المنتزع الأول من أقول الأئمة (ع) للسيد حيمدان القاسمي (رض)

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
مره واحدة
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 152
اشترك في: الأربعاء يناير 06, 2010 7:58 am

المنتزع الأول من أقول الأئمة (ع) للسيد حيمدان القاسمي (رض)

مشاركة بواسطة مره واحدة »

المنتزع الأول من أقوال الأئمة(ع)

يتضمن الكلام في النص والحصر وصفة الإمام
وذكر حكم من يخالف في ذلك من فرق الإسلام

انتزعه السيد العالم العامل، الورع الكامل، نور الدين، عين الموحدين،
فرع العترة الأكرمين الهادين، محيي علوم آبائه الأكرمين
حميدان بن يحيى بن حميدان القاسمي الحسني الهاشمي
رضي الله عنه وأرضاه، وجعل الجنة مصيره ومأواه
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم




بسم الله الرحمن الرحيم، (وبه نستعين)([1])
[ديباجة الكتاب]
أما بعد حمد الله تعالى على سوابغ نعمه، وما أوضحه لجميع المتعبدين من بوالغ حكمه، والصلاة على من اختاره لختم إرساله، وخلفه في أمته بالأئمة السابقين من آله.
فإنه لما كان الكلام في مسائل الإمامة والأئمة، من أول ما وقع فيه الخلاف والتنازع بين الأمة، وقد صح بالأدلة وجوب طاعة أئمة العترة واتباعهم، وأنه لا يجوز لأحد من المؤمنين مخالفة إجماعهم، جمعت من أقوال كثير من الأئمة - عَلَيْهم السَّلام - جملاً من الكلام؛ في النص والحصر، وصفة الإمام.
[ذكر أقوال أمير المؤمنين (ع) في الإمامة]
فمن ذلك:

[color=]قول أمير المؤمنين - عَلَيْه السَّلام –[/color]



في كتاب نهج البلاغة [في قصة أبي بكر([2])]: (أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا).
وقوله: (حتى إذا مضى الأول لسبيله أدلى بها إلى غيري بعده([3])؛ فيا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها([4]) لآخر بعد وفاته).
وقوله بعد ذلك في قصة عمر: (فصبرت [على]([5]) طول المدة، وشدة المحنة؛ حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني سادسهم([6])؛ فيا لله (و)([7])للشورى، متى اعترض الريب فيَّ مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر).
وقوله في كتاب المحن في قصة عثمان وأصحابه: (فلما لم يجدوا عندي إلا المحجة البيضاء، والحمل على الكتاب وسنة الرسول، وإعطاء كل امرء ما جعل الله له، ومنعه ما([8]) لم يجعل الله له، انتبذ من القوم منتبذ فأزالها (إلى ابن)([9]) عفان طمعاً في التبجح معه في الدنيا).
وقال في قصة الجميع: (فلم أشعر بعد قبض رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - إلا برجال من بعث أسامة وعسكره قد تركوا مراكزهم، وأخلوا مواضعهم، وخالفوا أمر رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- فيما أنهضهم فيه، وأمرهم (به)([10]) وتقدم إليهم فيه من ملازمة أميرهم، والمسير معه وتحت لوائه، حتى ينفذ لوجهه الذي وجهه له([11])، وخلفوا أميرهم مقيماً في عسكره؛ فأقبلوا يتبادرون على الخيل ركضاً إلى عقد عقده الله ورسوله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله - في أعناقهم، وعهد عهده الله لي إليهم ورسوله فنكثوه([12]) وعقدوا لأنفسهم).
وقال في كتاب نهج البلاغة: (حتى إذا قبض رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - رجع قوم على الأعقاب، وغالتهم السبل، واتكلوا على الولائج، ووصلوا غير الرحم، وهجروا النسب الذي أمروا بمودته، ونقلوا البناء عن أرض أساسه، فبنوه في غير موضعه).
وقال في سبب تركه لقتالهم: (فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي فظننت بهم عن الموت، وأغضيت على القذى، وشربت على الشجا، وصبرت على أخذ الكظم، وعلى أمر من طعم العلقم).
وقال في خطبته المعروفة بالموضحة بعد ذكره للمواطن التي فر عنها أبو بكر وعمر: (واعلموا رحمكم الله أنه من أخفى الغدر وطلب الحق من غير أهله([13])، ارتطم في بحر([14]) الهلاك، وصار بجهله أقرب إلى الشك والإشراك، والله يقول سبحانه: {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ(15) وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ(16)} [الأنفال] ، فاغضبوا رحمكم الله على من غضب الله عليه).
وقال: (فنقضوا عهد رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -، وخالفوا إلى غير فعله في أخذهم فدكاً من يد ابنته، وتأولوا ما لم يعلموا معرفة حكمه).
وقال –عَلَيْه السَّلام-: (كذب المفترون، وضل الكاذبون على الله وعلى رسوله ضلالاً بعيداً، بل الله يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة من دونه، وهو أعلم حيث يجعل رسالاته، ويهدي لنوره من يشاء، ولا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، وقد اختار الله طالوت واصطفاه، ووكله بأمره فمن أطاعه ظفر، ومن عصاه كفر؛ فاعتبروا به فلكم فيه([15]) معتبر).
ومن شعره - عَلَيْه السَّلام - في معنى ذلك، قوله:
أنا علي صاحب الصمصامهْ
قد قال إذ عممني العمامهْ

أخو نبي الله ذي العلامهْ
أنت الذي بعدي له([16]) الإمامهْ


وقوله:
سبقتكم إلى الإسلام طراً
وآتاني ولايته عليكم

صغيراً ما بلغت أوان حلمي
رسول الله يوم غدير خمِّ


وقوله:
فإن كنتَ بالشورى ملكتَ أمورهم
وإن كنتَ بالقربى حججتَ خصيمهم

فكيف تليها والمشيرون غيّبُ
فغيرك أولى بالنبي وأقربُ


وقال - عَلَيْه السَّلام - في كتاب نهج البلاغة في ذكر العترة والأئمة منهم: (أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا، كذباً وبغياً (علينا)([17]) أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستضاء الهدى، وبنا يستجلى العمى، إن الأئمة من قريش في هذا البطن من هاشم؛ لا تصلح على [من]([18]) سواهم، ولا يصلح الولاة من غيرهم).
وقال: (فأين يتاه بكم؛ بل كيف تعمهون وبينكم([19]) عترة نبيكم، وهم أزمة الحق، وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، ورِدُوهم وِرْدَ([20]) الهيمِ العطاش).
وقال: (لا يعادل بآل محمد من هذه الأمة أحد، ولا يساوى بهم من جرت نعمتهم([21]) عليه أبداً، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيء الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة).
وقال: (فالتمسوا ذلك من عند أهله؛ فإنهم عيش العلم، وموت الجهل، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم، وصمتهم عن منطقهم، وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين، ولا يختلفون فيه).
وقال في ذم من استغنى برأيه، وعلم شيوخه: (فيا عجباً، وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتفون أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي، ولا يؤمنون بغيب، ولا يعفون عن عيب، يعملون في الشبهات، ويسيرون في الشهوات، المعروف فيهم ما عرفوا، والمنكر عندهم ما أنكروا، [و]([22])مفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم، وتعويلهم في المبهمات([23]) على آرائهم، كأن كل امرئ منهم إمام نفسه).
[ذكر أقوال الأئمة (ع) في الإمامة]

وذكر([24]) الحسن بن علي - عَلَيْه السَّلام –

في خطبته التي خطب الناس بها بعد مهادنته لمعاوية -لعنه الله-، أن الذي ألجأه إلى المهادنة هو الذي ألجأ النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - إلى دخول الغار، وألجأ أمير المؤمنين - عَلَيْه السَّلام - إلى مبايعة أبي بكر حين جمعت حزم الحطب على داره لتحرق بمن فيها من ذرية رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - إن لم يخرج يبايع.
وقال في غيرها: ومن البلاء على هذه الأمة أنا إذا دعوناهم لم يجيبونا، وإذا تركناهم لم يهتدوا إلا بنا.

وقال الحسين بن علي - عَلَيْه السَّلام –

في بعض رسائله إلى أهل البصرة: أما بعد فإن الله ابتعث محمداً بالحق، واصطفاه على جميع الخلق، وكنا أهله وأولياءه، وذريته([25]) وأحق الناس في الناس بمقامه..إلى آخر ما ذكره من قصة المشائخ واستئثارهم بالأمر.

وقال زين العابدين علي بن الحسين - عَلَيْه السَّلام –

في موشحته القافية: فمن الأمان به على إبلاغ([26]) الحجة وتأويل الكتاب إلا أهل الكتاب، وأبناء أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، الذين احتج الله بهم على خلقه، ولم يدع الخلق سدىً؛ هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا فرع الشجرة المباركة، وبقايا الصفوة، الذين طهرهم الله من الرجس، وبرأهم من الآفات، شعراً:
هم العروة الوثقى وهم معدن التقى

وخير حبال العالمين وثيقها

وحكي عن زيد بن علي - عَلَيْه السَّلام –

أنه نسب ما أصابه من ظلم هشام إلى الشيخين لأجل كونهما أول من سن ظلم العترة، والتقدم على الأئمة.
وقال في كتاب الصفوة: واعلم أن ما أصاب الناس (من)([27]) الفتن، واشتبهت عليهم الأمور من قِبَلِ ما([28]) أذكر لك فأحسن النظر([29]) في كتابي هذا، واعلم أنك لن تستشفي بأول قولي حتى تبلغ آخره - إن شاء الله تعالى - وذلك أنهم([30]) لم يروا لأهل بيت نبيهم فضلاً عليهم يعترفون لهم به في قرابتهم من النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -، ولا علماً بالكتاب ينتهون إلى شيء من قولهم فيه.
وقال: وليس كتاب إلا وله أهل هم أعلم الناس به، ضل منهم من ضل، واهتدى من اهتدى.
ثم قال بعد كلام: ورسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - هو جدنا، وابن عمه المهاجر معه أبونا، وابنته أمنا، وزوجته أفضل أزواجه جدتنا، فمن أهل([31]) الأنبياء إلا من نزل بمنزلتنا من نبينا - صَلَّى الله عَلَيْه وآله - والله([32]) المستعان.
واحتج على ذلك بقوله([33]) سبحانه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ(26)} [الحديد] .
وحكى عنه الحاكم أنه قال: الرد إلينا، نحن والكتاب الثقلان.

وذكر محمد([34]) بن علي الباقر - عَلَيْه السَّلام –

في مناظرته للحروري أن الشيخين مغتصبان لموضع قبريهما من دار رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - مع غير ذلك مما ذكر من زلاتهما في حياة النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - وبعد وفاته.

وحكى الحاكم رحمه الله عن جعفر بن محمد الصادق - عَلَيْه السَّلام –

أنه قال: نحن حبل الله الذي قال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا([35])} [آل عمران:103] .

وحكى الإمام المنصور بالله - عَلَيْه السَّلام - عن المهدي لدين الله محمد بن عبدالله النفس الزكية - عَلَيْه السَّلام –

أنه قال بعد كلام ذكر فيه قصة المشائح: فنظر علي للدين قبل نظره لنفسه؛ فوجد حقه لا ينال إلا بالسيف المشهور، وتذكر ما هو به من حديث عهد بجاهلية، فكره أن يضرب بعضهم ببعض فيكون في ذلك ترك الألفة؛ فأوصى بها أبو بكر إلى عمر عن([36]) غير شورى، فقام بها عمر وعمل في الولاية بغير عمل صاحبه، وليس بيده فيها عهد من رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - ولا تأويل من كتاب الله، إلا رأي توخاه هو فيه مفارق لرأي صاحبه؛ فجعلها([37]) بين ستة، ووضع عليهم أمراء أمرهم إن هم اختلفوا أن يقتل الأول([38]) من الفتية، وصغروا من أمرهم ما عظم الله، وصاروا سبباً لولاة السوء، وسدت عليهم أبواب التوبة([39])، واشتملت عليهم النار بما فيها، والله جل ثناؤه بالمرصاد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكذلك حكى([40]) - عَلَيْه السَّلام - عن الإمام يحيى بن عبدالله - عَلَيْهما السَّلام –
أنه قال في كلام([41]) (كتب به)([42]) إلى هارون يذكر فيه قصة المشائخ، وقصة علي - عَلَيْه السَّلام -: ولو شاء أمير المؤمنين - عَلَيْه السَّلام - لهدأت له وركنت إليه بمحاباة الظالمين، واتخاذ المضلين([43])، وموالاة المارقين، ولكن أبى الله ورسوله أن يكون للخائنين متخذاً، وللظالمين موالياً، ولم يكن أمره عندهم مشكلاً؛ فبدلوا نعمة الله كفراً، واتخذوا آيات الله هزواً، وأنكروا كرامة الله، (وكرهوا)([44]) وجحدوا فضيلة([45]) الله، فقال([46]) رابعهم([47]): أنى يكون لهم الخلافة والنبوة حسداً وبغياً؛ فقديماً ما حُسِدَ النبيون وأبناء النبيين، الذين اختصهم الله بمثل ما اختصنا، فأخبر عنهم تبارك وتعالى؛ فقال: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا(54)} [النساء] .
وقال في كلام وعظ به الألف والثلاثمائة الذين شهدوا أنه - عَلَيْه السَّلام - مملوك لهارون: فخلف فيكم ذريته، فأخرتموهم وقدمتم غيرهم، ووليتم أموركم سواهم.

وقال القاسم بن إبراهيم - عَلَيْه السَّلام –

في كتاب تثبيت الإمامة في صفة علي - عَلَيْه السَّلام - بعد ذكره لجملة من فضائله: مع ما يكون عند الأوصياء من علم حوادث الأشياء، وما يلقون بعد الأنبياء من شدائد كل كيد، ودول كل جبار عنيد.
وقال في جواب سائل سأله عن الشيخين: كانت لنا أم صديقة بنت صديق، [و]([48])ماتت وهي غضبانة عليهما([49])، ونحن غاضبون لغضبها لقول النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((إن الله يغضب لغضب فاطمة [ويرضى لرضاها([50])])) .
وقال في كتاب تثبيت الإمامة أيضاً: ولو كان الأمر في الإمامة كما قال المبطلون فيها، وعلى ما زعموا (من)([51]) أنهم الحاكمون بآرائهم واختيارهم (عليها)([52])، وأن الخيرة فيها ما اختاروا، والرأي منها وبها ما رأوا؛ لكان في ذلك من طول مدة الإلتماس، وما قد أعطيوا بقبحه وفساده من إهمال الناس، ما لا يخفى على نظرة عين، ولا تسلم معه عصمة دين.
وقال: واللهُ ما جعل إليهم([53]) الخيرة فيما خَوَّلهم، ولا فيما جعل من أموالهم لهم؛ فكيف([54]) تكون لهم الخيرة([55]) في أعظم الدين عظماً، وأكبره عند علماء المؤمنين حكماً.

وقال محمد بن القاسم - عَلَيْه السَّلام –

في كتاب الأصول: وأما صفة الإمامة فإن الأصل فيها أنها فريضة من الله ورسوله، نطق بها الكتاب، وجاءت بها السنة.
وقال في كتاب الشرح والتبيين: ورأس النجاة لكم، فيما اشتبه عليكم من دينكم؛ ألا يقبل بعضكم قول بعض، ولكن ليرجع وليسأل فيما اشتبه عليه من جعله الله تعالى معدنه وموضعه من أهل الذكر، قال الله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ(7)} [الأنبياء] .
وقال في شرح دعائم الإيمان: فأولئك هم الذين أمر الله بطاعتهم، وهم العترة الطاهرون من آل نبيه - عَلَيْه السَّلام -، وأقامهم أئمة يهدون بأمره، وأمر الخلق كلهم أن يسألوهم إذا جهلوا، وأن يردوا إليهم علم ما اختلفوا فيه؛ لأنهم أهل الاستنباط، والبحث والنظر الذين أمر الله تعالى بالرد إليهم.
وقال: وقد أخبرنا الله عز وجل أنه قد كفى عباده ما يحتاجون إليه بقوله: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام:38] ، وفيه تبيان كل شيء، فالمدركون له علماء آل محمد([56]) - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -.

وقال الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين - عَلَيْه السَّلام –

في كتاب الأحكام: ولاية أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه-]([57]) واجبة على جميع المسلمين، فرض من الله رب العالمين، لا ينجو أحد من عذاب الرحمن، ولا يتم له اسم الإيمان، حتى يعتقد ذلك بأيقن الإيقان.
وقال: فمن أنكر أن يكون علي أولى [الناس]([58]) بمقام الرسول، فقد رد كتاب([59]) الله ذي الجلال والطول، وأبطل قول رب العالمين، وخالف في ذلك ما نطق به الكتاب المبين، وأخرج هارون من أمر موسى كله، وأكذب رسول([60]) الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- في قوله، وأبطل ما حكم به في أمير المؤمنين، فلا بد أن يكون من كذب بهذين المعنيين؛ في دين الله فاجراً، وعند جميع المسلمين كافراً.
وقال: والاختيار في ذلك إلى الرحمن، وليس من الاختيار في ذلك شيء إلى الإنسان، كما قال [الله]([61]) سبحانه: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ(68)} [القصص] ، ويقول([62]) سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا(36)} [الأحزاب] ، صدق الله سبحانه؛ لقد ضل من اختار سوى خيرته، وقضى بخلاف قضائه، وحكم بضد حكمه.
وقال في جوابه لأهل صنعاء: لست بزنديق ولا دهري، ولا ممن يقول بالطبع ولا ثنوي، ولا مجبر قدري، ولا حشوي ولا خارجي، وإلى الله أبرأ من كل رافضي غوي، ومن كل حروري ناصبي، ومن كل معتزلي غال، ومن جميع الفرق الشاذة، ونعوذ بالله من كل مقالة غالية، ولا بد من فرقة ناجية عالية، وهذه الفرق كلها عندي حجتهم([63]) داحضة، والحمد لله.
وقال في كتاب القياس: وقع هذا الإختلاف، وكان ما سألت عنه من قلة الإئتلاف، لفساد هذه الأمة وافتراقها، وقلة نظرها لأنفسها([64]) في أمورها، وتركها لمن أمرها الله باتباعه، والإقتباس من علمه، ورفضها لأئمتها وقادتها؛ الذين أمرت بالتعلم منهم، والسؤال لهم.
ثم قال: فإن قال([65]): كيف لا تقع الفرقة، ولا يقع بين أولئك - عَلَيْهم السَّلام - خُلْفَة؟
قيل: لأنهم([66]) أخذوا علمهم من الكتاب والسنة، ولم يحتاجوا إلى إحداث رأي ولا بدعة.
ثم قال: [ثم]([67]) اعلم من بعد كل علم وقبله، وعند استعمالك لعقلك في فهمه، أن الذين أمرنا باتباعهم؛ من آل رسول الله – صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -، وحضضنا على التعلم منهم، وذكرنا ما ذكرنا من أمر الله برد الأمور إليهم، هم الذين احتذوا بالكتاب من آل رسول الله –صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم-، واقتدوا بسنة رسول الله – صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم – الذين اقتبسوا علمهم من علم آبائهم وأجدادهم جداً عن جد، وأباً فأباً([68])؛ حتى انتهوا إلى مدينة العلم، وحصن الحلم([69])، الصادق المصدق، الأمين الموفق، الطاهر [المطهر([70])]، المطاع عند الله سبحانه [المقدم]([71]) محمد - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - فمن كان([72]) من آل رسول الله على ما ذكرنا ناقلاً عن آبائه، مقتبساً عن أجداده، لم يزغ عنهم، ولم يقصد غيرهم، ولم يتعلم من سواهم؛ فعلمه ثابت صحيح.
وقال في رفضة الأئمة: لا يجهل فضلهم إلا جهول معاند، ولا ينكر حقهم إلا معطل جاحد، ولا ينازعهم معرفة ما أتوا به عن الله سبحانه إلا ظلوم، ولا يكابرهم فيما ادعوه عن الله إلا غشوم.
وقال في الأحكام، أيضاً وأوثق وثائق الإسلام: إن آل محمد لا يختلفون إلا من جهة التفريط؛ فمن فرط في علم آبائه، ولم يتبع علم أهل بيته، أباً فأباً حتى ينتهي إلى علي بن أبي طالب – رحمة الله عليه – والنبي – صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم – شارك العامة في أقاويلها، وتابعها في سيء تأويلها، ولزمه الإختلاف لا سيما إذا لم يكن ذا نظر وتمييز، ورد لما ورد عليه إلى الكتاب، ورد كل متشابه إلى المحكم.

وقال الناصر للحق الحسن بن علي - عَلَيْه السَّلام –

فيما حكاه عنه مصنف المسفر في ذكر علي - عَلَيْه السَّلام -: كان وصي رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - وخليفته، وخير هذه الأمة بعده، وأحق الناس بمجلسه؛ لأنه خص بالدعاء إلى الإيمان قبل البلوغ فضيلة له دون([73]) غيره، وأن من حاربه وظلمه كافر تجب البراءة منه.
وقال: لا إيمان إلا بالبراءة من أعداء الله وأعداء رسوله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - وهم الذين ظلموا آل محمد - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - وأخذوا ميراثهم، وغصبوا خمسهم، وهموا بإحراق منازلهم.
وحكى - عَلَيْه السَّلام - أن أبا بكر وعمر اختلفا في المشورة على النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - فيمن يرأس على بني تميم فأشار أبو بكر بالأقرع بن حابس، وأشار عمر بغيره؛ حتى علت أصواتهما فوق صوت النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - فأنزل الله فيهما: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ(2)} [الحجرات] .
قال - عَلَيْه السَّلام -: فإذا كانت طاعتهم تحبط برفع الصوت، فما ظنك بمن قلَّت طاعته، وعظم خلافه للنبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -.
وقال: ولله أدلة على الحوادث على المكلف إصابتها التي الأمة فيها (على)([74]) سواء؛ فأما سوى هذه الأصول والأحكام في الحوادث النازلة التي يسوغ فيها الاجتهاد إذ لا([75]) نص فيها من كتاب ولا سنة، ولا إجماع من الأمة والأئمة؛ فالإجتهاد فيها إلى علماء آل الرسول – عَلَيْهم السَّلام – دون غيرهم لقوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء:59] ، ولقوله [تعالى] (أيضاً)([76]): {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ...الآية} [النساء:83] .
قال: فإذا نظر الطالب للحق في اختلاف علماء آل الرسول -صلوات الله عليهم-، فله أن يتبع قول أحدهم، إذا وقع له الحق فيه بدليل من غير طعن ولا تخطئة للباقين.
وذكر - عَلَيْه السَّلام - أن المعتزلة وأصحاب الرأي يرون الإجتهاد ويقولون: إن أول من اجتهد عمر.
ومن شعره - عَلَيْه السَّلام - في معنى ذلك قوله:
لا تبتغوا غير آل المصطفى علماً
آل النبي وعنه إرث علمهمُ
وقولهم مسند عن قول جدهم

لهديكم فهمو خير الورى آلُ
القائمون بنصح الخلق لم يألوا
عن جبرئيل عن الباري إذا قالوا


وقوله:
أشكو إلى الله أن الحق مُتَّرَك([77])

بين العباد وأن الشر([78]) مقبولُ


إلى قوله:
وأن أمتنا أبدت عداوتنا
إذا ذكرنا بعلم أو بعارفة

أن خصنا من عطاء الله تفضيلُ
صاروا كأنهم من غيظهم حولُ



وقال المرتضى لدين الله محمد بن يحيى - عَلَيْه السَّلام –

في كتاب مسائل الطبريين: فأمر الله عز وجل أمة محمد -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- أن يجعلوا مكافأته([79]) المحبة لولده، وأوجب عليهم بذلك طاعتهم، وافترض محبتهم، كما افترض الصلاة، وذلك لإقامة الحجة في رقابهم، وقطع عللهم؛ لما قد علم سبحانه بما([80]) سيكون من أمة محمد - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - [فيهم([81])] ولهم من العداوة والبغضة.
وقال في كتاب الشرح والبيان: ولسنا نطلق في أهل الفضل والدين، والتصديق لذي القوة المتين، من أصحاب [محمد]([82]) خاتم النبيين، الذين آمنوا به واتبعوه، وجاهدوا معه وصدقوه، ولا نقول فيهم إنهم اختلفوا ولا تضادوا، ولكن كان معه - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - منافقون قد ذكرهم الله في كتابه في غير موضع.
وقال في الرسالة السابعة: قد حكم الله سبحانه بهذا الأمر لقوم سماهم، ودل عليهم ونصبهم، وحظره على غيرهم؛ فجعله لهم فضيلة على سواهم([83])، وذلك قوله سبحانه: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا...الآية} [فاطر:32] ، ثم ذكر كثيراً من الآيات والأخبار.
وقال بعد ذلك: فمن([84]) غدا بهذا الأمر في غير أهل بيت نبيه - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - فقد عبث بنفسه، وتمرد في دين خالقه.
وقال في جوابه للقرامطة: ودل على أولي الأمر بما ذكر في كتابه [حيث يقول عز ذكره]([85]): {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} ثم قال: {وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59] ، فدل على طاعة ثالثة، وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ(119)} [التوبة] ، فجمعت هذه الكلمة([86]) جميع([87]) من آمن ثم [استثنى منهم قوماً فقال: كونوا مع الصادقين؛ فإذا به]([88]) استثنى قوماً من المؤمنين([89]) أمر المؤمنين بتبعهم والكينونة معهم، ثم قال عز وجل: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [فاطر:32] ، فدل على قوم أورثهم الكتاب وهم آل الرسول المذكورون أولاً وآخراً.
وقال في جوابه للطبريين: إنما تختلف الأئمة في غير الحلال والحرام، وفي الشرح والكلام، ولكل إمام في عصره([90]) نوازل تنزل به، وعليه أن([91]) يحكم فيها بما يوفقه الله [له]([92])، فيستنبطها من كتاب الله وسنة نبيه، أو حجة العقل التي يستدل بها على غامض الكتاب، ويستخرج بها الحق والصواب، ولو نزلت هذه المسألة بالأول لاستخرجها كما يستخرجها الآخر.
والأئمة مؤتمنة على الخلق قد أمرهم الله عز وجل بحسن السيرة فيهم، والنصح لهم، فلعله أن يجري في عصر الإمام سبب من أسباب الرعية يحكم فيه بالصواب الذي يشهد له به الكتاب، ثم تنزل تلك النازلة في عصر آخر من الأئمة لا يمكنه من إنفاذ الحكم فيها ما أمكن الأول فيكون بذلك عند الله معذوراً.
وقال: فالواجب على الرعية إذا وثقت بعدالة إمامها وصحت عندهم([93]) إمامته أن يعلموا أن علمهم يقصر عن علمه، ولا يقعون من الغامض على ما يقع عليه؛ فإذا علموا ذلك وجب عليهم التسليم.
ومن شعره([94]) - عَلَيْه السَّلام - في معنى ذلك، قوله:
بدعنا كل مكرمة ولما
وما إن زال أولنا نبياً
يصلي كلُّ محتلمٍ علينا
وحَسْبُكِ مفخراً أنا جُعلنا

نزل للمجد مذ كنا سناما
ولا ينفك آخرنا إماما
ويتبعها إذا صلى السلاما
لكل هدىً ومكرمةٍ تماما

وقال (أخوه)([95]) الناصر لدين الله أحمد بن يحيى - عَلَيْه السَّلام –

في كتاب مسائل أبي إسحاق: وقد قال الله عز وجل: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ(43)} [العنكبوت] ، فأعلمك عز وجل أنه لا يعقلها إلا العالمون، ولا علم لمن جهل معدن الحق، وقدر النبوة، وخيرة الإمامة.
وقال في كتاب النجاة: وتعاموا عن قوله عز وجل: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا(33)} [الأحزاب] ، والمطهَّر من الرجس لا يكون في دينه زلل، ولا في قوله ميل، ولا في تأويله للقرآن خطل؛ فلم يكن عز وجل ليطهر من يكذب عليه؛ فيكون من عانده أولى بالحق منه، وهو عز وجل أعلم بالمفسد من المصلح.

وقال القاسم بن علي العياني - عَلَيْه السَّلام –

في كتاب ذم الأهواء والوهوم: قد أتى الخبر أن النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - لم يفارق الدنيا حتى خولف أمره في جيش أسامة وغيره، ومن قبل ما فعل القوم أخبر الله بفعلهم فقال عز من قائل: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ(144)} [آل عمران] ، فلم يكن الشاكرون فيما بلغنا إلا علي وذرية رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - وذرية([96]) أمير المؤمنين، ومن تبعهم من المؤمنين؛ فكانت هذه أول فرقة أمة محمد - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - فكان الناس كلهم فرقة، وكان علي وأصحابه أمة ثانية؛ فلم يزل أمير المؤمنين مع الكتاب كما ذكر رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - والقوم([97]) في دنياهم يخبطون خبط العشوى لا يهتدون إلا ما هداهم له - عَلَيْه السَّلام - عند فزعهم في بعض الأمور [إليه]([98]) تثبيتاً للحجة عليهم، وهم يُدَوِّلون ولايتهم إدوال من كان من أمم([99]) الأنبياء قبلهم.
وقال في كتاب التنبيه: وسألت عن السواد الأعظم، وإرماله للحج إلى بيت الله (الحرام)([100])، وزيارة قبر رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - يشهدون بالأمر والخلافة لصاحب الغار، وينكرون قول رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) .
فالجواب([101]): اعلم أيها الأخ - أكرمك الله - أن هؤلاء سامرية أمة محمد - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - لا فرق بينهم وبين سامرية [أمة]([102]) موسى - صلى الله عليه - كما لا فرق بين موسى ومحمد، وكما لا فرق بين هارون وعلي إلا النبوة؛ لقول النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)) .
وقال في رسالته إلى أهل طبرستان: أصل التأويل أول الخبال، والاختلاف في الأئمة أول الضلال، والاعتماد على غير العترة أول الوبال، أصل العلم مع السؤال، وأصل الجهل مع الجدال، العالم في غير علمنا كالجاهل بحقنا، الراغب في عدونا كالزاهد فينا، المحسن إلى عدونا كالمسيء إلينا، الشاكر لعدونا كالذام لنا، المعترض لنحلتنا كالغازي([103]) علينا، معارضنا في التأويل كمعارض جدنا في التنزيل، الراعي لما لم يُستَرع كالمضيع لما استرعي، القائم بما لم([104]) يستأمن عليه كالمعتدي فيما استحفظ (عليه)([105])، الخاذل لنا كالمعين علينا، المتخلف عن داعينا كالمجيب لعدونا، معارضنا في الحكم كالحاكم بغير الحق، المفرق بين العترة الهادين كالمفرق بين النبيين، هنا([106]) أصل الفتنة يا جماعة الشيعة.

وقال ابنه الحسين بن القاسم - عَلَيْه السَّلام –

في كتاب الرد على الملحدين: فيا أيتها([107]) الأمة الضالة عن رشدها، الجاهدة في هلاك أنفسها، أمرتم بمودة آل النبي، أم فرض عليكم مودة تيم وعدي؟
وقال في كتاب التوحيد: ولو تمسكوا بسفن النجى([108]) لما غرقوا في بحار العمى، ولو شربوا من علم آل نبيهم لشفوا من الظمأ، ولظفروا بالغنائم العظمى، ولأنارت قلوبهم لموافقة الحكماء، ولكنهم اكتفوا بعلم أنفسهم، واستقلوا آل([109]) نبيهم؛ فلا يبعد الله إلا من ظلم، وعلى نفسه السوء اجترم.
وقال في مختصر الأحكام: وجميع العقول مفتقرة إلى عقول الأئمة - عَلَيْهم السَّلام - ولولا ذلك لما احتاج أحد إلى إمام، ولسقط فرض الإمامة عن([110]) جميع الأنام، ولو سقط ذلك عنهم لما فرضه الله عليهم.
وقال في كتاب الرد على الملحدين: الإمامة فرض من الله لا يسع أحداً جهلها؛ لأن الحكيم لا يهمل خلقه([111]) مع ما يرى من اختلافهم، من الحجة على من عند عن الحق منهم، والهداية لمن طلب النجاة من أوليائه، والبيان لتلبيس([112]) أعدائه، وإلا فقد ساوى بين حقهم وباطلهم.
وفي ذلك ما يقول النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((من مات لا يعرف إمامه([113]) مات ميتة جاهلية)) وقول الله عز وجل: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ(7)} [الرعد] ، فأخبر أن النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - منذر للعباد، وأن لكل قوم هادياً إلى الحق في كل زمان، يوضح ما التبس من الأديان، ويرد على من دان بغير دين الإسلام.


وقال([114])

أبو الفتح بن الحسين الديلمي - عَلَيْه السَّلام –

في تفسيره في معنى قول الله سبحانه: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} [القصص:68] ، قال: أي يخلق ما يشاء من الخلق ويختار من يشاء للنبوة والإمامة.
وفي معنى قوله سبحانه: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب:6] ، قال: عنى بالأزواج من بانت خيرتها، وصحت سريرتها؛ كخديجة بنت خويلد –رضي الله عنها- أم الأئمة – عليها وعَلَيْهم السَّلام -، وكأم سلمة – رضي الله عنها – فأما من عَنَدَ منهن عن الحق، وشق عصا المسلمين فلسن بأمهات المسلمين([115])، ولا هن([116]) بأهل (كرامة)([117]) عند الله رب العالمين.
وفي معنى قول الله سبحانه: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [البقرة:27] ، قال: هم الذين لا يوجبون محبة آل محمد - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - وينكرون فضلهم.
وفي معنى [قوله سبحانه : {فَاسْأَلُوا]([118]) أَهْلَ الذِّكْرِ}، [قال]([119]): هم العلماء من آل الرسول - عَلَيْهم السَّلام -.
وفي معنى قول الله سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} [النور:55] ، قال: نزلت في رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - وأمير المؤمنين علي - عَلَيْه السَّلام([120]) – [والحسن والحسين]([121]) وخيار أهل بيتهما، ومن سار بسيرتهما، وتبع طريقتهما إلى يوم القيامة لأنهم ورثة الكتاب والعالمون به، ولهم الخلافة في الأرض، إلى يوم العرض.
وفي معنى قوله سبحانه: {وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} [النور:55] ، قال: يعني دين الإسلام، وذلك عند ظهور حجة الله القائم.
وروي عنه - عَلَيْه السَّلام - أنه قال: أما فروع الشريعة فإن وقع بين الأئمة - عَلَيْهم السَّلام - في ذلك اختلاف([122]) فليس ذلك مما ينقص من علمهم وفضلهم لأن الاجتهاد في الدين واجب، والإحتياط لازم، والرجوع إلى الكتاب والسنة مما تعم به البلوى، ولكل في عصره نظر واستدلال وبحث وكشف، وقد ينكشف للمتأخر ما لم ينكشف للمتقدم، لا بأن([123]) المتقدم قصر عما بان للمتأخر.
وقال: وليس من الدين تخطئة واحد منهم، والحكم عليه بأنه خالف الشريعة والأئمة.

وقال الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان - عَلَيْه السَّلام –

في كتاب الحكمة: وقد أجمع ذووا قربى (الرسول)([124]) - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - على أن الإمامة خاصة في الحسن والحسين وأولادهما؛ فكان إجماعهم حجة؛ لأن خلافهم خلاف المودة، ولم يودهم من خالفهم، وقد قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(31)} [آل عمران] ، فقرن المحبة بالاتباع؛ فمن لم يتبعهم لم يحبهم؛ فصح ما قلناه([125]).
وقال فيه يحكي قصة السقيفة: فلما اشتغل أمير المؤمنين - عَلَيْه السَّلام - بما ينبغي له أن يشتغل به، اجتمع المهاجرون والأنصار إلى سقيفة بني ساعدة، وتنافسوا في الملك، ونسوا ما أوصاهم به رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - من أمره لهم باتباعهم لعلي - عَلَيْه السَّلام - في مواقف كثيرة، وأكاليم شهيرة.
وقال: وكان من جملة الظالمين من غصب علياً - عَلَيْه السَّلام - حقه، وأنكر([126]) سبقه، واستولى على الأمر الذي كان أولى به؛ كأبي بكر وعمر وعثمان، ومن أعانهم على أمرهم واحتج على نكثهم لأيمانهم [وإيمانهم]([127]) بقول الله سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ...الآية} [المائدة:54] ، وذكر أنها نزلت فيهم.
وقال في جوابه لمسائل الأمراء السليمانيين: سمي المعتزلة معتزلة حيث اعتزلوا عن أمير المؤمنين - عَلَيْه السَّلام - منهم سعد بن مالك بن أبي وقاص، وعبدالله بن عمر، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، وأسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، والأحنف بن قيس، (وسموا نفوسهم)([128]) أهل العدل والتوحيد.
وقال فيه: وقد قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم: ((ستفترق أمتي من بعدي على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا فرقة واحدة)) وقد بينها [النبي]([129]) - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - وأوضحها في أهل بيته - عَلَيْهم السَّلام - ومن تبعهم في مواضع كثيرة منها ما قال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى)) .

وقال الإمام المنصور بالله أمير المؤمنين، عبدالله بن حمزة بن سليمان - عَلَيْه السَّلام –

في [كتاب]([130]) شرح الرسالة الناصحة: انظر([131]) - أيدك الله - بفكر ثاقب، كيف يسوغ لمسلم إنكار فضل قوم تبدأ بذكرهم الخطب، وتختم بذكرهم الصلاة، حتى لا تتم صلاة مسلم إلا بذكرهم، وذكرهم مقرون بذكر الله سبحانه وذكر رسوله([132]) - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - أين العقول السليمة، والأفكار الصافية من هذا.
وقال: هم أعلام الدين، وقدوة المؤمنين، والقادة إلى عليين، والذادة عن سرح الإسلام والمسلمين، وبهم أقام الله الحجة على الفاسقين، ورد كيد أعداء الدين، وهم القائمون دون هذا الدين القويم، حتى تقوم الساعة، ينفون([133]) عنه شبه الجاحدين، وإلحاد الملحدين.
وفي ذلك ما روينا عن النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - [أنه قال]([134]): ((أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم طلع نجم)) فكما أنا نعلم أنه لا يجوز أفول نجم إلا بطلوع نجم آخر حتى تقوم الساعة، نعلم أنه لا يمضي منهم سلف صالح إلا وعقبه([135]) خلف صالح، وقد قال الله سبحانه لنبيه - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ(7)} [الرعد] ، فمعنى هذه الآية -والله أعلم-: أن الله جل ذكره جعل في كل وقت من أهل بيت([136]) نبيه - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - هادياً لقوم ذلك الوقت.
وقد روينا عن أبينا رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - أنه قال: ((من كان في قلبه مثقال حبة من خردل عداوة لي ولأهل بيتي لم يرح رائحة الجنة)) ولا نعلم أشد لهم عداوة، ولا أعظم مكيدة لدين الله ونبيه - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - ممن أنكر فضل عترته، وساوى([137]) بينهم وبين غيرهم.
وقال: ولا يرد الحوض إلا من خلصت مودته لهم ولا تخلص مودة من أنكر فضلهم، وجحد حقهم، وساوى بينهم وبين غيرهم.
وقال: كيف يكون شيعياً لآل محمد - عَلَيْهم السَّلام - من أنكر فضلهم، وجحد حقهم، وقبس([138]) العلم بزعمه من غيرهم.
وقال: منكر فضل أهل البيت - عَلَيْهم السَّلام - يشارك([139]) قتلة زيد بن علي - عَلَيْه السَّلام - وأصحابه - رضي الله عنهم - في سفك دمائهم، ووزر قتالهم؛ لأن علة قتالهم لزيد بن علي –عَلَيْهما السَّلام- وأصحابه –رضي الله عنهم أجمعين- إنكار فضله وفضل أهل بيته – صلوات الله عليهم – وما أوجب [الله]([140]) على الكافة من توقيرهم، والرجوع إليهم، وأخذ العلم عنهم، والجهاد بين أيديهم.
وقال: واعلم أن من تأمل أدنى تأمل في أحد الأدلة فضلاً عن مجموعها إما في دلالة العقل أو في كتاب الله سبحانه، أو في سنة الرسول -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم-، أو في إجماع الأمة أو العترة، أو تتبع أقوال الأئمة - عَلَيْهم السَّلام - علم صدق ما قلناه([141])، ولكن وأين من يترك يصل إلى ذلك، ويمنعه من ذلك إيجاب الرجوع إلى قول الشيخ.
وقال: أمر النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - أمته باتباع عترته المطهرة؛ فخالفوه([142]) في ذلك، ولهم أتباع [في كل وقت([143])] يقتفون آثارهم في خلاف العترة الطاهرة حذو النعل بالنعل، بل قد تعدوا [في]([144]) ذلك إلى أن قالوا هم أولى بالحق واتباعهم أوجب([145]) من اتباع هداتهم فردوا بذلك قول النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((قدموهم ولا تقدموهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا)) وهذا نص في موضع الخلاف لا يجهل معناه إلا من خذل.
وقال في الشافي: قال الله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ(7)} [الرعد] ، فالمنذر رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - والهادي هو الإمام من ذريته الطاهرة.
وقال: ألم تعلم أن المفرق بين العترة الهادين كالمفرق بين النبيين.
وقال في معنى ذلك: كيف تخالف الذرية أباها، وقد شهد لهم النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - بالاستقامة بقوله: ((إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) .
وقال: اعلم أن كافة أهل البيت الطاهرين، وذرية خاتم النبيين - صلى([146]) الله عليه وآله وسلم - يدينون ويعتقدون أنه لا نجاة لأبي بكر وعمر وعثمان إلا بخلوص ولايتهم فيهم؛ لأن الله تعالى أوجب محبتهم على جميع المكلفين وهم منهم، ولأنا روينا عن النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - أنه قال: ((أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه، وأحبوني لحب الله، وأحبوا أهل بيتي لحبي)) .
وروى فيه عن النبي - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - أنه قال: ((من ناصب علياً الخلافة([147]) بعدي فهو كافر وقد حارب الله، ومن شك في علي فهو كافر)) .
وقال - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم -: ((ويل لأعداء أهل بيتي المستأثرين عليهم لا نالتهم شفاعتي، ولا رأوا جنة ربي)) .
وقال: ولما قبض رسول الله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - مرضي الفعل، مشكور العمل قد أنقذ الخلائق([148]) من شفا الحفرة، ونجاهم عن بحار([149]) الهلكة، وأضفى عليهم ستر([150]) الإسلام الحسن الجميل، ولم يبق عنق مكلف إلا فيه له - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - منة الهداية، والمنة لله تعالى.
وكان من أمر فاطمة - عليها السلام - السلالة المرضية، والنسمة الزكية، والجمانة البحرية، والياقوتة المضيئة، ما كان من النزاع في أمر الإرث، [وبعد ذلك في أمر النحلة]([151]) لفدك وغيره ما شاع في الناس ذكره، وعظم على بعضهم أمره، حتى قال قائلهم:
وما ضرّهم لو صدقوها بما ادعت
وقد علموها بضعة من نبيهم

وماذا عليهم لو أطابوا جنانها
فلم طلبوا فيما ادعته بيانها


فمرضت سراً، ودفنت ليلاً، وذلك بعد دفع الوصي عن مقامه، واتفاق الأكثر على اهتضامه، فتجرع أهل البيت - عَلَيْهم السَّلام - الرزية، وصبروا على البلية، علماً بأن لله تعالى داراً غير هذه الدار، يجبر فيها مصاب الأولياء، ويضاعف لهم([152]) فيها المسار، وهي دار الدوام، ومحل القرار، ويضاعف على الأعداء الخزي والبوار، ويخلدون في أنواع العذاب التي إحداها النار.
وحكى - عَلَيْه السَّلام - كلام فاطمة - عليها السلام - مع نساء المهاجرين والأنصار الذي عرضت فيه للمشائخ وأتباعهم بقول الله سبحانه: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ(80)} [المائدة] .
ثم قال عقيب ذلك: فهذا كلام فاطمة - عليها السلام - الذي لقيت عليه الله سبحانه، فلم نتعد طريقة من يجب الاقتداء به من الآباء والأمهات - عَلَيْهم السَّلام -.
وقال: لو لم يتقلد الأمر أبو بكر ما تأهل له عمر، ولو لم يتقلده عمر ما طمع فيه عثمان، ولو لم يتقلده عثمان ما طمع([153]) فيه معاوية ومن تبعه من جبابرة بني أمية، ولولا أخذه جبابرة بني أمية ما تقلده بنو العباس.
وقال في كتاب حديقة الحكمة في شرح التاسع عشر من الأخبار السيلقية: فأما حب الرفعة فقد هلك فيه قوم كثير، والله بما تعملون بصير، ألم تسمع إلى قول بعض الأنصار في معنى الافتتان برفعة الدنيا والحب لشرفها، وذلك لما قتل سعد([154]) بن عبادة بسهمين رمي بهما في الليل، وقد خرج لقضاء حاجته ليلاً، وزعم من زعم أنه سمع من الجن قائلاً يقول:
قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده

رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده


فقال في ذلك بعض الأنصار -وكان سعد قبل مغاضباً لأبي بكر ممتنعاً من بيعته، وروي عنه أنه قال: لما رأينا قريشاً عدلت بالأمر عن أهله طمعنا فيه في قصص طوال، فقال بعض الأنصار([155]) في ذلك-:
يقولون سعداً شقّت الجن بطنه
وما ذنب سعد أنه بال قائما
لئن صبرت عن فتنة المال أنفس

ألا ربما حققت فعلك بالعذر
ولكن سعداً لم يبايع أبا بكر
لما صبرت عن فتنة([156]) النهي والأمر


يعرض بأبي بكر في ذلك([157])، وأنه لم يصبر عن فتنة النهي والأمر، وشرف الرئاسة.
وقال [يعني المنصور بالله (ع)]([158]) في بعض أجوبته الموجودة بخطه - عَلَيْه السَّلام -: وسألت عمن يرضي عن الخلفاء، ويحسن الظن فيهم([159]) وهو من الزيدية ويقول: أنا أقدم علياً - عَلَيْه السَّلام - وأرضي عن المشائخ، ما يكون حكمه، وهل تجوز الصلاة خلفه ؟
الجواب عن ذلك: أن هذه مسألة غير صحيحة فيتوجه([160]) الجواب عنها لأن الزيدية على الحقيقة هم الجارودية، ولا يعلم في الأئمة - عَلَيْهم السَّلام - بعد زيد بن علي - عَلَيْه السَّلام - من ليس بجارودي، وأتباعهم كذلك، وأكثر ما نقل وصح عن السلف هو ما قلنا -يعني التوقف- على تلفيق واجتهاد، وإن كان الطعن والسب من بعض الجارودية ظاهراً، وإنما هذا رأي المحصلين منهم، وإنما هذا القول قول بعض المعتزلة يفضلون علياً - عَلَيْه السَّلام - ويرضُّون عن المشائخ؛ فليس هذا يطلق على أحد من الزيدية.
لأنا نقول: قد صح النص على أمير المؤمنين [-عَلَيْه السَّلام-] من الله تبارك وتعالى ورسوله - صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم - وصحت معصية القوم وظلمهم وتعديهم لأمر الله سبحانه، وإن كانت جائزة([161]) المعصية والترضية؛ فما أبعد الشاعرُ في قوله:
فويل تالي القرآن في ظلم الليـ ـل وطوبى لعابد الوثن


ومن حاله ما ذكرت لا يعد في الزيدية رأساً، وإنما هذا قول بعض المعتزلة، وصاحب هذا القول معتزلي لا شيعي ولا زيدي.
وأجمل من قال في أبي بكر وعمر وعثمان من آبائنا المتأخرين - عَلَيْهم السَّلام - [إنما هو([162])] المؤيد بالله - عَلَيْه السَّلام - فنهاية ما ذكر أنهم لا يسبون، وأن سبهم لا تصح روايته عن أحد من السلف الصالح - عَلَيْهم السَّلام -.
فأما الترضية فهذا يوجب القطع على أن معصيتهم صغيرة فإن أوجدنا([163]) صاحب هذه المقالة البرهان على أن معصيتهم صغيرة تابعناه؛ فليس على متبع الحق غضاضة، ولكنه لا يجد السبيل إلى ذلك أبداً.
أو عصمتهم ولا قائل بذلك من الأمة([164])، وشاهد الحال لو ادعى ذلك لفضحه؛ لأن طلحة والزبير من أفاضلهم وقد صح فسقهما بالخروج على إمام الحق، وإنما رويت توبتهما، ولم يرو من الثلاثة توبة عما أقدموا عليه من الإمامة وتأخير علي - عَلَيْه السَّلام - عن مقامه الذي أقامه الله سبحانه فيه ورسوله.
وأما الصلاة خلف من ذكرت ففي الصلاة خلاف طويل، وقد أجازها الأكثر خلف المخالفين ما لم يكن خلافهم كفراً؛ فالأمر في ذلك يهون، والاحتراز من الصلاة خلف من يقول بذلك أولى.
ومن شعره - عَلَيْه السَّلام - في معنى ذلك، قوله:
فعدّ عن المنازل والتصابي
[فيا لك موقفاً ما كان أسنى
لقد مالَ الأنامُ معاً علينا

وهات لنا حديث غدير خمّ
ولكن مر في آذان صمّ]([165])
كأن خروجنا من خلف ردمِ


وقوله:
أرى الناس من بعد يوم الغدير
فلم قدموا شيخ تيم عتيق
فلا تعجبنَّ فإن الخطوب

سواسية ليلهم أغدرا
ولم أخروا الهاشمي حيدرا
تُري ما يُرى أنه لا يُرى


وقوله:
أأرضى أن يكون أبو حسينٍ
[معاذَ اللهِ ليسَ يكونُ هذا
[إذا لم تغضبوا للدين جهراً

رباعياً وفي كفي حسامي
ولما نحتسي جرع الزؤامِ]([166])
ولم تحموا عليه فمَن يحامِ]([167])


وقوله:
أيها الطالب ملكاً لم تصب
لو وعوا ما قيل في أربابها

إن فيه الهلك فاسأل مَنْ خَبر
لم يقلدها أبو بكر عمر


وقوله:
كم بين قولي عن أبي عن جده
وفتىً يقول حكى لنا أشياخنا

وأبو أبي فهو النبي الهادي
ما ذلك الإسناد من إسنادي


(والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وسلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم)([168])
________________________________________
([1])ـ زيادة من نخ (ب، ج).
([2])ـ زيادة من نخ (أ، ج).
([3])ـ في (ب): بعد وفاته.
([4])ـ نخ (ب): أدلى بها.
([5]) - زيادة من نخ (ب، ج).
([6])ـ في (د): أحدهم.
([7])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([8])ـ نخ (ج): مما.
([9])ـ نخ (ب): لابن.
([10])ـ زيادة من نخ (أ،ب).
([11])ـ في (ب، ج): إليه.
([12]) نخ (ج): فنكثوا.
([13]) - نخ (ج): أهل بيته.
([14])ـ نخ (ب): بحور.
([15]) - نخ (ج): به.
([16])ـ في (ب،ج): لك.
([17])ـ زيادة من نخ (ب،ج).
([18])ـ زيادة من نخ (ب،ج).
([19])ـ في (ب): وفيكم.
([20]) - نخ (ج): ورود.
([21]) - نخ (ج): نعمهم.
([22])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([23])ـ نخ (أ،ج): المهمات.
([24])ـ نخ (ج): وقال.
([25])ـ في (ب): وورثته.
([26])ـ في (ب): إبلاغ.
([27])ـ زيادة من نخ (ب،ج).
([28])ـ في (ب): أن.
([29])ـ نخ (أ): الظن.
([30])ـ نخ (ب): لأنهم.
([31])ـ في (ب): أهل بيت.
([32])ـ نخ (ج): فالله.
([33]) - نخ (ج): بقول الله سبحانه.
([34])ـ هو الإمام الباقر محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب -عَلَيْهم السَّلام- ويكنى بأبي جعفر.
ولد –عَلَيْه السَّلام- سنة تسع وخمسين، ولقب بالباقر، وبشر به رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم- وأمر جابر أن يقرئه السلام بقوله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم-: ((يا جابر إنك ستعيش حتى تدرك رجلاً من أولادي اسمه اسمي يبقر العلم بقراً، فإذا رأيته فأقرئه مني السلام)) فلما رآه جابر اعتنقه وقال له: جدك يقرأ عليك السلام.
وكان –عَلَيْه السَّلام- من عظماء أهل البيت -عَلَيْهم السَّلام- وعلمائهم المجمع على جلالته وفضله وعلمه وعلو منزلته، وأمه هي فاطمة بنت الحسن بن علي بن أبي طالب، وهو أول من اجتمعت له ولادة الحسنين.
توفي –عَلَيْه السَّلام- سنة ثمان عشرة ومائة، عن ثلاث وستين سنة، ودفن بالبقيع إلى جنب أبيه السجاد، وجده الحسن بن علي، وجدته فاطمة بنت رسول الله -صَلَّى الله عَلَيْه وآله وَسَلَّم-.
([35])ـ في (ب): {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}.
([36])ـ نخ (ب): من.
([37])ـ في (ب): جعلها شورى، و(ج): جعلها بين ستة.
([38])ـ نخ (ب) ظن: الأقل.
([39])ـ في (ب): الرحمة.
([40])ـ نخ (ج): ما حكى.
([41]) - نخ (ج): كتاب.
([42])ـ نخ (ب): كتبه.
([43])ـ في (ب، ج): المضلين عضداً.
([44])ـ زيادة من نخ (أ).
([45])ـ في (ب): جحدوا حجة.
([46])ـ نخ (ب): وقال.
([47])ـ في هامش نخ (ب،ج): أي المغيرة.
([48])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([49])ـ نخ (أ): عليهم.
([50])ـ ما بين القوسين زيادة في (ب،ج).
([51])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([52])ـ زيادة من نخ (أ، ب).
([53])ـ نخ (ب): لهم.
([54]) - نخ (ج): وكيف.
([55])ـ في (ب): الخيرة من أمرهم.
([56])ـ نخ (ج): الرسول عَلَيْهم السَّلام.
([57])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([58])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([59]) - نخ (ج): كلام الله.
([60]) - نخ (ج): وأكذب رسوله في قوله.
([61])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([62]) - نخ (ج): وكما قال سبحانه .
([63])ـ نخ (ب): حجتها.
([64])ـ نخ (ب): لنفسها.
([65])ـ نخ (ج): فإن قيل.
([66])ـ نخ (ب): إنهم.
([67])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([68])ـ في (ب): عن أب.
([69])ـ في (ب): العلم.
([70])ـ زيادة من (أ،ج).
([71])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([72])ـ في (د): كان علمه.
([73]) - نخ (ج): على غيره.
([74])ـ زيادة من نخ (ب،ج).
([75]) - نخ (ج): ولا نص.
([76])ـ زيادة من نخ (ب).
([77])ـ في (ب، ج): متروك.
([78]) - نخ (ج): الشرك.
([79]) - نخ (أ، ب): من مكافأته.
([80]) - نخ (أ، ب): مما سيكون.
([81])ـ زيادة من (أ، ج).
([82])ـ زيادة من (أ،ج).
([83]) - نخ (ج) : على من سواهم .
([84])ـ نخ (ب): من.
([85])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([86])ـ في (ب): الآية.
([87])ـ نخ (ج): كل.
([88])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([89])ـ في (ب): بإتباعهم أمر.
([90])ـ نخ (ب): عصر.
([91]) - نخ (أ): وعلة يحكم ، ونخ (ب): وعليه يحكم.
([92]) - زيادة من نخ (أ).
([93])ـ نخ (ب): عندها.
([94])ـ المشهور أن هذه الأبيات من قصيدة الإمام المنتصر لدين الله محمد بن الإمام المختار القاسم بن الإمام الناصر أحمد بن الهادي -عَلَيْهم السَّلام- من قصيدته المشهورة التي مطلعها:
علام اللوم يا سلمى علاما

عداك اللوم فاطّرحي الملاما



([95])ـ زيادة من نخ (أ،ب).
([96])ـ في (ب): وذرية علي أمير المؤمنين.
([97])ـ في (ب): والناس.
([98]) - زيادة من نخ (أ، ب).
([99])ـ في (ب): من الأمم قبلهم.
([100])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([101]) - نخ (ج): الجواب.
([102])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([103]) - نخ (ج): كالعادي.
([104]) - نخ (ج): بما لا يستأمن.
([105])ـ زيادة من نخ (ب).
([106]) - نخ (ج): هاهنا .
([107]) - نخ (أ، ب): فيا أيها.
([108]) - نخ (أ، ب): النجاة.
([109])ـ في (ب): آل محمد نبيهم.
([110])ـ في (ب، ج): على.
([111])ـ في (ب): الخلق.
([112]) - نخ (ج): للبس.
([113])ـ في (ب): إمام زمانه.
([114]) - نخ (ج): وقول أبي الفتح.
([115])ـ نخ (أ): للمسلمين.
([116])ـ نخ (ب): ولا هي.
([117])ـ نخ (أ): كرامات.
([118]) - زيادة من نخ (ج).
([119])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([120])ـ في (ب): عليه الصلاة والسلام.
([121])ـ زيادة من نخ (ب).
([122]) - نخ (ج): خلاف.
([123]) - نخ (ج): لا أن .
([124])ـ نخ (أ): رسول الله.
([125])ـ نخ (ب،ج): قلنا.
([126])ـ نخ (ب،ج): وأنكره.
([127])ـ زيادة من نخ (أ).
([128])ـ نخ (ب): سموا أنفسهم.
([129])ـ زيادة من (ب).
([130])ـ زيادة من نخ (أ،ج).
([131])ـ في (ب): فانظر.
([132]) - نخ (ج): رسول الله.
([133])ـ في (ب): ينفون شبه.
([134]) - زيادة من نخ (أ، ب).
([135])ـ في (ب): وعقبهم.
([136])ـ نخ (أ، ج): من أهل بيته -صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم- .
([137])ـ في (ب): واقتبس العلم بزعمه من غيرهم.
([138]) - نخ (ج): واقتبس.
([139])ـ في (ب): مشارك.
([140]) - زيادة من نخ (أ، ج).
([141]) - نخ (ج): قلنا.
([142]) - نخ (ج): فخالفوا.
([143])ـ زيادة من نخ (أ، ج).
([144]) - زيادة من نخ (أ، ب).
([145]) - نخ (ج): أولى.
([146])ـ في (ب): صلى الله عليهم أجمعين.
([147]) - نخ (أ، ب): في الخلافة.
([148])ـ نخ (ب، ج): الخلق.
([149])ـ في (ب): من بحور.
([150])ـ في (ب): من سترة.
([151]) - زيادة من نخ (أ، ب).
([152])ـ في (ب): لهم المسار.
([153]) - نخ (ج): تطمع.
([154]) ـ سعد بن عبادة بن دُليم الخزرجي سيد الخزرج صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها، وشهد بدراً، وقيل لم يشهدها، وهو من نقباء الأنصار ليلة العقبة، وكان يسمى الكامل لكماله في أشياء كثيرة كالرمي وغيره، وكان كثير الصدقات والجود، وتخلف عن بيعة أبي بكر، وخرج من المدينة، ولم يرجع إليها حتى قتل سنة إحدى عشرة في خلافة أبي بكر، وفي قتله ما يقول حسان بن ثابت:
يقولون سعداً شقّت الجنّ بطنَه
وما ذنب سعد أنه بال قائماً
لأن سَلِمَتْ من فتنة المال أنفسٌ
فيا عجبا للجن تقتل مسلماً

ألا ربما حققت أمرك بالعذرِ
ولكن سعداً لم يبايع أبا بكرِ
لما سلمت من فتنة النهي والأمرِ
على غير ذنب ثم ترثيه بالشعرِ


وروي في قتله: أن والي الشام جعل له كميناً؛ فلما خرج إلى الصحراء قتله ذلك الكمين، بسبب تخلّفه عن البيعة ، وروي أنه قُتل بحوّارين من أعمال دمشق سنة (15هـ) تقريباً في خلافة عمر بن الخطاب ، انظر : شرح نهج البلاغة ج1 ص292، لوامع الأنوار ج3 ص85، الطبقات - خ -، حاشية شرح الأزهار ج1.
([155])ـ هو حسان بن ثابت الأنصاري.
([156])ـ في (ب): عن لذة.
([157])ـ في (ب): وقال أنه.
([158]) - هذه زيادة غير موجودة في الأصل لتوضيح الكلام.
([159]) - نخ (ج): بهم .
([160]) - نخ (أ، ب): فيوجه.
([161])ـ نخ (ب): وإن كان جائز الترضية والمعصية.
([162])ـ زيادة من نخ (أ، ج).
([163])ـ في (ب): وجد.
([164]) - نخ (ج): الأئمة.
([165]) - زيادة من نخ (أ، ب).
([166]) - زيادة من نخ (أ، ب).
([167]) - زيادة من نخ (ج).
([168])- نخ (ب): تم المنتزع الأول بحمد الله، ويتلوه الثاني بعون الله تعالى من أقوال الأئمة -عَلَيْهم السَّلام- في ذكر بعض ما اختلف فيه أهل علم الكلام من الأقوال في الذوات والصفات والأحكام، من تصنيفه -عَلَيْه السَّلام-.
ونخ (ج): تم ذلك بحمد الله ومنه ، والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

كَمْ مِنْ مُسْتَدْرَجٍ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَمَغْرُورٍ بِالسَّتْرِ عَلَيْهِ، وَمَفْتُونٍ بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ وِمَا ابْتَلَى اللهُ سُبْحَانَهُ أَحَداً بِمِثْلِ الْإِِمْلاَءِ لَهُ.

بدر الدين
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1344
اشترك في: الاثنين أغسطس 01, 2005 1:58 am
مكان: هنااك
اتصال:

Re: المنتزع الأول من أقول الأئمة (ع) للسيد حيمدان القاسمي (ر

مشاركة بواسطة بدر الدين »

أحسن الله إليكم وكتب أجركم
وإنك لعلى خلق عظيم فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون.......!

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“