رسالة علماء الزيدية حفظهم الله في توسعة بناءالمسعى

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
الشريف الحمزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 431
اشترك في: الخميس يونيو 23, 2005 4:42 pm

رسالة علماء الزيدية حفظهم الله في توسعة بناءالمسعى

مشاركة بواسطة الشريف الحمزي »

رسالة في جواز توسعة المسعى الشريف زاده الله تشريفا وتعظيما

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيء بعده محمد وآله وصحبه الراشدين المتقين وبعد،،،
يقول الفقير إلى الله تعالى قاسم بن احمد المهدي عفا الله تعالى عنه : قد اختلف الناس اختلافا كثيرا وكبيرا فيما حدث في هذه الأيام من التوسعة في المسعى بين الصفا والمروة فقد زحفت التوسعة زحفا كبيرا إلى جهة الشرق أو على التحديد مثل مساحه المسعى القديم فاضطربت أفكار المسلمين حول صحة ذلك خوفا أن يخرجوا عن المكان والبينية الشرعية المفهومة من قوله عز وجل:  إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطّوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم  آية 154 من سورة البقرة .
وقد مضى المسلمون منذ مدة طائلة وهم يسعون في المسعى المجمع عليه فصاروا في هذه الأيام في حرج شديد من الزيادة وتلك مهمة كل مسلم أن يتحرى لدينه وشعائر عبادته "ومن لم يهمه أمر المسلمين فليس منهم" .
والحقيقة أن الصفا والمروة جبلان متقابلان أحدهما بالجنوب والثاني في الشمال قال الزبيدي في تاج العروس على القاموس : والصفا من شعائر مكة شرفها الله تعالى وهو جبل صغير بلحف جبل أبي قبيس ومنه قوله تعالى  إن الصفا والمروة من شعائر الله  وفي الكشاف لجار الله الزمخشري : و الصفا والمروة علمان للجبلين كالصمان والمقطم الخ ..
وقال الفاسي في شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام ج 1 ،ص 276: والصفا من جبل أبي قبيس على ما قال العلماء وهو بأسفله .
وفي معجم البلدان الصفا بالفتح والقصر، والصفا والصفوان والصفوأ كله لعريض من الحجارة الملس جمع صفاة ويكتب بالإلف ويثنى صفوان ومنه الصفا والمروة وهما جبلان بين بطحا مكة والمسجد ، أما الصفا فكان مرتفع من جبل أبي قبيس بينه وبين الحرم عرض الوادي الذي هو طريق وسوق .
ومن وقف على الصفا كان بحذاء الحجر الأسود ، والمشعر الحرام بين المشعر الحرام والمروة .
وقال أيضا المروة جبل بمكة يعطف على الصفا ، قال عرام ومن جبال مكة المروة جبل مائل للحمرة الخ...

هذا شيء من تقرير بعض العلماء أنهما جبلان ولكن المشكل امتدادهما إلى جهة الشرق خصوصا بعد أن دك الجبلان للمصلحة العامة في هذا العهد الزاهر من المجتهدين في خدمة الحرمين الشريفين الخدمة التي لا يذكر لنا التاريخ الطويل لها نضيرا فيما مضى من الأزمان وأظن وفيما يأتي :
جعل الله تلك الأعمال خالصة لوجهه الكريم .
نعم وليس لمثل هذا المشكل المبتدع التي أدت إليه الضرورة القصوى نظرا لكثر المسلمين وتزاحمهم مما قد يؤدي إلى وفيات أو أعراض أو أمراض عند الزحام ليس لمثل ذلك إلا أن يجتمع العلماء من كل المذاهب الإسلامية ويصدروا فتوى جماعية عامة وقرارا مقنعا ليزول إن شاء الله تعالى ذلك الإشكال .
وقد سألني بعض الإخوان أدام الله عليهم نعمته وأصبغ عليهم مغفرته ورزقنا وإياهم مرضاته إنه ذو الفضل العظيم ، ما رأيّّّّّّّيّّ و نظري حول ذلك ؟ مستسمنا للورم فقلت له : لست من أهل الرأي والنظر فلست إلا من اقل الطلاب معرفة وعلما ولما ألح علي ووجه تهمته إلي وقال : من كتم علما الخ ...
فقلت له : الأمر كما ذكرت لك " وأجرأوكم على الفتيا أجرأوكم على النار " ، "ومن أفتى بغير علم لعنته السماوات والأرض "، كما جاء في بعض الآثار ، وقد جاء عن رسول الله الرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم " بعثت بالحنفية ا السمحة السهلة ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك "
وقال صلى الله عليه وآله وسلم :" لا ضرر ولا ضرار "
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : " يسروا ولا تعسروا "
وقال صلى الله عليه وآله وسلم :" إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق فإن المّنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى "، أو كما قال .
وأخرج لنا مولانا العلامة الحجة الإمام مجد الدين بن محمد المؤيدي رضوان الله تعالى وسلامه عليه في كتاب الحج والعمرة كان البني صلى الله عليه وآله وسلم يُُُُُُسأل يوم النحر فقال له رجل رميت بعد ما أمسيت ، فقال :"لا حرج" ،وقال رجل له صلى الله عليه وآله وسلم زرت قبل أن ارمي قال:" لا حرج " .
وقال رضوان الله تعالى عليه وأخرج مالك في الموطا بلاغا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :"عرفة كلها موقف وارتفعوا عن بطن عرنة، والمزدلفة كلها موقف وارتفعوا عن محسر" واخرج أحمد ومسلم وأبو داود عن جابر رضي الله تعالى عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال "نحرت هاهنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم ، ووقفت هاهنا وعرفة كلها موقف ، ووقفت ها هنا وجمعٌ ٌ كلها موقف ".
وقد طرب أيده الله تعالى لذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحاديثه الشريفة المنيفة وذرفت عيناه بالدموع وقال شعرا:
طربت لذكر المصطفي وحديثه كما يطرب المشتاق للأهل والوطن
وما الأهل والأوطان مثل محمد نبي الهدى من خصه الله بالــمننْ
هو الرحمة المهداة للـكون كله ضياء الوجودِ ما تحـرك أو سـكن
عليه صلاة الله ثم سلامـــه وآل وصحب حافظي الذكر والسنن
ولله در القائل :
يا نفس إن بعدَ الحبيب وداره ونأت مواطنه وشط مزاره
فتمتعي يا مقلتي ولك الهنـاء إن لم تريه فهذه آثــاره

ثم قال : لابد من رسالة مختصرة في ذلك ، فقلت يمكن أن نسأل كل من لقيناه أو أمكن الاتصال به من علماء الزيدية الأتقياء الانقياء الازكياء أهل الورع والتواضع والزهد كثر الله تعالى عددهم وزاد في مددهم ــ وعند جيهنة الخبر اليقين ــ فقال ذلك صواب وعسى أن نلقى منهم ما يثلج الصدر ويزيح عنا ذلك الحرج الذي كثر فيه الأخذ والرد فتطمئن النفوس ويزول الالتباس والشك ، فعملت على بعض الاتصالات واللقاءات حصل لي هذه الإجابات المطمئنة للقلب والمزيلة لكل شوائب الكرب.

وقد زارني في الله تعالى سيدي العلامة احمد بن درهم بن عبد الله حورية المؤيدي حفظه الله، بعد عودته من العمرة في شهر رمضان في سنه 1429 هـ وتذاكرنا حول الموضوع وقال لي ما رأيك حول ذلك ، فقلت لست من أهل الرأي ولا العلم الذي يخولني للنظر أو الاجتهاد وسألته عن رأيه، فهو من أهل النظر والفكر والعلم فقال رضي الله تعالى عنه :
أولا : الإلتباس في حجم الصفا ماثل إذ لم يتوكد من سعته في الماضي كله، مع امكان أن يكون كبيرا متسعاٍ ومع داعي الضرورة لكثرة تزاحم الناس فلا بأس بذلك مع التحري حسب الامكان من القرب إلى جهة الغرب .
ثانيا : إن المروة متسعة بالمشاهدة فمهما خرج الساعي على جهة الشرق فهو لا يزال مقابلا للمروة ومقابلا ولو جزء يسيرا من الصفا فلا يخرج عن البينية التي فهمت من قوله عز وجل :
 فلا جناح عليه أن يطوّف بهما  .
ثالثا: لما قيل "ما استحسنه المسلمين فهو حسن " فإذا قد استحسنه كثير من العلماء فلا بأس وأما ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :"مسجدي مسجدي وإن مدّ إلى صنعاء "،على فرض صحته وصحة إسناده ورواته فذلك خاص بالمساجد، لأنها لا تتوقف إلا على التسبيل وأما هذا فإنه متوقف على نص يعينه وهي الآية الكريمة والحديث خارج عن القياس والله أعلم .
وسألت سيدي العلامة الولي الحسن بن محمد الفيشي فقال حفظه الله تعالى : إذا ضاق الأمر اتسع ، وللضرورة حكمها والله سبحانه وتعالى قد أباح المحظورات عند الضرورات فالواجب مفسح فيه عند الضرورة الداعية ولأن العلماء قد جعلوا حرمه المساجد والقبور من الثراء إلى الثريا وجعلوا للهواء حكم المقدسات الأرضية فهذا مع داعي الضرورة يفتح لنا المجال في المسعي وسواه من المقدسات فالدين يُسر فما استحسنه المسلمون فهو حسن وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم : "عرفتكم يوم تعرفون " أخرجه الإمام الهادي الحسن بن يحيى القاسمي رضوان الله تعالى عليه وغيره ، وأضاف حفظه الله تعالى بقوله : ما سبق مني في تجويز الزيادة في المسعى بين الصفا والمروة على ما كان أولا ، لداعي الضرورة الملحة لرفع الحرج عن الساعين هو بناء على ما يقال إن الصفا عبارة عن صخرات ملساء بأسفل جبل أبي قبيس فقط ، وأنا في حيز الإنكار لهذه الدعوى وأعدها مخالفة للواقع فاسم الصفا هو أكثر من صخرات مجموعة بجمع القلة لأنه جبل وماذا يفهم من مسمى جبل ؟! وهل اللغة تسمح بتسمية صخرات معدودة جبلا وكشاف العلامة الإمام الزمخشري يقول والصفا والمروة علمان للجبلين كالصمان والمقطم وللظاهر حكمه.
ولا يسوغ الخروج عنه بمجرد دعوى ليس إلا بدون برهان ، ومن عين بين والله تعالى أعلم .

وسألت سيدي العلامة الزاهد إسماعيل بن عبد الملك المروني رضي الله تعالى عنه فقال : حمدا لله على ما أسبغ من نعمه والصلاة والسلام على رسوله وآله أقول بخصوص المسعى والزيادة المحدثة فيه فقد أصبح من الضروري الزيادة فيه أو بعبارة أخرى التوسعة فالذي أراه صحة السعي فيها ذهابا وإيابا لأن المعتبر السعي من الصفا إلى المروة والسعي في الزيادة بالذهاب والإياب يصدق عليه انه سعى من الصفا إلى المروة ،بل السعي في التوسعة من تحت أولى من السعي من فوق هذا ما أراه وما تقتضيه القاعدة وهو المعتبر بالجهة والله تعالى الموفق.
وسألت سيدي العلامة الورع محمد بن إبراهيم بن القاسم بن الهادي حفظه الله تعالى فقال حول تلك التوسعة : المصلحة موجودة والضرورة حاصلة والله اللطيف بالعباد وما أجمع عليه المسلمون فهو حسن وخاصة العلماء ومعلوم أن رفع الحرج وهو الزحام الشديد المؤدي إلى الوفيات مطلوب ، بل من الواجبات وما جعل الله عليكم في الدين من حرج والله الموفق .

وسألت الأخ العلامة قاسم بن صلاح يحيى عامر حفظه الله تعالى وطلبته تحرير رأيه عن الزيادة في المسعى من جهة الشرق فقال: الذي أرى أن الزيادة صحيحة لأن اصل محل المسعى في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان واديا وسوقا وفي الأخبار أنه كان صلى الله عليه وآله وسلم إذا انصبت قدماه في بطن الوادي هرول يدل على اتساعه ،وفي أخبار ثقات أنهم كانوا يسعون بين الصفا والمروة وكانوا قبل المواصلات يربطون دوابهم في الوادي ويمرون من بين الأشجار إلى المروة إضافة إلى ما حصل من الشهادات التي نقلت في الجرائد والمجلات إلى انه كان أي الجبل المسمى جبل أبي قبيس ممتدا أكثر من ثلاثين مترا إلى الشرق وان أعمار الذين تقدموا بالشهادة لا تقل عن سبعين عاما وهم أهل البلد واعرف بما عليه البلد من تضاريس ، وقبل حدوث التوسعات وقد عرفت الصفا والمروة سوقا ممتدا من الصفا إلى المروة وهذا ما أعتمده وأراه بعد النظر والتفكر، وبالله التوفيق ، ثم جاءتني منه رسالة هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين الذي شرع لنا الشرائع في كتاب الله تعالى مجملات وبينها نبي الرحمة مفصلات وأنزل الله القران فيه هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وأخبرنا جل وعلا بأن علماء هذا الدين هم القائمون بالحجة والناطقون بالعدل والقسط فقال عز من قائل كريم :
 شهد الله انه لا اله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا اله إلا هو العزيز الحكيم  آل عمران 18 .

والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين وبعد
إنه لما كان النظر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيد الله به الدين في توسعة المسعى تيسرا للحجاج والمعتمرين لما يحصل من الزحام الأمر الذي تكاد تذهب به الأرواح تحت الأقدام ولم يكتفي برأيه بل اعرض هذه النظرة الحانية على العلماء من كل المذاهب الإسلامية الذين حملوا الحجة على أعناقهم لينظروا بأرآئهم دراية ورواية ويدلوا بإجتهاداتهم فمن ناظر قال بالمنع ومن ناظر قال بالجواز ومن ناظر قال بالمنع أولا ثم نظر النظرة الثاقبة فقال بالجواز فنقول : الذي نراه أنه لا مانع من هذه الزيادة استنادا إلى ما نقل في مجلة الدعوة العدد2137 في 26 ربيع الأول من سنه 1429هـ 3 ابريل سنه 2008 م وذلك أن عدد المفتين في العالم الإسلامي بلغ عددهم 200 كل منهم قال بالجواز على اختلا ف آرائهم واجتهادا تهم وذكر في المجلة نفسها الشهود الذين شهدوا على امتداد جبل الصفا والمروة ومنهم الشيخ الدكتور عويد بن عياد الكحيلي المطرفي من مواليد عام 1353هـ وشهد أن جبل المروة كان يمتد شرقا من موقعه الحالي بما لا يقل عن ثمانية وثلاثين مترا وأما الصفا فإنه يمتد شرقا بأكثر من ذلك كما شهد كبير سدنة البيت العتيق الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن عبد القادر شيبي من مواليد عام 1349هـ شهد بأن جبل المروة يمتد شرقا وغربا وشمالا خلا أنه لا يذكر تحديدا بالمتر وأما جبل الصفا فإنه يمتد من جهة الشرق بمسافة طويلة حتى تقرب من القشاشية بما يزيد على خمسين مترا كما شهد حسين بن صالح بن سابق من مواليد عام 1357هـ شهد بأن جبل المروة يمتد غربا ويمتد شرقا بما لا يقل عن اثنين وثلاثين مترا وقال كنا نشاهد البيوت على ظهر الجبل فلما أزيلت البيوت ظهر الجبل وأما جبل الصفا فإنه يمتد من جهة الشرق بأكثر من خمسة وثلاثين مترا كما شهد الدكتور درويش بن صديق درويش من مواليد 1357 هـ بما معناه إن امتداد جبل المروة شرقا في حدود خمسة وثلاثين مترا إلى أربعين مترا شرق المسعى الحالي
وأما الصفا فإنها كانت منطقة جبلية ممتدة امتدادا متصلا بجبل أبي قبيس كما نقل في المجلة نفسها عن الشيخ عبدالله بن منيع أنها قامت البينة العادلة من سبعة شهود عدول يتبعهم ثلاثة عشر شاهدا يشهدون بمشاهدتهم جبل الصفا ممتدا بارتفاع مساو لارتفاع الصفا حاليا وذلك نحو الشرق إلى أكثر من عشرين مترا من جبل الصفا الحالي وكذلك الأمر بالنسبة إلى جبل المروة وشهادة صريحة في امتداد الجبلين الصفا والمروة شرقا امتدادا متصلا .وبهذه الشهادات المعدلة يعلم علما قاطعا بأن امتداد المسعى على امتداد الجبلين جبل الصفا والمروة من الغرب إلى الشرق وأن بناء المساكن والمحلات التجارية كان في المساحة التي بين جبلين الصفا والمروة.
وهذه المساحة كانت واديا كما يدل عليه حديث جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما لرواية مسلم وأحمد والنسائي من حديث طويل وفيه" ثم نزل المروة حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي رمل حتى إذا أصعدنا مشى "، وفيه دلالة واضحة على أن المسعى كان واديا. وقد شاهدت عيانا بأول حجة أديتها قبل خمسين عاما كان المسعى محصورا بين محلات تجارية والحجاج والمعتمرون يسعون بين تلك المحلات التجارية لما لم يكن هنالك حاجة للتوسعة لعدم تيسر المواصلات ولأن الحجاج من المعتمرين كانوا محصورين ولما منِّ الله سبحانه وتعالى على المسلمين بتيسير المواصلات جوا وبرا وبحرا وتجاوز أعداد الحجاج والمعتمرين من أنحاء العالم الإسلامي ما لا يحصى بالعد الحقيقي فكان من الضروري إزالة البناء والجدران المعمورة بمساحة ما بين جبلي الصفا والمروة وفي الوادي الذي سعى فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومعه الصحابة وتبعه السلف الصالحون على ذلك ولم ينقل ولا في رواية واحدة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدد المسعى بالعرض ومن ادعى تحديد المسعى بالعرض فعليه الدليل لأن القول باللسان لا يغني عن البيان ولو كان المسعى محصورا بالعرض لبينه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأن المقام مقام تعليم وكانت حجته صلى الله عليه وآله وسلم في أخر عمره وهي حجة الوداع.
إضافة إلى ما سبق من الأدلة الواضحة على امتداد المسعى ما بين الجبلين بما لا مجال للشك فيه من جهة الرأي والنظر أن الله سبحانه وتعالى يعلم بأن هذا الدين الإسلامي سيبلغ أنحاء المعمورة وتدخل فيه أمم لا تحصى ومع ذلك أنه جل وعلا يعلم أن المواصلات ستكون متيسرة لهذه الأمم وفي هذا الأمر بوجوب هذه الشعيرة في مكان لا يتسع لها مشقة كبيرة ومع هذا كله فأن الضرورات لها أحكام وقد أباح الله جل وعلا للمضطر أكل الميتة وكذا المغصوص إذا لم يجد ما ينقذ به حياته من المائعات فقد أبيح له شرعا أن يتحسى من الخمر ما ينقذ حياته من الموت قال الله تعالى: فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيمالبقرة 173
فإذا قد أباح أكل الميتة وتناول المحرم فبالأولى جواز توسيع هذه الشعيرة في المساحة التي بين جبلي الصفا والمروة وإن لم يكن في مقابلة هذين الجبلين هذا ما ظهر بعد النظر وإعمال الأدلة والله ولي التوفيق.

وسألت سيدي العلامة المجتهد الرباني عبدالرحمن بن حسين شائم حفظه الله تعالى عن تلك الزيادات وألحيت عليه شفاها وألح عليه غيري بعد عودته من العمرة في شهر رمضان الكريم سنة 1429هـ واتصلت به تلفونيا بعد أن سافر وقد تفضل فأرسل إلي بجواب السؤال جزاه الله تعالى خيرا ويعتبر حكما شرعيا وهو كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى اله و سلم على سيدنا محمد الأمين وعلى آله الطاهرين وبعد ،،،
فإن الزيادة في المسعى أدت إلى شغب كثير وخلاف مستطير كثرت في ذلك السؤالات وتنوعت الجوابات فسألني من له عناية في الدين وحرص على شعائر المسلمين لأنه أمر مهم إذ ذلك من مناسك الحج وركن من أركان العمرة عند أصحابنا وغيرهم ومشعر من المشاعر العظام أن أحرر ما ظهر لي فبعد أن طالعت كثيرا مما كتب حول المسألة وتصفحت بعض حجج المانعين وبعض حجج المجيزين و بعض جدال المتجادلين رجعت إلى قول الله تعالى وقوله الحق  إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما  سورة البقرة 158.
فالله سبحانه لم يشترط إلا أن يكون السعي بينهما ونظرا لما ورد من الحجج الدالة على امتداد عرض جبلي الصفا والمروة وان هذه الزيادة الجديدة لم تخرج عن مقابلة الجبلين فالسعي في المسعى الجديد جائز ومجز للحاج والمعتمر وسنشير على بعض الأدلة على امتداد جبل الصفا . منها المشاهدة فإني عندما زرت البيت الحرام شرفه الله تعالى بالعمرة في شهر رمضان من عامنا هذا حصل الارتباك فوقفت على الصفا ثم استأذن لي صاحبي من حرس منطقة العمل فأذن لي فدخلت أنا وصاحبي ووجدت جبل الصفا ممتدا إلى مقابل ممّشى العربيات المؤدي إلى المروة ووجدت الجبل مقصوصا فظننت أنهم قصوه في مشروع متقدم وان الجبل كان ممتدا.
ثم إني وجدت بحثا منقولا عن موقع صوت السلف قال: وقد ذكر الشيخ عويد المطرفي أن الذي وقع بجبل الصفا على مرحلتين أولاهما عام 1357هـ حين قطعت أكتاف جبل الصفا وفتح عليها شارع لمرور السيارات لتصل بين أجياد القشاشية ، والثانية عام 1401هـ حين أزيل هذا الشارع وقطع الجبل من أصله وفصل موضع الصفا عن أرض الشارع المذكور . انتهى من عويد المطرفي من كتابه رفع الأعلام في أدله توسيع ارض المسعى المشعر الحرام ، ص9 .
ومنها ما أقيم من الشهايد التي دفعت بالمحكمة العامة بمكة المكرمة لدى القاضي عبد الله الصبيحي وصدر بها صك شرعي وذكر الشهود بأسمائهم وتقدير أعمارهم وأرقام بطاقائهم ومن الشهود : الدكتور عويد بن عياد بن عايد الكحيلي المطرفي وذكر رقم دفتره العائلي وتاريخ ميلاده وقرر قائلا: إن جبل المروة كان يمتد شرقا من موقعه الحالي بما لا يقل عن ثمانية وثلاثين مترا وأما الصفا فإنه يمتد بأكثر من ذلك بكثير .
ومنها شهادة كبير سدنه البيت الحرام الشيخ عبد العزيز عبد الله شيبي وذكر رقم بطاقته وتاريخ ميلاده ثم قال وقرر قائلا : إن جبل المروة يمتد شرقا وشمالا ولا أتذكر تحديد ذلك بالمتر وأما الصفا فانه يمتد شرقا بمسافة طويلة حتى يقرب من القشاشية بما لا يزيد عن خمسين مترا.
ومنهم حسن بن صالح بن محمد سابق وذكر رقم بطاقته وتاريخ ميلاده 1357هـ وقرر قائلا : إن جبل المروة غربا ويمتد شرقا بما لا يقل عن اثنين وثلاثين مترا وكنا نشاهد البيوت على الجبل ولما أزيلت البيوت ظهر الجبل وتم تكسيره في المشروع وأما جبل الصفا فإنه يمتد من جهة الشرق بأكثر من خمسة وثلاثين أو أربعين مترا .
ومنهم الدكتور درويش بن صديق درويش وذكر رقم بطاقته من مواليد عام 1357هـ وقرر قائلا : إن بيتنا سابقا كان في الجهة الشرقية من نهاية المسعى في المروة وكان يقع على الصخور المرتفعة التي هي جزء من جبل المروة وقد أزيل جزء كبير من هذا الجبل بما في ذلك المنطقة التي كان عليها بيتنا وذلك اثنا التوسعة التي تمت في عام 1357هـ وهذا يعني امتداد جبل المروة شرقا في حدود من خمسة وثلاثين إلى أربعين مترا شرقا المسعى الحالي وأما الصفا فإنها كانت منطقة جبلية امتدادا متصلا لجبل أبي قبيس ويعتبر جزء منه وكنت اصعد من منطقة الصفا إلى منطقة أجياد خلف الجبل انتهى.
ومنهم محمد بن حسين ومحمد بن سعيد وذكر رقم بطاقته رقم وهو من مواليد عام 1361هـ قرر قائلا : أن جبل المروة كان يمتد من الجهة الشرقية والظاهر انه يمتد إلى المدعى وأما جبل الصفا فإنه يمتد شرقا أيضا أكثر من امتداد جبل المروة انتهى .

هذه الشهايد دفعت في محكمة مكة المكرمة لدى قاضيها عبد الله بن ناصر الصبيحي في تاريخ 24/12/1427هـ وفيما اطلعنا عليه من البحوث والأخذ والرد في الموضوع حجج غير ذلك اكتفينا بهذه لقيام الحجة بها وقد صح أن المسعى الجديد لم يخرج عما بين الجبلين وأن الساعي فيه متطوف بهما هذا ما ترجح وفوق كل ذي علم عليم . حرر الجمعة 25/شوال / سنة 1429هـ الموافق
25/ 10 / 2008 م المفتقر إلى رحمة الله تعالى عبد الرحمن بن حسين شايم وفقه الله وغفر له ولوالديه آمين .

وأخبرني الولد الفاضل التقي علي بن عبد الرحمن شايم أنه سأل سيدي العلامة زين العابدين حمود بن عباس المؤيد رضي الله تعالى عنه عن هذه الزيادة في المسعى بعد أن أطلعه على فتوى سيدي العلامة عبد الرحمن شايم فقال :ليس لدي أي إضافة على ما حرره سيدي عبد الرحمن وهو الذي يختاره ويراه .
وأخبرني أيضا عن الدكتور مرتضى زيد المحطوري أنه أطلع سيدي العلامة المجتهد محمد بن محمد المنصور على حكم سيدي العلامة عبد الرحمن شايم فاستحسن ذلك جدا وقال أنه مؤيد لما عمله سيدي عبد الرحمن والله الموفق .

وأخبرني الشاب العلامة الحافظ أبو عبد الله الحسين بن علي الأدول أنه اتصل بالسيد العلامة المجتهد محمد بن عبد الله عوض المؤيدي وسأله عن ذلك فقال إنه سأل القاضي العلامة المعمر المقري حسن بن عبد الرحمن الغالبي وقال إنه يعرف الصفا ممتدا إلى جهة الشرق كثيرا ويقول السيد العلامة محمد بن عبد الله عوض انه قد بنى على ذلك ، يعني أن السعي في الزيادة لم يخرج عن المسعى الشرعي ، وبالله التوفيق .

وسألت الأخ العلامة عبد الله بن قاسم بن حسين الصيلمي حفظه الله عن ذلك فأجاب بجواب طويل أختصر منه ما فيه الغرض وفي مقدمته قول العزيز الحكيم  وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد ، ثم قال : كثرت التساؤلات حول توسعه المسعى الأخيرة ومن المعلوم أن مثلها لا تصدر إلا عن تروي ورويه واجتهاد وجزاء الله المحسنين خيرا ولو بقي المسعى كما كان سابقا لما استوعب مئات الآلاف فكيف بالملايين والزيادات والتوسعات مطلوبة و لكن على الوجه الصحيح الشرعي لكل زمان و لامتداد الجبلين الصفا والمروة إلى جهة الشرق فالتوسعات فيه مصلحة عامة إن شاء الله تعالى ، وبالله تعالى التوفيق .

وسألت السيد العلامة محمد بن قاسم الناصر شرف الدين معمرا عن هذه المسألة فأجاب بما نصه : في هذه التوسعة للمسعى مما يلي الشرق منقبة عظمية ومصلحه عامه وضرورية ستبعد الزحام والمشقة عن الوافدين إلى بيت الله الحرام حجا وعمرة والذي نعرفه أن هذه التوسعة لم تخرج عن البينية بين جبلي الصفا والمروة وقد عرفنا ذلك عندما حججنا قبل أكثر من خمسين سنة وشاهدنا الجبلين المذكورين ممتديّن جهة الشرق أضف إلى ذلك أن الضرورة تبيح هذه التوسعة على كل حال إنقاذا لنفوس الحجاج والمعتمرين من الزحام وإزهاق النفوس المؤمنة ، وقد قيل ما استحسنه المسلمون فهو حسن وعند الضرورات تباح المحظورات وبالأولى المباحات وعن البني صلى الله عليه وآله وسلم أنه لما أصبح في جمع وقف على قزح وقال: "هذا قزح وهو الموقف وجمع كلها موقف غير بطن محسر "
وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أصبح بجمع أتى قزحا ووقف عليه وقال :"هذا قزح وهو الموقف وجمع كلها موقف " أخرجه أبو داود ، والله تعالى أعلم .

وسألت السيد العلامة محمد بن أحمد اليحيوي الملقب حطبة حفظه الله تعالى عن ذلك وأجاب بجواب طويل أختصر منه المتعلق بالمسألة قال: الحمد لله الآمر بكل مبرة والناهي عن كل مضرة والصلاة والسلام على رسول السلام وعلى آله الأعلام ورضي الله عن صحابته الكرام الذين قفوا آثاره واقتبسوا الهدى من أنواره وعلى التابعين له بإحسان وتابع التابعين وعلينا معهم في كل آن وحين وبعد ،،، فإنه كان الإطلاع على بعض ما رآه بعض الإخوان من علماء الزيدية وفقهم الله تعالى حول الزيادة في المسعى من جهة الشرق وما أشاروا به فهو الواقع المتبع الذي يجب الاعتماد عليه شرعا وعقلا وللمصلحة العامة حكمها وعندها يثاب فاعلها كما أن للضرورة حكمها وعندها تباح المحضورات ومع ما نقل عن أهل المعرفة والمعمرين أن الصفا والمروة كانا ممتدين للشرق أكثر من التوسعة فلا تخرج عن البينية المأخوذة من قوله عز وجل  إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم  ، والله أعلم .

وسألت السيد العلامة صلاح بن على شايم حفظه الله تعالى عن هذه الزيادة فأجاب حصل اللبس والإشكال عند الكثير من المسلمين في شأن التوسعة الجديدة التي حصلت في المسعى الجديد وذلك مما أدى إلى جدال واسع ولكنه وبحمد الله تعالى لما وصلت المسألة إلى أصحاب الفضيلة العلماء من الزيدية رفع الله منارها وشيد بالحق أركانها وغيرهم ممن بذلوا الجهد في حل المشكل فقد حرر فضيلة سيدي العلامة حسن بن محمد الفيشي حفظه الله تعالى ما يفيد بجواز ذلك لما دعته الضرورة والمصلحة العامة لجميع المسلمين ففي كلامه حفظه الله تعالى ما يفيد الجواز وعدم الحرج على من سعى في تلك الزيادة وكذلك ما أفاده فضيلة سيدي العلامة عبد الرحمن بن حسين شايم المؤيدي حفظه الله تعالى وبما أدى إلية نظره الصائب الثاقب في جواز ذلك وبما صح له من شهادة شهود أهل المعرفة القديمة وبما حكم به قاضي المحكمة الشرعية بمكة المكرمة شرفها الله تعالى فقد أجاز السعي في المسعى الجديد وبما أنني لست إلا من طلاب العلم وتأملت ما تحرر من أصحاب الفضيلة العلماء رضي الله تعالى عنهم في ذلك صح لنا صحة الزيادة وأنها لن تخرج عن المحل المأمور بالسعي فيه شرعا ، وقد قال الله تعالى : يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ، وفي الأثر الشريف " يسروا ولا تعسروا " وللضرورات أحكام وهذا من أهم الضرورات نظرا لتكاثر الحجيج وما يحصل من تزاحم كبير قد يؤدي إلى ذهاب أنفس هذا والله اعلم وهو جل وعلا الموفق للصواب واليه المرجع والمآب .

ووصلتني هذه الرسالة من السيد العلامة الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري حفظه الله تعالى قال فيها : إجابة على فتوى السيد العلامة عبد الرحمن شايم ،أطلعت على فتوى الوالد العلامة السيد عبد الرحمن شايم القاضية بجواز وإجزاء السعي بين الصفا والمروة في التوسعة الجديدة كونها لم تخرج عن البينية المفهومة من الآية الكريمة  إن الصفا والمروة من شعائر الله فما حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما  باعتبار أن جبل الصفا والمروة كانا ممتدين قبل مجيء التحسينات والألآت والشوارع إلى جهة التوسعة خارج المسعى الحالي فالعبرة بمكان الجبلين قبل القص ، حتى ولو ذهب جرم الجبلين فلا يضر فالقص لجناحي الصفا والمروة من جهة جبل الصفا وشعب بني هاشم إنما حصل لغرض التحسين والتوسعة لخدمة الحجاج وتسهيل حركاتهم نظرا لتدفقهم بالملايين لسبب صعوبة المواصلات التي قربت البعيد ولو أن المخططين توقعوا الحاجة لتوسعة المسعى لتركوا طرف الصفا وطرف المروة وزحفوا للتوسعة من ورائهما أو على الأقل بترك أمارة كالدعامة أن هذا من بقايا الصفا أو من بقايا المروة للاطمئنان ، ولما لم يترك ذلك فيمكن نصب عمودين محاذيين للصفا والمروة الموجودين ويكتب عبارة تفيد أن الصفا كان ممتدا إلى هنا وكذلك المروة ويكتب عنوان الموقع على الانترنت وتسجيل فيه الشهادات والوقائع التي وردت في ديباجة الفتوى التي بنى عليها فضيلة السيد عبد الرحمن وأي فتوى من علماء الأمة المعتبرين .
وأنا أوافق والدنا السيد عبد الرحمن وإن لم أطلع على ما اطلع عليه إلا أني أثق في علمه وورعه وتثبته وتحريه الشديد وأعتبر تصحيحه لما ورد من شهادات كحكم الحاكم فهو حفظه الله حاكم ومفت وقوله حجة .
ثم إن الكثافة الشديدة للحجاج والمعتمرين قد فاقت السعة الحالية للمسعى فقد لاحظت بنفسي قبل عشر سنوات تقريبا حين كنت ليلة 27 من شهر رمضان ضمن المزدحمين بين الصفا والمروة ، فتوقفت الحركة تماما وصار المسعى من الصفا إلى المروة مسدودا بالمعتمرين متلاصقين من الجدار للجدار لا يقدر احد على تحريك قدمه ولا شك في أن الزحام يتزايد من سنه إلى أخرى ولا بد من وضع حدود تلبي حاجه المسلمين مع مراعاة المعنى الهام للحكم الشرعي وهو في هذه القضية أن يدور الحاج أو المعتمر بين الشعيرتين الصفا والمروة ولا بأس أن تتوسع الدائرة بينهما إذ لو أن النبي صلى الله عليه وآله و سلم حج أو اعتمر ومعه خمسة ملايين من المسلمين لرخص لأمته أن تذهب وتجيء بين الصفا والمروة وتأخذ المكان الذي يتسع لكثافتها وسيحول مكة كلها إلى مكان للطواف و للسعي ، وكيف يضيق على ضيوف الرحمن ؟! وهو يتلوا عليهم ليل نهار  ما جعل عليكم في الدين من حرج  ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم :" الدين يسر " ونقل عنه صلى الله عليه وآله وسلم في حجه الوداع من التيسير على الناس ما يبهر العقل فما سأله صلى الله عليه وآله وسلم أحد إلا قال : " افعل ولا حرج " ، ولا شك أن المستقبل سيُحتم إزالة المباني حول الحرم وربما يستبدل بالجسور والأعمدة الغليظة من المعدن الصلب التي تستولي على مساحات كبيرة ويظلل الحرم بعدة طوابق وربما احتاج المستقبل إلى قطار أو سحابات تدور بالناس حول الكعبة وفي المسعى يتم القضاء على الشك بسرعة ودليل ذلك أن النبي صلى الله علية وآله وسلم حج على الراحلة
وما دام الخليل عليه السلام قد هتف مؤذنا بالحج فلا يمكن أن يضيق عليهم شرع حفيده وصفوة ذريته محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وكيف يضيق وهو الدين الحاكم ؟! إن الله أكرم من أن يضيق على ضيوفه بأٌقدس ساحة من الأرض .
وليس في ذلك إزالة شعيرة عن مكانها ولا نقول بإزالة مقام إبراهيم مثلا ، بل نرى جواز الركعتين خلف المقام ولو في أطراف الحرم ما دام مسامتا له ، ونجيز الطواف داخل الحرم حول البيت .
ولو افترضنا أن الحاجة دعت إلى توسيع المطاف لمسافات كبيرة فمازال الطواف حول البيت فالتغيير إنما يكون بالقول بجواز الطواف في مكان ، أو لنقل الحجر إلى جهة أخرى للتوسيع على الناس ولا يقول بهذا أحد مع العلم أن استلام الحجر مندوب ولكن عندما يؤدي إلى ضرر كبير يصبح إثما فيكفي في المندوب الإشارة ولو من بعيد. والمسلمون في الحقيقة بحاجة إلى توعية . ومما حفظنا عن المذهب الزيدي أن الصلاة جماعة لا بد أن تكون خلف الإمام لكن الجماعة في الحرم تختلف فتجوز الصلاة في الحرم بشكل دائرة وتصح في الحرم وفي الأدوار العليا وفي المساحات الخارجية عن الحرم ولا أرى جواز الانخفاض عن الإمام إلا في الضرورة القصوى استنادا إلى قوله تعالى  ما جعل عليكم في الدين من حرج  وقوله تعالى : يريد الله بكم اليسر ، والواجب النظر إلى لب العبادة والى معنى التوجه إلى الله تعالى وأن العبد ما أتى إلا طالبا رضوان الله تعالى ولا يجوز التضيق بالتحريات التي لا لزوم لها ولا حرج على من أراد التحري فللمتحري أن يسعى في المسعى الأول ، لو وجد نفسه غير مطمئنة وقادر على ذلك ، والله تعالى ولي التوفيق .
كما أنه تم عرض ماتوصل إليه العلماء ألأجلا في ذلك على العلامة السيد صلاح بن محمد الهاشمي حفظه الله وأيد ماتوصلوا إليه مضيفا أن التوسعة عمل جليل فيه من التخفيف على الحجاج والعمار الشيء الكثير وموافق لمقاصد الشريعة السمحة قال تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) وفي مأورده العلماء الكرام الكفاية والدراية.
كما أيد العلامة السيد محمد بن قاسم الهاشمي ماتوصل اليه العلماء .
كذلك الولد العلامة السيد عبدالمجيد بن عبدالرحمن الحوثي فقد أبلغنا أن ما قاله علماء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودونوه في هذه المسألة فيه الكفاية والخير .
ومن علماء الزبدية في المملكة العربية السعودية الكثير الذين رأوا في هذه التوسعة العظيمة تخفيف ورحمة للمسلمين منهم الولد العلامة الشريف حسين بن أحمد طالب الذي قال إن مأورده علماء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وغيرهم من علماء المسلمين من أقوال وأستدلالات نقلية وعقلية تعطى الطمئنينة في أن هذا العمل الجليل ألذي قام به خادم الحرمين الشريفين موافق للمقصد العام من التشريع والذي هو جلب المنافع أو المصالح ودرء المفاسد ويعد حسنة من حسانته التي سيدونها التاريخ بأحرف من نور .
قلت والمجال واسع والعلماء وأهل النظر والرأي والاجتهاد كثير ، كثر الله عددهم و زاد في مددهم ورضي الله عنهم وأرضاهم .
والقصد الاختصار خصوصا في هذه العجالة السريعة لتبين صحة السعي في المسعى الشريف بعد الزيادة زاده الله تعالى شرفا وكرامة وزاد في من شرفه وكرمه وزاره شرفا وفضلا وإكراما وإنعاما.
ويكفي في هذا الباب فتوى واحده من عالم ، ولكن من باب قول خليل الرحمن جل وعلا إبراهيم عليه السلام ولكن ليطمئن قلبي 
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يطمئن قلوبنا بالحق والصدق وأن يهدينا إلى الطريق التي يرضا بها عنا ربنا عز وجل ، وأن يحسن لنا الختام وأن يرزقنا مثل ما رزق به عباده الصالحين وأن يجعلنا منهم ويدخلنا مدخلهم ويجمعنا بهم في مستقر رحمته ودار كرامته آمين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين ورضي عن صحابته الراشدين المرشدين وعلى التابعين وتابع التابعين وعلينا معهم تفضلا وإحسانا ، والله ذو الفضل العظيم .
حرر في 25/11/1429هـ.














الفهرس

الصفحة الملاحظات
1 المقدمة
2 حديث من أفتى بغير علم،
أحاديث أخرجها الإمام مجد الدين المؤيدي رضوان الله عليه.
3 طرب السائل عند ذكر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، جواب السيد العلامة أحمد درهم
4 جواب السيد العلامة الحسن محمد الفيشي ،
5 جواب السيد العلامة إسماعيل عبد الملك المروني
6 جواب السيد العلامة محمد إبراهيم بن الهادي ، جواب السيد العلامة صلاح عامر ، رسالة منه حول الموضوع
7 جواب السيد العلامة عبد الرحمن حسين شايم
9 إطلاع السيد العلامة حمود عباس المؤيد على فتوى السيد العلامة
عبد الرحمن شايم وموافقته على ما جاء فيها ، إطلاع السيد العلامة
محمد محمد المنصور على حكم السيد العلامة عبد الرحمن شايم
وتأيده لما فيه
10 كلام الشاب العلامة أبو عبد الله الحسين بن علي عن السيد العلامة
محمد عبد الله عوض وانه قد بنى على ما اخبره القاضي العلامة حسن عبد الرحمن الغالبي، جواب السيد العلامة عبد الله قاسم الصيلمي، جواب السيد العلامة محمد الناصر شرف الدين .
11 جواب السيد العلامة محمد بن أحمد اليحيوي ، جواب السيد العلامة صلاح علي شايم .
12 جواب السيد العلامة الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري .
14 كلمة أخيرة لجامع هذه الأجوبة .
15 الفهرس.

حيدرة الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 144
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 4:49 pm

مشاركة بواسطة حيدرة الحسني »

ما شاء الله
موضوع شامل و وافي

جزاكم الله خير و جعل الجميع في الجنة مغ محمد و آله
قال عبد اللّه بن بابك: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل قال: يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: واللّه لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الاَرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن اللّه أصلح بين أُمّة محمّد (ص)

الشريف الحمزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 431
اشترك في: الخميس يونيو 23, 2005 4:42 pm

مشاركة بواسطة الشريف الحمزي »

أخي الكريم حيدرة الحسني حفظك الله أهلا وسهلا بك بين إخوتك في مجالس آل محمد
سيدي هذا أقل ما نستطيع تقديمه لعلمائنا الكرام بشر أقوالهم ليطلع عليها أتباع أهل بيت رسول الله وغيرهم وليس هذا شيء يذكر إلى ما قدموه ألاخوة ا لكرام في هذه المجالس المباركة وفق الله الجميع لما يحب ويرضى والسلام

الحرة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 200
اشترك في: الأحد إبريل 02, 2006 4:34 am

Re: رسالة علماء الزيدية حفظهم الله في توسعة بناءالمسعى

مشاركة بواسطة الحرة »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع يستحق الطباعة والنشر في كتيب لأهميته وشموليته
جزاكم الله خيرا ً
اللهم اعطنا القوة لنعرف ان الخائفين لا يحمون الدين و الوطن.
و ألخائنين لا يصنعون للخير و لا يحمون الشرف و الحرية و الاستقلال.
و المترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على التعمير و التجديد و البناء.

الشريف الحمزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 431
اشترك في: الخميس يونيو 23, 2005 4:42 pm

Re: رسالة علماء الزيدية حفظهم الله في توسعة بناءالمسعى

مشاركة بواسطة الشريف الحمزي »

أختي الكريمة الحرة حفظك الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم الموضوع هام ويجب أن يطبع في كتيب والعالم الكريم الذي قام بجمعه لامانع لديه من طبعه ونفوض المؤسسة في ذلك وفق الله الجميع
أنا ابن عليّ الطهر من آل هاشم *** كفاني بهذامفخراً حين أفـــــخر
وجدي رسول الله أكرم من مشى *** ونحن سراج الله في الأرض يزهر

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“