الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

بسمه عز سلطانه



التداخل .. بين رجال الامامية ورجال الزيدية يدهش الباحث ، ولكن هناك ملاحظة ايضا وهي قبول الائمة لرجال الزيدية بين صفوف الشيعة وإن حذروا منهم . مما يدل على ان الائمة يعرفون أن ليس كل زيدي يعرف السر البغض لهم ولكن الحذر منهم يدل على الارتباط بهم وقدرتهم على نشر الإشاعة في العالم الاسلامي.

الحقيقة عند التأمل قد يجد الباحث أن هذه الحركة السرية كم كانت ستكون مباركة لو كانت بلا هدف سلطوي وهي فعلا مستخدمة لخدمة اهل البيت ع ، ولكن للأسف كانت عكس ذلك من خلال مراقبة المسلك، وافضل ما يمكن ان نصف به هذه المؤسسة السرية هو انها نشأت لأهداف نبيلة في البداية المبكرة ولكن الايدي التي وجدت اللذة في السطوة السرية حرفت الهدف النبيل من نصرة أهل البيت الى السلطة السرية التي تحكمت بالاحداث مئات السنين من دون أن تقدم عطاء فكريا لتثبيت الاسلام. إن اهم ما انتجه الفكر الكيساني الزيدي كان يصب كليا لصالح مؤسسة الحكم ، ففقه ابي حنيفة هو الفقه الامثل لاعطاء الحاكم الجائر سلطة الله على العباد، والفكر العدلي المزيف المسروق هو اهم بيئة لانتاج فكر سني جديد متعصب ضد أهل البيت ومضيع لحقوقهم، بدعوى حرية التفكير وأن لا قداسة في الإسلام لأحد وأنهم كعلماء يفوقون اهل البيت فى القدرة الفكرية، ولكن حين الامتحان يجدهم يؤجلون القضية لما بعد الآخرة، لأنهم لا يملكون شيئا حقيقيا. وهذه مشكلة حقيقية من الناحية العلمية
تكلمنا عن الغلو و نتحدث بايجاز عن الشرك حيث وقع التخبط مع التخليط من الوهابية عملاء انجلترا ثم امريكا
التحقيق ان الشرك هو اثبات الاستقلال لغير الله
و هو مذهب المعتزلة
و لسنا معنيين بتكفير احد بل نحرر المسالة
لاَشعري يسند جميع أفعال الاِنسان إلى الله سبحانه دون الفاعل، والمعتزلي ينسبه إلى نفس الفاعل الاختياري دون الله سبحانه، ولكن التحقيق أنَّ كلا القولين مبنيان على منهجين مختلفين في عامة العلل.
فالاَشعري لا يعترف بمؤثر في دار الوجود غيره سبحانه، ويعتقد بأنّه المؤثّر التام وليس لغيره من العلل أيّ دور فيه، وعلى ذلك ينسب شروق الشمس ونور القمر وبرودة الماء وإحراق النار إلى الله سبحانه وأنّه جرت عادته على خلق الآثار بعد خلق موضوعاتها ولا صلة بينها وبين آثارها لا استقلالاً ولا تبعاً.
وعلى ذلك المنهج أنكر قانون العلّية والمعلولية في عالم الاِمكان واعترف بعلّة واحدة، وهو الله سبحانه، حتى صرّحوا بأنّ استنتاج الاَقيسة من باب العادة والاتفاق، فإذا قال القائل: الاِنسان حيوان وكل حيوان جسم، فلا ينتج قولنا كل إنسان جسم إلاّ بسبب جريان عادته سبحانه على حصول النتيجة عند حصول المقدّمات فلولاها لما أنتج.
وفي مقابل هذا المنهج منهج المفوّضة، الذين هم على جانب النقيض من عقيدة الاَشاعرة حيث اعترفوا بقانون العليّة والمعلولية بين الاَشياء لكن على نحو التفويض، بمعنى أنّه سبحانه خلق الاَشياء وفوّض تأثيرها إلى نفسها من دون أن يكون له سبحانه دور في تأثير العلل والاَسباب.
وبعبارة أُخرى: هذه الموضوعات والعلل الظاهرية، مستقلاّت في الايجاد غير مستندات في تأثيرها إلى مبدأ آخر، والله سبحانه بعدما خلقها وأفاض الوجود عليها انتهت ربوبيته بالنسبة إلى الاَشياء، فهي بنفسها مديرة مدبرة مؤثّرة.
إنّ الاَشعري إنّما ذهب إلى ما ذهب، لحفظ أصل توحيديّ هو التوحيد في الخالقية، فبما أنّه لا خالق إلاّ الله سبحانه لذا استنتج منه أنّه لا مؤثر اصلّيا ولا ظلّياً ولا تبعياً إلاّ هو.
ولكن المعتزلي أخذ بمبدأ العدل في الله سبحانه، وزعم أنّ إسناد أفعال العباد إلى الله سبحانه ينافي عدله وحكمته، فحكم بانقطاع الصلة وأنّ الموجودات مفوضّ إليها في مقام العمل.
فالمنهج الاَوّل ينتج الجبر والثاني ينتج التفويض، والحق بطلان كلا المنهجين
إذا ظهر بطلان كلا المذهبين فتثبت صحة القول بالاَمر بين الاَمرين، وذلك لما ظهر من أنّه لا يصحّ استقلال الممكن في الاِيجاد كما لا يمكن سلب الاَثر عنه، فالجمع بين الاَمرين يقتضي القول بالاَمر بين الاَمرين، وهو أنّ الموجودات الاِمكانية موجودات لا بالاستقلال بل استقلالها وتأثيرها باستقلال عللها إذ لا مستقلّ في الوجود والتأثير، غيره سبحانه.
وإن شئت قلت: إنّ وجوداتها إذا كانت عين الربط والفقر والتدلّي والتعلّق، فتكون أوصافها وآثارها وأفعالها متدلّيات وروابط ففاعليتها بفاعلية الربّ، وقدرتها بقدرته، فأفعالها وإرادتها مظاهر فعل الله وقدرته وإرادته وعلمه.
ويرشدنا إلى ذلك الذكر الحكيم يقول سبحانه: (وما رَمَيتَ إذ رمَيتَ ولكنَّ اللهَ رمَى)
أثبت سبحانه الرمي للنبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلم - حيث نفاه عنه وذلك لاَنّه لم يكن الرمي من النبيّ - صلّى الله عليه وآله وسلم - بعونه وحوله بل بحول الله تعالى وقوته، فهناك فعل واحد منتسب إلى الله سبحانه وإلى عبده، وقال سبحانه: (وما تشاءون إلاّ أنْ يَشاءَ اللهُ إنَّ اللهَ كانَ عَليماً حَكيما)

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

ان الزيدية طلبوا الحكم من بني العباس فطاردوهم وقتلوهم لهذا الغرض والا فان مبداهم واحد وهو الاعتزال ، والامامية قتلوا مع عدم المطالبة بالحكم وانما لمجرد الاختلاف العقدي حيث ان بني العباس هم زيدية المذهب معتزلية من اتباع ابي هاشم كما كان عبد الله وابنه محمد النفس الزكية وبقية ابناءه وانما الصراع كان على الامامة الباطلة بينهم التي اسست على اساس الغلبة التي اسسها عمر بن الخطاب .
ان زيدية اليوم مدعوون لدراسة التاريخ بصورة مستقلة بعيدا عن الدعايات المتوارثة التي تقول بان جعفرا واهل بيته كانوا انصار الظلمة ، فان الدراسة تثبت ان الزيدية هم من اكثر الناس لصوقا بجعفر وابنائه بدليل حضورهم لمجالسهم والاستفادة منهم ومنهم كبار ائمة الزيدية كابن ابي الجارود وغيره كثير ، وان ما لاقاه الشيعة من العذاب على يد بني العباس اضعاف ما تلقوه من بني امية باشكال التنكيل بلا فرق بين امامي وزيدي فنحن في مركب واحد وان اختلفت تصرفاتنا حيث ان الزيدي يرى الامامة بالحكم والحكم بالسيف بينما الجعفري يرى الامام بتوفيق الله والهامه ولا علاقة لها بالحكم لان الامام اهم صفاته هو تبليغ دين الله الصحيح عن يقين لا عن ظن كما يذهب علماء الزيدية لان الخطا لا يمكن ان ينسب لدين الله اطلاقا .
يجب ان يرتفع الزيدية عن هذه الافكار المعلبة التي تضع شرخا وتجعل الامامي يجزم بجهلهم وتغييرهم للحقائق ، وانما عليهم المراجعة التامة لكل هذه الادعاءات فانني شخصيا اؤمن بان بعض ائمة الزيدية حينما كانوا يرددون هذه التهم على ابناء عمهم انما يرددون امورا معلبة جاهزة وصلتهم من دون تحقيق ولا تمحيص وانما يكتفون بنقل الثقة عندهم وهو خائن قطعا . ايعقل ان الائمة من اهل البيت يعتمدون على هشام بن الحكم ويبعثونه للمناظرة بدلا عنهم وهو يؤمن بالتجسيم والعياذ بالله ؟ ولكنهم عقلوا ذلك بناء على خبر الثقة عندهم فاخذوا يشنعون على الرجل
وقد دخلت اثار الزيدية في كتبنا كثيرا منها بعض روايات الطعن في زرارة وفي الهشامين وفي محمد بن سنان وغيرهم كثير ممن يؤمن بولاية الائمة الاطهار وهم فقهاء الشيعة الحقيقيين .

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

ان اكبر قضية تشغل العامة النواصب فى تعاملهم مع الشيعة الموقف من صنمى قريش
و قد ان الاوان ان يحسم اخوتنا موقفهم بعيدا عن مجاملة العامة و ليقراوا مثلا ارشاد الجهول للشهيد اسماعيل جغمان رحمه المولى

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

البحث عن ابى بكر !
دعوى امتناع فسق أو ضلال الصحابة ، لا صحة له ، وأن بعض كبار الصحابة كفر ، وانكر البعث واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبكى على قتلى بدر وعلى ابي جهل ، وقد كان شعوره في بدر مع الطرف الآخر لا مع المسلمين ، وكل ذلك في حال السكر الذي هو غير مبيح للكفر ، وقد صفح رسول الله ص لإظهار الصحابي التوبة والتوسل به .
وبهذه الرواية الصحيحة بكل المقاييس يثبت إن امتناع الضلال على الصحابي وامتناع سقوط العدالة انما هو وهم من اوهام السياسة التي رسمها الحكام الجائرون الفاجرون، ولا صحة لها ابدا .

نبدأ باصدق كتاب بعد كتاب الله عندهم ، لنرى مقدار الكذب المتعمد ، وذلك تغطية بسبب تلك النظرية التي تلبست عقولهم بأوامر من خلفاء بني أمية وغيرهم.

صحيح البخارى - (15 / 188)
4617 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - رضى الله عنه - مَا كَانَ لَنَا خَمْرٌ غَيْرُ فَضِيخِكُمْ هَذَا الَّذِى تُسَمُّونَهُ الْفَضِيخَ . فَإِنِّى لَقَائِمٌ أَسْقِى أَبَا طَلْحَةَ وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ وَهَلْ بَلَغَكُمُ الْخَبَرُ فَقَالُوا وَمَا ذَاكَ قَالَ حُرِّمَتِ الْخَمْرُ . قَالُوا أَهْرِقْ هَذِهِ الْقِلاَلَ يَا أَنَسُ . قَالَ فَمَا سَأَلُوا عَنْهَا وَلاَ رَاجَعُوهَا بَعْدَ خَبَرِ الرَّجُلِ .

الرواية تقول بصراحة :
ان جمعا من صحابة رسول الله فيهم فلان وفلان ، كانوا يشربون الخمر فابلغوا بان الخمر حرام ، فاهرقوا دنان الخمر ، وكان خمرهم مصنوعا من التمر ، وليس من العنب.
جيد لا مشكلة لحد الآن . فالمكلف ما لم يعلم بالتكليف لا شيء عليه .
لكن هل هذه هي الحقيقة؟
المشكلة ان هذه ليست الحقيقة مطلقا .
لأن المشكلة ان الصحابي حين سكر ، تفتقت قريحته الشعرية واخذ ينوح قتلى المشركين في بدر ويندب ابا جهل ، ويكذب النبي وينكر المعاد ويسخر من الاسلام ...
فهنا مربط الفرس ...

فالرواية مبتورة ومحرفة ، وتحريم الخمر صريحا نزل قبل تلك الحادثة كما قيل بان آية فهل انتم منتهون نزلت في اخر المطاف وفي هذه الحادثة قال عمر بن الخطاب (انتهينا انتهينا...) ، والصحابة الحضور ليس مجرد فلان وفلان وانما هما ابو بكر وعمر ، وهما من اجل اجلاء الصحابة . وان احد الحضور سكر سكرة جميلة ، فانفلت اللاشعور منه ليشكف المشاعر الداخلية كما يفعل الناس حين يريدون استخراج اقرار الباطن فيسقون خصمهم خمرا فيكشف ما يراد باللاشعور ، وقد انفلت الصحابي ليسب النبي محمد ص ويبكي على قتلى بدر وينكر البعث والنشور مستهزءً بفكرتها ،وان النبي سمع بذلك فجاء بجريدة يريد تأديب ذلك الصحابي ولكنه استعاذ بالنبي وتوسل به فقبل النبي توسله وصفح عنه، والصحابي اسمه أبو بكر ، وهو مع عمر بن الخطاب كانا حاضرين ، ولكن لا يعرفون من هو أبو بكر هذا ؟ فهو أبو بكر نشأ فجأة وذهب فجأة لا وجود له ولم يعرف إلا من هذه الرواية وذيلها ، وقد اختلط أمه فأصبح بعدة أسماء وبعدة شخصيات كما سيأتي ، والله العالم من يكون هذا (أبو بكر) الذي كفر وقال شعرا كافرا.
فأصبحت مشكلة الحديث ليست في شرب الخمر ممن لا يعلم حرمتها ، وإنما في الكفر والردة من مسلم صحابي بسبب تأثير الخمر وانفلات الانفعالات.
فلهذا اصبح هذا الحديث مرتعا للتزوير والتحوير إلى درجة مدهشة .
والبخاري جزّأ الحديث وفرقه ، ثم ركبه من حديث آخر ، (وقد جوز زميلنا المجسم النسر أن يركب البخاري حديث من عدة أحاديث كما قال عن حديث (عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار) .
وكل عملية من عمليات البخاري كانت لهدف نبيل حيث حافظ على كرامة الصحابة ، فقد أخفى الأسماء ، وفرق بين جزئين من الرواية وهما حرمة شرب الخمر ومن قال تلك الأبيات الفضيعة ونسبتها الى مجهول ، ودمج رواية أخرى مع هذه الرواية واعطى سبب نزول آخر للدالة على ان ما شربه الصحابة من الخمر كان هنئيا مريئا طعاما سائغا ، ولله الحمد. ثم أجمل في صفة الخمر ، ولم يبيّن ان حكام المسلمين كانوا يشربون الخمر بنية انه ليس خمرا بل هو نبيذ.. فحتى لو كان من عنب الحيرة فهو بنية المستخرج من التمر ، لأنه عندهم مخصوص بما استخرج من العنب كما يدعون ، بينما هذا من الفضيخ ، وهو حالة من حالات التمر ، وهذه الرواية الصحيحة تبين ان الخمر الذي حرمه الله انما هو خمر الفضيخ نفسه لا الذي من العنب فيا سبحان الله !!!!، ولهذا فالإجمال هنا أجمل بحال الصحابة من جهة فان بعضهم لا زال يشربه حتى في فترة ولايته ، ومن جهة ثانية بحال الحكام أنصار السنة الذين يشربون الخمر باسم النبيذ وبنية عدم الخمر . بالتوفيق والهناء والسعادة . نسأل الله ان لا يحرم ابا حاتم الطهراني منهم .

فلنر الرواية من جهات أخرى وبعد ذلك نأتي إلى البخاري ونستحسن فعله في التجزئة والتركيب والإخفاء والإغفال:

الفوائد - (2 / 149) :
1593 - حدثنا يحيى ثنا علي بن عاصم أنبا عوف عن أبي القموص ، قال شرب أبو بكر الخمر قبل أن تحرم فأخذت فيه ، فأنشأ يقول :
تحيى بالسلامة أم بكر ... وهل لك بعد رهطك من سلام ...
ذريني أصطبح يا بكر أني ... رأيت الموت نقب عن هشام ...
فود بنو المغيرة أن فدوه ... بألف من رجال أو سوام ...
فكأين بالطوى طوى بدر ... من القينات والخيل الكرام ...
فكأين بالطوى طوى بدر ... من الشيزي تكلل بالسنام ...
قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام معه جريدة يجر إزاره حتى دخل عليه فلما نظر إليه قال أعوذ من سخط [الله] ومن سخط رسوله ، والله لا يلج لي رأسا أبدا ، فذهب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان فيه وخرج ونزل عليه فهل أنتم منتهون فقال عمر انتهينا والله ونزلت آية فيها تحريم الخمر

أقول: كلنا يعلم إن هشاما الذي يود ان يفتديه بألف من الرجال أو السوام هو أبو جهل لعنه الله .

ورغم ان القصة لا تدخل عقل ابن حجر لغرابتها عقائديا ونفسيا الا انه قال عن سندها نظيف يعني لا شبهة فيه وهو من الصحيح القطعي فاقرأ يرحمك الله:
فتح الباري - ابن حجر - (10 / 37)
(ومن المستغربات ما أورده بن مردويه في تفسيره من طريق عيسى بن طهمان عن أنس أن أبا بكر وعمر كانا فيهم وهو منكر مع نظافة سنده وما أظنه إلا غلطا)

أقول : إذن الروايات النظيفة السند تنص على ان الشارب والقائل تلك الأبيات هو الخليفة أبو بكر ، ولكن هذا لا يحتمله عقل ، ولهذا وجدوا ان القائل هو ابو بكر زوج ام بكر التي كانت زوجة أبي بكر ، سبحان الله لا علاقة بين الجميع إلا كلمة بكر .

ولكن ابن حجر لم يقبل هذه التجزئة للشخصية لأنه لم يستطع هضم الموضوع وإزالة القرينة العجيبة وهي وجود عمر الذي قال انتهينا :

وقد علق ابن حجر على محاولة تحريف الاسم والشخصية التي وردت ، فقال ان احتمال أن يكون غير الخليفة ابي بكر انما هو احتمال تمنعه القرينة ، فانظر يرحمك الله :

فتح الباري - ابن حجر - (10 / 37)
ثم وجدت عند البزار من وجه آخر عن أنس قال كنت ساقي القوم وكان في القوم رجل يقال له أبو بكر فلما شرب قال تحيي بالسلامة أم بكر الأبيات فدخل علينا رجل من المسلمين فقال قد نزل تحريم الخمر الحديث وأبو بكر هذا يقال له بن شغوب فظن بعضهم أنه أبو بكر الصديق وليس كذلك ، لكن قرينة ذكر عمر تدل على عدم الغلط في وصف الصديق.

فاحتمال الخطأ غير وارد عند ابن حجر ، فهل هو غير متحمس للصحابة ، اذن قد يكون مدسوسا على السنة لانه لم يفعل ما فعله البخاري ..


وقبل ان نورد ما قيل في شخصية ابي بكر ، هذا الذي قال هذا الشعر ، علينا ان نبين ما الذي فصله البخاري وما الذي ركبه :
ما فصله هو مضمون هذا الحديث التحريفي الذي اراد ان ينفي شخصية ابي بكر من الموضوع :

صحيح البخاري - (9 / 532)
3921- حَدَّثَنَا أَصْبَغُ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ كَلْبٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ بَكْرٍ فَلَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا هَذَا الشَّاعِرُ الَّذِي قَالَ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ رَثَى كُفَّارَ قُرَيْشٍ
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ
مِنْ الشِّيزَى تُزَيَّنُ بِالسَّنَامِ
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ
مِنْ الْقَيْنَاتِ وَالشَّرْبِ الْكِرَامِ
تُحَيِّينَا السَّلَامَةَ أُمُّ بَكْرٍ
وَهَلْ لِي بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلَامِ
يُحَدِّثُنَا الرَّسُولُ بِأَنْ سَنَحْيَا
وَكَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَهَامِ

أقول: إن ما فصله هو مضمون هذا الحديث واتى بما ينفي فقط ، وسيتبين فيما بعد ان النفي نفسه اثبات للمقولة ، فاذن هو جزء من الحديث فصله برواية نافية ومبدلة اسم الشاعر ومخترعة لقصة طريفة هي زواج وطلاق ، والكل ابو بكر وام بكر .

أما ما ركبه فهو إدخال أية حلية الطعام فيما لا علاقة له بها لأن فرض الحديث هو العمل مع عدم بيان التكليف ، فلماذا التحليل بعد بيان التكليف بالحرمة؟ :
صحيح البخارى - (9 / 137)
2464 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ أَبُو يَحْيَى أَخْبَرَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - كُنْتُ سَاقِىَ الْقَوْمِ فِى مَنْزِلِ أَبِى طَلْحَةَ ، وَكَانَ خَمْرُهُمْ يَوْمَئِذٍ الْفَضِيخَ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُنَادِيًا يُنَادِى ; أَلاَ إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ ; . قَالَ فَقَالَ لِى أَبُو طَلْحَةَ اخْرُجْ فَأَهْرِقْهَا ، فَخَرَجْتُ فَهَرَقْتُهَا ، فَجَرَتْ فِى سِكَكِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ قَدْ قُتِلَ قَوْمٌ وَهْىَ فِى بُطُونِهِمْ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا ) الآيَةَ .

اقول : فالرواية لم يذكر فيها نزول هذه الآية ، لتقديم الشكر والعذر لمن كفر بالمعاد وسب نبي الإسلام وتكذيبه ، وبكى على قتلى بدر من المشركين . فهذه من تركيبات الصحيح المصحح .

فما اسم هذا الشاعر الذي هو ابو بكر زوج ام بكر التي هي زوجة الخليفة ابي بكر؟ :

أولا اسمه: عمر بن سمي الخزاعي (ابن الشغوب أو الشعوب – لم يضبط اسم امه) :

نوادر المخطوطات عبد السلام هارون الصفحة : 22 : (قرأت على أخي محمد قال: سمعته يقرأ على أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: قرات على ثعلب قال: قال أبو جعفر محمد بن حبيب: ذكر من نسب إلى أمه من الشعراء: 1 (ابن شعوب) أمه شعوب من بني خزاعة، واسمه عمرو بن سمي ابن كعب بن عبد شمس بن مالك بن جعونة بن عويرة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة. وهو الذي يقول:
ماذا بالقليب قليب بدرٍ من القينات والشرب الكرامِ
وماذا بالقليب قليب بدرٍ من الشيزى تكللُ بالسنامِ
تحييَّ بالسلامة أمُّ بكرٍ ومالي بعد قومي من سلامِ
يخبرنا النبيُّ بأن سنحيا وكيف حياة أصداءٍ وهامِ
وله شعر كثير، قاله وهو كافر، ثم أسلم بعد.)

أقول : وقوله: (قاله وهو كافر ) ، يعني انه قال هذا الشعر في مكة ، ولم يكن في المدينة أصلا . فانظر الى هذه الطامة في تبادل المكان والزمان .

ثانيا : اصبح اسمه شداد بن الاسود من قبيلة كلب ، وليس من قبيلة كنانة ، كما في التعليقة على صحيح البخاري:

صحيح البخاري - (3 / 1427)
3706 - حدثنا أصبغ حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة
: أن أبا بكر رضي الله عنه تزوج امرأة من كلب يقال لها أم بكر فلما هاجر أبو بكر طلقها فتزوجها ابن عمها هذا الشاعر الذي قال هذه القصيدة رثى كفار قريش
وماذا بالقليب قليب بدر * من الشيزى تزين بالسنام
وماذا بالقليب قليب بدر * من القينات والشرب الكرام
تحيي بالسلامة أم بكر * وهل لي بعد قومي من سلام
يحدثنا الرسول بأن سنحيا * وكيف حياة أصداء وهام
[ ش ( كلب ) اسم قبيلة . ( الشاعر ) هو أبو بكر شداد بن الأسود .....]

أقول : من هذا الحديث نجزم ان ابن عم (ام بكر) المفترض زواجها منه كان في مكة مع الكفار في وقت هذه المرثية ، لأن ام بكر تركها ابو بكر في مكة كما هو نص الرواية، فما علاقة هذا الموضوع بما حدث في المدينة بين دنان الخمر؟؟

ثالثا: اصبح هذا الشاعر من بني كلاب وليس من بني كلب !!!! وبقدرة قادر تغيرت قبيلته !! يا سبحان الله !!!!

وبعد اكتشاف أن ابا بكر هذا هو شخص أخر تداخل صدفة مع ابي بكر في ذلك المكان رغم الفارق 430 كيلو مترا والذي تواجد فيه ابي بكر وعمر ، فان الطحاوي في مشكل الاخبار وجد فرجا في الرد على تهمة لم يصرح بها ولا نفهم ما هي، ولكنها من الباطل الذي ورد في هذا الموضوع فبينه الحديث الذي يقول ان ابا بكر هو رجل اخر بحمد الله ، واتضحت الصورة ، والله المستعان .
فانظر بتمعن :

شرح مشكل الآثار - (7 / 330)
حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي كِلَابٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ بَكْرٍ، فَلَمَّا هَاجَرَ أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فَتَزَوَّجَهَا ابْنُ عَمِّهَا هَذَا الشَّاعِرُ الَّذِي قَالَ هَذِهِ الْقَصِيدَةَ رَثَى بِهَا كُفَّارَ أَهْلِ بَدْرٍ: [البحر الوافر]
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ... مِنَ الشِّيزَى يُزَيَّنُ بِالسَّنَامِ
وَمَاذَا بِالْقَلِيبِ قَلِيبِ بَدْرٍ ... مِنَ الْقَيْنَاتِ، وَالشَّرْبِ الْكِرَامِ
تُحَيِّي بِالسَّلَامَةِ أُمُّ بَكْرٍ ... وَهَلْ لِي بَعْدَ قَوْمِي مِنْ سَلَامِ
يُحَدِّثُنَا الرَّسُولُ بِأَنْ سَنَحْيَا ... وَكَيْفَ حَيَاةُ أَصْدَاءٍ وَهَامِ
.فَبَانَ بِحَمْدِ اللهِ وَنِعْمَتِهِ أَنْ لَا تَضَادَّ فِي شَيْءٍ مِمَّا ظَنَّ هَذَا الْجَاهِلُ أَنَّهُ قَدْ تَضَادَّ مِنْ أَقْوَالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْصَرَفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْهَامَّةِ وَمِنَ الْهَامِ الَّذِي صَرَفْنَا وَجْهَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا إِلَى مَا صَرَفْنَاهُ إِلَيْهِ فِي هَذَا الْبَابِ , وَاللهَ عَزَّ وَجَلَّ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ.

أقول : بالتوفيق ،،،، فقد وفّق الرجل في صرف المعنى على الصحيح كما يرى بشهوته، بحمد الله !!!!

إذن قد تحرك اسمه وتحركت عشيرته وأصبح ذو النسب والحسب ينتمي لعدة شخصيات وهمية ، ولكنه متغير ومتحرك ، لأنك لو سألت عنه تلك العشيرة فسيقال انه من الثانية او الثالثة ولو طولب الرجل باسمه الاول لقيل بل هو الثاني والثالث والرابع ، وهذه إجراءات امنية كما لا يفوت على أهل الفن ، والحمد لله رب العالمين . وسيأتي أمر آخر يخلط الاوراق حيث يدعى أن شداد بن الأسود هو من كنانة وليس من كلاب او كلب كما تقول الصحاح ، فقد علق في الإصابة بشيء عجيب دمج بين الشخصيتين فقال (قال بن فتحون وهذا البيت لأبي بكر شداد بن الأسود بن شعوب من جملة قصيدة رثى بها أهل بدر فلعل أبا بكر الكناني تمثل بها في حال شربه ، قلت خفي على بن فتحون أن أبا بكر بن شعوب هو أبو بكر الكناني وظن أن الكناني مسلم وأن بن شعوب لم يسلم فلذلك استدركه) ، بينما مر عليك أن شداد بن الاسود هو من كلب أو كلاب ، وان ابن شعوب أسمه: (عمرو بن سمي ابن كعب بن عبد شمس بن مالك بن جعونة بن عويرة بن شجع بن عامر بن ليث بن بكر بن كنانة) وهو مشرك كان في مكة كما يبدو ولم يكن في المدينة أصلا ، ولكن ابن فتحون دمج بين عمرو بن سمي (ابن شعوب) وبين شداد بن الأسود ، فرد عليه ابن حجر ان ابن شعوب نفسه الكناني وانه لم يسلم قط فاختلط الامر واصبحنا لا ندري في أي اتجاه تسير القضية.

المصيبة أنهم حين يأتون الى مثل هذا الامر فيذوب الأشخاص ويصبح الإنسان هلاما لا شكل له، لا يمكن ان يعرف ، فيكون في النصوص: (فلانا) ويكون (رجلا) ويكون (بعض المسلمين) بدون تحديد ، وهكذا تنزل عليه طاقية الإخفاء فلا يعرف ، وكأن الله سلط ملائكته لإخفاء كل جرم ومخالفة لفساق الصحابة ، بينما لا ينسى هؤلاء الرواة ان يصفوا بول النبي واقفا وشربه من قبل خادمته ، أو مواقعته لزوجته وهي حائض ، أو صلاته بين افخاذها وما شابه ذلك من دقة في الوصف حتى أنهم كانوا يراقبونه في خلواته وتحت فراشه ، وينشرونها في روايات يعتبرها بعضهم جزءً من الاعتقاد ، مهما كانت غير مناسبة شخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على رؤوس الأشهاد ، فذلك ضروري الفضح ، واما فساق الصحابة والمنافقين منهم ، فيتبخرون ولا يعرفون لحد هذا اليوم ، وذلك ضروري الستر.
اليس في ذلك سر يا اخوتي؟
لعلهم اعز على الله من الانبياء ؟؟؟؟
قد يكون ، فعند هؤلاء كل شيء جائز ..

ثم نأتي الى معالجة السيدة عائشة لدعوى ان اباها قد سكر وكفر ثم تاب وتوسل من رسول الله ، فإنها نفت وغضبت وأخذت تدعو على من ينشر ذلك ، وهذا يعني ان الخبر منتشر بين الصحابة وهي باعتبارها كانت وزارة الإعلام في زمن أبيها وزمن عمر ، فكانت تحاول خلق الأوهام والأكاذيب في هذه القصة ، بدليل ان الصحاح تؤكد انها هي بذاتها من اخترع قصة ابا بكر زوج أم بكر التي هي زوجة ابا بكر ابيها ، وهي من سمته ، وهو الكافر الذي لم يصل للمدينة في حينها كما يقولون ، فالقضية محصورة بها ، كما تقدم نقلنا عن صحيح البخاري .
وبمناسبة انتشار الخبر فقد كان هذا الموضوع مصدر الهام لشعراء مثل السيد الحميري (رحمه الله) الذي صرح بهذا فقال:
(لولا عتيق وسوء سكرته * كانت حلالا كسائغ العسل)
فالقضية اوسع انتشارا مما ارادت السيدة عائشة تضيقه .

والآن ننقل بعض النصوص الأخرى المكملة لهذه القصة العجيبة وفيها محاولات دفع الامر ونفي ان يكون ابا بكر أصلا قد شرب الخمر لا في جاهلية ولا في إسلام فيصبح قول عمر (انتهينا انتهينا ) أي من أكل لحوم الدجاج ، وكذلك فهم يقولون ان ابا بكر لم يقل شعرا قط ، بينما قد عد من اشعر الصحابة او من الشعراء الخلفاء ، يعني اكوس كثيف العارضين ، فلنقرأ ونتمعن :

الصواعق المحرقة - (1 / 215)
الحديث السابع والستون أخرج ابن عساكر أنه قيل لأبي بكر في مجمع من الصحابة هل شربت الخمر في الجاهلية فقال أعوذ بالله فقيل ولم قال كنت أصون عرضي وأحفظ مروءتي فإن من شرب الخمر كان مضيعا في عرضه ومروءته فبلغ ذلك رسول الله فقال صدق أبو بكر صدق أبو بكر وهو مرسل غريب سندا ومتنا
و أخرج ابن عساكر بسند صحيح عن عائشة قالت والله ما قال أبو بكر شعرا قط في جاهلية ولا إسلام ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية

تاريخ دمشق - (30 / 334)
أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي أنبأ أبو بكر بن علي الديباجي نا علي بن عبد الله بن مبشر نا محمد بن حرب النسائي نا أبو مروان يحيى بن أبي زكريا الغساني عن هشام عن عروة عن عبد الله بن الزبير قال ما قال أبو بكر شعرا قط ولكنكم تكذبون عليه.

تاريخ الإسلام للذهبي - (1 / 384)
وقال عنبسة بن عبد الواحد: حدثني يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أنها كانت تدعو على من زعم أن أبا بكر قال هذه الأبيات، وقالت: والله ما قال أبو بكر شعراً في جاهلية ولا في إسلام، ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية.

الإصابة في تمييز الصحابة - (7 / 45)
وقد أخرجه الإسماعيلي من طريق أحمد بن صالح عن وهب عن بن يونس فلم يقل من كلب بل زاد فيه ان عائشة رضي الله عنها كانت تقول ما قال أبو بكر شعرا في جاهلية ولا إسلام وأخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق الزبيدي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تدعو على من يقول إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال هذه القصيدة ثم تقول والله ما قال أبو بكر بيت شعر في الجاهلية ولا في الإسلام ولكن تزوج امرأة من بني كنانة ثم بنى عوف فلما هاجر طلقها فتزوجها بن عمها هذا الشاعر فقال هذه القصيدة يرثي كفار قريش الذين قتلوا ببدر فتحامى الناس أبا بكر من أجل المرأة التي طلقها وإنما هو أبو بكر بن شعوب قلت وكانت عائشة أشارت الى الحديث الذي أخرجه الفاكهي في كتاب مكة عن يحيى بن جعفر عن علي بن عاصم عن عوف بن أبي جميلة عن أبي القموص قال شرب أبو بكر الخمر في الجاهلية فأنشأ يقول فذكر الأبيات فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام يجر إزاره حتى دخل فتلقاه عمر وكان مع أبي بكر فلما نظر الى وجهه محمرا قال نعوذ بالله من غضب رسول الله صلى الله عليه و سلم والله لا يلج لنا رأسا أبدا فكان أول من حرمها على نفسه واعتمد نفطويه على هذه الرواية فقال شرب أبو بكر الخمر قبل أن تحرم ورثى قتلى بدر من المشركين وأما ما أخرج البزار عن أبي كريب وجنادة عن يونس بن بكير عن مطر بن ميمون حدثنا أنس بن مالك قال كنت ساقي القوم وفيهم رجل يقال له أبو بكر من بني كنانة فلما شرب قال ... تحيى أم بكر بالسلام ... وهل لي بعد قومك من سلام ... يحدثنا الرسول بأن سنحيى ... وكيف حياة أصداء وهام قال فنزل تحريم الخمر فذكر الحديث وفيه كسر الآنية وإهراق ما فيها .
قال بن فتحون وهذا البيت لأبي بكر شداد بن الأسود بن شعوب من جملة قصيدة رثى بها أهل بدر فلعل أبا بكر الكناني تمثل بها في حال شربه قلت خفي على بن فتحون أن أبا بكر بن شعوب هو أبو بكر الكناني وظن أن الكناني مسلم وأن بن شعوب لم يسلم فلذلك استدركه ، وقد ذكر بن هشام في زيادات السيرة أن بن شعوب المذكور كان أسلم ثم ارتد والله أعلم

ولعل ابلغ التعليقات على هذه العجائب هو تعليق الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) (1 / 133)
(وقد بلغ شيوع شرب أبي بكر للخمر حداً اضطرت معه عائشة إلى التصدي للدفاع عن أبيها: فكانت تقول: (ما قال أبو بكر شعراً قط في جاهلية ولا إسلام، ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية)
وعنها: (لقد حرم أبو بكر الخمر على نفسه في الجاهلية).
ويظهر: أن أم المؤمنين قد فشلت في الدفاع عن أبيها، ولذلك نرى الزهري يروي عن عروة، عن عائشة: أنها كانت تدعو على من يقول: إن أبا بكر الصديق قال هذه القصيدة، ثم تقول: (والله ما قال أبو بكر شعراً في جاهلية ولا في إسلام) . ثم تنسب القضية إلى رجل آخر يُدَّعى أن اسمه أبو بكر بن شعوب.
ولكننا لا ندري ما تقول أم المؤمنين في قولهم المعروف: (كان أبو بكر شاعراً، وكان عمر شاعراً، وكان علي أشعر الثلاثة). [كنز العمال ج 15 ص 97 عن ابن عساكر ، وراجع : أنساب الاشراف بتحقيق المحمودي ج 2 ص 152 و 114 ، وترجمة الامام علي من تاريخ ابن عساكر تحقيق المحمودي ج 3 ص 242 ، وفي هامشه عن كتاب الرجال لاحمد بن حنبل ج 1ص 313 ط 1 ..]
بل ذكر البعض: أن الخلفاء الأربعة كانوا أشعر الصحابة، وكان أبو بكر أشعر الخلفاء، وقد جمع البعض له ديواناً تعجز عن تقريضه أفواه المحابر، وألسنة الأقلام، رتبه على حروف المعجم. [التراتيب الادارية ج 1 ص 211 .] انتهى.

ثم ليعلم الجميع انه بعد ان ثبت هذا بهذه الصورة ، فسعى البكرية والامويون ان ينسبوا ذلك برواية مرسلة من طرفين لتكون كذبا مدبلجا لا يعرف له أصل ، ثم أنها مرسلة عن مفسر له تفسير ، وهو السدي ، وقد ثبتت كل أقواله ولكن هذا القول لم يرو عنه قط ، والرواية تكذب على السدي فتقول بإرسال من السدي أيضا : ان من شرب الخمر هو علي بن ابي طالب في تلك الواقعة ، ولكنهم لم يقولوا بانه هو من قال الشعر ، من اجل ان يقولوا كلنا في الهوا سوى ، فكلنا كنا سكارى ، بُعدا لهم ، فان عليا لم يعاقر الخمر قط فهو ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نعومة أظفاره وهو تلميذه الخاص ، ولم يقبل النبي لنفسه ولمن يحبه ان يعاقر الخمر والفاحشة ، بل عليٌ معصوم عند نصف المسلمين معنويا ، وهؤلاء غير معصومين بإجماع المسلمين. فان من تحتمل عصمته لا يدانيه من لا تحتمل عصمته . وعلى كل فالنصب والكراهية للنبي ولأهل بيته تفعل الأعاجيب . وليس هذا مبحثنا .

أقول خلاصة القول في هذه القضية : إن هذه القضية الصحيحة النقية السند ، تقول بان الصحابة يمكن أن يضلوا ويفسقوا ويكفروا ، وهم بين ظهراني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فما بالك بعده وقد حدث الرسول بان الله اخبره بماذا يحدثون بعده؟ مما يوجب لهم دخول نار جهنم ....

ويصبح طلبنا صحيح في توثيق ابي بكر ، فان احتياجه الى التوثيق قائم بنفسه خصوصا بعد انكشاف ما في النفس نتيجة السكر (حتى لو كان مباحا) ، الا ان كوامن النفس ظهرت بهذه الأبيات المشؤومة ، فعليه يجب توثيقه ممن عاصره ، لنعرف ان تلك الشائبة قد زالت نهائيا ، لنحكم بالوثاقة . خصوصا وان الزهراء كذبته في دعواه حديث على رسول الله علنا .

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

الناصر الاطروش عليه السلام


ختاما نشير الى علامة مضيئة هى مولانا الامام الاجل الناصر للحق الاطروش
كان من ائمة الزيدية
و كان جعفريا اثنا عشريا له كتاب عن الائمة الاثنى عشر عليهم صلوات الله
و كان من تلاميذ الشيخ الجعفرى الثقة احمد بن عيسى القمى
و كان يمسح رجله فى الوضوء كما فى المسائل الناصريات بتحقيق العلامة الفقيد بدر الدين الحوثى رحمه الله
حنى استشهد و هو ساجد لربه تعالى
و نذكر ثانية ان الجعفرية يعتقدون ان ذرية رسول الله ص لهم خصوصية فى الحساب
و اخر دعوانا اللهم انصر ال محمد صلى الله عليه و اله

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

ملحق


" إن التشيع فيه ميزة غير موجودة في بقية المذاهب حسب علمنا، وهي المحافظة على التشيع داخل أسر علمية يمتد تأريخها بدون انقطاع من هذا الزمن إلى زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام والأئمة الطاهرين عليهم السلام بحيث أن الأسر القيادية الشيعية كانت ولا زالت هي نفس تلك الأسر التي أحاطت بأمير المؤمنين علي عليه السلام ولم يتغير منها شيء وأغلبهم أبناء أصحاب الأئمة وعلى الأخص أمير المؤمنين عليه السلام .
ذكرت قائمة بأسماء الأسر العلمية القيادية الحالية وصلتهم عن طريق آبائهم وأجدادهم، وتسليم التشيع يدا بيد، من أب إلى ابن في الرواية والعقيدة والمعرفة وسائر العلوم.

طبعاً يمكنك أن تردد ما يردده السلفيون المنتشرون في الساحات الثقافية من :
أن الشيعة عندهم روايات ضعيفة إذن هم لا يتصلون بالأئمة ، وجوابها أن السنة عندهم روايات ضعيفة إذن هم لا يتصلون بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا بالإسلام .

كما يقولون بأن التشيع نشأ نشآت كما اخترعوا فمرة يهودية ومرة مجوسية ومرة أعجمية وأخرى هوائية بشكل هلامي غير مستقر الصورة .

فإذن هؤلاء منتحلون للتشيع وهم ضد أئمة الشيعة ، وجوابها سهل يسير فإن من وصف بهوديته ومجوسيته وتأثيره في التشيع لم نر له أثراً في التراث الشيعي ولا في رجال الشيعة بينما اليهود ( الباقون على يهوديتهم ) والمجوس ( الباقون على مجوسيتهم ) يحكمون الفكري السني والقيادة السنية سياسياً وعسكرياً وثقافياً وقائمة الأسماء متوفرة بحمد الله ، وتأثيرهم واضح للعيان .

فإذا كنت تشك في ذلك فمجرد إشارة منك تجدني بين يديك بكل أسمائهم و أفعالهم ..

فإذن قياساً على هذه المقولة فإن أهل السنة الحاليين لا علاقة لهم بأسلافهم وإنما هو مجرد انتحال من قبل اليهود والمجوس. ويا ليت من يكلمنا يكون من العرب فهم حتى لو كانوا من جزيرة العرب ولكنهم هجين بين أحباش وأتراك وإندونيسيين وهنود وإيرانيين بندريين وغيره . ونعوذ بالله من التنابز بالقوميات واللسان.

وهذه الأجوبة النقضية قد يبدو عليها الافتعال ، ولكنها في الحقيقة أعمق من مستوى الإدعاء نفسه وإن المدعي غافل عن واقعه .

إننا حين نبحث عن موضوع النسب ومدى الاتصال الزمني الفعلي بين الأسر المتصدرة لصدارة الفكر السني وبين الأسلاف نجد الاتصال لجيلين أو ثلاثة وإذا بالغنا فخمسة أجيال . ثم تنقطع السلسلة إلى ما لا يعرف بينما القيادات الشيعية الموجودة حاليا متصلة اتصالاً تاماً إلى زمن علي عليه السلام وزمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم ينقطع عندهم حبل العلم وتناقل الدين والتشيع ولا فاصل ولا انقطاع بينهم. وإليك أهم الأسر القيادية الشيعية التي لم ينقطع عنها قط العلم والدين والاشتغال به جيلاً بعد جيل وهم لا زالوا في مقدمة الركب الشيعي .

السادة من آل البيت لم ينقطع عندهم العلم مطلقاً إلى زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

الحسنيون وهم أصناف منهم :
السادة الطباطبائية أبناء طباطبا الحسني والقياديين منهم الآن أسرة آل الحكيم وأسرة أل بحر العلوم وأسرة الطباطبائي وأسرة البروجوردي وغيرهم من الأسر القيادية الموجودة فعلاً .

وهؤلاء لهم السطوة والتقدم في العالم الشيعي في القرون الثلاثة الماضية ولحد الآن. ومنهم الآن المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم وقائد العراقيين السيد محمد باقر الحكيم وغيرهم ممن هم في الصدارة أو أقل مرتبة منهم ( ويدعي السلفيون بأن الحسنيين مطرودون من التشيع !!! فاقرأ وتعجب )

السادة الأشراف وهم أسر متعددة تتصدر الزعامة والمرجعية في الفكر الشيعي منهم آل العطار وآل البغدادي وآل الحيدري وآل زيني وآل فضل الله وغيرهم . وهؤلاء يلتقون مع نفس سلالة الشريف حسين شريف الحجاز وأغلبهم من أبناء الشريف قتادة .

الحسينيون : فحدث عنهم ولا حرج ولكن من يتصدر الزعامة منهم ولم ينقطع عن العلم والدين هم الأسر المعروفة التالية .

آل الحسيني و أبناء زين العابدين كآل السيد عيسى المعروفين بالسادة آل نجف وغيرهم ومن آل الحسيني السيد السيستاني أحد المراجع الكبار الآن .

الموسويون : من أولاد موسى الكاظم عليه السلام :

وهم أسر متعددة منهم آل شرف الدين وآل الصدر وآل المرعشي وآل الشيرازي الموسوي وآل أبي الحسن وآل مكي العلويين وال الصافي وآل اللواساني وآل الهاشمي وآل الغريفي البحرانيين وغيرهم كثيرة وفيهم الكثير من المراجع الحاليين يذيّل توقيعه بالموسوي وأغلب المراجع المتأخرين ممن يذيّل بهذا التوقيع هم من أسر لم تنقطع عن العلم والدين .

القرشيون :

منهم آل شمس الدين وآل مكي غير الهاشميين وآل القرشي وآل الزين وغيرهم .


غير القرشيين من أبناء الصحابة والتابعين.

أبناء جابر بن عبد الله الأنصاري :

آل الأنصاري ، آل الخزرجي

أبناء مالك الأشتر :

آل كاشف الغطاء وأل الخضري وآل الشيخ راضي

أبناء الحارث الهمْداني اليماني

وهم أسر كثيرة الموجودون منهم وهم علماء الشيعة لم ينقطع بهم العلم هم آل زين الدين ( أبناء الشهيد الثاني ) وآل البهائي وآل الشيخ عبد الصمد وآل أبي جامع وآل محفوظ وآل شرارة وآل مروة وأسر كثيرة موجودة فعلاً لم يحضرني اسمها .

أبناء الحر بن يزيد الرياحي من بني تميم الشهيد مع الحسين وابن مدير شرطة الخميس الذي أسسها أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب . ومنهم :

أل الحر العاملي المعروفون وهم لا زالوا على طلب العلم إلى يومنا هذا

أبناء حبيب بن مظاهر السدي المستشهد بين يدي الحسين عليه السلام:

آل الاسدي

أسرتان من ربيعة لم ينقطع عنها العلم منذ زمن الإمام علي لحد الآن .

هما آل البلاغي وآل الأعسم

الأشعريون :

وهؤلاء كانوا ولا زالوا لحد هذا اليوم هم أهل قم الأصلين وهم علماء قم منذ فتحها الإسلامي وقد سكنها الأشعريون وهاجر إليها بعض البجليين و الجعفيين وغيرهم من الكوفة ابن ظلم الحجاج ومن على شاكلته ، فلا زالوا هناك إلى يومنا هذا ولا زال العلماء والفضلاء من الأشعريين في قم بسلسلة متصلة إلى زمن الأئمة الطاهرين . يحتفظون بلقبهم هذا وهو الأشعري وقد يسمي بعضهم نفسه بالقمي نسبة إلى مدينة قم العربية في وسط بلاد فارس .

هذا ما حضرني من أسر موجودة فعلاً في ساحة العلم الشيعي لم ينقطع عنها العلم والدين جيلاً واحداً إلى زمن الرسالة ، وهناك أسر لا تقل أهمية حيث أن تداول التحصيل الديني بينهم لا يقل عن عشرة أجيال فما فوق مثل آل الجواهري و آل مظفر من بني أسد وآل الخزاعي وآل الخفاجي وآل الساعدي ...

مع العلم أن هناك أسر كثيرة من العشائر العربية تتناوب العلوم الدينية فتدخل فيها عدة أجيال وتخرج منها أجيال ثم تعود إليها وهكذا وقد يمتد العلم فيهم عشرة أجيال ثم ينقطع أربعة أو تنعكس القضية ، وهي عشائر عربية كثيرة منها عشائر حمير اليمانية ومنهم عشائر خاقان وهم أسر علمية كثيرة مثل أل الخاقاني وفيهم مراجع وأل الصغير وآل الشرقي وغيرهم وعشائر بدير من حمير وعلمائهم يعرفون في الوسط العلمي بالبديري ومنهم المرجع الشيخ جعفر البديري رحمه الله ولازال منهم علماء إلى يومنا هذا.

وهناك عشائر أخرى لها صفة الاستمرار ما يقارب الأربعة قرون كالفضول اللاميين ومنهم ثلاثة أسر علمية قديمة لا زالت مستمرة على العلوم الدينية ، منها آل سميسم وآل نصار وآل شكر وغيرهم ممن يعرفون بالعلم الديني والمواظبة عليه أربعة قرون أو أكثر . ولا يمكن تعداد العشائر العربية من مضر وربيعة وشمر وعشائر كلب وعامر وغيرها كثير مما ينتسب إليه علماء الشيعة الحاليين والسابقين في العراق وبلاد الشام وطرفاً من إيران الحالية.

كما لا يخفى بأن هناك أسر قديمة حملت لواء الدين في زمن الأئمة غير هذه الأسر ولم نعلم لهم امتداد الآن فقد تغيرت الكثير من ألقابهم ولم يحافظوا على أسسهم القبلية مثل البجليين والجعفيين من أعاظم الرواة وبني يقطين وبني مسكين وبني أعين وغيرهم كثير.

وعلى ذكر تغيير الألقاب فهناك أسر خليجية علمية لم تترك العلم مئات السنين ولعل بعضها يمتد إلى زمن الأئمة ولكن لا علم لي بامتدادهم بشكل فعلي كما هو حال هذه الأسر التي ذكرتها ولكن تواجدهم الديني يضرب في أعماق التأريخ كآل عصفور وآل الخطي وغيرهم وهم أسر علمية لها تأثيرها ومشاركتها التأريخية التي تمتد قرونا كثيرة.

كما أن هناك أسر إيرانية وتركية ومغلية وهندية ليست من أصول عربية تداولت العلم بعد تشيع هاتين المنطقتين بعد ستمائة سنة من بزوغ الإسلام وقد حافظت الكثير من هذه الأسر على استدامة العلم فيها إلى يومنا هذا غير أنهم مولعون بتغيير ألقابهم مما يضيع صفة امتدادهم .

وكل ما ذكرته من الأسر المتصلة إلى زمن الرسالة في صدارة التشيع هي أسر عربية خالصة ، إلا إذا خرج لنا سلفية هذا العصر بفكرة نفي عروبة قريش وبني أسد والخزرج وهمدان والأشعر وربيعة ومضر والنخع وحمير وما شابه ذلك من الأسر العربية وكل شيء جائز فقد رأينا العجب من نفي علاقة الشيعة بآل البيت فهل بقي شيء عجيب.

أقول:

هل هناك مذهب حافظت عليه أسر علمية من بداياته إلى يومنا هذا بهذه الصورة ، برعايتهم وتعهدهم وبطريقة تسليم جيل لجيل تسليم يدٍ بيد كما يفعل الشيعة ؟؟

وهل تعلم كم تقاسي الأسر العلمية العفيفة التي ذكرتها لك من شظف العيش وصعوبة الحياة والامتناع عن مباهج الدنيا والحرمان مما يمارسه عامة الناس من شباب وكهول نتيجة الولاء التام للمسلك ؟؟

وقد يتوهم من لا اطلاع له بأن العلم الديني عند الشيعة ميزة وحياة موفرة . فهذا ما لا أصل له حتى بعد تكون دول شيعية وأوقاف شيعية كبيرة . فأهل البيت أدرى بالذي فيه . فما رأت أسرنا إلا الجوع والقتل والتشريد ولكن مع رفع الرأس شامخاً ومع انبلاج نور الكرامة ، حتى ونحن نسقط تحت يد الجلادين صرعى حيث تمتزج دمائنا بالتراب الذي نجّسه الرجس فتطهر تلك الأرض وتشمخ بها زهور الكرامة .

ولا زلنا على العهد لم نبدل ولم نغير أوفياء لديننا ومحافظين لتراثنا ومتمسكين بثوابتنا . وتعساً لأحلام مريضة تحلم بتغيير إسلامنا منذ ما يزيد عن ألف سنة ولم يعثروا إلا على سراب أفكارهم . فتعساً لحظهم العاثر. والملتقى بين يدي الرحمن شديد العقاب.

حين يسمع شخص مثلي تشكيكاً بعلاقة التشيع بأئمة أهل البيت وهو يروي علوم أهل البيت أباً عن جدٍ إلى أبي وسيدي ومولاي أمير المؤمنين علي عليه السلام . فماذا سيكون شعوره غير الاحتقار لمثل هذه المقولة فإن التشيع في بيوتنا جزء من سر أسرنا الداخلية
. والتشيع عندنا اتصال رواية عن شيوخ من جهة وعن أهل وأقارب من جهة.

فالخلاصة أنه ما من مذهب يتمتع بتوثيق بطريقةِ تداولِ الأسر العلمية الواعية للعلم ، جيلاً بعد جيل كما هو حال المذهب الشيعي . ولعل هذا ينطبق على المذهب الإسماعيلي أيضاً لأنهم يعتمدون نفس المبدأ من التمسك بالمسلك الديني لأجيال طويلة . فصلتنا بأئمتنا لا يشوبها شك عند من لم يفقد بصره وبصيرته. "
آخر تعديل بواسطة القاسمى في الثلاثاء مارس 08, 2016 10:03 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

زيدية اليمن ليسوا الا اسرة علمية تشربت الاعتزال من الكيسانية
آخر تعديل بواسطة القاسمى في الثلاثاء مارس 08, 2016 10:17 pm، تم التعديل مرة واحدة.

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

يكفى للتقريب بل الوحدة ترحم الجعفرية على كل ذرية الحبيب محمد صلى الله عليه و اله
و نضيف ان من الجعفرية من يثبت اصطفاء الله لغير الائمة من بنى هاشم

اقرا :
http://alfeker.net/library.php?id=3171

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

يهود لا سنية !

لبحث في قضايا تاريخ الفكر عنه في قضايا التاريخ.
البحث في قضايا التاريخ يشبه البحث الجنائي حيث يتوجب إثبات الوقائع بالدليل الذي لا يقبل التأويل أما قضايا الفكر فيكفي إثبات تطابق الأفكار لإثبات أن ثمة مصدر بشري أو شيطاني واحد لها (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)[1].
الماركسية في أمريكا اللاتينية في أقصى الجنوب الغربي للعالم هي نفسها ماركسية روسيا في أقصى الشمال الشرقي ولا حاجة بنا للبحث عن أول من تبنى هذه الفكرة هنا أو هناك رغم أن كارل ماركس كان أوروبيا ألمانيا.
من المعلوم أن محمد ابن عبد الوهاب كان عالة في (توحيده) على ابن تيميه وأن كتاب (التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) هو مجرد تلخيص لكتاب ابن تيميه (اقتضاء الصراط المستقيم: مخالفة أصحاب الجحيم)، ويمكن لمن أراد التأكد أن يقارن بين الكتاب الأصل (الاقتضاء) والكتاب الملخص (التوحيد)!!.
ولكن من أين اقتبس ابن تيميه نظريته التوحيدية التي لم يسبقه بها أحد من الأولين وخالفها أغلب الآخرين بل وانتفض عليه أهل زمانه وأودعوه السجون والمعتقلات؟!.
هل كان ما قدمه ابن تيميه من رؤى ونظريات هي من بنات أفكاره أم أنه اقتبس من غيره وكان أكثر جرأة في مخالفته لوصية سيد الأوصياء وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام التي قال فيها: (أَيُّهَا النَّاسُ، اسْتَصْبِحُوا مِنْ شُعْلَةِ مِصْبَاح وَاعِظ مُتَّعِظ، وَامْتَاحُوا مِنْ صَفْوِ عَيْن قَدْ رُوِّقَتْ مِنَ الْكَدَرِ. عِبَادَ اللهِ، لاَ تَرْكَنُوا إِلَى جَهَالَتِكُمْ، وَلاَ تَنْقَادُوا لاَِهْوَائِكُمْ، فَإِنَّ النَّازِلَ بِهذَا الْمَنْزِلِ نَازِلٌ بِشَفَا جُرُف هَار، يَنْقُلُ الرَّدَى عَلَى ظَهْرِهِ مِنْ مَوْضِع إِلَى مَوْضَع، لِرَأْي يُحْدِثُهُ بَعْدَ رَأْي، يُرِيدُ أَنْ يُلْصِقَ مَا لاَ يَلْتَصِقُ، وَيُقَرِّبَ مَا لاَ يَتَقَارَبُ)[2].
في اعتقادنا أن ابن تيميه وأتباعه إلى يومن هذا قاموا وبنجاح لا نظير له بدور ناقل الردى على ظهره من موضع إلى موضع لرأي يحدثه بعد رأي من خلال إلصاق ما لا يلتصق وتقريب ما لا يمكن له أن يتقارب أو يلتحم، أما سر نجاحهم المدوي فهو أن هذه الأمة كانت ولازالت تؤثر قيادة العميان على قيادة ذوي البصر والبصيرة وترى أن الشروخ والفوالق التي تمزق شمل الأمة وتفتت كيانها هي الضمان الأكيد للوحدة والمنعة!!.
يا لها من أمة أسلمت قيادها للعميان (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)!!.
لنطرح السؤال بصورة مختلفة قليلة……..
عاش ابن تيميه في الفترة من نهاية القرن السابع الهجري وحتى القرن الثامن الهجري (661 – 728 هـ) وقبل هذا كان هناك العديد من الكتب التي طرحت تصورا للعقيدة الإسلامية دار النقاش فيها حول صفات الذات الإلهية والجبر والاختيار ولكن لم يرد فيها تناول لمسألة التوسل والوسيلة باعتبارها من القضايا العقدية.
فمن أين جاء ابن تيميه بهذه القضية وانفرد باعتبار التوسل شركا مخرجا من الملة مضيفا لذلك ضرورة هدم أضرحة الأنبياء والأئمة بعد أن أعلنها أصناما وأوثانا تعبد من دون الله؟!.
من ناحية أخرى فقد ولد ابن ميمون عام 1135 ميلادي الموافق لعام 529 هجرية وجاء إلى مصر قبل سقوط الدولة الفاطمية ببضعة أعوام وتوفي عام 1204 ميلادية الموافق 600 هجرية أي بعد ما يقارب من 35 عاما أمضاها في بلاط الدولة الأيوبية طبيبا ومستشارا بل وواضعا لأساس الدولة الصهيونية المعاصرة وقبل مولد ابن تيميه بستين سنة فقط لا غير.
(اختير ابن ميمون طبيباً خاصاً لنور الدين علي أكبر أبناء صلاح الدين، وللقاضي الفاضل البيساني وزير صلاح الدين. واستخدم ابن ميمون نفوذه في بلاط السلطان لحماية يهود مصر، ولما فتح صلاح الدين فلسطين أقنعه ابن ميمون بأن يسمح لليهود بالإقامة فيها من جديد)[3].
يقول عبد اللطيف البغدادي الذي زار مصر في هذه الفترة، في كتابه (الإفادة والاعتبار): وكان قصدي في مصر ثلاثة أنفس ياسين السيمياوي والرئيس موسى ابن ميمون اليهودي وأبو القاسم الشارعي، وجاءني موسى فوجدته فاضلا في الغاية قد غلب عليه حب الرئاسة وخدم أرباب الدنيا وعمل كتابا في الطب كما عمل كتابا لليهود سماه كتاب (الدلالة) ولعن من يكتبه بغير اللسان العبراني (ووقفت عليه فوجدته كتاب سوء يفسد أصول الشرائع والعقائد بما يُظن أنه يصلحها) لاحظ!!.
كان ابن ميمون طبيب البلاط الأيوبي وهي مكانة رفيعة جعلته صاحب كلمة مسموعة وشفاعة مقبولة لديهم حيث يذكر المؤرخون أن شمويل ابن يهوذا بن تبون، وكان وقتئذ يترجم دلالة الحائرين إلى العبرية، طلب منه أن يأذن له بزيارته فحذره من الظن أنه سيحدثه في أي موضوع علمي ولو مدة ساعة واحدة بالليل أو بالنهار لأن عمله اليومي يجري على النحو الآتي: “فأنا أقيم في القسطاط بينما يقيم السلطان في القاهرة على بعد مسيرة (ميل واحد ونصف ميل). وواجباتي نحو نائب السلطان جد ثقيلة؛ فعليَّ أن أزوره في كل يوم في الصباح الباكر وإذا ما كان هو أو أحد أبنائه منحرف المزاج فلن أجرؤ على مغادرة القاهرة بل عليَّ أن أقيم معظم النهار في القصر. ولا أعود إلى الفسطاط إلى ما بعد الظهر… وأكون وقتئذ قد أوشكت أن أموت من الجوع. ولكني أجد غرفة الاستقبال مزدحمة بالناس، من رجال الدين، وموظفي الدولة والأصدقاء والأعداء فأنزل عن دابتي، وأغسل يدي، وأرجو مرضاي أن يصبروا عليَّ حتى أتناول بعض المرطبات-وتلك هي الوجبة الوحيدة التي أتناولها كل يوم. ثم أستقبل مرضاي… وأظل كذلك إلى أن يحل الليل، فأصف لهم الدواء وأنا مستلق على ظهري من فرط التعب، حتى إذا جن الليل تكون قواي قد خارت حتى لا أستطيع الكلام. ولهذا لن يستطيع إسرائيل أن يجتمع بي على انفراد إلا في يوم السبت. ففي ذلك اليوم يقبل عليَّ جميع المصلين، أو الكثرة الغالبة منهم على أقل تقدير، بعد صلاة الصبح، ليتلقوا عليَّ بعض العلم…
يرى البعض في الظاهرة الميمونية دلالة على تسامح الأيوبيين مع المخالفين في الدين إلا أن الضرورة تملي علينا أن نتذكر أن نفس هذا العصر هو الذي شهد أكبر عملية تغيير ديموجرافية تعرضت لها مصر حيث جرى إبعاد العناصر الفاطمية ونفيهم من القاهرة وقد تمت هذه الخطة على مراحل بدأت بإخراج السودان وتشريدهم من القاهرة ومزقوا كل ممزق كما أن رجال صلاح الدين قاموا بالاستيلاء على ممتلكات كل من ينتمي إلى الدولة البائدة حتى لقد بلغ الأمر بأنصاره أن كل من استحسن منهم دارا من أملاك أتباع الفاطميين وأشياعهم أخرج منها سكانها واستوطن بها كما بلغت إجراءات التهجير ذروتها عام 569هـ بعد اكتشافه (للمؤامرة المزعومة) الأمر الذي دفعه إلى نفي وتهجير خدم القصر إلى أقصى بلاد الصعيد ومن الواضح أن الإجراء الأخير قد قضى وبشكل نهائي على وجود تجمعات سكانية كبيرة للشيعة في القاهرة.
ولكي تتواصل عملية التغيير السكاني حرص صلاح الدين على تشجيع الهجرات السكانية إلى مصر بشكل عام وبالإضافة إلى الأجناد والعسكريين فلقد قدم إلى مصر في ذلك العهد عدد كبير من الناس على اختلاف أجناسهم من المناطق المختلفة[4].
أما حظ النصارى في مصر فلم يكن أفضل كثيرا من حظ الشيعة فقد “اختفى في ذلك العصر الاحتفال الرسمي بأعياد النصارى حيث كان الفاطميون يشاركونهم أعيادهم فاختفت هذه المشاركة الرسمية من الدولة حيث كان الفاطميون يضربون في هذا العيد خراريب من ذهب ويفرقونها على أرباب الدولة برسم التبرك بها فبطل ذلك في دولة صلاح الدين”[5].
إذا لم يكن هناك تسامح ولا يحزنون بل قتل وتهجير جماعي ومحو للأماكن فكيف يمكن لنا أن نفسر هذه القسوة مع الشيعة والنصارى ونفسر ذلك (التسامح) مع موسى بن ميمون؟!.
الأطم من هذا أن موسى بن ميمون قد استخدم نفوذه في البلاط الأيوبي أولا (لحماية يهود مصر) وهو ما لا نعترض عليه إلا أن من حقنا أن نسأل عن السر الذي حال دون أن تمتد هذه الحماية لملايين المصريين من ضحايا يوسف بن أيوب أما الأطم من هذا الأطم فهو ما ذكره المؤرخون (ولما فتح صلاح الدين فلسطين أقنعه ابن ميمون بأن يسمح لليهود بالإقامة فيها من جديد).
يضاف إلى ذلك ما يقوله المؤرخون (وعبر القرون توالت الفتاوى، حول ضرورة بناء الهيكل، والذي أصّل لذلك “موسى بن ميمون” الذي زار القدس عام 1267م، (أثناء العصر الأيوبي) ولفت انتباه اليهود إلى ضرورة بناء هيكل، ليكون رمزاً لوحدتهم.. هيكل مركزي وحيد موحد يكون بديلاً عن أماكن عبادتهم في الكنس , بحيث يتوقف عصر الحاخامات ويبدأ عصر الكهنة ممن يعودون بالعبادة من بدعه المزامير إلى عادة تقديم الأضاحي والقرابين. وذهب موسى بن ميمون إلى أن الهيكل الثالث لن يُبْنى بأيدٍ بشرية، وإنما سينزل كاملاً من السماء.
إنه إذا من فتح باب الاستيطان اليهودي في فلسطين وهو المؤسس الحقيقي للمشروع الصهيوني المعاصر وليس حاييم ويزمان ولا بن جوريون أو حتى نتن ياهو.
يقول ابن ميمون في كتابه (دلالة الحائرين):
معلوم أن أبانا إبراهيم عليه السلام نشأ في ملة الصابئة ومذهبهم أن ليس ثم إله إلا الكواكب وأن الشمس هي الإله الأعظم وكذلك أيضا قالوا أن سائر السبعة كواكب آلهة، لكن النيرين أعظم، كما قالوا بقدم العالم وزعموا بأن آدم مولود من ذكر وأنثى ولكنهم يعظمونه ويقولون أنه كان نبيا رسول القمر.
وبحسب تلك الآراء أقام الصابئة الأصنام للكواكب أصنام الذهب للشمس وأصنام الفضة للقمر وقسموا المعادن والأقاليم للكواكب وبنوا الهياكل واتخذوا فيها الأصنام وزعموا أن قوى الكواكب تفيض على تلك الأصنام فتتكلم تلك الأصنام وتفهم وتعقل وتوحي للناس وتعلم الناس منافعهم.
كذلك قالوا في الأشجار التي هي من قسمة هذه الكواكب إذ أفردت تلك الشجرة لذلك الكوكب وغرست به وفعل لها وفعل بها كذا فاضت روحانية ذلك الكوكب على تلك الشجرة وتوحي للناس وتكلمهم في النوم، تجد كل ذلك منصوصا في كتبهم التي أنبهك عليها وهؤلاء كانوا أنبياء البعل وأنبياء العشتروات المذكورين عندنا الذين تمكنت عندهم هذه الآراء حتى تركوا الرب ونادوا أيها البعل أجبنا كل هذه لشهرة تلك الآراء وفشاء الجهل وكثر هذيان العالم حينئذ في هذا النوع من الخيالات فنشأت فيها آراء وصار منهم مشعبذ ومتفائل وساحر ومن يرقى رقية ومن يسأل جانا أو تابعه ومن يستشير الموتى.
وقد بينا كيف قام أبانا إبراهيم بنقض تلك الآراء حتى نبئ فكمل الغرض فأمر بقتل هؤلاء ومحو آثارهم واستئصال شأفتهم وهدم مذابحهم ومنع من تبع شيء من سيرهم تلك.
وقد علمت من نصوص التوراة في عدة مواضع أن القصد الأول من الشريعة كلها إزالة عبادة الأصنام ومحو أثرها وكل ما يتعلق بها حتى ذكرها وكل ما يؤدي إلى شيء من أعمالها مثل الجان والتابعة والإمرار من النار والعراف والمشعبذ والمتفائل والساحر ومن يرقي رقية ويستشير الموتى والتحذير من التشبه بشيء من أعمالهم هذه.
فما أعظم كل فريضة تخلصنا من هذه الغلطة العظيمة وتردنا إلى الاعتقاد الصحيح وهو أن ثم إلها خالقُ كلِ هذه وهو الذي ينبغي أن يعبد ويحب ويخاف لا تلك المظنون بها أنها آلهة وأن هذا الإله الحق لا يحتاج في القرب منه وحصول رضاه لأمور فيها مشقة بوجه.
ويواصل ابن ميمون: إن كثيرا من الشرائع إنما بين لي معناها وعرفني عللها وقوفي على مذاهب الصابئة وآرائهم وأعمالهم وعبادتهم وقرائتي لكتبهم وأكبر كتاب لذلك هو كتاب (الفلاحة النبطية لابن وحشية، وهذا الكتاب مملوء من هذيانات عابدي الصنم ومما تميل إليه أنفس العوام مثل الطلسمات واستنزال الروحانيات والسحر والجن والغيلان التي تأوي البراري….
فهذه كلها هي أسفار عبادة الصنم التي أخرجت للسان العربي وهي مشتملة على أكثر آراء الصابئة وأعمالهم المشهور بعضها في العالم أعني بنيان الهياكل واتخاذ الصور من المسبوكات والحجارة فيها وبنيان المذابح والتقريب عليها إما ذبائح أو طعام أو اجتماع للصلوات ويجعلون فيها مواضع معظمة جدا يسمونها هيكل الصورة العقلية…..
ومعرفة تلك الآراء وتلك الأعمال هو باب كبير جدا في تعليل الفرائض لأن شريعتنا كلها أصلا وقطبها الذي عليه تدور هو محو تلك الآراء من الأذهان وتلك الآثار من الوجود لمحوها من الأذهان ولمحوها من الوجود قال: تنقضون مذابحهم وتكسرون أنصابهم وتمحون أسماءهم من تلك المواضع[6]. انتهى
من حق القارئ أن يتساءل عن الفائدة من عرض آراء هذا الحاخام اليهودي الذي يتحدث عن الصابئة ومعتقداتهم في حين يقودنا البحث إلى أن الأفكار التي طرحها هذا اليهودي الصهيوني (الذي تمكن ومن خلال موقعه في البلاط الأيوبي أن يؤسس للوجود اليهود في فلسطين)، كانت ولا زالت بالغة التأثير في الواقع المعاصر للعالم الإسلامي والدليل على ذلك هي خفة العقل التي يتحدث بها بعض المؤرخين عن ابن ميمون (الفيلسوف المسلم).
من بين هؤلاء المستخفين الدكتور يوسف زيدان الذي كتب في موقعه الإلكتروني: أما موسى بن ميمون فقد عاش فى المحيط العربى والإسلامى، بعد فيلون بستة قرون، فقد وُلِد فى قرطبة سنة 1135 ميلادية، وتوفى فى القاهرة سنة 1204 ميلادية، واشتهر بأنه أهم شخصية يهودية خلال العصور الوسطى، كما اشتهر كتابه دلالة الحائرين بأنه واحدٌ من أهم الكتب التى دوَّنها اليهود.
كان ابن ميمون قد تلقَّى العلم على يد ثلاثةٍ من العلماء المسلمين، فتلقَّى مباشرةً من ابن الأفلح ومن أحد تلاميذ ابن الصائغ .. وتلقى من ابن رشد بشكلٍ غير مباشر، حين عكف -كما يذكر ابن ميمون نفسه- على دراسة مؤلفات ابن رشد طيلة ثلاثة عشر سنة .
والمطالِعُ فى أحد أهم كُتب ابن ميمون : دلالة الحائرين. لا يجد إلا صدى لأفكار فلاسفة الإسلام وعلماء الكلام – خاصةً الأشاعرة – ولذلك فحين ألَّف إسرائيل ولفنسون كتابه موسى بن ميمون حياته ومصنفاته وهو الكتابُ المنشور بالعربية فى القاهرة سنـة 1936 م كتب الشيخ مصطفى عبد الرزاق مقدمة الكتاب فقال فيها: إن موسى ابن ميمون يعدُّ من الفلاسفة المسلمين! ثم ذكر العديد من الأدلة المؤيدة لذلك ..
وفى مقدمة تحقيقه لكتاب “دلالة الحائرين” يقول الدكتور/ حسين آتاى: إذا أخذنا فى الاعتبار أنَّ الشهرستانى قد عدَّ حنين بن إسحاق النصرانى، فيلسوفاً إسلاميّاً؛ فإنه لاوجهَ للتفرقة بينه وبين موسى بن ميمون الإسرائيلى .. وكما يعتبر الفلاسفة اليهود المشاركين فى الفلسفة الغربية- يقصد أمثال: اسبينوزا وكارل ماركس وبرجسون – فى بلاد الغرب، فلاسفةً غربيين؛ فإن الفلاسفة اليهود والنصارى الذين شاركوا فى الفلسفة الإسلامية وعاشوا فى العالم الإسلامى آنذاك يعتبرون فلاسفةً إسلاميين ؛ فمحمد أبو بكر بن زكريا الرازى مع أنه كان لا يعتنق ديناً ما، فقد اعتُبر من بين فلاسفة المسلمين. وعلى ذلك، فالفلاسفة أمثال موسى بن ميمون لا يعتبرون فلاسفةً من ناحية الشكل فحسب، لمجرد انتسابهم للمجتمع الإسلامى، بل لمشاركتهم فى ثقافةِ ذلك المجتمع أيضاً؛ لذلك فموسى بن ميمون فيلسوف إسلامى من ناحية الشكل ومن ناحية الموضوع، لأنه نشأ فى ذلك المناخ الفكرى، فساهم فيه وأضاف إليه بقدر ما أخذ منه. وقولنا إنه فيلسوفٌ إسلامى، لايعنى أنا نقول بأنه مسلمٌ آمن بالإسلام ديناً – كان موسى بن ميمون قد أشهر إسلامه وهو فى المغرب ثم ارتد فى مصر -بل هو فيلسوفٌ إسلامىٌّ بالمعنى الثقافى الحضارى فحسب. والدارس للثقافة الإسلامية ولا يزال الكلام هنا للدكتور آتاى حين يقرأ كتابه “دلالة الحائرين” يرى أن موسى بن ميمون حتى فى مناقشاته لنصوص التوراة، إنما يصدر عن فكرٍ وثقافةٍ إسلامية ، وأنه عندما ينتقد المتكلمين المسلمين يكون نقدُه لهم بأسلوبٍ خالٍ من الشدة التى ينتقد بها المتكلمون المسلمون بعضهم بعضاً، وأنه ينقد بنى دينه بشكلٍ أشد .. إذن، فأبن ميمون يُعتبر فيلسوفاً إسلاميّاً[7] .
هنيئا لنا بابن ميمون وابن زيدان رضي الله عنهما!!.
إنه فيلسوف من فلاسفة الإسلام – كما يزعم الشيخ مصطفى عبد الرازق – في تقديمه لكتاب (إسرائيل ويلفنسون) عن ابن ميمون الذي أطنب فقال: (أبو عمران موسى ابن ميمون فيلسوف من فلاسفة الإسلام فإن المشتغلين في ظل الإسلام بذلك اللون من ألأوان البحث النظري مسلمين وغير مسلمين يسمون منذ أزمان فلاسفة الإسلام[8].
إنه إذا (فيلسوف من فلاسفة الإسلام) كما يقول هؤلاء البسطاء (تأثرا؟! وتأثيرا وهذا مؤكد) وهنيئا للصهاينة بأعداء يقود مسارهم الفكري حفنة من الحمقى والمغفلين.
الرجل كما وصفه عبد اللطيف البغدادي (يريد أن يفسد أصول الشرائع والعقائد بما يُظن أنه يصلحها) والوصف الصحيح لما قدمه الرجل في كتابه (يريد أن يفسد العقائد بما يوهم أنه يصلحها لا بما يَظن أو يُظن) فهؤلاء الخبثاء ليسوا حمقى أو مغفلين مثل قادة الفكر العربي المعاصر الذين لا يعنيهم إلا حصتهم من الشهرة والمال!!.
مؤامرة تهويد الإسلام؟!
لقد جاء الرجل في موعده مع التاريخ الذي كان يشهد في ذلك الوقت أبشع عملية إبادة للحجر والبشر والعقل الإسلامي على يد القائد الأيوبي يوسف بن أيوب حيث تمثل هذا في القضاء على الدولة الفاطمية وتصفية موجوداتها ومنتجاتها الفكرية والثقافية والعقلية وتمهيد الأرض أمام إقامة الكيان الصهيوني في الأرض الفلسطينية المقدسة، تلك المهمة التي لا يمكن لها أن تكتمل إلا من خلال تهويد المسيحية والإسلام.
أما تهويد المسيحية الغربية فقد أصبح الآن حقيقة واقعة يعرفها قراء الصحف والمجلات الذين يقرأون يوميا مصطلح (المسيحية الصهيونية).
أما تهويد الإسلام أو الاختراق الصهيوني للإسلام فهو ذلك اللغز الذي ما زال يحتاج إلى من يفك رموزه وهذا ما نحاول القيام به في هذا الكتاب.
كيف يمكن أن يكون الصهيوني موسى ابن ميمون القابع في بلاط صلاح الدين (حامي حمى العروبة والإسلام!!) (فيلسوفا مسلما) وهو في نفس الوقت (فاتح باب الاستيطان الصهيوني في فلسطين ومؤسس الهيكل الثالث).
إنها البلاهة بعينها وإن أردت الدقة قلت إنها الخيانة بعينها ولا عجب أن ينجح الصهاينة الآن في التلاعب بقادة أمة لا تعي ولا تقرأ وإن قرأت لا تفهم ناهيك عن أنها لا تعتبر بما لحق بها من مآس قريبة أو بعيدة.
من هم الصابئة؟!.
ترى من هؤلاء الذين يقصدهم ابن ميمون بالصابئة المسئولين عن خراب العالم وفساد العقائد والذين يتعين (محو آرائهم من الأذهان وآثارهم من الوجود محوا لها من الأذهان والوجود ومن هؤلاء الذين يتعين نقض مذابحهم وكسر أنصابهم ومحو أسماءهم من تلك المواضع)؟!.
هل كان هناك ثمة وجود للصابئة في مصر التي كانت فاطمية عند وصول ذلك الصهيوني ثم أضحت أيوبية فكان أن احتفى به المرتزقة الأيوبيون في نفس الوقت الذي طرد فيه مئات الآلاف من شيعة أهل البيت إلى المنافي والفيافي والقفار والهند وجنوب أسوان؟!.
الجواب واضح ولا يمكن أن يفهمه إلا من تمرس على الاستماع للصهاينة المعاصرين الذين يصرحون بشيء ويقصدون شيئا آخر لمجرد وجود تماثل معه في بعض الصور والأشكال.
الصابئة الذين يقصدهم مستشار صلاح الدين يوسف ابن أيوب وطبيبه الخاص هم المسلمون وهو المصطلح القديم المستخدم من قبل قريش في وصف المسلمين الأوائل، تماما مثلما يصف الصهاينة المعاصرون، المقاومين بالإرهابيين والمخربين.
يقول أبو أنس ماجد البنكاني في كتابه عن الصابئة: (أصبحت هذه الكلمة علماً لكل من أسلم وتبع النبي محمد حيث كان كفار قريش يسمون من أسلم بالصابئ. ألا ترى أنه لما بعث محمد وصفه المشركون بالصابئ وربما دعوه بابن أبي كبشة الذي هو أحد أجداد آمنة الزهرية أم النبي كان أظهر عبادة الكواكب في قومه فزعموا أن النبي ورث ذلك منه!!. وفي حديث عمران ابن حصين أنهم كانوا في سفر مع النبي ونفد ماؤهم فابتغوا الماء فلقوا امرأة بين مزادتين على بعير فقالوا لها انطلقي إلى رسول الله فقالت الذي يقال له الصابئ قالوا هو الذي تعنين، وساق حديث تكثير الماء.
وكانوا يسمون المسلمين الصباة كما ورد في خبر سعد بن معاذ أنه كان صديقا لأمية بن خلف وكان سعد إذا مر بمكة نزل على أمية فلما هاجر النبي إلى المدينة انطلق سعد ذات يوم معتمرا فنـزل على أمية بمكة وقال لأمية انظر لي ساعة خلوة لعلي أطوف بالبيت فخرج به فلقيهما أبو جهل فقال لأمية يا أبا صفوان من هذا معك قال سعد فقال له أبو جهل ألا أراك تطوف بمكة آمنا وقد أويتم الصباة.
كما يروي ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة قصة بالغة الدلالة تظهر أن التيار الأموي القرشي المعادي للإسلام كان يرى أن الدعوة التي حملها رسول الله محمد صلى الله عليه وآله تمثل امتدادا للدعوة الصابئية التي حملها جد النبي لأمه (أبو كبشة) الذي نسب إلى المعتقد الصابئي.
قال ابن أبي الحديد: روى الزبير بن بكار في (الموفقيات) وهو غير متهم على معاوية ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة، لما هو معلوم من حاله من مجانبة على عليه السلام، والانحراف عنه: قال المطرف بن المغيرة بن شعبة: دخلت مع أبي على معاوية فكان أبى يأتيه فيتحدث معه، ثم ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، ورأيته مغتما فانتظرته ساعة، وظننت أنه لامر حدث فينا، فقلت: مالي أراك مغتما منذ الليلة؟ فقال: يا بني، جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم، قلت: وما ذاك؟ قال: قلت له وقد خلوت به. إنك قد بلغت سنا يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عدلا، وبسطت خيرا فإنك قد كبرت، ولو نظرت إلى إخوتك من بنى هاشم، فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شئ تخافه، وإن ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه، فقال: هيهات هيهات! أي ذكر أرجو بقاءه! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: أبو بكر ثم ملك أخو عدي، فاجتهد وشمر عشر سنين فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل: عمر، وإن ابن أبى كبشة ليصاح به كل يوم خمس مرات: (أشهد أن محمدا رسول الله)، فأى عملي يبقى، وأى ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك! لا والله إلا دفنا دفنا.
الصابئة إذا في الوجدان السياسي الأموي وهم الذين حاربوا نبي الإسلام قبل الفتح وبعد الفتح ويوم صفين هم المسلمون وعلى رأسهم محمد بن عبد الله (ابن أبي كبشة) رأس الصابئة!!.
ومن المفيد أيضا أن يطلع القارئ على ما ورد في موقع التاريخ المسيحي تحت عنوان (مكة “مقة” معابد الله إله القمر الوثني) حيث يفتري هؤلاء على نبينا صلوات الله عليه زاعمين أن المسلمين يعبدون إله القمر ويمكن لمن أراد المزيد أن يطلع على الرابط التالي:
http://www.coptichistory.org/new_page_196.htm
لا يحتاج المرء أن يكون عبقريا ليدرك أن الصابئة الذين نوه عنهم (الفيلسوف المسلم) ابن ميمون ودعا لإبادتهم وتحطيم أصنامهم من الوجود هم نحن المسلمون!!!.
كان على السذج الذين أوردنا مدائحهم سابقا لابن ميمون أن ينتبهوا أن هذا اليهودي وجريا على عادة أسلافه ممن حاربوا نبينا محمدا صلى الله عليه وآله يجمع بين خصلتين: الأولى إنكاره للنبوة المحمدية والثاني عداؤه لها وهو في ذلك يختلف عن غيره من أهل الكتاب ممن اكتفوا برفض الاعتراف ولم يتجاوز الأمر بهم إلى حد العداء الصريح.
ابن تيميه يتلقى ويلقي إلينا ما أوحى به ابن ميمون
ننتقل إلى ابن تيميه (شيخ الإسلام) المزعوم وهو يكرر وينقل عن ابن ميمون ربما بصورة حرفية واقرأوا النص التالي نقلا عن كتاب اقتضاء الصراط المستقيم: (وكذلك نهى عن اتخاذ القبور مساجد وإن كان المصلي عندها لا يصلي إلا لله لئلا يفضي ذلك إلى دعاء المقبورين والصلاة لهم وكلا الأمرين قد وقع فإن من الناس من يسجد للشمس وغيرها من الكواكب ويدعو لها بأنواع الأدعية والتعزيمات ويلبس لها من اللباس والخواتم ما يظن مناسبته لها ويتحرى الأوقات والأمكنة والأبخرة المناسبة لها في زعمه وهذا من أعظم أسباب الشرك الذي ضل به كثير من الأولين والآخرين حتى شاع ذلك في كثير ممن ينتسب إلى الإسلام وصنف فيه بعض المشهورين كتابا سماه السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم على مذهب المشركين من الهند والصابئين والمشركين من العرب وغيرهم مثل طمطم الهندي وملكوشا البابلي وابن وحشية وأبي معشر البلخي وثابت بن قرة وأمثالهم ممن دخل في الشرك وآمن بالجبت والطاغوت وهم منتسبون إلى أهل الإسلام (لاحظ أن نفس هذه الأسماء وردت في دلالة الحائرين وأنه يدرجهم في إطار الإسلام بينما يسميهم ابن ميمون بالصابئة)، كما قال تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا) وقد قال غير واحد من السلف: الجبت السحر والطاغوت الأوثان وبعضهم قال الشيطان وكلاهما حق، وهؤلاء يجمعون بين الجبت الذي هو السحر و الشرك الذي هو عبادة الطاغوت كما يجمعون بين السحر وعبادة الكواكب وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام بل ودين جميع الرسل أنه شرك محرم بل هذا من أعظم أنواع الشرك الذي بعثت الرسل بالنهي عنه ومخاطبة إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه لقومه كانت في نحو هذا الشرك وكذلك قوله تعالى (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض إلى قوله تعالى إن ربك عليم حكيم) فإن إبراهيم عليه السلام سلك هذه السبيل لأن قومه كانوا يتخذون الكوكب أربابا يدعونها ويسألونها ولم يكونوا هم ولا أحد من العقلاء يعتقد أن كواكبا من الكواكب خلق السموات والأرض وإنما كانوا يدعونها من دون الله على مذهب هؤلاء المشركين. انتهى.
من حقنا ومن واجبنا أن نستفسر من ابن تيميه عن سر هذا التطابق الذي يكاد أن يكون حرفيا بين كلامه وكلام ابن ميمون حتى أن التطابق يصل إلى اقتباس المراجع فكلاهما يقتبس من ابن وحشية وهذا يجعل منه حجة على الصابئة المسلمين وذاك يجعله حجة على المسلمين الصابئة.
ولا شك أن لابن تيميه ميزة يتفوق بها على ابن ميمون وقدرة أكبر على تحقيق الغرض الأساسي كونه (شيخا للإسلام) ومن ثم فهو لن يعاني صعوبة إدراج المسلمين في خانة المشركين وعبدة الأوثان تمهيدا لتوجيه الضربة القاضية لهم وهي هدم أوثانهم ومحوها من الأذهان هذا طبعا بعد تحديد هذه الأوثان التي سيتضح بعد قليل أنها أضرحة الأنبياء والأئمة تمهيدا لإزالتها نهائيا من الأذهان والقلوب ليسود الأرض (التوحيد الذي هو حق الله على العبيد).
يمتاز ابن تيميه بقدرة على أسلمة أفكار ابن ميمون من خلال استخدام كلمة (أو) الساحرة……..
وتأمل هذا النص التيموي:
(والخليل صلوات الله عليه أنكر شركهم بعبادة الكواكب العلوية وشركهم بعبادة الأوثان التي هي تماثيل وطلاسم لتلك الكواكب أو هي تماثيل لمن مات من الأنبياء والصالحين وغيرهم وكسر الأصنام)
فالتماثيل هي طلاسم لتلك الكواكب أو أو لمن مات من الأنبياء.
هل هي للكواكب أم للأنبياء؟!.
إما هذه أو تلك!! ولكنه على كل حال فن الأسلمة عبر الدحرجة والاستغفال!!.
إنه فن أسلمة الأفكار الصهيونية الميمونية عبر دحرجة المعاني والتلاعب بالألفاظ وعلى القارئ الغبي أن يأخذ كلام ابن تيميه (أو) كلام ابن ميمون وكلاهما يخلط بين الكواكب والأنبياء وبين المسلمين والصابئة اعتمادا على فلاسفة آخر الزمان الذين يأخذون هذه الكلام السام على علاته رغم أن هذه الاتهامات لا تخص المسلمين من قريب أو بعيد ولكن شيخ الإسلام قام بإسلمته ودحرجة كرة النار إلى عقر دارنا لتحرقنا وتحرق كل الأغبياء الذين يحسنون ظنا بالصهاينة وأزلامهم حتى ولو تلقبوا بألقاب الإسلام والإسلام منهم براء.
فقط كل ما هو مطلوب منك أيها المسلم أن تقبل أن توصف من قِبل ابن ميمون أو نتنياهو بأنك صابئي إرهابي مشرك نجس وأن اليهود وحدهم هم شعب الله المختار.
أنه نفس ما صرح به محمد بن عبد الوهاب في كتابه المسمى بالتوحيد عندما اتهم المسلمين بعبادة الأوثان قائلا: (ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثاناً تعبد من دون الله). باب:
ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان … التصريح بوقوعها، أعني عبادة الأوثان في هذه الأمة في جموع كثيرة).

إله القمر؟؟!!
من أين جاء هؤلاء بهذا الادعاء عن عبادة المسلمين لإله القمر؟!.
تحدثنا سابقا عن جماعة المغفلين الذين أشاد بعضهم بالخدمات الجليلة التي قدمها ابن ميمون للإسلام والمسلمين وهو ما لا يختلف عن إشادة بعض (الزعماء السياسيين) بتوجهات نتنياهو وشارون السلمية.
ولكن هل كان هؤلاء هم أول من اخترع هذا الاتهام ووفر مادته؟!.
الجواب: لا…. ويمكن لمن قرأ ما يسمى بكتب الصحاح أن يدرك أن حالة البلاهة والغفلة وربما الخبث وسوء النية لم يخترعها ابن تيميه وإن أردت الدقة قلت أن الاختراق اليهودي للإسلام لم يبدأ مع (شيخ الإسلام) لأن الأمر أقدم من هذا.
دونك ما رواه البخاري في (صحيححه):
553 ـ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً ـ يَعْنِي الْبَدْرَ ـ فَقَالَ ‏”‏ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ‏”‏‏.‏ ثُمَّ قَرَأَ (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) ق 39. قَالَ إِسْمَاعِيلُ افْعَلُوا لاَ تَفُوتَنَّكُمْ‏.‏
814ـ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، قَالَ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، وَعَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُمَا أَنَّ النَّاسَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ ‏”‏هَلْ تُمَارُونَ فِي الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ لَيْسَ دُونَهُ سَحَابٌ ‏”‏‏.‏ قَالُوا لاَ يَا رَسُولَ اللَّهِ‏.‏ قَالَ ‏”‏فَهَلْ تُمَارُونَ فِي الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ‏”‏‏ قَالُوا لاَ‏.‏ قَالَ ‏”‏ فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ، يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَقُولُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْ‏.‏ فَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الشَّمْسَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الْقَمَرَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَّبِعُ الطَّوَاغِيتَ، وَتَبْقَى هَذِهِ الأُمَّةُ فِيهَا مُنَافِقُوهَا، فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأْتِيَنَا رَبُّنَا، فَإِذَا جَاءَ رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ‏.‏ فَيَأْتِيهِمُ اللَّهُ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ‏.‏ فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا‏.‏ فَيَدْعُوهُمْ فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَىْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ، وَلاَ يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلاَّ الرُّسُلُ، وَكَلاَمُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ‏.‏ وَفِي جَهَنَّمَ كَلاَلِيبُ مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ ‏”‏‏‏ قَالُوا نَعَمْ‏‏ قَالَ ‏”‏ فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلاَّ اللَّهُ، تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخَرْدَلُ ثُمَّ يَنْجُو، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَمَرَ اللَّهُ الْمَلاَئِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ، فَيُخْرِجُونَهُمْ وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأْكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأْكُلُهُ النَّارُ إِلاَّ أَثَرَ السُّجُودِ، فَيَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ قَدِ امْتَحَشُوا، فَيُصَبُّ عَلَيْهِمْ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ، ثُمَّ يَفْرُغُ اللَّهُ مِنَ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ، وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَهْوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولاً الْجَنَّةَ، مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ قِبَلَ النَّارِ فَيَقُولُ يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنِ النَّارِ، قَدْ قَشَبَنِي رِيحُهَا، وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا‏.‏ فَيَقُولُ هَلْ عَسَيْتَ إِنْ فُعِلَ ذَلِكَ بِكَ أَنْ تَسْأَلَ غَيْرَ ذَلِكَ فَيَقُولُ لاَ وَعِزَّتِكَ‏.‏ فَيُعْطِي اللَّهَ مَا يَشَاءُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، فَيَصْرِفُ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ، فَإِذَا أَقْبَلَ بِهِ عَلَى الْجَنَّةِ رَأَى بَهْجَتَهَا سَكَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ قَالَ يَا رَبِّ قَدِّمْنِي عِنْدَ باب الْجَنَّةِ‏.‏ فَيَقُولُ اللَّهُ لَهُ أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ وَالْمَوَاثِيقَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنْتَ سَأَلْتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لاَ أَكُونُ أَشْقَى خَلْقِكَ‏.‏ فَيَقُولُ فَمَا عَسَيْتَ إِنْ أُعْطِيتَ ذَلِكَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَهُ فَيَقُولُ لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ أَسْأَلُ غَيْرَ ذَلِكَ‏.‏ فَيُعْطِي رَبَّهُ مَا شَاءَ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ، فَيُقَدِّمُهُ إِلَى باب الْجَنَّةِ، فَإِذَا بَلَغَ بَابَهَا، فَرَأَى زَهْرَتَهَا وَمَا فِيهَا مِنَ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ، فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَسْكُتَ، فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ‏.‏ فَيَقُولُ اللَّهُ وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ، أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ لاَ تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ فَيَقُولُ يَا رَبِّ لاَ تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ‏.‏ فَيَضْحَكُ اللَّهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْهُ، ثُمَّ يَأْذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ فَيَقُولُ تَمَنَّ‏.‏ فَيَتَمَنَّى حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ أُمْنِيَّتُهُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ تَمَنَّ كَذَا وَكَذَا‏.‏ أَقْبَلَ يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ، حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ بِهِ الأَمَانِيُّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ‏”‏‏.‏ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ لأَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضى الله عنهما ـ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏”‏ قَالَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ‏”‏‏.‏ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ لَمْ أَحْفَظْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ قَوْلَهُ ‏”‏ لَكَ ذَلِكَ وَمِثْلُهُ مَعَهُ ‏”‏‏.‏ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ ‏”‏ ذَلِكَ لَكَ وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ ‏”‏‏.‏ انتهى.
الحديث إذا عن عبادة بعض المسلمين (لرب القمر) لم تأت من فراغ بل جاءت مادتها من تلك الخرافات والأكاذيب التي غصت بها هذه الكتب والتي يستميت البعض ويصر على اعتبارها صحيحة صحيحة ويرفضون القيام بأي مراجعة لها بل ويرون فيمن يطالب بهذه المراجعة زنديق يريد أن يهدم الإسلام ويقضي عليه.
كيف يمكن لمسلم يقرأ في كتاب الله (ليس كمثله شيء) أن يصدق أكذوبة (رؤية الله على هيئة القمر) أي مثل القمر حتى ولو كانت هذه الرؤية المزعومة يوم القيامة؟!.
المسلم الذي يقرأ قول الله تبارك وتعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)[9] لا يمكن مقارنته أو مشابهته بالصابئي الذي يتصور (سواء كان هذا صدقا أو افتراءا عليهم) أن هذه الكواكب هي آلهة تعبد من دون الله وما هي إلا خلق من خلقه وآية من آياته كما جاء في النص القرآني.
الادعاء على الإسلام والمسلمين بما لم يكن يوما ما عقيدة لهم هو افتراء وقح وخائب وهذا هو دأب أعداء الأنبياء والمرسلين الذين لم يقصروا في الافتراء عليهم بما لا حاجة ملحة لذكره في هذا المقام.
النموذج:
النموذج أو القالب النظري الذي أسس له ابن ميمون وأسس عليه هو نموذج الصابئة الذين يؤمنون بأن الكواكب هي الآلهة ويقيمون الهياكل لعبادتها ويضعون فيها الأصنام والتماثيل ويتقربون لهذه الآلهة بتقديس هذه الأصنام والذبح لها واستشارتها الخ الخ، وهو نفس القالب النموذج الذي قام ابن تيميه بأسلمته ووضعنا فيه ولكن هذه المرة من أسفل إلى أعلى أي أنه لم يبذل جهدا كبيرا في إثبات أن المسلمين يعبدون الكواكب ويقيمون لها الهياكل بل بدأ من اتهامنا بصناعة الهياكل (الأضرحة الأصنام التماثيل) ثم التقرب بها إلى الإله (اللي بالي بالك) وهو بكل تأكيد ليس هو الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
فالمساجد التي توجد بها أضرحة الأنبياء والأئمة هي نفسها هياكل عبادة النجوم التي يتعين إزالتها من الوجود ومن الأذهان أو كما قال ابن ميمون.
أما ابن تيميه فكان واضحا فاضحا في حملته على قبور (هياكل) أنبياء (إله القمر) الذي يفتري علينا هو وابن ميمون ومعاوية بن أبي سفيان وموقع التاريخ القبطي بعبادته قائلا في كتابه اقتضاء الصراط .. غير المستقيم: (فهذه المساجد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين والملوك وغيرهم يتعين إزالتها بهدم أو بغيره هذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء المعروفين وتكره الصلاة فيها من غير خلاف أعلمه ولا تصح عندنا في ظاهر المذهب لأجل النهي واللعن الوارد في ذلك ولأحاديث أخر وليس في هذه المسألة خلاف لكون المدفون فيها واحدا).
أما محمد بن عبد الوهاب فكان أكثر وضوحا من أساتذته المشار إليهم سابقا عندما قال أن (بعض هذه الأمة يعبد الأوثان)!!.
وكفاكم تخفيٍ أيها (الصابئة المسلمون)!!. أو كما قال ابن تيميه وابن ميمون!!!.
إنكار البعث
لماذا يصر صاحب التوحيد التيموي الوهابي الميموني الصهيوني على اعتبار أن التوسل بالموتى هو شرك بالله؟!.
الجواب: أن ابن ميمون كان منكرا للبعث الجسدي وهي قضية كانت ولا زالت مثار خلاف بين اليهود ما بين منكر ومثبت.
يقول آلان أنترمان: (ووفقا لما ذكره الرابي شيا فإن المرء إذا مات انقطع وعيه بما يحدث على الأرض ودعم رأيه بما ورد في سفر الجامعة “لكن الموتى لا يعرفون شيئا” أما وجهة النظر الأخرى المعارضة فقال بها معاصره الرابي يوناثان وهي أن الميت يبقى واعيا حقا بما يجري…. ورغم أن ابن ميمون يذكر عقيدة البعث كواحدة من مبادئه العقدية الإيمانية فإنه تناولها بشكل غامض وفي كتاباته التي تنحو نحوا فلسفيا لم يتناول إلا مسألة الخلود ومسألة طبيعة الروح بعد تخلصها من الجسد وقد اتهمه زملاؤه بإنكار عقيدة البعث وتقويض أسسها)[10].
وبينما يقول ابن ميمون: (وصار منهم مشعبذ ومتفائل وساحر ومن يرقى رقية ومن يسأل جانا ومن يستشير الموتى).
نرى ابن تيميه يدلي بدلوه: (وإذا كان السفر إلى بيت من بيوت الله غير المساجد الثلاثة لا يجوز وقد جاء في قصد المساجد من الفضل مالا يحصى فالسفر إلى بيوت الموتى من عباده أولى أن لا يجوز). انظر كتاب اقتضاء الصراط المستقيم.
وهكذا فقد اعتبر ابن تيميه السائر على نهج أستاذه ابن ميمون حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل، أضرحة الأنبياء والأئمة الطاهرين مجرد بيوت للموتى!!.
لا حاجة بنا أن نذكر بقوله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)[11].
وقوله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)[12].
ومن ثم فالذين يرفضون التواصل بين من يمشون على الأرض من الأحياء وبين سادات الأمة من الأنبياء والأوصياء الذين هم وبكل تأكيد أحياء عند ربهم يرزقون هم إما من الصهاينة الذين يكرهون هذه الرموز ويرون فيهم أعداء دائمين للمنهج الصهيوني الاستكباري أو من الملاحدة الذين حكى عنهم كتاب الله العزيز (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ)[13].
لهذا نقل عن ابن تيمية في كتابه الرد على المنطقيين ط6 (ص454 وما بعدها):
إن الصابئة نوعان: صابئة حنفاء وصابئة مشركون.
أما الصابئة الحنفاء فهم بمنـزلة من كان متبعاً لشريعة التوراة والإنجيل قبل النسخ والتحريف والتبديل من اليهود والنصارى. وهؤلاء حمدهم الله وأثنى عليهم. والثابت أن الصابئين قوم ليس لهم شريعة مأخوذة عن نبي، وهم قوم من المجوس واليهود والنصارى ليس لهم دين، ولكنهم عرفوا الله وحده، ولم يحدثوا كفراً، وهم متمسكون “بالإسلام المشترك” وهو عبادة الله وحده وإيجاب الصدق والعدل وتحريم الفواحش والظلم ونحو ذلك مما اتفقت الرسل على إيجابه وتحريمه وهم يقولون “لا إله إلا الله” فقط وليس لهم كتاب ولا نبي. والصحيح أنهم كانوا موجودين قبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأرض اليمن.
وأما الصابئة المشركون فهم قوم يعبدون الملائكة ويقرؤون الزبور ويصلون، فهم يعبدون الروحانيات العلوية.

لقد قام (التوحيد الميموني التيموي الوهابي) على الأسس التالية:
1- أن المسلمين هم جماعة من الصابئة بعضهم حنفاء وبعضهم مشركون وثنيون يعبدون الأوثان أو كما قال ابن تيميه فيما ذكرناه سابقا.
2- إنكار البعث والمعاد والحياة الآخرة ومن ثم عدم جواز التواصل مع (الموتى) وهم الأنبياء والأئمة والصالحين.
3- ضرورة إزالة الأصنام والأوثان (أضرحة الأنبياء والأئمة) ومحوها من الوجود تمهيدا إزالتها من المعتقد والأذهان بالكامل.
4- إنكار نبوة محمد الذي لم يأت بشيء من عنده وإنما قام بنقل ما ورثه عن جده (أبي كبشة) وهو ما صرح به بنو أمية أكثر من مرة (فلا خبر جاء ولا وحي نزل) وما يستتبع ذلك من إنكار لوجود أئمة أهل بيت النبوة، إذ لا نبوة ومن ثم لا بيت.
5- تشريع حروب الإبادة التي تعرض لها النبي وأهل بيته والآن مقاماتهم وأضرحتهم عودة بنا إلى الوضع الأصلي (الصابئة الحنفاء).

هذا هو أصل الحكاية.

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

اللهم صلى على محمد و ال محمد و عجل فرجهم و العن اعدائهم

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

و ليس فى وصفهم باليهود تجنى او مبالغة فالتسنن اسسه اصحاب الماسونى كعب الاخبار من المنافقين و الذين فى قلوبهم مرض الذين قتلوا رسول الله ص بالسم ليعانى اهل بيته و ذريته و شيعتهم من بعده من الابادة و الرغبة المجنونة فى الاستئصال لكن بقية السيف ابقى فها هى ذريته الطاهرة فى كل مكان و ندعوهم ايا كان مذهبهم للتوحد و التقارب
و يكفى انه يجمعنا كتاب واحد لم تنله ايدى التحريف
قال سبحانه وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ
فاليهود و النصارى يجمعهم كتاب واحد محرف هو العهد المسمى بالقديم فمن الجهل الا يتحدا
و كذلك هذه الامة المحمدية يجمعها كتاب عزيز
اللهم ثبت اقدام ال محمد و شيعتهم

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

وقفة اخيرة
ان التشيع ما هو الا المطالبة بالشرعية
فلا شرعية عند الشيعة الا لمن اذن له الملك سبحانه ان يقود و يتسلط
و من هنا حاربه ملوك الجور و اشياعهم المسمون بالسنية او اى اسم
حتى قيل كان السلف اهل دين يحبون على عليه السلام و اهل دنيا يحبون معاوية و خوارج
و الفرق الجوهرى بين الجعفرية و الزيدية هو كما سبق ان الجعفري يرى الامام معين بالنص الالهى و بتوفيق الله والهامه لان الامام اهم صفاته هو تبليغ دين الله الصحيح عن يقين لا عن ظن كما يذهب علماء الزيدية لان الخطا لا يمكن ان ينسب لدين الله اطلاقا و من هنا اثبت الزيدية التصويب و هو كارثة دينية و علمانية متاسلمة
استودعكم الله

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

اللهم صلى على محمد و ال محمد

القاسمى
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 292
اشترك في: الجمعة يوليو 30, 2010 9:14 am

Re: الزيدية و الجعفرية جنبا الى جنب

مشاركة بواسطة القاسمى »

................................

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“