هل المقام الموجود بالقاهرة , يضم بالفعل رأس الحسين بن علي (ع

أضف رد جديد
الباشق
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 123
اشترك في: السبت أكتوبر 27, 2007 7:24 pm
اتصال:

هل المقام الموجود بالقاهرة , يضم بالفعل رأس الحسين بن علي (ع

مشاركة بواسطة الباشق »

قضية (دفن رأس سيدنا الحسين بالقاهرة), قضية تاريخية, وليست قضية شرعية, بمعنى أنه لا يجب على الناس أن يعتقدوا ذلك, فإنكار ذلك لا يترتب عليه كفر ولا إيمان, فمثلاً من قال إن الأهرامات ليست فى مصر, بل هى فى أى دولة أخرى, هل يكفر باعتقاده هذا؟ بالطبع لا, وإنما يكون جاهلاً للحقيقة.

يجمع المؤرخون وكتاب السيرة على أن جسد الإمام الحسين t دفن مكانه فى كربلاء, أما الرأس الشريف فقد طافوا به حتى استقر بـ (عسقلان) – الميناء الفلسطينى- على البحر المتوسط, قريباً من موانئ مصر وبيت المقدس.

وقد أيد وجود الرأس الشريف بـ (عسقلان), ونقله منها إلى مصر جمهور كبير من المؤرخين والرواد منهم: ابن ميسر, والقلقشندى, وعلى بن أبى بكر الشهير بالسايح الهروى, وابن إياس, وسبط الجوزى, والحافظ السخاوى.

يقول المؤرخ المقريزى: (نقلت رأس الحسين t من عسقلان إلى القاهرة يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة (548هـ) الموافق 31 أغسطس سنة 1153م), وكان الذى وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها, وحضر فى القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة المذكور (الموافق 2 سبتمبر سنة 1153م)...

ويضيف قائلاً: (فقدم به – الرأس- الأستاذ مكنون فى عشارى من عشاريات الخدمة, وأنزل به إلى الكافورى (حديقة), ثم حمل فى السرداب إلى قصر الزمرد, ثم دفن فى قبة الديلم بباب دهليز الخدمة)... إلى أن قال: (وبنى طلائع مسجداً لها- يعنى الرأس- خارج باب زويلة من جهة الدرب الأحمر, وهو المعروف بجامع الصالح طلائع, فغسلها فى المسجد المذكور على ألواح من خشب, يقال إنها لا زالت موجودة بهذا المسجد)([1] ).

وأما المتخصصون فى الآثار فقد أكدوا ذلك, حيث قالت السيدة: عطيات الشطوى- وكانت المفتشة الأثرية والمشرفة المقيمة على تجديد القبة الشريفة منذ بضع سنوات-: تؤكد وثائق هيئة الآثار أن رأس الحسين t نقل من عسقلان إلى القاهرة, كما يقول المقريزى فى يوم الأحد الثامن جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة (الموافق 31 أغسطس سنة 1153م), وكان الذى وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها, وحضر فى القصر يوم الثلاثاء العاشر من جمادى الآخرة المذكور (الموافق 2 سبتمبر 1153م).

وعثر الباحثون بالمتحف البريطانى بلندن على نسخة خطية محفوظة من (تاريخ آمد) لابن الأورق المتوفى عام 572هـ, وهى مكتوبة عام 560هـ, ومسجلة بالمتحف المذكور تحت رقم (5803) شرقيات, وقد أثبت صاحب هذا التاريخ بالطريق اليقينى أن رأس الحسين u قد نقل من عسقلان إلى مصر عام 549هـ - أى فى عهد المؤرخ نفسه- بوجوده ومشاركته ضمن جمهور مصر العظيم فى استقبال الرأس الشريف.

وقد ألف العلامة الشبراوى- شيخ الأزهر الأسبق- كتاباً أسماه (الإتحاف) أثبت فيه وجود الرأس بمقره المعروف بالقاهرة يقيناً, وذكر أن ممن أثبتوا ذلك هم: الإمام المحدث المنذرى, الحافظ ابن دحية, الحافظ نجم الدين الغيطى, والإمام مجد الدين ابن عثمان, والإمام محمد بن بشير, والقاضى محى الدين بن عبد الظاهر, القاضى عبد الرحيم, وعبد الله الرفاعى المخزومى, وابن النحوى, والشيخ القرشى, والشيخ الشبلنجى, والشيخ حسن العدوى, والشيخ الشعرانى, والشيخ المناوى, والشيخ الأجهورى, أبو المواهب التونسى وغيرهم.

وقد ألف فضيلة الشيخ محمد زكى الدين إبراهيم رسالة فى ذلك الموضوع أسماها: (رأس الإمام الحسين بمشهده بالقاهرة تحقيقاً مؤكداً حاسماً) وهى مليئة بالأدلة والبراهين التى يطمئن لها القلب.

ومن هذا العرض يطمئن القلب إلى ما ذهب إليه أغلب المؤرخين من كون رأس الإمام الحسين t تشرف القاهرة المحروسة, والحمد لله رب العالمين.
(منقول من مصدر مصري)


([1]) تاريخ المقريزى, ج2 ص171.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات التاريخية والآثار الإسلامية“