كبش مبارك
فكري قاسم ( 07/01/2006 )
تزامنا مع تجدد عمليات الاختطاف القبيحة التي شهدتها البلد مؤخرا ، لم يجد جاري العزيز "عبده شقف" مهربا من التزامات ومتطلبات العيد التي "تفصع" الظهر غير ان يأخد سماعة الهاتف ويهمس في اذن زوجته ان جماعة مسلحة اختطفته، وستطلق سراحه بعد اجازة العيد!!
حليمة توبخ نفسها الان ، وتبكي على زوجها المخطوف ، محملة نفسها السبب ، فهي التي كلما ضاق بهما الحال نظرت في وجهه وقالت :"خطفوط الجن لو انت رجال"
عبده الان متخفيا في القرية ، ولا يبدو انه هادئ البال او مرتاح الضمير. لن ايش يعمل ، يروح يسرق !! مافيش افضل من هذا الحل.
وحليمة بصحبة اولادها تصبر نفسها بنشرات الاخبار حيث يرطن المذياع والتلفاز –من صبح الله وحتى المغيب- بأن الوضع مستتب ، واحوال المخطوفين جيدة ، وينعمون بكرم الضيافة وحسن المعاملة و.. حسن الختام!!
من جانب آخر فجع جاري "المستدين بالله " مساء قبل امس بخبر نزل عليه كأنه الكارثة بعينها.
و(عاده) دخل من باب البيت عائدا من مقيل دار كله حول "كباش" العيد ليجد ابنه على عتبة الباب يخبره بحزن طفولي:
- يا بابا خطفوا حقنا الكبش !!
بامكان الذي استدان قيمة كبش العيد، او اشتراه بالتقسيط ان يشعر بحجم الكارثة التي ضربت رأس (المستدين بالله) ويغني معه بهستيريا وألم :
- كبشنا .. يا كبشنا.
- كبشنا يا ذا البطل !!....
كبش (المرتعي بالله) كان مربوطا بحبل في حوش البيت .. وامامه ماء وعلف وأيام قادمة من (الربربة) والغنج الاسترالي اللذيذ، لكنهم سرقوه من الحوش ! واعتبرها المستدين بالله عملية (اختطاف) همجية وبشعة . قرر على اثرها –وهو مقهور حد البكاء- ان يطالب استراليا بالتدخل السريع لحماية رعاياها ، على اعتبار ان كبشه المخطوف هو في الاصل كبش استرالي مغدور به!
ولا ادري للامانة ان كان قد فعل لك ام لا.. كل الذي اعرفه الان هو ان صاحبنا "عبده شقف" قبل انهاء المكالمة مع زوجته لم ينس ان يقول لها "كبش" مبار .. وكل عام وانتم بخير.
كبش مبارك ......... بقلم / فكري قاسم
-
- مشترك في مجالس آل محمد
- مشاركات: 625
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 06, 2004 10:39 pm
- اتصال: