الملتقيات العقائدية و الفقهية بين المذاهب الاسلامية

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

الملتقيات العقائدية و الفقهية بين المذاهب الاسلامية

مشاركة بواسطة حميدان »

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين سيدنا محمد و على ال سيدنا محمد
هذا بحث متواضع فى الملتقيات العقائدية و الفقهية, و اهم موارد الخلاف , بين المدرسة الزيدية و بين المدرسة الاثنى عشرية و المدارس السنية

----------------

محاور البحث :
1-الالهيات
2-الوعيد
3-الامامة
4-الاحكام العملية
---------------


اولا –الالهيات :
قال السيد العلامة مجد الدين المؤيدى الحسنى [ ان مما نقمه طائفة التوحيد و العدل من ال الرسول صلى الله عليه واله وسلم و من دان بدينهم من علماء المنقول و المعقول ..مجموع امور من الاصول :
الاول – التشبيه للطيف الخبير , الذى ليس كمثله شىء و هو السميع البصير
فمنهم من تكلم به صراحة .. و منهم من الزم بذلك الزاما كالمثبتين للرؤية ..
الثانى : اعتقاد ان كلام الله تعالى قديم مع الله تعالى , بل قالوا باثبات سبع صفات قديمات و هى المعانى على زعمهم ..
الثالث – نفى الحكمة عن جميع افعال الحكيم العليم , و اعتقادهم انه يفعل الاشياء لا لحكمة و صواب , فخالفوا بذلك احكام العقول و محكم الكتاب , و المعلوم ان كل فعل لا لحكمة فهو عبث ..
الرابع – الجبر ] لوامع الانوار 1/300-306 بتصرف
و نلقى الضوء بايجاز على هذه القضايا الاربعة :

1-التجسيم و الرؤية :
يتفق الزيدية و الامامية و جمهورعلماء المدرسة السنية على تنزيه الله تعالى عن مشابهة الاجسام اى تنزيهه تعالى عن المعانى التى نفاها الامام الطحاوى فى عقيدته :[ تعالى الله عن الحدود و الغايات- اى النهايات - و الاعضاء و الاركان و الادوات ] و اعتقاد ان ذاته تعالى لا تشبه ذوات خلقه من اى وجه , و ليس من التشبيه وصف الله تعالى بانه عالم و قادر وحى و سميع و بصير
فقولنا : ان الله قادر لا كالقادرين اثبات ان الفعل يصح منه تعالى وانه يفعل اذا شاء ويترك اذا شاء وهو معنى القادر ثم بقولنا : لا كالقادرين اثبتنا ان ذاته تعالى لا تشبه ذوات بقية القادرين من اى وجه فليس فى قولنا ان الله قادر كلام فى كنه الذات انما هو فيما يصح من الذات وبين الامرين فرق كبير
و قولنا الله عالم لا كالعالمين فليس هذا الا اثبات ان كل امر ظاهر له تعالى لا تخفى عليه خافية وليس هذا كلام فى ذات الله تعالى و قولنا ان الله تعالى حى لا كالاحياء: اثبات ان الله تعالى يصح ان يقدر و يعلم و هذا معنى الحى , و نفى ان تكون ذاته تعالى مشابهة لذوات خلقه من اى وجه
وقولنا انه سبحانه السميع البصير اثبات انه يدرك المسموع و المبصر فليس فى اثبات ذلك كلام فى كنه ذاته تعالى
اما اثبات التجسيم لذات الله تعالى فهوخوض فى حقيقة الذات الالهية و اثبات ان ذات الله تعالى شىء محدود متناهى ممتد فى الفراغ و اثبات واضح لمشابهة ذات الله تعالى لسائر ذوات المخلوقات فكما ان ذواتهم عبارة عن شىء محدود متناهى كذلك ذاته تعالى فى اعتقاد المجسمة !

و يتفق الزيدية و الامامية على نفى الرؤية فى الدنيا و الاخرة
قال الامام المنصور بالله عبد الله بن حمزة الحسنى – ت614- [أن مذهب آل محمد سلام الله عليه وعليهم وكافة أهل العدل والتوحيد من أتباعهم رضي الله عنهم متقرر على نفي الرؤية عن الله سبحانه في الدنيا والآخرة لكون ذلك مستحيلاً في حقه جل وعلا من أن تدركه الأبصار، وتحيط به الأقطار، وتدركه الحواس، أو يقاس بالناس، وكيف تدرك الجوارح باريها، وتشاهد الأدوات خالقها] المجموع المنصورى – الاجوبة الشافية
و يقول الشيخ المفيد فى اوائل المقالات [و أقول إنه لا يصح رؤية الباري سبحانه بالأبصار و بذلك شهد العقل و نطق القرآن و تواتر الخبر عن أئمة الهدى من آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) و عليه جمهور أهل الإمامة و عامة متكلميهم إلا من شذ منهم لشبهة عرضت له في تأويل الأخبار ]
و الخلاف مع المنزهين من اهل السنة فى مسالة الرؤية خلاف لفظى على التحقيق , فالرؤية التى يثبتونها رؤية بلا مقابلة او مسافة بين الرائى و المرئى
يقول العلامة الحنفى محمد زاهد الكوثرى رحمه الله فى تعليقاته على الانصاف للباقلانى /187:
[ رؤية اهل الجنة لله سبحانه مجردة عند اهل الحق من المقابلة و المسافة و نحوهما من لوازم الجسمية على خلاف الرؤية فى الشاهد بادلة تنزه الله سبحانه من ان يكون جسما او جسمانيا
و هذا موضع اتفاق بين الفريقين سوى الحشوية
فيجب ان يكوا متفقين ايضا على حصول معرفة ضرورية بالله سبحانه لهم فى الجنة فوق معرفتهم الاستدلالية الغيبية به تعالى فى دار الدنيا
و ما عدا ذلك شغب ياباه المحصلون ]

و يقول العلامة الزيدى السيد بدر الدين الحوثى الحسنى فى رده على الشيخ السلفى مقبل الوادعى :

[ قال مقبل : هل تؤمنون بان الله يرى فى الاخرة ؟!
و الجواب : هل تؤمنون بسورة الانعام ؟! هل تؤمنون بما مدح الله به نفسه فيها و بين انه المتعالى عما يشرك المشركون فقال سبحانه و تعالى { و جعلوا لله شركاء الجن و خلقهم و خرقوا له بنين و بنات بغير علم سبحانه و تعالى عما يصفون – بديع السموات و الارض انى يكون له ولد و لم تكن له صاحبة و خلق كل شىء و هو بكل شىء عليم – ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شىء فاعبدوه و هو على كل شىء وكيل – لا تدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير }
فجاء قوله تعالى { لا تدركه الابصار } فى نسق الصفات التى تبين فساد قول المشركين و فساد نسبتهم الى الله سبحانه شركاء و جعلهم له ولدا , فكانت تلك صفة امنا بها و لم تؤمنوا بها , كما امنا بقول الله تعالى { ليس كمثله شىء و هو السميع البصير } صفة لا تزال لله لا تنتفى عنه فى الدنيا و لا فى الاخرة , لانها جاءت فى الاية فى نسق الصفات المبينة لكونه لا يليق به ما نسبه له المشركون , المبينه لعظمته و جلاله و تعاليه عما يتوهمه المشركون ,
فهى صفات مدح و تسبيح لا تنتفى عن الله سبحانه و تعالى لا فى الدنيا و لا فى الاخرة
:فاما الروايات فكثير منها يمكن تفسيره بمعنى قريب , و هى ان الرؤية فيها مقيدة بكونها كما يرون القمر , و القمر لا نرى الا شعاعه لا جرمه , لان الجرم بعيد جدا و لا يرى من بعيد الا النور , فالمعنى :
انها تتجلى للمؤمنين عظمته تعالى و جلاله و حكمته و رحمته و جبروته و عزته بما يشاهدون فى القيامة من قضائه سبحانه و تعالى
و يكون العلم بذلك ضروريا بمنزلة العلم بالمشاهدات ,
و اختص بذلك المؤمنون لان اعداء الله فى شغل عن ذلك بانفسهم , كما قال تعالى {و من كان فى هذه اعمى فهو فى الاخرة اعمى و اضل سبيلا } و قال تعالى {و نحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا و بكما و صما ماواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا } و وصف الابرار بضد ذلك فقال { ان الابرار لفى نعيم – على الارائك ينظرون } فكانت مشاهدتهم لقضائه و رؤيتهم لعدله و عزته و رحمته و فضله هى مشاهدة جلاله و عظمته ,
و كان ذلك معنى رؤيته , لانه تجلى لهم بهذا المعنى من حيث كمال المعرفة و العلم و كونه ضروريا كالعلم بالمشاهدات ]
تحرير الافكار/335-337


--------------
الرؤية عند السلفية :
قال الشيخ ابن تيمية فى رده على الفخر الرازى:
[ان كون الرؤية مستلزمة لان يكون الله بجهة من الرائى امر ثبت بالنصوص المتواترة ] بيان تلبيس الجهمية 2/409
ثم ذكر بعض احاديث الرؤية التى صححها البخارى و مسلم الى ان قال :
[ و من المعلوم انه اذا كانت رؤيته مثل رؤية الشمس و القمر وجب ان يرى فى جهة من الرائى كما ان رؤية الشمس و القمر كذلك ] بيان تلبيس الجهمية 2/411
و اخيرا نقل اجماع السلف على ذلك :
[ ان كون الله يرى بجهة من الرائى ثبت باجماع السلف و الائمة ] بيان تلبيس الجهمية 2/415
وفريق من علماء المدرسة السلفية يثبت الحد و النهاية للذات الالهية و بعضهم لا يثبته و لا ينفيه , و لعل بعضهم ينفى الحد و النهاية و ان لم اقف على نفى واضح لذلك لاحد علمائهم, و كما يقول ابن تيمية فى رده على الفخر الرازى :
[ اما وصفه بالحد و النهاية الذى تقول انت انه معنى الجسم . فهم – اى الحنابلة – فيه كسائر اهل الاثبات على ثلاثة اقوال :
منهم من يثبت ذلك كما هو المنقول عن السلف و الائمة
و منهم من نفى ذلك , و منهم من لا يتعرض له بنفى و لا اثبات ] بيان تلبيس الجهمية 1/52



و يقول الشيخ فى بيان تلبيس الجهمية 2/109 :
[ اما سلف الامة و ائمتها و من اتبعهم فالفاظهم فيها : انه فوق العرش ,و فيها اثبات الصفات الخبرية التى يعبر عنها هؤلاء المتكلمون عنها بانها : ابعاض و انها تقتضى التركيب و الانقسام
و قد ثبت عن ائمة السلف انهم قالوا : لله حد ,و ان ذلك لا يعلمه غيره ]


والصفات الخبرية التى يقول ابن تيمية ان المتكلمين يعتبرونها ابعاضا اى صفات اليد و الاصابع و الرجل و العينين و الساق و الوجه و .. الخ
و لا معنى لهذه الالفاظ فى اللغة العربية الا معنى الاعضاء و الالات او المعانى المجازية فاذا نفينا ان يكون المراد منها معانيها المجازية لم يبق لهذه الالفاظ من معنى فى اللغة الا الاعضاء و الالات , و علماء السلفية يرفضون تفسير هذه الالفاظ بالمعانى المجازية و لا ينفون بوضوح انها ابعاض
يقول ابن ابى العز فى شرح الطحاوية :[ وأما لفظ الأركان والأعضاء والأدوات - فيستدل بها النفاة على نفي بعض الصفات الثابتة بالأدلة القطعية ، كاليد والوجه ...
ولكن لا يقال لهذه الصفات إنها أعضاء ، أو جوارح ، أو أدوات ، أو أركان
، لأن الركن جزء الماهية ، والله تعالى هو الأحد الصمد ، لا يتجزأ ، سبحانه وتعالى
، والأعضاء فيها معنى التفريق والتعضية ، تعالى الله عن ذلك ، ومن هذا المعنى قوله تعالى : الذين جعلوا القرآن عضين
والجوارح فيها معنى الإكتساب والإنتفاع . وكذلك الأدوات هي الآلات التي ينتفع بها في جلب المنفعة ودفع المضرة . وكل هذه المعاني منتفية عن الله تعالى ، ولهذا لم يرد ذكرها في صفات الله تعالى . فالألفاظ الشرعية صحيحة المعاني ، سالمة من الإحتمالات الفاسدة، فكذلك يجب أن لا يعدل عن الألفاظ الشرعية نفياً ولا إثباتاً ، لئلا يثبت معنى فاسد ، أو ينفى معنى صحيح . وكل هذه الألفاظ المجملة عرضة للمحق والمبطل.] انتهى

وهناك من يعتبر هذا نفيا للاعضاء و الابعاض عن الله تعالى , و هناك من يعتبر ان مراده نفى مجرد تفكك هذه الابعاض و تفرقها عن بعضها !! و ان هذا هو ما يقصده ابن ابى العز من قوله : الاعضاء فيها معنى التفريق و التعضية تعالى الله عن ذلك .و قوله : والله تعالى هو الأحد الصمد ، لا يتجزأ , و يتضح المراد من تفسيرالشيخ ابن تيمية لاسم الله تعالى : الصمد

يقول ابن تيمية فى رده على الرازى 2/58 :
[اسمه الصمد ينفى عنه التفرق و التمزق و ما يتبع ذلك من تركيب و نحوه فان اسم الصمد يدل على الاجتماع] . بيان تلبيس الجهمية 2/58
ثم قال 2/59 :
[و لفظ الصمد يدل على انه لا جوف له و على انه السيد .] فمعنى صمدية الله سبحانه فى نظر ابن تيمية ان ذاته تعالى لا جوف لها ! اى مصمتة !! و لا يمكن بالتالى ان تتفرق اجزاء ذاته او تتمزق !! ارجو الا يعجب احد من هذا الكلام و رده على الرازى مطبوع فليقراه من شاء
و يقول ردا على الرازى فى مسالة التركيب 2/95 :
[بل يكون الواجب على هذا التقدير على الطائفتين الاعتراف بما فى بديهة العقل : فيعترفون جميعا بانه فوق العالم و يمتنع ان يكون لا داخله و لا خارجه
و حينئذ يكون مشارا اليه بحسب الحس
و حينئذ يكون فيه ما سماه تاليفا و انقساما و ان لم يكن هو المعروف من التاليف و الانقسام , فان المعروف من ذلك يجب تنزيه الله عنه كما نزه عنه نفسه فى سورة الاخلاص كما تقدم التنبيه عليه بقوله ( الله الصمد )
فان الصمد فيه من معنى الاجتماع و القوة و السؤدد ما ينافى الانقسام و التفرق .]
و يقول فى رده على الرازى 2/248 :
[قد اخبر الله تعالى فى كتابه انه الصمد و قد قال عامة السلف من الصحابة و التابعين و غيرهم ان الصمد هو الذى ((لاجوف له ))و قالوا امثال هذه العبارات التى تدل على ان معناه – اى الصمد – انه لا يتفرق – الى قوله – و هذا يدل على ان صمديته تنافى جواز التفرق و الانحلال عليه فلا يخلو اما ان تكون هذه الاية قد دلت على ذلك و على انه (( مصمت )) لا جوف له يمتنع عليه التفرق , بطل قولك : ان كل جسم يصح عليه التفرق و الانحلال
و ان لم تكن دلت على ذلك فانت لم تذكر دليلا عقليا على امتناع التفرق عليه و لا نصا و لا اجماعا .]

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

2– نفى زيادة الصفات على الذات :
قال السيد العلامة مجد الدين المؤيدى :
[الحق الذى عليه قدماء ال الرسول صلوات الله عليهم و من وافقهم من علماء الاصول , و قضت به حجج المعقول و المنقول , ان صفات الله جل جلاله : ذاته
و المعنى انه ليس لله سبحانه و تعالى باعتبار هذه الصفات سواه , لا معنى و لا امر و لا حال ,و لا شىء غير ذى الجلال , بل الذات المقدس يوصف عزوجل من حيث انكشاف جميع المعلومات له و تعلق علمه بها : عالما ,
و من حيث اقتداره على جميع المقدورات و عدم امتناع شىء منها عليه : قادرا ,,
و التغاير انما هو باعتبار المفهوم
فعالم باعتبار تعلق الذات بالمعلومات من حيث كونها معلومات , و قادر من حيث كونها مقدورات ,و هكذا سائرها , فالتعدد حقيقة فى متعلق الصفات لا فى الصفات , فليست الا عبارة عن الذات
] لوامع الانوار 1/185-186


و يتفق الزيدية فى ذلك مع الامامية , قال الشيخ المفيد رحمه الله فى اوائل المقالات [ أقول إن الله عز و جل اسمه حي لنفسه لا بحياة و إنه قادر لنفسه و عالم لنفسه لا بمعنى كما ذهب إليه المشبهة من أصحاب الصفات و لا الأحوال المختلفات كما أبدعه أبو هاشم الجبائي و فارق به سائر أهل التوحيد و ارتكب أشنع من مقال أهل الصفات و هذا مذهب الإمامية كافة ]
وقال العلامة المظفر رحمه الله فى عقائد الامامية [نعتقد: أنّ من صفاته تعالى الثبوتية الحقيقية الكمالية التي تسمى بصفات الجمال والكمال ـ كالعلم، والقدرة، والغنى، والاِرادة، والحياة ـ هي كلّها عين ذاته، ليست هي صفات زائدة عليها، وليس وجودها إلاّ وجود الذات؛ فقدرته من حيث الوجود حياته، وحياته قدرته، بل هو قادر من حيث هو حي، وحي من حيث هو قادر، لا إثنينيه في صفاته ووجودها، وهكذا الحال في سائر صفاته الكماليّة.
نعم، هي مختلفة في معانيها ومفاهيمها، لا في حقائقها ووجوداتها؛ لاَنّه لو كانت مختلفة في الوجود ـ وهي بحسب الفرض قديمة وواجبة كالذات ـ للزم تعدّد واجب الوجود، ولانثلمت الوحدة الحقيقية..
وأمّا الصفات الثبوتية الاضافية ـ كالخالقية، والرازقية، والتقدّم، والعلّية ـ فهي ترجع في حقيقتها إلى صفة واحدة حقيقية، وهي القيّومية لمخلوقاته، وهي صفة واحدة تنتزع منها عدّة صفات باعتبار اختلاف الآثار والملاحظات.
وأمّا الصفات السلبية التي تسمّى بصفات الجلال، فهي ترجع جميعها إلى سلب واحد هو سلب الامكان عنه؛ فإنّ سلب الاِمكان لازمه ـ بل معناه ـ سلب الجسمية والصورة والحركة والسكون، والثقل والخفّة، وما إلى ذلك، بل سلب كل نقص.
ثمّ إنّ مرجع سلب الاِمكان ـ في الحقيقة ـ إلى وجوب الوجود، ووجوب الوجود من الصفات الثبوتية الكمالية، فترجع الصفات الجلالية (السلبية) آخر الاَمر إلى الصفات الكمالية (الثبوتية) ، والله تعالى واحد من جميع الجهات، لا تكثّر في ذاته المقدّسة، ولا تركيب في حقيقة الواحد الصمد.
ولا ينقضي العجب من قول من يذهب إلى رجوع الصفات الثبوتية إلى الصفات السلبية؛ لمّا عزّ عليه أن يفهم كيف أنّ صفاته عين ذاته، فتخيّل أنّ الصفات الثبوتية ترجع إلى السلب؛ ليطمئنّ إلى القول بوحدة الذات وعدم تكثّرها، فوقع بما هو أسوأ؛ إذ جعل الذات التي هي عين الوجود، ومحض الوجود، والفاقدة لكلّ نقص وجهة إمكان، جعلها عين العدم ومحض السلب، أعاذنا الله من شطحات الاَوهام، وزلاّت الاَقلام.

كما لا ينقضي العجب من قول من يذهب إلى أنّ صفاته الثبوتية زائدة على ذاته؛ فقال بتعدّد القدماء، ووجود الشركاء لواجب الوجود، أو قال بتركيبه ـ تعالى عن ذلك

قال مولانا أمير المؤمنين وسيِّد الموحّدين عليه السلام: «وكمالُ الاِِخلاصِ لهُ نفيُ الصِفاتِ عنهُ؛ لشهادةِ كلِّ صفةٍ أَنَّها غيرُ المَوصوفِ، وشهادةِ كلِّ موصوفٍ أنَّه غيرُ الصفةِ، فمَنْ وَصَفَ الله سبحانه فَقدْ قرنَهُ، ومَنْ قرنَهُ فَقدْ ثنّاهُ، ومَنْ ثنّاهُ فَقدْ جزّأَهُ، ومن جزّأَهُ فَقدْ جَهِلَهُ...»] عقائد الامامية /34-36




و فى مسالة خلق القران و قدمه يتفق الزيدية و الامامية على ان القران ذكر من الله محدث و ليس قديما , قال المنصور ابن حمزة :
[ مذهب آل محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – ومذهب أهل العدل والتوحيد من علماء الأمة: أن القرآن كلام الله سبحانه، ووحيه وتنزيله، نزل به الروح الأمين، على محمد خاتم النبيين صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين والمخلوق يحتمل معنيين: أحدهما: المكذوب قال الله تعالى: &

و يقول الشيخ المفيد فى اوائل المقالات :
[و أقول إن القرآن كلام الله و وحيه و إنه محدث كما وصفه الله تعالى و امنع من إطلاق القول عليه بأنه مخلوق و بهذا جاءت الآثار عن الصادقين (عليه السلام) و عليه كافة الإمامية إلا من شذ منهم ]


و الخلاف مع المدرسة الاشعرية و الماتريدية فى الكلام النفسى ,و يقول العلامة الاشعرى ابراهيم الباجورى فى شرح جوهرة التوحيد :
[ مذهب اهل السنة ان القران بمعنى الكلام النفسى ليس بمخلوق , و اما القران بمعنى اللفظ الذى نقرؤه فهو مخلوق , لكن يمتنع ان يقال : القران مخلوق و يراد به اللفظ الذى نقرؤه الا فى مقام التعليم لانه ربما اوهم ان القران بمعنى كلامه تعالى مخلوق ] شرح الجوهرة /133
و الحاصل ان الاشعرية يطلقون لفظ القران على امرين : الاول الكلام اللفظى الذى انزل على محمد صلى الله عليه واله وسلم و هو فى اعتقادهم محدث مخلوق
و الثانى هو صفة الكلام النفسى القائمة بذات الله تعالى فى اعتقادهم , و القران بهذا المعنى قديم فى اعتقادهم و ليس بمحدث و لا مخلوق و الكلام النفسى فى اعتقادهم ليس صوتا و لا حرفا
و اعتقاد الزيدية و الامامية ان الله تعالى يوصف بانه متكلم بمعنى انه قادر على ايجاد و احداث الكلام اللفظى, و لا يحدثه فى ذاته المقدسة فمن ضرورة الدين ان ذاته تعالى ليست محلا للمخلوقات



موقف السلفية من مسالة خلق القران :
تعجب العلامة الاباضى احمد الخليلى من موقف السلفية من مسالة خلق القران و هو بالفعل موقف محير !,حيث نقل فى كتابه القيم ( الحق الدامغ )نصا لابن تيمية يقول فيه (و لا قال احد منهم – اى السلف – ان نفس الكلام المعين كالقران او ندائه لموسى او غير ذلك من كلامه المعين انه قديم ازلى )- الفتاوى 12/86- , قال الخليلى :

[و اذا كان الامر كما قرره هنا ففيم اذا هذا الضجيج ؟! و لماذا يقال ان القران غير مخلوق ؟! مع انكاره ان يقول احد من السلف بازليته ؟!
فان قيل ان مرادهم بانكار خلق القران و الانكار على من قال ذلك لم يريدوا به الا انكار كونه ناشئا عن غيره تعالى كما يفيده قول ابن تيمية )مع قولهم ان كلام الله غير مخلوق و انه منه بدا ليس بمخلوق ابتدا من غيره (
فالجواب : ان وصف شىء بالمخلوقية لا يعنى بحال انه صادر عن غير الله تعالى , فالسماوات و الارض و ما فيهما و من فيهما لم تنشا من غيره تعالى , فهل يسلب شىء منها صفة المخلوقية لاجل ذلك ؟ و كما ان مبدا القران من الله كما نص عليه ابن تيمية فان مبدا الكون منه تعالى { امن يبدا الخلق ثم يعيده و من يرزقكم من السماء و الارض االه مع الله قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين }
و ما اعجب التناقض و الاضطراب فى قول ابن تيمية ( ان كلام الله غير مخلوق و انه منه بدا , ليس بمخلوق ابتدا من غيره ) حيث نفى الخلق عن الكلام و اثبت له البداية , و هل البداية الا خلق ؟؟
و قوله فى اخره : ليس بمخلوق ابتدا من غيره , ان كان مراده به ان كل مخلوق ابتدا من غير الله فهو مردود بادلة العقل و النقل كما هو واضح مما ذكرته قبل قليل ,و ان كان مراده به نفى اجتماع الصفتين فى كلامه تعالى – و هما خلقه و ابتداؤه من غيره – فلا معنى لذلك الا ان يحمل ابتداؤه من غيره على انه وصف مقيد للخلق المنفى و هذا و رب الكعبة هو عين ما يقوله القائلون بخلق القران اذ لا قائل منهم بانه ابتدا من غيره سبحانه فان الكل مجمعون على انه كلامه عزوجل و وحيه و تنزيله ] الحق الدامغ /148-149

==========================

3-الحكمة و التعليل :
اتفق الزيدية و الامامية و كذلك الماتريدية و السلفية على تعليل افعال الله تعالى و ان افعاله سبحانه لها حكم و مصالح و الا كانت عبثا

بينما ذهب جمهور الاشعرية الى ان افعال الله تعالى لا تعلل و لم يعدوا هذا من العبث
و يقول العلامة الماتريدى الكوثرى مدافعا عن موقف الاشعرية ردا على قول ابن القيم فى نونيته:
و كذاك قالوا ما له من حكمة ** هى غاية للامر و الاتقان


[لا قائل بذلك مطلقا بين فرق المسلمين الذين علموا من الدين بالضرورة ان الله عزيز حكيم
و اما كون افعال الله سبحانه غير معللة بالاغراض فليس من نفى الحكمة فى شىء بل من قبيل التهيب و الاحتراز من القول بان هناك غرضا يحمل الله سبحانه على الفعل استحصالا لذلك الغرض الذى لا يحصل الا بذلك الفعل
و لا يخفى ان هذا مما يجب الاحتراز منه لعدم ورود اطلاق مثل ذلك فى الكتاب و السنة و لما فى ذلك من الاستكمال بالغير
و اما قول محققى اهل الفقه بوجود حكم و مصالح فيها ترجع الى العباد سواء عقلناها او لم نعقلها فليس فيه ما يوجب التهيب بل هو محض الصواب] تكملة السيف الصقيل /28-29

و الحق ان من يثبتون التعليل لا يقولون الا ان فى افعال الله تعالى حكم و مصالح ترجع الى العباد سواء عقلناها او لم نعقلها و لم يقل احد منهم ان الحكم و المصالح فيها عائدة الى الله سبجانه بحيث يتصور التعارض بين غنى الله و بين تعليل افعاله , و تعليل افعال الله تعالى ثابت فى كتاب الله قطعا بما جاء فيه من اصرح صيغ التعليل مما يتعذر فيه التاويل


4- القدر و الجبر :
قال السيد بدر الدين الحوثى [العدلية لا ينكرون انه تعالى يعلم ما سيكون من المخلوقات التى يخلقها سبحانه . و من افعال عباده الطاعة و المعصية و غيرها
و ليس معنى القدر القضاء على العبد بان يعصى, و لا كتابة ان يعصى بمعنى : ايجاب ان يعصى
و لكن كتابة انه سوف يعصى
فالقدر لافعال العباد: سابق غير سائق
و المجبرة يظنون ان من لا يجعل القدر سائقا الى المعصية فقد انكر القدر .
اما الاحاديث التى تثبت القدر فهى غير منكرة كحديث )(و تؤمن بالقدر خيره و شره ) و انما ينكرون نحو رواية محاجة ادم موسى . و فيها ان ادم قال لموسى : كيف تلومنى على امر قدره الله على قبل ان يخلقنى ؟ الى قوله : فحج ادم موسى
و ليس انكارها لاجل اثبات القدر . و لكن لجعله عذرا يرفع اللوم عن العاصى . و لا شك فى نكارة ذلك
و لو كان عذرا لما كان لادم ان ينكر على موسى لومه اياه , لان اللوم الواقع من موسى : مقدر . فكيف ينكر عليه ما هو مقدر اذا كان التقدير يدفع اللوم ؟
مع ان جواب ادم على موسى لوم له على اللوم اذ قال : تلومنى على امر قدره الله على .. فكان لموسى ان يجيب: تلومنى على اللوم و هو مقدر ؟!
فهذه الرواية منكرة لا لاثبات القدر بل لجعله عذرا لاهل المعاصى يرفع عنهم استحقاق اللوم . ]تحرير الافكار /145-146
اما القدر و القضاء بمعنى ارادة الله تعالى لافعال العباد و خلقه لها. فالارادة الالهية فى اعتقاد الزيدية على وجهين : ارادة حتم او الارادة التكوينية و ارادة تخيير او الارادة التشريعية, و الارادة التشريعية لا تتعلق بجميع افعال العباد بل ما امرهم الله به و ندبهم اليه , اما الارادة التكوينية. فارادة الله تعالى للفعل ارادة تكوينية معناها ان الله تعالى سيفعل هذا الفعل و فعل العبد ليس فعلا لله تعالى . فلا يصح القول بان الله يريد فعل العبد ارادة تكوينية
و اذا كان المقصود تعلق ارادة الله تعالى بايجاد و ابقاء قدرة العبد التى يحدث بها العبد فعله , فلا خلاف فى ذلك بين المسلمين
و اذا كان المراد بخلق الله لافعال العباد : خلق قدرة العبد و خلق ارادته فهذا لا خلاف فيه بين اهل القبلة ,و اذا كان المراد بخلق افعال العباد ايجاد الله تعالى للفعل فى العبد دون ان يكون للعبد تاثير فى ايجاده فهذا قول باطل و يلزم منه الجبر
و اذا كان المراد بخلق فعل العبد الجاء العبد الى فعله و ان القدر الالهى يسوق العبد الى افعاله , فهذا هو الجبر
و يقول الامام الهادى يحيى بن الحسين بن القاسم الرسى [ ان الله سبحانه و عزوجل عن كل شان شانه عدل فى جميع افعاله , و انه برىء من مقالة الجاهلين , متقدس عن ظلم المظلومين , بعيد عن القضاء بالفساد للمفسدين , متعال عن الرضى بمعاصى العاصين , برىء من افعال العباد , غير مدخل لعباده فى الفساد , و لا مخرج لهم من الخير و الرشاد , و كيف يجوز ذلك على حكيم او يكون من صفة رحيم ] الاحكام 1/34

البداء :
القضاء الالهى فى اعتقاد الامامية ينقسم كما بين السيد الخوئى فى البيان الى ثلاثة اقسام :
1-قضاء الله الذى لم يطلع عليه احدا من خلقه و العلم المخزون الذى استاثر به لنفسه
و هذا القسم لا يجرى فيه البداء
2-قضاء الله الذى اخبر نبيه و ملائكته بانه سيقع حتما
و هذا القسم لا يقع فيه البداء و الا كان خبرا كاذبا
3-قضاء الله الذى اخبر نبيه و ملائكته بوقوعه فى الخارج الا انه موقوف على ان لا تتعلق مشيئة الله تعالى بخلافه
و هذا القسم هو الذى يقع فيه البداء فى اعتقاد الامامية ( انظر البيان 387-388)
و هذا القسم الاخير لا يثبته الزيدية

-الامر بين الامرين :
قال الامام الناصر الاطروش فى خاتمة كتابه البساط :[ روي اولنا وأخرنا عن ابي عبدالله جعفر بن محمد عليه السلام وعن جماعة من أهلنا رحمهم الله أنهم كانوا يقولون : بالمنزلة بين المنزلتين لااجبار ولاتفويض.
فمعنى قولهم : لاإجبار فهو صدق ، خلاف ماقالت المجبرة القدرية ، ففي كل عقل سليم ، وأن معنى ذلك : الإضطرار من الله جل ذكره لعباده الى أعمالهم التي امرهم بها ونهاهم عنها.
وأما قولهم : ولاتفويض ـ فإن كثيرا من الناس قد غلطوا واختلفوا في تأويل ذلك والله المستعان.
ومعنى قولهم : ولاتفويض ـ لاإهمال كما أهملت البهائم ، وفوض اليها أعمالها ، لم يمتحنها الله ولم يامرها ولم ينهها لأن الله سبحانه قد أظهر حكمته بما كان من بلوه ومحنته لعباده بالأمر والنهي بعد التمكين والوعد والوعيد والجنة والنار ، والإباحة والحظر ، فهذا هو المنزلة بين المنزلتين التي أراده آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم في قولهم : لاأجبار ولااهمال تكلموا بذلك موجزا مختصرا لمن عقل منزلة المحنة والإختبار بين التفويض الذي هو الإهمال وبين الإضطرار.
وقد ذكر عن أمير المؤمنين عليه السلام هذا التفويض الذي هو الإهمال في بعض خطبه قال: حدثني محمد بن منصور المرادي ، قال: حدثني القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل ، قال: حدثنا عبدالله بن ابراهيم بن عبدالله بن الحسن عن الحسن بن ابراهيم عن بعض آبائه قال (قل ماكان يعتدل بأميرالمؤمنين عليه السلام مكان مختطبه إلا قال: أيها الناس اتقوا الله فما خلق امرء عبثا فيلهو ولاأهمل سدى فيلغو ومادنياه التي تحسنت اليه بعوض من الآخرة التي قبحها سوء الظن بربه ، وماالخسيس الذي ظفر به من الدنيا بأعلى منيته كالنفيس الذي ضيعه من الآخرة بأدنى سهمته).]

و يقول الشيخ المفيد :[الواسطة بين هذين القولين ـ أي الجبر والتفويض ـ أنّ الله تعالى أقدر الخلق على أفعالهم، ومكّنهم من أعمالهم، وحدّ لهم الحدود في ذلك، ورسم لهم الرسوم، ونهاهم عن القبائح بالزجر والتخويف والوعد والوعيد، فلم يكن بتمكينهم من الأعمال مجبراً لهم عليها، ولم يفوّض إليهم الأعمال لمنعهم من أكثرها، ووضع الحدود لهم فيها، وأمرهم بحسنها، ونهاهم عن قبيحها، فهذا هو الفصل بين الجبر والتفويض ]تصحيح الاعتقاد /47

و فريق من علماء الامامية كالعلامة المظفر و السيد الخوئى و غيرهما يفسرون التفويض بانه القول باستقلال قدرة العبد فى بقائها عن مدد القدرة الالهية
و لا خلاف بين الفرق الاسلامية - بما فيها المعتزلة - فى نفى هذا المعنى

- الكسب :
يتفق الماتريدية مع الاشعرية فى ان قدرة العبد ليس لها تاثير فى ايجاد الفعل ,و ان العبد ليس له دور فى فعله الا (الكسب )
و قد نقل المحقق الاشعرى المعاصر سعيد فودة فى كتابه (الانتصار للاشاعرة) تحقيقا جيدا للشيخ المحقق محمد الحسيني الظواهري في كتابه "التحقيق التام في علم الكلام" يبين الفرق بين مذهب الماتريدية و الاشعرية فى المسالة :
[ قالوا اى الماتريدية -: إن الأشاعرة التجأوا إلى القول بخلق الله تعالى لكل شيء من الأفعال ومنها الأفعال الإنسانية كلها، لأنهم قالوا: إن الأدلة النقلية ملجئة إلى القول بذلك لعمومها، ولكن الواقع ليس كذلك فإن الأدلة تكون ملجئة إن لم تتعارض مع غيرها ولم تحتمل التخصيص، أماهذه الأدلة التي استندوا إليها فإنها تحتمل التخصيص، فإن ظاهر قول الأشاعرة يلجئ إلى القول بالجبر، لأنهم يقولون: إن كل الأفعال فالله تعالى هو خالقها، ولكننا نقول إن الله تعالى إن أعطى القدرة لعبيده على بعض الأفعال فإن ذلك لا يؤثر على شيء من المقام العالي له تعالى، ولا ينقص من خصائص الألوهية.
ونفي الجبر المحض وتصحيح التكليف لا يتوقف على نسبة جميع أفعال العباد إليهم كما تقوله المعتزلة بالإيجاد، بل يكفي لنفيه أن يقال جميع ما يتوقف عليه أفعال الجوارح من الحركات إنما يوجد بخلق الله تعالى وكذلك التروك التي هي أفعال النفس لأن الترك كف النفس عن الميل إلى الشيء وعن الداعية التي تدعو إليه وعن الاختيار له إنما يوجد الجميع بخلق الله تعالى لا تأثير لقدرة العبد فيه، وإنما محل قدرة العبد عزمه عقيب خلق الله تعالى فيه هذه الأمور في باطنه عزماً مصمماً بلا تردد وتوجهه توجهاً صادقاً للفعل طالباً إياه توجهاً لا يلابسه شوب توقف، فإذا أوجد العبد ذلك العزم المصمم خلق الله تعالى له الفعل عقيبه فيكون منسوباً إليه تعالى من حيث هو حركة. ]
ثم علق الشيخ الحسيني الظواهري على هذا الرأي فقال:
[وهذا الرأي يصحح التكليف بمثل ما صححه به المعتزلة إلا أنهم قصروا المسافة فجعلوا التأثير للعبد في العزم فقط". ]
ثم قال معارضا له:[ وهو كلام إلى الخطابة أقرب ونقول لهم الجبر ينتفي بمدخلية العبد بغير التأثير لأن الجبر عند عدم المدخلية للعبد بالمرة، فقول البعض إن العبد مجبور في الباطن مختار في الظاهر فهما منه أن المنافي للجبر هو المدخلية على وجه التأثير مخالفٌ للواقع، لأن الجبر بعدم المدخلية أصلا. ]
و الواقع ان نفى التاثير ينفى المدخلية و لا يبق للعبد اذن من دور فى الفعل الا كونه ظرفا و محلا للفعل ,كما قال الفاضل القوشجي :[المراد بكسبه إيّاه، مقارنته لقدرته وإرادته، من غير أن يكون هناك منه تأثير أو مدخل في وجوده سوى كونه محلاله ] شرح التجريد /444-445
و يقول العلامة الباجورى فى شرح قول العلامة ابراهيم اللقانى :
و عندنا للعبد كسب كلفا ** و لم يكن مؤثرا فلتعرفا
[ و بالجملة فليس للعبد تاثير ما
فهو مجبور باطنا , مختار ظاهرا
فان قيل : اذا كان مجبورا باطنا فلا معنى للاختيار الظاهرى لان الله قد علم وقوع الفعل و لا بد و خلق فى العبد القدرة عليه ؟
و اجيب : بانه تعالى لا يسال عما يفعل
و لذلك قال سيدى ابراهيم الدسوقى : من نظر للخلق بعين الحقيقة عذرهم
و من نظر لهم بعين الشريعة مقتهم
فالعبد مجبر فى صورة مختار
و الصوفية يشيرون للجبر كثيرا و حاشاهم من الجبر الظاهرى و انما مرادهم الجبر الباطنى ] شرح الجوهرة /151

اما الكسب الذى اثبته الماتريدية فله معنى يحقق الاختيار للعبد
و يقول العلامة محمد زاهد الكوثرى فى تعليقاته على الانصاف للباقلانى /153:
[ اما ارادة العبد للفعل فهى مدار تكليفه , و هى بيده , جعلها الله هكذا تحقيقا لمسؤلية العبد عن افعاله , و هى متقدمة تقدما ذاتيا على الخلق كما جرت عادة الله على ذلك
فيكون اختيار العبد بعيدا عن سمة الجبر ]


- السلفية و الكسب :
الظاهر من علماء السلفية انتقاد الكسب الاشعرى ..
يقول الشيخ سفر الحوالى فى رسالة منهج الاشاعرة فى العقيدة /23:[ اراد الاشاعرة هنا ان يوفقوا بين الجبرية و القدرية فجاؤا بنظرية الكسب و هى فى مالها جبرية خالصة , لانها تنفى اى قدرة للعبد او تاثير , اما حقيقتها النظرية الفلسفية فقد عجز الاشاعرة انفسهم عن فهمها فضلا عن افهامها لغيرهم]
و يقول علامة السلفية عبد الرحمن السعدى :
[ ان العبد اذا صلى و صام و فعل الخير او عمل شيئا من المعاصى كان هو الفاعل لذلك العمل الصالح و ذلك العمل السىء
و فعله المذكور بلا ريب قد وقع باختياره و هو يحس ضرورة انه غير مجبور على الفعل او الترك و انه لو شاء لم يفعل و كان هذا هو الواقع فهو الذى نص الله عليه فى كتابه و نص عليه رسوله حيث اضاف الاعمال صالحها و سيئها الى العباد و اخبر انهم الفاعلون لها و انهم ممدوحون عليها ان كانت صالحة و مثابون , و ملومون عليها ان كانت سيئة و معاقبون عليها
فقد تبين و اتضح بلا ريب انها واقعة منهم باختيارهم و انهم اذا شاؤا فعلوا و اذا شاؤا تركوا و ان هذا الامر ثابت عقلا و حسا و شرعا و مشاهدة
و مع ذلك اذا اردت ان تعرف انها و ان كانت كذلك واقعة منهم , كيف تكون داخلة فى القدر و كيف تشملها المشيئة ؟
فيقال : باى شىء وقعت هذه الاعمال الصادرة من العباد خيرها و شرها ؟
فيقال : بقدرتهم و ارادتهم . هذا يعترف به كل احد
فيقال : و من خلق قدرتهم و ارادتهم و مشيئتهم ؟
فالجواب الذى يعترف به كل احد ان الله هو الذى خلق قدرتهم و ارادتهم
و الذى خلق ما به تقع الافعال هو الخالق للافعال
فهذا هو الذى يحل الاشكال و ينكمن العبد ان يعقل بقلبه اجتماع القدر و القضاء و الاختيار
و مع ذلك فهو تعالى امد المؤمنين باسباب و الطاف و اعانات متنوعة و صرف عنهم الموانع .. و كذلك خذل الفاسقين و وكلهم الى انفسهم لانهم لم يؤمنوا به و لم يتوكلوا عليه فولاهم ما تولوا لانفسهم ] شرح الواسطية لخليل هراس /157-159

و الواقع ان هذا كلام جيد و لا اجد فرقا فى المضمون بينه و بين معتقد العدلية من الشيعة و المعتزلة ! و كذلك مذهب امام الحرمين كما فى النظامية و من وافقه من علماء الاشعرية موافق لمضمون مذهب العدلية فى مسالة خلق افعال العباد
فاذا كان المراد بخلق الله لافعال العباد ان الله تعالى خلق قدرة العبد و خلق ارادته و ان العبد ليس مستقلا عن مدد القدرة الالهية , فهذا لا نزاع فيها بين كافة اهل القبلة و لم يقل العدلية من الشيعة و المعتزلة ان العبد هو الذى يخلق قدرته و ارادته بل يعتقدون ان الله تعالى خلق ارادة العبد وخلق قدرته , و لكن محل النزاع بينهم و بين الاشعرية كان فى اثبات تاثير قدرة العبد فى العزم على الفعل و فى ايجاد الفعل ,
و السلفية يقرون بتاثير قدرة العبد فى ذلك

و قد اختلف علماء الزيدية فى حكم المجبرة اى الذين يعتقدون ان الله تعالى يلجىء عباده الى افعالهم سواء كان الجاءا ظاهرا و لا قائل به او باعتقاد ان العبد ملجأ فى صورة مختار, و ما عليه عامة المتاخرين من علماء الزيدية عدم تكفير المجبرة و اضرابهم و لا القطع بفسقهم , وكما يقول العلامة محمد بن يحيى مداعس فى شرح العقد الثمين :
[لسنا مفوضين أن نحكم على من لم ينص عليه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم نصاً جلياً متواتراً أنه كافر، فيحكم فيه بكفر أو عدمه مهما كان منتمياً إلى الإسلام ومتبرئاً عن غيره من الملل الكفرية ناطقاً بالشهادتين باذلاً وسعه وقاطعاً عمره في التحري على فعل الواجبات واجتناب المحرمات وطلب العلوم وإرشاد العوام، فنكل من هذا شأنه إلى الله تعالى، ونجري عليه حكم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله الله محمد رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله "- الى قوله -
[فإن قيل: أفساق هم لديكم ؟
قلنا: لا نقطع بفسقهم إذ لو قطعنا بذلك لقطعنا بخلودهم في النار ولا دليل سمعي قطعي عليه]

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

الوعد و الوعيد :

اعتقاد الزيدية ان مرتكب الكبيرة مستحق للخلود فى النار و لا يخرج منها ابدا
بينما ذهب الامامية و اهل السنة الى خلاف ذلك

و يقول العلامة محمد الرضا ال كاشف الغطاء فى تقديمه لكتاب حقائق التاويل للشريف الرضى رحمه الله [ لقد كان الشيخ ابو جعفر الطوسى يقول بالوعيد ثم رجع عنه , و ما من منقصة على امامى اذا ذهب فى مسالة الى راى من يقول بالعدل و يبنى اصله عليه ] حقائق التاويل /77

و الشفاعة عند الزيدية تكون للمؤمنين رفعا لدرجاتهم و لا شفاعة للفساق
قال الامام ابن حمزة : [ شفاعته صلى الله عليه واله وسلم للمؤمنين و هم من اهل الجنة لا الفاسقين , ليزيدهم الله تعالى بشفاعته رفعة و منزلة فى الجنة و يكون ذلك كرامة للنبى صلى الله عليه واله وسلم ] الشافى 3/265
و قال [ الشفاعة قد تكون لدفع الضرر كما هى لجلب النفع . لكن قد دلت الادلة من السمع من الكتاب و السنة ان لا شفاعة لاهل الكبائر ] الشافى 3/259


و يقول العلامة مجد الدين المؤيدى ردا على الشوكانى :[هل بعد ما ورد فى كتاب الله العزيز بالنص الصريح فى قاتل المؤمن عمدا بالخلود فى النار تصريح ؟ و القتل لا يوجب الكفر بالله سبحانه , فان حمله على الكافر الخارج من الملة – اى القاتل الكافر – فهو تحريف و اخراج للوعيد على القتل ,
و كذا الزانى توعده الله بالخلود مع المشرك و القاتل , قال تعالى { و الذين لا يدعون مع الله الها اخر و لا يقتلون النفس التى حرم الله الا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا }
و لو كان المراد بالزانى الكافر لكان ذكر الزنا و القتل لا معنى له لان الوعيد على الكفر , و لكان بمثابة من قال : من اشرك بالله و شرب الماء او عصى معصية صغيرة فهو خالد فى النار ! ..
{و قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده ام تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة و احاطت به خطيئته فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون } و قال تعالى { ليس بامانيكم و لا امانى اهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به و لا يجد له من دون الله وليا و لا نصيرا } ..و الادلة مستوفاة فى محلها ] مجمع الفوائد /368-369
و يعتقد الزيدية ان من شاء الله لهم المغفرة فى قوله تعالى {إِنَّ اللّه لاَيغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُوْنَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }هم الذين أنزل الله فيهم{إِنْ تَجْتَنِبُوْا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سِيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلا كَريْماً}اى اهل الصغائر
و يعتقد الزيدية ان مرتكب الكبيرة مسلم فاسق و ليس بمؤمن.
قال الامام ابن حمزة [اما تسميته – مرتكب الكبيرة – مؤمنا فلا يصح لان قولنا مؤمن اسم مدح و تعظيم و لهذا يدخل بين اوصاف المدح و اوصاف التعظيم و الفاسق لا يستحق المدح و التعظيم بل يستحق الاهانة و الذم و الاستخفاف و البراءة و اللعن بالاجماع
و اما انه ليس بكافر فلان الكفر اسم لمعاص مخصوصة نحو الجحدان بالله تعالى و تكذيب رسله عليهم السلام و الرد لما جاؤا به من عند الله عزوجل و ما شاكله ,و الفاسق لم يات بشىء من ذلك ,و الكافر يثبت له احكام مخصوصة من تحريم المناكحة و الذبيحة و الدفن فى مقابر المسلمين و الصلاة عليه و الفاسق لا يحرم ذلك فيه و ان لم تجز عندنا الصلاة عليه
و اما تسميته منافقا فلا يصح لان المنافق هو من يبطن الكفر و يظهر الاسلام ,و ليست هذه حال الفاسق فانه مع معصيته لله تعالى غير مبطن للكفر فلا يكون منافقا
و اذا بطلت هذه الاقسام .صح ان يقال هو فاسق و ليس بمؤمن و لا كافر ]الشافى 4/47

قال الناصرالاطروش عليه السلام فى كتاب البساط :[ أخبرني أحمد بن محمد بن عيسى القمي عن محمد بن أبى عمير عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال)الإيمان إقرار وعمل ،والإسلام إقرار ولا عمل( .]

و من لوازم التفسيق عند الزيدية البراءة و البغض و لا يصلون على الفاسق
و يقول الامام القاسم الرسى [الصلاة ترحم واستغفار، ومن أتى بكبيرة مما يوجب له بها النار لم يصل عليه ؛ لأنه ملعون إذا كان غير تائب، يلعن كما ذكر عن الحسين بن علي عليهما السلام ودعائه على سعيد بن العاص حين مات , وقد قال اللَّه عزوجل في المخلفين: {ولا تصل على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقم على قبره}[ الاحكام 1/154

و ليس كل عاصى فاسق فالفاسق هو مرتكب الكبيرة,
وكل مخالفة للدليل الشرعى القطعى معصية
و لكن ليس كل معصية كبيرة ,
و.لا يقطع الزيدية بكبر معصية الا اذا كانت معصية ورد نص قرانى او خبر نبوى متواتر دال دلالة قطعية على وعيد فاعلها بالنار,
او اذا كانت معصية انعقد الاجماع القطعى على انها كبيرة ، فيقطع بكبرها وهلاك مرتكبها مع الإصرار عليها : كالزنا، وقتل النفس المحرمة، وشرب الخمر، وأكل الربا، وقذف المحصنات، والإلحاد في الحرم، والسرقة، وعقوق الوالدين المسلمين، و الخروج على الإمام

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

الامامة :
و نلقى الضوء فيه على خمس مطالب :

1-امامة على عليه السلام :
يتفق الزيدية و الامامية على اثبات امامة على عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه واله وسلم بلا فصل

قال الامام الهادى :
[ حدثنى ابى عن ابيه- القاسم الرسى - انه سئل عن امامة على بن ابى طالب افرض هى من الله ؟
فقال : كذلك نقول و كذلك يقول العلماء من ال الرسول صلى الله عليه واله و سلم , قولا واحدا لا يختلفون فيه ] الاحكام 1/38


و قال ايضا :
[وفيه انزل الله على رسوله بغدير خم :
(( يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ))
فوقف صلى الله عليه واله وسلم ولم يستجز ان يتقدم خطوة واحدة حتى ينفذ ما عزم به عليه فى على عليه السلام فنزل تحت الدوحة مكانه و جمع الناس ثم قال:
( يا ايها الناس الست اولى بكم من انفسكم )
قالوا : بلى يا رسول الله
قال ( من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله و انصر من نصره )

وفيه يقول صلى الله عليه وآله وسلم : ((علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))، وفي ذلك دليل على أنه قد أوجب له ما كان يجب لهارون مع موسى ما خلا من النبوة، وهارون صلى الله عليه فقد كان يستحق مقام موسى، وكان شريكه في كل أمره، وكان أولى الناس بمقامه، وفي ذلك ما يقول موسى عليه السلام حين سأله ذا الجلال والإكرام فقال: &

النص الخفى و الجلى :
المراد بالنص الجلى : ما يعلم المراد منه بمجرد سماع لفظه من دون إعمال نظر في مقدمات وأبحاث في أصل اللغة
والخفي بخلافه اى ما يحتاج في العلم بالمراد منه إلى البحث والنظر وإعمال الفكر في مقدمات وأبحاث يتوقف العلم به بمدلوله على معرفتها، مع أنه بعد استيفاء النظر والبحث يعلم أن لا مراد في اللفظ غير ما أنتجته تلك المقدمات والأبحاث فيصير نصاً يفيد العلم والقطع في الدلالة على المطلوب، فلأجل ذلك سمي خفياً ولاستغناء الأول عن ذلك سمي جلياً

و اغلب علماء الزيدية لا يثبتون النص الجلى مع روايتهم لاخبار احادية جلية , و هذا هو المشهور عن المتقدمين من الزيدية و الذى نص عليه علماؤهم

قال الحافظ الجليل على بن الحسين الزيدى :
[ ذهبت الزيدية الى ان النبى صلى الله عليه واله وسلم نص على على عليه السلام نصا لم يعلم المسلمون منه مراد النبى ضرورة و لا من بعدهم . و انما يعرف مراده بالاستدلال
و ذلك كخبر الغدير و خبر المنزلة
و اختلفوا فى النص الجلى عليه فلم يثبته الزيدية ,و ادعى جلاءه الامامية و قالوا ان من سمعه من النبى صلى الله عليه واله وسلم علم ضرورة ان مراده به الامامة ] المحيط بالامامة – مخطوط

-------------------------

2- حكم المتقدمين على امير المؤمنين عليه السلام :
اتفق الزيدية على ان الشيخين كانا من خيار المهاجرين الاولين
و اتفقوا ايضا على ان تقدمهما عليه مخالفة للدليل الشرعى القطعى الدلالة على استحقاقه لمقام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
و انهما اخطئا فى موقفهما من مطالبة سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها بحقها فى ميراث ابيها صلى الله عليه واله وسلم و حقها فى فدك
هذه هى اخطاء الشيخين فى حق اهل البيت التى يقطع الزيدية بثبوتها و ما عدا ذلك لا يقطعون بثبوته و لا يرتبون عليه احكام ولاء و براء , او ينكرونه ولا يصححونه اصلا كمسالة ضرب عمر للزهراء ع
و موقف جمهور علماء الزيدية من اخطاء الشيخين : التوقف فى حكمها , و التوقف فى الولاء و البراء منهما ويكلون امرهما الى الله

و ذهب كثير من اعلام الزيدية الى ترك التوقف و ترضوا على الشيخين و نقلوا الترضية عليهم عن بعض قدماء ائمة الزيدية , و احتجوا على من توقف بان الشيخين مقطوع بعدالتهم قبل هذه الاحداث و لم يثبت قطعا انها كبائر فتجب الموالاة استصحابا للاصل , و من ابرزهم الامام يحيى بن حمزة و له مصنفات فى ذلك والامام ابن المرتضى صاحب البحر الزخار , و الامام الهادى بن ابراهيم الوزيرو الامام عز الدين بن الحسن ع و غيرهم

اما البراءة من الشيخين فلم يذهب اليها الا الجارودية اتباع ابى الجارود من انصار الامام زيد ع اما ائمة الزيدية فالثابت عند الزيدية انهم لم يتبراوا من الشيخين و لا استثناء فى ذلك الا رواية مغمورة عن الامام احمد بن سليمان انكر صحتها غير واحد من علماء الزيدية , و رسالة نسبت الى الامام الهادى و لا تثبت عنه , بل مذهب القاسم و الهادى المعلوم عند الزيدية التوقف , و قد نص اعلامهم على عدم ثبوت تفسيق الشيخين عن احد من قدماء ائمتهم
قال الامام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني ت 410 :
[ لو قيل لواحد ممن يدعي بزعمه كفراً أو فسقاً في حقهم أرني نصاً من جهة الأئمة صريحاً أنه يتبرئ فيه من الشيخين لم يمكنه ذلك"] المعراج ـ مخطوط
و قال الامام عبد الله بن حمزة فى العقد الثمين :
[ الظاهر المعلوم من ذريته الأئمة الطاهرين، والأئمة العلماء إلى يومنا هذا، عدم السب والبراءة، لا نجد أحداً يحكي عنهم حكاية صحيحة لسب ولا برآءة، بل وكلوا أمرهم إلى رب العالمين]

و قال [تقدم من تقدم على علي عليه السلام من جملة الأحداث بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي أخطأ راكبها، ولسنا نعلم قدر عقوبة ذلك الخطأ عند الله سبحانه؛ لأن الخطيئة الكبيرة قد تصغر بقدر عظم صاحبها وتقدم إحسانه، كما نعلم من إقالة أهل الكرامة الهفوات والعثرات والتجاوز عنهم من فارط السيئات بخلاف من لا حق له ولا مكان.
وقد كان المتقدم على علي عليه السلام من أعظم الناس على الرسولً بعد أهل بيته حقاً، وأقفاهم لآثاره، وهم خلة أصحابه وخيارهم ومنهم صاحبه وناصره، ومنهم ظهره ولهم حرمة، وقد أقدموا على ما لم يوسع لهم في ارتكابه ولا قام لهم دليل بجوازه، فإن عفا الله عنهم فأهل العفو وهم أقمن الناس به، وإن عاقبهم فما ربك بظلام للعبيد .
فهذا ما عندنا في هذه المسألة مجملاً فتفهمها موفقاً، فقد رأينا أن نجعل لك هذه المسألة كالأصل لما بعده، ولا يمكن أحد أن تصح دعواه على أحد من سلفنا الصالح عليهم السلام أنهم نالوا من الصحابة رضي الله عنهم أو سبوهم، بل يعتقدون فيهم أنهم قبل الإحداث أنهم خير خلق الله بعد محمد وعلي وولديهما صلوات الله عليهم وعلى الطيبين من آلهم، ويقولون قد أخطئوا بالتقدم على علي عليه السلام وعصوا بذلك معصية قدرها إلى الله سبحانه والخطأ لا يبرأ منه إلا الله تعالى، وقد عصى آدم ربه فغوى؛ فإن حاسبهم فبذنب قدموه، وإن عفا عنهم فهو أهل العفو وهم يستحقون بحميد سوابقهم ] المجموع المنصورى – الاجوبة الشافية


وقال العلامة محمد بن الحسن الديلمي رحمه الله :
[اعلم أن مذهب سادات الزيدية من العترة الزكية : التوقف في أمر الشيخين
بل بعضهم يرون موالاتهما ويخطئون من تبرأ منهما ، ويظهرون محبتهما و فضلهما .[قواعد عقائد آل محمد ـ مخطوط 290


---------------------


ذو النورين:
قال الامام عبد الله بن حمزة لما سئل عن عثمان :
[إن قولنا فيه قول علي عليه السلام: استأثر فأساء الأثرة وعاقبوا فأساؤوا العقوبة ولله حكم في المستأثر والمعاقب] المجموع المنصورى – مسالة فى الصحابة

و قال :[ كان امره عليه السلام فيه كما قال : و الله ما امرت و لا نهيت و لا كرهت و لا رضيت و لا سرنى و لا سائنى , و فى هذه الالفاظ العلمية العصمية لاهل العلم مجال وسيع و شرح بليغ لا يحتمله المكان هذا و قال كعب بن جعيل التغلبى شاعر اهل الشام شعرا فى معنى ذلك :
و ما فى على لمستعتب ** مقال سوى ضمه المحدثين
و ايثاره اليوم اهل الذنوب ** و رفع القصاص عن القاتلين
اذا سيل عنه زوى وجهه ** و عمى الجواب عن السائلين
فليس براض و لا ساخط ** و لا فى النهاة و لا الامرين
و لا هو ساه و لا سره ** و لا بد من بعض ذا ان يكون] الشافى 1/171

قال على عليه السلام فى امر عثمان :
[ لو امرت به لكنت قاتلا , او نهيت عنه لكنت ناصرا , غير ان من نصره لا يستطيع ان يقول : خذله من انا خير منه , و من خذله لا يستطيع ان يقول : نصره من هو خير منى
و انا جامع لكم امره :
استاثر فاساء الاثرة , و جزعتم فاساتم الجزع
و لله حكم واقع فى المستاثر و الجازع ]النهج /129-130



----------

3- حكم المحاربين لعلى عليه السلام :
قال الامام الهادى :
[حدثنى ابى عن ابيه- القاسم الرسى - عمن حارب امير المؤمنين و عمن تخلف عنه فى حروبه و لم يكن معه ولا عليه
فقال :
من حاربه فهو حرب لله و رسوله , ومن قعد عنه بغير اذنه فهو هالك فى دينه ]الاحكام 1/39
قال الامام المنصوربالله عبد الله بن حمزة :
[ قد ذكرت توبة قومٍ فأخرجناهم عن حكمهم لأن الله تعالى يقبل توبة التائبين كالزبير، وطلحة، وعائشة، فإن توبتهم قد نقلت.

أمَّا الزبير: فإنه لما ذَكَرَهُ علي عليه السلام قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((لتقاتلنَّ علياً وأنت له ظالم)) ترك القتال..
ولما استأذن ابن جرموز قاتل الزبير على علي عليه السلام وألقى السيف بين يديه، اغرورقت عينا علي عليه السلام بالدموع وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((بشروا قاتل ابن صفية بالنار))، أما إنك قتلته تائباً مؤمناً طال والله ما كشف به الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعني السيف، وهذا تصريح بتوبته.

وكذلك الحديث في طلحة: إنه لما صُرِعَ مرَّ به رجل من أصحاب علي عليه السلام فقال [طلحة]: أَمِنْ أصحابنا؟ أم من أصحاب أمير المؤمنين؟ فقال: بل من أصحاب أمير المؤمنين، فقال: ابسط يدك لأبايعك لأمير المؤمنين فألقى الله على بيعته، أما والله ما كفتنا آية من كتاب الله وهي قوله تعالى: &
وأمَّا عائشة: فكانت تبكي حتى تبل خمارها، وتقول: وددت أن لي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشرة، كلهم مثل الحرث بن هشام، وأنهم ماتوا واحداً بعد واحد، وأني لم أخرج على علي بن أبي طالب.

فأمَّا من لم يتب منهم فإلى النار.] المجموع المنصورى – العقد الثمين

و قال السيد مجد الدين المؤيدى [ قال المنصور بالله و غيره من ائمتنا و شيعتهم : انها ثبتت توبتها عن الخروج على امير المؤمنين ع
قلت : وكانت تنشر فضائل امير المؤمنين عليه السلام
و انا ارى لها منزلة و لطلحة و الزبير لانهم لم يحدثوا عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فى خروجهم و لا فى جانب امير المؤمنين ع بما يخل , و لو رووا لضللوا الامة لمكانهم فى الاسلام , و هذا يدل على تحرج و تدين , و اما غيرهم – اى معاوية – فلو روى لم يصدق ,,
و قد روى عن عائشة انها منعت من دفن الحسن السبط عليه السلام الى جنب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم و روى انها لم تمنع و انما منع بنو امية و الله اعلم
و اعدل الاقوال عندى ما قاله امير المؤمنين عليه السلام فى شانها ( و اما عائشة فادركها راى النساء و شىء كان فى نفسها على يغلى فى جوفها كالمرجل , و لو دعيت لتنال من غيرى ما اتت الى لم تفعل
و لها بعد ذلك حرمتها الاولى
و الحساب على الله) ] لوامع الانوار 3/227-228

--------------------


ابن اكلة الاكباد :

لا خلاف بين الزيدية فى ان معاوية لعنه الله منافق دخل الاسلام مكرها و خرج منه طائعا !

ويقول الامام المنصور ابن حمزة ع
[ اول من بدل احكام رب العالمين و سعى فى سفك دماء عترة خاتم المرسلين , معاوية بن ابى سفيان و من قفى منهاجه و نسج على منواله و حذا على مثاله من بنى امية الى انقضاء مدتهم ثم تبعهم من سلك سبيلهم و تابع دليلهم من بنى عمنا العباس الى يومنا هذا ..
تخلى الحسن بن على ع ابن رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم و ثمرة فؤاده و ريحانته من الدنيا و فرخ الزهراء و سلالة خديجة , لمعاوية بن صخر قائد الاحزاب سليل اكلة اكباد الشهداء هند بنت عتبة , لما خذله انصاره و تخاونوا , بل خانه اولياؤه , و تناصح فى عناده اعداؤه سنة احدى و اربعين لخمس بقين من شهر ربيع الاول , فبايع الناس معاوية فسمى العام عام الجماعة كما فى سنة تسع و اربعين اظهر معاوية اللعين لعن على عليه السلام على المنابر ,, و قال لاجرينه حتى اذا قطع قيل قطعت السنة , ..و سب خير الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم على بن ابى طالب عليه السلام , و سم سبط رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الحسن بن على عليه السلام استطالة لايامه و استثقالا لمقامه , و جفا الانصار و امر بهجوهم فتحامى ذلك عليهم من يدين بالاسلام لقول رسول الله فيهم و ترحمه عليهم و على ابنائهم و ابناء ابنائهم حتى ندب لذلك الخبيث النصرانى الاخطل فقال قصيدته المشهورة التى قال فيها :
ذهبت قريش بالفضائل كلها ** و اللؤم تحت عمامئم الانصار
فغضب لذلك المسلمون المحقون ..
و لو علم – معاوية – ان الامر ينتظم له برفض امور الاسلام جملة و الرجوع الى عبادة الاصنام لفعل ذلك ..
و لقد استبشر بموت الحسن بن على عليه السلام و استر به سرورا ما استر به الا المشركون
اصبح اليوم ابن هند ضاحكا ** ظاهر النخوة ان مات الحسن
..و قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فى على و الحسن و الحسين و الحسين و فاطمة عليهم السلام ..( انا سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم ) .. و قد ورد فى الاخبار ..( يا على بحبك يعرف المؤمنون و ببغضك يعرف المنافقون و من ايا على من احبك لقى الله مؤمنا و من ابغضك لقى الله منافقا )
و المعلوم ضرورة ان معاوية فى نهاية البغض لعلى عليه السلام و من المعلوم استدلالا ان النفاق اقبح من الكفر و ان المنافقين فى الدرك الاسفل من النار ..
و اما كتابة الوحى ! فقد كتبه لرسول الله ابن ابى سرح و لا شك فى كفره و نفاقه , و اما انه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , فصحبته من جنس صحبة عبد الله بن ابى بن سلول و كذلك ابوه , و اما صهارته لرسول الله لمكان ام حبيبة رحمها الله , فقد كانت تحت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم صفية بنت اخطب و اخوها يهودى ]الشافى 1/158-161

و قال : [ كان امير المؤمنين عليه السلام اذا قتل قتيلا من اصحاب معاوية قال ( اللهم انه عدوك قاتل ليدحض دينك ,و يبطل ما جاء به نبيك , فاصل وجهه النار )..القوم ان كانوا مؤمنين فى حال القتال حرم قتلهم بنص القران و وقع الوعيد على من قتلهم .. و قد قتل- اى على ع - ليلة الهرير خمسمائة قتيل و خمسة و ثلاثين قتيلا , فليت شعرى اقتلهم عمدا ام سهوا ؟! , فان كان عمدا فقد وقع الوعيد على قاتل العمد ان كانوا مؤمنين .. و كيف يطلق اسم الايمان عليهم و على قاتلهم دفعة واحدة ؟! و انما قال تعالى { و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا } و سماهم مؤمنين لاتفاقهم على الايمان فى الاصل ثم فرق بعد ذلك فى الاسم و الحكم بقوله تعالى { فقاتلوا التى تبغى } فسماهم بغاة و هى فئة باغية حتى تفىء الى امر الله . معناه ترجع و كيف ترجع الى امر هى فيه فلولا انها خرجت من الايمان لم تقاتل حتى ترجع اليه ] الشافى 1/169


و قال [قد لعنه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لما راه يقود باييه و اخوه يسوق : لعن الله القائد و الراكب و السائق .. و كان على عهد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من المؤلفة .. و بعده نجم نفاقه و ظهر كفره .. و كفره العلماء و كان مسروق ممن كفره و ابوه قال لما بويع عثمان : ارجو ان يرجع ديننا كما رجع ملكنا , و هو يريد عبادة الاصنام .. و لم يذهب عظمة الكفر و النفاق منهم حتى خرج الامر عنهم و ان كان منهم القليل قد خالفوا منهاجهم و سلكوا غير سبيلهم و لكن الحكم للاعم و الاكثر و مهما وقع فيه النزاع و امكن عنه الدفاع فلن يمكن النزاع فى توارثهم سب امير المؤمنين و امام المسلمين و وصى رسول رب العالمين و ابى الذرية الهادين .. و عداوة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شعارهم دون الدثار , فهل ترى من هذه حالهم يكونون ائمة للامة ؟! ..
امن يقتل حجر بن عدى و اصحابه و عمرو بن الحمق الخزاعى يعد فى الصالحين ايها المتفقهة الضالون , و ما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد, ساموهم البراءة من على اول المسلمين صلاة مع رسول الله و اكثرهم عناءا بين يديه و اخرهم عهدا به ] الشافى 1/177-178


و قال[ ان القوم ما اسلموا لولا مخافة السيف استسلموا لاجلها , فلما تنفس خناقهم نجم نفاقهم , و ظهر ما كان فى نفوسهم و لم يتمكنوا من رفع الاسلام جملة , فضربوا بفئووس ضلالتهم فى قواعده الراسية و هم اهل بيت النبى صلى الله عليه واله وسلم , فنالوا منهم ما شفوا به غلتهم و بردوا به حرارات قلوبهم ]الشافى 1/167




و يقول العلامة المؤيدى:

[معاوية عدو الله و عدو رسوله لقوله صلى الله عليه واله وسلم لعلى عليه السلام فى الخبر المتواتر (اللهم وال من والاه و عاد من عاداه) ,
معاوية منافق لقوله صلى الله عليه واله وسلم لعلى فى الخبر المعلوم المجمع عليه (لا يحبك الا مؤمن و لا يبغضك الا منافق ),
معاوية راس البغاة الدعاة الى النار لقوله صلى الله عليه واله وسلم لعمار (تقتلك الفئة الباغية تدعوهم الى الجنة و يدعونك الى النار )الخبر النبوى المتواتر
معاوية قاتل عمار بن ياسر و حجر بن عدى و الالوف المؤلفة من المؤمنين و قد قال تعالى { و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد له عذابا عظيما }

و قد استحق المتولون له و المدافعون عنه الوعيد الشديد بمثل قوله تعالى { لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الاخر يوادون من حاد الله و رسوله } { و من يتولهم منكم فانه منهم }
و يحشر المرء مع من احب ]مجمع الفوائد 440-341

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

امامة الحسنين عليهما السلام :
قال الامام المنصور [الذي أجمعت الزيدية والإمامية عليه: أن الإمام بعد علي عليه السلام الحسن بن علي، ثم بعده الحسين بن علي عليهم السلام، فعند الزيدية: أنهما إمامان لنص الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خيرٌ منهما.] المجموع المنصورى – العقد الثمين

و يعتقد الزيدية عصمة اصحاب الكساء من الرجس
قال السيد مجد الدين المؤيدى [قد أخبر الله جل جلاله - مؤكداً بالحصر والقصر مبالغة بـ(إنما) حتى كأنه تعالى لا يريد شيئاً سواه - بإذهاب الرجس عنهم، وتطهيرهم تطهيراً تاماً، فأفاد العصمة في الاعتقاد والأقوال، والأفعال لأن ما يتنزه منه غير ذلك ليس بمراد قطعاً.
فإن قيل: لا يلزم من وقوع الإرادة وقوع المراد.
قلنا: إرادته تعالى لا تخلو إما أن تتعلق بأفعال عباده أو بأفعاله، إن كان الأول فمسلم عدم الملازمة، لأنه لم يردها منهم إلا على سبيل الاختيار، وقد بنى أمره تعالى على الابتلاء، فهي واقفة على وجود دواعيهم وانتفاء صوارفهم ضرورة، وإن كان الثاني وهو تعلقها بأفعاله تعالى فلا محالة من وقوع المراد إذ لا صارف حينئذٍ إلا ما الله منزه عنه من العجز والبداء، تعالى الله سبحانه: )إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(، )فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ(، وقد أسند الفعلين عزوجل إليه في قوله ليذهب ويطهر صريحاً حقيقة، كما في قوله تعالى: )يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ(، )يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ(، )يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ(، فكل هذه قد أرادها تعالى وهي واقعة، بخلاف ما أراد وهو موقوف على الاختيار، كقوله تعالى)وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ(، فقد أراد التوبة عليهم - وهي واقفة على اختيارهم - بفعل التوبة قطعاً، عقلاً وسمعاً: )إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ(، )وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ...(الآيةفإن قيل: إذا كان الإذهاب والتطهير فعله عز وجل لزم الجبر وارتفاع التكليف.
قلنا: ليس فعله في ذلك إلا الألطاف والتوفيق، وعلى الجملة هي على معنى العصمة في الأنبياء صلوات الله عليهم، وجماعة الأمة، فما قيل فيها قيل فيها، وكل على أصله، فظهر بهذا انحلال ما ذكره الشيخ ابن تيمية في منهاجه، وتبعه على ذلك محمد بن إسماعيل الأمير، حيث قال بعد إيراد كلامه: قلت وهذا البحث لازم على قواعد الاعتزال بلا ريب. انتهى.
هـذا وقد علم من صيغة العموم - التي هي الجنس المعرف باللام في الرجس الذي هو ما يستقبح ويستخبث، ومن التطهير المؤكد المطلق عن المتعلق - إذهاب جميع ما يتنزه عنه، فثبت بذلك العصمة على مقتضى الدليل,وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
فإن قيل: يدخل في مسمى أهل البيت غيرهم من أهل بيت السكنى، وأهل بيت النسب، وأيضاً الآية واقعة في سياق ذكر الزوجات، فالمقام يقتضي أن يكن مرادات.
قلنا: الأحاديث المتواترة القاطعة معينة للمراد، سواء كانت صارفة من الحقيقة إلى المجاز أو من معينة للمقصود من معاني المشترك، وسواء كان باعتبار وضع لغوي أو شرعي،
وأما السياق:
فالسياق في الأصل ذكره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وما ذكرن إلا من أجله، فلا بعد في توسيط من هو أخص منهن وأقرب
وقد أبان تعالى تحويل الخطاب، بتذكير الضمير بلا ارتياب، والآية كلام مستقل لا يحتاج إلى ما قبله ولا ما بعده،
وبعد هذا كله فدلالة السياق ظنية، والأخبار قطعية، والمظنون يبطل بالقاطع المعلوم، وهي دالة على تعيينهم، وقصرها عليهم.] مقدمة المصابيح
و لا يعتقد الزيدية عصمة الانبياء عليهم السلام من جميع الصغائر
قال شارح العقد الثمين :[ الأنبياء عليهم السلام معصومون عن ثلاثة أنواع من المعاصي:
الكبائر جميعها.
وما يتعلق بالتبليغ ويقدح في الوحي كالكذب ولو في غيره، وكالسهو والنسيان والغلط فيما يتعلق بالوحي لا في غيره
، فإنهم منـزهون عن السهو ونحوه فيما يتعلق بالوحي وإن لم يكن معصية وإلا لما وثقنا بما بلغوه إلينا.
والثالث ما فيه خسة ودناءة وسقوط مروءة لتأديته إلى التنفير عنه وعدم القبول منه.
وما عدا ذلك من سائر الصغائر فهو جائز عليهم على خلاف بين أئمتنا في كيفية صدوره منهم. ]

و يعتقد جمهور الزيدية ان الملائكة افضل من الانبياء عليهم السلام
و يعتقدون ان جميع الانبياء و الرسل عليهم السلام افضل من سائر البشر





5- الامامة بعد الحسين عليه السلام :
يعتقد الزيدية ان الامام من ذرية الحسنين ع من قام مناجزا لملوك الجور , و الامام عندهم بعد زيد الشهيد ابنه يحيى الشهيد عليهما السلام ثم الامام الشهيد محمد النفس الزكية عليه السلام
ثم اخوه الامام الشهيد ابراهيم عليه السلام
ثم الامام الشهيد الحسين الفخى بن على بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب ع
ثم الامام النفس التقية يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب ع , و قصته مشهورة مع الرشيد و اوذى لاجل نصرته الامام الشافعى رحمه الله و الامام محمد بن الحسن الشيبانى صاحب ابى حنيفة رحمه الله و كانت دعوة الامام يحيى فى زمن هارون الملقب بالرشيد لعنة الله عليه
و قام فى زمن هارون بالمغرب الامام الشهيد ادريس عليه السلام ت 177و قتله هارون بالسم و قيل قتله بواسطة سليمان بن جرير الذى تنسب اليه احدى الفرق الزيدية , و افتخر شاعر بنى العباس بقتله :
اتظن يا ادريس انك مفلت ** كيد الخلافة او يقيك فرار
و يقول الامام ابن حمزة [ و ممن قتل هارون الغوى من اهل البيت عليهم السلام عبد الله بن الحسن بن على بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب المسمى بالافطس .. و موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين السبط بن امير المؤمنين عليهم السلام , و لما زار – هارون – قبر النبى صلى الله عليه واله وسلم قام عند راسه و قال : يا رسول الله انى اعتذر اليك اريد اخذ موسى بن جعفر لانى اخافه ان يشق عصا هذه الامة , فحبسه , فلما ابطا عليه موته امر الفراشين من النصارى غموه فى فرش حتى مات , ..و على الجملة ما بقى من اهل بيت النبى صلى الله عليه واله وسلم فاضل الا اغتاله او جاهره فقتله , و لا يبحث الا عن فضلائهم ولا جرم للمقتول و المسموم الا صلاحه و فضله ! افهكذا يكون خلفاء الانبياء ايها الفقيه يقتلون الذين يامرون بالقسط من الناس ؟؟] الشافى 1/240-241

ثم قام فى زمن ابنه المسمى بالمامون , الامام الشهيد محمد بن ابراهيم طباطبا عليه السلام ت 199 , و الامام محمد بن جعفر الصادق ع ,و الامام محمد بن محمد بن زيد الشهيد و يقول الامام ابن حمزة فى تعداده لمن قتلتهم الدولة فى عهده من ابناء رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :
[ و ممن قتل بالسم فى ايامه – المامون – على بن موسى الرضى عليه السلام يكنى ابا الحسن و قيل ابا بكر و امه ام ولد و كان نسيج وحده ووحيد عصره علما و فضلا و كمالا ,و استدعاه المامون فى ايامه فلما وصله لم يعذره من عقد البيعة له و كان المامون و اولاده و اهل بيته و بنو هاشم اول من بايعه ثم الناس على مراتبهم .. و جعل له فى الخطبة موضعا فكان اذا بلغه الخطيب قال : اللهم صلى على الامام الرضى على بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين سيد شباب اهل الجنة بن على بن ابى طالب امير المؤمنين ثم يقول
ستة اباء هموا ما هم ** هم خير من يشرب صوب الغمام
..و لم يزل على بن موسى الرضا مع المامون يعرف حقه و يدين ظاهرا بفضله و تعظيمه حال اقباله من خراسان الى ان صار بطوس , ثم دس عليه السم فقتله و لم يختلف فى قتله بالسم و انما اختلف فى الكيفية .. و لما مات اظهر عليه جزعا عظيما و قبره الى جنب قبر ابيه – قبر هارون - توددا و اظهارا للانصاف فغبى قبر هارون حتى كانه لم يكن هناك و نسب المشهد الى على بن موسى عليه السلام فلا يعرف ان هناك هارون الا اهل المعرفة
.. فصغر الله الباطل و عظم الحق
فمن اراد زيارة على بن موسى الرضى عليه السلام خلع نعليه على راس هارون !]الشافى 1/265
باؤا بقتل الرضا من بعد بيعته ** فابصروا بعض يوم رشدهم و عموا
الا ايها القبر الغريب محله ** بطوس عليك الساريات هتون
شككت فما ادرى امسقى شربة ** فابكيك ام ريب الردا فيهون

القاسم بن ابراهيم :
و يسميه الزيدية : نجم ال الرسول عليهم السلام .قال سليله المنصور ابن حمزة فى رده على فقيه سنى :[ القاسم بن ابراهيم ترجمان الدين , و فضله اشهر من ان يخفى .. و له من التصانيف المشهورة و الاصحاب الفضلاء الذين اخذوا العلم عنه .. و جهد المامون به اشد الجهد فى الانس به و مصافاته لتسكن روعته من جانبه , فابى اشد الاباء طلبا لثواب الله فى اخافته الظالمين .. اخذ العلم عن ابيه ابراهيم الغمر و هو الملقب طباطبا .. قال الراجز فى رواية انساب الطالبيين :.. كانه القاسم او طباطبا
و المنصور بالله هو عبد الله بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن على بن حمزة بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم الرسى
و يقول الامام ابو طالب الهارونى فى الافادة :[ استشهد أخوه محمد بن إبراهيم وهو بمصر، فلما عَرَفَ ذلك دعا إلى نفسه وبَثَّ الدعاة وهو على حال الاستتار، فأجابه عَالَم من النَّاس من بلدان مختلفة، وجاءته بيعة أهل مكة، والمدينة، والكوفة، وأهل الري، وقزوين، وطبرستان، والديلم، وكاتبه أهل العدل من البصرة، والأهواز، وحثوه على الظهور وإظهار الدعوة، فأقام عليه السلام بمصر نحو عشر سنين.
واشتد الطلب له هناك من عبد اللّه بن طاهر، فلم يمكنه المقام، فعاد إلى بلاد الحجاز وتهامة، وخرج جماعة من دعاته من بني عمه وغيرهم إلى بلخ، والطالقان، والجوزجان، ومَرْوِرُوذ فبايعه كثير من أهلها، وسألوه أن ينفذ إليهم بولده ليظهروا الدعوة.
فانتشر خبره قبل التمكن من ذلك، فتوجهت الجيوش في طلبه نحو اليمن، فاستنام إلى حيّ من البدو واستخفى فيه.
وأراد الخروج بالمدينة في وقت من الأوقات، فأشار عليه أصحابه بأن لا يفعل ذلك، وقالوا: المدينة والحجاز تسرع إليهما العساكر ولا يتمكن فيها من السير.
ولم يزل على هذه الطريقة مثابراً على الدعوة صابراً على التغرب والتردد في النواحي والبلدان، متحملا للشدة، مجتهداً في إظهار دين اللّه.
ولما اجتمع أمره وقَرُبَ خروجه بعد وفاة المأمون وتولي محمد بن هارون الملقب بالمعتصم، تشدد محمد هذا في طلبه وأنفذ الملقب: ببغا الكبير وأشناش في عساكر كثيرة كثيفة في تتبع أثره، وأحوج إلى الانفراد عن أصحابه وانتقض أمر ظهوره.
وكان قد ورد الكوفة في بعض الأوقات، واجتمع معه هناك في دار محمد بن منصور: أحمد بن عيسى بن زيد فقيه آل رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وعابدهم، وعبد اللّه بن موسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن الفاضل الزاهد، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد، وكانت فضيلة السبق إلى منابذة الظالمين والامتناع من بيعتهم وترك متابعتهم والانقياد لهم إنتهت إلى هؤلاء من جملة أعيان العترة، فاختاروا القاسم عليه السلام للإمامة وقدموه على أنفسهم، وقالوا له: أنت أحقنا بهذا الأمر لفضل علمك، وبايعوه، وذلك في سنة عشرين ومائتين.
حدثني أبو العباس رحمه اللّه قال: سمعت أبا زيد عيسى بن محمد العلوي رحمه اللّه يقول: قلت لمحمد بن منصور: النَّاس يقولون: إنك لم تستكثر من القاسم عليه السلام. قال: بلى، صحبته فيما كنت أقع إليه خمساً وعشرين سنة، فقلنا له: إنك لست تكثر الرواية عنه، قال: كأنكم تظنون أنا كلما أردنا كلمناه، مَنْ كان يجسر على ذلك منا !؟ ولقد كان له في نفسه شغل، كنت إذا لقيته لقيته كأنما أُلْبِسَ حُزْناً.
وحكى الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام عن أبيه أن المأمون كلف بعض العلوية أن يتوسط بينه وبين القاسم عليه السلام، ويصل ما بينهما على أن يبذل له مالاً عظيماً، فخاطبه في أن يبدأه بكتاب أو يجيب عن كتابه، فقال عليه السلام: لا يراني اللّه تعالى أفعل ذلك أبدا
وكان عليه السلام إنتقل إلى الرَّس في آخر أيامه، وهي: أرض إشتراها عليه السلام وراء جبل أسود بالقرب من ذي الحليفة وبنى هناك لنفسه ولولده، وتوفي بها ـ وقد حصل له ثواب المجاهدين من الأئمة السابقين ـ سنة ست وأربعين ومائتين، وله سبع وسبعون سنة، ودفن فيها ومشهده معروف يزوره من يريد زيارته فيخرج من المدينة إليه.]


و يقول الامام ابن حمزة :

[ و لما تفرق الطالبيون لسوء تدبير المتوكل – لعنه الله – خرجوا فى نواحى كثيرة داعين الى الله تعالى عاملين بكتابه امرين بالمعروف اناهين عن المنكر
فغلب الداعى الى الله الحسن بن زيد بن محمد بن اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن ابى طالب على طبرستان و نواحى الديلم و كان بينه و بين الجنود العباسية وقعات كثيرة اكثرها له عليه السلام و كان فاضلا ورعا عالما عاملا شجاعا سخيا ..
و امر بعمارة المشهدين المقدسين مشهد على بن ابى طالب ع و مشهد الحسين بن على ع و انفق عليهما جملة كثيرة من المال و كان يامر الى الحجاز و العراق فى كل سنة بالف الف درهم تفرق على ضعفة ال الرسول صلى الله عليه واله وسلم و بعث دعاته فى الافاق .. ] الشافى 1/282
و قال المنصور:
[ و فى ايامه – المتوكل – قام الامام يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن على بن الحسين بن على ابى طالب صلوات الله عليهم ,و يكنى ابا الحسين و امه ام الحسين فاطمة بنت الحسين بن عبد الله بن اسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن ابى طالب عليهم السلام ..و لم يرث احد من اهل البيت قبل يحيى و لا بعده بمثل ما رثى به رثاه اهل الاجادة و الشعراء بمراث كثيرة فلو ذكرناها لخرجنا الى الاسهاب و انما نذكر قصيدة ابن الرومى ..:
امامك فانظر اى نهجيك تنهج ** طريقان شتى مستقيم و اعوج
الا ايهذا الناس طال ضريركم ** بال رسول الله فاخشوا او ارتجوا
افى كل يوم للنبى محمد ** قتيل زكى بالدماء مضرج ] الشافى 1/287
[ و ممن قام من اهل البيت ع فى ايام المستعين المسمى بالحرون و هو الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن على بن الحسين بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب ع ..
و محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن على ب ابى طالب ع خرج بالكوفة و غلب عليها فخادعه ابن طاهر حتى تمكنه فحبسه حتى مات ] الشافى 1/294
بويع الملقب بالمعتز .. و كان فى ايامه الامام اسماعيل بن يوسف بن ابراهيم بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب ع فغلب على بعض الحجاز ...] الشافى 1/294
[و فى ايامه – المعتمد العباسى - قام من الذرية الزكية احمد بن محمد بن عبد الله بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب امه من الانصار من اولاد عثمان بن حنيف فقتله ابن طولون على باب اسوار و حمل راسه الى المعتمد , و احمد بن محمد بن جعفر بن الحسن بن على بن عمر بن على بن الحسين زين العابدين اسر بنيسابور فمات فى السجن , و عبد الله بن على بن عيسى بن يحيى بن الحسين بن زيد بن على زين العابدين قتل فى وقعة خمارويه بن طولون , و على بن ابراهيم بن الحسن بن على بن عبد الله بن الحسين بن على زين العابدين قتل على باب المعتمد بسر من راى غيلة , و محمد بن احمد بن محمد بن الحسن بن على بن عمر بن على زين العابدين قتله عبد العزيز بن دلف صبرا بابة قرية بين قم و ساوة , - الى قوله بعد ان عد جماعة – فهؤلاء من الفضلاء من الذرية الطاهرة حصدتهم السيوف . قالت الذرية الطاهرة لا يطاع الا الله و لا يعصى و قالت الجنود الفاجرة العباسية يعصى الله و لا يطاع .. ثم قام بالامر الملقب بالمعتضد .. و ممن قتل من اهل بيت النبى صلى الله عليه واله وسلم : ابو المطهر محمد بن زيد بن محمد بن اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن ابى طالب ع و هو المعروف بالداعى و كان اخوه قبله الحسن بن زيد ع , و محمد هذا هو القائم بخراسان يضرب بعدله المثل و هو الذى اجرى فيها رسوم العدل و اظهر معالم الدين و عزت الذرية الطاهرة فى ايامه و ايام اخيه و انتصفت من الاعداء و اقام بها سوق العدل و التوحيد و نفى الجبر و التشبيه و المذاهب الردية ..
و رثى بمراث كثيرة .. فمنها قصيدة ابى الحسن على بن الحسن الناصر للحق – الاطروش - ... .. و مما مدحه به الناصر فى ايام حياته ..
جلا الشبهات فهمك يا ابن زيد ** كماجلى دجى الظلم النهار
.. و كانت شهادته عليه السلام يوم الجمعة فى شهر رمضان سنة سبع و سبعين و مائتين و قام بعده فى ايام المعتضد .. احمد بن ابراهيم ختن الداعى ع فظهر ظهورا شافيا و خطب له على منابر جرجان و قومس و نساء و نيرود ..
و كان الهادى الى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب صلوات الله عليهم و امه ام الحسن بنت الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن على بن على بن ابى طالب قد قام فى ارض اليمن و ظهر سلطانه و طرد جنود المسودة بعد وقعات كثيرة كانت له اليد فيها عليهم و كان لكونه فى اليمن كالمعتزل عنهم و كان قيامه عليه السلام سنة ثمانين و مائتين ]الشافى 1/297-303
و الهادى عليه السلام مؤسس دولة الزيدية فى اليمن كما هو معلوم

حميدان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الثلاثاء ديسمبر 09, 2003 3:29 pm

مشاركة بواسطة حميدان »

الاحكام الفقهية

يقول السيد العلامة مجد الدين المؤيدى [ان لله تعالى على عباده حججا لازمة و بينات قائمة :
اولها : العقل و لولاه لما عرف التوحيد و لا النبوة
ثانيها : الكتاب المجيد الذى لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد , و قد اوجب سادات ال محمد صلى الله عليه واله وسلم عرض كل ما ورد عليه , و رد كل ما نقل اليه .. ليس مقصود الرسول صلى الله عليه واله وسلم و ائمة اهل البيت ع من العرض الا رد ما كذب على الله و رسوله ..
ثالثها : ما صح عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم من السنة الشريفة رفع الله احكامها و انار اعلامها ..
و رابعها : ما صح عن اخيه و ابن عمه و وصيه و باب مدينة علمه المنزل منه تارة بمنزلة نفسه كما نطق به القران فى سورة ال عمران , و تارة بمنزلة هارون من موسى , امير المؤمنين و ولى المسلمين و مولاهم بنص الكتاب المبين و تبليغ خاتم المرسلين كما فى خبر الغدير الكائن فى حجة الوداع بمشهد الجم الغفير .. قاتل الناكثين و القاسطين و المارقين , من طوق الله بولايته الاعناق و جعل مودته علامة الايمان و بغضه علامة النفاق ..
و خامسها : اجماع اهل الذكر و اولى الامر من ال الرسول صلى الله عليه واله وسلم .. المشهود بحجية اجماعهم و عصمة جماعتهم باية المودة و التطهير و احاديث الكساء و التمسك و خبر السفينة و غير ذلك مما لا يحصى كثرة ..
و اما اجماع الامة فالمدار على العترة على التحقيق , و لذا قال قائلهم :
اجماعنا حجة الاجماع و هو له ** اقوى دليل على ما الكتب تنبيه
هذا فما خالف من الاحاد , المعلوم من هذه الحجج الرصينة و الادلة الراسخة المتينة , و لم يمكن تاويله فهو مردود على قائله مضروب به وجه ناقله , موسوم بالوضع مطرود عن مقاعد السمع
و لهذا رد ال محمد ع الاحاديث المحشوة القاضية بالتشبيه و الجبر و الارجاء
و انما قيدنا ذلك بالاحاد لان القواطع لا تعارض فيها و لا تناقض لان الحكيم العليم لا يناقض حججه لان المناقضة خلاف الحكمة ..
و اما ما امكن فيه التاويل و الرد بغير تعسف الى الدليل , فالصحيح قبوله كما قرر ذلك فى الاصول و لولا التاويل لما استقام دليل و لهذا مدح الله اهله بالرسوخ ] مجمع الفوائد /74-79
و نشير بايجاز الى نقاط مهمة :
1-يقدم الزيدية بالطبع نقل علمائهم و ما صح عندهم على نقل الفرق الاخرى و اهم مصادرهم الحديثية :
- مسند الامام زيد عليه السلام
- كتاب [ علوم ال محمد صلى الله عليه واله وسلم ] الذى جمعه الحافظ الزيدى محمد بن منصور المرادى رحمه الله تعالى- توفى عام 290 تقريبا- و هو من اجل علماء الشيعة الزيدية, صاحب القاسم و شيخ الاطروش , و قد وثقه الدارقطنى كما فى سؤالات الحاكم للدارقطنى
و يسمى كتاب العلوم ب امالى احمد بن عيسى لانه يتضمن مسائل فقهية للامام احمد بن عيسى بن زيد الشهيد ع
و لمحمد بن منصور ايضا كتاب الذكر . و هو مطبوع
- ما رواه الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام المتوفى: في كتابه الفرائض والسنن، وكتاب المناسك، وكتاب صلاة اليوم والليلة، وكتاب مسائل جهشيار، وكتاب مسائل الكلاري، وكتاب مسائل النيروسي، وما رواه في مجموعه الشريف في أصول الدين، وهي روايات ممزوجة بغيرها من المسائل الفقهية والعقائدية.

- ما رواه الإمام الهادي عليه السلام في الأحكام والمنتخب والفنون والمجموعة الفاخرة، وهي روايات ممزوجة بغيرها من المسائل الفقهية والعقائدية

- أمالي وتفسير المحدث الحبري رحمه الله تعالى المتوفى:286

-ما رواه الإمام الناصر الأطروش عليه السلام: المتوفى: 304هـ في كتابه البساط.

- كتاب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، للعلامة المحدث محمد بن سليمان الكوفي المتوفى:322هـ., و كان قاضى الامام الهادى عليه السلام
- كتاب المناهى للامام محمد المرتضى بن الامام الهادى عليهما السلام . مطبوع

- شرح الأحكام للإمام أبي العباس أحمد بن إبراهيم الحسني عليه السلام ربانى ال الرسول صلى الله عليه واله وسلم ، المتوفى سنة353هـ.

- أمالي الإمام المؤيد بالله للإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني عليه السلام.

- كتاب شرح التجريد للإمام المؤيد بالله أيضاً.

- أمالي الإمام أبي طالب للإمام أبي طالب يحيى الحسين الهاروني المتوفى:424هـ،
- شرح التحرير للامام ابى طالب الهارونى

- كتاب أمالي السمان للحافظ الكبير إسماعيل بن علي المعروف بالسمان، المتوفى سنة440هـ.

- كتاب الأذان بحي على خير العمل للحافظ أبي عبد الله محمد بن علي العلوي ت:445هـ الذى قال عنه الحافظ الذهبي: الإمام المحدث الثقة العالم الفقيه مسند الكوفة .
و له ايضا( فضل زيارة الحسين )حققه على حد علمى بعض علماء الامامية
- و كتاب الجامع الكافي: ذكر أنه جمعه من نيف وثلاثين مصنفاً من مصنفات محمد بن منصور المرادي، وأنه اختصر الأسانيد من الأحاديث، وذكر الحجج فيما وافق وخالف.
- أمالي الإمام المرشد بالله للإمام المرشد بالله يحيى بن الحسين الجرجاني المتوفى:479هـ، وهي تنقسم إلى قسمين الأمالي الخميسية، كان يمليها كل يوم خميس، والأمالي الإثنينية كان يمليها يوم الإثنين.

- شرح الأحكام للمحدث علي بن بلال المتوفى في منتصف القرن الخامس الهجري تقريباً.

-------------------------------
2- يعتبر فى صحة الحديث اضافة الى عدالة رواته : سلامة المتن من مصادمة نص القران الكريم او السنة المتواترة او اجماع علماء الذرية النبوية او قطعيات العقل
و يقبل الزيدية مرسل الثقة الذى لا يرسل الا عن ثقات


و فى كتب الحديث الزيدية رواة معدودون من اهل السنة و رواة امامية , و هناك رواة زيدية فى كتب اهل السنة و كتب الاثنى عشرية

و من ثبتت عدالته ايا كان انتماؤه يقبل الزيدية حديثه
و عدالة الراوى :
)1(عدالته فى الرواية : و تعرف من النظر فى سيرته و النظر فى رواياته
و اغلب الجرح و التعديل فى الواقع مداره على النظر فى روايات الراوى و تتبع حديثه و عرضه على المعلوم من الكتاب و السنة الثابتة فيعرف بذلك ان كان : مستقيم الحديث , او ان فى حديثه مناكير توجب التوقف فى قبول ما ينفرد به
واهم كتب الزيدية فى تراجم الرواة : [ طبقات الزيدية ] للسيد الامام ابراهيم بن القاسم بن المؤيد بن الامام القاسم بن محمد
و [ الجداول ] للسيد العلامة عبد الله بن الهادى القاسمى رحمه الله و هناك كتب اخرى , و دائرة الروايات عندهم اضيق مقارنة مع اهل السنة و الامامية , و كان قد تاثر فريق من ابناء المدرسة الزيدية بالمنهج الروائى السنى و مثل هؤلاء خطا مميزا و عميد هذا التيار هو الحافظ محمد بن ابراهيم الوزير رحمه الله تعالى – ت 840 – و ممن تاثروا بمنهجه : العلامة صالح المقبلى –ت1108- و السيد العلامة محمد بن اسماعيل الامير الصنعانى رحمه الله تعالى –ت 1181- و العلامة الحسن الجلال و القاضى الشوكانى
و هم – باستثناء الشوكانى – لم يخالفوا الزيدية فى اهم الاصول , فالحافظ ابن الوزير و الامير الصنعانى و العلامة المقبلى ظلوا موافقين للزيدية فى مسائل التوحيد و العدل و تقديم على عليه السلام و اعتقاد انه اولى الامة بمقام النبى صلى الله عليه واله وسلم , و البراءة من معاوية اللعين و فئته الباغية
و جوهر الخلاف بينهم و بين خط ائمة الزيدية هو مسالة الاحتجاج بمرويات اهل السنة فابن الوزير و الامير و من وافقهما التزموا تقليد ائمة الحديث من اهل السنة فى التصحيح و التضعيف و الجرح و التعديل , بينما علماء الزيدية سلفا و خلفا ضد تقليد المخالفين فى الجرح و التعديل و التصحيح و التضعيف , و المستقر عندهم تقديم اجماع ائمتهم و ما تلقاه ائمتهم و علمائهم بالقبول من المرويات على اى نقل اخر , و الاهم من ذلك قاعدة العرض على الكتاب التى يعتقد الزيدية ان علماء الحديث فى المدرسة السنية لم يطبقوها و لم يعتبروا سلامة مرويات الراوى من مخالفة القران معيارا لتحديد سلامة مروياته و نكارتها , ولم يعباوا بالنقل عن علماء العترة بل جرحوا اغلب تلاميذهم و اصحابهم و منهج الجرح و التعديل المؤسس على توثيق المنحرفين عن على ع و جرح شيعته و انصاره و انصار ذريته و رواة فضائل اهل البيت , بل وجرح بعض اعلام العترة منهج مرفوض بالطبع عند الزيدية
و لم يخالف ابن الوزير اصول الزيدية الا فى مسالة الوعيد و الزيدية لا يفسقون المخطىء فى هذه المسالة- كما لا يفسقون المخطىء فى مسالة الامامة بل لا يقطعون كما سبق بفسق المجبرة و التفسيق عندهم ليس بهين - ,

اما فى مسالة الموقف من الشيخين فموقف ابن الوزير و ابن الامير هو تولى الشيخين و ترك التوقف فى امرهما و هو موقف كثير من اعلام المدرسة الزيدية كما سبق فلم تكن هذه القضية مثار نزاع لان من يتوقف من الزيدية لا ينكر على من ترك التوقف لدليل يعتقد صحته
اما القاضى الشوكانى فهو بارائه التى انتهى اليها نظره لا يمت بصلة الى الزيدية ! و كفى تصريحه باثبات الجهة لله تعالى فى رسالته المسماة بالتحف فى مذهب السلف ! و قد نشا زيديا و شيعيا و له رسالة كتبها فى مطلع شبابه فى تثبيت الوصية لامير المؤمنين عليه السلام سماها العقد الثمين و هى مطبوعة ثم تحول الى خصم للمذهب الزيدى و للتشيع , و صنف ردا على الفقه الزيدى سماه السيل الجرار و رد عليه العلامة الشهيد ابن حريوة السماوى رحمه الله بكتاب سماه الغطمطم الزخار فى تطهير حدائق الازهار من نجاسة السيل الجرار ! و استشهد قبل ان يتمه ..
)2(- عدالة الراوى فى دينه :و هناك خلاف بين ائمة الزيدية فى قبول رواية المتاولين الذين يعتقدون عقيدة يلزم منها الكفر, او فاعل الكبيرة بتاويل و هو ما يسمى عند الزيدية : فاسق التاويل
و بعضهم يقبل روايته و بعضهم يردها و فى المسالة خلاف
-و يقول السيد مجد الدين المؤيدى [ ان علماء الاصول فى مسالة العدالة و اعتبار سلب الاهلية او مظنة التهمة بين قائلين كما بين فى موضعه
و الذى ترجح و ندين الله تعالى به بعد ابلاغ الوسع و استفراغ الطاقة , ما ذهب اليه قدماء ائمتنا و طائفة من المتاخرين منهم ع و من وافقهم و هو الاولى : ان شرط قبول اخبار الاحاد العدالة تصريحا , و انه لا يجوز الوثوق و لا الركون فى الدين الا على اهل الثقة و الضبط من المحقين و الادلة على ذلك كثيرة شهيرة ساطعة منيرة منها قوله عزوجل { و لا تركنوا الى الذين ظلموا } و هو عام لكل ركون و اى ظلم و قوله عزوجل { ان جائكم فاسق بنبا فتبينوا } و لم يفصل ] مجمع الفوائد /45-46



النسخ :
لا خلاف بين الزيدية فى ان القران ينسخ بالقران , واختلف فى نسخ القران بالسنة , فبعضهم يجيز نسخه بالسنة المتواترة , بينما ذهب فريق من اعلامهم الى انه لا يجوز ولم يقع نسخ للقران بالسنة , و كما قال الامام الهادى :
[والسنة فلم تعارض الكتاب أبداً بإبطال لحكم من أحكامه، ولا أمر من أمره، ولا نهي من نهيه، ولا إزاحة شيءٍ من خبره، ولا رد شيء من منسوخه، ولا نسخ شيء من مثبته] مجموع الهادى – معانى السنة
و يقول العلامة المؤيدى [ لا يقولون ان المتواتر من السنة لا ينسخ الكتاب , و معاذ الله من ذلك
و انما يقولون انه لا يصح ان ينسخ الكتاب بالسنة ,
فلا يمكن ان يتواتر عندهم ناسخ من السنة
.. و ما استدلوا به على الوقوع كنسخ المتعة و الوصية , فليس بوارد , لان المراد بالمتعة المذكورة فى القران النكاح فلا نسخ , و اما الوصية فالناسخ اية المواريث ] مجمع الفوائد /29-30

اما نسخ التلاوة فلا يعتقد الزيدية وقوعه و الظاهر من بعضهم جوازه و لكن لا يثبتون وقوعه فلا يثبت ذلك الا بالتواتر ,و بعضهم لا يجيزون نسخ السنة للقران مطلقا كما سبق ,
و يقول الامام عبد الله العالم بن الحسين بن القاسم الرسى [قال الله عزَّ وجل: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ} أي مَا نبدل من حكم قد مضى في آية بالتخفيف مثاله في الفرض أوبالتثقيل بالزيادة في فرضها،
أو ننسها، أي: نتركها بحالها لا نغير شيئاً مما حكمنا به فيها.]
و قال [ولم يختلف أحد علِمْتُه من العلماء، لا خاص، ولا عام أن الآية الناسخة والمنسوخة ثابتتان في المصحف يقرءان جميعاً، وأن الآية المنسوخة إنما ترك حكمها، وترك العمل بها]. الناسخ و المنسوخ

و يقول الامام الهادى :
[كيف يذهب من القرآن قليل أوكثير وهو حجج الواحد اللطيف الخبير، وفيه فرائضه على الخلق سبحانه، فقد حفظ ومنع من كل شان من الشان، فيا ويل من قال بنقصان الفرقان، أما سمع قول الواحد الرحمن: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} فأخبر أن القرآن عنده محفوظ له جل جلاله، وفيه مايقول: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}، ويقول سبحانه: {إنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} ، فأخبر أنه لِما نزل من الذكر حافظ. ولم يلفظ بغير الحفظ فيه لافظ إلا عم جاهل، وعن الرشد والحق زائل، ولقول الله مبطل معاند، ولِما ذكر الله من حفظه له جاحد، وفي ذلك ما حدثني أبي عن أبيه أنه قال: ) قرأت مصحف أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه عند عجوز مسنة من ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فوجدته مكتوباً أجزاء بخطوط مختلفة، في أسفل جزء منها مكتوب وكتب علي بن أبي طالب، وفي أسفل آخر وكتب عمار بن ياسر، وفي آخر وكتب المقداد، وفي آخر وكتب سلمان الفارسي، وفي آخر وكتب أبو ذر الغفاري، كأنهم تعاونوا على كتابته. قال جدي القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه: فقرأته فإذا هو هذا القرآن الذي في أيدي الناس حرفًا حرفاً، لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً، غير أن مكان {قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ}، {اقْتُلواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ }، وقرأت فيه المعوذتين.(.] مجموع الهادى – الرد على من قال ان القران ذهب بعضه


القياس و الاستحسان :
يتفق الزيدية مع المذاهب السنية الاربعة فى استعمال القياس . و خالف فى ذلك الامامية , و الظاهرية من اهل السنة .
و يتفق الزيدية مع الاحناف فى استعمال الاستحسان . و المراد به : ترك القياس الى ما هو اولى منه و استعمال الاجتهاد فى اثبات المقادير التى لم يرد فى مقاديرها نص او اجماع نحو تقدير متعة المطلقات و نفقات الزوجات و اروش الجنايات , و الخلاف بين مثبتى الاستحسان و نفاته من المثبتين للقياس: خلاف لفظى على التحقيق

===========================================


و نلقى الضوء اخيرا على مجموعة من المذاهب الفقهية للمدرسة الزيدية و بعضها يلتقون فيه مع الامامية و بعضها الاخر يلتقون فيه مع المذاهب الاربعة و جميع المسائل الخلافية فى هذا الباب لا توجب تاثيما للمخالف فى نظر الزيدية بل كما قال سبحانه { لا جناح عليكم فيما اخطاتم به و لكن ما تعمدت قلوبكم }

1- غسل الرجلين :

في مجموع زيد عليه السلام /49 بسنده عن آبائه، عن على عليه السلام قال: [رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم توضأ فغسل وجهه وذراعية ثلاثاً ثلاثاً وتمضمض واستنشق ثلاثاً ثلاثاً ومسح برأسه وأذنيه مرة مرة، وغسل قدميه ثلاثاً. ]


و كان الامام الناصر الاطروش يذهب الى الجمع بين المسح و الغسل :
نقل الامام المنصور بن حمزة فى العقد الثمين قول الامام الناصر فى كتاب (الصلاة )
[قد روينا عن أمير المؤمنين عليه السلام: إنه كان يمسح على رجليه، ويغسلهما بعد المسح]




2- المسح على الخفين

فى مجموع الإمام زيد بن علي عليه السلام عن آبائه، عن علي عليه السلام:[ أن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم مسح قبل نزول المائدة، فلما نزلت آية المائده لم يمسح بعدها.] المجموع/80
وفيه ص80عن أبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام أنه كان يقول: [سبق الكتاب الخفين]
و قال الامام الهادى ] المسح على الخفين، والشراك والرجلين والخمار، والعمامة، والقلنسوة أجمع آل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أنه لا مسح على شيء من ذلك] الاحكام 1/78
وقال الامام المؤيد بالله الهارونى ]أخبرنا أبو الحسين بن إسماعيل، قال: أخبرنا الناصر- الاطروش - ، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا أحمد بن عيسى، عن حسين، عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي عليه السلام، قال: لما كان في ولاية عمر جاء سعد بن أبي وقاص، فقال: يا أمير المؤمنين ما لقيت من عمار!، قال: وما ذاك، قال: حيث خرجت، وأنا أريدك، ومعي الناس، فأمرت مناديا فنادى بالصلاة، ثم دعوت بطهور فتطهرت، ومسحت على خفي، وتقدمت أصلي، فاعتزلني عمار فلا هو اقتدى بي، ولا هو تركني، فجعل ينادي من خلفي: يا سعد أصلاة بغير وضوء !، فقال عمر: يا عمار اخرج مما جئت به، فقال: نعم، كان المسح قبل المائده. فقال عمر: يا أبا الحسن ما تقول ؟ قال: أقول: إن المسح كان من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في بيت عائشة، والمائده أنزلت في بيتها، فأرسل عمر إلى عائشة، فقالت: كان المسح قبل المائده، وقل لعمر: والله لأن تقطع قدماي بعقبيهما أحب إلي من أن أمسح عليهما، قال عمر: لانأخذ بقول امرأة، ثم قال: أنشد اللَّه امرأً شهد المسح من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم لما قام فقام ثمانية عشر رجلاً كلهم رأى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يمسح وعليه جبة شامية ضيقة اليدين، فأخرج يديه من تحتها، ثم مسح على خفيه، فقال عمر: ما ترى يا أبا الحسن، فقال: سلهم قبل المائده أو بعدها، فسألهم، فقالوا: ما ندري، فقال علي عليه السلام: انشد اللَّه امرأ مسلما علم أن المسح كان قبل المائده لما قام، فقام اثنان وعشرون رجلاً، فتفرق القوم وهؤلاء قيامٌ يقولون: لانترك ما رأينا، وهؤلاء يقولون: لانترك ما رأينا.] شرح التجريد 1/166
3-الاذان بحى على خير العمل :
قال الامام الهادى :[الاذان عندنا و الاقامة مثنى مثنى , و الاذان ان يقول المؤذن : الله اكبر الله اكبر , اشهد ان لا اله الا الله . اشهد ان محمدا رسول الله . حى على الصلاة حى على الصلاة . حى على الفلاح حى على الفلاح . حى على خير العمل حى على خير العمل . الله اكبر الله اكبر . لا اله الا الله .
و كذلك فى الاقامة عندنا مثنى مثنى فاذا قال : حى على خير العمل . قال : قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة . الله اكبر الله اكبر . لا اله الا الله ]الاحكام 1/84

و للحافظ ابى عبد الله العلوى ت 445 كتاب مشهور بين الشيعة فى الاذان بحى على خير العمل



4- ارسال اليد فى الصلاة :
قال الامام محمد بن الهادى فى كتاب المناهى :[روى لي أبي الهادي إلى الحق عن أبائه عن علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه، عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه نهى أن يجعل الرجل يده على يده على صدره في الصلاة، وقال) ذلك فعل اليهود( وأمر أن يرسلهما .]
و لعلماء الزيدية كتب و مصنفات فى هذه المسالة ..
5- الجهر بالبسملة :
قال العلامة محمد بن منصورالمرادى رضى الله عنه :[أجمع آل الرسول على الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم]. علوم الال 1/441

6- التامين :
قال الامام الهادى [ لم ار احدا من علماء ال الرسول صلى الله عليه واله وسلم و لم اسمع عنه يقول : امين بعد قراءة الحمد فى الصلاة , و لسنا نرى قولها فى الصلاة لانها ليست من القران و ما لم يكن من القران فلا يجوز قوله و لا الكلام به فى الصلاة لانها ليست من القران
حدثنى ابى عن ابيه – القاسم الرسى – انه سئل عن قول امين فى الصلاة فقال : ما احب ان تقال لانها ليست من القران ] الاحكام 1/106

7- السجود على الارض :
لا يوجب الزيدية السجود على الارض و لكنه مستحب عندهم
قال الامام الهادى :[ لا احب ان يسجد الساجدون الا على ما انبتت الارض من نباتها , و قد قيل ما جازت الصلاة فيه جاز السجود عليه و توقى ذلك احب الى و افضل عندى .. حدثنى ابى عن ابيه – القاسم – انه سئل عن المسوح و اللبود و اشباههما . فقال : احب لكل مصل ان يضع جبهته على التراب و حضيض الارض فان كان لا بد مما يتوقى به كان مما تنبت الارض من الحلافى و مثلها من نبات الارض الا ان يخشى ضرر الحر و البرد فيتوقى بما يوقيه و يسجد من ذلك على ما احب ]
الى ان قال الهادى :[حدثنى ابى عن ابيه انه سئل عن السجود على كور العمامة . قال : ما احب ان يسجد على كور العمامة الا ان يخشى ضررا من حر او برد على نفسه , و يستحب له ان يلصق جبهته بالارض و يعفر وجهه فى التراب فانه من التذلل لله و الاكبار له و يلصق انفه اذا سجد الصاقا خفيفا و ان لم يفعل ذلك بانفه لم يدخل عليه نقص فى صلاته , و لا باس ان يتقى بثوبه حر الارض و بردها و قد روى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ] الاحكام 1/131-132


8- الجمع بين الصلاتين :
قال القاسم الرسى [ لا باس بالجمع بين الصلاتين فى السفر و قل من صحبنا من مشايخ ال محمد صلى الله عليه واله وسلم فى سفر الا رايناه يجمع فى سفره اذا زالت الشمس بين ظهره و عصره . و كذلك يجمع بين المغرب و العشاء اذا اظلم و اغشى . و هذه العامة فكلهم يذكر ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم جمع فى الحضر من غير علة و لا مطر و هم يجمعون اذذا كانت الامطار و لم تكن علة و لا اسفار ] الاحكام 1/131

و هناك خلاف بين الزيدية فى مشروعية الجمع بدون علة و لا سفر , و يقول السيد المؤيدى:
[ الذى يتحرر على تحقيق النظر .. هو القول الوسط لا الافراط و لا التفريط : فلا يقال بالوجوب البت و الحكم بلزوم كل صلاة فى وقت و ترك التاسى بفعله و قوله صلى الله عليه واله وسلم فى الترخيص و ارادة رفع الحرج على امته
و لا باتخاذ الجمع خلقا و عادة على الاستمرار و اهمال الاوقات التى لازمها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم و شرع الدعاء اليها بالنداء على التكرار ..
و اما – الجمع – مع العذر و السفر فلا كلام فى الجواز عند ائمة العترة و الشيعة و غيرهم من علماء الامة ..
و المسالة نظرية و التخطئة و التاثيم فيها و فى غيرها من المسائل الاجتهادية لا وجه لهما ] لوامع الانوار 2/338-339
9- صلاة الجمعة :
لا يعتد الزيدية بجمعة السلطان الجائر , و يعتقدون ان من شروط صحتها ان يقيمها امام عادل , و بعضهم يعتبره شرط وجوب لا صحة

.. قال الامام المؤيد بالله الهارونى فى شرح التجريد : [روى محمد بن منصور باسناده الى ابراهيم بن عبد الله بن الحسن انه سئل عن الجمعة : هل تجوز مع الامام الجائر ؟ فقال : (ان على بن الحسين ع و كان سيد اهل البيت كان لا يعتد بها معهم )
و هو مذهب جميع اهل البيت فيما عرفته و مذهبنا ان اجماعهم حجة ]

10-صلاة الجنازة :

قال الامام الهادي [أجمع آل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم على أن التكبير على الجنائز خمس تكبيرات، وذكر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه كان يكبر خمساً. ]الاحكام 1/158
.
و روى محمد بن منصور عن محمد بن راشد، عن عيسى بن عبدالله- بن عمر بن على بن ابى طالب ع - ، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن علي، عن علي أنه كبر على فاطمة صلى اللَّه عليها خمساً ودفنها ليلاً. علوم الال 1/448

11-الخمس:
الخمس عند الزيدية يكون فى ما يُغْنَم من أموال أهل الحرب وأهل البغي، وما يؤخذ من الأرضين المنتقلة عن الكفار إلى المسلمين، من أموال الصلح والخراج، وما يؤخذ من أهل الذمة من الجزية وغيرها،.
و ما يستخرج من المعادن .
وما يصطاد في بَرٍّ أو بحر أو نهر

مصرف الخمس :
. قال الامام ابو طالب الهارونى فى التحرير [أهل الخمس بعد إخراج السهمين المفروضين لله عز وجل وللرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم: ذوو قربى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وهم أولاد علي، وأولاد جعفر، وأولاد عقيل، وأولاد العباس، وسائر من بقي من بني عبد المطلب، نحو ولد الحارث بن عبد المطلب، واليتامى، والمساكين، وبنوا السبيل.
ويقسم الخمس على ستة أسهم: فسهم منها يكون لله تعالى، والواجب صرفه إلى ما يراه الإمام من الأمور المقربة إلى اللّه تعالى، نحو إصلاح طرق المسلمين، وبناء مساجدهم، وحفر آبارهم، وما يجري مجرى ذلك.
وسهم منها لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وهو مصروف بعده إلى إمام المسلمين لمقامه مقامه، ينفق منه على نفسه وعياله وكراعه وخدمه وعلى سائر مصالح المسلمين. وسهم لذوي قربى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وهو مصروف إلى البطون الأربعة التي ذكرناها. وسهم لليتامى. وسهم للمساكين. وسهم لابن السبيل.]

.
و قال محمد بن منصور رحمه الله:[ الرواية عندنا عن أبي بكر وعمر أنهما أعطيا ذوي القربى سهمهم أثبت وأظهر، ولم يكونا ليدعا حكم آية من كتاب الله حكم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل أنفذاه ولم يزلا يحكمان به وحكم به بعدهما علي بن أبي طالب عليه السلام وعمر بن عبدالعزيز.
حدثنا محمد بن علي بن خلف، قال: أخبرنا حسين الأشقر، عن إسرائيل، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: أعطانا أبو بكر الخمس أمارته، ثُمَّ أعطانا عمر شطراً من أمارته ثُمَّ دهمه الناس. فقال: توسعوا به علي حتى أقضيكموه، فلما ولى عثمان أتيناه فسألناه فقال: هذا شيء قد قبضه عمر فما أرى رده.] الجامع الكافى –كتاب الخمس
.
12- زواج المتعة :
في مجموع زيد عليه السلام [ص304]: عن آبائه، عن علي عليهم السلام، قال (نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عن نكاح المتعة عام خيبر).
و قال محمد بن منصور المرادى رحمه الله[حدثني أحمد بن عيسى بن زيد، قال: حدثني حسين بن علوان، عن أبي خالد الواسطي، عن زيد بن علي، عن آبائه عن علي عليهم السلام، قال: نهى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم عن نكاح المتعة يوم خيبر] علوم ال محمد ع 2/10
وقال الامام الهادى] حدثني أبي، عن أبيه: أنه سئل عن نكاح المتعة فقال: لا يحل نكاح المتعة ؛ لأن المتعة إنما كانت في سفر سافره رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ثم حرم اللَّه ذلك على لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد روي لنا عن علي بن أبي طالب عليه السلام بما قد صح أن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم نهى عنه. ] الاحكام 1/351


وقال السيد بدر الدين الحوثى ردا على الشيخ مقبل الوادعى :
[ اما اباحة المتعة فهى مذهب بعض الصحابة كما فى صحيح مسلم , و للقائلين بها فى اثباتها روايات مذكورة فى صحيح مسلم و غيره
و ليس فى نسخها ما يصح عندهم و ان كان صحيحا عند غيرهم
و على هذا فهم معتمدون على دليل شرعى فى اعتقادهم
فكيف يجرحون بها فى مسالة فرعية
و لو لزم جرحهم بها للزم جرح من اثبتها من الصحابة , لان الدين واحد و الشريعة لا تختلف احكامها للصحابى و غيره , الا ما كان فيه دليل خاص يفرق بين الصحابى و غيره و ليس فى مسالة المتعة ما يدل على ان القول بها بعد موت الرسول صلى الله عليه واله وسلم يجرح به من عدا الصحابة و لا يجرح به من يثبته من الصحابة و يجعله باقيا غير منسوخ
فالتفرقة تحكم و اتباع للهوى ] تحرير الافكار /550


13- الطلاق الثلاث :
اختلف الزيدية فى وقوع الطلاق الثلاث فى مجلس واحد , فذهب القاسم و الهادى و من وافقهما الى انه يقع طلقة واحدة , و ذهب فريق الى انه يقع ثلاثا
وقال الامام المؤيد بالله الهارونى[لوأن رجلاً قال لامرأته: أنت طالق، أو قال: أنت طالق تطليقة، أو تطليقتين، أو ثلاثاً، أو أكثر من ذلك، أو بعض تطليقة وقعت تطليقة واحدة، وهذا منصوص عليه في الأحكام والمنتخب، وهو قول القاسم عليه السلام، ورواه يحيى بن الحسين في الأحكام عن أحمد بن عيسى، وموسى بن عبدالله، وكذلك رواه عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام، وعن محمد بن علي عليه السلام موقوفاً أن الثلاث واحدة، وإليه ذهب بعض الإمامية، وهو الأشهر عن الناصر ع] شرح التجريد 3/138
في مجموع زيد عليه السلام [ص324]: عن آبائه، عن علي عليهم السلام: أن رجلاً من قريش طلق امرأته مائة تطليقة، فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: «بانت عنه بثلاث، وسبع وتسعون معصية في عنقه».
قال العلامة المؤيدى :
[ الروايات فى هذا مختلفة.. و الذى اراه ان احسن ما يجمع شمل الاخبار : العمل على نية المطلق . فان نوى ثلاثا كانت ثلاثا . سواء فى كلمة واحدة ام فى ثلاث .
و ان لم يقصد الا واحدة فهى واحدة
و الدليل على ذلك ما رواه الامام زيد بن على عن ابائه عن على ع فى الخلية و البرية و البتلة و البتة و البائن و الحرام : نوقفه فنقول : ما نويت ؟ فان قال نويت واحدة . كانت واحدة بائنا و هى املك بنفسها , و ان قال نويت ثلاثا . كانت حراما حتى تنكح زوجا غيره .. الى اخره
و رواه عنه غيره , و يدل على ذلك الاخبار ) انما الاعمال بالنيات و لا قول و لا عمل الا بنية و لا قول و لا عمل و لا نية الا باصابة السنة ( و حديث ركانة .. و اما خبر ) ثلاث ..( فالهزل لا ينافى النية , و يمكن ان يحمل ) و هزلهن جد ( انه ان ادعى عند المنازعة الهزل فلا يدين . لان الظاهر خلافه . اما مع عدم المنازعة و فيما بينه و بين الله سبحانه فله نيته . جمعا بين الادلة ] لوامع الانوار 2/153
14- في مجموع زيد عليه السلام [ص322]: عن آبائه، عن علي عليهم السلام، قال: [أجل الحائل المتوفى عنها زوجها وهي حرة أربعة أشهر وعشرا، وإن كانت حبلى، فأجلها آخر الأجلين، وأجل الأمة إذا توفي عنها زوجها نصف أجل الحرة شهران وخمسة أيام]



و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ,,

أبو فيصل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 13
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 1:25 am
اتصال:

مشاركة بواسطة أبو فيصل »

الأخ الديلمي

أفدتم وأجدتم ، وبارك الله فيكم على مجهوداتكم الطيبة في خدمة دين محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم ،

فيسهل على القارئ المقارنة بين ثلاث مذاهب كبيرة من خلال هذا البحث.
تحياتي

أخوك

أبو فيصل
وما مــن كاتـــب إلا سيفنــــى
ويبقــي الدهــر ماكتبت يــداه
كتبـت وقد أيقنت يــوم كتبته
بأن يدي تفنى ويبقــى كتابها
وأعــلم أن الله ســـائلهــا غــدا
فيا ليت شعري مايكون جوابها

واصل بن عطاء
---
مشاركات: 885
اشترك في: الاثنين ديسمبر 01, 2003 1:02 am
مكان: مصر المحمية بالحرامية
اتصال:

مشاركة بواسطة واصل بن عطاء »

أشكرك أخي الديلمي على جهدك ... ولكن
عنوان البحث أكبر من مضمونه فالمباحث الأخيرة اقتصرت فيها على عرض المذهب الزيدي فقط !!!
كما أن العنوان أيضا به إشكالية عدم ذكر مدرستين من مدارس الفكر الإسلامي هما المعتزلة والإباضية ، ثم ذكرهم داخل البحث في موضوع العدل (المعتزلة) وفي خلق القرآن(الإباضية).
وسلامي لكم .
الموت لأمريكا .... الموت لإسرائيل .. النصر للإسلام (عليها نحيا وعليها نموت وبها نلقى الله عز وجل )

((لا بد للمجتمع الإسلامي من ميلاد، ولا بد للميلاد من مخاض ولا بد للمخاض من آلام.)) الشهيد سيد قطب

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »

سلام الله عليك و بارك الله فيك الاخ العزيز! حبذا لو كان البحث اقصر و اكثر تحديدا حتى يسهل للاخرين الاحاطة بالموضوع و المشاركة.

محمدعزان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 167
اشترك في: الأربعاء يناير 21, 2004 10:59 pm
مكان: اليمن

مشاركة بواسطة محمدعزان »

اوافق السيد الموسوي فيما ذكر ..
وأعتقد انه لا يوجد خلاف حقيقي بين المذاهب الإسلامية في غير ما يجوز فيه الاجتهاد من مسائل الفقه وفروع الأصول. ولكن الأتباع وهواة التميز أوجدوا تلك الفوارق او جعلوها اكثر حدة.
﴿وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ (الإسراء/53).

عبدالله حميدالدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 163
اشترك في: الخميس ديسمبر 11, 2003 10:56 am

مشاركة بواسطة عبدالله حميدالدين »

أخي الكريم محمد
نحن نخلط بين أمرين:
1. وجود فروق جوهرية بين رؤية المسلمين الدينية لله تعالى وللحياة السياسية.
2. اقتضاء تلك الفروق تميزاً أو خلافاً أو عدواة أو نحو ذلك.

الأمر الأول موجود، وإنكاره سفسفطة. التجسيم والتنزيه، الجبر والاختيار، طاعة الظالمين والوقوف أمامهم، الحسن القبح الشرعيين مقابل العقليين... هذه وغيرها قضايا كبيرة، وذات أبعاد أساسية على واقع المجتمع.
وأما أن تلك الخلافات توجب بيننا ما هو قائم من الصراعات الدينية، فخطأ. فالله تعالى حدد لنا في كتابه من تجب موالاته، ومن تجب معاداته، ولا يمكن إلا بشيء من التكلف أن ندخل القضايا المختلف عليها ضمن القضايا التي أسس الله تعالى الولاء والبراء.
ولكن لا يعني هذا أن لا يقف كل أحد وراء قناعته، والدفاع عنها، والاصرار عليها، وغير ذلك مما هو طبيعي ومتوقع من كل صاحب فكرة، وخصوصاً الأفكار التي لها أثر على الواقع. ولكن لتكن تلك الخصومات وتلك الاختلافات ذات أرضية اجتماعية سياسية، وليس ذات أرضية دينية كما هو الحال اليوم. فمن أختلف معه يعني أنه ينتمي سياسياً أو اجتماعياً إلى فئة أخرى، وهذا حال البشر. ولكنه يبقى ضمن دائرة الإسلام والإيمان ما دام باقياً على موجباتهما.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“