علاقة السادة الأشراف بالمذهب الزيدي

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

علاقة السادة الأشراف بالمذهب الزيدي

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

( الصارم الحديدي لبتر علاقة أمراء مكة الأشراف بالمذهب الشيعي الزيدي )

كتبه / الشريف محمد حسين الحارثي .

http://www.ansab-online.com/phpBB2/show ... php?t=4529


خلاصة ما كتبه الشريف :

يتمثل في نفي علاقة أمراء مكة الأشراف بالمذهب الزيدية ، وعدم تدينهم به ، ونفي العلاقة التي كانت بينهم وبين أئمة الزيدية في اليمن .

======

للبَاحِث :

هُنا إجابة عن سؤالِكَ : ( ما هُو مَذهبُ أهل البيت (ع) ؟ ، وعلى ما اجتمعَ سوادُهُم ، على اختلاف بلادهِم ؟ ) . ( تَاريخِي ) .

و على الرابط إجابةٌ عن سؤالِكَ : ( ما هُوَ فِكرُ أهل البيت (ع) ؟ ) . ( فِكرِي ) .

http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=1330

صورة
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الأربعاء يونيو 08, 2005 3:12 am، تم التعديل 3 مرات في المجمل.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

بسم الله الرحمن الرحيم

صرم الصارم الحديدي
لإثبات تمذهب
السادة الأشراف
بالمذهب الشيعي الزيدي


الحمدلله رب العالمين، الذي منَّ علينا برسوله الكريم ونبيه العظيم، ليزكينا، ويخرجنا من الظلمات إلى النور، وإلى الطريق المستقيم، وأنعم علينا بأهل بيت نبيه المطهرين، الذين قرنهم بكتابه المبين، واختارهم من بين بريته أجمعين، ليواصلوا نهج نبيه الأمين في الدعـوة إلى الهدى والدين، وليحرسوا دينه من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وصلوات الله، وبركاته على محمـد وآله الطاهرين.

وبعد:

اطلعنا على رسالةٍ حديثة المولد بعنوان ( الصارم الحديدي!! لبتر علاقة أمراء مكة الأشراف بالمذهب الشيعي الزيدي ) ، فتفرّسنا في الكتابة علّنا نعرفُ ماهيّة كاتبها ، فوجدنا الكاتبَ وكأنّه يعيشُ بين نارَين !! نارُ التمسك بمذهبه الذي هو عليه الآن ، ونارُ ما أثبتهُ التاريخ والمؤرخون مِن أن ثِقَلَ أهلِ بيته من أبناء الحسنين عليهما السلام ليسو على ما هُو عليه الآن بل كانوا يدينون الله بما تدينُ به ( الشيعة الزيدية ) ربّها . فحاولَ صاحب الصوارم في رسالته بشتى الوسائل أن يجمعَ بين الليل والنهارِ !! ، وأن يُرينا النجومَ في عز الظهيرة !! وذلك واضحٌ جليٌ لمن قرأ رسالته ممّن لهم مسكةٌ في العلم بالتاريخ والأنساب الفاطمية ، فوجدناهُ يتأولُ النصوص التاريخية تأولاتٍ لا تحتملها هذه النصوص، ويُحاولُ أن ينصرَ كلامَه بإثارة العاطفة لدى القارئ العاميّ !! ويتجلّى ذلكَ واضحاً عندما ألحقَ الصارمَ السابع ، المُغاير في موضوعه لبقية الصوارم ، فكأنّه يريدُ أن يدهنَ الزيتَ بالعسل ، ويُغطي على الحقائق الدّالة على تزيّد هؤلاء الأمراء والتي ذكرَ بعضها في رسالته وتركَ الكثير ، بذكرِه للصارم السابع الذي استفتحَهُ بقوله : ( ما بالُ كبار علماء الزيدية تحولّوا لمنهج أهل السنة والجماعة !! ) ، يريدُ أن يُنفّر القارئ عن البحث حول هذه الفرقة ( الشيعة الزيدية ) ، التي بحق نجدها أول فرقةٍ تجذب انتباه الباحث المتجرد عن العصبية والمذهبية والصادق مع نفسه ، فما إن يُريدُ الشخص تلمّس ماذا كان عليه أهل البيت ؟ وماذا كان يجمعُ سوادَهم ؟ فإن الجواب الحتمي سيقول : ( الزيدية ) ، وسنتكلم عن هذا بتفصيلٍ وبإجمالٍ خلال رسالتنا هذه التي وسمناها بـ ( صرم الصارم الحديدي وإثبات علاقة السادة الأشراف بالمذهب الشيعي الزيدي ). سائلينَ المولى عز وجل أن يكون صوابها أكثر من خطأها، وحقها أكثرُ من باطلها .

فنقول فيها وعلى الله التكلان :

بدأ الأخ في الله بذكر أنّ البيئة الحجازية بعموم والبيئة المكية على وجه الخصوص، قد حارَبَت المذهب الزيدي ، وشنَّعت عليه وعلى أتباعه – وسنعرفُ مَن هُم أربابه والقائمون عليه قريباً – والدُعاة إليه ، وأنّ هذا المذهبَ القادمُ من اليمن مذهبٌ باطلٌ بدعيٌ يدعو إلى الضلال وإلى هدم السنة النبوية المطهرة ، واستدلّ صاحب الصوارم بحديثٍ عن رسول الله صلوات الله عليه وآله يقولُ فيه : (غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أهل الحجاز ) وقال : رواه مسلم . وكأنّه يُريدُ أن يقولَ للقارئ أن الحجازَ لن يبقى فيها هذا المذهبَ الباطل ، لأنّ الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم - قد أخبرنا أن الإيمان يبقى في الحجاز ، وبدليل أنّه مذهبٌ مٌحاربُ مِن قبلِ أهل الحجاز ، فهوَ مذهبُ يمانيٌ دخيلٌ على مذاهب أهل السنة والجماعة مُجانبٌ للحق واقعٌ في الباطل ، والحق أنّ الأخبارَ التي ورَدَت على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في فضل الديار اليمانية وأهلها ، تلك الديار التي ما تكادُ تُذكرُ حتى يُذكر ( الشيعة الزيدية ) قبلها !! أحاديثُ كثيرةٌ وصحيحة ، والتي منها :

- ما رواه البخاري في الصحيح ح 4128 ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( الإيمان يمان ، والفتنة ها هنا ، ها هُنَا يَطلع قرنُ الشيطان ) يقصد بهاهنا يطلع قرن الشيطان بلاد نجد هكذا جاء في بعض الأحاديث الصحيحة ، وبعض الأحاديث تقول المشرق هكذا .

- أيضاً ما رواه مسلم في الصحيح ح 52 من كتاب الإيمان ، صحيح مسلم عن أبي هرير ، أنّ رسول الله ثلى الله عليه وآله وسلم قال : ( جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية ) .

- أيضاً ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده ح 9215 في مسند أبي هريرة ، عن أبي هريرة أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( نحا بيده نحو اليمن – ثم قال - : الإيمان يمان ، الإيمان يمان ، الإيمان يمان ، رأس الكفر المشرق!! ، و الكبر و الفخر في الفدادنين أصحاب الوبر ) .


وهذه الأحاديث تجعلنا نستشفُ ما لليمن من أهميّة في معرفة الإيمان المحمديّ الصحيح ، معَ العلم أن اليمن لم تشتهر إلاّ بالمذهب الزيدي الذي دخلَ إليها على فتراتٍ متقطعة ، فمرةً على يد الإمام يحيى ( صاحب الديلم ) بن عبدالله المحض عليهما السلام ، ثم على يد إبراهيمَ بن موسى الكاظم عليهما السلام ، ثمّ على يد الإمام القاسم الرسي عليه السلام ، وأخيراً على يد الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام عام ( 280هـ) وعمره ( 35 ) سنة ، وما زالت اليمنَ من ذلك الحين إلى يومنا هذا مركِزَ ثِقَل الزيدية وعاصمتهم الدينية .

نعم ! فلنتكلمّ أخي الباحث عن الصواب قليلاً عن حديث الثقلين الذي كادَ أن يبلُغ التواتر ويُوازيَ خبر الغدير ، وعن أهمية ومدلولات هذا الخبر ، فقد قال رسول الله صلوات الله عليه وآله لأصحابه : ( إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) حديثٌ مشهور رواه الترمذي وأبو يعلى وغيرهما ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرقَ وهوى ) أخرجه الحكام في المستدرك ، ستجدُ أنّ أهل البيت مع القرآن ، والقرآن معهم ، مُتلازمان لا يفترقان إلى يوم القيامة ، وأنهم بمثابة سفينة نوح ، بركوبِ هذه السفينة والتمذهب بمذهبها ننجوا ونجاوز الصراط بإذن الله .

فعلامَ كان دينُ أهل البيت ؟ وعلامَ اتفقوا عليه على بُعدِ ديارهم وانقطاعِ أخبارهم ؟ ولنتجّه قليلاً إلى أهل الحجاز العصبة العلوية الفاطمية في القرون الثلاثة الأولى وما يليها سنجدهم ( زيدية ) ؟ ثمّ فلنتجه إلى المغرب العربي سنجد أن المصادر التاريخية تُثبتُ علاقة الزيدية بدعوة الإمام إدريس بن عبدالله عليه السلام ، ثمّ فلنتجه إلى بلاد الجيل والديلم ( يُقال أنها اليوم روسيا والشيشان ويُقال أنها شمال إيران ) سنجدّ أن العصبة العلوية الفاطمية هُناك كانت على ( المذهب الزيدي ) ، ثُم فلنتجه إلى الكوفة سنجدُ أن العصبة العلوية الفاطمية هُناك كانت على المذهب ( الزيدي ) ، ثمّ فلنتجه إلى الديار اليمانية سنجدُ أنّ العصبة العلوية الفاطمية هُناك على ( المذهب الزيدي ) . وستعرف قريباً أخي الباحث أن هؤلاء العلويون الفاطميون على اختلاف بلادهم كانوا يدينون الله بدينٍ واحد ، ألا وهُو مذهب الإمام زيد بن علي زين العابدين عليه السلام ، إلى أعصارٍ متأخرة ، ثم تشكلّ النّاس بفعل الظروف السياسية ، وربّما الجهل ، وربّما الإغترار بالكثرة ، نعم ! تشكّلَ كثيرٌ من هؤلاء الفاطميون بمذاهبَ شتّى ، ولكن الفترة التي بقيَ فيها هؤلاء السادة الأشراف على مذهبٍ واحد – تقريباً إلى القرن التاسع – تجعلنا نعرفُ مذهب أهل البيت القُدامى بكل وثوقٍ وثبات .

وحانَ وقتُ دراسة اتصالِ أهل البيت عليهم السلام في الحجاز وغير الحجاز بالشيعة الزيدية ، وسُنحاولُ قدر المُستطاع ذكرَ المتقدمينَ مع المتأخرينَ ، كي ترسخ الصورة في عقل القارئ ، وسنعملُ أيضاً على إبطال التأولات المُتعسّفة التي تأولّها صاحب الصوارم بما يخدمُ مُرادَه .

ولكن بعدَ أن نذكرَ نقطةً مهمة وقعَ فيها صاحب الصوارم ، وهي أن أشراف الحجاز لم يكونوا زيدية في مُعتقداتهم – فيما بينهم وبين ربهم – وإنّما كانوا يتزيّنونَ سياسياً بالدعوة والخطبة لأئمة اليمن ( العباءة السياسية ) ، ورُبما حاولَ أن يوهِم أن هذا لأسبابٍ اقتصادية ودعمٍ مادي إلى جانب الوضع السياسي بالدرجة الأولى . ( انظر الصارم الثالث )

وهذا قولٌ خطير يُوهمنا أنّ أمراء مكة وأشراف الحجاز أتباعُ كل ناعق !! – كما يتّضح هذا جلياً عند تأمّلك نهاية الصارم الثاني وبداية الصارم الثالث – ( فترى أنّ ولاءَ أشرافَ مكّة المكرمة تبع لصاحب أكبر صلة – نهاية الصارم الثاني - ) فيكون حال هؤلاء الأمراء غير ثابت ، فتارةً إلى العباسيين وتارةً إلى العبيديين وتارةً إلى الزيديين تَبعاً للمصلحة .

وهُنا قد نوافق صاحب الصوارمِ إن كانَ يُريدُ أن يقول : أن هُؤلاء الأمراء يقعونَ تحتَ ضغوطٍ سياسية لا قِبَلَ لهم بها ، ونتيجةً لهذه الضغوط يخطبون للعبيدي تارةً وللعبّاسي الأخرى ، ولكن لا ندري أي ظروفٍ تجعلهم يخطبونَ لأئمة اليمن الزيدية ؟! فلا أئمة الزيدية أرسلوا جيوشهم إلى مكة ، ولا أرسلوا تهديداتهم وتوعداتهم !! وفي الغالب لم يُرسلوا خُلعاً وأموالاً وكنوزاً يُغرونَ بها أُمراء مكّة ..!!!

وما لا نوافقُ عليه أن يكون قصدُ صاحب الصوارم : أن هُؤلاء الأمراء يقعونَ تحتَ ضغوطٍ سياسية لا قِبَلَ لهم بها ، ونتيجةً لهذه الضغوط فإنّهم عندما يخطبونَ لصاحبِ بغداد الخليفة العباسي يميلون إلى أهل السنة والجماعة ، وعندما يخطبونَ لصاحب مصر الخليفة العبيدي يميلون إلى الإسماعيلية، وعندما يخطبون لصاحب اليمن الإمام الزيدي يميلون إلى الشيعة الزيدية !!! فخلفيتهم المذهبية سطحية كما قدْ ذكرَ هذا صاحب الصوارم على لسان سنوك : ( غير أنه من المؤكد أن سادة مكة في الحياة العملية كانوا يغيرون اتجاهاتهم السياسية بسرعة الريح، وهم أكثر سطحية في اعتقاداتهم الدينية، حيث لم يكونوا على مستوى عالٍ من الثقافة والعلم ) ثم قام صاحب الصوارم بتأييد سنوك عندما قال : (أما سطحية اعتقاداتهم الدينية يعود لمنشأهم الريفي،فقد كان الشريف قتادة رحمه الله وقومه ظواعن بادية، ومتدينون بالفطرة!!، لايغالون في المذهبية، وجل اهتمامهم بالفروسية والشجاعة والكرم، والتطلع للإمارة، وهم بها أليق رحمهم الله.) والخلاف هُنا حولَ لفظة ( اعتقاداتهم سطحية ) ، أي أنّه ليسَ لهم مذهبٌ ثابت !! فقد يتشكلون دينياً بسهولةٍ بسبب سطحية اعتقاداتهم ، وعدم مُغالاتهم في المذهبية !! وهذا قولٌ باطلٌ يرفضه العقل قبل النقل ، فالعقلُ أن يكون هؤلاء الأمراء متلونين سياسياً ولكن أن يكونوا مُتلونين مذهبياً !! فهذا أمرٌ عظيم .

والحق أن مُعظَم إن لم تكن جميع المصادر التاريخية تُشير إلى أن المذهب الذي كان يدين الله به أشراف الحجاز أُمراءً وغير أُمراء هُو المذهب الشيعي الزيدي ، وأنّه لادينَ يُعرَفونَ به في أزمانهم إلاّ الزيدية ، فتأمّل أخي الباحث واطّرح العنصرية جانباً ، تَعرِف مذهبَ أهل البيت عليهم السلام ، وماذا كانوا عليه ، وهُنا سنسوقُ أقوالَ المؤرخين في أهل البيت عليهم السلام المتقدمين والمتأخرين ومَن هُم أتباعهم وأنصارُهم وخاصّتهم .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

[ أقوال المؤرخين في أهل البيت عليهم السلام المتقدمين والمتأخرين ]

1- قال ابن كثير بعدَ أن ذكرَ خبرَ الرافضة مع الإمام زيد بن علي عليه السلام ( 75-122 هـ ) ما نصّه : ( ومن تابعه – زيد بن علي - من الناس على قوله سموا الزيدية وغالب أهل الكوفة منهم رافضة وغالب أهل مكة إلى اليوم على مذهب الزيدية وفي مذهبهم حق وهو تعديل الشيخين وباطل وهو اعتقاد تقديم على عليهما ) [ البداية والنهاية ج 9 ص 330 - 331]

تعليق :

أ- ابن كثير توفي عام ( 774هـ ) .
ب- تأمّل قول ابن كثير : ( وغالب أهل مكة إلى اليوم على مذهب الزيدية ) يتضح من كلامه أنّ سواد أهل مكة على المذهب الزيدي ، وأنّهم يُقدمون علي بن أبي طالب عليه السلام على المشائخ – أبو بكر وعمر وعثمان غفر الله لهما -.
ت- نجد أن ابن كثير كان يقصد بتلك الفترة التي كان أغلب أهل مكة فيها زيدية هي فترة رميثة بن أبي نمي المتوفي عام ( 748 هـ ) – ذكرَ هذا التاريخ أبو الفضل أحمد صاحب الدرر الكامنة - ، وبعد وفاة رميثة صارت الإمرة في ذلك العهد لأبناء رميثة ، ثقبة وعجلان الذي يذكر بعض المؤرخين كالفاسي في العقد الثمين أنّه كان يميلُ إلى الشافعية وأنّه تولّى الحكم عام ( 745هـ ) – أعني عجلان – على خلاف جمهور أهل بيته فإنهم كانوا زيدية ، بل ويذكر بعض المؤرخين أنّ عجلان كانَ شديداً على الزيدية وسنتعرض لهذا عندما نتكلم عن أشراف الحجاز . ( انظر الصارم الرابع ) . فتأمّل كيفَ أنّ الزيدية كانت سوادَ أهل مكة على الزيدية معَ أن الحكومة الحسنية وعامّة أهل السنة مُحاربونَ لها !! وستجدُ ما يشفي الغليل إن شاء الله في أرجاء هذه الرسالة .

2- قال محمد بن جرير الطبري مُتكلماً عن الإمام يحيى بن زيد بن علي عليهم السلام ( ت 126هـ ) : ( فلمّا سكنَ الطلب ، خرجَ يحيى في نفرٍ من الزيدية إلى خراسان ) [ تاريخ الطبري ج4 ص 209 ] أيضاً انظر [ البداية والنهاية لابن كثير ج9 ص331 ] .

3- قال الذهبي ذاكراً سيرة يعقوب بن داود الفارسي ما نصّه : ( يعقوب : الوزير الكبير الزاهد الخاشع أبو يعقوب بن داود بن طهمان الفارسي .... فلما خرج هناك يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بعد مصرع أبيه زيد كان داود – والد يعقوب- يناصح يحيى سرا ثم قتل يحيى .... وتخرج أولاده – أولاد داود- في الآداب وهلك أبوهم ثم أظهروا مقالة الزيدية وانضموا إلى آل حسن .... ثم صار أخوه علي بن داود كاتبا لإبراهيم بن عبدالله الثائر بالبصرة [ سير أعلام النبلاء ج 8 ص 346 ] أيضاً انظر [ تاريخ الطبري ج4 ص574]

4- قال محمد بن جرير الطبري : ( مكثَ المهدي – العباسي - برهة من دهره يطلب عيسى بن زيد والحسن بن إبراهيم بن عبد الله بعد هرب الحسن من حبسه ، فقال المهدي يوماً : لو وَجَدتُ رجلاً من الزيدية له معرفة بآل حسن وبعيسى بن زيد وله فِقه ، فأجتلبه إليَّ على طريق الفقه ، فَيدخُلَ بيني وبين آل حسن وعيسى بن زيد ، فَدُلَّ على يعقوب بن داود .... ولما علم آل الحسن بن علي بصنيعه استوحشوا منه . [ تاريخ الطبري ج 4 ص 575 ]

5- قال محمد بن جرير الطبري ، مُتكلماً عن إبراهيم النفس الرضيّة بن عبدالله المحض ( ت 145 هـ ) ما نصّه : ( وذكرَ عبد الحميد أنه سأل أبا صلابة كيف قُتِلَ إبراهيم ... فأتته نشابة عابرة فأصابته في لبته فرأيته اعتنق فرسه وكر راجعاً وأطافت به الزيدية [ تاريخ الطبري ج4 ص 476 ] .

6- قال اليعقوبي أحمد مُتكلماً عن إبراهيم ومحمد ابني عبدالله المحض ، ما نصّه : ( وبقي إبراهيم في أربعمائة من الزيدية يحارب أشد محاربة وكان إبراهيم يدعو إلى أخيه محمد فلما قتل محمد دعا إلى نفسه [ تاريخ اليعقوبي ج2 ص 378 ] .

7- قال محمد بن جرير الطبري مُتكلماً عن النفس الزكية ، ما نصّه : ( فأقام بها حتى خرج محمد بن عبد الله بالمدينة وإبراهيم بالبصرة فوجه محمد بن عبد الله إليه ابنه عبد الله بن محمد الذي يقال له الأشتر في نفر من الزيدية . [ تاريخ الطبري ج 4 ص 498].

8- قال ابن النديم ، مُتكلماً عن ترجمان الدين الإمام القاسم الرسي بن إبراهيم طباطبا ( ت 246 هـ ) ، ما نصّه : ( العلوي الرسي : وهو القاسم بن إبراهيم – جد- صاحب صعدة ، من الزيدية وإليه ينتسب الزيدية القاسمية وله من الكتب كتاب الأشربة كتاب الإمامة كتاب الأيمان والنذور كتاب سياسة النفس كتاب الرد على الرافضة [ الفهرست ج 1 ص 274 ].

تعليق : سُميت بالزيدية القاسمية لأنّهم أخذوا باجتهادات وبآراء الإمام القاسم في الفقه.

9- روى الإمام القاسم العياني بن علي بن عبدالله بن محمد بن القاسم الرسي ( 310-393هـ ) أنّ جدّه ترجمان الدين الإمام القاسم الرسي قال :

( أَدْرَكْتُ مَشْيَخَةَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنْ وَلَدِ الحَسَنْ والحُسَينْ وَمَا بَيْنَهُمْ اخْتِلاف )

تعليق :

أ- الإمام نجم آل الرسول القاسم الرسي وُلِد عام 169 هـ ( تأمّل ) وتوفي بالرس من المدينة المنورة عام 246 هـ .

ب- ذِكْرْ مَن عاصَرَهم القاسم الرسي من مشيخة بني الحسن والحسين عليهم السلام :


1- الإمام إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. (ت177هـ) .

2- الإمام موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. (ت حول الـ 180هـ).

3- الإمام يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. (ت 180هـ) .

4- الإمام موسى الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. (ت183هـ).

5- الإمام الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. (ت190هـ).

6- الإمام إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. (ت 190هـ) .

7- الإمام محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم الشبه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب. (ت199هـ) .

8- الإمام محمد بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. (ت 200هـ) .

9- الإمام محمد بن محمد بن زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. (ت201هـ)

10- الإمام علي الرضا بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. (ت203هـ) .

11- السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ( ت208هـ) .

12- الإمام علي العريضي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. (ت210هـ) .

13- الإمام إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب. (ت213هـ) .

14- الإمام محمد بن القاسم بن علي بن عمر الأشرف بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب. (ت بعد 229هـ وهو تاريخ خروجه من الحبس)

15- الإمام يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب (ت القرن الثاني ).

16- الإمام أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب ( 247هـ).

17- الإمام الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت260هـ) .

18- الإمام عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب. (ت247هـ) .

* وإلى السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد عليها السلام بُشيرُ الإمام القاسم الرسي عندما قال : ( قرأت مُصْحَفَ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوانَ الله عَليه عِند عَجوزٍ مسنة – السيدة نفيسة - من ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فوجدته مكتوباً أجزاء بخطوط مختلفة، في أسفل جزء منها مكتوب وكتب علي بن أبي طالب، وفي أسفل آخر وكتب عمار بن ياسر، وفي آخر وكتب المقداد، وفي آخر وكتب سلمان الفارسي، وفي آخر وكتب أبو ذر الغفاري، كأنهم تعاونوا على كتابته. قال جدي القاسم بن إبراهيم صلوات الله عليه: فقرأته فإذا هو هذا القرآن الذي في أيدي الناس حرفًا حرفاً، لا يزيد حرفاً ولا ينقص حرفاً، غير أن مكان ﴿قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ﴾، ﴿اقْتُلواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ ﴾، وقرأت فيه المعوذتين. )
[ يروي هذه الرواية الإمام الهادي عن أبيه الحسين عن جده القاسم ، في كتاب الرد على مَن زعمَ أن القرآن ذهبَ بعضه للإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ، ضمن مجموع الإمام الهادي ]

* مؤلفات الإمام القاسم الرسي تجدها على هذا الرابط .

http://www.hamidaddin.net/ebooks/Alrassi.chm

10- ذكرَ السيد يوسف بن عبدالله جمل الليل مُتكلماً عن الإمام عبدالله بن موسى الجون ( ت 247 هـ ) ،ما نصّه : ( ونُعِيَ عبدالله إلى المتوكل - العباسي – ونُعيَ له أحمد بن عيسى – بن زيد بن علي – فاغتبط بوفاتهما وسُرَّ ، وكانَ يخافُهما خوفاً شديداً لِما يَعْلَمُه من فضلهما واستنصار الشيعة الزيدية بهما وطاعتها لهم لو أرادا الخروج عليه ) [ الشجرة الزكية في الأنساب وسيرة آل بيت النبوة ص 484 ] .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الخميس مايو 05, 2005 5:06 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

11- قال محمد بن جرير الطبري : ( ثم دخلت سنة خمسين ومائتين -250- ... فمن ذلك ما كان من ظهور يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه المكنى بأبي الحسين بالكوفة ... وأمه أم الحسين فاطمة بنت الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .... ثم خرج يحيى بن عمر من الكوفة إلى سوادها فصار إلى موضع يقال له بستان ... ولم يقم بالكوفة وتبعته جماعة من الزيدية ... ودخل يحيى بن عمر الكوفة واجتمعت إليه الزيدية ودعا إلى الرضا من آل محمد . [ تاريخ الطبري ج5 ص360- 361 ] ، أيضاً انظر [ الكامل في التاريخ لمحمد الشيباني ج6 ص157 ] .

12- قال الذهبي : ( محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن زين العابدين علي بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب العلوي الحسيني الزاهد الملقب بالصوفي للبسه الصوف كان فقيها عالما عاملا عابدا معظما عند الزيدية ظهر بالطالقان ودعا إلى الرضا من آل محمد . [ سير أعلام النبلاء ج 10 ص 191 – 192 ].

تعليق : يُعرف بالإمام محمد بن القاسم الطالقاني ، واعتقد بعض جهلة الزيدية برجعته ، توفي بعد العام 229 هـ وهو عام خروجه من السجن العباسي .

13- قال محمد بن جرير الطبري : ( وفيها خرج بالكوفة رجل من الطالبيين يقال له الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسين بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب فاستخلف بها رجلا منهم يقال له محمد بن جعفر بن الحسين بن جعفر بن الحسين بن حسن ويكنى أبا أحمد فوجه إليه المستعين مزاحم بن خاقان أرطوج وكان العلوي بسواد الكوفية في ثلاثمائة رجل من بني أسد وثلاثمائة رجل من الجارودية والزيدية وعامتهم صوافية [ تاريخ الطبري ج 5 ص 395 ] .

14- قال عبدالرحمن بن خلدون : ( وبقي أمر الزيدية بعد ذلك غير منتظم وكان منهم الداعي الذي ملك طبرستان وهو الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل ابن الحسن بن زيد بن علي بن الحسين السبط وأخوه محمد بن زيد ثم قام بهذه الدعوة في الديلم الناصر الأطروش منهم وأسلموا على يده وهو الحسن بن علي بن الحسن ابن علي بن عمر وعمر أخو زيد بن علي فكانت لبنيه بطبرستان دولة وتوصل الديلم من نسبهم إلى الملك والاستبداد على الخلفاء ببغداد كما نذكر في أخبارهم . [ مقدمة ابن خلدون 200 – 201 ] ، أيضاً انظر [ الفهرست لابن النديم ج1 ص 274 ] .

15- الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي ، إمام الزيدية في اليمن ،وهُو أظهرُ من أن نُعرّف بانتمائه لمذهب أهل بيته الزيدية ، وقد ترجمَ له ابن حجر العسقلاني ، وذكرهُ وذكرَ كُتبه ابن النديم في الفهرست ص 274 وغيرهما .

16- قالَ ابن النديم : (كبير الزيدية الداعي إلى الله الإمام الناصر للحق الحسن بن علي بن الحسن بن زيد بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام على مذهب الزيدية ) [ الفهرست ج 1 ص 273 ] .

17- قال الذهبي : ( العلوي الإمام المحدث الثقة العالم الفقيه مسند الكوفة أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن- والصحيح هو محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب العلوي - العلوي الكوفي ...حدث عنه أبو منصور أحمد بن عبد الله العلوي ... وآخر من روى عنه بالإجازة عمر بن إبراهيم الزيدي النحوي قال ابن النرسي مات بالكوفة في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وأربع مئة – 445هـ- قال ومولده في رجب سنة سبع وستين وثلاث مئة – 367هـ- ما رأيت من كان يفهم فقه الحديث مثله قال وكان حافظا خرج عنه الحافظ الصوري وأفاد عنه وكان يفتخر به ) [ سير أعلام النبلاء ج 13 ص 636 ]

* للحافظ أبي عبدالله العلوي من المؤلفات على مذهب الزيدية : الجامع الكافي ، وكتاب الأذان بحي على خير العمل – رواه عنه الشريف عمر إبراهيم الزيدي بالإجازة كما سيأتي قريباً - ، وكتاب تسمية من روى عن الإمام زيد بن علي عليه السلام – وكتاب التعازي ، وكتاب فضل الكوفة ، وكتاب التاريخ ، وكتاب فضل زيارة الحسين .

* وهنا نذكرُ ما نقله ياقوت الحموي معجم الأدباء : ( عن السمعاني أنه قال في ترجمة الحافظ عمر بن إبراهيم العلوي الزيدي - المتوفى (539 هـ) وأحد الرواة عن أبي عبد اللّه - بالإجازة - : أخرج إليَّ شذرة من مسموعاته – على الحافظ محمد بن علي العلوي - وجعلت أتفقد فيها حديث الكوفيين فوجدت فيها جزءاً مترجماً - أي معنوناً - بتصحيح الأذان بحي على خير العمل فأخذته لأطالعه، فأخذه من يدي وقال: هذا لايصلح لك، له طلاب غيرك، ثم قال: ينبغي للعالم أن يكون عنده كل شيء، فإن لكل نوع طالباً ) . وستأتي ترجمة الشريف عمر بن إبراهيم قريباً .

* كتاب الاذان بحي على خير العمل ، للحافظ الشريف محمد بن علي العلوي الكوفي عليه السلام ، من أفضل ما صُنّف في الإنتصار للفظة ( حي على خير العمل) ، وأنّه مذهب أهل البيت عليهم السلام .
وتجد كتاب الأذان بح على خير العمل للحافظ أبي عبدالله محمد بن علي الكوفي الزيدي العلوي ( 376 -445هـ) على هذا الرابط:

http://www.hamidaddin.net/ebooks/Aladhan.chm

18- قال الذهبي : ( الشيخ العلامة المقرىء النحوي عالم الكوفة وشيخ الزيدية أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين ابن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن الشهيد زيد بن علي العلوي الزيدي الكوفي الحنفي إمام مسجد أبي إسحاق السبيعي ولد سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة -424- وله إجازة من محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي تفرد بها ... قال السمعاني : شيخٌ كبير له معرفة بالفقه والحديث واللغة والتفسير والنحو وله التصانيف في النحو وهو فقير قانع باليسير سمعته يقول : أنا زيدي المذهب لكني أفتي على مذهب السلطان ، وحكى الحافظ ابن عساكر عن شيخ حدثه عن أبي البركات أنه يقول بالقدر وبخلق القرآن توفي في شعبان سنة 539 [ سير أعلام النبلاء ج 20 ص 145 – 146 ] ، وانظر أيضاً [ شذرات الذهب لعبدالحي الدمشقي ج2 ص122] .

* تأمّل أن عمر بن إبراهيم القائل بخلق القرآن ونفي قضاء الله للمعاصي على العباد ، هُو تلميذُ الحافظ أبي عبدالله محمد بن علي العلوي الزيدي ، والوحيد الذي انفردَ بإجازة منه .

* جاء في ترجمة الشريف عمر بن إبراهيم أنه العلوي الكوفي " الحنفي " ، جاء في شذرات الذهب لعبدالحي الدمشقي ج2 ص 121 أن الشريف عمر بن إبراهيم كان يقول : ( أُفتي برأي أبي حنيفة ظاهراً ، وبمذهب جدي زيد بن علي تديناً ، وقد اتهم بالرفض والقدر )

- إلى هنا أكتفي بذكر هذه النماذج العلوية الفاطمية الزيدية المُنتمية إلى بيئات وأوطان مختلفة والمجتمعة على مذهب زيد بن علي عليه السلام ، معَ العلم أنّي لم أذكر تراجم سادة الجيل والديلم وطبرستان اختصاراً ، وإلاّ فهي مبسوطة في كتب الزيدية التاريخية وغيرهم ، ككتاب هداية الراغبين إلى مذهب العترة الطاهرين للهادي بن إبراهيم الوزير الحسني عليه السلام ، وكتاب التحف شرح الزلف لإمام الزيدية في هذا الزمان السيد مجدالدين بن محمد المؤيدي الحسني حفظه الله وأبقاه ، وكتاب أئمة أهل البيت خارج اليمن لعباس محمد زيد الحسني وغيرها . وبهذا نجد أن العلويين الفاطميين في الكوفة وفي الجيل والديلم وطبرستان وفي اليمن كانوا على رأيٍ واحد وعلى مذهبٍ واحد وهو مذهب الإمام زيد بن علي مذهب أهل البيت عليهم السلام ، وتبقّى لنا دراسة حالَ أهل البيت في الحجاز فهل سيُوافقوا أبناء عمومتهم في المذهب أم لا .. !!

فنقول : بعد أن نتعرّض لما قاله صاحب الصوارم من أنّ زيدية اليمن هُم سبب تشويه سمعة أمراء مكة تاريخياً !! وهذا كلامٌ عجيب يُغنينا الإنصاف فيه عن الإسهاب ، أفتجدُ الزيدية أخبروا الرحالة أحمد بن محمد بن جبير الأندلسي بأنّ أشراف مكة زيدية ، وكانوا يؤذنون بحي على خير العمل !! أم أنّه حضرَ مكة أثناءَ رحلته وشاهدَ حالَ الأشراف فكتبَ عنهم !! اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الخميس مايو 05, 2005 5:15 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

[ أشراف الحجاز ]

19- قال ابن خلدون : ( فحدثـت الرياسة فيها لبني سليمان بن داود بن حسن المثنى بن الحسن السبط‏.‏ وكان كبيرهم آخر المائة الثانية محمد بن سليمان ... وكان يلقب بالزيدي نسبة إلى نحلته من مذاهب الإمامية ) . [ مقدمة ابن خلدون ج2 ص 95 ]

تعليق : البعض يذهب أن الزيدية فرقةٌ من فرقَ الإمامية وهذا قولٌ باطل .

20- الشريف قتادة بن إدريس بن مطاعن عليه السلام ، أمير مكة المكرمة وحامي حمى الإسلام في الديار الحجازية ، الجد الجامع للقتادات الذين ظلّوا يتوارثون حكم الحجاز إلى سنة 1344 هـ .

أ- قال ابن سعيد بعدَ أن ذكرَ وفاة أبو عزيز وشيئاً من حال أجداده ما نصّه : ( وكان أبو عزيز أدهى وأشهرَ من ملكَ مكة منهم ، وكان يخطب للخليفة الناصر ثمّ يخطب لنفسه بالأمير المنصور ) [ نقلاً عن الإشراف على تاريخ الأشراف لبلادي ص 56 ]

تعليق : كان الإمام عبدالله بن حمزة ( ت 614 هـ ) يُلقب بالمنصور بالله ، ولعلّ بل من المؤكّد أن ابن سعيد وَهِم في كلامه ، والصحيح أنّه كان يخطب للمنصور بالله عبدالله بن حمزة إمام الزيدية في اليمن ، وهناك احتمالٌ آخر قد يرد أنه كان يقصد المنصور الرسولي .

ت- قال أبو شامة في أخبار سنة سبع عشرة وستمائة : ( وفيها ( في جمادى الأولى ) ماتَ بمكة أبو عزيز قتادة بن إدريس أمير مكة ، الشريف الحسني الزيدي ، وكانَ عادلاً ومنصفاً ... وكانَ في زمانِه يُؤذّنُ بحيّ على خير العمل على مذهب الزيدية ) [ نقلاً عن الإشراف على تاريخ الأشراف لبلادي ص 58 ] .

ث- قال ابن كثير : ( قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبدالكريم العلوي الحسني الزيدي .... وقد كانَ قتادة من أكابر الأشراف الحسنيين الزيديين وكانَ عادلاً مُنصفاً ) [ البداية والنهاية ج13 ص 109 ].

ج- أيضاً قال الشريف محمد بن علي الحسني – من أحفاد الشريف قتادة بن إدريس عليه السلام - : ( كانَ الشريف قتادة بن إدريس على مذهب أهل بيته ، وذلكَ أنّه على كتاب الله وسنة نبيه تابعاً للإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ....وكانَ في زمانه يُؤذّن بحيّ على خير العمل على مذهب الزيدية ، وهذه هي شهادة مؤلفي القرون التي بعده ، وهي أشد واصح رأيٍ في هذا الإمام الجليل ) اهـ من الفصول اللؤلؤية في بعض أنساب الأسر الحسنية ص 118 -122 ] .

وهي إن شاء الله أصح الأقوال في زيدية الشريف قتادة رحمه الله ، ولكي نؤكِد هذا بعد أن استعرضنا بعض كلام علماء ومؤرخي غير الزيدية ، سنذكر أقوالَ الزيدية في الشريف أبي عزيز قتادة عليه السلام .

[ ماذا قالَ علماء ومؤرخي الزيدية عن الشريف قتادة بن إدريس رحمه الله تعالى ]

أ- قال كبير الزيدية في عصرنا هذا السيد مجدالدين بن محمد المؤيدي الحسني حفظه الله: ( وقتادة بن إدريس من أعلام العترة وكرام الأسرة، وكان من أنصار الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليهم السلام، وقد ترجم له في مطلع البدور، وأثنى عليه بما هو أهله، وذكر طرفاً من فرائد قصائد الإمام إليه ) [ التحف شرح الزلف ضمن سيرة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم ] .

ب- قال أبو فراس ابن دعثم كاتب سيرة الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة ( السيرة المنصورية الشريفة ) ، قال ما نصّه : ( ووصلَت كُتُب أبي عزيز قتادة بن إدريس تفوق ما نرجوه ، جدَّدَ البيعةَ على نفسه وعلى طائفة من بني حسن ، عقبة بن يحيى فمَن دونه ) [ السير المنصورية الشريفة ص 62 ط دار الفكر المعاصر ببيروت ] .

ت- أنشأَ الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام ، لمّا قرعَ مسمعه أنَّ الشريف قتادة جدَّدَ له البيعة في الحجاز ودعاَ له ، قصيدةً فريدة غراء قال فيها :

ألا أبلغا عنّي على بُعدِ داره ******* قتادةَ والفتح والمبين يشيعُ
بأنَّ الكُماةَ الصيدَ قصَّافةَ القنا***** أتتها جموعٌ منهم وجموعُ

إلى أن قال:

فَقُلْ لأبي الأضياف أعني قَتَادةً********* فتىً بان منه العتقُ وهو رضيعُ
لِيَهْنَكَ أنْ أصبحت تدعو إلى الهدى***** وجودُكَ مبذول وأنت منيعُ
جَمَعْتَ لنا شمل العشيرة بعدما********* تشعَّبت واعتال الجميعَ نزوعُ

إلى أن قال:

كَذَا فليكنْ آل النبي محمد********** وإلاَّ فبعض المنتمين ولوعُ
فَقُمْ غاضباً لله قَومةَ ثائرٍ********** يَرُدُّ صبورَ القوم وهو جَزوعُ
فأنت لداعي الحق حِصْنٌ ومعقل**** وسيف حسام قاطع وقطيعُ


[ انتهى من السيرة المنصورية ]

د- قال أبو فراس ما نصه : ( قال الفقيه – قاضي الزيدية في مكة بهاء الدين علي بن أحمد الأكوع - : وكنتُ قد قرأتُ عليه – على قتادة – الكتب المُتقدمة الواصلة من الإمام – المنصور بالله - عليه السلام في شهر الله الأصم رجب من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة -598- ، فحلفَ – الشريف قتادة - بالله يميناً مؤكدة مغلظة أني باقٍ على طاعة الإمام ، ممتثل أوامره ، أدينُ الله تعالى بولايته ومحبته ) . [ انتهى من السيرة المنصورية ] .

هـ - أيضاً لو تأملت أخي الباحث كتاب ( المجموع المنصوري للإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة الجزء الثاني القسم الثاني ) تجده يُجيبُ على مسائلٍ قد وردَت إليه سألَ عنها الشريف قتادة بن إدريس رحمه الله تعالى ، وهذا والله لمن أنصفَ نفسَه مِن نفسِه أكبرُ دليلٍ مع ما سبقَ وأن ذكرنا على أن الشريف قتادة كان زيدي المذهب موالٍ لإمام الزيدية في اليمن ، وسنذكرُ أسئلة الشريف قتادة وعلى المهتم مراجعة إجابات المنصور بالله عليها في الكتاب المذكور .

( بسم الله الرحمن الرحيم

سأل السيد الشريف الأمير أبو عزيز قتادة بن إدريس أعزَّه الله تعالى عن:

[ السؤال الأول] : أرض أجلي أهلها عنها ثم ادَّعاها قوم ولا بينة لهم عادلة على صحة دعواهم، وقال قوم آخرون: إن في هذه الأرض شيئاً من الوقف ولم يتميز له الوقف من غيره وربما يأتي من يدعي الوقف ببينة عادلة تشهد عن شهادة من ليس بعدل؟.

[ السؤال الثاني ] : في عين استبق إليها رجلان وهي عند حصن وقرية من قرى المسلمين، وكل واحد منهما يعمل ويريد العين لنفسه، ثم استولى عليها أحدهما بالقوة وطرد الآخر وكل واحد منهما يدعي أنها له والذي استولى عليها يقول: إن جده كان قد عملها قبل ذلك، وليس له بينة على ذلك إلا قول من ليس بثقة؟.

[ السؤال الثالث ] : في قرية أو حصن خراب وعمرها رجل ولم يعلم لمن ذلك إلا أنه يسمع بالاسم فقال: هو لبني فلان قد أجلوا عنها ولم يعرف لمن هو؛ كيف يكون الحكم في ذلك؟.

[ السؤال الرابع ] : في وادٍ يدعيه قوم ويقولون هو لنا من غير أن يكون لهم فيه عمل ولا شيء يوجب الملك والوادي أثار العيون القديمة إذا طلب من يعمل فيها شيئاً؛ هل يجوز له أم لا؟ وهل يملكه إذا فعل أم لا؟.

[ السؤال الخامس ] : في أرض بيضاء تداعاها طائفتان من الناس حلفت إحداهما الأخرى، وعمدت الطائفة التي حلفت إلى بعض الأرض فعملت فيها، وزارعت هذه الطائفة غيرهم وهي أرض متسعة في الطول والعرض هل يملكونها بذلك إذا لم تكن بينة غير سماع أنها كانت لفلان وأخذها قوم من آخرين بدون بينة لأحد على ما يدعيه؟.

[ السؤال السادس ] : في عين فيها شيء من الصدقة فعمل بعض أهلها ولم يعمل الآخرون ولم ينهوا عن العمل ولا أمروا به؛ هل للعامل أن يطالبهم بما عمل ويسلم إليهم نصيبهم من الماء أم يجب عليه تسليم الماء من غير أن يلزمهم شيء، وأهل الصدقة منهم من يعرف ومنهم من لا يعرف إلا أنهم يعرفون على الجملة؟

[ السؤال السابع ] : وسأل السيد أبو عزيز أيده الله بعد ذلك قال: مولانا: يعرفُ أحوال الأعراب وظلمهم وما هم عليه من قبح السيرة وكان فيما مضى وإلى الآن يتكلف الغارة عليهم وقمع مضرتهم لأنهم صاروا قاطعين السبيل فيصيب من أرواحهم وأموالهم، ما يكون الحكم في ذلك؛ وربما يكون في حلتهم من لا يسير سيرتهم فتصيبه معرة من غير قصد ولا دراية ولا يعرفه العسكر، وإن كان ذلك القليل؟. )

تعليق : تأمّل لفظة مولانا الصادرة من أبي عزيز قتادة رحمه الله ، وعدد مسائل الشريف قتادة 12مسألة ذكرنا معظمها ، والبقية في المجموع المنصوري . اللهم صل على محمد وآل محمد .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الخميس مايو 05, 2005 5:22 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

[ بقية أشراف الحجاز وغيرها ]

21- قال أبو الفضل أحمد بن علي : ( رميثة بمثلثة مصغر أسد الدين أبو عرادة بن أبي نمى بالنون مصغر محمد بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة الحسني ... ثم بلغ الناصر أنه أظهرَ مذهب الزيدية فأنكرَ عليه وأرسل إليه عسكرا ففر فلم يزل أمير الحاج يستميله حتى عاد ثم أمنه السلطان [ الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ج2 ص242 ] أيضاً انظر [ شذرات الذهب للدمشقي ج 3 ص 149 ] وكذلك انظر [ البدر الطالع للعلامة للشوكاني ج1 ص 250 ] .

22 – قال أبو الفضل أحمد بن علي : ( ثقبة بن رميثة ين أبي نمى محمد بن أبي سعد الحسن بن علي ابن قتادة بن إدريس المكي الحسنى الشريف أمير مكة ... وكانَ ثقبة ينصر مذهب الزيدية ولا يكف عبيده عن ظلم الناس وأقام له خطيبا زيديا يخطب يوم العيد.[ الدرر الكامنة ج2 ص 79 ]

23- قال يوسف ابن تغري : ( وتوفي السيد الشريف عز الدين عجلان بن رميثة بن أبي نمي محمد بن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة بن إدريس المكي الحسني أمير مكة … وكان بخلاف آبائه وأقاربه يحب أهل السنة وينصرهم على الشيعة وربما – لا تفيد الجزم - كان يُذكر أنه شافعي المذهب وهذه نادرةتأمل - في السادة الأشراف فإن غالبهم ( تأمّل ) زيدية يتجاهرون بذلك قيل – صيغة تمريض - إنه ذكر عنده مرة معاوية بن أبي سفيان لينظروا رأيه فيه فقال عجلان معاوية شيخ من كبار قريش لاح له الملك فتلقفه . [ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ج 11 ص 139 ]

- أيضاً من الأدلة على أنّ سوادَ أشراف الحجاز كانوا يدينون الله بدين الشيعة الزيدية .

أ- ما ذكرَهُ الرحالة ابن جبير عندما قال : ( وللحرم أربعة أئمة سنية وإمام خامس لفرقة تسمى الزيدية وأشراف أهل هذه البلدة على مذهبهم وهم يزيدون في الأذان حي على خير العمل إثر قول المؤذن حي على الفلاح [ رحلة ابن جبير ص 84 ].

تعليق : علّق صاحب الصوارم على هذه الرواية بتعليقٍ واهٍ ، قال فيه : (والرحالة ابن جبير يردد ما شاع في زمانه من تبني الأمراء للمذهب الشيعي الزيدي دون أن يطرح دليله على ذلك، ولعل مرد ذلك لأن حديثه عن الحرم المكي ولم يكن عن الأمراء، ليتتبع مدى حقيقة اعتناقهم للمذهب الشيعي الزيدي. ) اهـ راجع الصارم الأول.

أقول : الرحالة ابن جبير كانَ يُعبّر عمّا كان قد رآه شخصياً في رحلته ، ولم يعتمد على ما كانَ قد ذُكِرَ له عن أشراف مكة !! وأكبر دليل على ذلك أنّه كان يُعاينُ أفعال وأخبارَ أهل مكة في كتابه هذا دونَ أن يُخبَر بها عن طريقٍ آخر ، ما وجدنا في كتابه عندما تكلّم واصفاً عاداتَ وتقاليد أهل مكة في شهر رمضان المُبارَك فقالَ ما نصّه ( ووقع الاحتفال في المسجد الحرام بهذا الشهر المبارك ، وحق ذلك من تجديد الحصر!! ، وتكثير الشمع والمشاعيل!! ، وغير ذلك من الآلات ، حتى تلألأ الحرم نورًا !!، وسطع ضياءً !!، وتفرقت الأئمة لإقامة التراويح فرقًا !!، فالشافعية فوق كل فرقة منها ، قد نصبت إمامًا لها في ناحية من نواحي المسجد ، والحنبلية كذلك ، والحنفية كذلك والزيدية ، وأما المالكية فاجتمعت على ثلاثة قراء يتناوبون القراءة )) [ رحلة ابن جبير ص 124 – 125 ] .

* ثمّ أرادَ صاحبُ الصوارم التمويه على الأغمار بقوله (ولعل مرد ذلك لأن حديثه عن الحرم المكي ولم يكن عن الأمراء، ليتتبع مدى حقيقة اعتناقهم للمذهب الشيعي الزيدي) ، معَ العِلم أن كلام ابن جبير كان واضحاً فقد قال : ( وأشراف هذه البلدة – مكة – على مذهبهم – الزيدية .. إلخ ) ، والأمراء من الأشراف ، ولعلَّ لفظة الأشراف أعمّ من الأمراء ، لأنّه كانَ هُناك أشراف غير أمراء ، فعمّهم ابن جبير تحتَ لفظة " أشراف هذه البلدة " .

ب- أيضاً مما يؤيدُ كلامنا السابق من أنّ أشراف الحجاز كانوا على مذهب الزيدية هُو ما قد أوردناه سابقاً عن ابن كثير عندما قال في البداية والنهاية ما نصّه : ( ومَن تابَعه – زيد بن علي – على قوله سُمّوا زيدية ، وغالبُ أهل الكوفة منهم روافض ، وغالبُ أهل مكة إلى اليوم على مذهب الزيدية وفي مذهبهم حق وهو تعديل الشيخين ، وباطلٌ وهو اعتقاد تقديم علي عليهما ) اهـ . وابن كثير ت عام ( 774 هـ ) .

[ متابعة ذكر السادة الأشراف ]

24 – قال ابن تغري : ( وتوفى السيد الشريف زين الدين أبو زهير بركات بن حسن بن عجلان بن رميثة ابن منجد بن أبي نمى محمد بن أبي سعيد حسن بن علي بن أبي غرير قتادة بن إدريس ابن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله المحض بن موسى بن الحسن بن علي بن أبي طالب المكي الحسني أمير مكة .... وكان رجلا عاقلا ساكنا شجاعا مشكور السيرة أهلا للإمرة إن لم يكن زيديا على عادة أشراف مكة رحمه الله تعالى [ النجوم الزاهرة ج 16 ص 179 ].

تعليق : الجدير بالذكر أنّ بركات هذا الذي لو لم يكن زيدياً كعادة أهل بيته!! لصلحَ للإمرة ، هو حَفيد عجلان بن رميثة الذي يذكر بعض المؤرخين أنه كان شافعياً ، وكان ينصر مذاهب السنة على الشيعة !!!

25- هُناكَ مُكاتبة بين أمير المدينة المنورة سالم بن قاسم المهنا ، وبين إمام أهل البيت عبدالله بن حمزة عليه السلام ، ذكرها أبو فراس في السيرة المنصورية ، ومن خلالها نستشف مدى الإتصال بينهما – سالم بن قاسم والشريف قتادة – وبين المنصور بالله عبدالله بن حمزة ، ونظراً لطولها سنوردها في آخر الرسالة .

26- أوردَ أبو فراس في السيرة المنصورية قصيدةً غرّاء للسيد الشريف يحيى بن علي بن فليتة بن بركات بن حسين بن يوسف بن نعمة بن علي بن داوود بن سليمان بن الإمام عبدالله بن موسى ، بعثَ بها إلى أبو أحمد الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة يواسيه ، ويرثي بها شقيقه الأمير الشهيد صارم الدين إبراهيم بن حمزة ، والتي منها هذه الأبيات :

ميادين المنون إلى اتساع ***** وممتد الحياة إلى انقطاع

إلى أن قال :

لقد شَمَلَ المصابُ بني أبيكم**** فروع بني العواتك في وساع
وكم من ذي جوا لمّا أتانا ****** لإبراهيم سيف الحق ناعي
وباكية تنوح عليه شجواً ****** عطول الجيد حاسرة القناع

إلى أن قال:

حذا حذو الأئمة من علي ***** بُناة المجد والشرف اليفاع

إلى أن قال :

فصبراً يا ابن حمزة واحتساباً**** لخطب الموت غير المستطاع
فهم والله أحياءٌ جذالى ********* بذا نطقَ الكتاب لأذن واعي
أفادوا بالجهاد جنان خلد ******* من الفردوس عالية المطاع

إلى أن قال:

إليكم يا بني الأعمام مني ******* صدوق اللفظ رائقة السماع
بعثتُ بها على قرب الأواخي***** وبُعدٍ في المساكن والرباع
فما منكم على التحقيق إلاَّ ****** صفي الود مشكور الطباع
ومن متدفق بالعلم طلق ********ومن علم إلى الرحمن داعي
فلا غصبت بسوحكم سراراً ***** ولا نادى به في الدهر ناعي
فيا با أحمد جلداً وجرياًودُم ****** على منهاج حيدرة الشجاع
واسلم بقيتَ قرين سعدٍ ********* حميد الرأي محمود المساعي


* يذكرُ أبو فراس أن الشريف يحيى بن علي فليتة السليماني كان ممن يُشارُ إليه بالقيام بأمر الإمامة – الزيدية - ، وبايَعَ الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة بعد أن تأكّدَ من أهلية المنصور للقيام بامر الإمامة ، وذلكَ في جامع صعدة – جامع الإمام الهادي إلى الحق – سنة 596 هـ .

* وتطرّق السيد مجدالدين المؤيدي الحسني ابقاه الله في كتابه التحف شرح الزلف أثناء ترجمته للشريف قتادة بن إدريس ، إلى الشريف يحيى بن علي بن فليته السليماني فقال : ( وفي عهد الإمام المنصور بالله منهم السيد الإمام عماد الإسلام يحيى بن علي بن فليته .... وفيه يقول الإمام – المنصور بالله - :

ولو يحيى دَعا قُدماً إليها **** لكانَ بها إماماً للإمام

27 - قال السيد مجدالدين المؤيدي الحسني عليه السلام في كتابه التحف شرح الزلف :
( السيد الشريف الإمام أبو الحسن عُلَيّ - على صيغة التصغير -بن عيسى بن حمزة بن وهاس بن أبي الطيب داود بن عبد الرحمن بن عبدالله بن داود بن موسى بن عبدالله بن موسى بن عبدالله بن سليمان بن عبدالله بن الإمام موسى بن عبدالله، وهو القائل:

أتموت البتول غضبى ونرضى **** ما كذا يفعل البنون الكرام

وهو من مشائخ القاضي شمس الدين عالم الزيدية جعفر بن أحمد بن عبد السلام، وهو الذي حث القاضي العلامة شيخ الإسلام زيد بن الحسن البيهقي - المتوفى سنة اثنين وأربعين وخمسمائة - على الخروج إلى اليمن لنصرة الحق، وهو الذي حمل الزمخشري على تأليف الكشاف، وقد أشار إليه في صدر الديباجة، وترجم له في مطلع البدور، وأورد شيئاً من فضائله. ) [ انظر ترجمة عُلَي بن عيسى ] .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الخميس مايو 05, 2005 5:32 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

28- وجاء في التحف شرح الزلف أيضاً ضمن ترجمة الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم (ت 1054 هـ ) ،ما نصّه : ( ووصل إلى الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم السيد الشريف العالم الفاضل المجاهد هاشم بن حازم بن راجح بن أبي نُمَيَّ محمد بن بركات بن محمد بن بركات بن الحسن بن عجلان بن رميثة بن محمد بن حسن بن علي بن قتادة بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبدالله بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن الإمام عبدالله بن موسى الجون بن عبدالله الكامل بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، خرج إلى اليمن من مكة المشرفة، وزوجه الإمام ابنته، وأخذ من الجهاد بين يدي الإمام الحظ الأوفر. )

* وإلى ذلك يُشير السيد الأمير علي بن عبدالله بن القاسم بن محمد بن الإمام القاسم الحسني عليه السلام ( ت 1190 هـ ) ، في كتابه ( بلوغ الأرب وكنوز الذهب في معرفة المذهب ) ص 403 ط1 من إصدارات مؤسسة الإمام زيد بن علي الثقافية ، وقد حوَى هذا الكتاب أسماءً كثيرة للسادة الأشراف في الحجاز والمخلاف من المُعاصرين له ( ت الإمام 1190 هـ ) ممن كانوا على مذهب الزيدية ، والكثير من هذه الأسماء بحاجة إلى أن يطّلع عليهاَ علماء الأنساب ، حيث أنّ المؤلّف عليه السلام اكتفى بذكر جديّن أو ثلاثة لكل شريف ذكَرَه .

29 – قال السيد مجدالدين في التحف شرح الزلف : ( ومن أعلام آل النعمي من أبناء السيد الإمام عماد الإسلام المذكور – يحيى بن علي بن فليته السليماني - السيد الإمام محمد بن حيدر بن ناصر بن هادي بن عز الدين بن علي بن محمد بن الحسن بن الهادي بن محمد بن المساوى بن عقيل بن الحسن بن محمد بن جحيش بن عطية بن أحمد بن محمد بن سالم بن يحيى بن سرور بن نعمة الأصغر بن دريب بن أحمد بن واصل بن مهني بن سرور بن سلطان بن منيف بن إدريس بن يحيى بن إدريس بن يحيى بن علي بن فليته بن بركات .. – بقية النسب في ترجمة يحيى بن علي السليماني - .... قال في نزهة النظر في رجال القرن الرابع عشر في ترجمته: السيد العلامة الشهير الحجة الشاعر البليغ والبارع المحقق النحرير، محمد بن حيدر بن ناصر بن هادي القبي النعمي، ... ثم رحل أيضاً إلى صعدة، وسار منها إلى ضحيان سنة 1315هـ، وأخذ عن ... ومنهم السيد علي بن يحيى العجري المؤيدي، ولازمه وقرأ عليه ثلاثين المسألة – عقيدة الزيدية - ) .

* كان لهذا السيد دورٌ هام في نشر المذهب الزيدي في بلاد بني مالك وفيفا من جيزان .

* راجِع نزهة النظر في رجال القرن الرابع عشر ، تجد الاشراف السليمانيون في المخلاف كانوا على مذهب الزيدية .

* وللسيد محمد بن حيذر النعمي ( ت 1351 هـ ) قصيدةٌ يمدح فيها إمام الزيدية يحيى حميد الدين عليه السلام .

* يقول إمامنا وقدوتنا السيد مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي الرسي الحسني حفظخ الله وأبقاه ، مُتكلّما عن نفسه ، راوياً لأحد المواقف التي حصًلت له : ( مَرَرْنا في تهامة ليلاً وكان برفقتي شريف من آل النعمي ، فتذكرتُ هذه القصيدة ، فَطَفِقْتُ أترنّمُ بها، وهي:

عرف الديار فهاله ما هالها ******** وسقى بطل بدمعه أطلالها
يتذكر العهد القديم معاتباً *********** صَرْف الزمان علام غير حالها
ويلومني الجهال فيك وإنما********* قد قلت قافية كثير قالها
وتلومني في حب عزة نسوة******** جعل الإله خدودهن نعالها
وسمعت دعوة صارخ من الندى**** يا معشر النبلاء فقلت أنا لها

فسألني الشريف- النعمي - لمن هذه الأبيات؟ فقلت: للسيد محمد بن حيدر النعمي، فأشار بيده وقال: " هذاك بيته " ورأيت السراج فيه، وأنا لا أعلم أين نحن، وهذه في موافقة عجيبة، وذلك عام 1362هـ. ) . اللهم صل على محمد وآل محمد .

وبهذا السيد نتوقف عن سردِ أسماء أعلام أهل البيت ، وذِكر علاقتهم بمذهب آباءهم وأجدادهم مذهب الإمام الأعظم فاتح باب الجهاد والإجتهاد زيد بن علي عليه السلام .

لا يُقال : أنّ مَن ذكرنا فقط هُم من كانوا على مذهب ( الشيعة الزيدية ) !، لأنّنا سنقول : هؤلاء مَن اشتهروا ووصلتنا أخبارهم ناهيكَ بمَن عاصرَهم من أقاربهم ، فهم إن شاء الله جميعاً على مذهب آباءهم عليهم السلام ، فلا الشريف قتادة بن إدريس عليه السلام كان أولَ من تزيَّد !! بخلاف آبائه – ولا أرى مَن يُحاول أن ينفي زيدية الشريف قتادة إلاّ كمن يقول أنّ النهار ليل والليل نهار والله المستعان - ، ولا الشريف علي بن محمد بن فليته السليماني أول من تزيّد بخلاف آبائه !! ، ولا .. ولا... الخ ، نعم ! قد ذكرنا نماذِجَ علويّة فاطمية في أعصارٍ مختلفة مُنتمية انتماءً خالصاً إلى الشيعة الزيدية ، وهُم والله أليق وأجدر بهذا المذهب مذهب أهل البيت عليهم السلام مذهب أحمد بن عيسى بن زيد بن علي والقاسم بن إبراهيم الرسي وعبدالله بن موسى الجون ، وقبلهم زيد بن علي ، وجعفر الصادق وموسى الكاظم .

ولا يفوتني هُنا أن أُذَكّرَ الباحث عن دين آباءه ، بسادة الجيل والديلم وطبرستان والذي لم نُوفِهم حقّهم من التعريف في هذه الرسالة ، فهُم بحقٍ قد ألقمُوا المُخالِف الحجر وكانوا وسيلةً لمعرفة مذهب أهل البيت الحق ، فضربوا بعلمهم وبعدلهم وبزهدهم أروع الأمثلة وأندرها ، حتى شهِدَ لهم بهذا المُخالِفُ قبل الموافق ، والحمد لله .

- ولنورد ما كُنا قد وَعدنا به من ذكر المكاتبة التي جرت بين أمير المدينة المنورة سالم بن قاسم المهنا رحمه الله ، وبين الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة ن والتي ذكرها صاحب السيرة المنصورية ، فقال أبو فراس :

( وفَدَ إليهِ – إلى المنصور بالله - شريف حسيني من مدينة الرسول صلى الله عليه وآله بكتابٍ من الشريف سالم بن القاسم بن المهنا الحسيني صاحب المدينة يستطلع الأنباء والأخبار، ويتعرض للمكاتبة والأوطار ، فأمرني الإمام عليه السلام بإجابته ، فصدَّرتُ الكتاب ، وكَتَبَ في آخره : ( لقد بلغنا أنَّ في حرم جدك رسول الله صلى الله عليه وآله ما يسوؤنا من الملاهي والمعاصي وشرب المسكر، وعدوان السفهاء على الزوار بسرق الأمتعة، فما عذرك وأنت وليه والقائم عليه ولكَ من وراثة النبوة ما يتضاعف عليك به التكليف ، ويتضاعف بالتزامه الأجر . فتيقظ أيدك الله بتوفيقه .

وقد بلغَنا ما بينكم وبين الشريف الأمير أبي عزيز أعز الله الجميع، وجمع شملهم من قطيعة الرحم وسفك الدماء والتعرض لما يقع التدابر والتهاجر، وما هذا يليقُ بتلك المعارف والأصول الزكية والمنابت النبوية والمناصب العلوية. وإذا أردتم الحق جميعاً لم تختلفوا وإذا أردتم الباطل فلا خير في الجميع لأنه لا يليق بأهل هذا البيت إلاَّ الصلاح واقتفاء الأثر، ولا تلحق الذرية الطيبة السلف الصالح إلاَّ بذلك. قال الله تعالى { والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئٍ بما كسب رهين } . وقد تَقَدَّمَتْ منَّا مطالعة إليكم ، وما رجع منها جواب، وكِدْنا أن ننفد في ذلك وإن كانت الغيوب محتملة والظن جميلاً . واعلم أيدك الله أنه إذا اجتمع أهل البيت سلام الله عليهم ، فقد كثَّرهم الله تعالى واستجاب دعوة جدهم صلى الله عليه فيهم حيث قال لعلي وفاطمة سلام الله عليهما وعلى الطيبين من آلهما : " جمع الله شملكما ، وأطاب نسلكما، وأخرج منكما كثيراً طيباً " . فالحمدُ لله كثيراً نالوا أغراضهم ، وجدَّدوا معالم دينهم ، وكبتوا أعداءهم ، وهم لايفتقرون إلى جند من غيرهم إذا اجتمع شملهم، فاجتهد في لمّ جمع الشمل ولم الأمر .

وبلغنا أنّكم بدأتم بداءةً جيدة ، وفيها طيبها وشذاها ، ونزهتها ومتعتها ، ولكنَّا نخشى الجفوة وقلَّة المعرفة بِسِيَرِ الآباء ، وعلوم السلف الصالح من الأئمة النجباء سلام الله عليهم . فلا تقع غفلةٌ عن طلب العلم واقتباسه فإنَّ به يُستضاء في الظلمات، وتُحَلُّ الشبهات، وتُفَك المشكلات ، وتعلو الدرجات ، ولو جاء من ناحيتكم إلينا من تكون له رغبةٌ في العلم ، وحرصٌ في طلب الخير فلا ضير . وقد قال تعالى : { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون }. ) اهـ من السيرة المنصورية .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الخميس مايو 05, 2005 5:38 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

رسالة :

إلى أبناء الحسن والحسين، بل إلى أبناء آدمَ وحواء ، رسالةٌ أخويّة ، يشهدُ الله على صدقِ وإخلاص قائلها :

ُكلنا يعلم ما وردَ في أهل البيت من أحاديثٍ لو قُلنا تُثقل ظهر البعير ما بَالغنا !! ، في عِلمهم وفي وجوب مودتهم ، وفي وجوب اتباعهم ، وأنّهم مالزمون للقرآن ثقل الله الأكبر على الأرض ، وهُم مع الحق والحق معهم ، يضلُ بعضهم ، ولكن لا يضلونَ كلهم !! ، أَيُعقلُ أن يقول رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم : ( إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكّتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبر نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ) ، أيُعقل أن يقولَ مَن لا ينطقُ عن الهوى تمسكّوا بالقرآن وبأهل البيت ، ثم نجدُ القرآنَ بين أيدينا ولا نجدُ أهل البيت الموافقون للقرآن بعلمومهم ، بأصولهم ، بأحكامهم ، بفقههم ؟! هل كذبَ علينا جدنا رسول الله صلوات الله عليه وآله – وحاشاه ثم حاشاه " ما ينطقُ عن الهوى إن هُو إلى وحيٌ يوحى " ، أُيعقُل أن يكونَ أهل البيت تابعينَ لا متبوعين !! مُقتَدونَ لا مُقتدىً بهم؟! أُُيعقلُ أن يكونَ أهل البيت مَن اُمرنا باتباعهم مُقلّدينَ لأحمد بن حنبل رحمه الله ـ أو مُقلدين للإمام الشافعي رحمه الله ـ أو لمالك بن أنس أو لأبي حنيفة رحمهما الله ؟! اينَ أقوالُ أهل البيت ؟ أين تقريراتهم ؟ أينَ مؤلفاتهم ؟ أين اجتهاداتهم الفقهية ؟ أينَ رواياتهم الحديثية لسنّة جدّهم الصحيحة ؟ أم أنّ الله كلفنا ما لا نستطيع وأمرنا باتباع جماعةٍ ليست لهم أقوالٌ ظاهرةٌ معروفة وليسَ إلى علومهم طريق ؟! ثبتَ أنّ سلفنا من أهل البيت كانوا يُؤذنونَ بـ" حي على خير العمل " ، فهل سيسمح لنا مشائخنا اليوم بالتلفظ بها أم أنهم سيجعلونها في مصافّ البدع ؟! الكثير من سلفنا لا يؤمنون بموالاة أئمة الجور والظلم والخروج عليهم ، فهل هذا قولُ مشائخنا اليوم ؟! هل سنهربُ من البدع لنقعَ في الضلالات ، هل سنجعل الاحكام المُسبَقَة والكًرهَ الشخصي يودي بنا إلى الهاوية ، فإلى متى تظل العقول نائمة ، وإلى متى يُخيّم علينا التقليد الأعمى ، وإلى متى سنبقى مخدوعين بعبارة " نحن نُحب أهل البيت " ، أفأحبّهم وأحبُ عدوّهم – هذا المحالُ يا إخوان -، ثم هل فعلاً عجزنا عن معرفة ما كان عليه سلفنا الصالح من أهل البيت ، ما إن تردُ علينا علينا مسألةٌ في الأصول أو الأحكام ، حتى نهرعَ مُسرعين إلى كُتب ابن تيمية !! وماذا قالَ فيها ابن حنبل !! ولكن ابن الجوزية قال كذا وكذا !! ورأي الأشعري كأنّه الصواب !! لا بل رأي العسقلاني أقوى وأفضل !! ، يا سبحان الله الَم نُفكّر أن نقول : ماذا قالَ زين العابدين، وماذا قالَ كاملُ أهل البيت عبدالله المحض ، وماذا قال باقر علم الأنبياء محمد الباقر ، وماذا قالَ فقيه أهل البيت أحمد بن عيسى بن زيد ، وماذا قالَ زاهدُ الآل عبدالله بن موسى ، ماذا قالَ تُرجمان الدين القاسم الرسي المُعاصرُ لسواد مشيخة أبناء الحسن والحسين المتقدمين !!

اعلموا يا أبناء العمومة ، ماهيَ إلاّ زلّةُ جدٍّ واحدٍ من أجدادنا ، يُبدل فيها دين آبائه المحمدي الصحيح ، حتّى ينخرطَ البقيّة معه وعلى مذهبه الجديد ، ثمّ يزعمون أنّه مذهب أهل البيت الصحيح !! ، والدليلُ ما نحنُ فيه اليوم ، سوادنا مُتمذهبون بعدّة مذاهب ، بل إنّ البعض أصبحوا نصارى والله المستعان !!! ، وما هُو والله إلاّ الجهل والتفريط في علوم الآباء .

[ أقوال بعض أئمة أهل البيت الزيدية في مَن فرَّطَ في علوم آبائه عليهم السلام ]

وسأختم رسالتي هذه بذكر أقوال أئمة أهل البيت الزيدية في مَن يُفرط في علوم آبائه الكرام ، مصابيح الدجا ونجومُ السما ، ويذكرِ أقوالٍ نرجو الله أن تقرعَ أسماعَ أصحاب الفطر المحمدية السليمة .

1- قال الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي ( 246 - 298 هـ ) في كتاب الأحكام :

( أن آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم لايختلفون إلاَّ من جهة التفريط، فمن فرط منهم في علم آبائه ولم يتبع علم أهل بيته أباً فأباً حتى ينتهي إلى علم علي بن أبي طالب رحمه الله تعالى والنبي صلى الله عليه وآله وسلم، شارك العامة في أقاويلها وتابعها في شيء من تأولها لزمه الإختلاف، ولاسيما إذا لم يكن ذا فطن وتمييز، ورد لما ورد عليه إلى الكتاب ورد كل متشابه إلى المحكم ) .

2- قال الإمام الهادي إل الحق يحى بن الحسين في كتاب القياس ( تأمّل كلام الهادي ): -

( ثم اعلم من بعد كـل علم ومن قبله، وعند استعمالك لعقلك في فهمه، أن الذين أمرنا باتباعهم من آل رسول الله، وحُضضنا على التعلم منهم، وذُكرنا ما ذكرنا من أمر الله برد الأمور اليهم، هم الذين احتذوا بكتاب الله من آل رسول الله، واقتدوا بسنة رسول الله، الذين اقتسبوا علمهم من علم آبائهم وأجدادهم، جداً عن جدٍ، وأباً عن أب، حتى انتهوا إلى مدينة العلم، وحصن الحلم، الصادق المصدَّق، الأمين الموفق، الطاهر المطهر، المطاع عندالله المقدر، محمد صلى الله عليه وآله وسلم. فمن كان علمه من آل رسول الله على ما ذكرنا، منقولاً إلى آبائه مقتبساً من أجداده، لم يزغ عنهم، ولم يقصد إلى غيرهم، ولم يتعلم من سواهم؛ فعلمه ثابت صحيح، لا يدخله فساد ولا زيع، ولا يحول أبداً عن الهدى والرشاد، ولا يدخله اختلاف، ولا يفارق الصحة والائتلاف.

فإن قلت: أيها السائل قد نجد علماء كثيراً منهم ممن ينسب إليه علمهم، مختلفين في بعض أقاويلهم، مفترقين في بعض مذاهبهم، فكيف العمل في افتراقهم، وإلى من يلجأ منهم؟ وكيف نعمل باختلافهم وقد حضضتنا عليهم، وأعلمتنا أن كل خير لديهم، وإن الفرقة التي وقعت بين الأمة هي من أجل مفارقة الأئمة من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

قـلنـا لـك: قد تقدم بعض ما ذكرنا لك في أول هذا الكلام، ونحن نشرح لك ذلك بأتم التمام.

إن اختلاف آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم - أيها السائل عن أخبارهم - لم يقع ولا يقع أبداً إلا من وجهين:

فأما أحدهما: فمن طريق النسيان للشيء بعد الشيء، والغلط في الرواية والنقل، وهذا أمر يسير حقير قليل، يرجع الناسي منهم عن نسيانه، إلى القول الثابت المذكور له عند الملاقاه والمناظرة.

والمعنـى الثـاني: فهو أكبر الأمرين وأعظمهما، وأجلهما خطراً وأصعبهما، وهو أن يكون بعض من يؤثر عنه العلم تعلم من غير علم آبائه، واقتبس علمه من غير أجداده، ولم يستنر بنور الحكمة من علمهم، ولم يستضيء عند إظلام الأقاويل بنورهم، ولم يعتمد عند تشابه الأمور على فقههم، بل جنب منهم إلى غيرهم، واقتبس ما هو في يده من علمه من أضدادهم، فصار علمه لعلم غيرهم مشابهاً، وصار قوله لقولهم صلوات الله عليهم مجانباً، إذ علمه من غيرهم اقتبسه، وفهمه من غير زنادهم ازدنده، فاشتبه أمره وأمر غيرهم، وكان علمه كعلم الذين تعلم من علمهم، وقوله كقول من نظر في قوله، وضوء نوره كضوء العلم الذي في يده، وكان هو ومن اقتبس منه سواءً في المخالفة لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والاقتداء، وإن كان منهم في نَسَبِه فليس علمهم كعلمه، ولا رأيهم فيما اختلف فيه الحكم كرأيه. والحجة على من خالف الأصل من آل رسول الله، كالحجة على غيرهم من سائر عباد الله، ممن خالف الأصول المؤصلة، وجنب عنها.

والأصل الذي يثبت علم من اتبعه، ويبين قول من قال به، ويصح قياس من قاس عليه، ويجوز الاقتداء لمن اقتدى به؛ فهو كتاب الله تبارك وتعالى المحكم، وسنة رسول الله، اللذان جُعلا لكل قول ميزاناً، ولكل نور وحق برهاناً، لايضل من اتبعهما، ولا يغوى من قصدهما، حجة الله القايمة، ونعمته الدايمة. فمن اتبعهما في حكمهما، واقتدى في كل أمر بقدوهما، وكان قوله بقولهما، وحكمه في كل نازلة بهما، دون غيرهما فهو المصيب في قوله، المعتمد عليه في علمه، القاهر لغيره في قوله، الواجب على جميع المسلمين من آل رسول الله ومن غيرهم أن يرجعوا إلى قوله، ويتبعوا من كان كذلك في علمه؛ لأنه على الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا دخل، ولله الحمد عليه. فمن كان على ما ذكرنا، وكان فيه ما شرحنا، من الاعتماد على الكتاب والسنة، والاقتباس منهما والاحتجاج بهما، وكانا شاهدين له على قوله، ناطقين بصوابه، حجة له في مذهبه، فواجب على كل أحد أن يقتدي به، ويرجع إلى حكمه.

فإذا جاء شيء مما يختلف فيه آل رسول الله صلى الله عليه وآله، ميَّز الناظر المميز السامع لذلك بين أقاويلهم؛ فمن وجد قوله متبعاً للكتاب والسنة، وكان الكتاب والسنة شاهدين له بالتصديق؛ فهو على الحق دون غيره، وهو المتبع لا سواه، الناطق بالصواب، المتبع لعلم آبائه في كل الأسباب.

وإن ادّعى أحد من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه على علم رسول الله، وأنه مقتد بأمير المؤمنين، والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فاعلم هديت أن علم آل رسول الله لا يخالف علم رسول الله، وأن علم رسول الله لا يخالف أمر الله ووحيه، فاعرض قول من ادّعى ذلك على الكتاب والسنة؛ فإن وافقهما ووافقاه فهو من رسول الله، وإن خالفهما وخالفاه فليس منه صلى الله عليه وآله وسلم، وكما قال فيما روينا عنه، حين يقول صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( إنه سيكذب علي كما قد كذب على الانبياء من قبلي؛ فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فهو مني وأنا قلته، وما خالف كتاب الله فليس مني ولم أقله.)).

وهذا أصل في اختلاف آل رسول الله ثابت، ودليل على الحق صحيح، فاعتمد فيما اختلفوا فيه عليه، واستعمله في ذلك يبن لك الحق حيث هو، ويصح لك المقتبس من علم آبائه صلوات الله عليهم، والمقتبس من غيرهم، وتصح لك الحجة في جميع أقوالهم، وتهتدي به إلى موضع نجاتك، وتستدل به على مكان حياتك، وتقف به على الذين أمرناك باتباعهم بأعيانهم، فقد شرحنا لك شرحاً واضحاً، وبيناهم لك تبياناً صحيحاً، حتى عرفتهم إن استعملت لبك بما بينالك من صفاتهم، كما تعرفهم بالرؤية بأعيانهم، وتقف عليهم بأساميهم وأنسابهم.

والحمد الله على توفيقه وإرشاده، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. )


3- وقال الإمام القاسم بن علي العياني – تقدم نسبه – ( 310-393هـ ) في كتاب التنبيه:

( والقاسم – الرسي - عليه السلام العالم وبه نقتدي ثم ولده من بعده يقتفون أثره ويعلمون أمره، وما أعلم منهم من بعد القاسم إلى هذه الغاية مختلفين، ولافيما بَعُدَ من الأرض وقرب إلاَّ متلقين، إلاَّ أن يكون ذو جهل نظنه ولانعرفه بعينه، فلعله أن يكون لقلة معرفته يتابع المخالفين تعرضاً لدني ما ينال وطمعاً لما يأكل من سحت الأموال، ولعله مع ذلك موافق لأهل بيته في باطن أمره. ) .

4- وقال الإمام القاسم العياني في رسالةٍ له إلى زيدية طبرستان :

" أصل التأويل أول الخبال، والإختلاف في الأئمة أول الضلال، والاعتماد على غير العترة أول الوبال ، أصل العلم مع السؤال، وأصل الجهل مع الجدال، العالم في غير علمنا كالجاهل بحقنا، الراغب في عدونا كالزاهد فينا، المحسن إلى عدونا كالمسيئ إلينا، الشاكر لعدونا كالذام لنا، المتعرض لنحلتنا كالمعادي علينا، معارضنا في التأويل كمعارض جدنا في التنزيل، الراعي لما لم يسترع كالمضيع لما يسترعي، القائم بما لم يستأمن عليه كالمعتدي فيما استحفظ، الخاذل لنا كالمعين علينا، المتخلف عن داعينا كالمجيب لعدونا، معارضنا في الحكم كالحاكم بغير الحق، المفرق بين العترة الهادين كالمفرق بين النبيئين، هاهنا أصل الفتنة ياجماعة الشيعة " .
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الخميس مايو 05, 2005 5:51 pm، تم التعديل مرة واحدة.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

5- وقال الإمام القاسم العياني في كتاب التنبيه :

( يا معشر الإخوان، ومن ينتحل ولاية أل محمد عليه وعليهم السلام، فأنتم أشياع المحقين، ونحن خلف الأئمة المهتدين، عليهم صلوات رب العالمين، فما إلى الحق غيرنا داع، ولا لدعوة الرشد سواكم واع، وقد شاهدت من اختلافكم ما أيسني من اتفاقكم ولقلَّ جداً قوم مختلفين والله يقول عز من قائل: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } ) .

6- قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة ( ت 614 هـ ) في الشافي :

(كيف تخالف الذرية أباها وقد شهد لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإستقامة بقوله: (لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض)؟ ) .

7- وقال الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام في جوابه لأهل صنعاء عندما سألوه عن معتقداته:

( فهذا وفقكم الله دين المؤمنين وديني وما عليه اعتقادي، لستُ بزنديق ولا دهري، ولا ممن يقول بالطبع، ولا ثنوي، ولا مجبر قدري، ولا حشوي، ولا خارجي. وإلى الله أبرأُ من كل رافضي غوي، ومن كل حروري ناصبي، ومن كل معتزلي غال، ومن جميع الفرق الشاذة، ونعوذ بالله من كل مقالة غالية، ولابد من فرقه ناجية عالية، وهذه الفرق كلها عندي حجتهم داحضة.

والحمد لله، وأنا متمسك بأهل بيت النبؤة، ومعدن الرسالة، ومهبط الوحي، ومعدن العلم وأهل الذكر، الذين بهم وُحِّد الرحمن، وفي بيتهم نزل القرآن، والفرقان، ولديهم التأويل والبيان، وبمفاتيح منطقهم نطق كل لسان، وبذلك حث عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله: (( إني تارك فيكم الثقلين لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، مثلهم فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى.)) فقد أصبحوا عندي بحمد الله مفاتيح الهدى، ومصابيح الدجى، لو طلبنا شرق الأرض وغربها لم نجد في الشرف مثلهم. فأنا أقفوا آثارهم، وأتمثل مثالهم، وأقول بقولهم، وأدين بدينهم، وأحتذي بفعلهم. ) .



كلمة أخيرة :

أسأل الله لي وللجميع القبول ، وأن يُرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطلَ باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، وألاّ يجعلنا ممَن يرونَ الحق فيُولونَ عنه ، ولا من الذين يرونَ الباطل فيُقبلونَ عليه .

قمّة العنصرية أن نظنّ أن لا عُلماءَ إلاّ عُلماءنا ، ولا كُتُبَ إلاّ كُتبنا ، ولا وقولَ إلاّ قولُنا ، ولا مصادرَ إلاَّ مصادرنا ، قمّة الخداع والكذب على النفس أن نَدرُسَ موضوعاً معيناً ، ونحنُ قد حكمنا عليه بالبطلان أو بالصواب مُسبَقاً . قمّة التلبيس على العامّة أم نُحوّل النصوص ونُفسرها على غيرِ مُرادِ قائلها . قمّة التعصب أن نثلبَ ونتهكّم على رجال صالحينَ في أنفسهم ، لأنّهم خالفوا قولنا ومذهبنا . قمّة الظُلم للنفس أن نتغاظى عن الأخطاء التي لا يعلمُها إلاّ نحن . قمّة المُكابرَة هي الهروب عن الحقيقة .

هذا وصلى الله وسلم على سيدنا ونبيئنا وحبيبنا محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين مَن أذهب الله عنهم الرجس وطهرّهم تطهيراً ، ورضوانه على صحابته الراشدين المتقين ، والتابعينَ لهم بخيرٍ وإحسانٍ إلى يوم الدين ، وارض عنّا معهم يارب العالمين .

وكتبه / الفقير إلى مغفرة ربه ، الشريف الرسي الحسني .
بتاريخ / 22 رجب، 1425 هـ ، الموافق للثلاثاء 7 سبتمبر, 2004 م .

يمكنك تحميل الرسالة عن طريق الرابط :

http://www5.domaindlx.com/maktbah/alsarem.doc

صورة
آخر تعديل بواسطة الكاظم في الخميس مايو 12, 2005 2:19 am، تم التعديل مرتين في المجمل.
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »


الأخ الكاظم
السلام عليكم
استفدت من بحثكم الرائع
كتبتم:
و كان يلقب بالزيدي نسبة إلى نحلته من مذاهب الإمامية. [مقدمة ابن خلدون ج2 ص 95]
تعليق: البعض يذهب أن الزيدية فرقةٌ من فرقَ الإمامية وهذا قولٌ باطل. ...

و أنتم تعلمون أن مصطلح الإمامية له أكثر من معنى:
المعنى الشايع و هو ما يساوي الاثني عشرية
و لكن أحيانا يستعمل و يقصد به كل من يقول بإمامة أئمة أهل البيت.
كما نرى في كثير من الموارد يطلق على الزيدية أيضا مصطلح الإمامي لأنهم يعتقدون بالإمامة
كما يطلق أحيانا على الإسماعيلة أيضا.
و أما إطلاق الإمامية على الاثني عشرية فهذا استعمال خاص و أكثر شيوعا و يرجع إلى أن فكرة الاثني عشرية و مذهبهم كان أقوى و أكثر ظهورا و انتشارا من سائر المذاهب الشيعية المعتقدة بفكرة الإمامة.
و بالمناسبة أنا لم أرى حتى الآن من يذهب إلى أن الزيدية من فرق الإمامية بهذا المعنى أي من الاثني عشرية!؟
و كلام ابن خلدون لا يعطينا أنه يعد الزيدية من جملة فرق الإمامية الاثني عشرية!
فإذاً يجب عليكم:
إيضاح الدليل في بطلان قوله أن الزيدية من جملة المذاهب الإمامية (بالمعنى العام)
و من هذا البعض الذي جعل الزيدية من جملة الإمامية (الاثني عشرية)؟!
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

و كان يلقب بالزيدي نسبة إلى نحلته من مذاهب الإمامية. [مقدمة ابن خلدون ج2 ص 95]
------------

حياك الله ... يا الموسوي .
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »


الله یحیک... یا الکاظم!
نعم!
قال ابن خلدون:
کان یلقب بالزیدی نسبة إلى نحلته _أي مذهبه الزيدي الذي هو- من مذاهب الإمامية.
و لكن أين الإشكال؟!؟
المذهب الزيدي يمكن أن نجعله من جملة المذاهب الإمامية بالمعنى العام الذي حاولت أن أبينه بما لا مزيد عليه..!
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

الكاظم
مشرف مجلس الدراسات والأبحاث
مشاركات: 565
اشترك في: الأربعاء مارس 24, 2004 5:48 pm

مشاركة بواسطة الكاظم »

والله يحب الإنصاف ...

- كلامك صحيح ، على معنى إن فرق الشيعة يغلب عليها اسم الإمامية نسبة إلى القول بالإمامة.

- وكلامنا صحيح ، على معنى أنَّ ابن خلدون كان يقصد بالإمامية الفرقة والمذهب المعروف .

تحياتي سيدي الكريم
صورة
الوالد العلامة الحجّة عبدالرحمن بن حسين شايم المؤيدي
صورة

الموسوي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 427
اشترك في: الجمعة ديسمبر 19, 2003 12:19 am

مشاركة بواسطة الموسوي »



و رجوعا إلى أصل البحث و الموضوع...


كنت قد جمعت أنا أيضا بعض معلومات متفرقة في خصوص تاريخ المذهب الزيدي في الحرمين و ذلك بمناسبة أن أحد إخواننا طلب مني معلومات و هو يريد أن يكتب رسالة دكتوراة في خصوص تاريخ الشيعة في تلك المنطقة و في القرون المتوسطة...
و من جملة ما استجلب انتباهي أن رأيت في طريق رواية الجامع الكافي يذكر رباطا للزيدية في مكة المعروف برباط ابن حاجب و ذلك في سنة 754ق و إليكم النصوص في ذلك من كتاب الجامع الكافي و كتاب الطبقات الزيدية الكبرى -النسخة الإلكترونية-:


جاء في نهاية الجزء الأول من الجامع الكافي:


فائدة:
القاضي العالم شرف الدين العفيف بن حسن بن العفيف الصراري مصنف كتاب تحفة الإخوان وقرة الأعيان في مذاهب أئمة كوفان، أي الكوفة، الذي اختصره من الجامع الكافي بمكة المشرفة بعد سماعه للجامع،- و هو ستة أجزاء- على الفقيه العلامة شرف الدين إمام الزيدية بالحرم الشريف أبي القاسم بن محمد بن الحسين الشقيف بمكة المشرفة برباط الزيدية المعروف برباط ابن الحاجب عام أربع وخمسين وتسعمائة،

(و هذا خطأ و الصحيح أربع و خمسين و سبعمائة)

علقت هذه الفائدة من خط سيدي صارم الدين رضوان الله عليه،
ثم إني وقفت على إجازة الفقيه أبي القاسم للقاضي العفيف في تحفة الإخوان، فأثبتها هنا بلفظها تكميلاً لتلك الفائدة.

قال رحمة الله عليه:
يقول العبد الضعيف الملتجئ إلى حرم الله الشريف والمفتقر إلى عفو ربه الجواد اللطيف: أبوالقاسم بن محمد بن الحسين الشقيف:
قد أجرت للقاضي الصدر العالم العامل شرف الدنيا والدين العفيف بن حسن جميع كتاب الجامع في فقه الكوفيين...

كان ذلك بالحرم الشريف سنة أربع وخمسين وسبعمائة.

... و سمع هذا الكتاب القاضي العلامة شرف الدين العفيف بن حسن بن العفيف بن سعد بن محمد الصراري بمكة المشرفة، على الفقيه العلامة المجتهد شرف الدين عمدة المرشدين أبي القاسم محمد بن حسين الشقيف رحمهما الله تعالى، فقرأ القاضي المذكور على الفقيه المذكور من فاتحته إلى خاتمته وهو ستة أجزاء.

... وكان ذلك في الحرم الشريف سنة أربع وخمسين وسبعمائة،

و كان وقوف القاضي المذكور بمكة المشرفة برباط الزيدية المعروف برباط ابن الحاجب.


و قال في الطبقات الكبرى:

العفيف بن الحسن بن العفيف المذحجي الصراري بمهملات.

سمع (الجامع الكافي) وهو ستة أجزاء على الفقيه أبي القاسم بن محمد بن حسين الشقيف بمكة ، برباط الزيدية المعروف: برباط ابن الحاجب عام أربع وخمسين وسبعمائة.

قال السيد أحمد بن عبد الله الوزير:
علقت هذه الفائدة من [خط] سيدي صارم الدين، ثم إني وقفت علي إجازة الفقيه أبي القاسم للقاضي العفيف في تحفة الإخوان فأثبتها هناك تكميلاً للفائدة،

قال رحمه الله:
يقول العبد الضعيف الملتجئ إلى حرم الله الشريف، المفتقر إلى عفو ربه الجواد اللطيف، أبوالقاسم بن محمد بن حسين الشقيف، قد أجزت للقاضي الصدر العالم شرف الدنيا والدين العفيف بن حسن جميع كتاب (الجامع) في فقه الكوفيين...

وكان ذلك بالحرم الشريف سنة أربع وخمسين وسبعمائة، وكتب في المحرم من السنة التي بعدها فيعلم من وقف عليه. انتهى بلفظه من خط الفقيه أبي القاسم رحمه الله.

...وقال السيد أحمد أيضاً في موضع آخر:
كان العفيف من عيون أصحاب الإمام علي بن محمد ومختصره موجود في الخزانة الناصرية.
قال القاضي: هو العلامة المحقق، المحدِّث، كان بمكة ، وكان عالماً نبيلاً، وله عقب علماء،
[وأخذ عنه: أسعد بن عبد الفاضل بن يحيى العبيدي اليامي].

قلت: وذكر بعض سادتنا المطلعين أن العفيف بن الحسن أحد مشائخ السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد والله أعلم.


و قال في الطبقات أيضا:

أبو القاسم بن محمد الشقيفي اليمني، اشتهر في الحجاز بالشقيفي بشين معجمة بعدها قاف ثم ياء باثتين من أسفل بعدها فاء ثم يا النسب ، وبيته في اليمن شهير، سكن بمكة وأخذ عن علمائها.

...وقرأ عليه العلامة العفيف بن حسن الصراري، برباط ابن الحاجب بمكة سنة أربع وخمسين وسبعمائة،

ثم أجازه وقال ما لفظه:
أجزت للقاضي العفيف بن الحسن جميع كتاب الجامع في فقه الكوفيين ، ثم أنه انتزع منه هذا الكتاب هو (تحفة الإخوان وقرة الأعيان في مذاهب أئمة كوفان ) بعد أن قرأه علي ثم ذكر طريقه. انتهى.

قال القاضي:
هو العلامة الرحلة شحاك الأعداء، برهان الملة، علم الدين ذكر المؤرخون للحرم الشريف،

وذكره ابن الجزري في ترجمة الشريف (رميته) أنه أراد أن يصلي عليه في سنة ست وأربعين وسبعمائة فمنعه قاضي مكة الطبري،

و قد حكى الإمام المهدي أحمد بن يحيى مراجعة أبي القاسم لبعض العلماء بمكة أظنه من علماء مصر،

و له كتاب: (مؤازرة الإخوان) ، وله كتاب (الجواهر) و(المتن المنتقى من كتاب السنن) .

قلت: وكان إمام الزيدية بالحرم الشريف وكان يدعوا للإمام محمد بن المطهر وكان فقيهاً عالماً مجتهداً، عمدة للمسترشدين انتهى.

قلـت: وروى عنه الإمام عز الدين بن الحسن في (شرح البحر) في مواضع كثيرة.

(انتهى)
لن تنالوا خيراً لا يناله أهلُ بيتِ نبيكم ولا أصبتم فضلاً إلا أصابوه (الامام زيد بن علي)

محمد النفس الزكية
مشرفين مجالس آل محمد (ع)
مشاركات: 1642
اشترك في: الأحد يناير 18, 2004 6:14 am
مكان: هُنــــاك

مشاركة بواسطة محمد النفس الزكية »

وهذا بحث للأستاذ عباس زيد حول الموضوع :



جذور مذهب أهل البيت(ع) الزيدية
بأشراف مكة

دولتهم بالحجاز
و
علاقاتهم السياسية والمذهبية بأئمة الزيدية في اليمن
( المصادر التاريخية )

عباس محمد زيد•
إستمرت مكة المكرمة خاضعة في ولايتها وتبيعتها السياسية والإدارية للولاه الأمويين منذ سقوط الخلافة الراشدة بعد إستشهاد ألإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عام (40هـ) إلىنهاية الدولة الأموية عام (132هـ) بإستثناء الفترة التي سيطر فيها عبد الله بن الزبير على مكة والمدينة بعد وفاة يزيد بن معاوية من العام (64هـ الى73هـ) وبظهور السفاح العباسي على المسرح السياسي كأول خليفة للدولة العباسية التي إستمرت قرون عدة وإمتدت لتشمل مساحات شاسعة من الدول الإسلامية دخلت مكة المكرمة ظمن ولايته ومن بعد أخيه ابي جعفر المنصور العباسي ومن جاء بعده من أحفاده الذين كانوا يعينون والي مكة من قبلهم إلى أيام الخليفة العباسي الملقب المستعين (247هـ-252هـ) والذي ضعفت سيطرته على مكة بسبب نجاح وتمكن حركات أهل البيت وثوراتهم من السيطرة على مكة وذلك من قبل الإمام اسماعيل بن يوسف ( الاخيضر) بن موسى الجون ـ سابق الذكر ـ وذلك عام 250 هـ .
ومع تمكن الخلفاء العباسيين من السيطرة على مكة فترة حكمهم الاولى ( من عام 132هـ إلى252هـ) إلا أن مكة شهدت خلال هذه الفترة ثورات عدة قادها أئمة أهل البيت (ع) في مكة بالذات وغيرها ، تمكن بعظهم من السيطرة على مكة عدة اشهر إلى ان اجهظت ثوراتهم من قبل ولاة العباسيين والذين اعادوا سيطرتهم بالقوة على مكة وتتبعوا ائمة أهل البيت وشيعتهم ومن ناصرهم بالتقتيل والطرد بغرض فرض سيطرة العباسيين على اهم بقاع العالم الاسلامي ( مكة المكرمة).
ونورد هنا أسماء أئمة اهل البيت(ع) الذين تابعوا ألإمام الاعظم زيد بن علي في ثوراتهم ضد الظلم والجور والطغيان وخرجوا بعد وجود الناصر لهم وحضور الحاضرين معهم وتمكنوا من السيطرة على مكة ، وهم بالترتيب الزمني :
1ـ ألإمام محمد بن عبدالله ( النفس الزكية ) (ع)
اعلن امرة بالمدينة المنورة وسيطر عليها وتوجة إلى مكة المكرمة وتمكن منها وذلك في العام 145هـ وذلك في عهد ابي جعفر المنصور العباسي وهو الخليفة الثاني من بني العباس .


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• باحث في تاريخ اهل البيت (ع ) يحضر الكتوراة في القانون العام بالقاهرة
* سبق ان اشرنا إلىان موسى الجون هوالجد الجامع لجميع اشراف مكة وحكامها ومن ذريته معظم اشراف مكة والمدينة وهو ابن ألإمام عبدالله الكامل (ابو الائمة) واخو ألإمام محمد النفس الزكية ومناكابرائمةاهل البيت الذين ساروا على منهج ألإمام زيد بنعلى عليهم السلام في الثورة ضد الطغاة والمحرفين لشرع الله .
عند الاشارة إلىماسبق فنحيل في ذلك إلىالكتيب الصادر بعنوان ( ائمةالزيدية ) ، عباس محم زيد، اصدار جامعة آل البيت بالاردن عام 1997م والطبعة الثانية طبعت بعنوان ( ائمة اهل البيت ) خارج اليمن ، عباس محم زيد، طبع مؤسسة الامام زيد بن علي ، الاردن ، 2000م
في ذكر التفتصيل يرجع إلى، أئمة اهل البيت ، عباس محمدزيد ، مؤسسة الامام زيد بن علي ، الاردن،2000م وكذا الي مصادر الكتيب الاصلية المشار اليها .

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات التاريخية والآثار الإسلامية“