شبهة حول علم الأئمة بالغيب عند الأثني عشرية!!

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
سامي جحاف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 26
اشترك في: الخميس مايو 06, 2004 1:21 am

شبهة حول علم الأئمة بالغيب عند الأثني عشرية!!

مشاركة بواسطة سامي جحاف »

من المعلوم من مذهب الأثني عشرية القول بعلم الغيب عند الأئمة, وأطرح لهم هنا شبهة أو دليلاًعلى عدم علمهم (عليهم السلام) بالغيب:-
وهي قصة عزل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لقيس بن سعد بن عبادة, فإنه لمّا تولّى قيس بن عبادة ولاية مصر لعلي استثقل معاوية وعمرو ولايته وكانا يحذرانه, ففكرا في خطة استطاعا بها أن يوهما الإمام علياً أنَّ قيسا يريد أو قد بايع لمعاوية فعزله علي رضي الله عنه ولم يدرِ بالخديعة إلا من بعدُ.
والقصة ثابتة ومشهورة في كتب وتواريخ المسلمين.
ففيها دليل على عدم علم الإمام علي بالغيب وإلَّا لم يعزل قيسا بخدعة من ألدّ أعدائهِ .
وألتمس من الأخوة الامامية الإجابة عن هذه الشبهة إن كانت لهم إجابة , بغضّ النظر عن كوني زيدياً أو إمامياً أو سنياً أو غيره وأرجو عدم التهرب من الاجابة بإلزام الآخرين أشياء بدل الاجابة , وكذا أرجو أن يردّ على الشبهة لا أن تثبتوا لي علم الغيب للأئمة فقط أجيبوا.
ثم لايمكن أن تكون الإجابة هي التقية, فأيّ تقية في إنجاح خطة معاوية, وأيّ تقية في عزل أكبر المخلصين له حتى أنّه لم يعلم بالخديعة إلّا من قيس نفسه.
ولا يمكن أن تكون الإجابة أيضاً أنّ الأئمة لا يكلفون بما يعلمونه من علم الغيب إذ أنها واضحة التهافت وأضعف من بيت العنكبوت إذ ما هي الفائدة من علم الغيب إذن ؟! مع كونها من ضروريات الإمام عندكم , مع أنَّ الله يقول على لسان نبيّه :( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ما مسّني السوء ).
ثم أنصحكم ألّا تكون الإجابة التهجم على الآخرين والقول بأنّ هذا يعني نسبة الجهل إلى الإمام ! لأنه لم يقل بهذا أحد ولا يمكن أن يكون لازما للقائلين بأن الأئمة لا يعلمون الغيب.


عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الكريم / سامي جحاف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى عليك أخي الفاضل عرض القصة كاملة مع المصادر حتى يكون الحوار على أساس متين

تقبل خالص تحياتي ،،،

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

سامي جحاف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 26
اشترك في: الخميس مايو 06, 2004 1:21 am

مشاركة بواسطة سامي جحاف »

هل أنت جاهل بهذه القصة أم أنها أحد الأساليب للهروب من الموضوع . إقرأ الكتب البسيطة عن معركة صفين وستجد القصة فيها .
وإن شاء الله أنقل لك بعض المصادر لاحقاً لأني ما حسبت أن أحدا يجهلها .

الليث
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 21
اشترك في: الجمعة مايو 14, 2004 7:07 pm
اتصال:

المصادر

مشاركة بواسطة الليث »

الأخ عبدالملك هذه القصة التي ذكرها أخانا سامي مشهوره وقد جاء بأختصار لها موجزه يعني وقد رواااااااها نصر بن مزاحم في كتاب أخبار صفين ورواها أبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغه ورواها الطبري في تاريخ الأمم والملوك والله أعلم وغيرهم وفي اخبار صفين كفايه وهي القصه التي كانت في نهايها مقتل محمدبن ابي بكر والتي قتل فيها الأشتر بن مالك وهو ذاهب الى مصر بالسم بعد عزل أمير المؤمنين لقيس بن سعد بن عباده والتي ظهر فيها صدق سعد ورأيه
النقص في الفكر فقر في الهويه

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

الأخ العزيز! سامي جحاف!
إذا وضعتم الموضوع للنقاش و الحوار العمي (و هذا ما أتمناه) فلماذا عندك هذا اللحن و الهجوم عند ما يطلب منك أخونا بنقل القصة كاملة مع المصادر حتى يمكن دراستها و النقاش فيها على أساس متين!؟
و إذا وضعته للجدل و الجدال ... فليس من شأنك و من شأن المجالس.
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً


مولاي الكريم / الموسوي
أخي الكريم / الليث
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكركم أيها الأفاضل على مداخلاتكم الكريمه ، وقد أردت أن ألفت نظر الأخ الكريم / سامي جحاف ، بصورة مهذبة ، أن الحوار يقرأه من يعلم بالقصة ومن لايعلم ، وأن من يريد أن يبحث شيئاً فعليه أولاً أن يعرضه كاملاً ، ولكنه لم يتقبل ذلك ولا أدري لماذا !!! مع أنه يعلم تماماً أن القليل القليل من أهل اليمن وغيرهم بالكاد يعرفون من صفين أسمها !!!

عموماً ننتظر ونرى !

اللهم صل على محمد وآل محمد

الأخ الكريم /
اللهم صل على محمد وآل محمد

سامي جحاف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 26
اشترك في: الخميس مايو 06, 2004 1:21 am

مشاركة بواسطة سامي جحاف »

:idea:

سامي جحاف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 26
اشترك في: الخميس مايو 06, 2004 1:21 am

مشاركة بواسطة سامي جحاف »

الأخوان / عبدالملك والموسوي أما بعد
فإني لم أقصد السخرية أو التهجم , ولكن الأخ عبدالملك حاول الخروج من مدلول القصة إلى ثبوبها , ولم يحدد سبب طلبه هل لجهله بالقصة أم لعدم ثبوتها عنده؟
ثم إنني استكفي بالمصادر التي ذكرها الليث وهي تكفي ولا أريد ذكر المزيد لكي لا نخرج من الموضوع ؟ وهذا ما تفرحان به .
واتمنى عدم الخروج من الموضوع مرة أخرى وهذا ما خشيته من البداية.وأما ذكر القصة كاملا فهي في مصادرها فلتعودوا إليها أم أنكما لا تقرآن إلّا على الأنترنت .
وأعتذر على كلامي إن كان قاسياً.
وبإمكانكما الإرسال إلى المراجع ليجيبوا لكم على السؤال , هذا إن أجابوا لأنني أرسلت مراراً بالسؤال ولكن للأسف لم أجد جوابا ً!!.

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم / سامي جحاف
السلام عليكم ورحمة الله

لسنا في مجابرة في ديوان لايوجد فيه سوانا ، بل نحن نتحاور في عالم الإنترنت الذي يدخله من شاء وقت شاء !!!
لذلك توكل على الله وأسرد القصة من ألفها إلى يائها دون أي نقصان وبعدها يبدأ الحوار إن شاء الله تعالى .

خالص تحياتي ،،،

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

سامي جحاف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 26
اشترك في: الخميس مايو 06, 2004 1:21 am

مشاركة بواسطة سامي جحاف »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ/ عبدالملك العولقي المحترم
(لسنا في مجابرة في ديوان لايوجد فيه سوانا ، بل نحن نتحاور في عالم الإنترنت الذي يدخله من شاء وقت شاء !!! )
أشكرك على هذه المعلومة الجميلة فقد نبهتني بها , وهي إن دلت على شئ فإنما تدل على أخلاقك الرفيعة في الحوار يادكتور.
ثم إنك لم تجبني على سبب طلبك للمصادر هل لجهلك بها أم لكونه غير ثابتة عندك؟ ولكن مع ذلك سأنفذ رغبتك وسأنقل لك القصة كاملة مع وضوحك في معمعة الموضوع والهروب منه لكن لا بأس !!

مع أنك تتلاعب بالألفاظ يادكتور !! وتريد إيهام المشاركين والقرَّاء أنني أقول كلاما لاينبغي قوله إلا بالغنفراد حتى تقول أننا على الأنترنت والجميع يعلم .
وإليك القصة وسأختار ما ذكره الإمام عبدالله بن حمزة لكونه أشمل من غيره ممن ذكروا القصة:-
فعل معاوية اللعين وكيده في قيس بن سعد بن عبادة لما ولي مصر واستحكم أمره فيها، وكاد معاوية، وكان من دهاة العرب فصار معاوية بين شفرتي الجلم مصر والعراق.

وكان قومٍ من فرسان العرب وحماة شجعانهم، منهم مسلمة بن مخلد، ومعاوية بن خديج في غيرهم، وكانوا عثمانية قد التجوا في خمسمائة فارسٍ إلى حرسا أو قيل: مرقسا والشام في ظهورهم فخادعهم قيس بن سعد رحمه الله، بأن قال: أدر لكم أرزاقكم ولا تعرضوا في جباية البلد ولا تظاهروا عدونا يعني معاوية حتى تعلموا ما يكون من أمرنا وأمره، فرضوا بذلك، ودعاهم معاوية فلم يجيبوه، فأعمل الملعون كيده فأظهر في بلاد الشام أن قيس بن سعد قد صار من جملتنا، فادعوا له في المساجد، [ولو لم تعلموا صحة ذلك] إلاَّبكفّه عن حرب أصحابكم، وكان عين علي عليه السلام على أهل الشام عمرو بن حطبان الواقشي ثم الدهمي ثم الشاكري في آخرين فجاءوا إلى علي عليه السلام بعلم ذلك، فكتب علي عليه السلام إلى قيس بن سعد رحمه الله يأمره بحرب القوم فرد الجواب يا أمير المؤمنين، إن الحاضر يرى ما لا يرى الغائب، والقوم لم يغيروا لي عملاً ولا بعثوا على حرباً، والشام في ظهورهم، إن أردت حربهم لم آمن إمداد معاوية لهم فيعظم الخطب على ذلك وهم فرسان العرب، فلما جاءه الكتاب قوي ذلك الظن في خيانته، فكتب إليه ثانية لا بد من حرب القوم، فكتب إليه يا أميرالمؤمنين، لا تفسد عليَّ رأيي فإني أنتظر فرصة القوم، وعند إمكانها انتهزها إن شاء الله، فأتاه عبدالله بن جعفر رضي الله عنه، وقال: هذا أكبر دليل على أن الرجل قد أصغى إلى عدوك وداهنه، فكتب إليه عليه السلام كتاباً وغلَّظ فيه، ورجع جوابه من قيس بن سعد: أما بعد يا أمير المؤمنين، فإن أتاني منك كتاب بعد هذا لم أطعك ولم أعصك، وصيرت وجهي إلى بابك، فلما أتى هذا الكتاب قال له عبدالله بن جعفر: صرَّح الرجل بالمعصية، وكان له هوىً في أخيه محمد بن أبي بكر رحمه الله، فقال لعلي عليه السلام: ولِّ محمداً مصرا فولاه وعزل قيس بن سعد، وكان قيس رضي الله عنه أشد الخلق على معاوية، فلما وصل محمد إلى مصر تلقاه قيس بن سعد بالإنصاف، وقال: جئت زائراً أو عازلاً؟ قال: بل زائراً، قال: بل عازلاً، ولكن، والله ما يمنعني عزل أمير المؤمنين لي من النصيحة له في عدوه، إياك أن تحارب هؤلآء القوم، فإن حاربتهم خرجت مصر من يدك، ولكن أسلك معهم مسلكي فظن أنه خدعه فأظهر مساعدته وفي ضميره غير ذلك، فلما وصل قيس بن سعد إلى علي عليه السلام وحقق له الأمور شفاها علم صدقه، وقام محمد رحمه الله لحرب القوم، فوجه إليهم قائداً في جيش فقتلوه وهزموا جيشه، ثم وجه آخر فكذلك، واستصرخوا بجنود الشام فأمدهم معاوية بعمرو بن العاص في اثني عشر ألفاً، فأمر محمد في لقائهم كنانة بن بشر رحمه الله فقتلوا كنانة وهزموا جيشه ودخلوا إلى مصر، فقتلوا محمد بن أبي بكر رحمه الله، وبان لعلي عليه السلام أن معاوية أخزاه الله تعالى كاده في قيس بن سعد مكيدة لم يتمكن من استقالته.

هذه هي القصة كاملة
الآن فلنبدأ في الحوار.












عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الكريم / سامي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن رأيت فيما كتبته لك مايزعجك أخي الكريم فأنا أعتذر عنه

وبعد ، وجدت إختلاف بين القصة التي أوردت أخي الكريم وبين ماهو في المراجع التي نصحتم بها
وحتى نتبين معاً هذه الفروقات هاكم القصة كاملة من شرح النهج لإبن أبي الحديد المعتزلي :

شرح‏نهج‏البلاغة ج : 6 ص : 58 - 64
قال إبراهيم و كان قيس بن سعد بن عبادة من شيعة علي و مناصحيه فلما ولى الخلافة قال له سر إلى مصر فقد وليتكها و اخرج إلى ظاهر المدينة و اجمع ثقاتك و من أحببت أن يصحبك حتى تأتي مصر و معك جند فإن ذلك أرعب لعدوك و أعز لوليك فإذا أنت قدمتها إن شاء الله فأحسن إلى المحسن و اشتد على المريب و ارفق بالعامة و الخاصة فالرفق يمن. فقال قيس رحمك الله يا أمير المؤمنين قد فهمت ما ذكرت فأما الجند فإني أدعه لك فإذا احتجت إليهم كانوا قريبا منك و إن أردت بعثهم إلى وجه من وجوهك كان لك عدة و لكني أسير إلى مصر بنفسي و أهل بيتي و أما ما أوصيتني به من الرفق و الإحسان فالله تعالى هو المستعان على ذلك قال فخرج قيس في سبعة نفر من أهله حتى دخل مصر فصعد المنبر و أمر بكتاب معه يقرأ على الناس فيه من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله بحسن صنعه و قدره و تدبيره اختار الإسلام دينا لنفسه و ملائكته و رسله و بعث به أنبياءه إلى عباده فكان مما أكرم الله عز و جل به هذه الأمة و خصهم به من الفضل أن بعث محمدا ص إليهم فعلمهم الكتاب و الحكمة و السنة و الفرائض و أدبهم لكيما يهتدوا و جمعهم لكيلا يتفرقوا و زكاهم لكيما يتطهروا فلما قضى من ذلك ما عليه قبضه الله إليه فعليه صلوات الله و سلامه و رحمته و رضوانه ثم إن المسلمين من بعده استخلفوا أميرين منهم صالحين فعملا بالكتاب و السنة و أحييا السيرة و لم يعدوا السنة ثم توفيا رحمهما الله فولي بعدهما وال أحدث أحداثا فوجدت الأمة عليه مقالا فقالوا ثم نقموا فغيروا ثم جاءوني فبايعوني و أنا أستهدي الله الهدى و أستعينه على التقوى ألا و إن لكم علينا العمل بكتاب الله و سنة رسوله و القيام بحقه و النصح لكم بالغيب و الله المستعان على ما تصفون و حسبنا الله و نعم الوكيل و قد بعثت لكم قيس بن سعد الأنصاري أميرا فوازروه و أعينوه على الحق و قد أمرته بالإحسان إلى محسنكم و الشدة على مريبكم و الرفق بعوامكم و خواصكم و هو ممن أرضى هديه و أرجو صلاحه و نصحه نسأل الله لنا و لكم عملا زاكيا و ثوابا جزيلا و رحمة واسعة و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و كتبه عبد الله بن أبي رافع في صفر سنة ست و ثلاثين. قال إبراهيم فلما فرغ من قراءة الكتاب قام قيس خطيبا فحمد الله و أثنى عليه و قال الحمد لله الذي جاء بالحق و أمات الباطل و كبت الظالمين أيها الناس إنا بايعنا خير من نعلم من بعد نبينا محمد ص فقوموا فبايعوا على كتاب الله و سنة رسوله فإن نحن لم نعمل بكتاب الله و سنة رسوله فلا بيعة لنا عليكم. فقام الناس فبايعوا و استقامت مصر و أعمالها لقيس و بعث عليها عماله إلا أن قرية منها قد أعظم أهلها قتل عثمان و بها رجل من بني كنانة يقال له يزيد بن الحارث فبعث إلى قيس إنا لا نأتيك فابعث عمالك فالأرض أرضك و لكن أقرنا على حالنا حتى ننظر إلى ما يصير أمر الناس. و وثب محمد بن مسلمة بن مخلد بن صامت الأنصاري فنعى عثمان و دعا إلى الطلب بدمه فأرسل إليه قيس ويحك أ علي تثب و الله ما أحب أن لي ملك الشام و مصر و أني قتلتك فاحقن دمك فأرسل إليه مسلمة إني كاف عنك ما دمت أنت والي مصر. و كان قيس بن سعد ذا رأي و حزم فبعث إلى الذين اعتزلوا أني لا أكرهكم على البيعة و لكني أدعكم و أكف عنكم فهادنهم و هادن مسلمة بن مخلد و جبى الخراج و ليس أحد ينازعه. قال إبراهيم و خرج علي ع إلى الجمل و قيس على مصر و رجع من البصرة إلى الكوفة و هو بمكانه فكان أثقل خلق الله على معاوية لقرب مصر و أعمالها من الشام و مخافة أن يقبل علي بأهل العراق و يقبل إليه قيس بأهل مصر فيقع بينهما. فكتب معاوية إلى قيس و علي يومئذ بالكوفة قبل أن يسير إلى صفين من معاوية بن أبي سفيان إلى قيس بن سعد سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد فإنكم إن كنتم نقمتم على عثمان في أثرة رأيتموها أو ضربة سوط ضربها أو في شتمه رجلا أو تعييره واحدا أو في استعماله الفتيان من أهله فإنكم قد علمتم إن كنتم تعلمون أن دمه لم يحل لكم بذلك فقد ركبتم عظيما من الأمر و جئتم شيئا إدا فتب يا قيس إلى ربك إن كنت من المجلبين على عثمان إن كانت التوبة قبل الموت تغني شيئا و أما صاحبك فقد استيقنا أنه أغرى الناس بقتله و حملهم على قتله حتى قتلوه و أنه لم يسلم من دمه عظم قومك فإن استطعت يا قيس أن تكون ممن يطلب بدم عثمان فافعل و تابعنا على علي في أمرنا هذا و لك سلطان العراقين إن أنا ظفرت ما بقيت و لمن أحببت من أهل بيتك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان و سلني عن غير هذا مما تحب فإنك لا تسألني شيئا إلا أتيته و اكتب إلى رأيك فيما كتبت إليك. فلما جاء إليه كتاب معاوية أحب أن يدافعه و لا يبدي له أمره و لا يعجل له حربه فكتب إليه أما بعد فقد وصل إلي كتابك و فهمت الذي ذكرت من أمر عثمان و ذلك أمر لم أقاربه و ذكرت أن صاحبي هو الذي أغرى الناس بعثمان و دسهم إليه حتى قتلوه و هذا أمر لم أطلع عليه و ذكرت لي أن عظم عشيرتي لم تسلم من دم عثمان فلعمري إن أولى
الناس كان في أمره عشيرتي و أما ما سألتني من مبايعتك على الطلب بدمه و ما عرضته علي فقد فهمته و هذا أمر لي نظر فيه و فكر و ليس هذا مما يعجل إلى مثله و أنا كاف عنك و ليس يأتيك من قبلي شي‏ء تكرهه حتى ترى و نرى إن شاء الله تعالى و السلام عليك و رحمة الله و بركاته. قال إبراهيم فلما قرأ معاوية كتابه لم يره إلا مقاربا مباعدا و لم يأمن أن يكون له في ذلك مخادعا مكايدا فكتب إليه أما بعد فقد قرأت كتابك فلم أرك تدنو فأعدك سلما و لم أرك تتباعد فأعدك حربا أراك كحبل الجرور و ليس مثلي يصانع بالخداع و لا يخدع بالمكايد و معه عدد الرجال و أعنة الخيل فإن قبلت الذي عرضت عليك فلك ما أعطيتك و إن أنت لم تفعل ملأت مصر عليك خيلا و رجلا و السلام. فلما قرأ قيس كتابه و علم أنه لا يقبل منه المدافعة و المطاولة أظهر له ما في نفسه فكتب إليه من قيس بن سعد إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد فالعجب من استسقاطك رأيي و الطمع في أن تسومني لا أبا لغيرك الخروج من طاعة أولى الناس بالأمر و أقولهم بالحق و أهداهم سبيلا و أقربهم من رسول الله وسيلة و تأمرني بالدخول في طاعتك و طاعة أبعد الناس من هذا الأمر و أقولهم بالزور و أضلهم سبيلا و أدناهم من رسول الله وسيلة و لديك قوم ضالون مضلون طواغيت من طواغيت إبليس و أما قولك إنك تملأ علي مصر خيلا و رجلا فلئن لم أشغلك عن ذلك حتى يكون منك إنك لذو جد و السلام. فلما أتى معاوية كتاب قيس أيس و ثقل مكانه عليه و كان أن يكون مكانه غيره أحب إليه لما يعلم من قوته و تأبيه و نجدته و اشتداد أمره على معاوية فأظهر للناس أن قيسا قد بايعكم فادعوا الله له و قرأ عليهم كتابه الذي لان فيه و قاربه و اختلق كتابا نسبه إلى قيس فقرأه على أهل الشام. للأمير معاوية بن أبي سفيان من قيس بن سعد. أما بعد إن قتل عثمان كان حدثا في الإسلام عظيما و قد نظرت لنفسي و ديني فلم أر يسعني مظاهرة قوم قتلوا إمامهم مسلما محرما برا تقيا فنستغفر الله سبحانه لذنوبنا و نسأله العصمة لديننا ألا و إني قد ألقيت إليكم بالسلام و أجبتك إلى قتال قتلة إمام الهدى المظلوم فاطلب مني ما أحببت من الأموال و الرجال أعجله إليك إن شاء الله و السلام على الأمير و رحمة الله و بركاته. قال فشاع في الشام كلها أن قيسا صالح معاوية و أتت عيون علي بن أبي طالب إليه بذلك فأعظمه و أكبره و تعجب له و دعا ابنيه حسنا و حسينا و ابنه محمدا و عبد الله بن جعفر فأعلمهم بذلك و قال ما رأيكم فقال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين دع ما يريبك إلى ما لا يريبك اعزل قيسا عن مصر قال علي و الله إني غير مصدق بهذا على قيس فقال عبد الله اعزله يا أمير المؤمنين فإن كان ما قد قيل حقا فلا يعتزل لك أن عزلته قال و إنهم لكذلك إذ جاءهم كتاب من قيس بن سعد فيه أما بعد فإني أخبر يا أمير المؤمنين أكرمك الله و أعزك إن قبلي رجالا معتزلين سألوني أن أكف عنهم و أدعهم على حالهم حتى يستقيم أمر الناس فنرى و يرون و قد رأيت أن أكف عنهم و لا أعجل بحربهم و أن أتألفهم فيما بين ذلك لعل الله أن يقبل بقلوبهم و يفرقهم عن ضلالتهم إن شاء الله و السلام. فقال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين إنك إن أطعته في تركهم و اعتزالهم استشرى الأمر و تفاقمت الفتنة و قعد عن بيعتك كثير ممن تريده على الدخول فيها و لكن مره بقتالهم
فكتب إليه أما بعد فسر إلى القوم الذين ذكرت فإن دخلوا فيما دخل فيه المسلمون و إلا فناجزهم و السلام
قال فلما أتى هذا الكتاب قيسا فقرأه لم يتمالك أن كتب إلى علي أما بعد يا أمير المؤمنين تأمرني بقتال قوم كافين عنك و لم يمدوا يدا للفتنة و لا أرصدوا لها فأطعني يا أمير المؤمنين و كف عنهم فإن الرأي تركهم و السلام. فلما أتاه هذا الكتاب قال عبد الله بن جعفر يا أمير المؤمنين ابعث محمد بن أبي بكر إلى مصر يكفك أمرها و اعزل قيسا فو الله لبلغني أن قيسا يقول إن سلطانا لا يتم إلا بقتل مسلمة بن مخلد لسلطان سوء و الله ما أحب أن لي سلطان الشام مع سلطان مصر و أنني قتلت ابن مخلد و كان عبد الله بن جعفر أخا محمد بن أبي بكر لأمه و كان يحب أن يكون له إمرة و سلطان فاستعمل علي ع محمد بن أبي بكر على مصر لمحبة له و لهوى عبد الله بن جعفر أخيه فيه و كتب معه كتابا إلى أهل مصر فسار حتى قدمها فقال له قيس ما بال أمير المؤمنين ما غيره أ دخل أحد بيني و بينه قال لا و هذا السلطان سلطانك و كان بينهما نسب كان تحت قيس قريبة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر الصديق فكان قيس زوج عمته فقال قيس لا و الله لا أقيم معك ساعة واحدة و غضب حين عزله علي عنها و خرج منها مقبلا إلى المدينة و لم يمض إلى علي بالكوفة. قال إبراهيم و كان قيس مع شجاعته و نجدته جوادا مفضالا فحدثني علي بن محمد بن أبي سيف عن هاشم عن عروة عن أبيه قال لما خرج قيس بن سعد من مصر فمر بأهل بيت من بلقين فنزل بمائهم فنحر له صاحب المنزل جزورا و أتاه بها فلما كان الغد نحر له أخرى ثم حبستهم السماء اليوم الثالث فنحر لهم ثالثة ثم إن السماء أقلعت فلما أراد قيس أن يرتحل وضع عشرين ثوبا من ثياب مصر و أربعة آلاف درهم عند امرأة الرجل و قال لها إذا جاء صاحبك فادفعي هذه إليه ثم رحل فما أتت عليه إلا ساعة حتى لحقه الرجل صاحب المنزل على فرس و معه رمح و الثياب و الدراهم بين يديه فقال يا هؤلاء خذوا ثيابكم و دراهمكم فقال قيس انصرف أيها الرجل فإنا لم نكن لنأخذها قال و الله لتأخذنها فقال قيس لله أبوك أ لم تكرمنا و تحسن ضيافتنا فكافأناك فليس بهذا بأس فقال الرجل إنا لا نأخذ لقرى الأضياف ثمنا و الله لا آخذها أبدا فقال قيس أما إذ أبى ألا يأخذها فخذوها فو الله ما فضلني رجل من العرب غيره. قال إبراهيم و قال أبو المنذر مر قيس في طريقه برجل من بلي يقال له الأسود بن فلان فأكرمه فلما أراد قيس أن يرتحل وضع عند امرأته ثيابا و دراهم فلما جاء الرجل دفعته إليه فلحقه فقال ما أنا بائع ضيافتي و الله لتأخذن هذا أو لأنفذن الرمح بين جنبيك فقال قيس ويحكم خذوه. قال إبراهيم ثم أقبل قيس حتى قدم المدينة فجاءه حسان بن ثابت شامتا به و كان عثمانيا فقال له نزعك علي بن أبي طالب و قد قتلت عثمان فبقي عليك الإثم و لم يحسن لك الشكر فزجره قيس و قال يا أعمى القلب يا أعمى البصر و الله لو لا ألقي بين رهطي و رهطك حربا لضربت عنقك ثم أخرجه من عنده. قال إبراهيم ثم إن قيسا و سهل بن حنيف خرجا حتى قدما على علي الكوفة فخبره قيس الخبر و ما كان بمصر فصدقه و شهد مع علي صفين هو و سهل بن حنيف قال إبراهيم و كان قيس طوالا أطول الناس و أمدهم قامة و كان سناطا أصلع شيخا شجاعا مجربا مناصحا لعلي و لولده و لم يزل على ذلك إلى أن مات.


وألان هات ماعندك أخي الكريم

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

ياسر الوزير
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 404
اشترك في: الجمعة مارس 19, 2004 11:48 pm
مكان: النهرين

مشاركة بواسطة ياسر الوزير »

الحمد لله رب العالمين ؛
أخي العزيز سامي ؛
أتذكر أنك وجهت ذات مرة سؤالاً لأحد المراجع عن قوله تعالى :
( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم )
وعن تناقضها مع قضية علم الإمام بالغيب !
أعتقد أن هذا السؤال يتباسب مع هذا الموضوع ، فأرجو أن يكون نقاش في هذه الآية ،
وأرجو منك أن تذكر رد المرجع الذي سألته ...
والسلام عليكم ،،،
عسى مشربٌ يصفو فتروى ظميةٌ *** أطال صداها المنهل المتكدرُ

سامي جحاف
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 26
اشترك في: الخميس مايو 06, 2004 1:21 am

مشاركة بواسطة سامي جحاف »

الأخ الكريم / ياسر الوزير المحترم
أتمنى لو تُؤجل مناقشة الآية إلى ما بعد الإنتهاء من قصة عزل سعد , وطلبك غالٍ علي َّ .

الأخ الكريم / عبدالملك المحترم أما بعد
اعلم أنه لا يوجد إختلاف بين ما نقلته أنت وما نقلته أنا , فكل القصتين تدل على أن عليا رضي الله عنه لا يعلم الغيب, وإلّا لم يعزل قيسا ويفعل ما طُلب منه .
الوقائع التاريخية تختلف تصويرها بإختلاف الراوي أو المشاهد , فالكل يروي ما وقع بأسلوبه وألفاظه.
فما نقلته أنت من نهج البلاغة تؤدي نفس المقصود في الرواية التي نقلتها أنا ولا يوجد تعارض بينها
ثم لو أنك أكملت الرواية لعلمت أن الإمام علياً لم يكن راضيا بما حدث لمحمد بن أبي بكر من خسائر وهمَّ بإرجاع قيسا الذي عزله أو الأشتر ثم أختار الأشتر بعدما قال بأن مصر لا ينفع لها سوى قيس أو الأشتر .

والرواية التي نقلها ابن أبي الحديد من إبراهيم صاحب الغارات ناقصة عما رواه الطبري في تاريخه وذلك في أحداث 36 هجرية, فرواية الطبري فيها مقطع حذفه ابراهيم الذي نقل منه إبراهيم وفيها أن الإمام عليا اتهم سعدا بالخيانة . وسأنقله لك لاحقاً .
ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة

عبدالملك العولقي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 302
اشترك في: السبت مايو 08, 2004 4:23 am

مشاركة بواسطة عبدالملك العولقي »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلوات وأزكى التسليم ، على المبعوثين رحمة للعالمين ، أبا القاسم محمد وآله الغر المعصومين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعاً


الأخ الكريم / سامي جحاف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا : ألا تحتمل القصة بمختلف صيغها أن نقول أن الإمام علي عليه السلام علم بإذن الله عز وجل أن من رفض سعداً قتالهم هم خوارج وشرهم على الإسلام والمسلمين مستطير ، ولما رفض سعداً قتالهم عزله أمير المؤمنين عليه السلام ؟؟؟

هل تحتمل القصة هذا الوجه أم لا ؟؟؟

وثانياً : هل تعتقد أننا نؤمن أن الأئمة عليهم السلام يعلمون الغيب كل الغيب أم فقط ما أطلعهم الله عز وجل عليه ؟؟؟

وثالثاً : ماهو المحظور الشرعي في إعتقادنا بعلم الأئمة المطهرين عليهم السلام لبعض الغيب الذي يطلعهم عليه الباري عز وجل عملاً بما صح عندنا من أحاديث في هذا الباب والتي لا نلزم بها أحد ؟؟؟

اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد

محمد الغيل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2745
اشترك في: الأحد إبريل 18, 2004 3:47 am
اتصال:

مشاركة بواسطة محمد الغيل »

بسمه تعالى
ربي الله العالم وغيره لا يعلم الغيب الا من أرتضى من رسول
والحمد له فقد ختم الرسالة بنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنقطع بموته خبر السماء
وله شكري فقد أرشدني بالقرآن المجيد وأكرمني بالعترة المطهرة وجعلني من أتباعهم واشياعهم صلوات الله البر الرحيم عليهم وعلى جدهم محمد رسول الرحمة والهدى والمنقذ من الضلال والعمى .
أخي سامي السلام عليكم
أرجو منكم قبول مشاركتي معكم قي هذا الحوار
آخر تعديل بواسطة محمد الغيل في الثلاثاء يونيو 01, 2004 11:29 am، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“