من الفكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثالاً

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

من الفكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثالاً

مشاركة بواسطة المتوكل »

من الفكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثالاً


هذا عنوان لبحث .. أو دارسة تحليلية للواقع بشكل منهجي سليم

دراسة مهمة .. تثير العقول لعدة إفترضات ونتائج


وتثير عدة أسئلة .. منها على سبيل المثال :

* ما الفرق بين الإنتماء الفكري والإنتماء الطائفي ؟؟
* ماهي العوامل التي تؤدي إلى تحوّل الإنتماء الفكري إلى إنتماء طائفي ؟؟
* هل الإنتماء الطائفي أو المذهبي يعتبر هوية إجتماعية أم هوية دينية ؟؟
* هل خلافات اليوم هي إمتداد لخلافات الأمس ؟؟
* هل طوائف اليوم هي إمتداد لطوائف الأمس ؟؟
* كيف تنشأ الطائفة ؟؟ وماهي المسببات لنشأتها ؟؟
* كيف تنشأ التحالفات المصالحية بين التيارات المختلفة ؟؟
* هل تنشأ التحالفات نتيجة الإشتراك أو التشابه في الفكر ؟؟ أم تنشأ نتيجة لأسباب أخرى ؟؟


إقرأ هذه الدراسة .. ففيها أمور هامة جداً



فإلى نص الدراسة ...
.
.
صورة
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

Re: من الفكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثالاً

مشاركة بواسطة المتوكل »

من الفكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثالاً


بقلم :المفكر الإسلامي / أ. عبدالله محمد حميد الدين


منذ فترة أثير احتمال انضمام زيدية اليمن إلى الهلال الشيعي. وفي هذه الورقة سأفكر بصوت عال في موضوع في غاية الأهمية وهو التمييز بين الانتماء الفكري وبين الانتماء الطائفي، وذلك لأطرح بعض النقاط حول فكرة "الهلال الشيعي" والزيدية كمثال للخلط بين الفكرة والطائفة.

خلاصة ما يلي هو أن أكون سنياً/شيعياً/إباضياً/زيدياً ، لا يعني أنني أنتمي لكل سني/شيعي/إباضي/زيدي ، ماضياً أو حاضراً.
فالتفضيل الفردي لفكرة أمر، والانتماء لمن تبنى تلك الفكرة أمر آخر.
أن أفضِّل إتباع فكر ابن تيمية شيء، وأن أشعر بالانتماء لكل من يتبع فكره آخر. وبالتالي فإنه لا يصح افتراض أن الناس ستنتمي لمن يوافقها في الفكرة؛ أي لا يصح استنتاج أو تفسير الطائفة بسبب الاشتراك بالفكرة.
وأيضاً إذا وجدنا تحالفاً بين مجموعات طائفية بينها تشابه في الفكر، فعلينا أن نفسر التحالف بالانطلاق من معطيات أخرى غير التشابه الفكري.

وتنطلق هذه الورقة من مجموعة من الافتراضات:
1. الهوية لا تكون هوية إلا في سياق تفاعلات اجتماعية.
لو عشت في جزيرة معزولاً عن الناس فلن يكون لي أي شعور بأي هوية. الهوية تقوم على عنصرين أساسيين: ما أنا؟ وما لست أنا؟ والعنصران يحتاجان إلى إنسان آخر ليمكن الإجابة عليهما.

2. مجرد حمل فكرة لا يحولها إلى هوية أساسية إلا إذا أصبحت جزءا من العملية المعيشية.
فأن أكون مسلماً لا يعني أن الإسلام سيشكل هويتي الأساسية إلا إذا أصبح هذا الانتماء مؤثراً على علاقاتي الاجتماعية ومصالحي المعيشية.
ومن الأمثلة الجيدة لهذا هو لون البشرة. فأن أكون أبيضاً أو أسوداً لا يصبح جزءا من هويتي إذا كنت ساكناً في منطقة لا يؤثر فيها لون البشرة على العلاقات الاجتماعية. ولكن سيصبح اللون جزءا من هويتي لو كنت أعيش في الولايات المتحدة أو جنوب إفريقيا. ولو عشت مسلماً في بيئة لا تعير الدين أي اهتمام جوهري فلن أشعر أن الدين هوية أساسية. والأمر ينطبق على جميع الانتماءات الفكرية والدينية المختلفة، بل حتى العرقية.

3. الهوية الاجتماعية شعور بالانتماء لجماعة.
قد يكون الانتماء لمحبي الورد. وقد يكون الانتماء لمن يملكون سيارات من نوع معين. وقد يكون الانتماء لمن يعيش على أرض معينة. وقد يكون الانتماء لمن يحمل فكراً مشابهاً. وقد يكون الانتماء لمن يمرون بظروف متشابهة مرضى السكر مثلاً. ويحسن الالتفات إلى أمرين:
• قبل الانتماء: مجرد التشابه لا يعني وجود انتماء. الانتماء يتكون عندما تقترن مصالح معينة به.
• بعد الانتماء: المسؤوليات التالية للانتماء تعتمد على المصالح المقترنة.

وبالتالي فإن مجرد الاشتراك في فكرة ليس مكوناً لطائفة.
الهوية الفردية لا تتحول إلى هوية اجتماعية بشكل تلقائي. فلو كان هناك 1000 مسلم يعيشون في قرية، فلا يعني هذا أنه سيكون بينهم شعوراً جمعياً بأنهم مسلمون. كما إن هذا الاشتراك لا يحدد نوع المسؤوليات التي سيشعرون بإزاء بعضهم البعض. بل لا بد من صناعة الهوية الاجتماعية من خلال ربطها بمجموعة من المصالح .

4. الانتماء الطائفي أو المذهبي هو هوية اجتماعية وليس دينية.
فأن أتبنى أفكار زيد بن علي أو الباقلاني أو ابن تيمية أمر... وأن أنتمي لمن ينتمي لتلك الأفكار شيء آخر تماماًً.
وبما أنها هوية اجتماعية، وبما أن كل هوية اجتماعية إنما تكونت لأجل مصالح، فلا بد من الحديث عن المصالح التي تجمع أناس تحت مظلة طائفية.

5. الإنسان يحمل مجموعة من الهويات الأساسية الفردية والاجتماعية، وهو يختار متى يوظفها حسب معادلات المصالح الحالية.
مثلاً: امرأة مسلمة مغربية أمازيغية زوجة أم أخت بنت … كلها هويات مختلفة وكل هوية تتبعها أدوار ومسؤوليات وكل هوية يتم تفعيلها حسب الظروف المحيطة.

******

على ضوء هذه الفرضيات سأطرح سؤالين وأجيب عليهما:
هل يمكن أن أقول إن خلافات اليوم هي امتداد لخلافات الأمس؟
وهل يمكن القول بأن طوائف اليوم هم امتداد لطوائف الأمس؟

الجوابان: لا. ولا.

فلكي يكون الخلاف اليوم امتداداً لخلافات الأمس لا بد من أن تكون معادلات الربح والخسارة أي روح تلك الخلافات هي نفسها.
ولكن واقع الحال أن تلك الروح اختلفت. فمعادلات الربح والخسارة اختلفت نوعياً وبالتالي فلا يمكن اعتبار خلافات اليوم امتداداً لخلافات الأمس.
خلافات اليوم هي صنيعة اليوم، وإن كانت توظِّف بعض منتجات الماضي.
الخلاف السني الشيعي في لبنان ليس امتداداً للخلاف السني الشيعي في العصر الأموي وما بعد، لأن معادلات الربح والخسارة في القرن الأول للهجرة وفي البيئة الاجتماعية والسياسية آنذاك غير ما هي في هذا الزمن وفي بيئة اجتماعية وسياسية مختلفة تماماً، وهكذا. هناك قطيعة بين الحاضر والماضي يجب إدراكها حين ننظر إلى خلافات اليوم. نحن اليوم أمام اختلافات من نوع آخر تماماً، ومحاولات التحليل بالاستناد إلى الماضي توقعنا في أخطاء متعددة.

ثم إذا اعتبرنا أن الطائفة نفسها تكونت على أسس مصالحيه، فهذا يعني أن تحول تلك الأسس يعني تحول الطائفة. فالطائفة تتكون من وعي أفرادها بضرورة الانتماء لبعضهم البعض بسبب مصالح ما، وباختلاف هذا الوعي تختلف الطائفة روحاً، حتى لو تشابهت شكلاًً.
شيعي اليوم يملك وعياً بشيعيته تختلف عن وعي شيعي قبل 1000 عام، والأمر كذلك على السني والإباضي والإسماعيلي. والجهود التي يبذلها قيادات الطوائف في تعزيز الانتماء التاريخي هو من أجل محاولة خلق هذا الاستمرار في الوعي. ولكن لا يمكن أن يتشابه وعي من يقرأ التاريخ مع وعي من عاش ذلك التاريخ، كما لا يمكن أن يتشابه وعي من يعيش الألم من وعي من يقرأ عنه.
يمكن التعاطف، ولكن التعاطف لا يكفي لصناعة طائفة.

هذه الفرضيات تشكل خلفية الورقة وخلفية الاقتراحات في الأخير.

*****

الهلال الشيعي:
استخدام العبارات الطائفية أو الإثنية في رسم الخارطة السياسية ليس جديداً، وعبارة الهلال الشيعي تقع ضمن هذه الاستخدامات.
من المفارقات أن هذه العبارات تصنع الواقع الذي تشير إليه أكثر مما تصفه، كما إنها تُخفي أبعاداً بقدر ما تُظهر أخرى.
تصنع الواقع لأنها ترفع من درجة الوعي المذهبي، وتسهم في تحويله من وعي فردي إلى وعي جماعي.
تُخفي أبعاداً: لأنها بقدر ما تركز الأنظار على واقع مفترض، فإنها تصرف الانتباه عن الواقع الحقيقي.

محاولة فهم هذه العبارات يحيلنا إلى قضايا الهوية، وهي من أعقد الموضوعات الاجتماعية.
وما يمكن قوله هنا هو أن لفظ "الهوية" مشترك لفظي ذات دلالات وإيحاءات متعددة غاية التعدد.
فكلمة "شيعي" لفظة واحدة تشير إلى مضامين مختلفة.
قد تشير إلى مضمون مذهبي: أي العقيدة والوعي التاريخي لأيام الإسلام الأولى.
وقد تشير إلى مضمون طائفي: أي جماعة ذات خطاب مذهبي مشترك، وظروف سياسية واجتماعية واقتصادية متقاربة. وإلى مضمون تحالفي: أي أرضية تكوين تحالفات بين من يتفق على الانتماء المذهبي. لهذه المضامين المختلفة تجليات وأغراض.

عندما يتواجه سني وشيعي في مساحة لا توزع المصالح بناء على المذهب، فإن المضمون المذهبي للتشيع سيكون هو الأبرز بينهما.
شيعي لبناني أمام سني لبناني ،، غير شيعي إيراني أمام سني أمريكي.

في الحالة الثانية فإن الاختلاف المذهبي سيكون هو الأبرز لعدم وجود مصالح مقترنة به.
في الحالة الأولى فإن الأمر يعتمد على سياق اللقاء. فإذا كان توزيع مصالح الطوائف في لبنان، فإن الهوية الطائفية هي الأبرز، والهوية الشيعية مجرد اسم.

الهوية المذهبية تكون هي الأبرز أيضاً عندما يسعى شيعة لتحالف سياسي مع سنة. وبقدر حيوية المصالح السياسية بينهم، بقدر ما سيختفي حضور الهوية الشيعية في لحظات العمل المشترك، وإن كانت لا تختفي تماماً.

عندما يكون هناك تنافس بين شيعة وسنة على توزيع مصالح بينهم فإن الهوية التي تبرز هنا هي الهوية الطائفية. والهوية المذهبية لا تمثل سوى الخطاب الظاهري.
وكذلك عندما يسعى شيعة من وطن واحد للتحالف فيما بينهم، في سياق توزيع مصالح على الطوائف، فإن الهوية الطائفية هي البارزة.

وعندما يسعى شيعة من أوطان مختلفة للتحالف السياسي فيما بينهم، فإننا أمام هوية تحالفية لا علاقة لها بالمذهبية أو الطائفية. وهذه لا توجد إلا عندما يوجد وعي مشترك بالظلم والحرمان. ويصعب ـ إن لم يستحيل ـ إقامتها بغير ذلك.

يمكن الاستمرار في ذكر احتمالات اللقاء بين سني وشيعي، وتحليل نوع الهوية البارزة بينهم. والغرض هو التأكيد على صعوبة إطلاق أي عبارة طائفية أو مذهبية في وصف العلاقات بين الأفراد والمجتمعات. فتدل هذه الأمثلة على تعدد معان الهوية بتعدد سياق استعمالها. وتدل على أن الهوية الشيعية هوية ظرفية ذات اشتراك في الاسم ولكن ليس في المضمون. وبالتالي فإنها لا تنشئ علاقات مباشرة بل لا بد من تحليل الظرف الذي توجد فيه، ومعرفة المصالح المرتبطة بالشيعي في تلك اللحظة، وبالتالي يمكن معرفة الجهات التي يمكن أن يتكون بينها تحالف. كما تشير إلى أن لكل هوية سياقها الذي تؤثر فيه. فلكل من الهوية المذهبية أطرها التي يمكنها أن تعمل فيها، والتي لا يمكنها الخروج عنها. وإذا ما خرجت فإنها تتحول وتصبح هوية أخرى.

وتحليل أسباب هذا التعدد، وكيفية نشوء "الطائفة" من "المذهب" خارج عن الغرض هنا.

ولكن يجب أن يُذكر أن العلاقات النفعية تعتمد على مصالح نفعية بالدرجة الأولى. وأنه يندر للمصالح المعنوية أن تترجم إلى مصالح نفعية؛ وعندما يحصل ذلك فالعلاج هو التجاهل لأن انتباه "الآخر" إلى الهوية هو أهم عامل ديمومة لها.
كما إنه من المهم الانتباه إلى أن الشيعة ـ مثلهم مثل أي طائفة ـ ليسوا نسيجاً موحداً، ولا مصالحهم كذلك، وهم في نهاية الأمر سيسعون للتحالف مع أي طرف سيضمن استمرار أو إعادة حقوقهم ومصالحهم.

أخيراً إن الجدل الشعبي والمواقف التلقائية من عامة الناس لا تتحول إلى مواقف سياسية بشكل تلقائي، وبالتالي يجب التعامل معها على أنها انفعالات تحتاج إلى تنفيس وإلى توجيه.

التشيع المذهبي استعمل أثناء الحرب العراقية – الإيرانية في أوج فترة تصدير الثورة. فإضافة إلى الخطر العسكري، تمثل الخطر الإيراني في ذهن القيادات آنذاك في تحالفاته الممكنة مع الحركات الإسلامية في الدول العربية.
فتم استخدام "التشيع" لخلق نفور شعبي من الشيعة على أمل أن يحد ذلك من نوع التحالفات بين القيادات السنية وبين الشيعة الإيرانيين. فالقلق كان من لقاء (تحالفاً) شيعي – سني من أوطان مختلفة. وفي هذا اللقاء فإن اللعب على وتر الهوية المذهبية يكون معطلاًً.

التشيع الطائفي يُستعمل اليوم في لبنان والعراق عند الحديث عن علاقات سنية ـ شيعية لأن المصالح الاجتماعية والاقتصادية يتم توزيعها وفق الانتماءات المذهبية وليس وفق استحقاقات وأهليات.

ولكن لم يسبق الحديث عن "تشيع تحالفي" إلا من خلال عبارة "هلال شيعي"، والتي لا يمكن أن تنطبق على التشيع المذهبي أو الطائفي.
وكما سبقت الإشارة إليه فإن هذا النوع من التشيع لا يوجد إلا في حالة ما يكون بعض الشيعة في حالة من الحرمان والحصار بحيث يجدون في عنائهم المشترك ـ وليس هويتهم ـ أرضية للتحالف؛ ثم يلتفتوا من بعد ذلك إلى هويتهم ليجدوا أنها تقدم لهم خطاباً ووعياً تاريخياً ولغة تخاطب موحدة ويصبح الأمر لدى بعضهم، ولدى بعض مراقبيهم وكأنه نتيجة طبيعة لذلك التوحد، في حين أن الأمر لا يعدو الاشتراك في المصيبة.

وهناك أمثلة تاريخية متعددة تدل على أن التوافق المذهبي لم يتحول إلى تحالف سياسي؛ وأن التشيع وحده لا يمكن أن يكون أرضية لأي تحالف، وإن كان أرضية لمنع تحالفات معينة. فمواقف إيران مع الشيعة ـ بل مع المسلمين ـ في الصراعات الروسي/الشيشاني، الروسي/الطاجيكي، الأرمني/الأذربيجاني (وهم شيعة) لم تعتمد على الهوية المشتركة الإسلامية أو الشيعية وإنما على المصالح المباشرة. والأمر نفسه ينطبق على علاقات إيران مع الشيعة العرب، وعلاقاتهم هم أيضاً معها. فعلاقاتها مع شيعة المملكة العربية السعودية، وشيعة الكويت، وشيعة البحرين، وعلاقاتهم بها اعتمدت على شعور الشيعة العرب بالغبن والاضطهاد، وليس على توافق مذهبي أو عقائدي. بل حتى العلاقات مع شيعة لبنان لم تعتمد على توافق مذهبي، بقدر ما اعتمدت على مصالح متبادلة.

لذلك إن ما يحصل اليوم يمكن اعتباره صعود ناس إحدى هوياتهم هي الهوية الشيعية، وليس صعوداً شيعياً، وانتصار حزب الله على إسرائيل هو انتصار لبنانيين ومسلمين وشيعة وليس انتصاراً للشيعة الطائفة.
واستعداد بعض الشيعة اليوم للتعاون فيما بينها نتيجة ظرفية لوعيها المشترك بالظلم والاستهداف والحرمان والرفض والحصار؛ وليس نتيجة مطلقة لكونهم شيعة.
ونفوذ إيران وعلاقاتها بالشيعة لن تزيد إذا كسب الشيعة في العراق، أو في لبنان، أو في اليمن أو في أي مكان لهم وجود. إنه سيزيد إذا شعروا أنهم مضطهدون، وأنهم محاصرون، وأن العرب من حولهم يتعاملون معهم وكأنهم شيعة أولاً، وعرب ثانياً.

إن الشيء المشترك الوحيد بين الشيعة هي رؤية دينية متوافقة وهذه لا تتحول بذاتها إلى رؤية سياسية مشتركة، ولن توجد "نحن" شيعية بشكل مطلق. وإذا ما وجدت فإننا سنجد أنها رد فعل لـ"هم شيعة". فالوعي الجمعي الشيعي يخلقه الخطاب السني أكثر مما يخلقه الاشتراك المذهبي.

والخلاصة أن مدخل إيران، وتكوّن هلال "شيعي" لن يكون على أساس التشيع وإنما عبر الشعور بالسخط والحرمان والحصار.

وبهذا يمكن الانتقال إلى اليمن.

*****

الوضع في اليمن معقد شديد التعقيد. لتعدد اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين، وتقلب دوافعهم وأهدافهم.
وأيضاً لتعقد التركيبة الاجتماعية والذهنية القبلية.
يزيد الأمر تعقيداً حالة الاحتقان الشديد والتي تجعل التحليل يخلط بين الفعل والانفعال. وقد تجلى هذا التعقيد على كثير من التحليلات التي يقرأها المتابع اليمني ويشعر كأنها إسقاطات على اليمن أكثر منها تحليلاً لما يجري فيها.

وقد ظهر الحديث عن تحالف إيراني ـ زيدي في ثمانينيات وتسعينات القرن الماضي. ولكنه أخذ بعداً جديداً مع تصاعد أحداث صعدة الأخيرة.

40-45% من اليمن زيدية. ويوجدون في المناطق الشمالية الجبلية من اليمن. وتشمل مناطق الزيدية قبائل حاشد وبكيل ومذحج.
هذه القبائل تمثل قوة أساسية في اليمن، وذات قدرة قوية على مقاومة أي قوة عسكرية كما ظهر ذلك في المواجهة مع العثمانيين، ثم الإمبراطورية البرطانية، ثم القوات المصرية. لكل ذلك فإن احتمال دخولها ضمن تحالف مع إيران يمثل خطراً على الأطراف المعنية باليمن.

ولكن هذا الاحتمال يتم تكوينه وافتراضه، ولا يعتمد على واقع موجود على الأرض.

فإيران لم تكن تملك أرضية قوية بين الزيدية، وذلك لأكثر من سبب أهمها:

أن أكثر القيادات الزيدية الرئيسية ـ السياسية أو العلمية ـ ربطت مصالحها بوضوح إما مع الحكومة في اليمن وإما مع المملكة العربية السعودية، وإما معهما معاً.
من لم يكن كذلك كان يرى أن أي علاقة مع إيران ستخلق أضراراً أكثر من المصالح المتوقعة وغير المؤكدة.
ثم إنها جميعاً كانت لتأكيد هويتها المحلية، واستقلال قراراها. كما كانت تتجنب أن تحالفات يتم النظر إليها على أنها موجهة ضد أطراف محلية أو إقليمية.
أيضاً استُفز الزيدية من محاولات بعض الشيعة التبشير بالمذهب الإثنى عشري في اليمن.
هذا من جهة الزيدية.


وأما من جهة إيران: فلم تكن ترى الزيدية طرفاً منظماً وقوياً يمكن أن يحقق لها تحالفاً فعالاً.
ربما اختلفت الظروف اليوم، ولكن لم يكن هذا بالأمس
مما يدل على أن الأمر ذو اعتبارات مصالحية وليس فكرية.

* * *
ولفهم العلاقة المحتملة بين الزيدية وبين إيران فيجب النظر بعيداً عن الاشتراك في التشيع وإنما في تفاعل أمرين مع بعضهما البعض:

أولهما: التحولات في الهوية الزيدية جراء الأحداث التي مرت بها تجربة الإمامة.
ثانيهما: التحولات في رؤية الزيدية لـ "رؤية الآخرين" إليهم على ضوء ما جرى في صعدة.

وقبل أن أوضح المقصود بينهما يجب التنويه إلى أن أحداث صعدة لا تشرح أي علاقة بين إيران وبين الزيدية.
ومن الخطأ أن ننطلق من توافق الشعار مع شعارات حزب الله أو الإيرانيين وبناء تحليلات سياسية عليها.
فالمسألة ما هي إلا تفاعلات معقدة لمحاولة اعتقال حسين الحوثي الذي كان مصمماً على رفع شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل. هذه المحاولة تحولت إلى مواجهة دامت 80 يوماً، ثم تطورت إلى ساحة لتصفية الحسابات وللمواجهة بين القوى المحلية.
فالصراع لم يكن مع مجموعة عقائدية أو مذهبية أو دينية، بل كان بين الجيش وبعض المتطوعين وبين خليط من القبائل والهاشميين ذوي الميول والخلفيات والدوافع المتنوعة والمختلفة والمتضادة أحياناً.
وكثير ممن قتل أو سجن لم يكن يعرف حسين الحوثي ولا أفكاره ولا دروسه.
لقد تفاعلوا معه البعض من باب الغيرة على من تستهدفهم الحكومة، وتفاعل معه آخرون من باب استغلال الفرصة لمواجهة الحكومة، وتفاعل معه آخرون من باب الخوف على الهاشميين. وتفاعل معه آخرون من باب التعاطف مع والده الشيخ المسن الذي تجاوز الثمانين من عمره، والذي يعد من خيرة الهاشميين وكبار علمائهم. وتفاعل معه آخرون لكونهم لا يملكون خيارات في الحياة بسبب فقرهم المدقع، ويعلم الجميع بأن ما يقرب من نصف الشعب اليمني يعيش تحت خط الفقر، وأن الفقر خير مناخ للحرب والاقتتال.


إن البحث عن العلاقة بين الزيدية وإيران يجب أن يكون في العوامل نفسها التي سبق ذكرها عند الحديث على التشيع التحالفي: الشعور بالسخط والحرمان والحصار.


أولاً: التحولات في الهوية الزيدية:
قامت فكرة الإمامة على تجاوز الطائفية ما أمكنها، يتجلى هذا من نصوص مرجعية مثل قول محمد بن عبد الله النفس الزكية(ت145هـ) حيث: (( أوجب على من قام بهذا لأمر الدعاء لجميع الديانين، وقطع الألقاب التي يدعى بها فرق المصلين، وغلق الأبواب التي في فتح مثلها يكون عليهم التلف، والامساك عمَّا شتت الكلمة، وفرَّق الجماعة، وأغرى بين الناس فيما اختلفوا فيه وصاروا به أحزاباً، والدعاء لطبقات الناس من حيث يعقلون إلى السبيل الذي لا ينكرون وبه يؤلفون، فيتولى بعضهم بعضاً، ويدينون بذلك، فإن اجتماعهم عليه إثبات للحق وإزالة للباطل.)).

كما يتجلى من الممارسات التاريخية مثل رؤية الإمام يحيى حميدالدين نحو الخلافة العثمانية، حيث كان يعتبرها مظلة للمسلمين جميعاً، ويؤكد ـ قولاً وفعلاً ـ بأن مقاومته هي لممثلي الخلافة الذين يعيثون في اليمن فساداً، وليس للخلافة.
وقد انعكس هذا على تشكيل الزيدية لهويتهم. حيث كان البعد الطائفي فيها ضعيفاً للغاية. يظهر هذا بالنظر إلى التحالف بين الإخوان المسلمين وبين قيادات الزيدية في اغتيال الإمام يحيى، كما يظهر في انخراط الكثير من الزيدية في الحركة الإخوانية خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.

ولكن هذا الأمر أخذ في التحول تدريجياً. فبعد انقلاب/ثورة 1962 ـ والذي كان في الأساس نتيجة تحالف بين يمنيين زيدية وبين عبدالناصر ـ توجهت بعض القيادات الثورية إلى الهاشميين وإلى فكر الزيدية باعتبارهما يمثلان ركني الإمامة عبر 1100 سنة.
وكان التركيز في البدء على الهاشميين أكثر منه على الزيدية، كما كانت لغة المواجهة لغة قومية بالدرجة الأولى.
ولكن الأمر أخذ في التحول مع تصاعد التيار السلفي، وسلوكه الذي يصرح بأن القضاء على الزيدية يمثل هدفاً استراتيجياً له، والأهم من هذا هو استخدامه لغة "أهل السنة" و"الروافض" في المواجهة. فبدأت الهوية الزيدية تأخذ شكلاً جديداً.

فبعد أن كانت هوية قائمة على المشترك مع الآخرين، هوية آمنة وقائمة على مشروع سياسي يضم أطرافاً متعددة؛ أصبحت هوية تبحث عن ما يميزها عن غيرها، هوية تشعر بالتهديد الشديد، وهوية قائمة على مشروع "صراع البقاء".
هذا التحول أعاد صياغة علاقاتها مع فكرها، ومع قضاياها، ومع من تتعاطف أو تتحالف معهم.

فمن حيث الفكر، بدأت القضايا ذات العلاقة بأهل البيت والإمام علي تأخذ بعداً عاطفياً أشد. وصار تعلُّم الزيدية يكاد يرادف تعلم النصوص التي تؤكد حقوق أهل البيت وإمامة علي. ومن حيث القضايا أصبحت مواجهة السلفية هي القضية الكبرى. ومن حيث التعاطف أو التحالف صار مبني على الاشتراك في الغبن بقدر ما هو مبني على الاشتراك في المبدأ الإسلامي العام.

ولذلك فعندما قامت الثورة الإسلامية في إيران، تعاطف معها كثير من الزيدية لثلاثة اعتبارات:
أولها: مثلهم مثل أغلب المسلمين في العالم الإسلامي، اعتبروها حركة ثورية ضد نظام جائرٍ، وحركة إسلامية تريد إعادة الدولة الإسلامية.
ثانيها: كونها تتحدث باللغة التي تمثل الشكل الجديد لهوية الزيدية. لغة فيها محبة أهل البيت، والإمام علي، ونحو ذلك.
ثالثها: وأهمها كونهم شعروا أنهم مضطهدون محاصرون وأن لا سبيل أمامهم إلا هذه الدولة التي تتكلم بكلام أهل البيت، وقادتها علماء مجتهدون، وزعيمها من أهل البيت.

وقد أدى ذلك التعاطف إلى محاولات من البعض للتواصل مع إيران ومع الحركات الشيعية الأخرى خصوصاً خليجية والتي جمعهم بها الشعور بالاضطهاد المشترك. ولكنها باءت بالفشل لعدم توافق المصالح.

التحول في هوية الزيدية لم يكتمل بعد لكونه يجد مقاومة النصوص والتجربة الزيدية التي رسخت عبر 11 قرناً.
والشد والجذب بين ما يفرضه الواقع على الزيدية من تحول في الهوية وبين ما تتطلبه الفكرة الزيدية يفسر كثيراً من التجاذبات التي وقعت في الساحة الزيدية.

ثانياً: التحولات في رؤية الزيدية لـ "رؤية الآخرين" إليهم على ضوء ما جرى في صعدة :
يتفاعل الفرد مع غيره وفق مجموعة من الأمور منها: رؤية الفرد للآخر. وأيضاً رؤية الفرد لـ "رؤية الآخر" إليه. فأنا أتعامل مع زيد وفق رؤيتي له، وأيضاً وفق ما احتمله من رؤية زيد لي.

والمتابع للعلاقات الزيدية مع محيطهم يجد أن الرؤيتنين كانتا إيجابيتين. فالمراسلات والرحلات كلها تدل على حالة متوازنة وإيجابية.
ولكن هذا الأمر أخذ يتحول، ووصل إلى غايته في أحداث صعدة. الزيدية تقرأ أحداث صعدة من خلال ما حصل فيها (أو ما يعتقدون أنه حصل فيها) ومن خلال رد فعل العالم العربي لذلك.

فهم يرون عنفاً تجاوز جميع الاعتبارات الإنسانية والقانونية. يرون قتل الآلاف من المدنيين والعسكريين، واستخدام أسلحة محرم استعمالها دولياً ضد المدنيين، وتدمير قرى ومنازل بأكملها، وتحريق مزارع وقلع أشجار، وقطع أرزاق وفصل من وظائف، وحرق وتشويه وسحل جثث بعض القتلى في صعدة، واعتقال آلاف منهم أحداث لم يبلغوا سن الرشد القانوني، وملاحقة رمز من رموزها تجاوز الثمانين من عمره، ونعته بأقبح النعوت والأوصاف، وهجوماً إعلامياً على الهاشميين واتهامهم في أنسابهم وفي أعراضهم وانتمائهم وولائهم للوطن وللوحدة اليمنية.
كما يرون أنهم لكونهم الحلقة الأضعف صاروا مسرح الصراع السياسي بين القوى الكبرى في اليمن.
ثم يرون سكوتاً مطبقاً، ما عدا صوت هنا وهناك.


وبقطع النظر عن صحة رؤيتهم، ومدى موافقتها للواقع؛ فإن هذه الرؤية تعيد صياغة ما هو محذور وما هو مقبول.
إن تفاعل تحولات الهوية مع تحولات رؤية الزيدية لأنفسهم ولغيرهم هي التي تخلق المناخ الملائم لعلاقات من نوع آخر مع إيران أو مع قوى أخرى وليس الاشتراك أو التقارب في الفكر .


*****

أخيراً.
1. عندما نتحدث عن الطوائف وعن العلاقات بينها يجب أن نبتعد عن التشابه أو التباين الفكري بينها. العلاقات الجيدة بين الطوائف لا علاقة لها بالتوافق الفكري، والعلاقات السيئة لا علاقة لها بالتباين الفكري. ربما نجد هذا على مستوى العاطفة الفردية البسيطة، وأما على مستوى التأثير الجماعي فعلينا البحث في مكونات ومقومات التكوين الاجتماعي والسياسي للطائفة.
2. الطوائف كائنات اجتماعية/سياسية وليست فكرية. والحديث عنها باعتبارها كائنات فكرية يصرف النظر عن حقيقة ما هي.
3. عندما نتحدث عن المذاهب نحن لا نتحدث عن مدارس فكرية لها رموز علمية وآراء فكرية. نحن نتحدث عن مجتمعات فيها مكوِّن مصالحي وفيها هرمية قيادية.
4. وإذا أردنا تجاوز المشاكل الطائفية فلا بد من:
• تقوية المبادئ الديمقراطية في المجتمعات المسلمة، لأنه بقدر وجود مساحة حرة للتنافس على القوى والمصالح بقدر ما تضعف نطاقات السلطات الأخرى: عشائرية وطائفية.
• تعزيز الاستقلال في التفكير لدى المسلم بإزاء علاقته مع رجل الدين. فعلاقة المسلم مع رجل الدين قد تكون علاقة اعتماد كلي: أي أنا أسأل وهو يجيب. هو يملي وأنا أتبع. في المقابل هناك علاقة اعتماد مبتادل: أي أنا أطرح قضايا وهو يطرح احتمالات. وهو يثير تفكيري في اتجاهات متنوعة وأنا أحاول تبني موقف على ضوء ذلك. فبقدر ما تكون علاقة المسلم مع العالم علاقة اعتماد كلي بقدر ما يكون للسلطة الطائفية تأثير. وبقدر ما تكون العلاقة من نوع الاعتماد المتبادل بقدر ما تقل سلطة الطائفة.
5. فكرة التسامح الطائفي لا تقدم الكثير لأن خطاب التسامح خطاب ديني، في حين أن التكوين الطائفي تكوين اجتماعي، ولا يمكن إزالة المشاكل الاجتماعية إلا بمعالجة جذورها الاجتماعية وليس ببيان التقارب الفكري بين الطوائف.


---
إنتهى
صورة
صورة

الشريف الحمزي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 431
اشترك في: الخميس يونيو 23, 2005 4:42 pm

Re: من الفكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثالاً

مشاركة بواسطة الشريف الحمزي »

سيدي المتوكل وفقك الله
اين الدراسة أو البحث أو زحلطن
وكل عام وأنتم بخير
أنا ابن عليّ الطهر من آل هاشم *** كفاني بهذامفخراً حين أفـــــخر
وجدي رسول الله أكرم من مشى *** ونحن سراج الله في الأرض يزهر

القليس
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2
اشترك في: الجمعة سبتمبر 04, 2009 2:40 am

Re: من الفكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثالاً

مشاركة بواسطة القليس »


السلام عليكم
كلام فلسفي رائع ولاكن مقطوع غير موصول فالفكرة ضاعت في سبيل تنميق العبارات واستخدام الدلالات بما لايتوافق مع عنوان البحث .
وأن لم يخني الحدس فالكاتب رعاة الله يريد إيصال فكرة معينة باستحياء فأخذ يدور حولها مستعينا بعبارات منمقة لم توصل الفكرة .
يا سيدي سأختصر الرد وأقول ما لم تقلة بعبارات قليلة فاسمح لي بسؤالك : عند خروج الأمام الحجة عجل الله فرجة الشريف من تعتقد أنه سيحارب أولاً ؟ ومن تعتقد سيحارب معة ؟ أصحاب المصالح المشتركة ؟ لا ياسيدي سيلتف حولة أصحاب العقيدة السمحة . نسأل الله أن يجعلنا وأياكم منهم .
لي سؤال أخير ،لماذا تحولت اليمن في السنوات العشرين الأخيرة من الزيدية الى الــ لاأدري . حتى الحكومة ؟ هل هو لضعف في المذهب الزيدي ؟ أم لأعتقاد الناس أن هذا المذهب مرتبط فقط بالحاكم ؟ لم أجد بحث مرضي يتحدث عن أسباب ضعف الزيدية وأضمحلالها في اليمن . دخلت العديد من مساجد اليمن ولم أعثر على من يؤذن بحى على خير العمل سوى في الجامع الكبير بصنعاء ؟ لماذا .

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

Re: من الفكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثال

مشاركة بواسطة المتوكل »

القليس كتب:
السلام عليكم
كلام فلسفي رائع ولاكن مقطوع غير موصول فالفكرة ضاعت في سبيل تنميق العبارات واستخدام الدلالات بما لايتوافق مع عنوان البحث .
وأن لم يخني الحدس فالكاتب رعاة الله يريد إيصال فكرة معينة باستحياء فأخذ يدور حولها مستعينا بعبارات منمقة لم توصل الفكرة .
يا سيدي سأختصر الرد وأقول ما لم تقلة بعبارات قليلة فاسمح لي بسؤالك : عند خروج الأمام الحجة عجل الله فرجة الشريف من تعتقد أنه سيحارب أولاً ؟ ومن تعتقد سيحارب معة ؟ أصحاب المصالح المشتركة ؟ لا ياسيدي سيلتف حولة أصحاب العقيدة السمحة . نسأل الله أن يجعلنا وأياكم منهم .
لي سؤال أخير ،لماذا تحولت اليمن في السنوات العشرين الأخيرة من الزيدية الى الــ لاأدري . حتى الحكومة ؟ هل هو لضعف في المذهب الزيدي ؟ أم لأعتقاد الناس أن هذا المذهب مرتبط فقط بالحاكم ؟ لم أجد بحث مرضي يتحدث عن أسباب ضعف الزيدية وأضمحلالها في اليمن . دخلت العديد من مساجد اليمن ولم أعثر على من يؤذن بحى على خير العمل سوى في الجامع الكبير بصنعاء ؟ لماذا .
وعليكم السلام

الأخ : القليس

هذا البحث أو هذه الدراسة .. ليست في الوادي الذي تتحدث عنه !!

إنها دراسة إجتماعية سياسية .. تحاول الإجابة على أسئلة متعددة
من هذه الأسئلة .. على سبيل المثال :

1_ ما الفرق بين الإنتماء الفكري .. والإنتماء الطائفي ؟
2_ ما هي الأسباب التي تحوّل الإنتماء الفكري إلى إنتماء طائفي ؟
3_ هل الإنتماء الطائفي هوية دينية أم إجتماعية ؟
4_ هل خلافات اليوم هي امتداد لخلافات الأمس؟
5_ هل طوائف اليوم هم امتداد لطوائف الأمس؟
6_ هل هناك علاقة لـ إيران بالزيدية عموماً ؟ وما يجري في صعدة خصوصاً ؟
7_ ما هي أسباب عدم وجود تحالف بين إيران والزيدية خلال السنوات الماضية ؟
8_ ما هي المتغيرات وما هي الأسباب التي إن وُجدت فسوف تصنع تحالفاً بين إيران والزيدية مستقبلاً ؟
9_ هل يقوم طرفا التحالف بإنتاج الأسباب المؤديه لتحالفهما !؟ أم أن الأسباب يقوم بإنتاجها طرف ثالث دون أن يشعر !؟


وبعد أن يثير القارئ تلك التساؤلات في ذهنه
وينتقل بعد ذلك للتفكير وإعمال العقل .. في الإفتراضات والإجابات المطروحه في تلك الدراسة القيمه

حينئد .. سوف يحصل القارئ في الناهية على فوائد منطقيه وتحليلية عديدة
ترتبط بالكثير من الإتهامات التي يروجها إعلام السلطة اليمنية وأمثاله
وترتبط بالكثير من القضايا في المنطقة العربية خصوصاً .

فحبذا .. أن يعيد كل قارئ قراءته لتلك الدراسة مجدداً .. بتمعن


تحياتي
صورة
صورة

مسلم الإسلام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 01, 2010 7:40 pm

Re: من الفكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثال

مشاركة بواسطة مسلم الإسلام »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل الولوح الى ماهية الإتماء الفكر والديني تعنا نتكلم عن الإتنماء ما هي ما هيته؟

الإتنماء عبارة عن تمثل يجّسد معنى الحب والحقيقة للأشياء مثل الشوف الى الوطن والحنين الو الجذور الفكرية التي تتعلق بالإنتماء الى موطنك وعشيرتك لكي يتسنى لك الركود والسكينة.

ما الفرق بن الإنتماء الفكري والانتماء الطائفي؟

الإنتماء الفكر يتكون من خلال البيئة الحياتة التي تكون جيل قادر على مواكبةالحياة الحصرية في داخل مجتمه لكي يطورها من ناحية التعليم والثقافة وتحسن الحياة المعيشية.

أما الإنتماء الديني يتمنى الى عقيدة معينة تعفل الانسا يتمثل بالقيم والمبادىء الدينة المفروطة التى تتعزز روح التسامح العقائدية وتحرير المرأة منالإغلاق في أجواء غير ملائمة لحالتها المعيشية؟

ما هي الإسباب التي تحول الانتماء الفكري الى الإنتماء العقايدي؟

التحرر من قيود التقاليد المتعصبة لكي يتسنى لكل فرد إحكام نفسه وتطوير النظم الحياتية مع الدين الإسلامي الحنيف، وكذا يبعدها عن من القيود التي تجعلها مقيدة في زنزانة منغلقة، فكل ما كان حراً تحول البفكر ساحة منفتحة على كل الأصعدة.


هل الإنتماء الطائفي هوية دينية أم إجتماعة؟

الهوية الدينية تتمثل بمسك المنهج الإجتماعية وذلك لو ترى مسيحي في تربى في مجتمع يختلف عن مجتمعه المسيحي سوف يكون مسلماّ لان النشأة تحكم عليه ذلك، تجعلفه منسجم مع المحيط به .


هل خلافات اليوم هي إمتداد لخلافات ألأمس؟

نعم ، فالتاريخ يعيد نفسه لتأثر المنهج المعاصر بمنهج أهل أهل السلف، فكم من مستضعف لايفد قوته نفسأ كذا حال الفقراء في البلاد الإفريقية تهلك من الجوع وكم من مترفاً يعيش حياة الرغد والفخور ، فهذه حصيلة الامم السابقة والله المستعان.


هل طوائف اليوم هي إمتداد لطوائف الأمس؟

طبعاً ، نعم فكم طائفة ظهرت في الامم السابقة وكان له الائر الكبير في تشتيت الامم السابقة ، فكم مذهب وفرقة تذكر منها المذهب المعاصر لكي يتسنى لنا معرفة الإنقسام التاريخي بين الحق والباطل : الفرقة الزيدية ، الفرقة الإمامية , الفرقة الإباضية , الفرقة الأسماعيلي, الفرق الأشعرية , الفرقة المعتزلة ، الفرقة السلفية. ومنها الفرؤق البائدة مثل الخوراج ، المرجئة ، الكيسانية ، السليمانية, البترية , المغيرية غلاة ,المحمدية ,الناووسية ،السمطية ، الفطحيّة , الوافقية , الخطابية غلاة ,النصيرية غلاة , الغلاة وأخير الخطابية غلاة. فتأمل.



هل هناك علاقة لايران بالزيدية وما يحرى في الصعدة؟

لا يوجد ترابط بين إبران والمذهب الزيدية ربما تكلم رئيس الوزراء حول تهدية الاوضاع المتأزمة قفي صعدة بالمناسبة ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدى الاوضاع فبلد اليمن كبلادنا نتمنى أن يعم السلامة الى جميع أهل اليمن العربية العرقية.



ماهي أسباب عدم وجود تحالف بين إيران والزيدية خلال السنوات الماضية.

هذه الأمور تكون تحت كواليس لا نستطيع التعليق عليها ، ربما توجد بعض الإشكالات التى تحتاج الى وسائط من قبل دول آخري.


ما هي المتعيرات وما هي الاسباب التي إن وجدت فسوف تصنع تخالف بين إيران والزيدية؟

إتهام اليمن بسياسة إبران داخل اليمن وتقليب موازين المذاهب ، كذا الصلح بنية صافية بين غ]ران واليمن العربية، فهذا يحتاج الى تبادر من قبل الطرفين والله المستعان

مسلم الإسلام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 01, 2010 7:40 pm

Re: من الفكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثال

مشاركة بواسطة مسلم الإسلام »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل الولوح الى ماهية الإتماء الفكر والديني تعنا نتكلم عن الإتنماء ما هي ما هيته؟

الإتنماء عبارة عن تمثل يجّسد معنى الحب والحقيقة للأشياء مثل الشوف الى الوطن والحنين الو الجذور الفكرية التي تتعلق بالإنتماء الى موطنك وعشيرتك لكي يتسنى لك الركود والسكينة.

ما الفرق بن الإنتماء الفكري والانتماء الطائفي؟

الإنتماء الفكر يتكون من خلال البيئة الحياتة التي تكون جيل قادر على مواكبةالحياة الحصرية في داخل مجتمه لكي يطورها من ناحية التعليم والثقافة وتحسن الحياة المعيشية.

أما الإنتماء الديني يتمنى الى عقيدة معينة تعفل الانسا يتمثل بالقيم والمبادىء الدينة المفروطة التى تتعزز روح التسامح العقائدية وتحرير المرأة منالإغلاق في أجواء غير ملائمة لحالتها المعيشية؟

ما هي الإسباب التي تحول الانتماء الفكري الى الإنتماء العقايدي؟

التحرر من قيود التقاليد المتعصبة لكي يتسنى لكل فرد إحكام نفسه وتطوير النظم الحياتية مع الدين الإسلامي الحنيف، وكذا يبعدها عن من القيود التي تجعلها مقيدة في زنزانة منغلقة، فكل ما كان حراً تحول البفكر ساحة منفتحة على كل الأصعدة.


هل الإنتماء الطائفي هوية دينية أم إجتماعة؟

الهوية الدينية تتمثل بمسك المنهج الإجتماعية وذلك لو ترى مسيحي في تربى في مجتمع يختلف عن مجتمعه المسيحي سوف يكون مسلماّ لان النشأة تحكم عليه ذلك، تجعلفه منسجم مع المحيط به .


هل خلافات اليوم هي إمتداد لخلافات ألأمس؟

نعم ، فالتاريخ يعيد نفسه لتأثر المنهج المعاصر بمنهج أهل أهل السلف، فكم من مستضعف لايفد قوته نفسأ كذا حال الفقراء في البلاد الإفريقية تهلك من الجوع وكم من مترفاً يعيش حياة الرغد والفخور ، فهذه حصيلة الامم السابقة والله المستعان.


هل طوائف اليوم هي إمتداد لطوائف الأمس؟

طبعاً ، نعم فكم طائفة ظهرت في الامم السابقة وكان له الائر الكبير في تشتيت الامم السابقة ، فكم مذهب وفرقة تذكر منها المذهب المعاصر لكي يتسنى لنا معرفة الإنقسام التاريخي بين الحق والباطل : الفرقة الزيدية ، الفرقة الإمامية , الفرقة الإباضية , الفرقة الأسماعيلي, الفرق الأشعرية , الفرقة المعتزلة ، الفرقة السلفية. ومنها الفرؤق البائدة مثل الخوراج ، المرجئة ، الكيسانية ، السليمانية, البترية , المغيرية غلاة ,المحمدية ,الناووسية ،السمطية ، الفطحيّة , الوافقية , الخطابية غلاة ,النصيرية غلاة , الغلاة وأخير الخطابية غلاة. فتأمل.



هل هناك علاقة لايران بالزيدية وما يحرى في الصعدة؟

لا يوجد ترابط بين إبران والمذهب الزيدية ربما تكلم رئيس الوزراء حول تهدية الاوضاع المتأزمة قفي صعدة بالمناسبة ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدى الاوضاع فبلد اليمن كبلادنا نتمنى أن يعم السلامة الى جميع أهل اليمن العربية العرقية.



ماهي أسباب عدم وجود تحالف بين إيران والزيدية خلال السنوات الماضية.

هذه الأمور تكون تحت كواليس لا نستطيع التعليق عليها ، ربما توجد بعض الإشكالات التى تحتاج الى وسائط من قبل دول آخري.


ما هي المتعيرات وما هي الاسباب التي إن وجدت فسوف تصنع تخالف بين إيران والزيدية؟

إتهام اليمن بسياسة إبران داخل اليمن وتقليب موازين المذاهب ، كذا الصلح بنية صافية بين غ]ران واليمن العربية، فهذا يحتاج الى تبادر من قبل الطرفين والله المستعان

أخوكم مسلم الإسلام

مسلم الإسلام
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 49
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 01, 2010 7:40 pm

Re: من الفكرة إلى الطائفة .. الهلال الشيعي وزيدية اليمن مثال

مشاركة بواسطة مسلم الإسلام »

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل الولوح الى ماهية الإتماء الفكر والديني تعنا نتكلم عن الإتنماء ما هي ما هيته؟

الإتنماء عبارة عن تمثل يجّسد معنى الحب والحقيقة للأشياء مثل الشوف الى الوطن والحنين الو الجذور الفكرية التي تتعلق بالإنتماء الى موطنك وعشيرتك لكي يتسنى لك الركود والسكينة.

ما الفرق بن الإنتماء الفكري والانتماء الطائفي؟

الإنتماء الفكر يتكون من خلال البيئة الحياتة التي تكون جيل قادر على مواكبةالحياة الحصرية في داخل مجتمه لكي يطورها من ناحية التعليم والثقافة وتحسن الحياة المعيشية.

أما الإنتماء الديني يتمنى الى عقيدة معينة تعفل الانسا يتمثل بالقيم والمبادىء الدينة المفروطة التى تتعزز روح التسامح العقائدية وتحرير المرأة منالإغلاق في أجواء غير ملائمة لحالتها المعيشية؟

ما هي الإسباب التي تحول الانتماء الفكري الى الإنتماء العقايدي؟

التحرر من قيود التقاليد المتعصبة لكي يتسنى لكل فرد إحكام نفسه وتطوير النظم الحياتية مع الدين الإسلامي الحنيف، وكذا يبعدها عن من القيود التي تجعلها مقيدة في زنزانة منغلقة، فكل ما كان حراً تحول البفكر ساحة منفتحة على كل الأصعدة.


هل الإنتماء الطائفي هوية دينية أم إجتماعة؟

الهوية الدينية تتمثل بمسك المنهج الإجتماعية وذلك لو ترى مسيحي في تربى في مجتمع يختلف عن مجتمعه المسيحي سوف يكون مسلماّ لان النشأة تحكم عليه ذلك، تجعلفه منسجم مع المحيط به .


هل خلافات اليوم هي إمتداد لخلافات ألأمس؟

نعم ، فالتاريخ يعيد نفسه لتأثر المنهج المعاصر بمنهج أهل أهل السلف، فكم من مستضعف لايفد قوته نفسأ كذا حال الفقراء في البلاد الإفريقية تهلك من الجوع وكم من مترفاً يعيش حياة الرغد والفخور ، فهذه حصيلة الامم السابقة والله المستعان.


هل طوائف اليوم هي إمتداد لطوائف الأمس؟

طبعاً ، نعم فكم طائفة ظهرت في الامم السابقة وكان له الائر الكبير في تشتيت الامم السابقة ، فكم مذهب وفرقة تذكر منها المذهب المعاصر لكي يتسنى لنا معرفة الإنقسام التاريخي بين الحق والباطل : الفرقة الزيدية ، الفرقة الإمامية , الفرقة الإباضية , الفرقة الأسماعيلي, الفرق الأشعرية , الفرقة المعتزلة ، الفرقة السلفية. ومنها الفرؤق البائدة مثل الخوراج ، المرجئة ، الكيسانية ، السليمانية, البترية , المغيرية غلاة ,المحمدية ,الناووسية ،السمطية ، الفطحيّة , الوافقية , الخطابية غلاة ,النصيرية غلاة , الغلاة وأخير الخطابية غلاة. فتأمل.



هل هناك علاقة لايران بالزيدية وما يحرى في الصعدة؟

لا يوجد ترابط بين إبران والمذهب الزيدية ربما تكلم رئيس الوزراء حول تهدية الاوضاع المتأزمة قفي صعدة بالمناسبة ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدى الاوضاع فبلد اليمن كبلادنا نتمنى أن يعم السلامة الى جميع أهل اليمن العربية العرقية.



ماهي أسباب عدم وجود تحالف بين إيران والزيدية خلال السنوات الماضية.

هذه الأمور تكون تحت كواليس لا نستطيع التعليق عليها ، ربما توجد بعض الإشكالات التى تحتاج الى وسائط من قبل دول آخري.


ما هي المتعيرات وما هي الاسباب التي إن وجدت فسوف تصنع تخالف بين إيران والزيدية؟

إتهام اليمن بسياسة إبران داخل اليمن وتقليب موازين المذاهب ، كذا الصلح بنية صافية بين غ]ران واليمن العربية، فهذا يحتاج الى تبادر من قبل الطرفين والله المستعان

أخوكم مسلم الإسلام

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“