من أجوبة العلامة محمود سعيد ممدوح

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
الحكيم المتألق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 87
اشترك في: الأحد إبريل 27, 2008 2:56 am

من أجوبة العلامة محمود سعيد ممدوح

مشاركة بواسطة الحكيم المتألق »



س1: ماهو رأيك في مسند الإمام الشهيد زيد بن علي عليهما السلام ، وهل تصح نسبته إليه ؟

ج: مسند الإمام زيد بن علي عليهما السلام صحيح النسبة إليه ، وقد تلقاه ائمة آل البيت عليهم السلام بالقبول ، وجميعهم بالنسبة لأحاديثه وآثاره بين عامل به أو متأول له ، وهذا معنى التلقي بالقبول ، وراوي المسند عن الإمام زيد عليه السلام ، هو أبو خالد الواسطي قد قدح فيه غير واحد من ائمة الجرح والتعديل ، لكن جرحهم مردود بتلقي ائمة آل البيت للمسند بالقبول ، واحاديث المسند معروفة ومشهورة وقد شرحها عدد من العلماء وخرجت واعتبرت .

وأرجوا من الأستاذ الهولي الشافعي مراجعة مقدمة الروض النضير للعلامة الكبير السياغي الصنعاني رحمه الله تعالى فقد أفاض وأجاد وأتى بالمراد وفيه غنية وكفاية لإثبات صحة ونسبة مسند الإمام زيد بن علي له . والمسند مطبوع بمصر وعليه تقريظات عدد من علماء الأزهر .

ثم أعلم أنه إذا كان العمل على القبول رد الجرح ، وأنت إذا تأملت الجرح الذي جاء في عدد من ائمة الفقه وأن العمل على خلافه انحلت لك المشكلة ، فهذا هو الإمام أبو حنيفة النعمان قد قدح في عدالته وضبطه عدد كبير من الحفاظ والفقهاء ، وصنف ابن حبان الحافظ في علل أحاديثه ، وهذا لم يحدث لأبي خالد الواسطي راوي المسند _ ومع ذلك_ كان العمل على خلاف هذا الجرح .
وهاذان محمد بن شجاع الثلجي ، والحسن بن زياد اللؤلؤي من أجل المجتهدين والواة من أصحاب الإمام أبي حنيفة معتمدان في النقل والفقه عند السادة الحنفية مع أنهما كذابان عند ائمة الجرح والتعديل بل قال أبوثور ما رأيت أكذب من اللؤلؤي ، وللشيخ الكوثري رسل\الة خاصة اسمها ( الإمتاع ) خاصة بالثلجي واللؤلؤي فإنها مطبوعة .

وللثلجي واللؤلؤي نظائر كالحارثي والحسن بن عمارة ، وابن حبيب ، والحاصل أن أبا خالد الواسطي حديثه مقبول عند قرناء الكتاب أعني ائمة آل البيت عليهم السلام طبقة بعد طبقة مع توفر كتب الرجال عندهم ، وفي هذا القدر كفاية لقبول حديث الرجل .


س2: أمرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالتمسك بالعترة في هذا الحديث الصحيح ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به أو بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) إلى آخر الحديث ، فما المقصود بالعترة هنا ؟ ومن نتبع فيهم ؟ فإن أهل البيت انفسهم مختلفون فيما بينهم فيهم السني الأشعري والزيدي والمعتزلي والإمامي والرافضي والإسماعيلي والكيسائي ...إلخ

ج : جوابه : أن المقصود بالعترة هم ائمة أهل البيت المجتهدون الذين لم يقلدوا أحدا ، وهم كثيرون ، وعليهم يدور إجماع آل البيت ، واتفاقهم حجة شرعية ، والتقليد في علماء أهل البيت لم يبدأ إلا في بداية القرن الخامس الهجري ، ولا نعرف أشعريا أو حنبليا أو حنفيا أو مالكيا أو شافعيا قبل هذا التاريخ .

س3: قالت الزيدية وبعض المعتزلة – في موقع مجالس آل محمد (الزيدي) – أن (الإعتزال) ماخوذ من لإمام علي رضي الله عنه ولذلك نجد الشيعة والمعتزلة متفقين في أمور كثيرة ، فهل هذا صحيح ؟

ج: هذا الكلام بعيد عن الصواب ، وائمة آل البيت يتفقون ويختلفون مع المعتزلة كشأن باقي المذاهب افسلامية ، والاعتزال كان عليه أكثر الحنفية وكثير من الشافعية .

والمعتزلة بأنفسهم من جملة من خالفوا آل البيت في مسألة الإمامة كما في العواصم لابن الوزير الزيدي (2/133)

وفي العواصم لابن الوزير الزيدي(3/411-420) ذم طويل للمعتزلة . وللإمام المجتهد المنصور بالله عبدالله بن حمزة من كبار ائمة آل البيت مصنف خاص بالخلاف بين التشيع والاعتزال اسمه ( الكاشف للإشكال في الفرق بين التشيع والاعتزال )
وفي كتاب (عقائد آل محمد ) للإمام الحافظ العلوي بيان ناصع للفروق الكثيرة بين التشيع والاعتزال .

والحاصل أن مذهب المعتزلة مذهب كلامي ، والكلام غير الفقه ، ولذلك كان المعتزلة زيدية وإمامية وحنفية وشافعية .


الأخ بل الصدى :

س: يسأل عن اسباب الهجمة الشرسة للعلامة الكوثري تجاه بعض أعلام الزيدية كابن الوزير وأمثاله؟

ج: أرى- والله أعلم – أن سبب الهجمة هو اختلاف منهجي من ناحيتين:

الأولى : أن هؤلاء كانوا يدعون للاجتهاد وعدم الركون للتقليد بل وتحريمه على العلم الذي ملك أدوات الاجتهاد ، فإن لم يكن يملكها فينبغي عليه معرفة الدليل ومآخذ العلماء .

الثانية : أن هؤلاء – في الجملة – كان موقفهم حسنا مع ابن تيمية مع معارضتهم له في أمور كثيرة .
وموقف العلامة الكوثري - رحمه الله تعالى – من الاجتهاد ومن ابن تيمية معروف ومن هنا جاء هجومه على بعض المجتهدين الزيدية .


تنبيه :

ولا يغب عن فطنة القراء أن العلامة الكبير محمد زاهد الكوثري كان من المعجبين والمحبين للفقه الزيدي ، وقد كتب كلمة مفيدة جدا حول هذا الفقه وترجيحه وأهميته وهذه الكلمة مطبوعة في نهاية الجزء الرابع من ( الروض النضير شرح مجموع الإمام زيد الكبير) ، وقد نشرها شيخنا الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى ضمن (مقدمات الكوثري) .

كما وأن الكوثري كان على علاقة طيبة بعلماء الزيدية المعاصرين له كالإمام يحي بن حميد وابنه الإمام أحمد ، والمؤرخ محمد بن زبارة الحسني ، والمسند عبدالرحمن الواسعي ، والعلامة الصفي الجرافي وغيرهم

الحكيم المتألق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 87
اشترك في: الأحد إبريل 27, 2008 2:56 am

Re: من أجوبة العلامة محمود سعيد ممدوح

مشاركة بواسطة الحكيم المتألق »

الغماريون وآل البيت

س3 : كثيرا ما أقف على كلام للسادة الغماريين في تبديع الروافض رغم ذلك نجد بعضهم ينسبهم إلى هذه النحلة ويشنع عليه جهلا بمذهبهم , فالمرجو من فضيلتكم بيان هذا المذهب المتفرد.

ج3 : السادة الأشراف العلماء الغماريون من أهل السنة والجماعة , بيد أنهم تميزوا بمواقف إيجابية نحو آل البيت عليهم السلام وهذا الموقف يتمثل في الآتي :
1- الاحتفال بأهل الكساء وتفضيلهم فهم الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا, وفيهم بضعة النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم , وفيهم عليٌّ مولى المؤمنين الذي أوجب الله تعالى علينا نصرته , وهو من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة , فكل منازل هارون هي منازل لعلي , وكان هارون أفضل الناس في وقته بعد موسى وناصره ووزيره من أهله .
2- من آذى عليا أو سبه أو حاربه فقد آذى أو سب أو حارب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم فمن فعل هذه الشنائع ولم يتب يجب معاداته , ولا يجوز الترضي عنه , لذلك فرق الغماريون بين صحابة أهل الجمل الذين تابوا رضي الله عنهم , وبين النواصب الدعاة إلى النار من أهل صِفِّين.
3- احترام المذهب الذي صح نسبته إليهم وهو مذهب السادة الزيدية عليهم السلام فكلام السيد محمد بن الصديق تقدم في السؤال السابق, وتقريظ السيد أحمد لفقه آل البيت الزيدية مطبوع في نهاية الروض النضير, وكتاب "البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار" للإمام أحمد بن يحي المرتضى , قام على تصحيحه والتعليق عليه شيخنا السيد عبدالله بن الصِّدِّيق رحمه الله تعالى .
4- احترام آل البيت وتقديمهم ونشر مآثرهم والسلام عليهم , وجعلهم واقعا موجودا عند البحث , وترك إهمالهم .
5- وكانت للسادة الغماريين كتابات ورسائل متبادلة ومصنفات مفردة أبانت عن مذهبهم .
6- وهم مع ذلك بعيدون عن الروافض , فإن الروافض يرون الإمامة من الإيمان , والنص على إمامة عليٍّ عليه السلام بالنص القطعيِّ الثبوت القطعيِّ الدلالة .
ومخالف هذا النصِّ كافر – عند الروافض – ولذلك كان جلُّ الصحابة على مذهب الروافض كفار .
وزادوا على ذلك فاعتبروا كل من لم يعترف بأئمتهم كافرا في طائفة أخرى من البدع.
وكم سمعت من شيخنا السيد عبدالله , وشقيقه شيخنا السيد عبدالعزيز رحمها الله تعالى قدحا في مذهب الروافض وأنهم أساءوا إلى العترة وكذبوا عليهم .

ولما افتُتحت دار التقريب بين المذاهب في مصر لم يشارك فيها السيد عبدالله لأنه عرف أغراض الروافض , وكان تقي الدين القمي الإمامي يطمع في السيد عبدالله وفي الشيخ الكوثري فاجتمعوا (الغماري , والكوثري , والقمي) في بيت الكوثري بالعباسية . فقال العلامة الكوثري للقمي : خذوا معاوية واتركوا أبا بكر وعمر , فاجاب القمي قائلا: لا يتم إيمان رجل منا إلا بسب أبي بكر وعمر .
والحاصل أن الغماريين بعيدون عن الرفض , ومن رماهم بالرفض فقد افترى وظلم وأساء.
7- بقي علي أن أبين أنه يجب على طلبة العلم وأهله مجانبة ذم التشيع لأمرين :
الأول : مادة التشيع هي الموالاة والحب والمتابعة والمناصرة , وهذا من صريح الإيمان, والذم إنما يكون للغلو أو ما يسمى بالرفض وصاحبه لا يذم لتشيعه ولكن لأنه جاء بأمر خارج عن التشيع وهو لعن أو سب مَن رضي الله عنهم - لا سيما أكابر الصحابة رضي الله عنهم - أو تكفيرهم .
الثاني : أن علماء آل البيت من الأئمة وغيرهم كانوا في القرون الثلاثة شيعة بالمعنى الذي تقدم شرحه فلم يكن منهم على أي مذهب غير مذاهب آل البيت عليهم السلام.
فذم الشيعة مطلقا هو ذم أو انتقاص لآل البيت , وهو نصب سافر وضلال مبين فافهم وتدبر.


س15: ما حكم روايات آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غير دواوين أهل السنة ؟

ج15: المعول هنا على الإسناد فإذا ثبت الإسناد لأئمة آل البيت فهو كذلك وإلا فلا ، ثم اعلم أن الله تعالى لم يقصر الثابت بأقسامه على كتب أهل السنة فقط ففي كتب السادة الزيدية جمع عظيم من الأحاديث النبوية الشريفة الثابتة ، وعلى سبيل المثال بين يدي الآن شرح تجريد فتاوى الإمامين القاسم الرسي وحفيده الإمام الهادي عليهما السلام ، والشرح للحافظ الفقيه الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين بن هارون الحسني المتوفى سنة 416 هـ وهو مخطوط ومصور في ستة أجزاء ضخام بحجم مستدرك الحاكم ، والكتاب قد امتلأ بالأحاديث المرفوعة المسندة من طريق آل البيت وغيرهم ، والإمام المؤيد بالله له شيوخ كثيرون ، وبينه وبين الطحاوي واسطة واحدة ، وهذا الشرح أعني شرح التجريد ، علق أسانيده الإمام المجتهد أحمد بن سليمان من ذرية الإمام الهادي يحي بن الحسين عليهم السلام المتوفى سنة 566هـ وجمع متونه في كتاب مفرد اسمه أصول الأحكام الجامع لأدلة الحلال والحرام ، وهو مطبوع في مجلدين .
وفقه وحديث آل البيت عليهم السلام يحتاج لتوجه صادق وبحث وجَلَد وقبل ذلك تقوى واستعانة بالله تعالى .

الحكيم المتألق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 87
اشترك في: الأحد إبريل 27, 2008 2:56 am

Re: من أجوبة العلامة محمود سعيد ممدوح

مشاركة بواسطة الحكيم المتألق »

س 8- قرأنا كتابكم التبجيل فكيف يمكن الجمع بين ما ذكرتموه في الكتاب وبين تمذهبكم بالمذهب الشافعي ؟ وما هو الفرق بين التشيع الرفض ؟.

ج 8 : ذكرت في كتاب " غاية التبجيل وترك القطع في التفضيل " أن المعتقد عند أئمة الأشاعرة كإمام الحرمين والغزالي والآمدي وأمثالهم أن مسألة التفضيل ظنية ، وعليه فلا تعارض بين الكتاب وأئمة المذهب .
والصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم اختلفوا في هذه المسألة على مذاهب شتى ، فاختيار أحد وجوه الاختلاف لا يضر .
ثم إن المذهب الشافعي يبحث في الأحكام الشرعية العملية ، فلا تعلق له بالمباحث النظرية كالمباحث المتعلقة بالصحابة رضي الله عنهم .
ولا أرى أي تعارض بين المذهب الشافعي أو الحنفي والذهاب إلى أفضلية فاطمة أو علي عليهما السلام أو أفضلية عمر أو ابن مسعود رضي الله عنهما.
وإذا رجعت إلى مقدمة متن الأزهار في فقه آل البيت الأطهار وهو متن معتمد في فقه السادة الزيدية عليهم السلام تجدهم نصوا على جواز التمذهب بالمذاهب السنية كالشافعية والحنفية .
وقد وجد في الشافعية وغيرهم مفضلون لعليٍّ عليه السلام بل وجد فيهم معتزلة والأمر واضح .
أما عن الفرق بين التشيع والرفض : فقد تقدم في إجابة السؤال الثالث النقطة رقم (7) على سيدي البشير المغربي بيان معنى التشيع وأنه محمود كله وعلامة من علامات الإيمان لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " لا يحبك إلا مؤمن " ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . وحديث العترة المتواتر .
أما الرفض فبغض النظر عن أصله التاريخي ، فالذي أراه أن الرفض علامة على رفض جماعة لإمامة أي شخص إلا للأئمة الإثنى عشرية ، وقد رفضوا إمامة آل البيت من غيرهم ، ورفضوا الصحابة فهو علامة على الإمامية .

س3 : ما سبب الحقد والكراهية التي يكنها بعضهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولآل بيته الطيبين الكرام ؟ .

ج3 : الحقد والكراهية على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فكفر ، وأما الحقد والكراهية لآل البيت فهو نفاق .
وسبب ذلك سنة بني أمية ، فإنهم بسبب التنافس الذي كان بين بني هاشم وبني أمية ورثوا الحقد والحسد ولم يستطيعوا إظهاره تجاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فكتموا ثم أظهروا نفاقهم وبغضهم ونصبهم لرسول الله بمعاداة آل بيته عليهم السلام بسبهم ولعنهم وقتلهم والتنكيل بشيعتهم .
وللأسف الشديد فإن بعض مقلدة وجهلة ونواصب أهل السنة ما زالوا يترضون على النواصب ويوالونهم وينفقون الأموال في الانتصار لهم ، فينبغي ترك مولاة النواصب ، بل وبغضهم .
وكان قد كتب إليّ سيدي وشيخي الشريف العلامة العارف بالله عبد العزيز بن الصديق فقال : ومن شرط الشريف أن يكون شيعياً ـ أي بمعنى الموالاة والنصرة وتقديم العترة وبغض أعدائهم ، وترك موالاتهم بالكلية .
س1 : ما رأيكم في كتاب العتب الجميل ؟ .
ج1 : كتاب ”العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل“ لسيدي العلامة المبجل الشريف محمد بن عقيل بن يحيى باعلوي الشافعي ، كتاب رائد في بابه ، تعرض لمشكلة من أهم المشكلات في الجرح والتعديل ، ألا وهي توهين وجرح وظلم آل البيت عليهم السلام وشيعتهم ، وتوثيق ومدح النواصب المجرمين ، وهي مسألة عظيمة تعرض لها السيد محمد بن عقيل ، فأزاح الستار عن سببها وأثرها ، وذكر نماذج لها ، فلله دره .

الحكيم المتألق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 87
اشترك في: الأحد إبريل 27, 2008 2:56 am

Re: من أجوبة العلامة محمود سعيد ممدوح

مشاركة بواسطة الحكيم المتألق »

الأشراف الغماريون أئمة التحقيق


سأل الاستاذ محب الشعراني سؤالين:

الأول: يقول فيه الى أي مدى يتفق الشيخ محمود سعيد ممدوح حفظه الله معهم في بعض المسائل التي لاتتفق مع ما عليه جمهور أهل السنة عامة أو الصوفية لا سيما الشيخ أحمد بن الصديق حيث صدر كتاب يحمل بعض رسائلة الى شيخ يدعى أبو خبزة , وهالني ما فيه من تعد على أكابر هذه الأمة ؟

أقول للاستاذ السائل:

من العجائب والغرائب أن يؤخذ رأي محمود سعيد ممدوح في أئمة العصر ,وسادة التحقيق , معدن التصوف والاخلاص , دوحة البحث والتصنيف أعني السادة الأشراف الغماريين هذا أولا , وثانيا : يجب أن يعلم السائل أولا المنهجية العلمية ونقطة الانطلاق الغماري وهذا لا يتأتى له الا بعد التأمل في البنية الغمارية وعنها أقول :
ان البنية الغمارية خاصة بهم لم تتجاوزهم في عصرنا فهم من أسرة ادريسية علمية , ووالدهم وهو من علماء القرويين , وأخص تلاميذ الامام محمد بن جعفر الكتاني ,وكان يصفه بالعارف بالله , عقد سوقا رائجة للعلم والتصوف بشمال المغرب أما أولاده وأخص منهم المجتهد الأكبر سيدي أحمد وشيخنا المحقق الأجل السيد عبد الله وشقيقهم شيخنا السيد عبد العزيز , ويشاركهم باقي اخوانهم وفي مقدمتهم الأصولي الفقيه السيد عبد الحي .
فبعد تمكنهم من آلات العلوم الشرعية ودراسة الفقه المالكي على طريقة المغاربة سافروا الى مصر فدرسوا بالازهر الشريف آلات العلوم مرة ثانية ثم الفقه المالكي بطريقة المصريين ثم الفقه الشافعي فمع سعة الاطلاع وقوة العارضة والآلآت الكاملة و الحضور في شرح الهداية على علامة عصرهم الشيخ محمد بخيت المطيعي فتح لهم باب الاجتهاد ولو الجزئي في ذلك الوقت وتحقيق المسائل والاختيار واذا كان العالم في نظر بعض الناس من شارك في آلات ثم قصر نفسه على أحد المذاهب فهذا لا بأس به ولكن الناس درجات , ويرفع الله بعض الناس درجات .
أما عن نقطة الانطلاق أو المنهجية العلمية فهي التقيد بالكتاب والسنة فقط والاسترشاد بأقوال أهل العلم والله تعالى لم يقصر الحق على مذهب دون مذهب وهذا له تبعاته العظيمة والكبيرةفكانت لهم اختيارات وانتصارات , وكم من عاكف على التقليد ويشنع بدلا من أن يباحث ويفهم المنهجية الغمارية .
ثم هم يتفاوتون فيما بعد في اتباع هذه المنهجية فأكثرهم اتباعا لها شيخهم وأستاذهم وأعلمهم سيدي أحمد بن الصديق رحمه الله تعالى فكان بعيد ا عن التقليد في الأصول فضلا عن الفروع وكانت له اختيارات حتى في النحو .
ثم لا عيب على من اختار هذا المسلك لمن كان له أهل , انما العيب كل العيب على دعاوى العوام , وعلى كل سبل العلم- كما قال لي شيخي السيد عبدالله بن الصديق _ قد انقطعت فالامة الآن لا تخرج مجتهدا لكن الادعياء كثيرون .
اذا علمت ما سبق فالغماريون أتباع حق وطلاب دليل ,ولم ينفردوا عن أهل السنة لكن تقع لهم بعض اختيارات لا يمشون فيها مع جمهور أهل السنة , وهذا شأن المجتهدين فهم ليسوا طبقة العاكفين على الجوهرة وشروحها , أو خليل أو الزيد أو الهداية مع الشروح , مع احترامي الكامل لهؤلاء العاكفين .
واعلم ان اكابر علماء أهل السنة في عصرهم كالشيخ بخيت المطيعي والشيخ يوسف الدجووي والشيخ محمد زاهد الكوثري والشيخ عبد المجيد اللبان والشيخ محمد الحامد وأمثالهم كانوووا يحتاجون اليهم , ومقالاتهم وكتبهم واجاباتهم كانت دائرة في القاهرة وقت أن كان أهل العلم علماء ,والناس ناسا .
وأهل السنة في عصرنا متشبعون من موائدهم منهم من يصرح ومنهم من يسكت , وكتابات السيد أحمد بن الصديق وشقيقه شيخنا السيد عبدالله وتلاميذهما بالاضافة للعلامة الكوثري هي رأس مال أهل السنة في مواجهة التيميين فتذكر "الرد المحكم المتين " الذي هو رأس الباب وأمثاله.

و لا ينقضي عجبي من حمل السؤال معنى انفراد الغماريين عن جمهور السادة الصوفية رضي الله عنهم , وهذا غريب جدا من السائل كأنه لم يقف أو يعرف "الاعلام بأن التصوف من شريعة الآسلام " و"شرح نونية الششتري" ومقطعة بدأت بذكر الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم , وفتوح الغيب بشرح أبيات الجنيد توضأ بماء الغيب " و"غنية العارف بتخريج أحاديث عوارف المعارف "و" عواطف اللطائف من أحاديث عوارف المعارف "و " السوانح", و"نظم الحكم" وشرح أذكار جدهم سيدي ابن عجيبة الحسني , ورفع العلم بتخريج أحاديث شرح الحكم , و"التلطف بتخريج أحاديث التعرف "للكلاباذي.

ثم اسمع أيها السائل واطرب لما لم يصنف مثله " البرهان الجلي في تحقيق انتساب الصوفية الى على والاتصال بأبي الحسن الشاذلي " وهذا والله لم يصنف - حسب علمي - مثله, ومثله "نبذة التحقيق في الكلام على سلسلة الطريق" فهم حقا المتفردون بالجمع بين الحديث والتصوف عن طريق التحقيق لا التقليد وقال فلان .أه , ونقل عن سيدي فلان , وفي كشف الخفا للعجلوني ....أه, وقال شيخنا العارف ... أه. فاللهم ارض عنهم وعنا بهم واعلم أيها السائل أن علماء العصر في نظرنا يحتاجون الى وقت طويل لفهم مباحث الغماريين لأنهم كما قال أخوهم الأصغر شيخنا المحدث السيد ابراهيم ابن الصديق رحمه الله تعالى جاؤوا في غير وقتهم .

أما عن رسائل سيدي أحمد لأبي خبزة فاعلم أن السيد أحمد رحمه الله عاش قسما كبيرا من حياته في جهاد مع أصناف متعددة من الناس وكان يرسل بعض الرسائل لتلاميذه والانسان غالبا ما يكون ابن وقته ويكتب حسب حالته الآنية والشيخ لم يصرح لتلميذه بما لم يصرح به للآخرين ويباحثه في مسائل خاصة لا ينشرها للناس ,و تخرج منه عبارات فيها مسامحة أو شدة .

وكان السائل ولا يزال صهرا للسيد أحمد فهو زوج شقيقته ولكنه انقلب فأفشى الأسرار , ونشر هذه الرسائل والسيد أحمد رحمه الله تعالى انما يحاسب على كتبه المتداولة أو التي لم تطبع بيد أنه أتمها وأخرجها من مسوداتها أما ما كان في رسالة أو مسودة فلا تعر لها اهتماما زائدا فهي محل بحث وكذ الامر في رسائل نشرت محرفة بواسطة سيدي عبد الله التليدي فان ناشر هذه الرسائل رحمه الله تعالى حدثني أنه حذف من الرسائل وغير وفعل ما أراد لتروج هذه الرسائل في ديار التيميين , وسيدي عبد الله التليدي اعترف بذلك , والسيد حسن السقاف ذكر ذلك في بعض رسائله.

فالحاصل أنه يجب على الناظر في كتب الغماريين رضي الله عنهم فهم المنهجية ثم النظر الصحيح , أما التشنيع أو النظر لبعض عبارات قاسية أو لرأي ظاهرة التفرد أو لمسودة مصنف كجؤنة العطار فلا يحسن بطالب العلم , فان لم تكن من هؤلاء فأنصحك أن تدع ما لا تعرف لحين تقدمك في العلوم , وتقرأ ما تحسن فهمه والله المستعان.

الحكيم المتألق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 87
اشترك في: الأحد إبريل 27, 2008 2:56 am

Re: من أجوبة العلامة محمود سعيد ممدوح

مشاركة بواسطة الحكيم المتألق »

ثناء أئمة أهل السنّة على الفقه الزيدي وأئمته


اعلم أن مذهب الزيدية منسوب الى الامام المجدد الشهيد زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام , وجلّ آل البيت متبعون لهذا الامام الجليل , ويكفي أن تعرف أن من أتباعه في هذه العجالة الأئمة :

أولاد الإمام عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط , وهم : محمد الملقب بالنفس الزكية , وادريس الأكبر فاتح المغرب , ابراهيم , ويحي ( شيخ الامام الشافعي ) وأولاد وأحفاد الامام زيد بن علي ,وأبناء الامام ابراهيم الشبه بن الحسن المثنى بن الحسن السبط وهو جدّ الامام القاسم بن الرسّي , والامام الهادي الى الحق المجدد امام اليمن وفخر آل البيت , عليهم السلام .


الحافظ ابن حجر الثناء على هؤلاء الأئمة فقال في الفتح (13\117) عند شرح حديث :
"لا يزال هذا الأمر بقريش ما بقي منهم اثنان " وإن البلاد اليمنية وهي النجود منها طائفة من ذرية الحسن بن علي لم تزل مملكة تلك البلاد معهم من أواخر المائة الثالثة , ثم قال : وكبير أولئك أي أهل اليمن يقال له الإمام , ولا يتولى الإمامة فيهم الا من يكون عالما متحريا للعدل "


في تقديم تقريظ أئمة أهل السنة للروض النضير شرح مجموع الفقه الكبير في فقه السادة الزيدية , توجيه للآنظار نحو الاستفادة من فقه الإمام زيد بن علي عليهما السلام ودراسته .

والروض النضير مطبوع في أربعة مجلدات للعلامة الحسين بن أحمد السياغي الصنعاني , وعلماء أهل السنة الذين احتفوا بهذا الشرح , وسجلوا كلمات لهم مبسوطة في خاتمة الكتاب هم (وفق ما جاء في الكتاب) :
1- السيد محمد سعيد العرفي الشافعي , رئيس علماء وادي الفرات ونزيل القاهرة (4\336-348)

2- الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي , شيخ علماء عصره , ومفتي الديار المصرية (4\331-332) .

3- الشيخ يوسف الدّجوي المالكي , عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر , وخطيب المسجد الزينبي (4\334-336).

4-الشيخ محمد زاهد الكوثري الحنفي , وكيل المشيخة الإسلامية بالخلافة العثمانية )4\336-341).

6- السيد أحمد بن محمد بن الصّدّيق الغماري الحافظ المجتهد (4\342-343).

7- السيد محمد زين العابدين الحسيني الكردي (4\343-344).

وإن العبد الضعيف يلحّ على اخوانه الكرام , والأخ الصادق مطالعة كلمات العلماء المذكورين , فإننا معاشر السنة بعيدون عن هذه الينابيع النيّرة , ومن جهل شيئا عاداه , وضمّ اليها التقاريظ التي في مقدمة مسند الإمام زيد المطبوع , وهي لكل من:
1- الشيخ بخيت المطيعي
2- الشيخ عبد القادر بدران الشامي الحنبلي
3- الشيخ عبد المعطي السقا
4- الشيخ بكر بن محمد عاشور مفتي الديار المصرية
5- الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر .









ثناء عظيم من العلامة الكبير محمد أبي زهرة على الفقه الزيدي وأئمته


وللعلامة الأجلّ الفقيه الأصولي المؤرخ محمد أبي زهرة رحمه الله تعالى كلمات مضيئة عن فقه الزيدية.

1- فقال في كتابه "الإمام زيد" (ص234-235)
" وقد أثر عن زيد فقه عظيم تلقاه الزيدية في كل الأقاليم الإسلامية وفرعوا عليه وخرجوا , واختاروا من غير ما تلقوا , واجتهدوا ومزجوا ذلك كله بالمأثور عن فقه الإمام زيد رضي الله عنه , وتكونت بذلك مجموعة فقهية , لا نظير لها الا في المذاهب التي دونت وفتح فيها باب التخريج , وباب الاجتهاد على أصول المذاهب , ولعله كان أوسع من سائر مذاهب الأمصار , لأن المذهب الأربعة لا يخرج المخرجون فيها عن مذهبهم الى مرتبة الاختيار من غيره , نعم انهم يقارنون بين المذاهب أحيانا كما نرى في المغني الحنبلي , وفي المبسوط الحنفي , وفي بداية المجتهد ونهاية المقتصد الذي ألّفه ابن رشد من المالكية , والمهذب للشيرازي من الشافعية . ولكن هذه المقارنات إما أن ينتهي المؤلف الى نصر المذهب الذي كما نرى في اختيارات ابن تيمية إذ قد خرج من هذا النطاق , وقد اختار من مذهب آل البيت مسائله في الطلاق الثلاث , والطلاق المعلّق , وكما نرى في اختيارات قليلة لكمال الدين بن الهمام من المذهب الحنفي, كاختيار رأي مالك في ملكية العين الموقوفة .

أما المذهب الزيدي فإن الاختيار فيه كان كثيرا , وكان واسع الرحاب, وقد كثر الاختيار حتى في القرون الأخيرة , وكان ذلك فضل في نمائه وتلاقيه مع فقه الآخرين .

2- وقد درس فضيلة الشيخ أبي زهرة نماذج من المجموع الفقهي الزيدي ثم قال في كتابه :
"الامام زيد" : "إننا نقلنا لك مع ما في المجموع أقوال شرّاحه , وفي أقوال هؤلاء الشرّاح ما يبين الاجتهاد في الفقه الزيدي من معتنقيه , فنرى منهم من يخالف الإمام زيدا ذاته , وان كان لم يخرج من منهاجه , ومنهم من يوافقه , وان ذلك المذهب يفتح باب الاجتهاد فيه , وبهذا قد صار ذلك المذهب حديقة غنّاء فيها كل ألوان الفقه المختلفة , فهو لم يغلق الباب , وفتح باب الاختيار من المذاهب الإسلامية من غير مجافاة لواحد منها, وان الشرّاح فيه لا يكذبون ما جاء في صحاح السنة , وهي الكتب الستة وغيرها , بل يعتمدون في استنباطهم عليها, ويأخذون منها "




ثناء ملفت للعلامة الكبير محمد زاهد اكوثري على الفقه الزيدي

وقال العلامة الفقيه المطلع محمد زاهد الكوثري رحمه الله تعالى , وهو من هو في الدفاع عن أهل السنة, في كلمته المطولة والممتعة حول الفقه الزيدي (4\339):
"فاذا سبرنا مسائله وقارناها بمسائل المذاهب المدونة لفقهاء الأمصار نجدها تتوافق في ثلاثة أرباعها تقريبا مع فتيا فقهاء العراق من أصحاب أبي حنيفة , والربع الباقي يتوزع أثلاثا بين أن يكون مما انفردوا به وبين أن يكون مما وافقهم عليه مالك أو الشافعي رضي الله عنهم . وتكون قوة الحجة في جانب الجمهور في مسائل الانفراد كما هو الحال فيما ينفرد به كل من فقهاء الامصار عما عليه الجمهور الا فيما دقّ مدركه ليكون المصيب هو الأغوص في المعاني وإن انفرد , وانفرادهم بمسائل في المجموع على قلتها مقرون بموافقة بعض السلف ".

ويراجع المحب كلمات هؤلاء الأئمة في الثناء على الفقه الزيدي
وان كان المحبون لآل البيت المقدمون لهم , والمعظمون للنصوص النبوية لا يحتاجون لمن يثبت لهم فقه أحد الثقلين .

ثم يتابع الشيخ الجليل محمود سعيد ممدوح كلامه :

...وبعد فالفقه الزيدي ليس بأقلّ من فقه المذاهب الأربعة , فالثناء عليه , وذكره بخير هو الواجب المحتّم والذي لاينبغي الالتفات الى غيره .

واذا كنّا نحن معاشر الشافعية - والعبد الضعيف من أصغر طلبة الفقه الشافعي - نفتخر بقرشيّة الشافعي, فأئمة المذهب الزيدي هم بيضة قريش وأعلاهم نسبا وأفخمهم وأفخرهم أصلا , وهم مفخرة اليمن فهم أرق قلوبا وأطيب أفئدة .

ثم لا يخفى شهرة بعض كتب الزيدية بين فقهاء أهل السنة ويتداولها العلماء فيما بينهم كالبحر الزخار , وبعض شروح متن الأرهار , ومنها السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار للعلامة الشوكاني , والمطبوع بالمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بمصر .

وكم من مجتهد زيدي اشتهر بين علماء أهل السنة كابن الوزير, والمقبلي , والصنعاني , والشوكاني .

وطالب العلم المتوسط يجد في نيل الأوطار وسبل السلام وأمثالهما نقولا كثيرة عن الإمام الهادي عليه السلام , ولم يقدح الصنعاني أو الشوكاني أو أمثالهما في صحة المنقول عن علماء الزيدية مما يدل دلالة واضحة على صحة نسبة الأقوال لأصحابها .

ورأيت أخيرا معجما لمصنفي الزيدية في مجلد ضخم يحسن الوقوف عليه .
... وبعد , فمن العجائب والغرائب أن تصبح الدعوى للاستفادة من هذا المذهب الجليل , الذي توافر عليه عدد كبير من أئمة آل البيت عليهم السلام , أقول من العجائب والغرائب أن يصبح الثناء عليه محل عتب واستفسار وتوقف .

وأقول كما قيل : فيالله وللمسلمين هؤلاء الأئمة المجتهدون من آل البيت عليهم السلام مالهم نصيب من علم وبشائر جدّهم صلى الله عليه وآله وسلم , كيف يدعو بعض الناس الى استمرار هجرهم واستهجانهم وإهمالهم ..!! .

الأول : إنّ الدعوى الى الاستفادة من هذا التراث الإسلامي العظيم ليس معناه ترك المذاهب الأربعة والظاهرية , كلا ثم كلا , فلا يدعو عاقل الى هذا الجهل , لا الزيدية ولا غيرهم .

ولكنني أدعو الى سعة الصدر وإصلاح أخطاء نتج عنها حجر فقه موثق وتراث عظيم ينسب لآل البيت عليهم السلام ,فاللهم اجعلنا من الذين يحترمون العترة المطهرة , ولا يستشكلون الدعوة اليهم .

الثاني : هناك بعض اختلاف عقدي بين الزيدية والأشاعرة , وهذا لا يمنع من الاستفادة من السادة الزيدية , فبين الأشاعرة والماتريدية اختلافات , وبين الأشاعرة والحنابلة اختلافات ومظالم واضطرابات وردود وتكفيرات وتبديعات , ومن اطلع على بعض ما ينسب للحنابلة كالسنّة المنسوب لعبدالله بن أحمد , وسنّة الخلال , وأعمل بعض الأقوال التي فيها في المسلمين لأخرج جلّ المسلمين من الإسلام .

بل إن بعض أئمة الحنابلة يكفّر الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة في بيت واحد من نونيته فيقول :

إن المعطّل بالعداوة معلن والمشركون أخفّ في الكفران

وما زال أهل السنة يعظمون ابن حزم ويستفيدون منه سلبا وايجابا مع كلامه الشديد في الأشعري , وانحرافه عن آل البيت عليهم السلام.

وأنهي كلامي بقول العلامة المقبلي الزيدي في "العلم الشامخ" (ص 399) :
" الزيدية ليسوا من الرافضة , بل ولا من غلاة الشيعة في عرف المتأخرين , ولا في عرف السلف , فإنهم الآن مستقرّ مذهبهم الترضي على عثمان وطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم فضلا عن الشيخين "

الحكيم المتألق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 87
اشترك في: الأحد إبريل 27, 2008 2:56 am

Re: من أجوبة العلامة محمود سعيد ممدوح

مشاركة بواسطة الحكيم المتألق »

بسم الله الرحمن الرحيم
أوقفني بعض المحبين على المناقشات التي كانت حول صحيح البخاري رحمه الله , والرواية عن آل البيت عليهم السلام فيه .
وقد تمنّ لي أن أوضح في هذه المشاركة ما أراه صوابا ان شاء الله تعالى .
وأقدم بين يدي الأخوة الكرام ما ذاع وانتشر وتقرر في العلوم الشرعية أن لكل فن رجاله , فالأمور العلمية لا ينبغي ابداء النظر فيها الا أهل العلم محل البحث حتى تتحدد الضوابط والمفاهيم ويكون النقاش مثمرا .
أما غير المتخصص في الفن محل البحث فالصواب له سؤال أهل الاختصاص بدلا من الكلام في أمور لا يحسنها , فيزداد الشقاق بين المسلمين , ويتسع الخرق على الراقع , ثم لا يخفى أنه لا يلزم من امام خطيب يحسن الامامة والخطابة أن يكون عالما بالتفسير , ولا يلزم من مشتغل بالفقه أن يكون عالما بالحديث .
اذا علم ما سبق فأقول وبالله التوفيق :
أولا : يجب أن نفرق بين مسألتين : صحة أحاديث صحيح البخاري , وامامة صاحبه في الحديث , هذه مسألة .
والمسألة الثانية : كون البخاري روى عن رواة معينين وأعرض عن آخرين .
المسألة الأولى
صحة أحاديث البخاري , وامامة البخاري
1- لا يختلف حفاظ الحديث و وهم أهل الاجتهاد في الحديث وعلومه أن البخاري ومسلما أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى , وأن حفاظ الحديث قد اتفقوا على صحة أحاديثهما سوى أحرف يسيرة وقع التنازع فيها من بعض الحفاظ كالدارقطني وأبي مسعود الدمشقي .

2- واتفق الجماهير من حفاظ الحديث وعلماء الفقه والأصول على أن الأمة تلقت الكتابين بالقبول وحكمت عليهما بالصحة الاجمالية , وقد حوى الصحيحان من حسن الصناعة , وجودة السبك , والاتقان الزائد و والتحري الموفق ما جعلهما في أعلى كتب الحديث على الاطلاق , لذلك تبارى الحفاظ في شتى الأمصار الإسلامية على مدحهما , واظهار فضائلهما و وشرحهما والاستخراج عليهما .

3- والحق يقال : إن الصحيحين مفخرة اسلامية عظيمة , وليس الخبر كالمعاينة وينبغي لأهل العلم النظر في مقدمة فتح الباري للحافظ ابن حجر العسقلاني فسيعرف المكانة السامية للصحيحين لا سيما صحيح البخاري , وأن اختيار الأسانيد والمتون في الصحيح كانت وفق أصول علمية دقيقة.

4- والذي أحب أن أقرره هنا أن حفاظ الحديث من الشيعة كانوا كثرة لا سيما من الكوفيين في القرون الثلاثة , وبعد أن تفرق الشيعة الى مذاهب لم نقف عند الإمامية على حافظ واحد له معرفة بالحديث وفنونه كحفّاظ أهل السنة والجماعة .
والكتب المصنفة في الحديث ورجاله عند أهل السنة قد تقدمت جدا جداوفاقت ما عند الامامية مراحل كثيرة , فانعدم عند الامامية العناية المؤثرة بالجرح والتعديل ورجال الحديث , بينما الأمر يختلف تماما عند أهل السنة الذين أخرجوا تواريخ البخاري , والجرح والتعديل للرازي , وضعفاء العقيلي وابن حبان ,...,..., الى أن أصبح بين أيدينا الميزان ولسانه , وتهذيب الكمال وتهذيبه , وغير ذلك بينما بقي ما عند الامامية في مراحل متأخرة جدا , وانظر الى كتاب " تنقيح المقال " للماقاني , و "نقد الرجال " للتفرشي ترى أنه لا نسبة بين كتب أهل السنة والامامية في الرجال .

5- وبسبب هذا النقص الخطير في آلات الإمامية الحديثية انعدمت عندهم كتب التخريج التي اشتهرت بكثرة عند أهل السنة وبات الامامية في عجز كامل عن اللحاق بأهل السنة , وبقيت كتب الإمامية الحديثية تحتاج الى توثيق اجمالي وتفصيلي , وبالتالي انعدمت الثقة في كتب الحديث المتداولة عند الإمامية و وهي تحتاج لمجهود قرن كامل يتوفر فيه جمع عظيم من المتخصصين في الحديث لسدّ هذا العجز .
وهذا النقص الخطير حدّثت به عددا من الإمامية , وبعضهم اعترف بما عندهم من عجز ونقص , وآخرون كابروا.

المسألة الثانية
سبب إعراض البخاري عن الرواية عن بعض الائمة
اعلم أخي المفضال أنه لما كان صحيح البخاري بهذه المرتبة العالية عند الحفاظ والفقهاء والأصوليين و افتخر الناس بوجود أئمتهم في هذا الكتاب وسعدوا بذلك .
بينما رأى آخرون أن الصحيح قد خلا من أئمتهم أو كاد أن يخلو منهم وكما قدمت فإن الرواية عن بعض الأئمة لا يقدح في
صحة الحديث , فان الجهة منفكة تماما بين مسألتين هما صحة أحاديث الصحيحين , ومجانبة الرواية عن بعض الأئمة .
وقديما أثار بعض العلماء في القرنين الرابع والخامس الهجري .
مسألة ترك احتجاج البخاري بالإمام الشافعي رضي الله عنه , وقد أفرد حافظ المشرق أبو بكر البغدادي هذه المسألة بمصنف مطبوع اسمه "مسألة الاحتجاج بالشافعي فيما أسند إليه والرد على الطاعنين بعظم جهلهم عليه"
وقد بين الخطيب البغدادي في كتابه المذكور أن البخاري انما ترك الرواية عن الشافعي لا لمعنى يوجب ضعفه , ولكن طلبا لعلوّ الإسناد .
فالبخاري لم يشافه الشافعي , وروى عمن هو أكبر من الشافعي سنا وأقدم سماعا فلو روى البخاري عن الشافعي لنزل بالإسناد واسطة أو واسطتين .
وهكذا أجاب الخطيب الحافظ المتخصص عن المسألة بفهم وعلم وسدّ الباب تماما ,ثم تبعه حافظ آخر هو أبو بكر البيهقي في كتابه "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي " وهو مطبوع أيضا.
اذا علمت ما سبق فالسؤال الذي طرح ويطرح نفسه كثيرا هو :
لماذا لم يرو البخاريّ لأئمة آل البيت عليهم السلام؟

هذا سؤال مهم , ويحتاج لإمعان نظر بدون تشدد ولا إرهاب فكري , فأكرر أولا ما سبق من صحة أحاديث الصحيح و ولا يلزم من مجانية البخاري لحديث أئمة آل البيت عليهم السلام القدح في صحيح البخاري المتفق بين أهل الصناعة على صحته , وأقول الاتي :
أولا: أئمة آل البيت كعليّ بن الحسين والباقر , وزيد بن علي , وابنه يحي و والصادق وأولاده , والحسن المثنى وأبنائه زيد , والحسن و وابنيه ابراهيم , وعبدالله الكامل , وأبناءه النفس الزكية , وقد ترجمهم وغيرهم ابن حبّان في كتابه "مشاهير علماء الأمصار" فانظره غير مأمور .
ثانيا: هؤلاء الأئمة الثقات المجتهدون هم أحد الثقلين كان لهم أصحاب كثيرون من الفقهاء والمحدثين , وهؤلاء لهم أصحاب وقد اتصلت أسانيد أئمة الحديث البخاري وغيره بهؤلاء الأصحاب بوسائط صحيحة , أو بدون وسائط , فكان يمكن للبخاري أن يسند أحادي كثيرة من طريق أئمة آل البيت عليهم السلام ,
نعم توجد أحاديث نادرة لآل البيت ولكن هذا قطرة من بحار مروياتهم بحيث أنك اذا قارنت مرويات آل البيت قاطبة في الصحيحين لن تزيد عن مرويات أحد المقلين :!
ثالثا : أن البخاري روى في صحيحه عن عدد من شيعة آل البيت الذين يتصلون بأسانيدهم الى أئمة آل البيت عليهم السلام .
رابعا : أن البخاري روى في صحيحه عن عدد كبير من أعداء آل البيت من النواصب والخوارج.
وفي هذه المعضلة يقول العلامة أبو بكر بن شهاب الدين الحسيني الذي هو من أعلم السادة آل باعلوي في عصره رحمه الله تعالى :

قضية أشبه بالمرزئة
هذا البخاري امام الفئة
بالصادق الصديق ما احتج في
صحيحه واحتج بالمرجئة
ومثل عمران بن حطّان أو
مروان ............
مشكلة ذات عوار الى
حيرة أرباب النهى ملجئة
وحق بيت يممته الورى
مغذة في السير او مبطئة
ان الإمام الصادق والمجتبى
بفضله الآي أتت منبئة
أجل من في عصره رتبة
لم يقترف في عمره سيئة
قلت : هذه قضية تحتاج الى حلّ من جهتين :
الأولى : سبب عدم رواية البخاري عن أئمة آل البيت عليهم السلام
الثانية : سبب رواية البخاري عن الخوارج والنواصب .
والذي أظنه أن البخاري لم يرو عن آل البيت في صحيحه بسبب الأمور السياسية , وهذا أمر لم ينفرد به البخاري فمجانبة حديث وفقه آل البيت من كتب كثيرة نجلها ونحبها له أسبابه السياسية المؤلمة والتي يطول شرحها .
وأما سبب رواية البخاري عن الخوارج والنواصب , فهذه أيضا معضلة أكبر من الأولى ولعله نظر لضبط الرواة فقط أو اعتبر احاديثهم فهي صحيحة من جهات متعددة و أو أنه لم يرو لهم في الأصول , وهذا أيضا يطول شرحه , ومهما يكن من أمر فهو لا يقدح في صحة أحاديث صحيح البخاري , وفي هذا القدر كفاية لمن كان من أهل العلم والعناية .
ونسأل الله تعالى أن يوفق أهل العلم والمراكز البحثية في العالم الإسلامي لعمل علمي كبير هو دين في عنق الأمة ألا وهو توثيق النصوص الواردة عن فقه وحديث آل البيت عليهم السلام , فكيف يكون تراث آل البيت وهم الثقل الثاني ما بين إعراض وإهمال ومحو وبين احتياج لتوثيق , نعم في كتب السادة الزيدية عليهم السلام خير كثير , ونقل مذهبهم بواسطة الأئمة المجتهدين المعتمدين , وشرح هذا أيضا يطول , ولعلنا نعود اليه في مقال آخر

mohammed alhadwi
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 535
اشترك في: الخميس يونيو 25, 2009 8:52 pm
مكان: اليمن & حجة
اتصال:

مشاركة بواسطة mohammed alhadwi »

احسن الله اليكم ..

مشكور أخي الكريم (( الحكيم المتالق ))

بديع الزمان
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 45
اشترك في: الأربعاء مارس 25, 2009 6:14 pm

Re: من أجوبة العلامة محمود سعيد ممدوح

مشاركة بواسطة بديع الزمان »

بااااااااارك الله فيكم اخي الحبيب

لكن هل ممكن تتحفنا بذكر المصدر الذي نقلت منه هذا الكلام للعلامة المحدث / محمود سعيد ممدوح

وذالك من اجل التوثيق وجزاك الله خيرااااا


الحكيم المتألق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 87
اشترك في: الأحد إبريل 27, 2008 2:56 am

Re: من أجوبة العلامة محمود سعيد ممدوح

مشاركة بواسطة الحكيم المتألق »

تعطر الموضوع وتزين وتشرف بمرور وقراة مثل عينيك عليه

ولك كل المني وفائق الاحترام

الحكيم المتألق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 87
اشترك في: الأحد إبريل 27, 2008 2:56 am

Re: من أجوبة العلامة محمود سعيد ممدوح

مشاركة بواسطة الحكيم المتألق »

الاح الفاضل بديع الزمان المصدر كان لقاء مع الشيخ الفاضل في احد المنتديات من قبل عام 2005 تقريبا

والشيخ مطلع على الكلام وعارف ما يدور في المجالس وغيرها
بوصول الأخبار اليه
من طرق شتى

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: من أجوبة العلامة محمود سعيد ممدوح

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

أحسن الله اليكم اخي الكريم الحكيم المتالق وزداكم الله من فضله وكرمه

واذا تكرمتوا باضافة ترجمة مختصرة للعلامه محمود سعيد ممدوح
وعن كتبه او رسائله اذا امكن كي نستفيد منها اكثر ونطلع عليها لتعم الفائده للجميع
ولكم وللعلامة المفضال محمود سعيد ممدوح كل المحبة والود

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“