الأُسرة؛ دعمها وحمايتها من أجل تعزيز المفاهيم السكانية

مواضيع عامة حول الحياة الإجتماعية في نطاق الأسرة وخارجها
أضف رد جديد
أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

الأُسرة؛ دعمها وحمايتها من أجل تعزيز المفاهيم السكانية

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأُسرة؛ دعمها وحمايتها من أجل تعزيز المفاهيم السكانية

**من بحث في أحد المقررات الدراسية،
مقدمة:
الحياة تعني فيما تعنيه الاستمرارية، ولابد لأي كائن حي من نظام معين يضمن تلك الاستمرارية فكان أن جعل الله سبحانه وتعالى نظام التزاوج كأساس لاستمرار الحياة والوجود كنوع ودور سواء للبشر أو النبات والحيوانات الأخرى وكل كائن حي؛ ومن الأهداف الأساسية للزواج والتزاوج تكوين أسرة؛ لذلك فـ الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع.
إذن فمن الحقوق الطبيعية للمخلوقات هو ضمان الاستمرارية بما تتضمنه تلك الإستمرارية من حقوق خاصة بحماية الوجود النوعي والكيفي، التفاعل ،الابداع، الانتاج ...الخ ،مع توفير متطلبات وضوابط (قوانين) تنظم كل ذلك.
ومع مرور الزمن زادت حاجة الإنسان إلى تطوير وابتداع الوسائل غير الفطرية لدعم وحماية وجوده ومتطلباته ومستقبله كنوع ثم كفرد ثم كاسرة وكمجتمع سكاني أكبر؛ وبسبب اختلاف طرق ووسائل تحقيق الرغبات وسد الحاجات من فرد لآخر وانعكاسات ذلك الاختلاف على المستقبل الكمي والنوعي للموارد المتاحة الطبيعية منها والمطورة، وما رافق ذلك من تراكم معرفي حتى تأسس ما يسمى بعلم السكان والقوانين السكانية وقوانين الأسرة والمرأة والطفل، وغيرها .
والأسرة بمفهومها الواسع كانت محل اهتمام من حيث الحقوق والواجبات في القانون السماوي (كل الديانات ومنها الإسلام بالطبع)، وتبلورت من أجلها قوانين بشرية محلية ودولية من خلال ما جاء من نصوص في القوانين والدساتير وحتى في علم ومفاهيم وسياسات السكان في كل البلدان.
ويظهر ذلك الاهتمام بعدة صور إما بالاهتمام بالأسرة ككل أو بأي فرد منها من حيث النوع "ذكر،أنثى" أو من حيث الصورة و الوظيفة "أبوة، بنوة -طفولة، شباب-"؛ وبالتالي فحينما نتحدث هنا عن المرأة مثلاً فإنما نتحدث عن الأسرة باعتبار المرأة جزء منها و سبب في وجودها وكذا عند الحديث عن الطفل أو الرجل أو أنظمة العلاقات.

وفي هذه المحاولة سيتم ذكر وإبراز بعض النصوص المتعلقة بالأسرة خلال مرحلة ما قبل تكوين الأسرة وخلال التكوين وما بعده وعلاج مشاكل الأسرة وأفرادها، ثم مناقشة تلك النصوص وكيف أنها تمنح حقوق للأسرة وأفرادها، وتضمن وترعى تلك الحقوق من خلال إيضاح حقوق وواجبات الأسرة ككل أو كل فرد فيها في مختلف مراحل وأنواع الاتصال الأسري بما يدعم ويحمي الأسرة وأفرادها وبالتالي يما يحمي ويدعم حقوق المجتمع ككل.
لذا كان لا بد أن يتوزع البحث على ثلاثة مستويات:
أولها : المستوى الديني "السماوي"؛ من خلال ذكر بعض نصوص التشريع الإلهي والنبوي ذات العلاقة بموضوعنا.
وثانيها: المستوى العالمي أو الدولي؛ بإشارات موجزة لأهم نتائج وتوصيات المنظمات والهيئات ذات العلاقة.
ثالثها: المستوى المحلي "اليمن"؛ وفيه يتم تسليط الضوء على البيئة القانونية والسياسة السكانية لموضوع البحث.
وفي الأخير سيكون لنا خاتمة مجملة لما تم إثارته في البحث.
والله الموفق،،،،
آخر تعديل بواسطة أحمد يحيى في الاثنين يناير 03, 2011 3:48 am، تم التعديل مرة واحدة.
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

Re: الأُسرة؛ دعمها وحمايتها من أجل تعزيز المفاهيم السكانية

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »

1) المستوى الأول :المستوى الديني أو الروحي:

الأسرة هي مكون ناتج من اتصال بين الذكر والأثنى (مكوني الأسرة)؛ وقد دعمت الشريعة السماوية الأسرة وحمتها ليس فقط عند مرحلة إعلان تكوين الأسرة وما بعدها فقط بل وصل الاهتمام بها حتى من قبل تأسيسها بمراحل؛

فنجد في الشرع، ما يحث على المبدأ أولا وهو الزواج وتكوين أسرة، وما يؤكد على حسن الاختيار من قبل الزوجين، وما يوضح حقوق وواجبات الزوجين و ينظم العلاقة بين كل أفراد الأسرة في حالات الوفاق ، الاختلاف، الافتراق...الخ.
وسنحاول هنا أن نشير إلى كل ذلك بإيجاز.
1-1)
في مرحلة ما قبل تأسيس الأسرة :

1-1-1) أوجه دعم وحماية الأسرة:


جاء الشرع الإسلامي الذي سنأخذه كمثال في هذا البحث بالكثير من الآيات والأحاديث ذات العلاقة بالأسرة في هذه المرحلة؛ وسأوجزها في صنفين من الدعوة يعبران عن بعض صور التكامل والإحكام السماوي؛ هما:
الدعوة إلى تكوين أسرة، والدعوة إلى مراعاة نوعية الأسرة المطلوب تكوينها.

الصنف الأول:



جاء في الشرع ما يوضح أن التزاوج سلوك وغريزة فطرية ثابتة وسنة من سنن الحياة وما يحث عليه ففي القرآن الكريم ؛ نرى مثل قوله تعالى :

" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً...الآية " [النساء من آية: (1)]
" هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا...الآية " [الأعراف من آية: (189)]
" وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ..الآية" [النساء من آية: (3)]
ومن السنة النبوية قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ....الحديث" "أخرجاه في الصحيحين من حديث ابن مسعود") ا.هـ.
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "تكاثروا تناسلوا فإني مكاثر/مكابر بكم الأمم"

والصنف الثاني:


ما يدعو ويحث على حسن الإختيار لطرفي الزواج لضمان تكوين أسرة نوعية ومثالية ؛مثل:
قوله تعالى: "وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ...الآية " [النور آية: (32)] ،
وقوله عز عن كل قول: " الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ....الآية " [النور آية: (26)]
ومن السنة قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من أتاكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه" أو كما قال.

2-1-1) المناقشة: "تعزيز المفاهيم السكانية":

قلنا إن الدعوة والحث معها على مراعاة نوعية الأسرة المطلوب تكوينها؛ من خلال النصوص القرآنية والنبوية يساهم في تعزيز المفاهيم السكانية بل يخدم تنفيذ السياسات السكانية التي تنتهجا البلدان.

وأن الأسرة ثمرة الزواج وحماية لها و للمجتمع السكاني والوجود الإنساني.
فبالرغم من أن الصنف الأول الذي يوضح أن الأسرة من سنن الحياة الثابتة ويدعو إلى تكوين أسرة سيكون له تأثير يبدو من ظاهره أنه سلبي على بعض المفاهيم والمؤشرات السكانية لأنه قد يؤدي إلى:

• ارتفاع معدل النمو السكاني بارتفاع نسبة الخصوبة والمواليد والوفيات بأنواعها وربما الهجرة.
• التأثير على عدد و حجم انتشار فعاليات تقديم الخدمات الصحية الخاصة بالأسرة مثل (الإنجابية،تنظيم الأسرة، الأمومة والطفولة...الخ).
• وكذا التأثير على الخدمات الأخرى " التعليمية، الإجتماعية، الاقتصادية ...الخ "
• وبالتالي التأثير في مستوى ونسبة الإقبال وعدد المستفيدين من تلك الخدمات وتأثير ذلك على معدل النمو وعلى مقدرة الدولة أيضاً.
• التأثير على عدة عناصر في السياسات السكانية من جهة التوازن بين الامكانات والمتطلبات.

فرغم ذلك إلا أن في الصنف الثاني من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما يوضح ويحث أيضا على الحرص على إنتاج نوعية جيدة من الأُسر عبر دعوته وتأكيده على حسن الإختيار من قبل الزوجين، وبالتالي يسهم في تعزيز المفاهيم التي قد تتأثر سلباً كما أسلفنا أعلاه ليؤثر فيها إيجاباُ محدثاً التوازن بما يخدم تلك المفاهيم والسياسات السكانية؛ ومن مظاهر التأثير الإيجابي على المؤشرات السكانية ما يلي:
• نسبة تجاوب الأسرة ذات الزوجين الصالحين مع برامج تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية ...الخ أكبر.
• وبالتالي المواليد سيخضعون للبرامج الصحية السكانية، وسيكونون ممن يلتحقون بالتعليم وبالتالي تكوين أسر أخرى نموذجية.
• سيحدث توازن في الامكانات والموارد ويكفي ربما أن نستشهد بالآية الكريمة القائلة "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" والحديث :"لا ضر ولا ضرار" -حديث صحيح–كتاب غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام / الألباني-
• مما يؤدي إلى تحسن المؤشرات بما يخدم تحقيق أهداف وبرامج التنمية المستدامة.

ومما يدعم تعزيز مثل تلك المفاهيم أيضاً من باب الإشارة ليس إلا:

- الحث على الزواج والحماية السابقة للأسرة بالدعوة إلى العفة وعدم الإكراه:
"وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِه ... الآية" [النور آية: (33)]
وقوله تعالى: " وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى البِغَاءِ.... الآية ٌ" [النور آية: (33)]
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

Re: الأُسرة؛ دعمها وحمايتها من أجل تعزيز المفاهيم السكانية

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »


2-1) في مرحلة الأسرة "الزواج وما بعد" :
1-2-1) أوجه دعم وحماية الأسرة
:
إنطلق اهتمام الدين الإسلامي بالأسرة ودعمها من خلال إطارٍ عام هو "تنظيم حقوق وواجبات أفراد الأسرة في كل الحالات" فحدد الشرع حقوق وواجبات كل من الزوجين وباقي أفراد الأسرة من حيث الأدوار والمسئوليات والأنشطة "نفقة، قوامة، تربية، رضاعة، ..الخ" وفي جميع الحالات الأسرية "اتفاق ،اختلاف، افتراق،تعامل.....الخ " ولكي لا نطيل لا داعي لذكر الآيات والأحاديث التي توضح ذلك فهي معروفة مشهورة... وربما نكتفي بذكر القاعدة العامة كما جاء في الحديث النبوي: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته ....الحديث" (حديث صحيح رقم"93" - تخريج أحاديث مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام- للشيخ الألباني)
وتجدر الإشارة إلى أن أعظم المظاهر والمبالغة في التشديد تجاه الاهتمام السماوي بالأسرة وحمايتها من أكثر الأخطار التي تواجه صمودها واستمرارها " التفكك والافتراق" تتجلى من خلال كثرة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والاجتهادات الشرعية حول مسائل الطلاق والرجعة مثل : حقوق وواجبات الزوجين خلال الطلاق، وسائل الاصلاح والمراجعة قبل وبعد وقوع الطلاق،..الخ.
والآن لنأتي لبيان كيف أن تلك المظاهر تعزز المفاهيم والسياسات السكانية في بلادنا خاصة.


2-2-1)المناقشة: "تعزيز عمليات الاتصال والمفاهيم السكانية" في مرحلة الأسرة:

كثيرة هي الأوامر والإيضاحات الدينية التي تعزز من المفاهيم السكانية من حيث التأثير السلبي أو الإيجابي على المؤشرات السكانية وهنا سنذكر ما جاء في الشرع فيما يخص الأسرة وله علاقة بالمفاهيم والمؤشرات السكانية.

- الإنفاق الواجب للأسرة على الزوج ابتداءً أو الزوجين :

قوله تعالى:
" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْض وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ الآية " (34- سورة النساء)
ورغم أن بند الإنفاق سيدخل في أغلب البنود اللاحقة وفي تأثيراتها على بعض المؤشرات السكانية إلا أننا سنفرده لذكر التأثيرات العامة وعدم تكرارها كثيراً في اللاحقة.
فمبدأ وجوب الإنفاق يسهم في تعزيز المفاهيم السكانية من خلال تأثيره على المؤشرات السكانية مثل:
• انخفاض نسبة وفيات المواليد ووفيات الرضع عبر توفير التغذية والسكن وباقي لوازم معيشة الأسرة.
• وقاية الأسرة أو التخفيف من مخاطر البيئة كالمياة والغذاء ..الخ.
• ارتفاع نسبة الإقبال على التعليم الأساسي وما بعده.
• ارتفاع نسبة الإقبال على الخدمات الصحية بأنواعها " أمومة وطفولة، إنجابية، تنظيم الأسرة ...الخ".
• ارتفاع نسبة الوقاية من الأمراض الخاصة بالأمومة والطفولة وارتفاع المستوى الصحي للأسرة.

- الرضاعة الطبيعية:

قال تعالى:
"والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة" . (233- البقرة)
فهذه الآية تعزز المفاهيم والسياسات السكانية من خلال تأثير الرضاعة في التالي:
• تخفيض معدل وفيات المواليد ووفيات الرضع.
• وسيلة -وإن كانت لفترة قصيرة- للمباعدة بين تكرار الحمل والولادة.
• تسهم في تحسين صحة الطفل والأم معاً.
• التقليل /الوقاية من مخاطر تعرض الطفل والأم لعدة أمراض.

- الحقوق والواجبات تجاه أفراد الأسرة عند الطلاق والوفاة وعلاقتها بالنمو السكاني:

إن هذه الحقوق والواجبات الدينية والمحكمة من السماء تسهم في تعزيز المفاهيم السكانية من خلال تأثيرها على بعض المؤشرات السكانية كما في الحالات التالية:

• ارتفاع أو انخفاض معدل النمو السكاني بعد وقوع حالتي الطلاق أو الوفاة بين الزوجين كالتالي:

- في حالة وقوع زواج جديد لكل واحد من المتطلقَين أو الأرمل بأزواج آخرين؛ فذلك يعطي احتمالية لـ:

 ارتفاع في مؤشرات: نسبة الخصوبة، معدل المواليد، عدد الأسر،

 ارتفاع في مؤشرات: وفيات الأمهات، وفيات المواليد، وفيات الرضع.


- أما في حالة عدم وقوع زواج جديد فذلك يعطي إحتمالية إلى الانخفاض أو الثبات في تلك المؤشرات.

• تسهم في الحفاظ على الأسرة صحياً وتعليمياً ومعيشياً وإجتماعياً وما يترتب عليه تجاه المفاهيم السكانية.
• التقليل من نسبة التعرض لمخاطر البيئة.
• تلك الحقوق والواجبات تؤثر أيضاً على المؤشرات السكانية المذكورة تحت بند الإنفاق.

- قواعد دينية عامة تعزز وتدعم عمليات الاتصال والمفاهيم السكانية :
من المعلوم أن الإسلام في جانب القلة والكثرة قد جاء في آيات كثيرة يذم فيها الكثرة ويمتدح القلة كقوله تعالى
"ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغنِ عنكم شيئاً" ("25" سورة التوبة) "
ومثل قوله تعالى: "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" ("25" سورة التوبة)
كما أتى الإسلام بعدد من القواعد التي تنظم وتضبط التعاملات والسلوكيات والتي يمكن تطبيقها على الأسرة بما يسهم في تعزيز المفاهيم السكانية وبحيث لا تصبح النتائج عكسية؛ ومنها:
ومن السنة: قوله (ص): "لا ضرر ولا ضرار"، وقوله (ص): "لا إفراط ولا تفريط"
ومن القرآن: قول الله تعالى: "لا يكلف الله نفساُ إلا وسعها"، قوله الله تعالى: "ولينفق كل ذو سعة من سعته"

وخـــــلاصة تلك القواعد هو الدعوة للوسطية في كل شيئ ومنها السلوكيات الأسرية والزوجية والتي تعزز المفاهيم السكانية وتؤثر في المؤشرات الديموغرافية السكانية وتدعم أهداف تحقيق التنمية المستدامة وتهتم بتوازن معدلات النمو السكانية؛ من خلال ما ستحققه من توازن في كثير من المؤشرات مثل :

• سن الزواج للجنسين.
• سن الإنجاب وما له علاقة بالحد من تكرار الحمل والولادة.
• تخفيض مؤشرات الخصوبة والمواليد عبر تحقيق توازن ووسطية بين الرغبة في الإنجاب وعدد الأبناء من جهة وبين موارد الأسرة والمجتمع.
ومن خلال هذا التوازن سيحدث توازن مقابل له في الجانب لتكتمل معادلة علاج النمو السكاني المرتفع وعلاج المشكلة السكانية أو الحد من تأثيراتها السلبية بما يحقق هدف السياسة السكانية في تحقيق التنمية المستدامة؛ وهذا التوازن المقابل سيحدث في المؤشرات الأخرى مثل:

• سيحدث توازن في الإقبال على كل الخدمات الصحية والتعليمية والمجتمعية الأخرى.
• وتوازن في استهلاك الموارد الاقتصادية المتعددة

وكل ذلك سيخفف العبء على الدولة والمنظمات غير الحكومية التي تقدم هذه الخدمات وبالتالي يمكن الوصول إلى:
• عدالة في انتشار الخدمات المقدمة للأسرة والمجتمعات السكانية ككل وتطور في نوعية ومستوى الخدمات المقدمة.
• قدرة أكبر في إيصال تلك الخدمات للمناطق المحرومة والأكثر سلبية في مؤشرات السكان كالريف والمجتمعات السكانية المتناثرة وذات المستوى الثقافي المتدني.

وبالنتيجة سيسهم ذلك في إنجاح السياسات السكانية التي تهدف إلى التوازن بين الإمكانات وبين الحاجات و تحقيق التنمية المستدامة والقضاء على المشكلة السكانية أو الحد منها أخطارها.



2) المستوى الثاني :المستوى العالمي:
يتبع...

" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

أحمد يحيى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1079
اشترك في: الثلاثاء يوليو 24, 2007 1:09 am

Re: الأُسرة؛ دعمها وحمايتها من أجل تعزيز المفاهيم السكانية

مشاركة بواسطة أحمد يحيى »


2) المستوى الثاني :المستوى العالمي:
1-1-1) أوجه دعم وحماية الأسرة:
:
بدأ الاهتمام العالمي الرسمي بقضايا السكان رسمياً في العام 1954 بانعقاد أول مؤتمر دولي للسكان ولكن كان المؤتمر الدولي الثالث للسكان الذي عقد في بوخارست عام 1974م هو أول مؤتمر يتم فيه الاتفاق بين الدول المشاركة.
وقد نالت الأسرة حظها من اهتمام المؤتمر حيث نص المرتكز الخامس من مرتكزات خطة العمل السكاني العالمية على أن:
"الأسرة وحدة أساسية يجب حمايتها"

وجاء في المرتكز السادس أن:
"للمرأة الحق في المشاركة الكاملة في التنمية(العمل)".
وبالتالي تبلورت أوجه الدعم والاهتمام والحماية للأسرة في أهداف الخطة العالمية وآلياتها التنفيذية عبر توفير خدمات رعاية الأسرة وخدمات تنظيم الأسرة وتوفير فرص عمل للمرأة بأنواعها متزوجة ومتعلمة والخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية ....الخ

-كما جاء المؤتمر الدولي للسكان في المكسيك 1984م ليدعم الأسرة في السياسة السكانية العالمية حيث حث المؤتمر على:
" ضرورة إيجاد برامج للمرأة وبالتالي إلى توسيع خدمات الصحة الإنجابية وخفض معدلات المواليد والوفيات والاهتمام بالتعليم"

-أما المؤتمر الدولي للسكان والتنمية الذي عقد في القاهرة 1994م فقد ساهم بدوره في دعم وحماية الأسرة ولكن من خلال النظرة للمستقبل وليس بما يخص الأسرة تحديداً بل بما يخص المجتمع ككل والأسرة بالطبع هي نواة المجتمع؛ حيث أكد على عدة قواعد في مواجهة المشكلة السكانية حيث نصت القاعدة السادسة على:
"عدم استنفاد الموارد الأساسية التي يجب أن تبقى سنداً للأجيال القادمة ورفاهيتها"

-ثم جاء المؤتمر العالمي للسكان والتنمية والذي عقد في القاهرة بسبتمبر 2004م ليشدد في هذا الإطار على الصحة الإنجابية وحقوق المرأة حتى أنه سمي مؤتمر النوع الإجتماعي (الجندر) فاهتم في أهدافه بتعليم البنات وخفض معدلات وفيات الرضع والأطفال والأمهات.
وأكد على ضرورة الانتفاع بخدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ...
كما ترجم المؤتمر اهتمامه بالأسرة ودعمها وحمايتها من خلال مضامين المبادئ الإثنى عشر التي أقرها لاسيما المبدأين الثامن والتاسع.

حيث نص المبدأ الثامن على أن :
" لكل إنسان الحق في الحصول على خدمات الرعاية الصحية بما فيها الخدمات المتعلقة بالرعاية الصحية الإنجابية التي تشمل تنظيم الأسرة، ولكل الأزواج الحق في أن يقرروا وبحرية ومسؤولية عدد أطفالهم والتباعد بينهم وأن يحصلوا على المعلومات والتثقيف والوسائل لبلوغ ذلك"

أما المبدأ التاسع فقد نص على أن :
" الأسرة هي وحدة المجتمع الأساسية، ومن ثم ينبغي تعزيزها، ومن حقها الحصول على الحماية والدعم الشاملين"

وهناك أوجه أخرى لدعم وحماية الأسرة من خلال:
الاهتمام بالمرأة باعتبارها من أهم مكونات الأسرة فمثلاً:
• هناك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
• العهد الدولي بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
• اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" –صادقت عليها اليمن منذ العام 1984م في 30 مايو. وموافقة اليمن على التوقيع على البروتوكول الإختياري الملحق بـ"سيداو" الذي يؤكد على مبدأ المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء!! والمساواة بينهم أمام القانون ....

وتجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الفعاليات والمنظمات العالمية ذات الفروع التي تعمل في معالجة قضايا السكان فيما يخص الأسرة ؛ ومنها المنظمات التابعة للأمم المتحدة مثل:
• منظمة الصحة العالمية "اليونسيف" والتي تهتم بصحة الأمومة والطفولة وبرامج تنظيم الأسرة ورعاية الأسرة والصحة الإنجابية.
• وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الـ"UNDP".
ومنظمات غير رسمية مثل:
منظمة "دارا بارنن" ومنظمات الأمومة والطفولة الخيرية المجتمعية ....الخ

إجمالاُ ليست المشكلة في القرارات أو التوصيات التي يخرج بها أي مؤتمر ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في تطبيق الخطط والسياسات السكانية على أرض الواقع وهذا ما نعانيه في بلادنا ربما بشكل خاص فلا مجال للمقارنة وإما أوردنا مختصراً للاهتمامات العالمية السكانية لما يخص الأسرة كمناسبة لموضوع البحث.

خاصة إذا ما علمنا أن الزيادة السكانية في قارة أوروبا بين عامي (1995م -2000م) بلغت 600 ألف نسمة بينما أن الزيادة السكانية في مجتمعنا اليمني تبلغ في كل عام نحو أكثر من 600 ألف نسمة، أي أن السكان في اليمن وحدها يزيدون في العام الواحد بما يعادل الزيادة السكانية في دول أوروبا مجتمعة خلال خمس سنوات!!!!
وهذا ما يلقي بحمله الثقيل على كاهل الحكومة اليمنية بمختلف مؤسساتها.

ملاحظة: كل ما سبق في هذا المستوى بحاجة إلى تدقيق في فحواه مصادره الاساسية وبما ينسجم مع مبادئ الدين الحنيف وهذا دعوة للمهتمين للبحث في ذلك.



3) المستوى الثالث :المستوى المحلي
يتبع.... إن شاء الله قرياً
" أعيش وحبكم فرضي ونفلي .... وأحشر وهو في عنقي قلادة"

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس الإجتماعي العام“