القضاء و القدر

هذا المجلس لطرح الدراسات والأبحاث.
أضف رد جديد
حيدرة الحسني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 144
اشترك في: الأربعاء ديسمبر 03, 2003 4:49 pm

القضاء و القدر

مشاركة بواسطة حيدرة الحسني »

1.
دخَل رجل من أهل العراق على الأمام علي فقال :
ـ أخبرنا عن خروجنا الى أهل الشام أبقضاء من الله وقَدَر ؟ فقال له أمير المؤمنين) :
ـ أجل يا شيخ ، فوالله ما علوتم تلعةً ولا هبطتم بطن واد إلاّ بقضاء من الله وقَدَر ، فقال الشيخ :
ـ عند اللهِ احتسبُ عنائي يا أمير المؤمنين ! فقال(علي ) :
ـ مهلاً يا شيخ ، لعلَّكَ تظن قضاءً حتماً وقدراً لازماً ، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والامر والنهي والزجر ، ولسقط معنى الوعيد والوعد ، ولم يكن على مُسيء لائمةٌ ، ولا لمحسن محمدةٌ ، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب ، والمذنب أولى بالاحسان من المحسن ، تلك مقالة عبدة الاوثان ، وخصماء الرحمن ، وقدرية هذهِ الامة ومجوسها .
يا شيخ إنَّ الله عزّوجلّ كلَّف تخييراً ، ونهى تحذيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يُعصَ مغلوباً ، ولم يُطع مكرها ، ولم يخلق السموات والارض وما بينهما باطلاً ، ذلكَ ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار .
فقال لامير المؤمنين
ـ « فما القضاء والقدر الذي ذكرته يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي ) :
ـ الامر بالطاعة : كقوله "وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه"،
والنهي عن المعصية ، والتمكين من فعل الحسنة وترك المعصية ، والمعونة على القربة إليه ، والخذلان لمن عصاه ، والوعد والوعيد ، والترغيب والترهيب، كلّ ذلك قضاء الله في أفعالنا ، وقدره لاعمالنا ، وأما غير ذلك فلا تظنّه ، فانَّ الظن له محبط للاعمال .
فقال الرجل : فرَّجتَ عني يا أمير المؤمنين فرَّج الله عنكَ


2.
ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو من فعل العبد المخير فيه و ما لم تستطع أن تلوم العبد عليه فهو من فعل الله.
يقول الله للعبد:لم عصيت؟لم فسقت؟لم شربت الخمر؟لم زنيت؟فهذا فعل العبد، و لا يقول له :لم مرضت؟لم قصرت؟لم ابيضضت؟لم اسوددت؟لأنه من فعل الله تعالى


3. http://www.truefaith.org/05seera/SAHABI/SAHABI21.htm
وصلوا كفار قريش إلى غار ثور ، النبي بقي رابض الجأش ، واثقاً من نصر الله عز وجل ، لن تلين له قناة ، ما خارت قواه ، أنت افعل ما تؤمر ، عليك أن تأخذ بالأسباب ، فإن لم تكفي الأسباب ، خرق الله لك العادات .
بالمناسبة لن يكون خرق العادات إلا بعد الأخذ بالأسباب ، فأي إنسان قال أنا مؤمن والحمد لله وهؤلاء كفار ، الله لا يحبهم ، إنه يحبني وحدي ، هو سينصرني عليهم من دون أن أفعل شيء ، هذا هو الغباء بعينه ، وهذه هي المعصية بعينها ، وهذا هو الجهل بعينه ، إن أخذت بالأسباب ولم تكفي الأسباب خرق الله لك العادات ، إن لم تأخذ بها تدفع الثمن باهظاً .
لذلك كنت أقول دائماً هذه العبارة وأنا أتأثر بها ، إن بعض المصائب التي تصيب المسلمين ، بعضها يسمى جزاء التقصير ، وبعضها يسمى قضاءً وقدراً ، فإن أخذت بكل الأسباب ، وانتهت مهمتك وجاء شيءٌ فوق إرادتك ، وفوق قدرتك فهذا هو القضاء والقدر ، أما إن لم تأخذ بها وجاء شيءٌ مكروه إياك أن تسميه قضاءً وقدراً ، هو قضاء وقدر ، ولكن سميه إن هذا جزاء التقصير ، وأكبر مرض يعاني منه المسلمون اليوم ، ما أسعفوا المريض ، بقول لك خالص أجله ، الله هيك كاتب له ، هذا الذي قصر في إسعافه ينبغي أن يحاسب كقاتل ، لا تدخل القضاء والقدر في تقصير المسلمين ، أهملنا العلاج تفاقم المرض ، أخي ترتيب سيدك ، هيك الله كاتب ، لا تعترض تنطرد ، كلام العوام ، وكلام الجهلاء ، وكلام السخفاء ، إن جاءك مكروه وقد قصرت من قبله هذا اسمه جزاء التقصير ، أما إن جاءك أمرٌ مكروه ، وقد أخذت بكل الأسباب ، هذا هو القضاء والقدر ، عندئذٍ نستسلم
قال عبد اللّه بن بابك: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل قال: يا بابكي ما ترى هذه الثريا؟ أترى أنّ أحداً ينالها؟ قلت: لا، قال: واللّه لوددت أنّ يدي ملصقة بها فأقع إلى الاَرض، أو حيث أقع، فأتقطع قطعة قطعة وأن اللّه أصلح بين أُمّة محمّد (ص)

شهيد القسطل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 44
اشترك في: الخميس فبراير 12, 2004 4:28 pm
مكان: فلسطين المحتلة

مشاركة بواسطة شهيد القسطل »

مشكور أخي حيدرة على الاقتباسات المفيدة والجميلة ...

ولكن بخصوص الاقتباس الثالث عن موقع الدكتور النابلسي ...

فالدكتور عندما تصفحت موقعه وجدته لا يختلف كثيرا عن الرأي الجمعي لأهل السنة والجماعة بخصوص قضية القضاء والقدر والجن والحسد وغيرها ...

وعنده خلط بين ( ما أصابنا لم يكن ليخطئنا ) وبين ما ( ما أخطأته لم تكن لتصيبه ) ....

وتشكر أخي الكريم على فتح مثل هذه المواضيع التي يجب أن تقف الأمة منها موقفا صحيحا واضحا صريحا ...
واعلم يا ولدي أن الثورة ميلاد الإنسان
لن تنتصر الثورة إلا بالصدق
وإذا انتصرت بالسارق والخائن كانت بدعا
وانقض لصوص الأمس على جوهرة الحكم
ما نفع الثورة ان لم تصنع زمنا يجدر بالإنسان ؟
وتصنع إنسانا يجدر بالنصر ؟!

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات والأبحاث“