الأربعين الحديث العلوية

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
رشيد المغربي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الخميس مايو 27, 2010 7:20 pm
مكان: المغرب- شفشاون
اتصال:

الأربعين الحديث العلوية

مشاركة بواسطة رشيد المغربي »

الأربعين الحديث العلوية

القاضي العلامة الحافظ المحدث شمس الدين
جعفر بن أحمد بن عبد السلام البهلولي
المُتَوَفَّى:576هـ

مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين أما بعد حمداً للهالذي هو مفتاح كل كلام، والصلاة على نبيه محمدالمصطفى وعلى أصفيائه الأعلاموعلى الأئمة من عترته الذين هم في أمته مصابيح الظلام،والمنتقمون من الباطل للحق، ومن الكفر للإسلام عمهم الله بما خصهم به من شريف الصلاة والسلام فإن رواة الأحاديث الواردة عن النبي

ً رووا في فضيلة من حفظ على أمته أربعين حديثًا من سنته، أخباراً كثيرة كقوله ً: (( من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من سنتي أدخلته يوم القيامة في شفاعتي)). وما جرى هذا المجرى، فرغب كثيرٌ منهم في هذه الفضيلة ونافس في بلوغ هذه المرتبة الجليلة وجمعوا فنونًا من الأحاديث واختاروا فيها الروايات المنتقاة وانتخبوا لها الرواة الثقات ولم أر فيجملتها أربعين حديثاً مختصة بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب [سلام الله عليه وعلى أبنائه الأكرمين ولا شاركوا بينه وبين غيره في ذلك فنقلوا عنه مثل ما نقلوا عن سواه إلا فيما لعله في حكم النادر الذي لا يؤبه له والقليل الذي لا يعتد به، مع أن مكانه عليه السلام من رسول الله ً هو المكان المكين وفضله في العلم [بشريعته والحفظ لسنته هو الفضل المبين، وعدالته وضبطه [معروفان عند المتقدمين -من العلماء- والمتأخرين [ولكن لعل لهم في ذلك عذراً يعصمهم عن لوم اللائمين ويخلصهم من الحيف عليه يوم الدين فدعاني ذلك إلى أن أورد في هذا المختصر أربعين حديثاً من جملة ما رويته بالأسانيد الموثوق بها إليه عليه السلام.

وهي في ضمن ما رواه عن النبي ً كالمجة من فم البحر الزاخر، والقطرة من الوابل الماطر، وجعلتها في الأحاديث التي إسنادها واحد ليسهل حفظها بالإسناد على الراغبين، وتقل كلفتها على الطالبين وجمعتها من فنون شتى لتعظم منفتعها في الدين وتكثر إفادتها للمسترشدين، ومن الله سبحانه استمد بمواد اليقين وإليه أرغب في مفازة المتقين، وأسأله الرحمة لنا ولكافة المسلمين وهو أكرم المسؤولين وأرحم الراحمين.
الحديث الأول
في فضيلة العلم وأهله

أخبرنا القاضي الأجل شمس الدين جعفر بن أحمد بن عبد السلام [بن أبي يحيى رضي الله عنه قال: أخبرنا الفقيهالإمام أحمد بن أبي الحسن الكني الله عن الشيخ الإمام زيد بن الحسن البيهقي رحمه الله عن الحاكم أبي الفضل وهب الله بن الحاكم أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله الحُسْكاني عن أبيه عن أبي سعد عبد الرحمن بن الحسن النيسابوري عن أبي الفضل محمد بن عبد الله الشيباني عن أبي القاسم علي بن محمد النخعي عن سليمان بن إبراهيم المحاربي عن نصر بن مزاحم المنقري عن إبراهيم بن الزبرقان التميمي عن أبي خالد عمرو بن خالد الوسطي عن [الإمام زيد بن علي عن [أبيه]( علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب [عليه وعلهيم جميعاً أفضل السلام قال:

قال رسول اللهً: مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ وَ إنَّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ العِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى حِيتَانُ البَحْرِ، وَهَوَامُّ البَّرِ وَإِنَّ فَضْلَ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ .
.
الحديث الثاني في استعمال العلم
وبالإسناد المتقدم إلى [أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول الله ً: يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ: يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ، وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ، وَتَاوِيلَ الجَاهِلِينَ .

الحديث الثالث في الحث على الاهتمام بالعلم
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ لَكُمْ: يُرْفَعُ هَكَذَا -وَأَرَانَا بِيَدِهِ- وَلَكِنْ يَكُونُ الْعَالِمُ فِي القَبِيلَةِ فَيَمُوتُ فَيَذْهَبُ بعِلْمِهِ فَيَتَّخِذُ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالاً فَيُسْأَلُونَ فَيَقُولُونَ: بِالرَّايِّ، وَيَتْرُكُونَ الآثَارَ وَالسُّنَنَ فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ وَعِنْدَ ذَلِكَ هَلَكَتْ هَذِهِ الأُمَّةُ
وقال: قال رسول اللهً: إِنَّ اللهَ لا يَرْفَعُ العِلْمَ قَبْضاً يَقْبِضُهُ مِنَ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ العُلَمَاءَ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى النَّاسُ حَيَارَى فِي الأَرْضِ فَعِنْدَ ذَلِكَ لاْ يَعْبَأُ اللهُ بِهِمْ شَيْئاً .
الحديث الرابع في فضل القرآن وأهله
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال (( إِنَّ صَاحِبَ الْقُرْآنِ يُسْأَلُ عَمَّا يُسْأَلُ عَنْهُ النَّبِيُّونَ إِلا أَنَّهُ لاْ يُسْأَلُ عَنِ الرِّسَالَةِ)) .
وقال: قال رسول اللهً: تَعَلَّمُوا القُرْآنَ، وَتَفَقَّهُوا بِهِ، وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ، وَلاْتَسْتَاكِلُوهُمْ بِهِ فَإِنَّهُ سَيَاتِي قَوْمٌ مِنْ بَعْدِي يَقْرَؤُونَهُ وَيَتَفَقَّهُونَ بِهِ يَسْأَلُونَ النَّاسَ لاْ خَلاقَ لَهُمْ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وقال: قال رسول اللهً: مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ وَحَفِظَهُ فَظَنَّ أَنَّ أَحَداً أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ فَقَدْ عَظَّمَ مَا حَقَّرَ اللهُ، وَحَقَّرَ مَا عَظَّمَ اللهُ تَعَالَى .

الحديث الخامس في فضل الإيمان
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ وَتَوَاصَلُوا وَتَبَاذَلُوا(6).
وقال: قال رسول اللهً: إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مَنِّي غَداً، وَأَوَجَبَكُمْ عَلَيَّ شَفَاعَةً؛ أَصدَقُكُمْ لِسَاناً، وَأَحْسَنُكُمْ خُلُقاً، وأَدَّاكُمْ لأمَانَتِهِ، وَأَقْرَبُكُمْ مِنَ النَّاسِ

الحديث السادس في بيان تفاضل الإيمان
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: إِنَّ أَفْضَلَكُمْ إِيمَاناً أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقاً؛ المُوَطِّئُونَ أَكْنَافاً الوَاصِلُونَ لأرْحَامِهِمْ البَاذِلُونَ لِمَعْرُوفِهِمْ الكَافُّونَ لأذَاهُمْ العَافُونَ بَعْدَ قُدْرَةٍ .
الحديث السابع في فضل النبي
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً :أُعْطِيتُ ثَلاثاً لَمْ يُعْطَهُنَّ نَبِيٌّ مِنْ قَبْلِي؛ جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}[المائدة: 6]. وَأُحِلَّ لِي المَغْنَمُ وَلَمْ يُحَلَّ لأحَدٍ قَبْلِي وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى...} الآية، [الأنفال: 41]. وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرٍ.

وَفُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِياءِ عَلَيْهُمُ السَّلامُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِثَلاثٍ: تَأَتِي أُمَّتِي غُرَّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ مَعْرُوفِينَ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ. وَيَاتِي المُؤَذِّنُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَطْوَلَ النَّاسِ أَعْنَاقاً يُنَادُونَ بِشَهَادَةِ أَنْ لاإِلَهَ إِلا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .وَالثَّالِثَةُ: لَيْسَ مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَهُوَ يُحَاسَبُ يَوْمَ القِيَامَةِ بِذَنْبٍ غَيْرِي لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} [الفتح: 2 الحديث الثامن في الحث على الصلاة على النبي ً
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّىْ اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَمَحَىْ عَنهُ عَشْرَ سَيْئَاتٍ، وَأَثْبَتَ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَاسْتَبَقَ المَلَكَانِ المُوَكَّلانِ بِهِ أَيُّهُمَا يُبَلِّغُ رُوحِي مِنْهُ السَّلامَ قال: وقال رسول اللهً: أَكْثِرُوا مِنَ الصَّلاةِ عَلَيَّ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَإِنَّهُ يَوْمٌ تُضَاعَفُ فِيهِ الأَعْمَالُ، وَاسْأَلُوا اللهَ تَعَالَىْ لِيَ الدَّرَجَةَ الوَسِيلَةَ مِنَ الجَنَّةِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الدَّرَجَةُ الوَسِيلَةُ مِنَ الجَنَّةِ؟ قَالًَ: هِي أَعَلَىْ دَرَجَةٍ فِي الجَنَّةِ لا يَنَالُهَا إِلا نَبِيٌّ أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هَوَ .
الحديث التاسع في فضل أمير المؤمنين عليه السلام
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:

قال لي رسول اللهً: أَنْتَ أَخِي وَوَزِيرِي، وَخَيرُ مَنْ أُخَلِّفَهُ بَعْدِي، يَا عَلِيُّ؛ بِحُبِّكَ يُعْرَفُ المُؤْمِنُونَ، وَبِبُغْضِكَ يُعْرَفُ المُنَافِقُونَ، مَنْ أَحَبَّكَ مِنْ أُمَّتِي فَقَدْ بَرِأَ مِنَ النِّفَاقِ، وَمَنْ أَبْغَضَكَ لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مُنَافِقاً .

الحديث العاشر في فضل أهل البيت عليهم السلام و فضل شيعتهم
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال لي رسول اللهً: قَالَ لِي رَبَّيْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْلَةَ أُسرِيَ بِي: مَنْ خَلَّفتَ عَلَى أُمَّتِكَ يَا مُحَمَّدُ؟
قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ يَا رَبِّ.
قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي انْتَخَبْتُكَ بِرِسَالَتِي، وَاصْطَفَيْتُكَ لِنَفسِي، فَأَنْتَ نَبِيِّي، وَخِيرَتِي مِنْ خَلقِي، ثَمَّ الصِّدِّيقَ الأَكْبَرَ الطَّاهِرَ المُطَهَّرَ، الَّذِي خَلَقْتُهُ مِنْ طِينَتِكَ، وَجَعَلْتُهُ وَزِيرَكَ، وَأَبَا سِبْطَيْكَ السَّيِّدَيْنِ الشَّهِيدَيْنِ الطَّاهِرَيْنِ المُطَهَّرَينِ سَيِّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَزَوْجَتَهُ خَيْرَ نِسَاءِ العَالَمِينَ. أَنْتَ شَجَرَةٌ، وَعَلَيٌ أَغْصَانُهَا،ْ وَفَاطِمَةُ وَرَقُهَا، وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ثَمَرُتُهَا، خَلَقْتُكُم مِنْ طِينَةِ عِلِّيِّينَ، وَخَلَقْتُ شِيعَتَكُم مِنكُمْ إِنَّهُمْ لَوْ ضُرِبُوا عَلَى أَعْنَاقِهِمْ بِالسِّيُوفِ لَمْ يَزْدَادُوا لَكُمْ إِلا حُبًّا.
قُلْتُ: يَارَبِّ وَمَنِ الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ؟
قَالَ: أَخُوكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.

قَالَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ : قَدْ بَشَّرَنِي بِهَا رَسُولُ اللهًِ وَأَبْنَائِي الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ مِنْهَا وَذَلِكَ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِثَلاثَةِ أَحْوَا ل.
الحديث الثاني عشر في الغسل
وبهذا الإسناد إلى أبي خالد الواسطي قال: سألت زيداً عليه السلام عن الغسل من الجنابة فقال:
تَغْسِلُ يَدَيْكَ ثَلاثاً، ثُمَّ تَسْتَنْجِي، وَتَتَوْضَّأُ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ تَغسِلُ رَأَسَكَ ثَلاثاً، ثُمَّ تُفِيضُ المَاءَ عَلَى سَائِرِ جَسَدِكَ ثَلاثاً، ثُمَّ تَغْسِلُ قَدَمَيْكَ قَالَ: حَدَثَنِي بِهَذَا أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّبِيًِّ .
قال القاضي رحمه الله تعالى: وهذا الخبر يشتمل على: بيان الغسل وكيفيته، ولم يذكر فيه دلك الجسد، ولكنه مذكور في خبر آخر وهو قولهً: ((وتدلك جسدك ما نالت يدك)).
الحديث الثالث عشر في فضل الوضوء بعد السواك
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: لَوْلا أَنِّي أَخَافُ أَنْ أَشُقَّ عَلَىْ أُمَّتِي لَفَرَضْتُ عَلَيْهِمُ السِّوَاكَ مَعَ الطَّهُورِ فَلا تَدَعْهُ يَا عَلِيُّ، وَمَنْ أَطَاقَ السِّوَاكَ مَعَ الطَّهُورِ فَلا يَدَعْهُ.

قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهًِ: مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قَامَ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ إِلَى سِوَاكِهِ فَاسْتَنَّ بِهِ ثُمَّ تَطَهَّرَ لِلصَّلاةِ وَأَسْبَغَ الوُضُوءَ ثُمَّ قَامَ إِلَى بَيتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، إِلا أَتَاهُ مَلَكٌ فَوَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ، فَلا يَخْرُجُ مِن جَوْفِهِ شَيْءٌ إِلا دَخَلَ فِي جَوْفِ المَلَكِ، حَتَّىْ يَجِئَ يَوْمَ القِيَامَةِ شَهِيداً شَفِيعاً.
الحديث الخامس عشر في الدعاء بعد الوضوء
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:

قال رسول اللهً: مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَقُولُ عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنْ وُضُوئِهِ: سُبْحَانَكَ الَّلهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيكَ، الَّلهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابِينَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، وَاغْفِر لِي إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، إَلا كُتِبَ فِي رَقٍّ ثُمَّ خُتِمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ وُضِعَتْ تَحْتَ العَرْشِ حَتَّى تُدْفَعَ إِلَيْهِ بِخَاتَمِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ

الحديث السادس عشر في مواقيت الصلاة
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى النَّبِيًِّحِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، فَأَمَرَهُ أَن يُصَلِّيَ الظُّهْرَ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ حِينَ كَانَ الفَيْءُ قَامَةً، فَأَمَرَهَ أَنْ يُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ حِينَ وَقَعَ قُرْصُ الشَّمْسِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ المَغْرِبَ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ حِينَ وَقَعَ الشَّفَقُ، فَأَمَرَهُ أَن يُصَلِّيَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ حَيْنَ طَلَعَ الْفَجْرُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ الْفَجْرَ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ حِينَ كَانَ الْفَيْءُ عَلَى قَامَةٍ مِنَ الزَّوَالِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ الظُّهْرَ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ حَينَ كَانَ الفَيْءُ عَلَى قَامَتَيْنِ مِنَ الزَّوَالِ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ الْعَصْرَ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ حِينَ وَقَعَ الْقُرْصُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلَّيَ المَغْرِبَ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَهَابِ ثُلُثِ اللَّيْل،ِ فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ الْعِشَاءَ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَيْهِ حِينَ أَسْفَرَ الْفَجْرُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلَّيَ الفَجْرَ، ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا بَينَ هَذَيْنِ الوَقْتَيْنِ وَقْتٌ .
الحديث السابع عشر في فضل الصلوات وصلاة الجماعة
وبهذا الإسناد المتقدم إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
الصَّلَوَاتُ الخَمسُ كَفَّارَاتٌ لَمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ، وَهِيَ قَوْلُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}[هود: 114].
قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ مَا الكَبَائِرُ؟
فَقَالَ: قَتْلُ النَّفسِ المُؤْمِنَةِ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَةِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَالفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ
وقال: قال رسول الله ً: لا تَزَالُ أُمَّتِي يُكَفُّ عَنْهَا الْبَلاءُ مَا لَمْ يُظْهِرُوا خِصَالاً؛ عَمَلا بِالرِّيَاِ، وَإِظهَارَ الرُّشَا، وَقَطْعَ الأَرْحَامِ، وَتَركَ الصَّلاةِ فِي جَمَاعَةٍ، وَتَرْكَ هَذَا البَيْتِ أَنْ يُؤَمَّ، فَإِذَا تُرِكَ هَذَا البَيْتُ أَنْ يُؤَمَّ لَمْ يُنَاظَرُوا.
الحديث الثامن عشر في ترتيبصلاة الجماعة
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
أَمَّنَا رَسُولُ اللهُ ً أَنَا وَرَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ فَتَقَدَّمَنَا رَسُولُ اللهُ ً وَخَلَّفَنَا خَلْفَهُ، فَصَلَّى بِنَا ثُمَّ قَالَ: إِذَا كَانَ اثْنَانِ فَلْيَقُمْ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِ الآخَرِ.

وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: صَلَّى رَجُلٌ خَلْفَ الصُّفُوفِ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ ً قَالَ: أَهَكَذَا صَلَّيْتَ وَحَدَكَ لَيْسَ مَعَكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ ً: فَأَعِدْ صَلاتَكَ.
الحديث التاسع عشر في خشوع الصلاة
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
أَبْصَرَ رَسُولُ اللهًِ رَجَلا يَعْبَثُ بِلِحْيَتِهِ فِي الصَّلاةِ، فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَلَوْ خَشَعَ قَلْبُهُ لَخَشَعَتْ جَوُارِحُهُ.
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: لا يَقْطَعُ الصَّلاةَ شَيْءٌ وَادْرَأُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ(11).
الحديث العشرون في فضل المساجد
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين قال:
أَمَرَ رَسُولُ اللهُ ً أَنْ تُبْنَى المَسَاجِدُ وَأَنْ تُطَيَّبَ، وَتُطَّهَرَ، وَتُنَظَّفَ، وَأَنْ تُجْعَلَ عَلَى أَبْوَابِهَا المَطَاهِرُ.
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ً: مَنْ بَنَى مَسْجِداً للهِ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ).
وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ إِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ قَالَ: بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ(8).

وَقَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ المَسْجِدَ وَقَدْ أَكَلَ ثُوماً فَقَالَ رَسُولُ اللهًِ: مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ البَقْلَةِ فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا.

الحديث الحادي والعشرون في فضل الصدقة
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: مَا مِنْ صَدَقَةٍ أَعْظَمُ أَجْراً عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ صَدَقَةٍ عَلَى ذِي رَحِمٍ أَوْ أَخٍ مُسْلِمٍ. قَالُوا: وَكَيْفَ الصَّدَقَةُ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: صِلاتُكُمْ إِيَّاهُمْ بِمَنْزِلَةِ الصَّدَقَةِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.(

وَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: ((لانْ أَشْتَرِيَ بِدِرْهَمٍ صَاعاً مِنْ طَعَامٍ فَأَجْمَعَ عَلَيْهِ نَفَراً مِنْ إِخْوَانِي أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ أَنْ أَخْرُجَ إِلِى سُوقِكُمْ هَذَا فَأَشْتَرِيَ رَقَبَةً فَأَعْتِقَهَا))

الحديث الثاني والعشرون في صدقة السر
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِِّ تُطْفِئُ مِنْ غَضَبِ الرَّبِّ تَعَالَى، وَإِنَّ الَصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ الَنّارَ، فَإِذَا تَصَدَّقَ أَحَدُكُمْ بِيَمِينِهِ فَلْيُخْفِهَا عَنْ شِمَالِهِ، فَإِنَّهَا تَقَعُ بِيَمِينِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِيِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَمِينٌ، فَيُربيهَا كَمَا يُربِي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُوَفَصِيلَهُ حَتَّى تَصِيرَ اللَّقْمَةُ مِثْلَ أُحُدٍ.

الحديث الثالث والعشرون في القرض
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: مَنْ أَقْرَضَ قَرْضاً كَانَ لَهُ مِثْلُهُ صَدَقَةً، فَلَمَّا كَانَ مِنَ اْلغَدِ، قَالَ ً: مَنْ أَقْرَضَ قَرْضًا كَانَ لَهُ مِثْلاهُ كُلَّ يَوْمٍ صَدَقَةً.

قَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ قُلْتَ أَمْسِ: مَنْ أَقْرَضَ قَرْضاً كَانَ لَهُ مِثْلُهُ صَدَقَةً، وَقُلْتَ اْليَوْمَ: مَنْ أَقْرَضَ قَرْضًا كَانَ لَهُ مِثْلاهُ كُلَّ يَوْمٍ صَدَقَةً، قَالَ رَسُولُ اللهِ ً: نَعَمْ مَنْ أَقْرَضَ قَرْضاً فَأَخَّرَهُ بَعدَ مَحِلِّهِ كَانَ لَهُ كُلَّ يَومٍ مِثْلاهُ صَدَقَةً.

الحديث الرابع والعشرون في فضل شهر رمضان
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
لما كان أول ليلة من شهر رمضان قام رسول الله ً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ مِنْ الجِنِّ وَوَعَدَكُمْ الإِجَابَةَ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر:60] أَلا وَقَدْ وَكَّلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِكُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ سَبْعَةَ أَمْلاكٍ فَلَيْسَ بِمَحْلُولٍ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ، وَأَبْوَابُ السَّمَاءِ مُفَتَّحَةٌ مِنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْهُ إَلَى آخِرِ لَيْلَةٍ، أَلا وَإِنَّ الدُّعَاءَ فِيهِ مُتَقَبَّلٌ.

فَلَمَّا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ شَمَّرَ، وَشَدَّ المِئْزَرَ، وَبَرَزَ مِن بَيْتِهِ، وَاعْتَكَفَ العَشْرَ الأَوَاخِرَ، وَأَحْيَا اللَّيْلَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بَيْنَ العِشَاءَيْنِ .
قال أبو خالد: فسألت زيداً ما يعني شد المئزر؟ قال: كان يعتزل النساء فيهن.

0الحديث الخامس والعشرون في فضل الصيام
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ؛ فَرْحَةٌ عَنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، يُنَادِي المُنَادِي: أَيْنَ الظَّامِيةُ أَكْبَادُهُمْ؛ وَعِزَّتِي لارْوِيَنَّهُمْ اليَوْمَ
وقال رسول الله ً:لَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ مِنْ رَائِحَةِ المِسْكِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِه.

الحديث السادس والعشرون في المعذورين من الصوم
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فَرِْيضَةَ شَهْرِ رَمَضَانَ أَتَتِ النَّبِيَّ ً امْرَأَةٌ حُبْلَى فَقْالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي امْرَأَةٌ حُبْلَى وَهَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ مَفرُوضٌ- وَهِيَ تَخَافُ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا إِنْ صَامَتْ- فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ ً: انْطَلِقِي فَأَفْطِرِي، فَإِذَا أَطَقْتِ فَصُومِي، وَأَتَتْهُ امرَأَةٌ تُرْضِعُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ مَفْرُوضٌ -وَهَيَ تَخَافُ إِنْ صَامَتْ أَنْ يَنْقَطِعَ لَبَنُهَا فَيَهْلِكَ وَلَدُهَا- فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ ً: انْطَلِقِي فَأَفْطِرِي، فَإِذَا أَطَقْتِ فَصُومِي، وَأَتَاهُ صَاحِبُ العَطَشِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ هَذَا شَهْرَ رَمَضَانَ مَفْرُوضٌ وَلا أَصْبِرُ عَنِ المَاءِ سَاعَةً - وَيَخَافُ عَلَى نَفْسِهِ إِنْ صَامَ _ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ً: انْطَلِقْ فَأَفْطِرْ، فَإِذَا أَطَقْتَ فَصُمْ، وَأَتَاهُ شَيْخٌ كَبِيرٌ يَتَوَكَّأُ بَيْنَ رَجُلَيْنِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ مَفْرُوضٌ وَلا أُطِيقُ الصِّيَامَ فَقَالَ ً: اذْهَبْ فَأَطْعِمْ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ نِصْفَ صَاعٍ لِلْمَسَاكِينِ.

الحديث السابع والعشرون في الحج
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا وَالآخَرِةَ فَلْيَؤُمَّ هَذَا البَيْتَ فَمَا أَتَاهُ عَبْدٌ يَسأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ دُنْيَا إِلا أَعْطَاهُ اللهُ مِنْهَا، وَلا يَسْأَلُهُ آخِرَةً إِلا ادُّخِرَ لَهُ مِنْهَا، أَلا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالحَجِّ وَالعُمْرَةِ فَتَابِعُوا بَيْنَهَمَا فَإِنَّهَمَا يَغْسِلانِ الذُّنُوبَ كَمَا يَغْسِلُ المَاءُ الدَّرَنَ عَنِ الثَّوْبِ وَيَنْفِيَانِ الفَقْرَ كَمَا تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الحَدِيدِ.
وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ً يَقُولُ: ((تَحْتَ ظِلِّ العَرْشِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ؛ رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ حَاجَّاً أَوْ مُعْتَمِراً إِلَى بَيْتِ اللهِ الحَرامِ.
الحديث الثامن والعشرون في الجهاد
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: أَفْضَلُ الأَعْمَالِ بَعْدَ الصَّلاةِ المَفْرُوضَةِ، وَالزَّكَاةِ الوَاجِبِةِ، وَحِجَّةِ الإِسْلامْ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ؛ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالدُّعَاءِ إِلَى دِينِ اللهِ، وِالأَمْرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ وَعَدْلُ الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ الدُّعَاءُ إِلَى اللهِ تَعَالَى في سُلْطَانِ الكُفْرِ، وَعَدْلُ النَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ الجِهِاْدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَاللهِ لَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْغَدْوَةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيِا وَمَا فِيهَا

قال علي عليه السلام: ((غَزْوَةُ أَفْضَلُ مِنْ خَمْسِينَ حَجَّةًٍ وَرِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ أَفْضَلُ مِنْ صَوْمِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَمَنْ مَاتَ مُرَابِطاً جَرَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَىْ يَوْمِ القِيَامِةِ وَأُجِيرَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ))
الحديث التاسع والعشرون في ثواب الشهيد
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً:لِلشَّهِيدِ سَبْعُ دَرَجَاتٍ:
فَأَوَّلُ دَرَجاتِهِ: أَنْ يَرَى مَنْزِلَهُ فِي الجَنَّةِ قَبْلَ خُرُوجِ رُوحِهِ فَيَهُونُ عَلَيْهِ مَا بِهِ.
وَالثَّانِيَةُ: أَنْ تَبْرُزَ لَهُ زَوْجَةٌ مِنْ حُورِ الجَنَّةِ فَتَقَولُ لَهُ: ابْشِرْ يَا وَلِيَّ اللهِ؛ فَوَاللهِ مَا عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِمَّا عِنْدَ أَهلِكَ.
وَالثَّالِثَةُ: إِذَا خَرَجَتْ نَفْسُهُ جَاءَ خَدَمُهُ مِنْ الجَنَّةِ فَوُلُّوا غَسْلَهُ وَكَفَنَهُ وَطَيَّبُوهُ مِنْ طِيبِ الجَنَّةِ.

وَالرَّابِعَةُ: أَنْ لا يَهُونَ عَلَى مُسْلِمٍ خُرُوجَ نَفْسِهِ مِثْلَ مَا يَهُونُ عَلَى الشَّهِيدِ.
وَالخَامِسَةُ: أَنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَجُرُوحُهُ تَنْبَعِثُ مِسْكاً فَيُعْرَفُ الشُّهَدَاءُ بِرَائِحَتِهِمْ يَوْمَ القِيَامَةِ.
وَالسَّادِسَةُ: أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ أَقْرَبَ مَنْزِلاً مِنْ عَرْشِ الرَّحْمَنِ مِنَ الشُّهَدَاءِ.
وَالسَّابَعَةُ: أَنَّ لَهُمْ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ زَوْرَةً يَزُورُونَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَيُحَيَّوْنَ بِتَحِيَةِ الكَرَامَةِ وَيُتْحَفُونَ بِتُحَفِ الجَنَّةِ ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ فَيُقَالُ: هَؤُلاءِ زُوَّارُ الرَّحْمَنِ .
وقال رسول الله ً:المَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالنُّفَسَاءُ شَهِيدٌ، وَالغَرِيقُ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ الْهَدْمُ شَهِيدٌ، وَالآمِرُ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّاهِي عَنِ المُنْكَرِ شَهِيدٌ.

الحديث الثلاثون في بر الوالدين وصلة الرحم
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
أَتَى رَسُولَ اللهًِ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ مِنِّي بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ وَالبِرِّ؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أَبُوكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أَقَارِبُكَ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ.

الحديث الحادي والثلاثون في النكاح
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً :تَزَوَّجُوا فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ.
وقال ً:((إِذَا نَظَرَ العَبْدُ إِلَى وَجْهِ زَوْجَتِهِ وَنَظَرَتْ إِلَيْهِ نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِمَا نَظَرَ رَحْمَةٍ فَإِذَا أَخَذَ بِكَفِّهَا وَأَخَذَتْ بِكَفِّهِ تَسَاقَطَتْ ذُنُوبُهُمَا مِنْ خِلالِ أَصَابِعِهِمَا فَإِذَا تَغَشَّاهَا حَفَّتْ بِهِمَا المَلائِكَةُ مِنَ الأَرْضِ إِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ وَكَانَتْ كُلُّ لَذَّةٍ وَكُلُّ شَهْوَةٍ حَسَنَاتٍ كَأَمْثَالِ الجِبِالِ فَإِذَا حَمَلَتْ كَانَ لَهَا أَجْرُ المُصَلِّي الصَّائِمِ القَائِمِ المُجَاهِدِِ فِي سَبِيلِ اللهِ فَإِذَا وَضَعَتْ لَمْ تَعْلَمْ نَفْسٌ مَا أُخُفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْينٍ.
# الحديث الثاني والثلاثون في كسب الحلال
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ً فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الكَسْبِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ ً: عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ، وَكُلُّ بَيعٍ مَبْرُورٍ، فَإِنَّ اللهَ يُحِبُ المُؤمِنَ المُحْتَرِفَ، وَمَنْ كَدَّ عَلَى عِيَالِهِ كَانَ كَالمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وقال عليه السلام: مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلالاً تَعَطُّفاً عَلَى واَلَدٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ زَوْجَةٍ بَعَثَهُ اللهُ تَعَالَى وَوَجْهُهُ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ.

الحديث الثالث والثلاثون في المشاركة
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
إِنَّ رَجُلَيْنِ كَانَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ ً شَرِيكَيْنِ فَكَانَ أَحَدُهُمَا مُوَاظِباً عَلَى السُّوقِ وَالتِّجَارِةِ، وَكَانَ الآخَرُ مُوَاظِباً عَلَى المَسْجِدِ وَالصَّلاةِ خَلَفَ رَسُولِ اللهِ ً، فَلَمَّا كَانَ عِنْدَ قِسمَةِ الرِّبْحِ قَالَ المُوَاظِبُ عَلَى السُّوقِ: فَضِّلْنِي فَإِنِّي كُنْتُ مُوَاظِباً عَلَى التِّجَارَةِ، وَأَنْتَ كُنْتَ مُوَاظِباً عَلَى المَسْجِدِ، فَجَاءَا إِلَى رَسُولِ اللهِ ً ذَكَرَا ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ ً، لِلَّذِي كَانَ يُوَاظِبُ عَلَى السُّوقِ: إِنَّمَا كُنْتَ تُرْزَقُ بِمُوَاظَبَةِ صَاحِبِكَ عَلَى المَسْجِد .
وقال عليه السلام: يَدُ اللهِ مَعَ الشَّرِيَكَينِ مَا لَمْ يَتَخَاوَنَا، فَإِذَا تَخَاوَنَا مُحِقَتْ تِجَارَتُهُمَا وَرُفِعَتِ البَرَكَةُ مِنْهَا.

# الحديث الرابع والثلاثون في القضاء
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
أَوَّلُ القَضاَءِ مَا فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ مَا قَالَهُ رَسُولُ اللهِ ً، ثُمَّ مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ الصَّالِحُونَ، فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى وَلا فِي السُّنَّةِ وَلا فِي مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ الصَّالِحُونَ اجْتَهَدَ الإِمَامُ فِي ذَلِكَ لا يَالُو احْتِيَاطاً وَاعْتَبَرَ وَقَاسَ الأُمُورَ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ، فَإِذَا تَبَيَّنَ لَهُ الحَقُّ أَمْضَّاهُ وَلِقَاضِي المُسْلِمِينَ مِنْ ذَلِكَ مَا لأمَامِهِمْ.
وَقَالَ عَلَيهِ السَّلامُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ ً إِلَى اليَمَنِ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: تَبْعَثُنِي وَأَنَا شَابٌّ لا عِلْمَ لِي بِالقَضَاءِ، قَالَ: فَضَرَبَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِي وَدَعَا لِي فَقَالَ: اللَّهُمَّ اهْدِ قَلْبَهُ، وَثَبِّتْ لِسَانَهُ، وَلَقِّنْهُ الصَّوَابَ، وَثَبِّتْهُ بِالقَوْلِ الثَّابِتِ، ثُمَّ قَالَ يَا عَلِيُّ: إِذَا جَلَسَ بَيْنَ يَدَيْكَ الخَصْمَانِ فَلا تَعْجَلْ بِالقَضَاءِ بَيْنَهُمَا حَتَّى تَسمَعَ مَا يَقُولُ الآخَرُ، يَا عَلِيُّ لا تَقْضِ بَينَ اثْنَينِ وَأَنتَ غَضْبَان،ُ وَلا تَقْبَلْ هَدِيَّةَ مُخَاصِمٍ، وَلا تُضَيَّفَهُ دُونَ خَصْمِهِ، فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ سَيَهْدِي قَلْبَكَ وَيثبِّتُ لِسَانَكَ، فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيهِ السَّلامُ: فَوَ الذِي فَلَقَ الحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَعْدُ.
# الحديث الخامس و الثلاثون في المرض وعيادة المرضى
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: مَنْ مَرِضَ لَيْلَةً وَاحِدَةً كُفِّرَتْ عَنْهُ ذُنُوبُ سَنَةٍ، فَإِذَا عُوفِيَ المَرِيضُ مِن مَرَضِهِ تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ كَمَا تَتَحَاتُّ وَرَقُ الشَّجَرِ اليَابِسِ فِي اليَوْمِ العَاصِفِ.
وقال ً: مَنْ عَادَ مَرِيضاً كَانَ لَهُ مِثْلُ أجْرِهِ وَكَانَ في خُرْفَةِ الجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ.

# الحديث السادس والثلاثون في إثبات العوض
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً: إِنَّ الرَّجُلَ لَتَكُونُ لَهُ دَرَجَةٌ رَفِيعَةٌ مِنْْ الجَنَّةِ لا يَنَالُهَا إِلا بِشَيْءٍ مِنْ البَلاْيَا تُصِيبُهُ حَتَّى يَنْزِلَ بِهِ المَوْتُ وَمَا بَلَغَ تِلْكَ الدَّرَجَةَ فَيُشْدَدُ عَلَيهِ حَتَّى يَبْلُغَهَا.
الحديث السابع والثلاثون فيما يبتلي اللهسبحانهبه عباده
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:

قال رسول اللهً: إِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يُصَافِيَ عَبْداً مِنْ عَبِيدِهِ صَبَّ عَلَيهِ البَلاءَ صَبّاً، وَثَجَّ عَلَيهِ البَلاْءَ ثَجّاً، فَإِذَا دَعَا قَالَتِ المَلائِكَةُ: صَوْتٌ مَعْرُوفٌ، وَقَالَ جِبْرِيلُ: يَارَبِّ هَذَا عَبدُكَ فُلانٌ يَدْعُوكَ فَاستَجِبْ لَهُ فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَهُ فَإِذَا قَالَ يَارَبِّ قُلْتُ: لَبَيْكَ عَبْدِي لا تَدْعُونِي بِشَيْءٍ إِلا اسْتِجَبْتُ لَكَ عَلَى إِحْدَى ثَلاثِ خِصَالٍ:
إِمَّا أَنْ أُعَجِّلَ لَكَ مَا تسْأَلْنِي، وَإِمَّا أَنْ أَدَّخِرَ لَكَ فِي الآخِرَةِ مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ أَدْفَعَ عَنْكَ مِنْ البَلاءِ مِثْلَ ذَلَكَ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ً: يُؤْتَى بِالمُجَاهِدِينَ فَيَجْلِسُونَ لِلْحِسَابِ، وَيُؤْتَى بِالمُصَلِّي فَيَجْلِسُ لِلحِسَابِ، وَيُؤْتَى بِالمُتَصَدِّقِ فَيَجْلِسُ لِلْحِسَابِ، وَيُؤْتَى بِأَهِلِ البَلاءِ فَلا يُنْصَبُ لَهُمْ مِيزَانٌ وَلا يُنْشَرُ لَهُم دِيوَانٌ ثُمَّ يُسَاقُونَ إِلَى الجَنَّةِ بِغَيْرِ حِسَابٍ حَتِّى يَتَمَنَّى أَهْلُ العَافِيَةِ أَنَّ أَجْسَادَهُم قُرِّضَتْ بِالمَقَارِيضِ فِي الدُّنْيَا

الحديث الثامن والثلاثون في الترغيب في عبادة الله تعالى
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
سمعت رسول اللهً يقول: سَبْعَةٌ تَحْتَ ظِلِّ العَرْشِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ؛ شَابٌّ نَشَأَ فِي عَبِادَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ حَسَبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ، وَرَجُلٌ خَرَجَ مِنْ بَيِتِهِ فَأَسْبَغَ الوُضُوءَ ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللهِ تَعَالَى فَهَلَكَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَرَجُلٌ خَرَجَ حَاجّاً أَوْ مُعْتَمِراً إِلَى بَيْتِ اللهِ تَعَالَى ، وَرَجُلٌ خَرَجَ مُجَاهِداً فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَرَجُلٌ خَرَجَ ضَارِباً فِي الأَرْضِ يَطْلُبُ مِن فَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَكُفُّ بِهِ نَفْسَهُ وَيَعُودُ بِهِ عَلَى عِيَالِهِ، وَرَجُلٌ قَامَ فِي جَوفِ اللَّيْلِ بَعْدَ مَا هَدَأَتِ العُيُونُ فَأَسْبَغَ الطَّهُورَ ثُمَّ قَامَ إِلَى بَيتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهَلَكَ فَيْمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ.

# الحديث التاسع والثلاثون في ذكر الموت
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول اللهً يوماً لأصحابه: مَنْ أَكْيَسُ النَّاسِ؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْراً لِلْمَوْتِ وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَاداً.
وقال ً: أَدِيمُوا ذِكْرَ هَاذِمِاللَّذَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ: وَمَا هَاذِمُ اللَّذَاتِ؟ قَالَ: المَوْتُ فَإِنَّهُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَالمَوْتِ سَلا عَنِ الشَّهَوَاتِ وَمَنْ سَلا عَنِ الشَّهَوَاتِ هَانَتْ عَلَيهِ المُصِيبَاتُ، وَمَن هَانَتْ عَلَيهِ المُصِيبَاتُ سَارَعَ فِي الخَيْرَاتِ.

وقال ً:الأَجرُ عَلَى قَدْرِ المُصِيبَةِ، فَمَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَذْكُرْ مُصِيبَتَهُ بِي، فَإِنَّكُمْ لَنْ تُصَابُوا بِمِثْلِي.

الحديث الأربعون في ذكر الجنة والنار
وبهذا الإسناد إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مَنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَلَوْلا أَنَّهَا غُسِّلَتْ بِسَبْعِينَ مَاءًٍ مَا أَطَاقَ آدَمِيٌّ أَنْ يُسْعِرَهَا، وَإِنَّ لَهَا يَومَ القِيَامَةِ لَصَرْخَةً لا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيٌّ مَرْسَلٌ إِلا جَثَا عَلَى رُكْبَتَيهِ مِنْ صَرْخَتِهَا، وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ النَّارِ عُلِّقَ بِالمَشْرِقِ لاحْتَرَقَ أَهْلُ المَغْرِبِ من حَرِّهِ .
وقال ً:الجَنَّةُ لَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، وَلَبِنَةٌ مِن فِضَّةٍ، حَصْبَاؤُهَا اليَاقُوتُ وَالزُّمُرُدُ وَمِلاطُهَا المِسْكُ الأَذْفَرُ، وَتُرَابُهَا الزَّعْفَرَانُ، أَنْهَارُهَا جَارِيةٌ، ثِمَارُهَا مُتَدَلِّيةٌ، وَأَطْيَارُهَا مُرِنَّةٌ، لَيْسَ فِيهَا شَمْسٌ وَلا زَمْهَرِيرٌ، لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْ أَهلِهَا أَلفُ حَوْرَاءَ يَمْكُثُ مَعَ الحَوْرَاءِ مِنْ حُورِهَا أَلْفَ عَامٍ لا تَمِلُّهُ وَلا يَمِلُّهَا، وَإنَّ أَدْنَى أَهلِ الجَنَّةِ مَنزِلَةً لَمِنْ يُغْدَى عَلَيْهِ وَيُرَاحُ بِعَشَرَةٍ آلافٍ صَحْفَةٍ؛ فِي كُلِّ صَحْفَةٍ لَوْنٌ مِنَ الطَّعَامِ، لَهُ رَائِحَةٌ وَطَعْمٌ لَيْسَ لِلآخَرِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ يَمُرُّ بِهِ الطَّائِرُ فَيَشْتَهِيهِ فَيُخَيَّرُ بَينَ يَدَيْهِ إِمَّا طَبِيخاً وَإِمَّا مَشْوِيّاً ِمَا خَطَرَ بِبَالِهِ مِنَ الشَّهْوَةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ لَيَكُونُ فِي جَنَّةٍ مِن جِنَانِهِ مِن أَنْوَاعِ الشَّجَرِ إذْ يَشْتَهِي ثَمَرَةً مِن تِلْكَ الثِّمَارِ، فَتُدْلَى إِلَيْهِ، فَيَاكُلُ مِنْهَا مَا أَرَادَ، وَلَوْ أَنَّ حَوْرَاءَ مِنْ حُورِهِمْ بَرَزَتْ لأهْلِ الأَرْضِ، لأَعْشَتْ ضَوْءَ الشَّمْسِ، وَلافتَتَنَ بِهَا أَهْلُ الأَرْضِ .

رشيد المغربي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الخميس مايو 27, 2010 7:20 pm
مكان: المغرب- شفشاون
اتصال:

Re: الأربعين الحديث العلوية

مشاركة بواسطة رشيد المغربي »


أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“