اليمن على شفا جرف هارٍ!!:

مواضيع سياسية مختلفة معاصرة وسابقة
أضف رد جديد
صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

اليمن على شفا جرف هارٍ!!:

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

اليمن على شفا جرف هارٍ!!:-

المنبر نت - آراء ومقالات
عبدُالله علي الحسني

مسلَّمة :

أسباب السقوط والانهيار لأي أمة وشعب مقدماته وأولياته يكون
بانحراف الناس عن نهج الله وتشريعاته فيتجه الماسكون بزمام
الأمور بالحكم بغير ما أنزل الله فتحل عليهم وعلى شعوبهم لعنة
الله وغضبه ويكون الماسكون لمقاليد الأمور جهلة ظلمة فيحكمون
وفقاً لأهوائهم وثقافاتهم الشيطانية فيظهر الفساد
وتنتشر المظالم فيكون الوضع الاقتصادي هزيل ودخل الفرد لا يلبي حاجياته
الرئيسية والحالة الأمنية في صراعات ومشاكل وتقاتل والحالة الاجتماعية بين
الناس يسودها الترقب والحذر وضياع الثقة والمصداقية والوضع السياسي تابع يملى
عليه ما يفعل أي مصادر القرار فاقد السيادة تنعدم في هذه المجتمعات الخبرات
العلمية ويفتقد الأمانة فيعيش المجتمع عيشة ضنكا بما كسبت يديه يأمل دائماً في
التغيير ولا يريده ، فيأتي رسل الله والهادون من بعدهم ليبصروهم ويرشدوهم
فينكرونهم هم ويحاربونهم فينزل الله عليهم عذابه وغضبه ، وينجي الله
المستجيبين بعد أن يمحصهم حتى يعلم صدقهم وإلى أن يقول الرسول والذين معه متى
نصر الله ألا إن نصر الله قريب ، وعلى الطرف الآخر تحل عليه كلمة الله وعذابه
فأي الفريقين نحن في اليمن السعيدة .


المشهد:

اليمن وفقاً لكل التقارير العالمية الرسمية والمدنية وفي كل المجالات التنموية
في ذيل القافلة ، أكبر نسبة أمية رغم أن السلطة في احتفالاتها تمن على الشعب
ببناء المدارس والجامعات ، وطبياً يشتكي أبناء الشعب من عدم كفاءة الأطباء
وعدم إحساسهم بالمسؤولية ، واقتصادياً الحال للمواطنين معدم فقر مدقع والكل
يدعو بستر الحال ، وزراعياً نمتلك هكتارات من الأراضي الخصبة ونستورد من
أمريكا واستراليا قوتنا ، وأما عن النفط والغاز والمعادن فحدث ولا حرج نعيش
أزمة نفط وغاز وكهرباء ، والعلاقات الاجتماعية يسودها الترقب في الصداقة
والبيع والشراء فلا ثقة هناك ولا مصداقية هنالك ، فسوء الحال جعل أبناء الأسرة
الواحدة متقاطعين متباعدين ، وتستمر الدولة في سياسة الوعود والخداع والكذب
والمماطلة هكذا تصفها الأحزاب والمنظمات ، فما هي الأسباب ولما سوء الحال .


تلك ديارهم خاوية بما ظلموا:

الابتعاد عن دستور الله والتخلي عنه يترك فراغاً في الحياة يملأ هذا الفراغ
بالارتجال والعشوائية في الحكم والتنظير والتقنين فيسود الظلم وتكثر المفاسد ،
لأن الظلم سبب فساد الأحوال وسبب خراب الديار ومأساة الأمم بالظلم تتغير
المفاهيم وتتبدل الثوابت فيصير التقي الصادق النزيه العفيف مبعداً صاغراً
مطارداً ، ويصير الجاهل عالماً ومستشاراً ومسئولا ، ولأن الحكم وفق الهوى
والمزاج والتصنيفات التي لا تركن إلى خلفية وأمر رباني ولأن الحاكم لا يعرف
منهج الله والحق ولا يتقبله بل يحارب من يدعوا إليه أو يذكره به ولذا نرى
مجتمعات الظالمين قلقة، خاوية، خراب، مضطربة، متربصة ببعضها بأسهم بينهم شديد
وهذا انعكاس لنفسية الظالم والطاغية المستبد فحالة المجتمع الذي يحكمه هي
حالته فيكون همه الأكبر هو حراسة نفسه من خطر وهمي أنتجه خياله المريض ويبدأ
معارك ضارية وحرباً ضروس على أعداء وهميين يريد أن يجعلهم عبرة كي يتعظ أولي
العقول والأحلام ، فيسخر مقدرات الأمة من أجل ذلك فيعيش المجتمع في حالة من
الفقر والضيق والتذمر الدائم .


وعلى النقيض من ذلك:

العدل أساس الحكم :

العدل يتحقق بالتزام منهج الله وإدارة الحياة كلها وفق رؤية الدستور الرباني
فتوضع الأمور في موضعها، ويحكم وفقاً لحقائق وأدلة لا ظنون وتخرصات، لأن من
يحكم بالعدل يكون تقياً عالماً ورعاً فلا يحكم بالظن والتخرصات والتهويلات ،
ولا يرضى أن يكون هناك معذب وهو يعلم أو مظلوم وهو يدري، فتكون الحالة معكوسة،
فبدلاً من الاضطراب والقلق يكون المجتمع مستقراً صاعداً متقدماً في سلم الرقي
الحضاري لأن العدل يزيل العوائق التي تعرقل صعود المجتمعات ، واستقرار المجتمع
ورقيه يكون انعكاساً لنفسية الحاكم العادل لأن الزمن يتغير وفقاً له إن سلباً
أو إيجاباً ، فيكون المجتمع مجتمعاً مستقراً في نفسيته وتعاملاته فلا يتعامل
وفقاً لمصالحه الشخصية والأسرية وتعصباته وإنما يكون الحق هو مطلبه، فينزل
الله عليه بركاته ونعمه وينعم الشعب بالرفاه والاستقرار وهذا ما تتطلع إليه
الشعوب ولا تعمل من أجله لأن هذا الحلم يتحقق بالاستقامة على منهج الله وطريقه
وهذا يوجب علينا أن نواجه الظلم والظالمين وهنا يتبين الصادق من الكاذب ونفشل
في الامتحان فيسلط الله علينا بذنوبنا من لا يخافه ولا يرحمنا.


فاستخف قومه فأطاعوه :

فرعون استخف قومه فأطاعوه، حقيقة قرآنية ثابتة تبين حالة الشعوب وكيف يكون
حالها وكيف يتعامل معها الطاغية فتطيعه وتتحمل الظلم والبغي عليها خوفاً من
العقاب والذل والاستخفاف فتقع فيه فتذل وتهان ليل نهار ، وهذه الوضعية هي
وضعية كل أمة يحكمها طاغية والحليم يفهم بالإشارة ، فيأتي المنقذون والهادون
ويقومون بالخطوة الأولى التي تكلفهم حياتهم ويبذلوها رخيصة في سبيل تحرير
شعوبهم من الظلم ولكن هؤلاء المظلومون والمقهورون والمعذبون في أقواتهم
وأرزاقهم وحياتهم يكونون عوناً عليهم، فيريد المنقذ حياتهم وهم يريدون موته ،
والقرآن الكريم مليء بقصص الأمم الماضية التي لو اعتبرنا وفهمنا ماذا يراد
منها لعرفنا الباطل فواجهناه ولعرفنا الحق وناصرناه ، يحكي القرآن كيف تعاملت
الأمم مع أنبيائها ومع رسل الله ويخبرنا أن القلة القليلة من المستضعفين هم
الذين يتبعون تلك الدعوات وينصرون دين الله ورسله ، ويخبرنا كيف يتحزب الباطل
وأصحابه في مواجهة الحق ويخبرنا أن الرافضين لرسل الله ومناهج رب العالمين هم
الأكابر والمترفين لأنهم يعتقدون أن إتباع هؤلاء الرسل سيكلفهم الكثير من فقد
الثروات والمناصب لأنهم يعلمون أن ما حققوه لا يستقيم مع دعوات الأنبياء
والرسل والهاديين من بعدهم فيشنوا حرباً عليهم بمن يتبعهم من أكثرية الناس
الذين يعتقدون أن ذهاب هؤلاء يعني ذهاب أرزاقهم فيحل العذاب عليهم وينجي الله
المؤمنين والمستضعفين لأن الأرض لله يرثها عباده الصالحين ويمكن الله لهم
فيسود العدل ويعم الأرض الرخاء ثم تبدأ المجتمعات بالانحدار والانحراف رويدا
رويداً عن منهج الله ويتبعون المناهج الوضعية فيظهر الفساد ويتلبس المصلحون
بلباس الدين ويغيرون أوامر الله ونواهيه فيعم المجتمع الفساد والجهل والمزاجية
ولغة القوة والسطوة ويعود المجتمع إلى بدايته المظلمة ويأتي الهادون والمصلحون
ويبدأ الصراع .

ولكل قوم هاد :

بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الجزيرة العربية وهم في قمة سقوطهم
الحضاري وانتزعها من تلك الوضعية إلى قمة الرقي الحضاري ووضع لها قواعد وثوابت
كي تحافظ على ذلك الرقي الحضاري وأوكل حفظ هذه الوضعية للعلماء وأئمة العدل من
بعده كي يشرفوا على سير هذه السفينة وأوصاهم بأن يلتزموا القرآن الكريم وأن
يجعلوه كمرجعية ومرتكز أساس، فإذا اختلفوا فليحتكموا إليه وحذر من أي انحراف
عن هذا النهج والدستور الرباني وبين عواقبه ونهايته وأمر الحاكم والمحكوم أن
يحكموا ويسيروا حياتهم وفقاً له وإذا لم نفعل هذا فإننا سنحتكم ونتولى غيره ،
وأوجب على الأمة وعلمائها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو مبدأ الرقابة
في حالة الانحراف وأخبرنا أننا متى التزمنا بذلك المبدأ سيظل دين الله قائماً
وقوياً وعزيزاً وجعل لمن يقوم بهذا المبدأ دون حسابات وتبريرات ومخارج درجة
عالية وأنه بمثابة الهادي لقومه وسينال أجر الهاديين المهديين فما الذي حصل .


انقلبتم على أعقابكم :

نعم هو الانقلاب الناتج عن الانحراف الشديد عن دستور الله ومنهجه التحول عنه
إلى غيره فأصبح الحاكم والرئيس والملك مشرعاً ومنظراً لا يحكم بما أنزل الله
ولا يطبق أوامره وينسب نهجه إلى الدين ، فلم يعد القرآن وتعاليمه وثقافته
منطلقاً لإدارة النفس والدولة والسياسة والاقتصاد والصناعة والزراعة والتعامل
، وتخلت الأمة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأصبح مشروطاً ومقيداً ،
وتغيرت المفاهيم والمبادئ والأساسيات التي يجب أن يغضب الناس إذا مسها الضر ،
وأصبحت لقمة العيش هي دين الناس ودنياهم هي ما تستحق أن تزهق الأرواح بسببها،
وتدبر الثورات والانقلابات من أجل سلامتها لا يهتمون بما يضرب ويهدم من أعمدة
الدين ولا يرون حاجة للتحرك من أجل ذلك فمن أجل دين الله من أجل عزه ونصره فلا
تكلف نفسك ، فنتج عن ذلك خلل في العلاقة بالله وضعفت الثقة به وفيه ، فلا يرى
أحد من المسلمين أن التولي لأعداء الله من الأمريكان واليهود يعتبر مشكلة يجب
أن ينكرونها وفي زمن تغير المفاهيم أصبحت العلاقة معها ضرورة حضارية ، ومن
يتكلم يتهم بالرجعية والتخلف ويجتهدون في إسكاته وذلك لما تقتضيه المصلحة
الدولية والمصالح الوطنية ولكي لا تحل علينا دائرة السوء وغيرها من التبريرات
التي استسغناها وتقبلناها ورددناها ، أليس هذا انقلاباً على ما جاء به رسولنا
الكريم من مبادئ وقواعد؟! أليست أمريكا اليوم ومن ورائها إسرائيل تهيمن على
العالم؟! أليست هي من أعلنت حرباً على كل مسلم هي من تقتل المسلمين في كل مكان
هي من تدعم إسرائيل وتحميها والكل يعلم ما إسرائيل؟! أليست الدول العربية تعيش
حالة ذل واستسلام وتأييد لأمريكا ورضا عن ما تفعله في فلسطين والعراق ولبنان
وأفغانستان واليمن وتحارب الإسلام معها وتخرس الأفواه والأكمام بكل الطرق
وأصبحت هي الطاغوت الأكبر الذي يخاف من بأسه وغضبه من دون الله ؟!


الحقيقة رأي العين :

دائماً ما تتكلم الدولة عن مصالحها وأنها تتحقق إذا ما وضعنا أيدينا في يد
أمريكا وتقدمها أنها المنقذ ولا يجب أن نفرط أو نسمح بأن تمس هذه العلاقة بسوء
، والحقيقة أن وضع اليمن إلى الأسوأ فالكل يتحدث ويتكلم عن فساد السلطة المالي
والإداري عن كذبها وخيانتها وأنها لا تصدق في وعد ولا تفي بعهد والكل مسه ضراء
السلطة واكتوى بنارها فماذا استفدنا من علاقتنا معها يا ترى؟! تدهور مستمر في
كل جوانب الحياة في كل الجوانب وذهاب نحو الهاوية وعدم الاستقرار وهذا حال كل
الدول التي وضعت يدها في يد أمريكا ، وعلى العكس نرى كل الدول التي لا وجود
لأمريكا فيها تعيش حالة من الرقي الصناعي والاقتصادي والقوة والمنعة والعزة ،
وهذا ما تحدث عنه القرآن جلياً ولكننا قوم لا نعقل ولا نتعظ قال تعالى : ( ما
يود الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم ) وقال
: ( من يتولاهم فإنه فمنهم ) وقال : ( لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى
تتبع ملتهم ) أليست العلاقات معهم تخالف نصوص القرآن الكريم وما جاء به رسول
البشرية من أوامر ونواهي هذا هو التولي يا سادة هي التبعية يا أمة يا شعب وهذا
هو الانقلاب على الأعقاب ومخالفة أوامر الله، ومن يأمر بهذا مستحق للعقاب
وإرهابي فلا حول ولا قوة إلا بالله .


اذهب إلى فرعون إنه طغى :

أي مصلح صادق مخلص يتبع طريقة الرسل في الدعوة والإصلاح يجب عليه أن يواجه
الطاغية الأكبر الذي تخافه الدول وتخضع له وتأتمر بأمره لأنه هو من يحرف الناس
ويلبس عليهم الحق بالباطل ويجعلهم ينحرفون عن عبادة الله إلى عبادته عن طريق
التزام منهجه وقوانينه لأن الطاغية يكون عائقاً أمام أي إصلاح جدي وصادق ،
ولأن فرعون العصر وشيطانه وطاغوته هي أمريكا فيجب على كل داعية ومصلح أن يتوجه
إليها فيواجه طغيانها واستبدادها وينزع قداستها من قلوب الناس ويزرع فيها
حقيقة الوحدانية وأنها لله وحده هو من يخاف منه ويرهب منه ويلبى أمره ويلتزم
نهجه ليس أمريكا ، وعليه أن يعريها ويكشفها للناس وعليه أن يضرب مخططاتها وما
تهدف إليه بالبيان والحجة والمواجهة وهذا ما فطن إليه السيد الحوثي .

أمريكا والسيد الحوثي:

زاد طغيان أمريكا وتكبرها وتوجب على كل مسلم يفهم الإسلام ويفقه معانيه أن
يجأر بالعداوة والبراءة من أمريكا وحلفائها وهذا ما فهمه الحوثي فقد علم أن
هذا النوع من التثقيف هو الغائب في المجتمعات ، الحلقة المفقودة فعلم مكامن
الألم والوجع وعلم طريقة العلاج وماهيته، الثقافة القرآنية هي الغائبة عن
المجتمع لأن القرآن هو الذي يكشف الحقائق وأنها هي التي ستعيد المجتمع إلى
جادة الطريق ، فبدأ بحملة تصحيح مفاهيم وأن الدين كل لا يتجزأ وأن الولاء
والبراء مبدأ لا مزاج وأن أمريكا خطيرة ويجب الحذر منها والإعداد لمواجهتها
فتسلح بالقرآن مرتكزاً لفلسفة الأحداث وإيجاد الحلول ، اعتمد المنهجية
القرآنية في تحركه واحتكم إليه ودعا الناس إليه فكانت أمريكا الشيطان الأكبر
وهذا ما اعتمدته ووصلت إليه الحركات الأكثر تأثيراً في العالم الإسلامي مثل
حركة الإمام الخميني والسيد قطب وحماس وحزب الله والجهاد والمجاهدين في صعده
وبالتأمل نعلم أن هذه الحركات تجند أمريكا كل إمكانياتها وعلاقاتها من أجل
القضاء على هذه الدعوات ومن يتبنى ثقافة العداء لأمريكا وإسرائيل ، فكانت
الصرخة مدوية الله أكبر اللعنة عليهم والنصر للإسلام عقب كل صلاة وفي كل
المحافل والمناسبات فما الذي أغضب السلطة .


ومن يتولاهم فإنه منهم :

هذه هي الحكاية التولي فيصير المتولي لهم جزءً منهم في تفكيرهم ومشاعرهم
وأحاسيسهم يغضبه ما يغضبهم ويرضيه ما يرضيهم ، ودائماً نسمع تفاخر السلطة
ورئيسها بعلاقتهم مع أمريكا في كل المجالات السياسية والاقتصادية وحتى الحربية
فهم يشرفون على تدريبات جيشنا البطل ويدعمونه بالسلاح والمطلوب الحرب على
الإرهاب وهنا سؤال يطرح نفسه بقوة إذا كانت أمريكا تشعر ولو لبعض الشيء أن هذا
الجيش سيهدد أمنها ومصالحها هل كانت ستقدم على دعمه وتدريبه ؟!!! فإن لم يكن
هذا تولي فما هو التولي يا سادة يا أمة ياعلماء يا شعب ، فأصبحت صرخة الموت
لأمريكا عبئا ثقيلاً على الرئيس وكأنه هو المقصود بها والمتضرر منها فأعلن ذلك
دون خجل من الله على رؤوس الأشهاد إذا لم يتوقف هؤلاء عن الشعار والعداء
لأمريكا فسنبيدهم وبرر ذلك بأن هذا الشعار سيجلب عليه وعلى دولته المصائب حيث
وأن الحقيقة خلاف ذلك تماماً .

الشعار من حيث المبدأ:

الطريقة التي اتبعها السيد الحوثي في تثقيفه والمنطلقات التي انطلق منها توصله
بشكل بديهي إلى إعلان البراءة من هؤلاء سيما وأنهم عاثوا في الأرض الفساد،
إذاً الشعار نتيجة طبيعية لالتزام القرآن الكريم ومنهجيته في الولاء والبراء
ولأنه مبدأ قرآني راسخ في كل آيات القرآن التي تتبرآ من اليهود والنصارى تارة
وتأمر بالاستعداد لهم تارة وقتالهم تارة أخرى وتلعنهم في كل موضع ، ويدعوا
القرآن إلى أن تكون العزة لله ولرسوله والمؤمنين وثقافة القرآن الكريم ترسخ
عند الناس مفهوم الله أكبر والموت لأعداء الله واللعنة عليهم والنصر للإسلام ،
ومن حيث المبدأ واللفظ والمعنى فالشعار محل إجماع الجميع وبلا استثناء فلا
يجرؤ مسلم أن يعترض على ألفاظ الشعار ولكن ربما الاعتراض من حيث المصدر وممن
أطلق هذه الصرخة وهذا أمر آخر !!! فإذا كان الرئيس وسلطته ينتهجون نهج القرآن
فسيكون الشعار من دواعي سرورهم وكذلك كل من عليها أي الأرض ،ولا يكون هناك
اعتبار غير إرضاء الله سبحانه وتعالى


التبريرات :

فالسلطة اعتباراتها الخوف من عداء أمريكا والعلماء برروا عدم استجابتهم
وتفاعلهم بأن المنكر لا ينكر بما من شأنه أن يؤدي إلى ما هو أنكر منه ويقول
الشعب لماذا لم يرفع شعار الموت للفقر اللعنة على مسببه ولو تفكر هؤلاء لعلموا
أن الفقر سببه البنك الدولي وأمريكا فهذا يندرج تحت ذاك وبينت ذلك في ما سبق
من الكلام ، فهذه التبريرات لا تنسجم مع روح القرآن وأوامر الديان وليس لها أي
مدخل أو وجه شرعي ولأن المفاهيم تغيرت فبدلاً من أن يضج كل مسلم على تصريح
الرئيس ويصرخ في وجهه لماذا تريد أن تسكت من ينطق بالحق ويسكتوا المتعدي على
دين الله اتجهوا إلى من يلتزم أوامر الله وحثوه على السكوت كي لا يجلب عليه
وعلى غيره سخط أمريكا وكان سفراء السلطة إليه العلماء ورجال الدين وكانت
شفاعتهم أن أسكت من يصرخ بهذا الشعار الذي مطلعه الله أكبر وهم يدعون أنهم
يعملون بموجبها ووفقاً لمقتضاها فلماذا يريدون إسكاتها فأبى الصارخ إلا
الالتزام بما دعا إليه وأبت الدولة إلا أن تسومهم سوء العذاب فأعدت العدة
واشتعلت الحرب وأعلنت الحرب صراحة وجهارا على دين الله وقرآنه، ثم كانت
المبررات الأخرى ولكن هذا هو المبرر الوحيد.


يخربون بيوتهم بأيديهم :

الخراب الأول :

بالرقص على رؤوس الثعابين كما يحلو لعلي عبدالله صالح أن يصف أداؤه السياسي
والإداري أسس لخراب دولة اليمن ، سياسة الرقص أدت إلى تدمير البنا التحتية
لليمن ومنهجية الرقص في إدارة البلاد ويسميها البعض إدارة الأزمات أي صناعة
الأزمات واختلاق المشاكل والصراعات والاستفادة منها في تمشية أموره وتغطية
فشله وظلمه وفساده فكان الخراب المحتوم لليمن. إذاً المشكلة الأولى هي عقلية
الرئيس وطريقة تفكيره التي تعتمد الرقص أساساً للحكم ومن الطبيعي أن وضعية
الراقص غير مستقره وتحكمه الألحان والإيقاعات .


عقلية الرئيس :

لا يستطيع الرئيس أن يقدم أحسن مما قدم لأن لكل إنسان خلفيته الدينية
والثقافية والتربوية التي تحكم توجهه وطريقة تفكيره وماضي الرئيس يخبرنا عن
عقليته وماضيه والتي أنتجت رقص وثعابين ، والحقيقة أن الملتزم لأوامر الله ومن
يحتكم إلى نهجه ودستوره تكون طريقته ليس إنتاج الثعابين والرقص على رؤوسها
وإنما قطع تلك الرؤوس والتوقف عن الرقص كي يستقر هو فيستطيع أن يجعل المتفرجين
مستقرين أيضاً ، والحقيقة الأخرى أن الذي لا يحكم وفقاً لما أنزل الله فأولئك
هم الفاسقون الظالمون الكافرون كما يصفهم القرآن الكريم لماذا؟ لأن عدم الحكم
بما أنزل الله جعل البلاد العربية في هذا الضعف والهوان فانتشرت المظالم
والمفاسد والتولي لغير الله ومحاربة أوليائه وإضاعة ثروات البلاد لصالح
الأمريكي والرشوة وحرمان المستحق وهذا ما تجمع عليه كافة الشعوب التي أطاعت
حكامها فاستخفوا بها .


نتيجة حتمية :

فكانت الأوضاع كما ترون القلق والاضطراب وعدم الاستقرار المعيشي هو النتيجة
الحتمية لمن يتبع طريقة الرقص السياسي القائم على الإغراء والإرضاء وما يتغافل
عنه الرئيس أنه بسياسته هذه يظن أنه يحفظ بيته الرئاسي وملكه وكرسيه والحقيقة
غير ذلك فهو يخرب بيته بيده لأن هذه السياسة جعلت من الظلم مبدأها المفضل
وبالظلم كما أشرت خراب الديار والظلم يجلب سخط الديان لأن من يزرع الريح يحصد
العاصفة ومن يدعم ظالماً يغرى به ومن يسل سيف البغي يقتل به ، وهناك مثل شعبي
في الثعابين والمربي لها (الراقص) يقول المثل أن آخرة (نهاية ) المحنش (مربي
الثعابين) للحنش (الثعبان) أي أن المربي للثعابين يموت بلدغتها وهاهي الثعابين
والشياطين بعد أن فرغت من تجفيف منابع الخير في هذا البلد تريد إرباكه والتخلص
من مربيها بتوريطه في كل ما من شأنه أن يجعل نهايته فرعونية بامتياز لأن في
استقرار الوضع انكشاف لهم ولجرائمهم فهذا الوضع هو الأفضل لهم .

وأيدي المؤمنين


الخراب الأخير :

الحلقة المفقودة التي توجب غضب الله وصلها الرئيس في حرب 2004 على محافظة صعده
وإعلانه محاربة الله جهاراً نهاراً ، فكشف نفسه كفرعون بزي إسلامي ، وانكشفت
القوى والفعاليات السياسية المنادية بالتغيير والتي لم تستطع أن تحدث أي تغيير
في البلاد منذ سبعة عشر سنه كما يصفها الرئيس فالتزمت مبدأ المتفرج الذي يريد
أن يستفيد من الخاتمة وأعلنوا بعض المواقف الطفيفة التي لا ترقى إلى مستوى
الحدث ، وصب الشعب غضبه على الحوثي وأتباعه جهلاً بحقيقة الأمور ، وسكت
العلماء البعض خائفاً والبعض يظن أن في هذه الأحداث شفاء لما في صدره وتنفيذاً
لما لم يستطع هو تنفيذه فنادى بالحسم عسكرياً ، فاكتملت الحلقة وسقط الجميع في
الامتحان إلا قلة قليلة في صعدة وأكنافها مع بعض الامتدادات الطفيفة في بقية
المحافظات ، علماً أن ما دعا إليه السيد الحوثي هو مطلب بعض التوجهات السياسية
والدينية في البلد والتي جنت الملايين من تحت هذه الشعارات وما تفعله أمريكا
وإسرائيل بالمسلمين فما الذي اختلف الآن أليس من المفترض أن تتوحد الجهود مع
دعوة السيد الحوثي ويكونون جبهة واحدة ؟!!! فكان تأريخ 2004 والحرب الظالمة
التي شنها الرئيس على محافظة صعده والدماء الطاهرة التي سفكت هي الخراب الأخير
فلا استمرار ولا بقاء لقاتل عبر التاريخ والتاريخ يثبت أن سفك الدماء المحرمة
يهلك الظالم ويزيل ملكه وسلطانه ، وكل هذا القتل والتدمير تبريراته سخيفة
وسفيهة وأسفهها ما ذهبت إليه السلطة في الحرب الأخيرة واختطاف الألمان التسعة
فهل يستأهل تسعة من الألمان سفك وتشريد مئات الآلاف من أبناء جلدك وأمتك فإن
لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً!


متفرقات :

للحرب أسباب أخرى ، أسباب أنتجتها عقلية السلطة المريضة فرئيسها يعادي صعده
بكل ما أوتي من قوة وكل ذنبهم أنهم هاشميون وزيود وهو المرض العضال في وجهة
نظره فنفسيته مريضة وتحمل أحقاد الدنيا وضغائنها وهذا ما يصرح به في كل محفل
ومناسبة ، وما حركة الحوثي إلا العذر لاستئصال الشأفة والتخلص من العدو الوهمي
له ولدولته التي هي على شاكلته فأجمع كيده وأتى بجيشه عازماً تطهير المحافظة
من الحوثيين الذين هم دعاة الله أكبر منهجهم القرآن ويريدون العزة لله
ولرسوله وللمؤمنين ، جاءت السلطة بكل عتيدها وعتادها وجندت كل ما تحت يدها من
سلاح ووسائل إعلام وسفهاء يبررون سفك الدماء الطاهرة ، وحصلت على دعم إقليمي
ودولي فكان نصيبها الهزيمة تلو الهزيمة فأحرقت آخر كروتها وهو الكرت الذي
تستخدمه الدولة وترهب بها أعداءها وأعداء أمريكا فضاعت هيبته وسفكت كرامته
بأيدي الضحايا والأطفال والشيوخ والنساء المسفوك دمهم ظلماً وعدواناً وبهذا
فقدت الدولة كل ماتبقى لديها من قوة وسطوة وكانت النهاية والفرج قريب وفقدت كل
مقومات استمرارها .


القول الفصل :

المشهد لا يحتاج إلى كثير قول وكلام ولكنه ذكرى لمن يريد أن يتذكر ، دخلت
اليمن في نفق مظلم والوضع مهيأ فيها للانفجار فيجب على الكل أن يتحمل
مسؤولياته ويقوم بها كاملة ويعمل الجميع على إخراج البلاد إلى النور وليعلم
صاحب كل مصلحة وقلب مريض ونفس خبيثة وتفكير متخاذل بأن الأرض لله يورثها عباده
الصالحين وأن الإذن من الله للذين استضعفوا في الأرض بأن يمكن الله لهم فيها
وما هذه الأحداث إلا ليميز الله الخبيث من الطيب ويعلم النفوس الصادقة التي
تريد التغيير والكاذبة التي تدعي ولا تعمل وهذا الأحداث هي مخاض صعب ومر ينتج
عنه وضع يريده الله ورسوله ويعتز فيه أوليائه المؤمنين والعاقبة للمتقين
والعذاب من الله للمتخاذلين والمفرطين وكل على قدر تفريطه وتخاذله حيث والحكم
الله والموعد القيامة وإلى الله ترجع الأمور والنصر للإسلام والموت والذل
واللعنة على أمريكا وإسرائيل ومن يتولاهم بكلمة أو همسة أو نفس والعاقبة
للمتقين .


http://www.almenpar.org/news.php?action=view&id=1543
صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”المجلس السياسي“