السيد عصي الدمع
:
قلت :
فهذا غير معيب إذا كان الدليل صحيح يعمل به في موضوعه وأظن أنك تعلم ذلك :
أبسط قواعد المنطق . و الفهم السليم
أنك إذا احتججت بدليل لفظي و ادعيت أن ظاهره كذا
ثم اكتشفنا أنك تترك الظاهر و تخصصه في حال معينة
فإنك وقتها قمت بعملية اسمها التأويل
فإذا ما تقدم شخص آخر و قدم تأويلا آخر للدليل اللفظي
فلست بـتأويلك أولى من تأويله
هذا على فرض أن ما ادعيته معنى ظاهرا
أما لو كان مشركا
فإنك إذا أقمت الدليل على أن أحد المعاني المشتركة للفظ غير مراد
فالأصل الحمل على بقية المعاني المعاني المشتركة لا اهمالها و تأويل المعنى الذي تريد
---
قولك :
وأما تخصيص أهل البيت بإعتبار المجتهدين العدول فهو كتخصيص العلماء لقوله (ص) لن تجتمع أمتي على ضلال بالمجتهدين العدول من أمة النبي و كإخراج أهل السنة للكافر ونحوه من أهل البيت وأظن أن المؤلف لم يذكر التخصيص بالأئمة وإنما بالمجتهدين
و أقول
أما تخصيص العلماء لقوله .......لن تجتمع أمتي على ضلال بالمجتهدين العدول فهو ترك للظاهر و هو خطأ منهم ..............................
فإن احتججت أن هذا مثل ذاك رددناك أن ذاك خطأ و ليكن هذا مثله
و أما اخراج أهل السنة للكافر و نحوه من أهل البيت .............فهو ليس رأي أهل السنة
و لا أعرف أحدا من أهل بيت رسول الله كان كافرا لا نسائه و لا بناته ................
و لا أرى أن أبا طالب أو أبا لهب يطلق عليهم لغة أهل بيت رسول الله ...........
و لا أرى أن أحفاد رسول الله ممن لم يروه و لا سكنوا بيته هم من أهل بيته
إنما أناقشك هنا بناء على مذهبك ......
غاية الأمر أن في الشرع أدلة لفظية كثيرة هي عبارة عن عمومات مخصصة
لكن تخصيصها خلاف الظاهر هناك
و هو ما أريد اثباته هنا .........
------
قلت :
-----------
يتم تخصيص مسمى أهل البيت بأهل العصر الواحد ، وإنما المراد التمسك بكل أهل البيت الموجودين المجمعين كما إذا قلت لشخص ما أعطي هذه الاموال أو إلزم آل فلان ، وآل فلان محصورون ، فإنه يجب عليك ملازمة الموجودين وهو لاينافي أن من سيوجد من آل فلان ليسوا من آله... فتفهم وتعقل ، وإلا فيلزم أن لا يصح إجماع للأمة على القول بأن المراد بالأمة الحي والميت والذي سيولد فما قلت في إجماع الامة فهو قول لنا في التمسك بأهل البيت .
إنما الأصل حمل الألفاظ على الظواهر ما لم تدل القرائن على خلاف ذاك
و ظاهر أهل بيتي العموم
و حصرها في العصر الواحد تخصيص
و الأصل أن أبحث هل يمكن الحمل على العموم فيكون و إلا فيحمل على الخصوص
و قولك الزم آل فلان ............. فإنما عدل به إلى الموجودين لتعذر حمله على العموم
أما لو قلت بنو آدم مكرمون فالأصل حمله على العموم لمن كان و لم يكون و لم سيكون
فإن تعذر فنترك الظاهر و نلجأ للتأويل ............
فهذا 3 أمور تثبت أنك تركت ظاهر ما تدعيه و هو أن تمسكك لم يكن بأهل البيت
بل ب
1- الموجودين منهم
2-المجتهدين منهم
3-حال اجتماعهم
فإذا أمكن تفسير التمسك بمعنى آخر
يكون مستوعبا لهم في كل أحوالهم
و يشمل الموجودين و الموتى من سيوجدون
و يشمل مجتهديهم و عوامهم
فذاك التفسير أولى من تفسيرك لأنه موافق للظاهر و تفسيرك مخالف
---------------
ثم قلت :
لم يكن هنالك تحكم في تفسير التمسك بطاعة أوامرهم إذا لو ربطنا قول رسول الله (ص) فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وانا تارك فيكم ثقلين ؟
ومعنى قوله (ص) أنا تارك فيكم لفهمت أن المراد بتركهم التمسك بهم
و مافائدة ترك أهل البيت إذا رجعنا إلى القرآن وعرضنا كلام العترة عليه ..
إذا سيكون ترك النبي فينا " العترة " لغوا ..
فهو إقرار منك على أن تفسير التمسك بطاعة أوامرهم وتصديق أخبارهم لانك قلت " وإلا فالتمسك يحمل أيضا على حقوقهم " فلا تنافي في الجمع بينهما مع أن التمسك بالشيء معروف معناه لغة لمن كان ذوق سليم ولم يعميه التعصب .
و يقول لك من أعماه التعصب بزعمك .........
أما التمسك لغة فهو من المسك
و مسك الشيء معناه :أخذ به وتعلَّقو احتبس واعتصم
و عليه فحمل الكلام على المعنى اللغوي الحقيقي أمر مستحيل و تافه
فما بقي إلا معان مجازية للفظ
و لفطة المسك و التمسك تطلق حقيقة على ما ذكرت .....
و مجازا على أمور كثيرة يكون الحال فيها تشبيه وثاقة و شدة علاقة معينة بشدة و وثاقة المسك بالشيء و التمسك به
فيقال
تمسك الرجل بماله ..................بمعنى حافظ عليه
تمسك بحقه ........................بمعنى دافع عنه و حافظ عليه
تمسك بأرضه ........................بمعنى حافظ عليها و رفض بيعها و قام بعنايتها
تمسك بأمه و أبيه ............................بمعنى قام بحقوقهما و أدى واجبتهما عليه و رعاهما و برهما
تمسك بمبادئه ........................... بمعنى اعتقدها و قام بتطبيقها و ...ز
تمسك بأوامر رسول الله ........................بمعنى أطاع أوامر رسول الله و لم يعصها
...............
---
و عليه فأنت حين تفسر التمسك بطاعة أوامرهم و تصديق أخبارهم فأنت تتحكم...بالمعنى
و تترك معنى آخر جائزا مثل المعنى الأول إن لم يكن أظهر ...... و هو رعايتهم و القيام بحقوقهم عليك و برهم و الاحسان إليهم .......
هذا فضلا
و لو قلت أنني أحمل المعنى على المجازين ..........يعني طاعة أوامرهم و تصديق أخبارهم و رعايتهم و الاحسان إليهم
فإن هذا تحكم أيضا
لأن هذا المعنى لو كان مجازا سائغا
لكان معنى ثالثا للكلام و حملك الكلام عليه و اهمالك لبقية المعاني المحتملة اسمه تحكم
فلا يجب إن كان الكلام يصح حمله على معنى معين و معنى آخر و على مجموع المعنين كمعنى ثالث أن يحمل على المجموع بل هي معان محتملة لا يرجح أحدها إلا بقرينة ......
فتأمل
ثم إن كنت تريد الاحتجاج بقرينة قول رسول أنا تارك فيكم ثقلين ........
فليس بشيء
فالرجل إذا كان يوشك أن يموت يقول لإخوته تركت فيكم أبنائي .....فارعوهم و حافظوا عليهم و لا تتركوهم ...........
فالترك يعني تخليفهم ورائه و بعد موته ........
و القرن بين القرآن و العترة أي التمسك بالقرآن و التمسك بالعترة
الغاية منه النص على وجوب كل منهم و عظم كل منهم
فلا يجوز أن يأتي شخص و يقول ها أنا أتمسك بالقرآن و أناصب أهل بيت رسول الله العداء
و تعليق الضلال على عدم التمسك بأهل البيت بين
فالشيعة ضلوا بتركهم التمسك بزوجات رسول الله
و الناصبة ضلوا بنصبهم العداء لعلي و أبنائه فتأمل ...
و قولك :
"إذا سيكون ترك النبي فينا " العترة " لغوا .. "
فليس إلا تحكما منك
فأنت تتحكم و تقول أن ترك النبي شيئا لا يكون إلا لطاعة أوامره و .......
و إلا فترك النبي للقرآن و العترة معناه أنهما أنهما سيبقيان بعد موته و أنه سيخلفهما بعده و هو هنا يطلب من المسلمين شيئا تجاههما و هو التمسك بهما
و ختاما
خلص لنا من نقاشنا أمران
أن التمسك يفسر بطاعة الأوامر .........
و يفسر برعاية الحقوق ...............
إن أنت فسرته بالأول تركت 3 ظواهر
1- تمسك لا في جميع الأحوال
2- تمسك بالأحياء
3- تمسك بالمجتهدين من الأحياء
إن أنت فسرته بالثاني
فليس ثمة ظاهر واحد تتركه
فأنت ترعى حقوقهم في جميع أحوالهم
و ترعى حقوق الحي و الميت من سيأتي .........كل حسب حقه و الحق هو ما يمكنني فعله لا ما يستحيل
و ترعى العامة و المجتهدين
فلا مجال للشك إذا
في أن المعنى الأول باطل و مكابرة
و أن الثاني و هو رعاية الحقوق هو الأظهر و الأولى بالحمل عليه
فتأمل
--------------
هذا كله
مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحديث حديث ضعيف ..................
و كل ذلك إنما هو تنزل و كرم منا