نزول عيسى (ع) آخر الزمان شبهات وإشكالات

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
لن نذل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 862
اشترك في: السبت مايو 28, 2005 9:16 pm

نزول عيسى (ع) آخر الزمان شبهات وإشكالات

مشاركة بواسطة لن نذل »

بسم الله الرحمن الرحيم
نزول عيسى (ع) آخر الزمان شبهات وإشكالات

فهرس

المقدمة
التحريف ومؤامرات اليهود أصابت التوراة والأنجيل والأحاديث النبوية
الصورة الكاملة
هذا البحث هو مجرد تساؤلات
الروايات التي وردت في الكتب المعتبرة عند الزيدية تتحدث عن نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان
الإشكالات والشبهات حول موضوع " نزول عيسى (ع) "
من القرآن الكريم
عيسى عليه السلام حي أم ميت ، في السماء ام في مكان آخر ؟
نزول عيسى (ع) قد يكون مخالفاً لما جاء في القرآن !؟
مهمة عيسى عليه السلام !
هل أقام محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام الحجة والبرهان على أمتيهما؟!
رجعة المسيح عيسى (ع) ستكون بصفته نبياً مرسلاً يوحى إليه ، أم سيجرد من ذلك ؟
عيسى معجزة الله ونبيه يقتل الدجال ولكنه يتبع المهدي ويصلي خلفه!
من أحاديث رسول الله صلوات الله عليه وآله
أحاديث عن علامات الساعة لم تتطرق لتفاصيل نزول عيسى (ع).
ثلاثين دجالاً؟!!
العاشرة من علامات الساعة إما ريحاً أو نزول المسيح (ع) وليس كليهما !!
نزول عيسى (ع) يكون بعد اغلاق باب التوبة بطلوع الشمس من مغربها؟
روايات عن علامات الساعة لا تذكر نزول عيسى (ع) !
72 فرقة هالكة من أمة عيسى (ع) هل سيتغير حكمها آخر الزمان فتصبح ناجية ؟
أهل البيت سفينة النجاة التي لا تستطيع دحض وقتل الدجال !!!
آخر أمة محمد (ص) المرابطين على الحق وبقية أهل البيت هم من سيقاتلون الدجال
الخاتمة والخلاصة



أولاً : المقدمة :

الحمد لله رب العالمين العدل الحكيم القديم من لا تتدبل سننه ولا تتغير ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الصادق الأمين الرحمة المهداة للعالمين، الذي أكمل الله به الحجة والدين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين .

مع اختلاف العالم اليوم وتفرق دياناته وطوائفه وعقائدة إلا ان هناك ما يجتمع عليه هؤلاء ، ومن ما جتمع عليه أغلب اصحاب الديانات والطوائف حتى غير السماوية منها هو القول بمجيء "المخلص" آخر الزمان لينصر الحق وينشر العدل المفقود ، وبما أن كل يدعي أنه على الحق فقط وصف هذا "المخلص" وأعطاه العلامات التي تؤكد على أنه سيكون منه ، النصارى قالوا بأن المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام سيبعثه الله آخر الزمان وسينصرهم على أعدائهم والمكذبين بهم ، أما اليهود فهم لم يؤمنوا بالنبي عيسى (ع) اساساً ومازالوا ينتظرون نبيهم او مخلصهم الذي يأتي لينصرهم بعد ضعفهم ويجعلهم يحكمون العالم ، المسلمين أيضاً يؤمنون بالمخلص و هو عندهم الإمام المهدي وتناقلوا صفاته وعلاماته واختلفوا فيها ايضا فالشيعة تعينه وتحدد بشخص العسكري ، وغيرهم لم يعينه وإنما ذكر أنه من أبناء الزهراء (ع)، كما آمن المسلمون أيضاً بمخلص آخر يأتي مع المهدي وهو عيسى عليه السلام وأنه سينزل آخر الزمان ليقتل الدجال ويصلي خلف الإمام المهدي ليكون حجة على النصارى.

تتناول بعض الروايات لدى بعض الطوائف الإسلامية بأن سبب نزول عيسى ع وقتله الدجال الذي اسمه " المسيح الدجال" هو بسبب أن الدجال سيدعي بأنه المسيح الموعود، وسيسحر الناس فيظهر لهم بعض ماقد يعتقدوه معجزات خاصة لعيسى (ع) كشفاء الأمراض المستعصية وإحياء الموتى ، مما سيستدعي نزول المسيح الحقيقي ليكشف المسيح الدجال ويقتله، ويأمر النصارى بدخول الإسلام.

كلما سبق أتفق مع من سيقول بأن أغلبها عقائد من مروايات تحتمل الخطأ خصوصاً بأنه لا دليل قاطع عليها جميعاً من القرآن الكريم ، وقد يقول البعض ايضاً مالفائدة المرجوة من البحث والنقاش في هذا الموضوع الذي لن يؤثر في إيمان المرء او عقيدته وعليه سأوضح مخاوفي التي جعلتني أطرح هذا الموضوع .


التحريف ومؤامرات اليهود أصابت التوراة والأنجيل والأحاديث النبوية

لم يخف على المسلمين بأن كتب الحديث التي تروى عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله نالها الكثير من التحريف والحشو الكاذب ، ومن ذلك ما يسمى " الإسرائيليات" حيث ظهرت الكثير من الأحاديث الكاذبة عن رسول الله (ص) والتي تخالف القرآن الكريم والعقل ، ولكنها في المقابل توافقت مع روايات وعقائد غير إسلامية سوى إسرائيلية او مسيحية او حتى اغريقية.
اليهود منذ محاولتهم قتل عيسى عليه السلام وحتى اليوم يسعون لإقامة دولة لهم تحكم العالم عاصمتها القدس بعد أن يبنوا على انقاضه هيكلهم المزعوم أملاً زائفاً أن يظهر ملك او نبي منهم ، فهم لم يؤمنوا بعيسى ولا بمحمد صلوات الله عليهما.
اليهود بذلوا كل مافي وسعهم لتشويه دين ورسالة عيسى عليه السلام ، وحرفوا الإنجيل ، وبثوا الكثير من العقائد الفاسدة بين انصار عيسى (ع) ، وبعدما جاء نبي الله محمد (ص) العربي الأمي ، اصابتهم الصدمة الأخرى أن النبي الذي ظهر ليس منهم ، فقاموا بكل ما يستطيعون لمحاربته وعندما فشلوا اعتمدوا وسيلة اخرى بمحاولة تشويهه وتحريفه وعندما كان القرآن محفوظاً من عند الله عمدوا إلى الدخول بين المسلمين ونشر العقائد الباطلة ورواية الأحاديث الكاذبة حتى استطاعوا إدخال مئات وقيل آلاف الروايات المخترعة منهم بأسم أنها أحاديث عن رسول الله (ص).

اليهود لم يكونوا يبذلون هذه الجهود الحثيثة على مر السنين عبثاً، وإنما لتحقيق أهداف محددة لديهم .

قد لا يقلق رؤية اليهود حول "المخلص" وتشابهها الكبير بنظرية النصارى فالنصارى نفسهم يؤمنون بصحة التوراة المحرفة (العهد القديم) عوضاً عن أن من قام بتحريف انجيلهم هم اليهود ايضاً.

ولكن ما يقلق كثيراً عندما يكون للإسلام نظرية واضحة حول " المخلص"، ويتم محاولة جعلها تسند للغيبيات بدلاً أن كانت تستند للقرآن والمنطق ، حيث أن الزيدية وضحت بأن الإسلام لا يسمح للمسلمين بالركون عن إقامة الحق والعدل أو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويأمرهمالاتحاد ونبذ التفرق والتعصب ومواجهة الظالمين والفاسدين ، وأن النبي صلوات الله عليه وآله لم يتركنا هملاً فقد وضح لنا الطريق في حال الاختلاف باتباع أئمة أهل البيت(ع) ومنهجهم، واصفاً إياهم بنجوم أهل الأرض وسفينة النجاة، وأنه لا يخلوا عصر من إمام مجدد و حجة منهم ينتصر للحق ويدعوا إليه ويخرج على الظالمين لنصرة المستضعفين ، ومن ثم جاءت الروايات بأنه أيضاً سيظهر في آخر الزمان إمام من هذه السلالة الطاهرة يمكن الله على يديه في نشر العدالة في الأرض .

إلى هنا رأيت النظرية قوية ومنطقية وعقلية وليس فيها أي غيبيات أو روايات بغير دليل ،خصوصاً مع التوافق المنطقي أن لكل عصر إمام ومجدد ، فبالتالي آخر الزمان سيكون فيه ايضا امام ومجدد ولكن سيكون في ظروف تمكنه من نشر الحق ومقارعة الظالمين والانتصار عليهم ونشر العدالة في العالم اجمع ، ففي عصر أصبحت فيه الأرض قرية صغيرة ، وأصبح الإنسان العادي يستطيع أن يرسل فكرته او صوته ويسمعه العالم أجمع عبر وسائل الاتصالات والإعلام الحديثة ، وفي عصر السرعة والتكنلوجيا والأقمار الصناعية والطائرات النفاذة والسفن النووية بالتأكيد يمكن للإمام الذي يستطيع الوصول لهذه الوسائل بأن ينشر ويبين للعالم الحق والحجة ، وأن ينتصر على الظالمين ويفتح الله على يديه اصقاع الأرض ليملأها عدلاً.

ولكن توقفت عند الروايات الغيبية التي لا دليل واضح عليها من القرآن الكريم .. الدجال .. نزول عيسى (ع).. تشخيص المهدي والقول بأنه معجزة أو أنه سيأتي بالمعجز.

ماذا لو كانت بعض هذه الروايات اسرائيلية ، ماذا لو كان الهدف هو جعل كل المسلمين والعالم يؤمن بأن الدجال رجل وقد يكون ليس كذلك ، وفي حال صح كونه رجل ، ماذا لو كان فعلا سيدعي كونه المسيح ، والعالم كله بإنتظار نزول المسيح حتى المسلمين ، حينها ألن يغتر به الكثير ويؤمنوا به ؟
ماذا لو كان وصف الدجال بأنه رجل محدد روايات مدسوسة بهدف جعلنا ننتظر أن يتجسد الشر في رجل لنحاربه، بالرغم أنه تجسد في دولة ونظام عالمي متشعب ومسيطر يستعبد البشر ويتحكم في الدول؟
ماذا لو كان بإمكان التطور العلمي الهائل الذي وصل له اليهود اليوم أن يصور لنا ما ننتظر من معجزات يقوم بها المسيح المنزل ؟ فكيف سيكون حال المسلمين والعالم حينها ؟
قام اليهود بنشر الرذيلة والفساد في العالم ، فأصبح تفكير الناس فاسد،ومنحصر في الدنيا وملذاتها وتجسداتها، وغابت عن تفكيره الإيمان الحقيقي بالله الذي تم تشويهه ايضاً في عقولهم فغابت عنهم الروحانية والفطنة وطريقة التفكير السليم..

الصورة الكاملة :

فلنرى الصورة بشكل آخر إنسان تم افساده إخلاقيا وفكريا ولكن ايضا تم تلقينه بأن الشر سيكون مجسداً في رجل ( الدجال) ، والخير سيكون مجسداَ في رجل أيضاً ( المسيح) عند النصارى لن يظهر إلا بإنتشار الظلم والفساد، المسيح والمهدي عند المسلمين ، وأيضاً تم تلقين المسلمين بأن مهديهم لن يظهر إلا في حال امتلأت الأرض جوراً وظلماً وبعد أن يتم هدم المسجد الأقصى وغيرها من العلامات ، وبعد ذلك يؤمنون ايضاً بأن المهدي لن يستطيع قتل الدجال ابداً بل يجب أن ينزل المسيح بنفسه ليقتله .. مالنتيجة التي ستخلفها هذه الصورة ؟

المسلمين وغير المسلمين سيصبرون الظلم والفساد بل سيرغبون فيه لأنه الطريق لظهور مخلصيهم "المعينين"اللذين سيبقون في انتظارهم لإنقاذهم ، أو سيخافون من أشخاص معينيين كونهم تجسد للشر ، وأثناء الإنتظار لن يكون بهذه العقائد التفاف حول الحق لأنه الحق ، أو حول من ينادي بالحق لأنه ليس ذلك الشخص المعين وله تلك الصفات ، وايضاً لن يكون هناك خوف كبير او محاربة ومواجهة للباطل كونه الباطل ، أو للوقوف أمام من ينادي بالباطل ( والباطل اقصد به الظلم الشر الفساد .. الخ).

غير المسلمين سيبقون في انتظار المخلص او المسيح فهو من سيحقق العدل الحقيقي وليس غيره، بل انه كثيرا منهم يؤمنون أن ازدياد الفساد والظلم في الأرض هو ما سيعجل بظهور المسيح ، فهذا سيجعلهم دائماً بعيدون عن محاولة البحث او التأمل في دعوات الحق ، وكذلك سيجعلهم راضيين بالظلم والفساد في الأرض .
المسلمين بدورهم سيبقون يتعوذون من فتنة الدجال ، ويباركون ظلم وفساد أمرائهم ، ويرضونه لأنفسهم ، ولا يخافون من الشر والباطل والغزو الفكري القادم من أعدائهم مادام هو ليس من الدجال ، وسيبقون في إنتظار المهدي الذي سيحاربون الباطل معه وينتصروا به ، ولذلك لن يهتموا كثيراً بنصرة اي مظلوم او منادي بالحق ، والأدهى أنه حتى إذا جاء من يؤمنون أنه المهدي ، فأنهم سيمتنعون عن مساعدة في محاربة من قد يصدقون بأنه الدجال لإيمانهم السابق بأن مهمة قتل الدجال هي مهمة عيسى (ع) وليس مهمة المهدي ..

ولنا عبرة في تاريخ الشيعة الإثنى عشرية اللذين بقوا مئات السنين ينتظرون مهديهم الغائب ساكتين عن الحق راضخين للظلم حتى جاء الإمام الخميني رحمة الله عليه فأفاقهم نسبياً من غيبوبتهم وفتح أمامهم أفاق البصيرة والقوة والعزة ولولاه لكانوا يئنون من حكم الشاه حتى اليوم، ولكانت دولتهم أخلص حلفاء أمريكا وإسرائيل ، ولما قامت لهم قائمة.

هذا البحث هو تساؤلات أطرحها على العلماء:

لما سبق دخلت في حيرة وفي قلق جعلني أحاول صياغة كل تساؤلاتي وحيرتي في شكل بحث فيه تساؤلات وشبه أبحث لها عن إجابة من العلماء الكرام ، وكما اوضحت أعلاه ، نزول عيسى (ع) لم يذكر في القرآن الكريم ، بل مع قليل من البحث وجدت كثير من الآيات قد تناقض مسألة النزول وسأسردها في فصل منفصل مع إيضاح الإشكالات الواردة على بعض تفاسيرها، ومن ثم حديث رسول الله صلوات الله عليه وآله وعلى المروي عنه لإيضاح بعض التناقض والإشكالات مع المسألة، وقد قمت بالبحث في الكتب المعتبرة للزيدية ولم أجد ذكر النزول إلا في بعض الكتب وفي روايات محددة سأذكرها في الأسفل بدون أي تعليق أو اضافة ، وهي روايات لم يرويها الإمام زيد ع في مسنده او مجموعه وكذلك الإمام الهادي وأغلب أئمة أهل البيت الذين طبعت كتبهم .


ثانياً: الروايات التي وردت في الكتب المعتبرة عند الزيدية تتحدث عن نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان:

من كتاب تفسير الأعقم :

تفسير الآية : { حتى تضع الحرب أوزارها } : أثقالها قيل : أراد أن تضع أهل الحرب سلاحها حتى تزول الحرب وهم المحاربون ، أوزارها آثامها بأن يتوبوا من كفرهم ويؤمنوا بالله ، أي أثخنوا المشركين بالقتل والأسر حتى يظهر الحق والإِسلام على الأديان ، وقيل : حتى ينقطع الحرب عند نزول عيسى فيسلم كل يهودي ونصراني وصاحب ملة وهي آخر أيام التكليف ، وقيل : حتى يعبد الله ولا يشرك به شيئاً ، وقيل : حتى لا يكون دين إلاَّ الإِسلام { ذلك } ، قيل : الأمر بالجهاد .
حتى ينقطع الحرب عند نزول عيسى فيسلم كل يهودي ونصراني وصاحب ملة .


من مجموع الإمام القاسم الرسي :

188- وسألته: هل أوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمير المؤمنين في الخلافة، وهل أكرهه القوم على بيعتهم ؟
فقال: قد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما يكون في أمته من بعده في كتاب الجفر، من الملوك إلى نزول عيسى بن مريم صلى الله عليه، وبما يكون في أمته من الإختلاف، ووصف كتاب الجفر، وذكر أنه تقطَّع وذَهَب وقد كان صار إلى أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنيفة، ونسخته عند آل محمد يتوارثونه، وأما أمر القوم فقد عرفته، وما كان من تخليطهم والله المستعان.

190- وسألته: عن عيسى عليه السلام ؟
وقد تعلم أرشدك الله أنه قد مات من قبل عيسى كثير ممن كذبه، ومات بعده كثير فكيف يؤمن به، ولم يحضر رجعته صلى الله عليه، ومن لم يدرك دهره. وحديث رجعته فما قد جآءت به الأخبار من أنه صلى الله عليه يرجع إلى الدنيا، نازلا من السماء، فيحتج الله سبحانه على خلقه بما أبلغهم أولا، ولرسوله محمد من الحق، ويحتج لمحمد صلى الله عليه بما أبلغ قومه فيه من الإيمان بما جاء به محمد صلى الله عليه، من آيات الله وكتابه، ويأمرهم باتباع محمد صلى الله عليه ويبين لهم ما حرفوا من كتب الله في محمد صلى الله عليه، والسلطان سلطان آل محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم.

من كتاب الاعتبار وسلوة العارفين :
(343) عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة، قال: كنا نتحدث فأشرف علينا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: (( فيمَ كنتم ))؟ قالوا: كنا نذكر الساعة. قال: (( لن تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات فذكر خسفاً بالمشرق وخسفاً بالمغرب، وخسفاً بجزيرة العرب، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، والدجال والدخان، ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس، والعاشر إما ريحٌ تطرحهم في البحر، وإما نزول عيسى بن مريم )).

من كتاب البحر الزخار :
(343) عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة، قال: كنا نتحدث فأشرف علينا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: (( فيمَ كنتم ))؟ قالوا: كنا نذكر الساعة. قال: (( لن تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات فذكر خسفاً بالمشرق وخسفاً بالمغرب، وخسفاً بجزيرة العرب، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، والدجال والدخان، ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس، والعاشر إما ريحٌ تطرحهم في البحر، وإما نزول عيسى بن مريم )).

من كتاب الأمالي الخمسية :

عن حذيفة بن أسيد قال: أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفة فقال: ((ماذا تذكرون؟ قلنا: الساعة، فقال: أما إنها لن تقوم حتى ترون عشر آيات، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخروج يأجوج ومأجوج، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس تقيل معهم حيث قالوا، وتريح معهم حيث راحوا، وريح تلقيهم في البحر)).
--
عن حذيفة بن أسيد قال: أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من غرفة فقال: ((ماذا تذكرون؟ قلنا: الساعة، فقال: أما إنها لن تقوم حتى ترون عشر آيات، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخروج يأجوج ومأجوج، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس تقيل معهم حيث قالوا، وتريح معهم حيث راحوا، وريح تلقيهم في البحر)).
---

من كتاب بيان الإشكال فيما حكي عن المهدي من الأقوال:

ومما عارض به قول مَن زعم أنه مهديُّ عيسى، وأنه لا بد لمهدي عيسى من غيبةٍ قبل قيامه، تفسيره عليه السلام لقول الله سبحانه: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}[النساء:159]، قال: ((يحتمل أن يريد إلا مَن قد آمن، وأتى بالمستقبل بمعنى الماضي. ويحتمل إن ما روي عن الأئمة عليهم السلام يُظهره في آخر الزمان، يدعو إلى طاعته وطاعة المهدي، ويصلي خلفه)).
وقال في موطن آخر : السادسة: لو صح القول بتفضيل المهدي على النبي، هل يكون فضله عليه معقولا أو مسموعا تفضُّلا أو مجازاة، وهل يكون قبل ظهور عيسى أو بعده؟!


من المجموع المنصوري:
وروينا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((من حاربني في المرة الأولى وحارب ذريتي في المرة الأخرى فهو من شيعة الدجال)) والمعلوم لأهل العلم أن شيعة الدجال اليهود لعنهم الله لا يكون من شيعة الدجال إلا حكماً؛ لأن المعلوم لهم مخالفتهم نسباً، ومعلوم أنهم كفار، وما من ينزل عيسى بن مريم عليه السلام مدداً للصالحين سببه تخفيف الوطأة في الكفر.

مسائل وردت من الأمير نور الدين بن محمد :

وسأل أيده الله: عن قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ((لا مهدي إلا مهدي عيسى عليه السلام)) ما هذه الإضافة؟
الجواب عن ذلك: أن [الأحاديث في أن] المهدي في أهل البيت عليهم السلام كثيرة والذي يكون بين يدي الساعة هو: مهدي عيسى الذي يحارب الدجال وينصره عيسى عليه السلام هذا معنى قوله: ((لا مهدي تعقبه الساعة إلا مهدي عيسى))، وقد سئل إبراهيم بن عبد الله عليه السلام هل أخوك المهدي الذي بشر الله به؟ قال: المهدي عدة من الله وعد بها نبيه أي: يجعل من ذريته رجلاً لم يسمه بعينه، ولم يوقت زمانه؛ فإن كان أخي المهدي الذي بشر الله به فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وإن لم يكن أخي المهدي الذي بشر الله به لم يضع أخي فريضة الله في عنقه لانتظار أمر لم يؤمر بانتظاره.


من كتاب لوامع الأنوار ، باب صفات المهدي ومدته :
وعن حذيفة رفعه ((يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم (ع) كأنما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدم فصل بالناس، فيقول عيسى (ع): إنما أقيمت الصلاة لك؛ فيصلي خلف رجل من ولدي)) وذكر باقي الحديث؛ أخرجه الطبراني. انتهى /61

من كتاب مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال :
وأخرج الشيخان من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم)).




ثالثاً : الإشكالات والشبهات حول موضوع " نزول عيسى ع " :

أولاً : من القرآن الكريم :

عيسى عليه السلام حي أم ميت ، في السماء ام في مكان آخر ؟

﴿إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ﴾[55]آل عمران.

المفسرين اختلفوا في معنى قوله تعالى لعيسى عليه السلام: "إني متوفيك ورافعك إلي" هل الموت سابق على الرفع أم لاحق به ، وهنا لن اعتمد اساسا على أقوال المخالفين للزيدية من الإثنى عشرية او المشبهة والمجبرة وغيرهم لأنني أهدف إلى الوصول وتفهم ما تراه الزيدية في مسائل متفرعة من ذلك لا الزام الآخرين بشيء .

من علماء وأئمة الزيدية – لم أقل كل لأنني لم اتوسع في البحث - من فسروا " متوفيك" بالموت واستدلوا بالآية :{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا}(الزمر : من الآية 42) ، و {ورافعك إلي} فسرت ايضا بذلك ما نقول : إن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله لحقت روحه بالرفيق الأعلى.
الآية السابقة فسرها العلامة الزمخشري أيضاً بتفسير غير الذي تقول به المجسمة اللذين يقولون بأن الله في السماء فقال :
(‏"‏ إني متوفيك ‏"‏ أي مستوفي أجلك‏.‏ معناه‏:‏ إني عاصمك من أن يقتلك الكفار ومؤخرك إلى أجل كتبته لك‏.‏ ومميتك حتف أنفك لا قتيلاً بأيديهم ‏"‏ ورافعك إلي ‏"‏ إلى سمائي ومقر ملائكتي ‏"‏)أهـ.
ومثل ذلك قول سيدنا إبراهيم عليه السلام( إني ذاهب إلى ربي ) أي إلى حيث أمرني ربي أوإلى حيث أعبد ربي .

*اشكال هنا ايضا: ، بأنه بالطبع لن نعتمد تفسير والمجسمة ، ولكن هل بالضرورة أن يكون المقصود بالرفع هو إلى السماء ؟ اذا كان رافعك الي يعني مكان سلطاني وقدرتي الذي لن يستطيعون فيه الوصول اليك وقتلك .

- قال الله عز وجل في كتابه العزيز :﴿وَمَا مُحَمّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرّسُلُ أَفإِنْ مّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىَ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشّاكِرِينَ﴾ (آل عمران : 144).
الرسل التي خلت من قبله صلوات الله عليه كان تركت الدنيا إما ( قتلاً ( استشهادا) ، او موتاً) ، وقال الله في الآية قد خلت من قبله الرسل ولم يستثني عيسى عليه السلام، وسنن الله لا تبدل ولا تغير .

- ويقول تعالى في سورة مريم : ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾[33]
بالترتيب ذكرت الآية الولادة ثم الموت ثم البعث ، فمن يقول بأن معنى " متوفيك" هو انتهاء العمر والموت ، كالزيدية ، فهذه الآية توضح بأنه لا بعث إلا مرة واحدة ..

نزول عيسى ع قد يكون مخالفاً لما جاء في القرآن !؟

قال تعالى ايضا في الآية "ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون" ، الا يدل ذلك بأن اللقاء بين عيسى عليه السلام وبقية أتباعه ومن كفروا به سيكون عند الاجتماع بين يدي الله يوم القيامة ، وأنه حينها سيحكم الله بينهم فيما اختلفوا فيه ؟
فإذا كان هناك نزول لعيسى عليه السلام قبل يوم القيامة وفي الأرض ، ألم يكن الله سيذكر في القرآن هذه الحادثة ، ويوضح بأنه ستكون معجزات أخرى في فترة أخرى من الزمن ، ليظهر الله الحق خصوصا بين ( اليهود والنصارى) ويحكم بينهم فيما اختلفوا فيه بإظهار معجزة نزول عيسى وظهور آياته المعروفة ، ولكي لا تبقى حجة على الناس ؟
واذا كان الله قد حكم بأنه سيجعل اللذين اتبعوا عيسى عليه السلام فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، فهل سيتغير هذا الحكم ليقتضي نزول عيسى عليه السلام لنصرة أتباعه ؟ أم لهداية من كفروا به والذي قد سبق حكم الله عليهم ؟

مالذي سيجعل الذين كفروا بعيسى ع , يؤمنون بمعجزاته التي كفروا بها سابقاً ؟ فقد قال تعالى :(فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ).


مهمة عيسى عليه السلام !:

مهمة عيسى عليه السلام كانت واضحة في القرآن قال تعالى : " ورسولاً إلى بني إسرائيل " .. فهل يأتي آخر الزمان ليكون رسولاً للعالمين ، يهديهم إلى دين الإسلام ؟

يقول تعالى في سورة المائدة : ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾[117]
ويقول تعالى في سورة النساء :
﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا﴾،﴿بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾،﴿وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا﴾[159-157]

في سورة المائدة توضح الآية أن الله أنهى مهمة عيسى عليه السلام ، وأنه لم يعد شهيداً على قومه .. في سورة النساء يوضح الله ان عيسى عليه السلام سيكون شهيدا على قومه يوم القيامة .. ولم يتحدث القرآن عن مرحلة في المنتصف أنه سينزل إلى الأرض وتكون له مهام أخرى ، ويكون شهيدا على قومه مرة أخرى قبل يوم القيامه؟

*تفسير بعض العلماء للآية { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } يقتضي القول بالجبر :
اختلف تفسيرها بين المسلمين ، وقد ذكرت في الأعلى تفسيرها في الزمخشري والذي هو تفسير موافق لأئمة أهل البيت عليهم السلام ، وكتب الحديث عند السنة والشيعة تكثر الأحاديث في هذا الصدد لإثبات " الرجعة " خصوصا ومنها : عن ابن عباس : { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته } قال : هي في قراءة أبي : قبل موتهم ليس يهودي يموت أبدا حتى يؤمن بعيسى قيل لابن عباس : أرأيت إن خر من فوق بيت ؟ قال : يتكلم به في الهوي فقيل : أرأيت إن ضرب عنق أحد منهم ؟ قال : يلجلج بها لسانه .

فهل هذا الحديث يعني الإجبار ؟ هل اهل الكتاب سيكونوا مجبرين على الإيمان بعيسى عليه السلام ؟ ألا يتعارض هذا مع القرآن الذي وضح بأن هناك من سيكفر بعيسى وهناك من سيقول بأنه إله ، ثم يقول الله أنه إليه مرجعهم فيحكم بينهم فيما اختلفوا فيه ؟ فكيف سيحكم ببينهم فيما اختلفوا فيه ، وكل من كفر بعيسى ع او قال انه إله لن يموت إلا وقد عرف الحق وآمن ؟ فأين الاختلاف ؟

ونرى هناك روايات سنية وشيعية أخرى تفسر هذه الآية بشكل مختلف كحديث : عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله في عيسى (عليه السلام): (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً) ، فقال: «إيمان أهل الكتاب ، إنما هو بمحمد (صلى الله عليه وآله)» .


وأخرج البخاري أيضاً في صحيحه ( ج 4 ص 142 و 143 ): عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): « تحشرون حفاة عراة غرلاً » ثم قرأ: ] كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين [(4)[195]) فأول من يكسى إبراهيم ثم يؤخذ برجال من أصحابي ذات اليمين وذات الشمال فأقول: أصحابي فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم: ] وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد * إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم [(5)[196])

( اذا كان رسول الله (ص) لن ينزل كعيسى عليه السلام فهذا يعني أن الآية لا يستدل بها على النزول بل العكس).

هل أقام محمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام الحجة والبرهان على أمتيهما؟!

الله تعالى يقول في سورة النساء : ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً﴾،﴿لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعًا﴾،﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا﴾،﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا﴾[171-174]

فكيف يقول الله أنه قد جائهم البرهان منه ، اي الدليل القاطع والحجة الوافية ، ثم نقول بأن عيسى عليه السلام سينزل آخر الزمان ليبرهن على ما قال الله تعالى أنه قد برهن عليه ؟ واذا كان كذلك وحكم الله انه يجب نزول عيسى عليه السلام مرة أخرى للناس لكي يهديهم للحق ، فماذنب من مات من أهل الكتاب قبل نزوله إذا كان لايمكن ان يعرفوا الحق وصدق النبي محمد صلوات الله عليه وآله إلا بنزول عيسى ؟

وهل حجة الإسلام والنبي محمد صلوات الله عليه وعلى آله لن تكتمل إلا بنزول عيسى عليه السلام ؟ كيف ذلك والله يقول : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا) ويقول في سورة سبأ : ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾[28]، ويقول في سورة الفرقان : ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾[1]، ويقول في سورة ص : ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ﴾[87]

فالسؤال هنا ألا يكفي خاتم الأنبياء محمد صلوات الله عليه وآله والا يكفي الثقفلان القرآن الكريم وأهل البيت ليكون كل ذلك حجة على العالمين ، فعليه يجب انزال حجة ومعجزة أخرى آخر الزمان ( نزول المسيح) وبدونها لن يؤمن أهل الكتاب ؟


رجعة المسيح عيسى (ع) ستكون بصفته نبياً مرسلاً يوحى إليه ، أم سيجرد من ذلك ؟

قال تعالى ﴿ مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ﴾(الأحزاب:40)
هل يعني ذلك إذا نزل عيسى عليه السلام للأرض فهو لن يكون نبي ولا رسول وإنما إنسان عادي ؟ كيف ذلك والله سيحقق المعجز على يديه ليقنع أهل الكتاب بأنه المسيح ؟ وإذا قيل بأنه نبي ورسول من قبل سيدنا محمد (ص) ، فنقول ألا يستوجب نزوله أو بعثه في مهام جديدة ومختلفة عن سابقتها أنه يوحى اليه بهذه المهام ، وهذا يقتضي القول بأنه سيتحرك في الأرض بأوامر ووحي الله ، فيخالف ذلك نص الآية أن محمد (ص) خاتم النبيين ، ويخالف الآية " قد خلت من قبله الرسل".


عيسى معجزة الله ونبيه يقتل الدجال ولكنه يتبع المهدي ويصلي خلفه!

تذكر بعض المرويات بأن عيسى عليه السلام عندما ينزل من السماء سيقتل الدجال ويصلي خلف الإمام المهدي .
وعليه لي بعض الاشكالات :
1- مع تواتر الاحاديث عن المهدي الذي سيملأ الأرض عدلا ، وعن قوته وقوة رجاله وبأسهم وتعدد الرايات التي معه والتأييد الالهي المساند له ، مع هذا كله الا يستطيع قتل الدجال ؟ في هذه الحال فالمخلص للبشرية هو سيكون المسيح وليس المهدي ، لأنه من سيقتل الدجال والذي يمثل أقوى قوى الشر، وغير لن يستطيع ذلك .
2- من سيقوم بقتل الدجال حسب الروايات يستلزم أن يواجه الدجال وجيشه عقلا، ويعني أنه سيقود جيشا او سيبارز او يقارع هذا الدجال ويحاربه، فهذا يستلزم ان يكون هو القائد ، لأنه في حالتنا هذه الإمام المهدي نفسه لا يعرف كيف يقتله فيجب عليه أن يسلم القيادة لمن يعرف ذلك ليخلص البشرية من هذا الشر .
3- منزلة الإمام المهدي مهما كانت لن تصل إلى منزلة النبي المرسل ، فما بال منزلة نبي معصوم مثل عيسى ابن مريم كلمة الله ومعجزته مستقبل وحيه ومبلغ رسالته ، من خلقه من تراب كآدم بلا أب ، ومن أنطقه في المهد ومن مرر على يديه أعظم معجزاته ( الخلق واحياء الموتى) ومن حماه الله ورفعه إليه ، ومن كانت أمه سيدة نساء العالمين مريم عليها السلام.
كيف يمكن أن نقول لإمام بشر غير معصوم ولا نبي ولا رسول لا يوحى اليه ولا يبلغ إلا ما وصله من جده رسول الله ، نقول أنه قد يكون أفضل من عيسى المسيح عليه السلام ؟
كيف يمكن أن يتقدم الإمام المهدي سلام الله عليه على نبي الله عيسى صلوات الله عليه ؟ فيصلي به ؟ وكيف يأمره ويوجهه وهو من يستقبل الوحي من الله ومن يتدارس مع جبريل ؟

ثانياً : من أحاديث رسول الله صلوات الله عليه وآله :

أحاديث عن علامات الساعة لم تتطرق لتفاصيل نزول عيسى )ع):
بحثت في كتب الحديث عند الزيدية مسند الإمام زيد ، وآمالي ابي طالب واحمد بن عيسى عليهم السلام ولم اجدها في إلا رواية واحدة في الأمالي الخمسية، ونفس الرواية في تفسير الاعقم ، الذي ذكر اشتراطات الساعة في مواضع مختلفة منها لم يذكر فيها نزول عيسى عليه السلام، كتفسيره للآية رقم 19 من سورة محمد.

جاء في الأمالي الخمسية: عن أبي سعيد الخدري قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر بنهار، ثم خطب إلى أن غابت الشمس، فلم يدع شيئاً هو كائن إلى يوم القيامة إلا حدثنا به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه.

الأحدايث التي وردت في كتب أئمة أهل البيت خصوصاً حول علامات الساعة كانت تتحدث عن نزول عيسى ع ولم تفصل ، فهل فماذا يمكن ان يكون نزوله ومن اين جاءت الروايات الاخرى؟



ثلاثين دجالاً؟!!

في الأمالي الخمسية ايضا : عن يوسف بن مهران أن رجلاً من أهل الكوفة كان عند ابن عمر، فجعل يحدثه عن المختار ويحدثه، فقال ابن عمر: لئن كان كما تقول لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((إن بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً دجالاً)) فبكت صفية بنت أبي عبيد، فقال الرجل: ما تبكي هذه؟ فقال: إنها أخته ولو علمت ما حدثت به.

الدجال ليس واحد فاذا كان عيسى عليه السلام سيقتل الدجال فأياً من الثلاثين سيقتل ؟ ومن سيقتل التسعة والعشرين الباقيين ؟

العاشرة من علامات الساعة ستكون إما ريحاً أو نزول المسيح (ع)؟!!

من كتاب الاعتبار وسلوة العارفين : عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة، قال: كنا نتحدث فأشرف علينا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم. فقال: (( فيمَ كنتم ))؟ قالوا: كنا نذكر الساعة. قال: (( لن تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات فذكر خسفاً بالمشرق وخسفاً بالمغرب، وخسفاً بجزيرة العرب، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، والدجال والدخان، ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس، والعاشر إما ريحٌ تطرحهم في البحر، وإما نزول عيسى بن مريم )).

( عندما يأتي سياق الحديث بأن العلامة العاشرة والأخيرة إما ريح وإما نزول عيسى ع، ألا يعني هذا انه احتمال عدم حدوث أحدهما ؟ او ان يكون راوي الحديث قد اختلط عليه الأمر ؟

نزول عيسى (ع) يكون بعد اغلاق باب التوبة بطلوع الشمس من مغربها؟
هل ترتيب علامات الساعة صحيح في الحديث السابق ؟ هل سيظهر الدجال بعد طلوع الشمس من مغربها ؟
في الحديث السابق وغيره من روايات ، يذكر أن الدجال من علامات الساعة ، ولكن طلوع الشمس من مغربها ستكون هي العلامة التي تسبقه ، والاحاديث واضحه وكثيرة التي تؤكد أن باب التوبة سيقفل اذا شرقت الشمس من مغربها ..
فكيف سيأتي الدجال بعد طلوع الشمس من مغربها ، ومن ثم ينزل عيسى فيقتل الدجال ويجعل اهل الكتاب يؤمنوا، واساساً قد اغلق باب التوبة ؟


روايات عن علامات الساعة لا تذكر نزول عيسى (ع) !

وفي الاعتبار ايضا :
(352) حذيفة بن رشيد، قال: طلع علينا رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم من غرفة له، ونحن نتذاكر الساعة.
فقال: (( لا تقوم الساعة حتى تكون عشر : الدجال، والدخان، وطلوع الشمس من مغربها، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر، وتنزل معهم إذا نزلوا وتقيل معهم إذا قالوا )).

فلم يُذكر هنا نزول عيسى عليه السلام ؟ لماذا؟ خصوصاً وهو بنفس سياق الأحاديث السابقة والمشابهة.


راجعت الأبواب التي كانت معنونة بشروط الساعة او مثل ذلك في امهات كتب أئمة أهل البيت ولم اجد الحديث عن نزول عيسى عليه السلام إلا فيما ذكرت لكم هنا، وكان لفت انتباهي قول السيد حميدان في مجموعه أن رواية حديث النزول عن أئمة أهل البيت ولكني لم اجدها في مسند الإمام زيد ، ولا في مجموع الإمام الهادي ، ولا آمالي أبي طالب او أحمد بن عيسى عليهم السلام ..كما ان علامات الساعة وظهور المهدي سردها القاضي الحسين بن ناصر النيسائي الشرفي في كتابه مطمح الأمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال فقال :
وقد ذكروا لقيامه علامات منها: خروج السفياني وقتل الحسيني وكسوف الشمس في نصف شعبان وخسوف القمر آخر الشهر وطلوع الشمس من مغربها وقتل نفس زكية في سبعين من الصالحين وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام وهدم حائط (مسجد الكوفة) وإقبال رايات سود من قبل (خراسان) وخروج اليماني وظهور المغربي بـ(مصر) وتملكه الشامات ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة وطلوع نجم بالمشرق يضيء كالقمر، ثم ينعطف حتى يكاد أن يلتقي طرفاه، وحمرة تظهر في السماء ونار تظهر بالمشرق وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام، وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد وقتل أهل (مصر) أميرهم وخراب (الشام) واختلاف ثلاث رايات فيه، ودخول رايات قيس والعرب إلى (مصر) ورايات (كندة) إلى (خراسان) وورود خيل من الغرب حتى تربط بفناء (الحيرة)، وإقبال رايات سود من المشرق نحوها، وفتق في (الفرات) حتى يدخل الماء أزقة (الكوفة)، وخروج ستين كذاباً يدعون النبوة، وزلزلة حتى ينخسف كثير منها وخوف يشمل (العراق) وموت ذريع ونقص في الأنفس والأموال والثمرات وجراد يظهر في أوانه وغير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلات وقلة ريع ما يزرع الناس، واختلاف بين العجم وسفك دماء كثيرة بينهم وخروج العبيد عن طاعات ساداتهم وقتلهم مواليدهم، ويختم بعد ذلك بأربع وعشرين مطرة متصلة فتحيى الأرض بعد موتها وتظهر بركاتها وتزول بعد ذلك كل عاهة عن أتباع المهدي، فيعرفون عند ذلك ظهوره بـ(مكة) فيتوجهون إليه قاصدين لنصرته، ومن جملة هذه العلامات ما هو محتوم ومنها ما هو مشترط. والله أعلم ما يكون.

ونلاحظ هنا في سرد لعلامات الساعة مع عدم ذكر لشخص الدجال ، بل السفياني وظهور ستين كاذبا يدعي النبوة ، ولم يذكر نزول عيسى عليه السلام.

ويروي اهل السنة الحديث : قال صلى الله عليه وسلم : « بَادِرُوا بالأعمال سِتًّا : طلوعَ الشمس من مغربها ، والدُّخَان ، ودابَّةَ الأرض ، والدَّجَّالَ ، وخُوَيْصَةً أحَدِكُمْ وأمْرَ العامّة » .

وليس فيه ذكر لنزول عيسى عليه السلام.



72 فرقة هالكة من أمة عيسى (ع) هل سيتغير حكمها آخر الزمان فتصبح ناجية ؟

قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: ((افترقت أمة أخي موسى إلى إحدي وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية، والباقون في النار، وافترقت أمة أخي عيسى إلى اثنتين وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية والباقون في النار، وستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية والباقون في النار))

إذا كانت قد سبق وافترقت عيسى عليه السلام 72 فرقة ، وكلها حكم عليها بالهلاك إلا فرقة واحدة نجت، فهل نزوله عليه السلام آخر الزمان سيغير الحكم فيجعل الفرق التي حكم عليها بالنار تعود لتكون من ضمن الفرقة الناجية ؟


أهل البيت سفينة النجاة التي لا تستطيع دحض وقتل الدجال !!!

عن أبي ذر قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): « مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال »

كيف سيكون أهل البيت سفينة نوح والنجاه اذا لم يكن بمقدورهم مقاتلة ودحض وقتل الدجال ؟ فهل آخر الزمان يجب ان تكون السفينة سفينة عيسى وليست سفينة أهل البيت كون عيسى هو من سيقتل الدجال؟

آخر أمة محمد (ص) المرابطين على الحق وبقية أهل البيت هم من سيقاتلون الدجال :

وجاء في الحديث الذي أخرجه المتقي الهندي في منتخبه ولفظه ((الجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل)).منتخب كنز العمال (2/284)، وانظر لمزيد حول ذلك نفس المصدر (1/45)، (6/369).

و أخرجه أبوداود في سننه بإسناده إلى أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلَى الله عليهِ وآلِه وسَلَّمَ ) ثلا ث من أصل الإيمان الكف عمن قال لاإله إلا الله ولا نكفره بذنب ولا نخرجه من الإسلام بعمل والجهاد ماض منذ بعثني الله إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل والأيمان بالقدر وأُخرج نحو هذا باختلاف بسيط في سنن البيهقي

وهنا كلام رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أن من يقتل الدجال هم آخر امته ، وليس عيسى عليه السلام من امته .


وجاء في لوامع الأنوار :
قال إمام الأئمة، وفاتح باب الجنة، الإمام زيد بن علي (ع) ـ وقد كَسّل عليه بعض من عنده ـ: إنما أريد إقامة الحجة على هذه الأمة، ولو يوماً واحداً؛ لئلا يقولوا يوم القيامة: لم يأتنا أحد منهم.
وروى حديثاً في ذلك، هذا معنى كلامه؛ رواه في مناقب محمد بن سليمان الكوفي ـ رحمه الله ـ.
وحديث: ((لا يزال هذا الأمر... إلخ)) نظير الحديث الآخر: ((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرّهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون على الناس))، أخرجه البخاري ومسلم.
وفي بعض رواياته: ((يقاتلون على الحق... إلخ))، وفي بعضها: ((قوّامة على أمر الله))، وفي بعضها: ((يقاتلون عن هذا الدين، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال))، الحديث بألفاظه وسياقاته.

فأليس هذا تأكيداً ان من سيقاتل الدجال هم الطائفة التي بقيت قائمة بأمر الله يقاتلون عن هذا الدين ، حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال ؟ ولم يذكر هنا عيسى عليه السلام .

وفي لوامع الأنوار ايضا في فضل أهل البيت :
وأنهم (ع) هم المستخلفون، والمخلّفون لهذا المقام، إلى يوم الزحام، وأنهم الخزنة والأبواب، والحفاظ للكتاب؛ أولهم من أُمِر بقتال الناكثين، والقاسطين والمارقين، المقاتل على تأويل القرآن، كما قاتل أخوه ـ صَلَّى الله عَليْه وآله وسلَّم ـ على تنزيله، الوارد فيه ما أفاد القطع، بأنه مع الحق والقرآن؛ ثم تلاه أولاده نجوم الظلام، ورجوم الضلال، حتى يختم بمهديهم لقتال الدجال؛ فأنى يؤفك الآفكون!.

أي آخر إمام من آل البيت ( مهديهم) هو من سيقاتل الدجال وليس عيسى عليه السلام ، ولم يذكر هنا نزوله.



رابعاً : الخاتمة والخلاصة

ماقمت به كان بحثاً بسيطاً وسريعاً لم يف المسألة حقها بكل تأكيد ، فأنا لست بعالم ولا متخصص في هذا المجال ، ولكني قمت به بحثاً عن الحقيقة،وقد أدرجت الأحاديث والمرويات التي وجدتها حول نزول عيسى (ع) في بعض كتب الزيدية ، بدون أن أحاول التعليق عليها ، وإنما طرحتها لأطلب من العلماء رأيهم فيها مع الإشكالات الأخرى التي أوردتها في البحث . ، وسعياً لمعرفة رأي العلماء ولفت نظرهم لما جال في خاطري من إشكالات مترتبة على مثل هذه المسائل الغيبية التي لا دليل واضح وقاطع عليها من القرآن الكريم ، والتي قد تكون بعضها مدسوسة من إعداء الإسلام بغية جعل المسلمين يتركون الطرق الواضحة والحقيقة الساطعة ليتيهون في مسائل الغيبيات ويركنون إلى ما يثبطهم ولا ينفعهم ، خصوصاً في مسائل قد يزداد خطر تأثيرها السلبي على الأمة بسبب رواجها وثباتها في عقول المسلمين لأجيال بعد أجيال بالرغم من افتقارها للدليل القرآني وتناقضاتها في مرويات الحديث النبوي .

إن اليهود الصهاينة يعملون جاهدين منذ مئات السنين ليصلوا لحكم واستعباد العالم ، ويسعون حثيثاً لاستكمال مخطط دولتهم الشيطانية ، وهدم المسجد الأقصى ليبنوا على أنقاضه هيكلهم المزعوم ، واستطاعوا ان يقنعوا النصارى بإتباعهم ومساعدتهم في ذلك بإيهامهم بأن هذا هو ما سينزل عيسى (ع) ، والمسلمين ايضاً اصبحوا مقتنعين بذلك بأن المهدي وعيسى لن يظهرا إلا بعد تحقق ذلك ، وضاع دورهم بعد استطاع الصهاينة تخديرهم وتدميرهم خلقياً وفكرياً ، وآخرون ينتظرون مهدياً غائباً في سرداب ليحرروا به القدس ، وآخرون اكتفوا بالاعتكاف في المنازل والمساجد والدعوة لمحبة الأصدقاء والأعداء ، ومن المسلمين من هو مستلاً سيفه ومتحفزا منتظراً أمام شاشة التلفاز لرجل أعور مكتوب فوق جبينه كافر يقول أنا الدجال وانا ربكم الأعلى لكي يذهب لمحاربته ، ولم يلتفت للفساد والظلم الذي ملأ العالم ودخل لبيته ولنفسه بل وصار عبداً له من غير أن يدري .أصبح الأغلب ينتظر أن يتجسد له الخير في شخص ليتبعه( المهدي - المسيح) ، وأن يتجسد له الشر في كائن ليقتله( المسيح الدجال) ، وهيهات فالخير والواجب هو في اتباع منهج الحق ، المنهج الذي لن يخرج عنه أي قائد مؤمن مهما كان اسمه وصفته، ومحاربة الشر هي بمواجهة الظم والفساد وأنظمة الاستعباد ومن ورائها مهما كانت صورهم ، وهذا لن يكون إلا بالتمسك بالثقلين العودة للقرآن الكريم وإلى نهج وأئمة أهل البيت عليهم السلام اللذين يسطر تاريخهم ملاحم البطولة والتضحية في كل عصر بالخروج على الظالمين ومقارعة الفاسدين ، وتنزيه الله ورسوله من أقوال المبطلين ، لم يبدلوا ولم يغيروا وكانوا على نهج آبائهم وصولاً إلى رسول الله صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله.

كتبه الفقير إلى ربه/ لن نذل
6 رمضان 1431 الموافق 16 اغسطس 2010
آخر تعديل بواسطة لن نذل في الأربعاء أكتوبر 06, 2010 11:25 pm، تم التعديل مرة واحدة.
سأجعل قلبي قدساً، تغسله عبراتي، تطهره حرارة آهاتي، تحييه مناجاة ألآمي، سامحتك قبل أن تؤذيني، وأحبك بعد تعذيبي..

لن نذل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 862
اشترك في: السبت مايو 28, 2005 9:16 pm

Re: نزول عيسى (ع) آخر الزمان شبهات وإشكالات

مشاركة بواسطة لن نذل »

وجدت بعد كتابة الموضوع أعلاه بحث للعلامة اسماعيل الكبسي عن موضوع رجعة عيسى سأدرج رابطه هنا لتعم الفائدة

http://www.almajalis.org/forums/viewtop ... =2&t=13260
سأجعل قلبي قدساً، تغسله عبراتي، تطهره حرارة آهاتي، تحييه مناجاة ألآمي، سامحتك قبل أن تؤذيني، وأحبك بعد تعذيبي..

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“