زيديات ( الجزء الثاني القسم الأول )

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
إبن حريوه السماوي
مشرف الجناح التاريخي
مشاركات: 679
اشترك في: الأحد مايو 30, 2004 3:03 am

زيديات ( الجزء الثاني القسم الأول )

مشاركة بواسطة إبن حريوه السماوي »

زيديات ( الجزء الثاني القسم الأول ) .


هذا الجزء يعتبر تبعاً للجزء الأول و إنما فصلته تقديراً لما كتاب بالله لأنه أصل العلوم و إلا فمصدر علم إمامنا الأعظم الأول هو كتاب الله و مصدر إلهامه وحكمته ومنبع فصاحته و بلاغته و قوة حجته و قد صدق سلام الله عليه حين قال ( مكثت ثلاثة عشر عاماً على كتاب الله اقرأه و اتدبره ) لذا فهما مترابطان أعني الجزء الأول والثاني .

هذا رابط الجزء الأول :-

http://71.18.61.110/forums/viewtopic.ph ... 70f916b457

وقد رأيت تقسيم الجزء الثاني إلى قسمين لكي لا يطول الموضوع أكثر و أيضاً تجنبت التعليق و أيضاً حذفت ماوجدت من الأسانيد خشية التطويل .


القسم الأول :-

علمه سلام الله عليه و فصاحته و بلاغته وقوة حجته و ما يتبعه من كلامه وخطبه و حكمه :-

روى الإمام أبو العباس الحسني في كتاب المصابيح بإسناده إلى زيد بن علي قال: _

سلوني، فوالله ما تسألوني عن حلال وحرام، ومحكم ومتشابه، وناسخ ومنسوخ، وأمثال وقصص إلاّ أنبأتكم به، والله ما وقِفت هذا الموقف إلاّ وأنا أعلم أهل بيتي بما تحتاج إليه هذه الأمة .

ورواه الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بإسناده في الشافي و العلامة أحمد بن موسى الطبري في كتاب المنير و علامة زماننا وحجة عصرنا المولى مجد الدين المؤيدي رحمه الله في التحف .

وروى السيد أبو العباس الحسني في المصابيح بإسناده إلى زيد بن علي أنه قال:-

يا معشر الفقهاء، ويا أهل الحجى أنا حجة من الله عليكم هذه يدي مع أيديكم على أن نقيم حدود الله ونعمل بكتاب الله، ونقسم بينكم فيئكم بالسوية، فاسألوني عن معالم دينكم، فإن لم أنبئكم بكل ما سألتم فولوا من شئتم ممن علمتم أنه أعلم مني، والله لقد علمت علم أبي علي بن الحسين، وعلم عمي الحسن، وعلم جدي الحسين عليهم السلام وعلم علي بن أبي طالب وصي رسول الله وعيبة علمه، وإني لأعلم أهل بيتي، والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي، ولا انتهكت محرماً منذ عرفت أن الله يؤاخذني، هلموا فسلوني.

وراوه الإمام أبو طالب يحيى بن الحسين الهاروني في تيسير المطالب و الإمام المهدي محمد بن المطهر عليهم السلام في كتاب المنهاج الجلي في شرح مجموع الإمام زيد بن علي .



وروى الإمام أبو طالب الحسني بإسناده إلى زيد بن علي أنه قال :-

سلوني قبل أن تفقدوني، فإنكم لن تسألوا مثلي، والله لا تسألوني عن آية من كتاب الله إلا أنبأتكم بها، ولا تسألوني عن حرف من سنة رسول الله إلاّ أنبأتكم به، ولكنكم زدتم ونقصتم وقدمتم وأخرتم فاشتبهت عليكم الأحاديث .

وروى بإسناده إلى الواقدي، قال: سمعت سفيان الثوري ذكر زيد بن علي، فقال: قام مقام الحسين بن علي رضي اللّه عنه، وكان أعلم خلق اللّه بكتاب اللّه، ما ولدت النساء مثله.

و فيه :-

عن زيد بن علي أنه قال :-

أيها الناس أعينوني على أنباط الشام، فو الله لا يعينني عليهم أحدٌ إلا رجوت أن يأتي يوم القيامة آمناً حتى يجوز على الصراط ويدخل الجنة، والله ما وقفت هذا الموقف حتى علمت التأويل والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والحلال والحرام بين الدفتين.
وقال: نحن ولاة أمر اللّه، وخُزَّان علم اللّه، وورثة وحي اللّه، و عترة نبي اللّه، وشيعتنا رعاة الشمس والقمر.


قال الناصر للحق عليه السلام:
معنى رعاة الشمس والقمر المحافظة للصلاة بالليل والنهار، لأن الشمس آية النهار ودليله، والقمر آية الليل ودليله .

قال فيه الذهبي في سير أعلام النبلاء

وكان ذا علم وجلالة وصلاح .

و فيه :-

عن عمرو بن القاسم قال: دخلت على جعفر الصادق، وعنده ناس من الرافضة.
فقلت: إنهم يبرؤون من عمك زيد، فقال:-

برأ الله ممن تبرأ منه.
كان والله أقرأنا لكتاب الله، وأفقهنا في دين الله، وأوصلنا للرحم، ما تركنا وفينا مثله.
و رواه المقريزي في المواعظ و المزي في تهذيب الكمال


ورى في هداية الراغبين إلى مذاهب العترة الطاهرين للهادي بن إبراهيم الوزير الطاهرين و في مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال:-

وروى محمد بن سالم، قال: قال جعفر بن محمد: يا محمد هل شهدت عمي زيداً؟ قلت: نعم، قال: فهل رأيت مثله؟ قلت: لا، قال:

والله ما أظنك ترى مثله حتى تقوم الساعة، كان والله [أقرأنا لكتاب الله ، وأفقهنا في دين الله، كان والله] سيدنا ما ترك فينا للدين والدنيا مثله.

وفي الأمالي الشجرية :-

أن الإمام أبا الحسين زيد بن علي عليهما السلام دخل ذات يوم على عمر بن عبد العزيز فتكلم، فقال عمر بن عبد العزيز: إن زيداً لمن الفاضلين في قيله ودينه، وكان عمر بن عبد العزيز يلطف بزيد بن علي عليهما السلام ويكاتبه، فقال عبيد الله بن محمد: كتب زيد بن علي عليه السلام إلى عمر بن عبد العزيز في كتاب كتب به إليه:

" وإن الدنيا إذا شغلت عن الآخرة فلا خير فيها لمن نالها، فاتق الله ولتعظم رغبتك في الآخرة، فإنه من كان يريد حرث الآخرة يزده الله توفيقاً، ومن كان يريد حرث الدنيا فلا نصيب له في الآخرة "
.

وفي مآثر الأبرار :-

قال خالد بن صفوان : انتهت الفصاحة، والخطابة، والزهادة، والعبادة من بني هاشمك إلى زيد بن علي .

وفي زهر الآداب وثمر الألباب :-

وأبو جعفر هذا هو الباقر، وكان أخوه زيد بن علي، رضي اللّه عنه، ( دَيِّناً، شجاعاً، ناسكاً، من أَحْسَنِ بني هاشم عبارةً، وأجملهم شَارَةً.وكانت ملوك بني أمية تكتُب إلى صاحب العراق أن امنَعْ أهلَ الكوفة من حضور زيد بن علي؛ فإنَّ له لساناً أقْطع من ظُبَةِ السيف وأحَدَّ من شَبَا الأسِنّة، وأبلغ من السحر والكهانَة، ومن كل نَفْثٍ في عُقْدَة ) .

و في أنساب الأشراف :-

كان زيد بن علي لسناً خطيباً
دخل على هشام بن عبد الملك فقال: إنه ليس احد بدون أن يوصي بتقوى الله ولا أحد فوق أن يوصى بها. وأقام قبله في خصومة فلما شخص عن بابه كتب إلى عامله على المدينة: أما بعد فإن زيد بن علي قدم علي فرأيته رجلاً حولاً قلباً خلياً بصوغ الكلام وتمويهه، وأمره بتفقده والإشراف عليه وحذره إياه.

وفيه :-

وقرأت في كتاب سالم كاتب هشام كتاباً نسخته: أما بعد فقد عرفت حال أهل الكوفة في حبهم أهل هذا البيت، ووضعهم إياهم في غير مواضعهم لافتراضهم على أنفسهم طاعتهم، ونحلتهم إياهم عظيم ما هو كائن مما استأثر الله بعلمه دونهم حتى حملوه على تفريق الجماعة والخروج على الأئمة، وقد قدم زيد بن علي على أمير المؤمنين في خصومه، فرأى رجلاً جدلاً لسناً حولاً قلباً، خليقاً بصوغ الكلام وتمويهه واجترار الرجال بحلاوة لسانه، وكثرة مخارجه في حججه، وبما يدلي به عند الخصام من العلو على الخصم بالقوة المؤدية إلى الفلج، فعجل إشخاصه إلى الحجاز، ولا تدعه العام قبلك من لين لفظه، وحلاوة منطقه، مع ما يدلي به من القرابة برسول الله، وجدهم سبيلاً إليه غير متفرقين.


وفي أمالي السيد أبي طالب :-

عن سعيد بن خيثم عن أخيه معمر قال: قال لي زيد بن علي: كنت أماري هشام بن عبدالملك، وأكابده في الكلام، فدخلت عليه يوماً فذكر بني أمية، فقال: هم أشد قريش أركاناً، وأشد قريش مكاناً، وأشد قريش سلطاناً، وأكثر قريش أعواناً، كانوا رؤس قريش في جاهليتها، وملوكهم في إسلامها فقلت: على من تفتخر؟! على هاشم، أولُ من أطعم الطعام، وضَرَبَ الهام، وخضعت له قريش بإرغام؟ أم على عبدالمطلب سيد مضر جميعها، وإن قلت مُعْد كلها صدقت؟ إذا ركب مشوا، وإذا انتعل احتفوا، وإذا تكلم سكتوا، وكان يطعم الوحش في رؤوس الجبال والطير والسباع والإنس في السهل، حافر زمزم، وساق الحجيج، وربيع الغمرتين؟ أم على بنيه أشرف رجال؟ أم علي سيد ولد آدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، حمله اللّه على البراق، وجعل الجنة بيمينه، والنار بشماله، فمن تبعه دخل الجنة، ومن تأخر عنه دخل النار؟ أم علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب أخي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم، وابن عمه، المفرَّج الكرب عنه، وأول من قال: لا إله إلا اللّه بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم؟ لم يبارزه فارس قط إلا قتله، وقال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ما لم يقله في أحد من أصحابه، ولا لأحد من أهل بيته!!قال: فاحْمَرَّ وجهه وبَهت .

ورواه أبو العباس الحسني في المصابيح .

و في كتاب نثر الدر :-

زيد بن علي
رضي الله عنه

وكان يسمى في آل محمد - صلى الله عليه وسلم - الراهب.
ومن كلامه: إن الذين كرمت عليهم أنفسهم حفظوها بطاعة الله من العمل بمعصيته، وأدبوها بالقرآن، وأقاموها على حدود الرحمن، فلم يهتكوا حجاب ما حرم الله عليهم، ولم يسأموا من الصبر ومرارته في الله ابتغاءً مرضاته، فراقبوه في الخلوات، وبذلوا له من أنفسهم الكثير من الطاعات، حتى إذا عرضت لقلوبهن الدنيا أعرضوا عنها بيقينٍ لا يشوبه ريبٌ؛ فهؤلاء هم المؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ.وقال رحمه الله: لا يسأل العبد عن ثلاث يوم الحساب؛ عما أنفق في مرضه، وعما أنفق في إفطاره، وعما أنفق في قرى ضيفه.
و قال رضي الله عنه: اطلب ما يعنيك ودع ما لايعنيك؛ فإن في ترك مالا يعنيك دركاً لما يعنيك، وإنما تقدم على ما قدمت، ولست قادماً على ما أخرت، فآثر ما تلقاه غداً على مالا تراه أبداً.

و فيه :-

قارف الزهرى ذنبا فاستوحش من الناس، وهام على وجهه، فقال زيد رحمه الله: يا زهرى، لقنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شيءٍ أشد عليك من ذنبك. فقال الزهري: الله أعلم حيث يجعل رسالاته، ورجع إلى أهله وماله وأصحابه.ومن خطبة لزيد رضي الله عنه:- أوصيكم - عباد الله - بتقوى الله، التي من اكتفى بها كفته، ومن اجتن بها وقته. هي الزاد ولها المعاد؛ زادٌ مبلغٌ، ومعادٌ منجٍ. دعا إليها أسمع داع، ووعاها خير واعٍ، فأعذر داعيها، وفاز واعيها.
عباد الله: إن تقوى الله حمت أولياء الله محارمه، وألزمت قلوبهم مخافته حتى أسهرت ليلهم، وأظمأت هواجرهم، فأحذوا الراحة بالنصب، والر بالظمإ، وقربوا الأجل فبادروا العمل، وكذبوا الأمل، ولاحظوا الأجل. " طوبى لهم وحسن مآب " .
ثم إن الدنيا دار فناءٍ وعناء، وغيرٍ وعبر، فمن العناء أن المرء يجمع ما لايأكل، ويبني مالا يسكن، ثم يخرج إلى الله عز وجل لا مالاً حمل ولا بناءً نقل. ومن الفناء أن الدهر موترٌ قوسه ثم لا تخطئ سهامه، ولا تشوى جراحه، يرمى الحي بالموت، والحيح بالعطب، آكل لا يشبع، وشاربٌ لا يروى. ومن غيرها أنك تلقى المحروم مغبوطاً، والمغبوط محروماً، ليس ذلك إلا نعيماً زال وبؤسا نزل. ومن عبرها أن المشرف على أمله يقطعه أجله، فلا أمل يدرك، ولا مومل يترك، فسبحان الله، ما أغر سرورها، وأظمأ ريها، وأضحى فيئها! فكأن الذي كان من الدنيا لم يكن، وكأن الذي هو كائنٌ فيها قد كان، صار أولياء الله فيها إلى الأجر بالصبر، وإلى الأمل بالعمل، جاوروا الله في داره ملوكاً خالدين إلخ .


و في كتاب الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة :-

وأما زيد بن علي بن الحسين فكان يُكنى أبا الحسين، وأمُّه سنديَّة. وكان بعيد الهمَّة، شريف النفس سديد القول، بليغ المنطق.

و في الأمالي الإثنينية و هداية الراغبين :-

أَخْبَرَنِي أَبُو خَالِدٍ الْوَاسِطِيُّ وَأَبُوحَمْزَة الثُّمَالِي، قَالاَ: حَبَّرْنَا رِسَالَةً رَدًّا عَلَى النَّاسِ، ثُمَّ إِنَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِيْنَةِ فَدَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَقُلْنَا: جُعِلْنَا لَكَ الْفِدَاءَ، إِنَّا حَبَّرْنَا رِسَالَةً رَدًّا عَلَى النَّاسِ فَانْظُرْ إِلَيْهَا.
قَالَ: فَاقْرَأُوْهَا، فَقَرَأْنَاهَا، فَقَالَ: أَمَا لَقَدْ أَخَذْتُمْ وَاجْتَهَدْتُمْ، فَهَلْ أَقْرَأْتُمُوْهَا زَيْداً؟ قُلْنَا: لاَ.
قَالَ: فَاقْرِؤُوهَا زَيْداً، وَانْظُرُوا مَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ.
قَالَ: فَدَخَلْنَا عَلَى زَيْدٍ فَقُلْنَا لَهُ: جُعِلْنَا لَكَ الْفِدَاءَ، رِسَالَةً حَبَّرْنَاهَا رَدًّا عَلَى النَّاسِ جِئْنَاكَ بِهَا.
قَالَ: اقْرَأُوهَا، فَقَرَأْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى إِذَا فَرِغْنَا مِنْهَا قَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ وَأَنْتَ يَا أَبَا خَالِدٍ لَقَدِ اجْتَهَدْتُمْ وَلَكِنَّهَا تُكْسَرُ عَلَيْكُمْ.
أَمَّا الْحَرْفُ الأَوَّلُ فَالرَّدُّ فِيْهِ كَذَا، فَمَا زَالَ يَرُدُّهَا حَتَّى فَرِغَ مِنْ آخِرِهَا حَرْفاً حَرْفاً فَوَاللَّهِ مَا نَدْرِي فِيْ أَيْش نَتَعَجَّبُ مِنْ حِفْظِهِ لَهَا أَوْ مِنْ كَسْرِهَا، ثُمَّ أَعْطَانَا جُمْلَةً مِنَ الْكَلاَمِ نَعْرِفُ بِهِ الرَّدَّ عَلَى النَّاسِ،
قَالَ: فَرَجَعْنَا إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَأَخْبَرْنَاهُ مَا كَانَ مِنْ زَيْدٍ، قَالَ: يَا أَبَا خَالِدٍ وَأَنْتَ يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنَّ أَبِي دَعَا زَيْداً فَاسْتَقْرَأَهُ الْقُرْآنَ، فَقَرَأَ وَسَأَلَهُ عَنِ الْمُعْضِلاَتِ، فَأَجَابَ فَدَعَا لَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا خَالِدٍ، وَأَنْتَ يَا أَبَا حَمْزَةَ، إِنَّ زَيْداً أُعْطِيَ مِنَ الْعِلْمَ عَلَيْنَا بَسْطَةً.

و في الأمالي الإثنينية :-

عَنْ مَالِكِ بْنِ أَعْيُنٍ الْجُهَنِيِّ، وَكَانَ رَجُلاً بَلِيْغاً خَطِيْباً شَاعِراً قَالَ: أَلَّفْتُ كَلاَماً فِيْ الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- ثُمَّ ذَكَرْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ثُمَّ حَسَنَاً، ثُمَّ حُسَيْنَاً، ثُمَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، فِيْ كَلاَمٍ ذَكَرَهُ كَثِيْرٍ، قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُ الْمَدِيْنَةَ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ الْكَلاَمَ، فَقَالَ لِي: ائْتِ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ، فَأَعْرِضْ عَلَيْهِ كَلاَمَكَ.
قَالَ: فَأَتَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ كَلاَمِي، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ، قَالَ: فَتَنَاوَلَ زَيْدٌ بِمَرفَقَةٍ فَوَضَعَهَا تَحْتَ صَدْرِهِ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَيْهَا بِصَدْرِهِ، ثُمَّ تَكَلَّمَ فَاقْتَصَّ كَلاَمِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ حَتَّى كَانَهُ كَانَ أَحْفَظَ مِنِّي، أَوْ قَالَ: كَلِمَةً تُشْبِهُ هَذِهِ، ثُمَّ أَخِذَ فِيْ ذِكْرِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ- ثُمَّ ذَكَرَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، ثُمَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ، وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، وَذَكَرَ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، فَجَاءَ بِكَلاَمٍ مَا سَمِعْتُ مِثْلَهُ قَطْ -يَعْنِي أْحْسَنَ وَلاَ أَبْلَغَ- فَلَقَدْ رَابَتْنِي نَفْسِي وَأَنَا أَسْمَعُ كَلاَمَهُ وَأَنَا أَجِدُنِي أَذْبُلُ أَذْبُلُ وَأَصْغُرُ، ذَكَرَ مَا أَشْبَهَ هَذَا مِنَ الْكَلاَمِ .
و فيه :-

أَخْبَرَنَا يَزِيْدُ الأَسَدِيُّ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: يَا يَزِيْدُ، تُرِيْدُ أَنْ أُرِيْكَ مَنْ أَتَاهُ اللَّهُ الْعِلْمَ وَالْحِلْمَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، جُعِلْتُ فِدَاكَ، قَالَ: فَقَالَ لِي: هُوَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ.

و فيه :-

عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: دَخَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَخِيْهِ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ يَنْظُرُ فِيْ كِتَابٍ مِنْ كُتُبِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- قَالَ: فَجَعَلَ أَبُوجَعْفَرٍ يُسَائِلُ زَيْداً عَمَّا فِيْ الْكِتَابِ، قَالَ: فَيَرُدُّ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ بِجَوَابِ عَلِيٍّ قَالَ: فَقَالَ أَبُوجَعْفَرٍ لِزَيْدٍ: مَا فِيْنَا أَوْ مَا كَانَ فِيْنَا أَحَدٌ أَشْبَهُ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْكَ.

و فيه :-

عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ: لَوْ نَزَلَ عِيْسَى بْنُ مَرْيَمَ لأَخْبَرَكُمْ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ خَيْرُ مَنْ وَطِيَ عَلَى عَفْرِ التُّرَابِ، وَلَقَدْ عَلِمَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقُرْآنَ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَعْلَمْ أَبُوجَعْفَرٍ، قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لأَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ أَخَذَهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ، وَأَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ أُعْطِيَ فَهْمَهُ.

و فيه :-

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: سَأَلْتُ عَلِيَّ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قُلْتُ: جُعِلْتُ لَكَ الْفِدَاءَ، لَقَدْ كَانَ جَعْفَرٌ إِمَاماً؟ قَالَ: نَعَمْ، فِيْ الْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ، قَالَ: قُلْتُ: فَكَانَ زَيْدٌ إِمَاماً؟ قَالَ: إِيْ وَاللَّهِ إِمَامُنَا وَإِمَامُ جَعْفَرٍ.

و فيه :-

عَنْ أَبِي السُّدَيْرِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- فَأَصَبْنَا مِنْهُ خُلْوَةً، فَقُلْنَا الْيَوْمَ نَسْأَلُهُ عَنْ حَوَائِجِنَا كَمَا نُرِيْدُ، فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- وَقَدْ لَثِقَتْ عَلَيْهِ ثِيَابُهُ، فَقَالَ لَهُ أَبُوجَعْفَرٍ: بِنَفْسِي أَنْتَ ادْخُلْ فَأَفِضْ عَلَيْكَ مِنَ الْمَاءِ، ثُمَّ اخْرُجْ إِلَيْنَا، قَالَ: فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُتَفَضِّلاً، قَالَ الشَّرِيْفُ: أَيْ مُبْتَذِلاً، قَالَ: فَأَقْبَلَ أَبُوجَعْفَرٍ فَسَأَلَهُ وَأَقْبَلَ زَيْدٌ يُخْبِرُهُ بِمَا يَحْتَجُّ عَلَيْهِ وَالَّذِي يُحْتَجُّ بِهِ، قَالَ: فَنَظَرُوا إِلَى وَجْهِ أَبِي جَعْفَرٍ يَتَهَلَّلُ، قَالَ: ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا أَبُوجَعْفَرٍ، قَالَ: يَا أَبَا السُّدَيْرِ، هَذَا وَاللَّهِ سَيِّدُ بَنِي هَاشِمٍ، إِنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيْبُوْهُ، وَإِنِ اسْتَنْصَرَكُمْ فَانْصُرُوْهُ.

و فيه :-

عن سَعِيْدُ بْنُ خُثَيْمٍ، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ- إِذَا كَلَّمَهُ الرَّجُلُ أَوْ نَاظَرَهُ لَمْ يُعْجِلْهُ عَنْ كَلاَمِهِ حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى آخِرِهِ، ثُمَّ يَرْجِعَ عَلَيْهِ فَيُجِيْبَهُ عَنْ كَلِمَةٍ كَلِمَة، حَتَّى يَسْتَوْفِيَ عَلَيْهِ الْحُجَّةَ.

و فيه :-

عَنْ صَبَاحٍ الْمُزْنِي، قَالَ: كَانَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ إِذَا كَلَّمَهُ رَجُلٌ أَصْغَى سَمْعَهُ إِلَيْهِ وَفَهِمَهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ كَلاَمِهِ، ثُمَّ يَبْتَدِئَ فَيَنْقُضَ عَلَيْهِ كَلاَمَهُ حَرْفاً حَرْفاً.

و فيه :-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زِيَادٍ -يَعْنِي السَّرَّاجَ-، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ إِبْرَاهِيْمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: عَبَّادٌ قَدْ رَأَيْتُهُ، كَانَ شَيْخَ صِدْقٍ، قَدْ كُنْتُ بِوَاسِطَةَ وَزَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ فِيْهَا، قَالَ: فَكَانَ النَّاسُ يَغْدُوْنَ إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ يُكَلِّمُوْنَهُ، قَالَ: فَكَانَ يَأْخُذُ مَعَ الْقَوْمِ فِيْ كَلاَمِهِمْ حَتَّى يَقُوْلُوا: هَذَا مِنَّا، ثُمَّ يُنْقُضُ عَلَيْهِمْ حَرْفاً حَرْفاً حَتَّى يَقُوْمُوا وَلَيْسَ فِيْ أَيْدِيهِمْ ( شيئ ) مِنْهُ، إلخ ).

و فيه :-

عن سَلاَّمٌ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ بِشْرٍ يَقُوْلُ: صَحِبْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، وَأَبَاجَعْفَرٍ، وَزَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْهُمْ أَحَداً كَانَ أَحْضَرَ جَوَاباً مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ .

و فيه :-

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ-، قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ سَأَلَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ كِتَاباً كَانَ لأَبِيْهِ.
قَالَ: فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ: نَعَمْ، ثُمَّ نَسِيَ فَلَمْ يَبْعَثْ إِلَيْهِ، فَمَكَثَ سَنَةً ثُمَّ ذَكَرَ فَلَقِيَ زَيْداً، فَقَالَ: أَيْ أَخِي، أَلَمْ ( تسْأَلْ عن كِتَابَ أَبِيْكَ ) ؟ قَالَ: بَلَى.
قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا مَنَعَنِي أَنْ أَبْعَثَ بِهِ إِلاَّ النِّسْيَانُ.
قَالَ: فَقَالَ لَهُ زَيْدٌ: قَدِ اسْتَغْنَيْتُ عَنْهُ.
قَالَ: تَسْتَغْنِي عَنْ كِتَابِ أَبِيْكَ.
قَالَ: نَعَمْ، اسْتَغْنَيْتُ بِكِتَابِ اللَّهِ.
قَالَ: فَأَسْأَلُكَ عَمَّا فِيْهِ؟.
قَالَ لَهُ زَيْدٌ: نَعَمْ.
قَالَ: فَبَعَثَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْكِتَابَ، ثُمَّ أَقْبَلَ يَسَأَلُهُ عَنْ حَرْفٍ حَرْفٍ، وَأَقْبَلَ زَيْدٌ يُجِيْبُهُ حَتَّى فَرِغَ مِنْ آخِرِ الْكِتَابِ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: وَاللَّهِ، مَا حَرَّفْتَ مِنْهُ حَرْفاً وَاحِداً.

و فيه :-

عن حَمَّادُ بْنُ يَعْلَى، عَنْ بَعْضِ الْهَاشِمِيِّيْنَ، قَالَ: دَخَلَ الْكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَقَدْ هَيَّأَ خُطَباً وَمَدِيْحاً وَشِعْراً، فَخَطَبَ وَمَدَحَ وَرَوَىَ، فَلَمَّا فَرِغَ، قَالَ لَهُ أَبُوجَعْفَرٍ: أِئْتِ زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ فَاعْرِضْ عَلَيْهِ مَا كَانَ مِنْكَ.

قَالَ: فَخَرَجَ الْكُمَيْتُ، وَقَامَ مِنْ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ لِيَخْتَبِرُوا عَقْلَهُ فِيْ ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَأَنْشَدَ الْكُمَيْتُ وَرَوَى وَخَطَبَ وَمَدَحَ، فَأَجَابَهُ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ بِجَوَابٍ اسْتَحْصَرَ فِيْهِ، يَقُوْلُ: أَطَالَ الْكَلاَمَ.
فَلَمَّا خَرَجَ الْكُمَيْتُ مِنْ عِنْدِ زَيْدٍ، قَالَ لَهُ النَّاس: كَيْفَ رَأَيْتُ عَقْلَ هَذَا الشَّابِّ؟

فَقَالَ الْكُمَيْتُ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً أَجْمَعَ لِكَثِيْرٍ فِيْ قَلِيْلٍ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطّ أَبْلَغَ مِنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

و فيه :-

عن خالد بن صفوان أنه قال فَحَمِدَ اللَّهَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ مَا سَمِعْتُ قُرَشِيًّا وَلاَ عَرَبِيًّا أَبْلَغَ فِيْ مَوْعِظَةٍ، وَلاَ أَظْهَرَ حُجَّةً، وَلاَ أَفْصَحَ لَهْجَةً .... إلخ .

كلام خالد بن صفوان هذا موجود في كتاب القلة و الكثرة للإمام زيد بن علي وهو ضمن مجموعه عليه السلام وقد روى الكتاب الإمام المرشد في الأمالي .

و فيه :-

فَكَانَ خَالِدُ بْنُ صَفْوَانَ يَقُوْلُ بَعْدَ ذَلِكَ: مَا رَأَيْتُ فِيْ الدُّنْيَا رَجُلاً قُرَشِيًّا وَلاَ عَرَبِيًّا يَزِيْدُ فِيْ الْعَقْلِ وَالْحُجَجِ عَلَى زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-.

و في هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين :-

وروى أبو حمزة الثمالي قال: جمعت للباقر أحاديث كثيرة ثم خرجت إلى مكة فأتيته بمنى، وقلت له: جمعت لك أحاديث كثيرة أحببت أن أعرضها عليك، فقال أخرجها فأخرجتها فنظر فيها ثم قال: أرى معك أحاديث كثيرة لا يقوم بها إلا (صاحب الفسطاط) فأشار بيده فقلت: ومن هو؟ قال: زيد بن علي، فقمت إليه وسلمت عليه ثم قلت معي أحاديث أحب أن أعرضها عليك ، قال : فجعل يجيبني حتى أتيت على آخرها، ثم جعل يحدثني من قبله ثم دعاني محمد بن علي فقال: ما رأيت زيد بن علي؟ فقال: ما رأيت في فتيان العرب مثله؛ فقال: يا أبا حمزة ليس فينا من يشبه هذا الذي ترى.

و فيه :-

وبالإسناد الموثوق به إلى أبي الجارود أن زيد بن علي عليهما السلام خطب أصحابه حين ظهر فقال: الحمد لله الذي منّ علينا بالبصيرة، وجعل لنا قلوباً عاقلة، وأسماعاً واعية، وقد أفلح من جعل الخير شعاره، والحق دثاره، وصلى على خير خلقه الذي جاء بالصدق من عند ربه وصدق به، الصادق محمد صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين من عترته وأسرته، والمنتجبين من أهل بيته، وأهل ولايته
حتى قال في خطبته: أنا اليوم أتكلم وتسمعون ولا تبصرون، وغداً بين أظهركم هامة فتندمون، ولكن الله ينصرني إذا ردني إليه، وهو الحاكم بيننا وبين قومنا بالحق، فمن سمع دعوتنا هذه الجامعة غير المفرقة، العادلة غير الجائرة، فأجاب دعوتنا وأناب إلى سبيلنا، وجاهد بنفسه نفسه ومن يليه من أهل الباطل ودعائم النفاق فله ما لنا وعليه ما علينا، ومن ردّ علينا دعوتنا وأبى أحاديثنا وأختار الدنيا الزائلة الآفلة على الآخرة الباقية فالله من أولئك براء وهو يحكم بيننا وبينهم..إلى آخر خطبته المشاكلة لخطب جده أمير المؤمنين عليه السلام.

و فيه :-

قال الحاكم :- لم يكن محمد بن علي وجعفر بن محمد مُقِرَّين بفضله خاصة بل كان جميع العترة يقدمونه على أنفسهم ويقولون بفضله، وكذلك أفاضل عصره.

قال الحاكم:كان أعلم أهل زمانه بالأصول والفروع، وعلم القرآن.

و فيه :-

وروى الحاكم رحمه الله عن جابر، قال: سألت [محمد] عن زيد بن علي فقال: (سألتني عن رجل ملئ إيماناً وعلماً من أطراف شعره إلى قدمه وهو سيد أهل بيته).

و فيه :-

قال الحاكم رضي الله عنه وأرضاه :-

وشهرة أمره في علمه تغني عن تطويل القول فيه، ولا نعرف أحداً يشك أنه كان عليه السلام من الفضل والعلم والدين والسخاء والورع والشجاعة والسياسة بالمحل العظيم .

و في البيان والتبيين :-

فتحوَّلْتُ إلى زيد بن علي فقلت له: الصمت خيرٌ أم الكلام؟ قال: أخْزَى اللَّه المساكَتة، فما أفسدها للبيان، وأجلَبَها للحَصَر، واللَّه لَلمُماراةُ أسرَعُ في هدم العِيّ من النَّار في يَبِيس العرفج، ومنَ السَّيل في الحَدُور، وقد عَرف زيدٌ أن المماراة مذمومة، ولكنه قال: المماراةُ على ما فيها أقلُّ ضرراً من المساكَتة التي تورث البُلْدةَ، وتحلُّ العُقدة، وتُفسِد المُنّة، وتورث عللاً، وتُولِّد أدواءً أيسَرُها العِيّ، فإلى هذا المعنى ذهَب زيد،

وفيه :-

وقال أبو الحسن: قال زيد بن عليّ بن الحسين: اطلب ما يعَنِيك واترُكْ ما لا يعنيك؛ فإنَّ في ترك ما لا يعنيك دَرَكاً لما يعنيك، وإنما تَقْدم على ما قدَّمت، ولست تقَدَم على ما أخّرت، فآثِرْ ما تلقاه غداً، على ما لا تراه أبداً .

و في المستطرف في كل فن مستظرف :-

وقال زيد بن علي رضي الله عنهما:

السيف يعرف عزمي عند هزته ... والرمح بن خبر والله لي وزر
إنا لنأمل ما كانت أوائلنا ... من قبل تأمله إن ساعد القدر .


و في طبقات الشعراء :-

وقال النظام: قال زيد بن علي لرجل سبه عند هشام بن عبد الملك: إني والله ما أنا بالوشيظة المستلحقة، ولا الحقيبة المستردفة، ولا أنت بعبدي فأضربك ولا بكُفْئي فأسبك.

و في كتاب الجليس الصالح والأنيس الناصح :-

ولله در القائل:
لسنا وإن أحسابنا كرمت ... أبداً على الأحساب نتكل
نبني كما كانت أوائلنا تبني ... ونفعل مثل ما فعلوا

وقد روينا أن زيد بن علي تمثل بهذين البيتين، ولقد كان رضوان الله عليه من أعلام الأبرار والأئمة الأخيار، سلك سبيل سلفه، واقتفى آثارهم فارتفع واعتلى، وأم أنوارهم فاستبصر واهتدى، ورفع قواعد بنيانهم، وشيد وثيق أركانهم، واتبع سبيلهم في نصرة حزب الإسلام وأوليائه، ومحاربة حرب الدين وأعدائه، وغضب لله جل جلاله من طغيان المترفين وعدوان المسرفين، فجاهد في سبيل ربه بنفسه ومن أطاعه من أهله المتقين، وأوليائه من أماثل المسلمين، وإخوانه في الملة والدين، وأبدى صفحته، وبذل في ذات الله ماله وصحبته، فقضى الله تعالى له بالتوفيق والسعادة، وختم له بالفوز والشهادة، ونقله إلى دار كرامته، وجعل أعداؤه بغرض الانقلاب إلى دار عذابه ونقمته.

و فيه :-

قال زيد بن علي بن حسين: ما شيء أفضل من المعروف ولا ثوابه ولا كلُّ من رغب فيه يقدر عليه ولا كلّ من قدر عليه يؤذن له فيه، فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة والإذن تمت السعادة للطالب والمطلوب منه.

و فيه :-

( قال ) زيد بن علي رضي الله عنه: إذا دعوتكم إلى أمر فلم أسبقكم إليه فلا طاعة لي عليكم.

و في ربيع الأبرار :-

قال محمد بن علي بن الحسين: ما ولد فينا أحد أشبه بعلي بن أبي طالب من زيد.

و في سراج الملوك :-

ولما استحضر هشام بن عبد الملك زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهما، وكان من الخطباء ..... إلخ

و في الأمالي الشجرية ( المعروفة الأمالي الخميسية ) :-

عن عقبة. قال قال زيد بن علي عليهم السلام: " المؤمن ثقته بربه تبارك وتعالى ناصح لنفسه ناصح لأخيه المؤمن. والمنافق يقبه بدنياه يغش نفسه و يغش من انتصحه فمن يأمن منافقاً يندم ومن ينتصح غاشاً يخب ولا يسلم " .

و فيها :-

عن خليفة بن حسان عن زيد بن علي عليهما السلام " كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء " قال علي قدر منازلهم في العلم بالله شدة خشيتهم.

و فيها:-

عن محمد بن سالم عن الإمام الشهيد أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام: " ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان " قال: هو القرآن.

وفيها :-

عن هارون بن سعد عن الإمام أبي الحسين زيد بن علي عليهما السلام " ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة " قال القرآن والسنة".

و في البصائر والذخائر :-

قال زيد بن علي لرجل: إنما نفسك واحدة فإذا خسرتها فبم تعتاض عنها ؟

و في محاضرات الأدباء :-

وقال زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم : اطلب ما يعنيك ودع ما لا يعنيك ففي تركه درك ما يعنيك، فإنما تقدم على ما قدمت ولا تقدم على ما أخرت، فآثر ما تلقاه غداً على ما لا تلقاه أبداً.

و في زهر الآداب وثمر الألباب :-

وأبو جعفر هذا هو الباقر، وكان أخوه زيد بن علي، رضي اللّه عنه، دَيِّناً، شجاعاً، ناسكاً، من أَحْسَنِ بني هاشم عبارةً، وأجملهم شَارَةً.
وكانت ملوك بني أمية تكتُب إلى صاحب العراق أن امنَعْ أهلَ الكوفة من حضور زيد بن علي؛ فإنَّ له لساناً أقْطع من ظُبَةِ السيف وأحَدَّ من شَبَا الأسِنّة، وأبلغ من السحر والكهانَة، ومن كل نَفْثٍ في عُقْدَة.


وقيل لزيد بن علي: الصمتُ خيرٌ أم الكلام؟ فقال: قبّح اللّه المساكنة، ما أفسدها للبيان، وأجلبها للعِيِّ والْحَصَر واللّه للْمُماراة أسرعُ في هَدْمِ الْعِيِّ من النار في يَبَس العَرْفَج، ومن السيل إلى الْحدور.
مدحي لكم يا آل طه مذهبي .... وبه أفوز لدى الإله وأفلح

وأود من حبي لكم لو أن لي .... في كل جارحة لسانا يمدح

الحسن بن علي بن جابر الهبل رحمة الله عليه


أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“