يزيد الأحمر يستبيح المدينة

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
البدر-اليماني
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1
اشترك في: الأربعاء يوليو 28, 2010 12:58 am

يزيد الأحمر يستبيح المدينة

مشاركة بواسطة البدر-اليماني »

الكاتب : عبدُ الله علي الحسني .

سأقرأ الحدث مباشرة وأدخل في الموضوع دون مقدمات فالوقت من حولنا يتسارع بطريقة مخيفة ينذر بتزايد البلاء كي تتم مرحلة التمحيص الإلهي للمؤمنين الذي يفضي إلى التمكين الإلهي للمستضعفين. ولذلك سأدخل في الموضوع مباشرة .

ما كره قوم حر السيوف إلا ذلوا :

حقيقة حسينية زيدية علوية نبوية قرآنية ، مفادها واضح بيّن ؛ ما كره قوم الجهاد والتضحية والبذل والعطاء في سبيل ما يعتقدون وفي سبيل ما يؤمنون إلا كان مصيرهم الذل والصغار، سنة إلهية مضت في الأولين وستمضي في الآخرين والآتين لا مفر من ذلك أبداً، ولأن قائل هذه العبارة زيد بن علي عليهم السلام فهي ملزمة لأتباعه أكثر من غيرهم وقد يكون الجميع وبلا استثناء يتفقون مع الإمام بشكل كلي، فما الذي حصل وما حدث حتى صار أمر الزيدية والأمة إلى ما نراه ونسمعه ونشاهده ونعرفه؟!. وكذلك يتفق الجميع على أن الجهاد رأس سنام الإسلام وأصله وأن الدين لم يقم إلا به وأن للمجاهدين أعلى الدرجات وأرفعها وأجلها عند الله حتى إن وضعه بعد الاستشهاد استثنائي عند الله سبحانه وتعالى، وكذلك يتفق الجميع أن هناك مجموعة من المبادئ والأسس إذا ما خرقت يكون الجهاد فرض عين ولا يقبل للمسلم فرضاً ولا نفلاً إذا لم يقم مجاهداً بيده وقلبه ولسانه وسكناته وحركاته، ومن أهم هذه الضوابط تعطيل الحدود والاحتكام إلى غير ما أنزل الله والحكم على من احتكم إلى غير ما أنزل الله أنه من الفاسقين والكافرين الظالمين وهذه حقيقة قرآنية وواقعية لا يستطيع أحد في هذا العالم أن يدعي ولو للحظة أن هناك من يحتكم إلى أمر الله سواءً من الأنظمة العربية أو غيرها وهذا هو الذي أخرج الحسين بن علي عليه السلام، وهذا ما أخرج زيد بن علي إضافة إلى أنه رأى امرأةً تأكل من القمامة فقال قولته المشهورة : (أنتي وأمثالك تخرجونني غداً فأقتل )، واليوم كما يعلم الجميع أن ثلاثة أرباع الأمة تأكل من القمامة بشكل أو بآخر . فأي مصلحة تبقى للمؤمن والغيور على دينه عندما يرى أحكام الله ودستوره لا يعمل بهما، فو الله إن الحسين لم يخرج أشراً ولا بطراً وإنما خرج ليرد الطاغوت والشيطان الأكبر.

السؤال الذي يطرح نفسه :

ما هو الفارق بين النظام الأموي والعباسي والأنظمة العربية ، هل يستطيع أحد في هذا العالم أن يدعي أن الأنظمة العربية تقيم العدل وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، هل يستطيع أحد في هذا العالم أن يدعي نظافة الرؤساء العرب أخلاقياً وأنهم لا يرتكبون كل أنواع المفاسد هم وأسرهم وقراباتهم وربما بطريقة أوضح وبشكل علني أكثر ؟ّ فلماذا لم يتحرك الكثير ممن يقدمون أنفسهم للناس أنهم ورثة الأنبياء ؟!! فياترى هل كان الإمام الحسين وزيد وغيره من أئمة العترة الأطهار متعجلين ومتسرعين ولا يراعوا مصلحة الدين العليا ومصلحة المنهج والفكر والثقافة المحمدية، وحتى المدارس الدينية؟ ثم ألم تؤدي ثورة الإمام الحسين عليه السلام إلى قتل ثلاثة وسبعين من آل البيت وهدم البيوت فوق الرؤوس وتشريد وقتل الأتباع ، ألم تؤدي تلك الثورة إلى إغلاق المساجد التابعة لهم ومنعهم من العمل الثقافي والعلمي لوقت طويل، ألم تؤدي إلى حملة من الاعتقالات والتصفيات الجسدية وقطع نصيبهم من بيت المال، ألم تؤدي إلى إبادة خضراء كل من تعاون مع الحسين عليه السلام وزيد وكل الثوار من أئمة آل البيت عليهم السلام؟ولكن هل تراجعوا هل ضعفوا هل تخاذلوا، هل قعدوا في مقاعد المتفرجين يراقبون في توتر أحياناً وفي برود حيناً آخر ؟ هل كانت خياراتهم من تسلم جرته شربنا من كأسه؟ لم يكن ذلك أبداً بل كانت خياراتهم التضحية والبذل والعطاء وعلى هذا الخطى سار الحسين عليه السلام وكل الأحرار من أتباعه؟ أم أن هؤلاء الذين مضوا كانوا أقل منكم حنكة وفراسة وعلماً وحرصاً على الفكر والدين المحمدي؟ أم أن الأئمة لم يعلموا بتلك القاعدة الذهبية التي نصها إذا كان انكار المنكر يؤدي إلى منكر أكبر منه............ ؟ ثم متى كانت مصحلة الدين في السكوت عن تعطيل أحكام الله والمنكرات التي ظهرت ظهور الشمس في كبد السماء؟ أنتم أيها السادة الكرام تثبتون بشكل عملي وفعلي خطأ تلك الثورات لأئمة آل البيت عليهم السلام لأنهم قاموا بها في ظروف مثل هذه الظروف ووضعيات مطابقة تماماً لهذه الوضعيات التي نعيشها اليوم. فإن قلتم أن الإمام زيد عليه السلام ظل حليف القرآن ثلاثة عشر سنه أقول بأنكم أيها السادة الكرام تعتكفون للعقد الخامس ولا أدري متى سيعجل الله فرجكم، وإن قلتم الجهاد الاجتماعي هو وسيلة العصر المناسبة أقول فلماذا فقراء آل البيت والأمة أكثر من أن يعدوا ؟!

الذاكرة العربية ضعف الذاكرة :

سعى السيد حسين بدر الدين الحوثي إلى إنعاش الذاكرة العربية والقلب العربي واستنفر كل ما يملكه من مفاهيم ومعارف وأساليب وكل التجارب التاريخية وتكلم عن كل القدوات المؤثرة والحقيقية كي يشد الأمة إلى ربها وبذل كل وقته من أجل تحقيق هذا الهدف السامي والذي يدعي الجميع في الساحة الإسلامية العمل له ومن أجله والذي يقتضي الوقوف بحزم وقوة ضد الباطل، وهل الإسلام إلا الوقوف والمواجهة القوية ضد الباطل، وهل الإسلام إلا تعاليم ترشدك وتضيء طريقك كي تجفف منابع الباطل وتقهر القائمين عليه، وهل الإسلام إلا مفهوم واحد هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الإسلام لم يعر اهتماماً البتة بالقوة المادية بل اهتم بالقوة الإيمانية في المواجهة مع الباطل هذا الذي يجب أن يمتلكه المسلم كي يقهر الباطل ولكن العرب ومسلموا اليوم نسوا كثيراً مما ذكروا به، ولكن المشكلة ليست في هذه المفاهيم بل في التبريرات التي تساق كي يهرب الناس من واقعهم ويستكينون ويسكتون، الإسلام نظرة عميقة للواقع، نظرة ثاقبة للأحداث، رؤية لإدارة الحياة بأكملها لأنه أوسع من الحياة، الإسلام مفهوم يسفه السطحية والنظرة القصيرة الآنية التي تراعي المصلحة الشخصية أو أي مصلحة تقف عائقاً أمام أي عمل من شأنه إعلاء كلمة الله فتصير كلمة الله هي العليا، هذه السطحية في التفكير من أكثر الأشياء التي ركز عليها السيد وأراد أن يزرع فينا وعياً وفهماً يستفيد من الماضي كي يصلح الحاضر ويبني المستقبل، السطحية والسذاجة هي التي أودت بنا إلى هذه الأوضاع المأساوية وهي من أدخلتنا في بحور التبعية الرخيصة لأعداء الله هي من قلبت الموازين عندنا فأصبح العدو بصريح القرآن صديقاً والأخ بصريح القرآن عدواً، ضعف الذاكرة وعدم الاستفادة من التأريخ وأحداثه وعدم أخذ الدرس من أنبياء الله في كيفية معالجة الانحرافات وعدم استلهام الدروس من حركة أولياء الله والمصلحين في كيفية القيام بهذه الأهداف السامية للإسلام جعلنا نقع فيما وقع فيه الماضون الذين لم يلجئوا إلى ركن وثيق ونرتكب تلك الأخطاء التي ارتكبوها والتي ستودي بنا إلى غضب الله وناره.

جاء الإسلام كي لا ترفع للطاغوت راية، كي لا يتأمر على رقاب الناس من يحمل نفسية معاوية و اليزيد، جاء الإسلام كي يعالج النفوس الفرعونية والقارونية فإن لم يكن العلاج إلا بالاستئصال فليكن، ولذلك أوكل الله للمؤمنين مهمة القيام بالمعروف والنهي عن المنكر كي لا تخلوا الساحة للطغاة وأتباعهم، فكانت مواقف الحسين و زيد ويحيى بن زيد وغيرهم من أئمة آل البيت هي المواقف التي يجب أن تتخذ في أي وقت تولى يزيد وأمثاله على رقاب الناس. فوصية الإمام زيد بن علي عليهما السلام لولده وقرة عينه يحيى ما زالت أصداؤها تدوي في آذان الطغاة والمؤمنين الأحرار، وصية الإمام زيد عليه السلام لقرة عينه يحيى هي وصية تلزم كل منتهج نهج زيد أن يكون كزيد لا ينام على قهر وأن يسعى في إصلاح أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولو أدى ذلك إلى تقطيعه قطعاً صغيرة مادام في ذلك نهي عن منكر وأمر بمعروف، فلا أدري لماذا ضيعت الوصية وأهملت، بل ذهب البعض إلى أكثر من ذلك بكثير فصاروا يلومون وينقمون على من أحيا هذه السنة القرآنية الإلهية المحمدية، فما الذي حدث لأبناء زيد ولماذا لم يكونوا كيحيى بن زيد ؟ الجواب ببساطة تغيرت الأولويات عند الأبناء فصارت الوصية عبء نبحث له عن مخرج وعذر وتأويل كي لا يلزمنا والحليم يفهم بالإشارة .

التمليذ النجيب (الولد البار ) :

في غمرة التكالب على الإسلام والمسلمين وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وصف المسلين بالإرهابيين ووصف المنهج بالمتشدد؛ ومن ذلك اليوم والاستكبار العالمي يعمل على تخفيف ذلك التشدد في المنهج الإسلامي بطرق كثيرة منها الضغط السياسي والاقتصادي والعسكري (الترهيب والترغيب ) وفي غمرة هذه الأحداث وشدتها انقسم العرب إلى أقسام كثيرة منهم من عدل منهجه ومنهم من دس رأسه في التراب ومنهم من وضع له قواعد جديدة للبقاء وأصبح رجل دين وسطي أو عدل حساباته واتخذ خيارات تناسب المحور المعتدل وغير ذلك، والبعض لم يضيع الوصية وحملها محمل الجد فرأى أن المرحلة تستلزم الوقفة الجادة والعمل الذي يحيي الأمة ويخرجها من الفتنة التي أصابتها عن طريق شد الأمة إلى ثوابتها وغرس مبدأ التضحية والبذل في نفوس أبنائها وهذا التوجه أصبح ضرورة ملحة كي لا يحرف الدين وتغير ثوابته ومنطلقاته ومبادئه وأسسه، فالهجمة كانت شرسة وإذا سكت الناس جميعهم ستكون النتيجة أن يتعبد الناس ربهم بدين معدل أمريكياً وصهيونياً كما يفعل قادة المحور المعتدل، ولكن صرخة الحسين مازالت باقية لأنه أول من أحيا هذا المبدأ وهذا هو السر الذي باع نفسه من أجل إحيائه كي يرفع كلمة الله ودينه وعلى هذا قضى كثير من أولياء الله، ومن هؤلاء السيد حسين بدر الدين الحوثي المعروف مذهباً ومنهجاً وسلوكاً ونسباً، قام رافعاً صوته بقوة الحسين ونفسية زيد وقبضة الهادي سلام الله عليهم جميعاً، فحدد مكامن الوجع وشخص المرض فوجد أن كل بلاء ينزل وسينزل بالأمة فأمريكا وإسرائيل ومن تبعهم سببه ومصدره، ورأى أن أي عمل لا يأخذ في اعتباره اتخاذ موقف واضح وصريح وشجاع من أمريكا وإسرائيل ويعمل على فضح مؤامراتهم ومكائدهم ومكرهم سيكون نصيبه الفشل ويجب أن يرتكز هذا العمل على القرآن الكريم وسنة رسول الله وعترته الطيبين الطاهرين، فقرأ بعين المؤمن الأحداث التي توالت بعد الحادي عشر من سبتمبر قرأ بعين المؤمن الذي يرى بنور الله، وحلل بروحية القرآن ورأى ما لم يراه الكثير أو تعاموا عنه وانطلق بنفسية الحسين عليه السلام يثقف وينبه من أمريكا وما تعده للمنطقة وللأمة الإسلامية والإسلام، فتحرك بطريقة وإسلوب قرآني في تثقيفه لأن الأسلوب القرآني هو الذي يربي المسلم على الحد الأعلى من العزة والكرامة ويكسبه النظرة الثاقبة البعيدة ويجعله متعلقاً بما عند الله، وكانت الصرخة بالموت لأمريكا وإسرائيل كمفهوم منتزع من القرآن الكريم وحاجة ميدانية لتربية المسلم، وهنا بدأت المواجهة وانكشف الجميع فالقرآن كما يقول السيد حسين بدر الدين : يكشف الحقائق، ويكشف الرجال لأننا إذا ما عرضنا الرجال على القرآن فسيكون الرجال بين إحدى اثنتين إما مؤمنين أو منافقين خبثاء، فالقرآن ليس فيه إلا تصنيفين اثنين مؤمن ومنافق ، ومن هنا بدأ الفرز المحلي بعد أن انتهاء الفرز الدولي والإقليمي وحدد الكثير توجهاتهم وخياراتهم حسب الشروط والخيارات المحددة أمريكياً وصهيونياً، فناصبه العداء الكثير ولكن هذا لم يزده إلا يقينا ًوصبراً وتوكلاً وثقةً في الله الملك الحق العدل المبين، واستمر في مسيرته الثقافية التي كانت تكبر يوماً بعد يوم وقرأ الكثير الخط بالمقلوب وراهنوا على انتهائه بمجرد أن تفكر السلطة في القضاء عليه لأنهم يحسبونه مثلهم، ومازال البعض يراهن على تفكك المؤمنين في صعده، والبعض عادوه لأنهم يحملون نفسية لسان حالها لولا أنزل على رجل من القريتين عظيم، والبعض عادوه من منطلق سياسي ومصالح شخصية، والبعض عادوه من منطلق مذهبي وكل من أنكر عليه تكلم في أمرين ليس إلا الأول الشعار والثاني الصحابة ولم ينظر إلى شيء آخر واختزلوا كل الحركة والثورة التجديدية في الشعار والصحابة وفقط ولم يكلفوا أنفسهم الإطلاع والوقوف مع مجمل كلامه، وهكذا تصرف الكثير فكل واحد إقتطع من كلام السيد حسين بدر الدين ما يريد بلؤم وأحياناً بخبث وأحياناً بغباء وأحياناً للعثور على عذر كي ينسل من ميدان المواجهة.

فكانت النتيجة أن القافلة تستمر في سفرها إلى الله في ثبات ويقين لم ولن تهزها معاول الحاقدين ولن تعرقل مسيرها تخرصات البعض؛ وماذا كان الحال عند القوم ؟! بالمقابل قدم غير أنصار الله الكثير مما تريد السلطة على طبق من ذهب ولم يكلفوا نفسهم عناء المقاومة رغم أنهم ينهلون من نفس تلك العين التي ربت الحسين سلام الله عليه، وماذا كانت الخاتمة؟ يزيد الأحمر يستبيح المدينة بعد أن استبيحت الجوامع والبيوت في صنعاء وغيرها .

جملة إعتراضية :

عندما تتغير الأولويات عند المسلم وينطلق من منطلق شخصي ومصلحة شخصية في التعامل تصل الأمور إلى أن يرفض الإنسان الحق مهما كانت قوته وحجيته، يرفضه لا لشيء إلا لأنه جاء من الجهة الفلانية ونراه يعمل كل ما بوسعه للقضاء على الطرف الذي يحمل الحق فيتحول إلى قناص أخطاء فإذا رأى سيئة نشرها وأصدر البيانات التي تكفر وتنتقص وتعيب وإذا رأى حسنة يعمل كل ما بوسعه على إخفائها وطمسها ولكن هيهات فإذا استطال الشيء قام بذاته، وعندما يتعرض لظلم حقيقي يراه برداً وسلام ولكن في حالة إذا ما حصلت هفوة أو زلة أو خطيئة غير مقصودة من أخاه قام الدنيا ولم يقعدها والحليم يفهم بالإشارة .

يزيد الأمس ويزيد اليوم :

لم يفهم الكثير ماذا يريد السيد حسين بدر الدين وما هي أبعاد المشروع الذي يتبناه ويدعو إليه، واستطيع أن أجمل مراد السيد حسين في أنه : أراد أن يربي أمة تحمل روحية القرآن ونفسية النبوة وعقلية الأئمة وبهذا ستقطع الطريق أمام كل كذاب أشر يريد المكر بالإسلام وأهله، أراد أن يجعل من الإنسان حراً فلا ينام على ضيم أبداً، أراد أن يبني رجالاً يكونون أنصاراً لله، أراد أن يعدّ ما استطاع من قوة ومن رباط الخيل كي يمثل رادعاً لكل يزيد فلا يتجرأ على الإسلام ولا المسلمين ولكي يخسأ الطغاة والمتكبرين وأتباعهم، وكان يعمل كي لا تتكرر تلك الخطيئة التي أنتجت اليزيد الذي استباح مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيام حتى قيل أن ألف بكر فضت فيها ظلماً وعدوانا، عمل السيد حسين بدر الدين على بناء شباباً يجيبون داعي الحق ويبيعون أنفسهم لله فأبى أكثر الناس إلا بعداً ونفورا، عقلية الطغاة واحدة ولذلك تكون أعمالهم متشابهه وعقليات المتخاذلين واحده ولذلك تكون نهاياتهم واحدة اللهم حكم بيننا وبين قومنا بالحق، فيزيد الأحمر الذي استباح مدنية حوث دون أن يراعي إنسانية أولئك الرجال أو يمنعه وازع قبلي أو ديني على ظلم الناس في حوث؛ يتشبه بيزيد الأمس في أفعاله وصفاته : عقلية المتكبر الذي ورث الجاه والمال من غير حق وليس أهلاً له،ورث الإستقواء والفجور في الخصومة واستباحة الدم والعرض والمقدس، النفسية الفرعونية التي أعاد ذكرها معاوية وأعاد تفعيلها وورثها ابنه الفاسق الفاجر كي يورثها لكل الطغاة على مدار التأريخ إلى أن وصلت إلى يزيد الأحمر، الوجه الآخر لدولة الطاغوت التابعة لشيطان الأكبر ، ظاناً أن ما لم تستطع أن تفعله دولتين سينجزه هو وهو على ذلك أعجز وأضعف ولكنه كسلفه دنيء المقصد صغير الفعل، فإن كان فيه رَجَالهْ أو يملك أدنى شجاعة لدى الرجال ونخوتهم وقبَيَلتهم كان أقدم على فعل الرجال ولم يقدم على فعل هو للعجزة وقطاع الطرق أقرب منه إلى الرجالة، لماذا لم يواجهـة المؤمنين في صعدة مواجهة الرجل للرجل والند للند ولو فعلها لكان كبيراً وهيهات أن يكون كذلك.

ولأخواني أقول : من يهن يسهل الهوان عليه :

نعم ما كره قوم حر السيوف إلا ذلوا، اجتهد الكثير من أبناء زيد وأتباع زيد عليه السلام وتعب الكثير منهم وهم يقدمون التنازلات كي لا يمسهم ضر الدولة وأذاها ظناً منهم أن جرتهم ستسلم وصدق السيد حسين بدر الدين حين رفض التنازل عن أي كلمة مادامت حَقَه المشروع لأن نفسية الطاغية لا تريد الحق ولا تقبله ومطالبته لن تتوقف ولكن اقطع الطريق عليه من أول وهله كي يسلم دينك ويحفظ عرضك ومالك، وعملوا كل ما بوسعهم من أجل أن يحافظوا على حلقات الدرس ، فماذا كانت النتيجة ؟ !!! لم تقنعهم كل أعمال السلطة أن المواجهة مع زيد بن علي ثقافة وعلماً وإنسانا ًوأصلاً , وكان كلما حصل عليهم ظلم وضيم توجهوا نحو الضحية ينزلون به سوء القول، بل كان النصيب الأكبر من الخسران لهم وفيهم ولم يزدد أنصار الله إلا نصراً وقوةً وعزةً ومنعةً، وأنتم ماذا كان مصيركم وكيف سيكون مختتمكم؟ وهنا أوجه نداءً من قلب محب ، الفرصة لم تذهب فأرجوا أن يتم الاندماج السريع مع المسيرة القرآنية مسيرة أنصار الله واتركوا عنكم صغائر الأمور فالعدو قريب والساعة آتية والموعد القيامة والحكم الله .

المصدر : http://www.facebook.com/note.php?note_i ... 2372165517

http://alhasanei.blogspot.com/2010/09/blog-post.html


أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“