلى القبلة، فقد أبدى من نفسه الخضوع والذلة، واتبع الشرع والملة، إذا أخلص العبد في الصلاة بنيته، كفر الله عنه ذنبه وخطيئته، وأجزل له عطيته، وإذا أخلص العبد القراءة والتلاوة، سطع في قلبه النور والحلاوة، وإذا قرأ الفاتحة، أدرك الصفقة الرابحة، وإذا أتبعها بالسورة، كثر في الآخرة سروره، وكفاه الله محذوره، وإذا انحنى للركوع، فقد أظهر لله الخضوع، وإذا قام للإعتدال، فقد نفى عنه الإشتغال، وإذا هوى للسجود، فقد خرج من الجحود، واستحق من الله الجود، وإذا تشهَّد على التمام، سلَّمت عليه الملائكة الكرام، وبشروه بدار السلام.
الصلاة شرح الصدور، وفَرَجٌ من جميع الأمور، الصلاة نور في الفؤاد، وسرور يوم المعاد، الصلاة للقلوب منهاج، وللأرواح معراج، الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتؤمِن صاحبها من نكير ومنكر، الصلاة تغني من الإفلاس، وتُلبس العبد الإيناس، الصلاة قرة العين، وجلاء الرَّين، المصلي على بساط المولى، يناجي الملك الأعلى.
الصلاة ضياء في الصدور، وفسحة في القبور، وبهاء في الحشر والنشور، الصلاة تُجوِّز على الصراط، وتورث في قلب صاحبها النشاط، الصلاة تنزع قساوة القلوب، وتكفر الذنوب، الصلاة تسهل العسير، وتمحو الذنب الكبير، الصلاة توسع الأرزاق، وتطيب الأخلاق، الصلاة تقرب العبد إلى المولى، وتؤمنه من البلوى . من لزم المحراب قرع الباب، ومن قرع الباب أتاه الجواب، صحة الإرادة، لزوم المساجد للعبادة.
الصلاة تخفف الأوزار، وتؤمن من النار، أقرب ما يكون إلى ربه مَن سجد وقام، وزكى وصام، لو علم المصلي مَن يناجي لما التفت في صلاته، من سهى في صلاته فقد ضيع أشرف أوقاته.
اخضع لربك في الصلاة ذليلا ***واذكر وقوفك في الحساب طويلا لو علمت بين يدي من تقوم، كنت تلازم بابه وتدوم.
عجبا لمن يناجي القاهر! كيف يُخطر في قلبه الخواطر، ليس للمؤمن من صلاته إلا ما عقل، ولا تُرفع صلاته إذا غفل، عفِّر وجهك بالتراب، فلعله يفتح لك الباب، أحضر في الصلاة باطنك، كما أحضرت ظاهرك، طهِّر قلبك، كما تطهر ثيابك.
عجبا ممن يسأل الخلق! وباب مولاه مفتوح لكل سائل! عجبا ممن يتذلل للعبيد! وله عند سيده ما يريد، من أطال لله القيام، أزال عنه الأوزار والآثام، من أخَّر الصلاة عن الأوقات، من غير علة من العلات، حرم الخيرات والصالحات، مَن ترك الصلاة إلى الليل، حلَّ به الذل والويل، من حافظ على الصلوات، تتابعت عليه الخيرات، ورُفعت له الدرجات، وصُرفت عنه النقمات.
من لم تكن الصلاة من باله وعزمه، لم يُبَارَك له في رزقه وتركه الله بهمِّه، مَن ضيَّع صلاته لم تقبل حسناته، وكثرت عند الموت سكراته، من غفل عن الصلاة والذكر، ضيق عليه في القبر، الصلاة عمود الدين، وتمامها صحة اليقين.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

وئام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 77
اشترك في: الأحد أغسطس 20, 2006 3:41 pm
مكان: اليمن
اتصال:

كيف تخشع في صلاتك؟

مشاركة بواسطة وئام »

>> سئل حاتم الصم (رحمه الله) كيف تخشع في صلاتك؟
>>
>>فقال:
>>
>>
>>
>> بأن اقوم و اكبر للصلاة.. واتخيل الكعبه امام عينيّ والصراط تحت
>>قدمي والجنة عن يميني والنار عن شمالي وملك الموت ورائي وان رسول الله
>>يتأمل صلاتي واظنها آخر صلاة فاكبرالله بتعظيم واقرأ بتدبر واركع
>>بخضوع واسجد بخشوع واجعل صلاتي الخوف من الله والرجاء لرحمته ثم اسلم
>>ولا ادري هل قبلت ام لا
>>
" نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء "

أم المرتضى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 7:46 pm

مشاركة بواسطة أم المرتضى »

في كل مرة أنسى ....وبعدين؟؟؟!!!
________________________________________
صدري ضيق....صليت وما عرفتش ما قلت
!!!!
وهكذا كل يوم...نقف لنقابل الله خمس مرات يوميًا على هذه الحال، مع العلم بأننا على يقين بأهميتها وأنّها إنْ قُبلت قُبل ما سواها وإن رُدَّت رُدَّ ما سواها، لذلك كانت {على المؤمنين كتابا موقتاً} .

لماذا التأكيد على الخشوع ٌ؟

لأنه هناك فرقٌ بين الذين {هم على صلواتهم يُحافظون} وبين {الذين هم عن صلاتهم ساهون}.

وفرقٌ بين مَنْ يترقَّب مواقيت الصلاة بلسان حالِ القائل {وعجلتُ إليك ربِّ لترضى} ومنْ كان من الذين {إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يُراؤون النَّاس ولا يذكرون الله إلاَّ قليلا}.

وفرقٌ بين صلاة المشتاق المراقب وبين صلاة المتهاون أو العاصي أو الساهي، أو المتثاقل أو الغافل.

وقد ورد في النصوص الكثيرة أنَّ من الصلاة ما يُقبل نصفه أو ثلثه أو ربعه... ومنها ما لا يُقبل منه شيء، فيُضرب بها وجه صاحبها.

ولا بد من الإشارة إلى أن حالة الخشوع تختلف من شخص لآخر، وبين ساعة وأخرى، وهذا راجع إلى النَّفس البشرية في إقبالها وإدبارها، وتهذيبها ومراقبتها... ونظرتها إلى دينها ودنياها.


كيف يحصل الخشوع؟
لا بد في بداية الطريق من تعويد النَّفس، وتدريبها،حتى تتمكَّن من العادة. ولكي نتقرب إلى الله علينا بالتالي:
1- ترقُّب وقت الصلاة:

فمن ترقَّب واشتاق، وانتظر، واستعدَّ، واستوحش... لا يرى فَرَجَهُ إلاً بلذَّة اللقاء.

ولسانُ حالِ المصلِّي عندها {إنِّي مهاجرٌ إلى ربِّي}.

ورد عن رسول الله (ص):"حَسْبُ الرجل من دينه، كثرة محافظته على إقامة الصلوات".

وعنه (ص):"ما من عبدٍ اهتمَّ بمواقيت الصلاة ومواضع الشمس، إلاَّ ضمنتُ له الرَّوْح عند الموت، وانقطاع الهموم والأحزان، والنَّجاة من النار".

2- الاستعداد لأداء الصلاة:
وذلك يكون قبل دخول وقتها بقليل، بتجهيز ما نحتاج في صلاتنا من مصحفٍ وكتابِ دعاء وعطر... فإذا حان وقت الصلاة، نبتعد عن كل ما يشغلنا عنها.

ويُمْكن أن نكون في حالة انتظارنا ساجدين لله تعالى أو تاليين لكتابه أو متفكِّرين. فإذا أذَّن المؤذن، أحسنّا الانصات إليه، مُكرِّرين لما يقول. ويستحب أن لا يكون مكان صلاتنا قريباً من ضجيج صارف أو تلفاز أو صراخ أو جدال أو بيعٍ وشراء.

3- الدخول في الصلاة بلا إبطاء:

إذا دخل وقت الصلاة فلنترك كلَّ شيء، من عملٍ ومجلسٍ وحديث وطعام... فالصلاة خير موضوع، ولا يُفضَّل شيءٌ عليها.
يقول الإمام علي كرم الله وجهه: "كان رسول الله (ص) لا يُؤْثر على الصلاة عشاء ولا غيره، وكان إذا دخل وقتها كأنَّه لا يعرف أهلاً ولا حميماً. وعن إحدى نسائه أنه كان يُحدِّثنا ونُحدِّثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنَّه لم يعرفنا ولم نعرفه".

4- تكبيرة الإحرام:

وكما الإحرام عند دخول مكة المكرَّمة، يُحرِّم أشياءً ويوجبها... كذلك تكبيرة الإحرام تُحرِّم كلَّ ما يُلهي عن الصلاة....فالله أكبر من كل ما قد يلهينا عنها، فلنتفكر في كلمة "أكبر".

وعلينا في هذه الحال لخشوعنا، أن نستحضر قول أحد العلماء:
"للمصلِّي ثلاث خصال: إذا قام في صلاته يتناثر عليه البرُّ من أعنان السماء إلى مَفْرق رأسه، وتحفُّ به الملائكة من تحت قدميه إلى أعنان السماء، ومَلَكٌ يُنادي: أيها المصلي، لو تعلم مَنْ تُناجي ما انفتلت".
وفي النص : "لو يعلم المصلِّي ما يغشاه من جلال الله، ما سرَّه أن يرفع رأسه من السجود".
وفي نصٍ آخر: "إنَّ الإنسان إذا كان في الصلاة، فإنَّ جسده وثيابه وكلَّ شيء حوله يُسبِّح".

5- صلاة من يودِّع:

من الأمور المؤثِّرة في تحصيل الخشوع، أن نفترض أنَّنا في آخر صلاة لنا في الحياة الدنيا، وأننا سنموت بعد ساعة، فنقبلي أكثر ونخضع ونرغب.

وصدق سيدنا رسول الله (ص) في قوله: "صلِّ صلاة مودِّع، فإنَّ فيها الوصلة والقربى".

وللحديث بقية......................


بتصرف
إلهي...أنت كما أحب، فاجعلني كما تحب!!!!

~ بنت محمد ~

أم المرتضى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 108
اشترك في: الثلاثاء مارس 02, 2004 7:46 pm

مشاركة بواسطة أم المرتضى »

- الإقبال على الله عزَّ وجلَّ:
ويكون ذلك بتخلية القلب بالتفكُّر، وعدم الانشغال بشيء عن الحبيب...
ومن مقوِّيات الإقبال، التذلُّل لله سبحانه، والتواضع، وسكون الأطراف، وترك العبث كالحك والفرك وتسوية الثوب، إلاَّ لضرورة، وعدم التلفُّت ولو بِلَحْظ العين إلى اليمين أو الشمال.
قال الله جلَّ جلاله:
{قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون-1-2].
فلنكن نحن المعنيون بهذا الخطاب.
ومن مقوِّيات الإقبال الظاهرية أيضاً، ما ورد من أدب النَّظر أثناءها إلى موضع السجود، لقوله جلَّ جلاله {خُشّعاً أبصارهم}[القمر-7]. ومَنْ لم يستطع البكاء، فَلْيتباكى، شوقاً وتوبة وخوفاً.
وقد يسأل سائل عن تغميض العينين أثناء الصلاة، هل يُؤدِّي ذلك الخشوع والإقبال؟
والحقُّ، أنَّ ذلك لم يرِدْ في السُّنَّة الشريفة، لكن، لا بأس أن يكون المصلِّي شبه مُغمِّض العينين غير ناظر إلى السماء أبداً.
ومن مقوِّيات الإقبال في الصلاة، المؤدِّي إلى الخشوع، أن نطأطئ برؤوسنا، ناظرين إلى موضع سجودنا، قاصدين التبرِّي من الكِبْر والترؤس، قال الله تبارك وتعالى:
{وعنت الوجوه للحيِّ القيُّوم، وقد خاب مَنْ حمل ظُلْماً} [طه-111].
وأننقف وقفةً ثابتة، غير مائلة كحالة المتثاقل أو المتعب... "كالشجرة، لا يتحرَّك منها إلاَّ ما تُحرِّكه الريح".
رأى النَّبي (ص) رجلاً يعبث بلحيته في صلاته، فقال: "أما إنَّه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه".
ولا تنسي أنَّه سبحانه {الذي يراك حين تقوم} [الشعراء-218].
7- قراءة التلقين:
وحتى يستحضر المصلِّي معاني ما يقرأ بتدبُّر وتأمُّل، لا مانع من تكرار الآية الواحدة، لكنْ:
أ ـ أن تكون قراءتُه كأنَّما يُلقِّن طفلاً صغيراً... وهو في حقيقة الأمر يُلقِّن نفسه.
ب ـ أن لا يستعجل التلاوة، بل يقف عند نهاية كل آية.
8- الركوع من مقامات الخضوع:
عندما نبادر إلى الركوع، علينا أن لا ننسى أننا في هذه الحالة في مقامٍ عالٍ من الخضوع، وأنه رتبة ممهِّدةٌ للسجود، ورد في النصِّ المبارك:
"والركوع أول، والسجود ثانٍ، فمن أتى بالمعنى الأوَّل صلح للثاني، وفي الركوع أدب، وفي السجود قرب، ومَنْ لا يُحْسن الأدب لا يُحسن القرب".
ولا بأس في الذِّكر أن تُؤكِّده بالتكرار، لأنَّ المرة الواحدة ضعيفة الآثار، ورحمة الله تتسارع إلى الملحِّ الذليل المتواضع، لا إلى المتكبِّر البَطِر.
9- السجود:لا شك أنَّنا نعلم، أنَّ أقرب ما يكون العبد من الله عزَّ وجلَّ وهو ساجد، وهو في فعله هذا يصل إلى أعلى درجة ظاهرية يصل إليها ابن آدم، وورد في ذلك: "السجود منتهى العبادة من بني آدم".
فيضع ابن آدم أكرم ما عنده، أي الجبهة، على التراب الذي يُداس بالأقدام، في خضوع من العبد الذليل أمام الربِّ الجليل تبارك وتعالى.
وَلْيكُنْ سجودننا باطمئنانٍ وتمكين للجبهة والراحتين والركبتين والإبهامين، فرحين مستبشرين:
"فما من عملٍ أشد على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجداً، لأنه أُمر بالسجود فعصى".
وأسرار السجود وآدابُها وسُننها ومناسباتُها كثيرة، ويكفي أنَّ مَنْ رغب بلقاء سيدنا رسول الله (ص) فَلْيُطِل السجود. ورد عنه (ص): "إذا أردتَ أن يحشرك الله معي، فأطِلْ السجود بين يدي الله الواحد القهَّار".
وجاء قومٌ النَّبي (ص) وقالوا: يا رسول الله اضمن لنا على ربِّك الجنَّة، فقال (ص): "على أن تُعينوني بطول السجود".
10- عند التشهد:لنتذكّر، أنَّ الله سبحانه شرَّفنا بالتشهد الذي هو أعظم كلمة نطقنا بها في هذه الدُّنيا، فلنتلفظ به باطمئنان وثبات... بحيث لو أراد مُسْتمعنا أن يعدَّ حروفه لفعل.
فإذا وصلنا إلى الصلاة على النَّبي (ص) فقد انتهينا على نعمة عظيمة، فإنَّ {الله وملائكته يُصلُّون على النَّبي} [الأحزاب-56].
11- التسليم:
كما دخلنا إلى حرم الصلاة بتكبيرة، فلا نخرج منه إلاَّ بالتسليم.
فإذا سلَّمنا على الملائكة، فلنذكر دوماً أنَّهم الشهود علينا حيث لا أحد من العالمين: {وإنَّ عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون} [الانفطار-10-11-12].
وإذا سلَّمنا على عباد الله الصالحين ونحن في صلاة الجماعة، فلنسأل الله سبحانه أن يجعلنا منهم وأن يُدخلنا في زمرتهم.
وليكُنْ في أنفسنا عند خروجنا من الصلاة "وقد كان في حُسْن ظنِّي بك أن تغفر لي ذنوبي، فإنْ كنت قد غفرت ذنوبي، فازددْ عنِّي رضا وقرِّبني إليك زُلْفى ولا تُباعدْني، وإن كنت لم تغفر لي فمن الآن اغفرْ لي"

ختاماً:
نسأل الله سبحانه أن لا يحرمنا بذنوبنا وبثقل خطايانا لذَّة العبادة والمناجاة وخشوع الصلوات:
"والله، إنَّه ليأتي على الرجل خمسون سنة، وما قَبِلَ الله منه صلاة واحدة، فأيُّ شيء أشد من هذا.
والله، إنَّكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم مَنْ لو كان يُصلِّي لبعضكم ما قَبِلها منه لاستخفافه بها.
إنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يقبل إلاَّ الحسن، فكيف يقبل ما يُسْتخف به".

بتصرف
إلهي...أنت كما أحب، فاجعلني كما تحب!!!!

~ بنت محمد ~

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

الخشوع في الصلاة، موضوع مسلكي يهم كل مسلم


الصلاة اليومية عنوان عمل المسلم، ووجهُ هذا الدين، وعروجٌ إلى ربِّ العالمين تبارك وتعالى، وقربانُ كل تقي... ويكفي في أهميَّتها أنّضها إنْ قُبلت قُبل ما سواها وإن رُدَّت رُدَّ ما سواها، لذلك كانت {على المؤمنين كتابا موقتاً}[1].

الخشوع مطلوبٌ:‏

لكنَّ أداء الصلاة بأي كيفيَّة شيء، وأداءها بخشوع وتوجَّه شيءٌ آخر، وقد ورد في النصوص الكثيرة أنَّ من الصلاة ما يُقبل نصفه أو ثلثه أو ربعه... ومنها ما لا يُقبل منه شيء، فيُضرب بها وجه صاحبها.‏

فحالة الخشوع تختلف من شخص لآخر، وبين ساعة وأخرى، وهذا راجع إلى النَّفس البشرية في إقبالها وإدبارها، ومسلكها وطاعتها، وتهذيبها ومراقبتها... ونظرتها إلى دينها ودنياها.‏

فالمصلي المطيع المتَّقي المراقب السالك، والمنتظر المترقَّب لمواقيت الصلاة، المشتاق الراقب، تختلف صلاته تماماً عن المتهاون أو العاصي أو الساهي، أو المتثاقل أو الغافل.‏

فرقٌ بين الذين {هم على صلواتهم يُحافظون}[2] وبين {الذين هم عن صلاتهم ساهون}[3].‏

فبعض النَّاس يترقَّب مواقيت الصلاة بلسان حالِ القائل {وعجلتُ إليك ربِّ لترضى}[4] وترى آخرين {إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى يُراؤون النَّاس ولا يذكرون الله إلاَّ قليلا}[5].‏

كيف يحصل الخشوع:‏

الخشوع المطلوب تحصيله، لا يكون عابراً ولا مؤقَّتاً، بل هو القائم مع صاحبه، اللازم لصلاته، الذي لا ينفك عنها إلاَّ قليلاً، ثم لا يلبث أن يعود إليه سريعاً.‏

وكما في كل صفة أخلاقية محمودة لا بد في بداية الطريق من تعويد النَّفس، وتدريبها وترويضها،حتى تتمكَّن من العادة.‏

ويُنصح السالك إلى الله تعالى، بأمور:‏

1- ترقُّب وقت الصلاة:‏

فمن ترقَّب واشتاق، وانتظر، واستعدَّ، واستوحش... لا يرى فَرَجَهُ إلاً بلذَّة اللقاء.‏

والصلاة التي تكون بعد هذه الحالة، إن هي إلاَّ فعلٌ من أفعال الآخرة، وإن كانت في زمن دنيوي.‏

ولسانُ حالِ المصلِّي عندها {إنِّي مهاجرٌ إلى ربِّي}[6].‏

ورد عن رسول الله (ص):‏

"حَسْبُ الرجل من دينه، كثرة محافظته على إقامة الصلوات".‏

وعنه (ص):‏

"ما من عبدٍ اهتمَّ بمواقيت الصلاة ومواضع الشمس، إلاَّ ضمنتُ له الرَّوْح عند الموت، وانقطاع الهموم والأحزان، والنَّجاة من النار".‏

وكان مولانا الرضا (ع) في الضواحي، وجاء وقت الصلاة، فقال لِمَنْ كان معه: أذِّنْ، فقال الرجل: ننتظر قليلاً حتى يلحق بنا أصحابنا، فقال الرضا (ع): غفر الله لك، لا تُؤخِّرنَّ صلاة عن أول وقتها إلى آخر وقتها من غير علَّة، عليك أبداً بأوَّل الوقت، فقال الرجل: فأذَّنتُ وصلَّينا.‏

2- الاستعداد لأداء الصلاة:‏

وذلك يكون قبل دخول وقتها بقليل، بتجهيز ما يحتاجه في صلاته من مصحفٍ وكتابِ دعاء وعطر... واضعاً ما يُصلِّي عليه مقابل القبلة الشريفة، فإذا حان وقت الصلاة، لم يمنعه مانع من مباشرتها.‏

ويُمْكن أن يكون في حالة انتظاره ساجداً لله تعالى أو تالياً لكتابه أو متفكِّراً.‏

فإذا أذَّن غيره، أحسن الانصات إليه، مُكرِّراً لما يقول، وإلاَّ، قام بنفسه للأذان والإقامة، مُسْمعاً مَنْ حوله من الإنس والملائكة.‏

ومن نافلة التذكير أن لا يكون مكان صلاته قريباً من ضجيج صارف أو تلفاز أو صراخ أو جدال أو بيعٍ وشراء.‏

3- الدخول في الصلاة بلا إبطاء:‏

فإذا دخل وقت الصلاة ترك كلَّ شيء، من عملٍ ومجلسٍ وحديث وطعام... فالصلاة خير موضوع، ولا يُرجَّح شيءٌ عليها.‏

يقول أمير المؤمنين (ع):‏

"كان رسول الله (ص) لا يُؤْثر على الصلاة عشاء ولا غيره، وكان إذا دخل وقتها كأنَّه لا يعرف أهلاً ولا حميماً.‏

وعن إحدى نسائه أنه كان يُحدِّثنا ونُحدِّثه، فإذا حضرت الصلاة فكأنَّه لم يعرفنا ولم نعرفه".‏

4- تكبيرة الإحرام:‏

وكما الإحرام عند دخول مكة المكرَّمة، يُحرِّم أشياءً ويوجبها... كذلك تكبيرة الإحرام تُحرِّم كلَّ ما يُنافي فعل الصلاة.‏

وعليه في هذه الحال، لخشوعه، أن يستحضر قول مولانا الصادق (ع):‏

"للمصلِّي ثلاث خصال: إذا قام في صلاته يتناثر عليه البرُّ من أعنان السماء إلى مَفْرق رأسه، وتحفُّ به الملائكة من تحت قدميه إلى أعنان السماء، ومَلَكٌ يُنادي: أيها المصلي، لو تعلم مَنْ تُناجي ما انفتلت".‏

وفي النص الشريف:‏

"لو يعلم المصلِّي ما يغشاه من جلال الله، ما سرَّه أن يرفع رأسه من السجود".‏

وفي نصٍ آخر:‏

"إنَّ الإنسان إذا كان في الصلاة، فإنَّ جسده وثيابه وكلَّ شيء حوله يُسبِّح".‏

5- صلِّ صلاة مودِّع:‏

من الأمور المؤثِّرة في تحصيل الخشوع، أن يفترض المصلِّي أنَّه في آخر صلاة له في الحياة الدنيا، وسيموت بعد ساعة.‏

فيُقبل أكثر ويخضع ويرغب... وكان السَّلف الصالح يظنُّون أنَّهم لن يُمهلوا استساغة لقمتهم، لقرب أجلهم وبُعْد أملهم.‏

وصدق سيدنا رسول الله (ص) في قوله:‏

"صلِّ صلاة مودِّع، فإنَّ فيها الوصلة والقربى".‏

وعن مولانا الصادق (ع):‏

"فإذا صلَّيْت صلاة فريضة فصلِّها لوقتها صلاة مودِّع يخاف أن لا يعود إليها أبداً".‏

6- الإقبال على الله عزَّ وجلَّ:‏

ويكون ذلك بصدق التوجُّه، وتخلية القلب بالتفكُّر، وعدم الانشغال بشيء عن الحبيب...‏

ويورث هذا محبَّة ربِّ العباد كما محبَّة العباد.‏

ورد عن الصادق (ع):‏

"إنِّي لأُحبُّ للرجل منكم المؤمن، إذا قام في صلاة فريضة، أن يُقبل بقلبه إلى الله، ولا يُشغل قلبه بأمر الدُّنيا، فليس من مؤمن يُقبل بقلبه في صلاته إلى الله، إلاَّ أقبل الله عليه بوجهه، وأقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبَّة له، بعد حبِّ الله عزَّ وجلَّ إيَّاه".‏

ومن مقوِّيات الإقبال، التذلُّل لله سبحانه، والتواضع، وسكون الأطراف، وترك العبث كالحك والفرك وتسوية الثوب، إلاَّ لضرورة، وعدم التلفُّت ولو بِلَحْظ العين إلى اليمين أو الشمال.‏

قال الله جلَّ جلاله:‏

{قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون}[7].‏

فكُنْ أنت المعنيَّ بهذا الخطاب.‏

ومن مقوِّيات الإقبال الظاهرية أيضاً، ما ورد من أدب النَّظر أثناءها إلى موضع السجود، لقوله جلَّ جلاله {خشعاً أبصارهم}[8].‏

ومَنْ لم يستطع البكاء، فَلْيتباكى، شوقاً وتوبة وخوفاً.‏

وقد يسأل سائل عن تغميض العينين أثناء الصلاة، هل يُؤدِّي ذلك الخشوع والإقبال؟‏

والحقُّ، أنَّ ذلك لم يرِدْ في السُّنَّة الشريفة، لكن، لا بأس أن يكون المصلِّي شبه مُغمِّض العينين غير ناظر إلى السماء أبداً.‏

ومن مقوِّيات الإقبال في الصلاة، المؤدِّي إلى الخشوع، أن يُطأطأ برأسه، ناظراً إلى موضع سجوده، قاصداً التبرِّي من الكِبْر والترؤس، قال الله تبارك وتعالى:‏

{وعنت الوجوه للحيِّ القيُّوم، وقد خاب مَنْ حمل ظُلْماً}[9].‏

وأن يقف المصلِّي وقفةً ثابتة، غير مائل كحالة المتثاقل أو المتعب... وفي تعبير المعصومين عليهم السَّلام، كالشجرة، لا يتحرَّك منها إلاَّ ما تُحرِّكه الريح.‏

رأى النَّبي (ص) رجلاً يعبث بلحيته في صلاته، فقال: "أما إنَّه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه".‏

ولا تنسى أنَّه سبحانه {الذي يراك حين تقوم}[10].‏

وكان عليُّ بن الحسين (ع) "إذا قام إلى الصلاة كأنَّه ساق شجرة لا يتحرَّك منه إلاَّ ما حرَّكت الريح".‏

وعن الباقر (ع) "أنَّك إذا قمت إلى الصلاة فعليك بالإقبال على صلاتك، فإنَّما يُحْسب لك منها ما أقبلتَ عليه، ولات عبث فيها بيدك ولا برأسك ولا بلحيتك، ولا تُحدِّث نفسك، ولا تتثاوب، ولا تتمطَّ... ولا تُفرقع أصابعك، فإنَّ ذلك كلَّه نقصان في الصلاة، ولا تقم إلى الصلاة متكاسلاً ولا متناعساً ولا متثاقلاً، فإنَّها من خِلال النِّفاق".‏

7- قراءة التلقين:‏

وحتى يستحضر المصلِّي معاني ما يقرأ بتدبُّر وتأمُّل، لا مانع من تكرار الآية الواحدة، لكنْ:‏

أ ـ أن تكون قراءتُه كأنَّما يُلقِّن طفلاً صغيراً... وهو في حقيقة الأمر يُلقِّن نفسه.‏

ب ـ أن لا يستعجل التلاوة، بل يقف عند نهاية كل آية.‏

8- الركوع من مقامات الخضوع:‏

عندما يبادر المصلِّي إلى الركوع، عليه أن لا ينسى أنه في حالة الظاهرية هذه، في مقامٍ عالٍ من الخضوع، وأنه رتبة ممهِّدةٌ للسجود، ورد في النصِّ المبارك:‏

"والركوع أول، والسجود ثانٍ، فمن أتى بالمعنى الأوَّل صلح للثاني، وفي الركوع أدب، وفي السجود قرب، ومَنْ لا يُحْسن الأدب لا يُحسن القرب".‏

ولا بأس في الذِّكر أن تُؤكِّده بالتكرار، لأنَّ المرة الواحدة ضعيفة الآثار، ورحمة الله تتسارع إلى الملحِّ الذليل المتواضع، لا إلى المتكبِّر البَطِر.‏

9- السجود:‏

لا شك أنَّك تعلم، أنَّ أقرب ما يكون العبد من الله عزَّ وجلَّ وهو ساجد، وهو في فعله هذا يصل إلى أعلى درجة ظاهرية يصل إليها ابن آدم، وورد في ذلك:‏

"السجود منتهى العبادة من بني آدم".‏

فيضع ابن آدم أكرم ما عنده، أي الجبهة، على التراب الذي يُداس بالأقدام، في خضوع من العبد الذليل أمام الربِّ الجليل تبارك وتعالى.‏

وَلْيكُنْ سجوده باطمئنانٍ وتمكين للجبهة والراحتين والركبتين والإبهامين، فرحاً مستبشراً:‏

"فما من عملٍ أشد على إبليس من أن يرى ابن آدم ساجداً، لأنه أُمر بالسجود فعصى".‏

وأسرار السجود وآدابُها وسُننها ومناسباتُها كثيرة، وحتى لا نسترسل عمَّا نحن فيه، يكفي أنَّ مَنْ رغب بلقاء سيدنا رسول الله (ص) فَلْيُطِل السجود.‏

ورد عنه (ص): "إذا اردتَ أن يحشرك الله معي، فأطِلْ السجود بين يدي الله الواحد القهَّار".‏

وجاء قومٌ النَّبي (ص) وقالوا: يا رسول الله اضمن لنا على ربِّك الجنَّة، فقال (ص): "على أن تُعينوني بطول السجود".‏

10- عند التشهد:‏

تذكَّر، أنَّ الله سبحانه شرَّفك بالتشهد الذي هو أعظم كلمة نطقت بها في هذه الدُّنيا، فتلفَّظ به باطمئنان وثبات... بحيث لو أراد مُسْتمعك أن يعدَّ حروفه لفعل.‏

فإذا وصلتَ إلى الصلاة على النَّبي (ص) فقد انتهيت على نعمة عظيمة، فإنَّ {الله وملائكته يُصلُّون على النَّبي}[11].‏

11- التسليم:‏

كما دخلت إلى حرم الصلاة، بتكبيرة، لا تخرج منه إلاَّ بالتسليم، وتسليمك على النَّبي (ص) شرفٌ لك في الدُّنيا والآخرة، لا يضيع أبداً، ولتكُنْ حالك عندها:‏

"إنِّي أشهد أنَّك ترى مقامي، وتسمع كلامي، وتردُّ سلامي".‏

فإذا سلَّمت على عباد الله الصالحين، فاسألْ الله سبحانه أن يجعلك منهم وأن يُدخلك في زمرتهم.‏

فإذا سلَّمت على الملائكة، فاذكر دوماً أنَّهم الشهود عليك حيث لا أحد من العالمين:‏

{وإنَّ عليك لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون}[12].‏

وليكُنْ في نفسك عند خروجك من صلاتك "وقد كان في حُسْن ظنِّي بك أن تغفر لي ذنوبي، فإنْ كنت قد غفرت ذنوبي، فازددْ عنِّي رضا وقرِّبني إليك زُلْفى ولا تُباعدْني، وإن كنت لم تغفر لي فمن الآن اغفرْ لي"‏

ختاماً:‏

نسأل الله سبحانه أن لا يحرمنا بذنوبنا وبثقل خطايانا لذَّة العبادة والمناجاة وخشوع الصلوات:‏

"والله، إنَّه ليأتي على الرجل خمسون سنة، وما قَبِلَ الله منه صلاة واحدة، فأيُّ شيء أشد من هذا.‏

والله، إنَّكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم مَنْ لو كان يُصلِّي لبعضكم ما قَبِلها منه لاستخفافه بها.‏

إنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يقبل إلاَّ الحسن، فكيف يقبل ما يُسْتخف به".‏

1 سورة النساء المباركة: الآية: 103.‏

2 سورة المؤمنون المباركة: الآية: 9.‏

3 سورة الماعون المباركة: الآية: 5.‏

4 سورة طه المباركة: الآية: 84.‏

5 سورة النساء المباركة: الآية: 142.‏

6 سورة العنكبوت المباركة: الآية: 26.‏

7 سورة المؤمنون المباركة: الآيتان: 1 ـ 2.‏

8 سورة القمر المباركة: الآية: 7.‏

9 سورة طه المباركة: الآية: 111.‏

10 سورة الشعراء المباركة: الآية: 218.‏

11 سورة الأحزاب المباركة: الآية: 56.‏

12سورة الانفطار المباركة: الآيات: 10 ـ 11 ـ 12.‏

--------------------‏‏

بقلم: السيد سامي خضرا‏‏
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

ابن زيد
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 146
اشترك في: الجمعة يناير 16, 2009 2:49 pm

Re: كيف أخشع في صلاتي

مشاركة بواسطة ابن زيد »

السلام عليكم اخواني الكرام
اعلموا ان الخشوع في الصلاة يحتاج الى استعداد من قبل أداء الصلاة حيث يبدأ الانسان بذكر الله وقراءة القرآن وغير ذلك حتى يلين قلبه ويتهيأ لملاقاة الله سبحانه وقلبه رطب بذكر الله لانه حين ينتقل الانسان من خضم الحياة الدنيوية والمشاغل والمشاكل الى الصلاة مباشرة ومازالت الكثير من الافكار والهموم عالقة في ذهنه سيكون صعبا عليه الخشوع في الصلاة فنحن قد سمعنا ان الكثير من اولياء الله الصالحين لايحطون قدما ويرفعونها الا وهم يذكرون الله حتى لايتسلل الشيطان الى قلوبهم ولكي لايفكروا بشيء غير الله فبهذا سيطر الايمان على قلوبهم ورضي الله عنهم ورضوا عنه
اعاننا الله على مافيه الخير
هديتي لأعضاء ومشرفي مجالس آل محمد تفضلوا
http://www.almajalis.org/forums/viewtop ... 20&t=11436

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الروحي“