مدينة جبلة التاريخية

أضف رد جديد
المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مدينة جبلة التاريخية

مشاركة بواسطة المتوكل »

مدينة جبلة التاريخية

صورة

ما مصَّر ما بغداد ما طبرية *** بمدينة قد حفها نهران
خددٌ لها شام وحَبَّ مشرق *** والتعكر العالي المنيف يماني


لم يزل هاجس الحنين لجمال وعذوبة وصفاء مدينة إب و جبلة الغناء يحرك أشجان الذكريات الجميلة، ويلهم الخيال أجمل صور الفتنة والسحر، وعبق التاريخ، والأصالة وكل من ترعرع في حضنها الرؤوم وتربى بين مروجها، وأزهارها، وينابيعها، وشلالاتها، وتجول في أسواقها، وحواريها، واستمع بالدف
جبلة.. أجمل مدن اليمن وأطيبها هواءً.. نسمة السحر، وشقيقة القمر:إرتبط إسمها بالدولة الصليحية وأول من بناها الأمير عبدالله بن محمد الصليحي عام 458م
جامع الملكة أروى والنفق الأرضي السري والسوق القديم أهم المعالم التاريخية لمدينة جبلة

> سميت جبلة باسم يهودي يصنع الفخار واصبحت عاصمة للدولة الصليحية، تعتبر مدينة جبلة «بكسر الجيم» من أجمل المدن اليمنية واطيبها هواءً بل هي نسمة السحر وشقيقة القمر. وربة الحسن والاحسان والعلم والعرفان وملهمة الأدباء والكُتاب الذين تغزلوا بجمال طبيعتها الخلابة ورقة هوائها وعذوبة مائها كقول أحدهم مامصر مابغداد ماطبرية بمدينة قد حفها نهران وتعرف مدينة جبلة بذي جبلة.. وهي بلدة عامرة ومدينة مشهورة.

تقع جنوب غرب مدينة إب على بعد حوالى(7) كيلومترات تقريباً.. وترتفع عن مستوى سطح البحر حوالى(1350) متراً.. على هضبة مسطحة في السفح الشمالي من جبل التعكر الشهير. كما تطل على وادي ضيق متخذة شكل نصف دائري بمحاذاة الوادي. وكان يطلق عليها في القدم اسم مدينة النهرين لانها تقع وسط نهرين كبيرين .. مياههما دائمة الجريان على مدار العام.

ارتبط تاريخ مدينة جبلة بالدولة الصليحية التي حكمت اليمن من عام 438 -532 هجرية 1047- 1138 ميلادية . وأول من ابتنى مدينة جبلة هو الامير الكبير عبدالله بن محمد الصليحي عام 458 هجرية 1066 ميلادية وسماها جبلة . نسبة الى اسم أحد الصناع الحرفيين والذي كان من اليهود يبيع الفخار فيها قبل أن تعمر . وتقع مدينة جبلة الى الجنوب من مدينة إب وتبعد عنها (6) كيلومترات وهي عاصمة الملكة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي التي انتقلت اليها من صنعاء في العام 854 هـ وبقيت فيها حتى وفاتها في العام 532هـ حيث تم دفنها في الجامع الذي قامت هي ببنائه.


وصفها
يصل امتداد مدينة جبلة في الطول الى حوالى (900) متر، وأما عرضها فيبدو ضيقاً. ويعلق نيبور على ذلك بقوله ولذا فإنني أشك في أن يبلغ عدد منازلها ستمائة منزل.. وطرق المدينة مرصوفة وبيوتها عالية ومبنية بالحجارة كما هو الحال بالنسبة لجميع البيوت في المنطقة الجبلية ويبدو منظرها جميلاً.. وبالقرب من المدينة يسكن اليهود في قرية منفصلة. وتتميز مدينة جبلة بطابع معماري مماثل للطابع المعماري السائد بمدنية إب القديمة..

كما اشتهرت كمركز علمي وفكري لقرون عدةٍ مثل مدن صنعاء وزبيد وتريم وصعدة وذمار وغيرها. والكثير من الاراضي الخصبة من حولها موقوفة لصالح المشتغلين بالعلم من أساتذة وطلاب.. ومازالت أحدى مدارس مدينة جبلة قائمة وهي من ملحقات جامع الملكة السيدة الحرة أروى بنت أحمد. وضريحها مازال قائماً في جامعها..


عاصمة الدولة الصليحية

يقال بأن المكرم احمد بن علي الصليحي كان يرغب بالسكن في مدينة صنعاء إلا أن زوجته السيدة الحرة أروى بنت أحمد أمرته أن يحشر الناس الى الميدان فحشرهم وقالت له أشرف عليهم.. وعندما أشرف عليهم لم يقع بصره إلا على برق السيوف ولمع البيض والأسنة.. ثم انتقل المكرم مع زوجته الى مدينة جبلة وأمرته بأن يجمع الناس ويحشرهم الى ميدان جبلة فحشرهم فقالت له أشرف عليهم وعندما أشرف عليهم لم يقع بصره ألا على رجل يجر خروفاً وآخر يحمل ظرفاً فيه سمن أو عسل. وآخر يخرز نعلاً.. فقالت له العيش بين هؤلاء أصلح.. فانتقل المكرم بعد ذلك الى مدينة جبلة وأختط فيها دار العز واتخذها عاصمة للدولة الصليحية منذ ذلك التاريخ.


أهم مزاراتها السياحية :
توجد في مدينة جبلة عدد من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية التي تشكل جزءاً هاماً من المنتج السياحي الثقافي والطبيعي وأهمها جامع الملكة أروى، والقصر، والنفق الارضي السري الذي كان يربط بين القصر وحصن التعكر، والسواقي القديمة، والسوق القديم.. وجميعها تعود الى عهد الملكة السيدة الحرة أروى بنت أحمد وان كان معظمها قد تحول الى اطلال إلاّ أنها شواهد بازرة لعصر تاريخي هام في حياة اليمن.
لابد من استغلاله سياحياً وعلى أن يقترن ذلك بجهود وأنشطة الحفاظ عليها وترميمها. ومن أهم المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية والسياحية في مدينة جبلة هي دار العز وتسمى كذلك دار السلطنة وقيل إنها كانت مكونة من (360) غرفة- أي على عدد أيام السنة - وقد اتخذته السيدة أروى مقراً لحكمها ومازالت بقايا هذا الدار قائمة حتى الآن.


مكتبة جامع السيدة :

من يدخل الى المكتبة التي تحتل مكاناً صغيراً داخل جامع السيدة أروى يشعر بالفخر لما وصلت اليه المرأة اليمنية في ذلك العصر المتقدم ليس فقط لأن الملكة اروى كانت تتربع على عرش اليمن بل لأنه كان الى جوارها نساء فاضلات عالمات، ويتضح ذلك من خلال تلك المخطوطات والكتب والشروحات عليها والتي قمن بها نساء كن في عهد الملكة حيث سطرن بأناملهن الرقيقة تلك المخطوطات والكتب بخط جميل كجمال تلك الاسماء وعقولها النابغة في العالم والمعرفة وعلى رأسهن الملكة اروى التي كانت مطلعة وعالمة بأخبار التاريخ والعلوم المعرفية الاخرى ولها العديد من التعليقات والشروحات للعديد من الكتب التي تضمها هذه المكتبة.

جامعة الملكة اروى
الجامع الكبير يقع فوق تل مرتفع وله مئذنتان يعود أقدم تاريخ للمئذنة الشرقية الى عام «747» هـ أما المئذنة الغربية فهي أكثر قدماً من الشرقية ويحتمل أن تعود للقرن الخامس الهجري لما بها من زخارف معمارية مماثلة لما عرف في الدولة الفاطمية . ينسب بناء الجامع الى الملكة السيدة الحرة أروى بنت أحمد بن جعفر الصليحي. التي تولت تدبير وحكم أمور الدولة الصليحية في اليمن للفترة من 477 -532 هجرية 1085 -1138 ميلادية وعندما انتقلت السيدة الحرة أروى بنت أحمد الى مدينة جبلة عام 480 هجرية 1087 ميلادية .

أمرت بتحويل دار العز الاول الى الجامع الذي ينسب اليها. والجامع لايزال قائماً ومحتفظاً بعناصره المعمارية والزخرفية التي يتبين من خلالها مدى تأثره بأنماط العمارة الفاطمية فالعلاقة كانت طيبة ووطيدة بين الدولة الصليحية في اليمن والدولة الفاطمية في مصر، تخطيط الجامع مستطيل الشكل يتوسطه فناء مكشوف أبعاده (20، 80، 170) متراً.
وتحيط به أربعة أروقة هى رواق القبلة وهو الرواق الشمالي الذي يمتد من الشرق الى الغرب ويدخل الى هذا الرواق من خلال خمسة مداخل في الضلع الجنوبي ويتكون هذا الرواق من اربع بلاطات بواسطة اربعة صفوف من الأعمدة المرتفعة بعضها مثمن وبعضها مستطيلة الأشكال وتيجان هذه الأعمدة مستطيلة وأخرى مربعة وهي تيجان حديثة .
يرتكز عليها مباشرة سقف الرواق، والرواق مسقوف من الداخل توجد به مصندقات خشبية يعود تأريخها الى القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي. وقد جدد جزء منها في عام 1358 هجرية.. الرواق الجنوبي يتكون من بلاطة واحدة وبجدارة الجنوبي مدخلان يتم الوصول من خلالهما الى «المطاهير» الحمامات الموجودة في الناحية الجنوبية من الجامع. الرواق الشرقي من بلاطتين بواسطة بائكتين بكل منهما ثمانية اعمدة ترتكز عليهااعمدة مدببة. الرواق الغربي يتكون ايضاً من بلاطتين وفي الجهة الجنوبية من الجدار الغربي توجد ردهة تستخدم حالياً كمعلامة «كتاب لتحفيظ القران الكريم»، نسخة من القران الكريم تعود الى «007» سنة، يقع المحراب في منتصف الجدار الشمالي.
وهو عبارة عن تجويف بسيط يبلغ عمقه حوالى «58» سم.
يعلوه عقد مدبب محمول على عمودين عليهما زخارف نباتية وهندسية ويحيط بالمحراب كتابات بخط كوفي تقرأ كالتالي بسم الله الرحمن الرحيم «اقبل على ربك وكن من الساجدين ولاتكن من الغافلين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين» وتزين تجويف المحراب من الداخل وطاقيته مجموعة من الزخارف النباتية التي تتمثل في اورق العنب، وعلى جانب المحراب كتابة بالخط الكوفي تقرأ كالتالي بسم الله الرحمن الرحيم. «انما يعمر مساجد الله» بالاضافة الى كتابات اخرى. وخزنة المحراب تسمى بالمحارة. والمحراب مطلي بالدهان الكيميائي الحديث تكاد ملامحه ضائعة.

مئذنتا الجامع :
للجامع مئذنتان احداهما تقع في الناحية الشرقية من الجهة الجنوبية. والاخري تقع في الناحية الغربية من الجهة الجنوبية.. المئذنة الشرقية تتكون من قاعدة حجرية مربعة مرتفعة يقوم عليها بدن من ستة عشر ضلعاًَ من الآجر.

إلى هنا .. منقوووول .


----------
علاقة الزيدية بمدينة جبلة تاريخياً :-

أول من إنتقل إلى مدينة جبلة وسكنها من الزيدية هو / الأمير علي بن الإمام المتوكل على إسماعيل بن القاسم .. في فترة حكم والده لليمن .
وقد عيّن الإمام المتوكل على إسماعيل (ع) إبنه " الأمير علي " أميراً على ما سمي باليمن الأسفل ( إب ، وتعز ، وما جاورهما ) ، فسكن الأمير مدينة جبلة التي تبعد 6 كيلو متر جنوب مدينة إب .

وبنى فيها داره .. الذي سمي بــ دار السلطنه .. المشار إليه في الصورة التالية :-

صورة

وقد بني هذا الدار على أنقاض قصر الملكة أروى الصليحية .
وقد بنى الأمير علي الطابقين الأول والثاني فقط من الدار ، ثم أتى حفيد الأمير علي ، وهو الحسن بن القاسم بن الأمير علي ، وبنى بقية الطوابق .

من ذرية الأمير علي اليوم :-
كافة آل المتوكل في مدينة جبلة ومدينة إب ومدينة تعز .
وآل العزي في مدينة إب
وآل النائب في مدينة جبلة
وآل الباشا في تعز
وآل الحاكم في جبلة وإب وتعز

ولآل المتوكل اليوم في مدينة جبلة العديد من الدور ، منها " دار السنة " و " دار حنش " و " دار الجامع " و " دار مديور " و " دار الصفا " .. إلى جانب " دار السلطنه " المشار إليه سابقاً .

وكان لحلول آل الأمير علي المتوكل في مدينة جبلة دور كبير في إنتشال أهل المدينة من مستنقع الباطنية الإسماعلية .

كما كان لآل باعلوي الذي قدموا إلى مدينة جبلة من حضرموت .. أثرٌ في نشر الشافعية والتصوف في المدينة .
صورة
صورة

المتوكل
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 2274
اشترك في: الاثنين يناير 05, 2004 10:46 pm
مكان: صنعاء
اتصال:

مشاركة بواسطة المتوكل »

صورة
جسر مدخل مدينة جبلة



صورة
إحدى مخطوطات القرآن الكريم الموجودة في مدينة جبلة ، وتعود إلى ما قبل 700 سنة
صورة
صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات التاريخية والآثار الإسلامية“