بحث في مصحف فاطمة عليها السلام

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
صرخة حق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 42
اشترك في: الأحد إبريل 04, 2004 11:43 pm

بحث في مصحف فاطمة عليها السلام

مشاركة بواسطة صرخة حق »

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد صلى الله عليه وعلى آله المعصومين المنتجبين.

الكاتب / إبراهيم الأنصاري

الإمام الخميني (قده) يتحدث عن الزهراء عليها السلام (( الأسوة هي الزهراء عليها السلام )) (صحيفة النور ج7 ص27)
وفي كلمة أخرى يشير إمامنا إلى الحديث المعروف المنقول في الكافي الشريف وهو (( الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن إبن محبوب عن إبن رئاب عن إبي عبيدة عن إبي عبد الله عليه السلام قال إن فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوماً وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل (ع) يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها وكان علي (ع) يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة (ع) )) ( بحار الأنوار ج22 ص545 رواية 63 باب 2)

ثم يعلق الإمام (قده)على هذه الرواية فيقول (( ظاهر الرواية هو انه كانت مراودة أي ذهاب وإياب كثير لجبرئيل الأمين وذلك في 75 يوماً، ولا أظن حدوث ذلك الأمر لغير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام بحيث يتراود إليهم جبرئيل الأمين في 75 يوماً ))

أهمية المصحف :

لمعرفة أهمية مصحف الزهراء (ع) يكفي التأمل في الحديث التالي المنقول في كتاب الكافي الشريف (( أحمد بن محمد عن إبن محبوب عن إبن رئاب عن إبي عبيدة
قال : سأل أبا عبد الله (ع) بعض أصحابنا عن الجفر، فقال هو جلد ثور مملؤ علماً، فقال له : ما الجامعة؟ قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً، في عرض الأديم، مثل فخد الفالج، فيها كل ما يحتاج الناس إليه، وليس من قضية إلا وفيها، حتى أرش الخدش، قال له : فمصحف فاطمة، فسكت طويلا ً، ثم قال : إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون، إن فاطمة مكثت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوماً ،وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل (ع) يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها وكان علي (ع) يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة (ع) )) ( بحار الأنوار ج22 ص545 رواية 63 باب 2)

أقول : إن الإمام الصادق (ع) يمهد لحماد بن عثمان ، ليسأل عن مصحف فاطمة (ع)، فهو سأل عن حقيقة المصحف، بعد ما سمع بعض الشىء عن الجفر والجامعة، وتلاحظ أنه عليه السلام في بيان الجفر قال (( جلد ثور مملؤ علماً))ومن الواضح أن الإتيان بالنكرة المنونة ، أعني "علماً" يدل على عظمة ذلك العلم، كما أن كلمة تلك في قول (ع) عندما سأل عن الجامعة ((تلك صحيفة طولها سبعون )) مع أن الجامعة فيها كل ما يحتاج إليه الناس، حتى أنها تشتمل على جميع الأحكام الشرعية، بل جميع القضايا(( وليست من قضية إلا وفيها)) حتى أرش الخدش .

ولكن بمجرد أن سأل عن مصحف الزهراء (ع)، واجه موقفاً غريباً من الإمام (ع) حيث (( سكت طويلاً)) وهذا السكوت، إن دل على شيء فإنما يدل على عظمة الأمر وأهميته (( ثم قال : إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون ))وعندما يجيب (ع) عن سؤال الراوي، يبين له الأمر بنحو مجمل لأنه وغيره من الناس لا يمكنهم تحمل حقيقة المصحف .

نزول الملك : الأرضية التى من أجلها جاء الملك ( ولإن جاء في بعض الأخبار ( إملاء رسول الله وخط علي ) فالظاهر أن المقصود من رسول الله هو جبرئيل الأمين بينه وبين الأخبار الكثيرة الأخرى، وقد أطلقت كلمة الرسول على جبرئيل في القرآن الكريم وفي الأحاديث الشريفة قال تعالى " قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا "( مريم 19، 18 ) ولهذا لم تأتي حرف (ص) في تلك الرواية .

مهمة جبرئيل الأمين : كانت مهمة الملك المرسل إليها وهي :

1- أن يحسن عزاء الزهراء (ع)
2- أن يطيب نفسها (ع)
3- أن يخبرها عن منزلة رسول الله (ص) وشأنه الرفيع ، ومكانته عند الله .
4- أن يخبرها عما يكون بعدها في ذريتها.
وحيث أن الملك المرسل من الله يحدثها، سميت المحدثة ، كما مر أنه كان يخبرها عما سيحدث في ذريتهامن المصائب والبلايا، والأهم من ذلك ما ستكسبها الذرية، من إنتصارات عظيمة، ونجاح كبير في عصر الغيبة، ومن ثم ظهور إبنها المهدي المنتظر(عج)

محتوى المصحف :

إن المصحف يحتوي على أمور كثيرة تتلخص كلها في كلمة واحدة وهي :
إستيعابه لجميع الأمور الآتية، خصوصا ما سيواجهه ذريتها ، من المصائب والبلاياوأيضا الإنتصارات ، كما يشتمل على أسماء جميع الملوك والحكام إلى يوم القيامة، كما ورد في الحديث (( ما من نبي ولا وصي ولاملك إلا وفي مصحف فاطمة )) ( بحار الأنوار ج47 ص 43 رواية 29 باب 4 ) . ويحتوي على أمور ترجع إلى شخص رسول الله (ص)، وأيضا يشتمل على وصيتها (ع) (( إبن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل عن سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله (ع) : فإن فيه وصية فاطمة(ع) )) ( بحار الأنوار ج26 ص 43 رواية 76 باب 1). ومن الطبيعي أن الوصية تشتمل على أمور خاصه، تتعلق بحزنها(ع) ، وبالمصائب الواردة عليها ، من أعدائها، لينفذها إبنها الإمام الثاني عشرالمهدي المنتظر (عج) .

الأئمة عليهم السلام ومصحف فاطمة :

كان الإمام الصادق (ع) يؤكد دائما على علوم أهل البيت (ع) ، ففي الحديث أنه كان يقول أن علمهم عليهم السلام " غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع " أنهم يمتلكون الجفر الأحمر، والجفر الأبيض، ومصحف فاطمة ، والجامعة ، فهم (ع) رغم إرتباطهم وسماعهم صوت الملائكة ورغم تبعيتهم لمصحف الإمام علي (ع) الذي هو الجامعة المشتمله على جميع الأحكام حتى أرش الخدش ورغم معرفتهم بعلم الجفر الذي يشتمل على " علم ما يحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة من حلال وحرام " إلا أنهم كانوا يعتمدون ي فهم الحوادث الخطيرة على مصحف فاطمة (ع) كما ورد في الحديث " فنحن نتبع ما فيها فلا نعدوها " حيث يشتمل على الحوادث الخارجية جميعاً. وأيضا أسماء الملوك إلى يوم القيامة راجع الحديث (( ما من نبى ولا وصي ......))
وفي حديث آخر (( عن الوليد بن صبيح قال : قال لي أبو عبد الله (ع) ، يا وليد إني نظرت في مصحف فاطمة (ع) فلم أجد لبني فلان فيها إلا كغبار النعل )) ( بحار الأنوار ج26 ص 211 رواية 22 باب 16 )
وعند التأمل في جملة إني نظرت نعرف أنهم (ع) يدققون النظر في مصحف أمهم فاطمة (ع) عند طروء حادثة من الحوادث المهمه، أو ظهور من يدعي الملك وإمامة المسلمين .


هل مصحف فاطمة هو القرآن ؟؟؟

إن الكثير من الناس كانوا ولا زالوا يتصورون أن المصحف يشتمل على الآيات القرآنية الشريفة، أو أن هناك قرآناً آخر عند الشيعة ، ولكن الواقع هو خلاف ذلك ، فإن المصحف لا يشتمل حتى على آية واحدة ما آيات القرآن الكريم ، كما هو المستفاد من الأحاديث الكثيرة، كما أنه ليس من قبيل القرآن، ولا يشبهه من ناحية المحتوى أصلا (( وخلفت فاطمة (ع) مصحفا ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام الله ،نزله عليها إملاء رسول الله وخط على (ع) )) ( بحار الأنوار ج 26 ص41رواية 73 باب 1) والمستفاد من الاحاديث الكثيرة أن مصحف فاطمة (ع) ليس فيه شيء من الحلال والحرام أصلا ، ومن تلك الأحاديث قوله (ع) (( أما أنه ليس من الحلال والحرام )) ( بحار الأنوار ج26 ص 44 رواية 77 باب 1)
إذن مصحف فاطمة ليس بالقرآن وأن إدعاء الكثيرين بأنه قرآن هو باطل .



تحياتي
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحيٍ مُقْفِرَ العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالركن والتعريف والجمرات
ديار عليٍّ والحسين وجعفرٍ * وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار لعبدالله والفضل صنوه * نجيِّ رسول الله في الخلوات

احمد المدني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 32
اشترك في: الخميس إبريل 29, 2004 2:09 am

مشاركة بواسطة احمد المدني »

شكر اخي صرخة حق على هذا الموضوع القيم
لاحظت اخي الكريم ان الكاتب اعتمد كثيرا على كتاب بحار الانوار للعلامة المجلسي وبحار الانوار هو عبارة عن اربعمائة الى خمسمئة كتاب جمعها العلامة المجلسي خوفا من ضياعها ولم يلتزم فيها الصحة لذا فهو يحوي الغث والسمين ولو عاش العلامة المجلسي واعطاه الله العمر الذي عاشه في جمع هذا الكتاب لصحح احاديث البحار كلها
اما بخصوص مصحف السيدة فاطمة عليها السلام فاصح الاقوال انه مصحف كتب مع تفسيره مثل مصحف ابن مسعود وغيره وانها اي السيدة الزهراء كتبت ما اخبرها به رسول الله صلى الله عليه وآله بما سيجري على ذريتها الى يوم القيامة .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من ولاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وادر الحق معه حيثما دار

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“