نظرات وعبرات في التاريخ

أضف رد جديد
المنصور
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 156
اشترك في: الأربعاء أغسطس 03, 2005 1:25 pm

نظرات وعبرات في التاريخ

مشاركة بواسطة المنصور »

[tab]بسم الله الرحمن الرحيم[tab]

نظرات وعبرات في التاريخ

توطئة :

عند تأمل قطع جذع شجرة وتأمل خطوطها يمكننا من خلال تلك الخطوط معرفة الكثير من المؤشرات العريضة لحالة تلك الشجرة ، وربما معرفة الكثير من التفاصيل عن تلك الشجرة ، خلال تلك الحقبة أو الحقب التي مرت بها ، فيمكننا معرفة عمرها وسنوات الجدب والرخاء التي مرت بها تلك الشجرة ونوعها وفصيلتها وتركيبها وتفاصيل أخرى .

وفي تاريخنا الإسلامي توجد فيه كثير من المحطات والمؤشرات التي نمر عليها مرور الكرام . بل قد نتجاوزها ونعبر من فوقها ، ونغض الطرف عنها .
تمثل لنا تلك المحطات مؤشرات تخفي ورائها حقائق تنطوي وتستبطن تلك الحقائق حالة الأمة الإسلامية وتاريخنا الإسلامي ، وما وصل إليه من تقدم أو تقهقر .

سأحاول أن أرتكز في تناول تلك المؤشرات على حقائق تاريخية ، ومرتكزات ثابتة ، ذات خطوط عريضة ، تنطوي على معاني كبيرة ، منعاً من المهاترات فيها , وقطعاً للشبه عنها ، وصداً للمز في صحتها ، لافتاً النظرات إليها ، مستخلصاً العبرات منها .

سترتكز وتتركز النظرات على الصدر الأول للإسلام، عصر الصحابة والتابعين وما بعدهم، العصور الإستراتيجية التي بني عليها الإسلام ونقل إلينا.
لنرى ما كان عليه العصر الذهبي ، عصر العصمة ، عصر الملائكية ، العصر المحظور من النقد أو اللمز .

أحقاً كان محاطا بأسوار العصمة ! مقروناً بالمغفرة من الله !
مصوناً من الزلل ! معصوماً من الخطل !
أكان كما نقل إلينا بلا غش ! وصور لنا بلا غبش !

ربما في وقفاتنا مع هذه المحطات ، ودراسة تلك المؤشرات ، نهتك بعض أستار التدليس ، ونمزق حجب التغرير ، ونفري أديم الأباطيل ، لنرى ما ينبثق من وراء تلك الأستار، من فيض الحقيقة البهار ، بما يشفي الأوام ، ويجلي دياجير الظلام .

بعد ذلك التمهيد نصل إلى المحطات والنظرات ، ولكم التأملات والعبرات :


*_ جيش أسامة الذي لم ينفذ إلا بعد موت الرسول وخولف أمر الرسول ، على ماذا يدل ! ماهي الدلالات التي تجعل فلان وفلان يتخلف عن جيش أسامة ! . إمرة أسامة على كبار الصحابة (لاحقًا) ما هي الدلالات التي كان يقصد بها الرسول من ذلك .
وكذلك الكتاب والدواة التي منع رسول الله منها .هل كانت أحداث يتجاسر فيها المسلمون على معارضة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل أم أنها البادرة الأولى الخطيرة في تاريخنا الإسلامي .


*- أحداث السقيفة هل كان الزمان والمكان مناسب وملائم لظروف الحادثة ، وهل كان الأشخاص الحاضرون في السقيفة كافي وملائم لمثل ذلك الحدث العظيم ثلاثة أشخاص من المهاجرين فقط !! .
لماذا عارض الإمام علي عليه السلام البيعة ستة أشهر على أقل رواية ، وعلى البعض لم يبايع مطلقاً وأبداً ! ولماذا عارض بعض الصحابة ذلك ! مثل سعد بن عبادة ، والزبير بن العوام ، وعمار بن ياسر ، وأبو ذر الغفاري , وسلمان الفارسي , والمقداد ، وخالد بن سعيد ...


*- ألا يوجد طريقة مثلاً لاستخلاف خليفة لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – غير هذه الطريقة !!


*- موت سيدة نساء الدنيا والأخرى ، فاطمة البتول الزهراء ، وهي غاضبة على أبي بكر وعمر ، ما الذي يمكننا فهمه من هذا الغضب ، وما الداعي له خصوصاً والروايات عند الشيعة والسنة في غضبها ، ولماذا ذكر الرسول روايات في غضب فاطمة بالذات . ولماذا غضبت فاطمة الزهراء ، أمن سلبها فدك ، أم من سلب زوجها الخلافة . أم من كلا الأمرين !.
لماذا أمرت بإخفاء قبرها !!
ما هي الرسالة التي حبت بنت رسول الله أن ترسلها للأولين وللآخرين !!
ولماذا لم تدع أحد أن يصلي عليها غير من عينتهم !
وكذلك إتباع جنازتها !
هل ما جرى بها كان له هذا الأثر في كيانها !
ألم يكن الزمان كافياً لإطفاء غضبها ، ودرس غليها ! أم أكان تصرف المعصومة مع المغضوب عليهم غير مبرر !!
ما هي الدلالات في تأييد الإمام علي عليه السلام لتصرفات الزهراء !
لماذا لم يفشِ سر الزهراء ! وقام بتنفيذ وصيتها على أكمل وجه ، ولماذا الآخرين الذين كانوا معه ساروا على عين النهج ولم يفشوا سرها ووصيتها .

رسالة الزهراء كافية شافية ، غنية عن بقية النظرات ، لمن كان له نظر .

* - مستوى عقلية وعلم الخليفة الثانية عمر بن الخطاب ثاني رجل في الإسلام الذي كان دائم الخطاء ( لولا علي لهلك عمر ) ( لا جعلني الله لمعضلة ليس لها أبا الحسن ) ( كل الناس أفقه من عمر حتى ربات الحجال ) ( أخطأ عمر وأصابت امرأة ) .


*- طرق الاستخلاف المتنوعة التي ختمت بالملك العضوض الأول كانت فلتة و أدلى بها للذي بعده وصية ، ثم جعلت في ستة زعم أن الإمام علي عليه السلام أحدهم !!
ألم يستطع الرسول ومن فوقه رب العزة أن يشرع لنا كيفية الاستخلاف للرسول !
إذا لم تكن التفاصيل فأقل شيء الخطوط العريضة ! أم تركت الأمة هملاً ! أم أن الولاية العامة لا تمثل لله ولا رسوله أهمية بينما تفاصيل العبادات والمعاملات فلها حضورها وأهميتها !


*- عطايا عثمان بن عفان ! التي جعلت الصحابة يتألبون عليه ، وأحداثه الأخرى من ضرب الصحابي ابن مسعود وعمار بن ياسر ونفي أبي ذر الغفاري إلى الربذة و..../
هل تجعل من هذا الشخص ثالث شخص في الإسلام في المنزلة والفضل !!
وما هي المميزات التي جعلته أفضل من الإمام علي عليه السلام !!
إذا كان هذا الشخص رقم ثلاثة في الإسلام وعمل تلك الأحداث فما مستوى الباقين !! وهل كان الصواب مع الصحابة وعثمان على الخطأ ! أم أن الصحابة مخطئون وعثمان على الصواب .
ألا يدل موت أبي ذر وحده تصديقاً للحديث النبوي أن النفي كان خطأ من عثمان ! ومن يمكن تصويبه عثمان أم بقية الصحابة ! أم أن الجميع صائبون أم أن الجميع مخطئون ! وكيف ! .


*- استئثار قريش بالمناصب واستبعاد الأنصار وأهل البيت منها !! أين ذهبت كلمة أبو بكر ( نحن الأمراء وأنتم الوزراء ) ! ألم يكن الأنصار كفؤ لهذه المناصب !.
منها تولية معاوية بن أبي سفيان على الشام (عشرين سنة) حتى استمكن منها وقويت شوكته . ألا يوجد من الأنصار من هو أفضل حالاً من معاوية أم ماذا ! أكانت توليتهم لأمور شرعية أم سياسة !!


*- حروب الإمام علي الثلاثة ( الجمل – صفي – النهروان ) لماذا أختص الإمام علي عليه السلام دون غيره بهذه الحروب لماذا انقاد الناس للخلفاء الذين من قبله ولم يستمكن الأمر للإمام علي عليه السلام .
عدد القتلى الهائل الذي كاد يفني العرب على ماذا يدل ! هل هذه الحروب لأن الناس كانوا في فتنة عمياء مظلمة لم يستطيعوا أن يستضيئوا بنور الحق ! أم لبغض هؤلاء الإمام علي عليه السلام ، وفي كلا الأمرين ما هي الدلالات التي نتمكن من استنباطها على تلك الفترة !! .


*- مقتل الإمام علي عليه السلام ! على ماذا يدل !
أن أمة ذلك الزمان كانت جميعاً على خير ! وخير من الذين يلونهم ، أم أنه يوجد في العصر الذهبي أشقى الآخرين ، ومن إضرابه الكثير الكثير ( الخوارج – وجموع الناكثين - والبغاة القاسطين ) الذين يحملون نفس الرسالة وعين النتيجة ( مقتل الإمام علي ) .


*- إخفاء قبر الإمام علي عليه السلام عقود من السنيين !!
لماذا أخفى الإمام علي عليه السلام قبره !!
هل كان من عادة الناس أو الخواص إخفاء القبور ! هل كان يخاف الإمام علي عليه السلام على جثته من معاوية والأمويين ! هل كان من الممكن أن تمثل بجثته كعمه الحمزة ! أو كان من الممكن أن تنبش وتصلب وتحرق كما فعل بحفيده زيد عليه السلام ! .
ما هي الدلالات التي نستنبطها من إخفاء قبر الإمام علي عليه السلام !.
وأيضاً ما علاقة إخفاء قبره مع إخفاء قبر فاطمة الزهراء ! هل كان يود أن يستكمل رسالة الزهراء ! أم ماذا !


* - تولي قيادة الأمة معاوية بن أبي سفيان ! الطليق بن الطليق !
ألم يكن الحسن أفضل منه إجماعاً ! ألم يكن هو الأجدر بهذا الأمر ! عموماً ألا يوجد أحد أفضل من معاوية حتى يتولى هو رقاب الناس !


*- ما قيل في معاوية يقال في الابن يزيد وأزيد !!


* - تسميم الحسن عليه السلام !
لماذا سمم الحسن عليه السلام ! ومن كان له مصلحة من تسميمه ! هل كان أحد يخاف من الحسن ! ولماذا حارب الإمام الحسن معاوية بن أبي سفيان !


* - الحادثة المأساوية في تاريخينا الإسلامي فاجعة كربلاء إجمالاً على ماذا تدل !
إلى أي مستوى وصل إليه في تاريخنا الإسلامي حين يقتلون بنت ابن نبيهم ! بتلك القتلة الشنيعة ! ما هو الجرم والذنب الذي فعله ! وهل من خُلق من في نفسه ذرة من إيمان أن يدوس على جثة الحسين عليه السلام بسنابك الخيول ! وهل من الجائز سبي بنات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ! ألم يوجد عند القوم ذرة من احترام وتقدير لأهل البيت عليهم السلام . منعهم من الماء الذي يشرب منه الكلاب والخنازير وأهل البيت يمنعون منه ، مع أن الإمام علي عليه السلام لم يمنعهم منه بعد أن منعوه ، كم الفترة الزمنية بين موت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وقتل الحسين بن الرسول عليهم السلام ! وما دلالات ذلك !.
وإذا افترضنا أن الإمام الحسين في زمننا هذا فهل يتجاسر أحد أن يقتله مهما كان مذهبه !
وعموماً : حادثة كربلاء من الأحداث الكبيرة الجلية التي تفضح مساوئ مذاهب الزيف وتهدم أركان وجذور المذاهب المنتسبة لغير أهل البيت التي تدافع وتبرر من قتلت أهل البيت .

* - إجمالاً نهاية حياة الأربعة أهل الكساء !
كيف كانت ! ما هي الأسباب الداعية لقتلهم ! ولماذا كانت هذه النهاية المأساوية لكل شخص منهم ثلاثة شهداء وواحدة مقهورة مغلوبة مظلومة .
ربما لو طال بها الزمان لكانت مقتولة أيضاً كبقية أهل بيتها ! من يدري !! وما هو المانع من قتلها ! قربها من النبي ! أم الأحاديث التي رويت في فضائلها ! وهل كان هذا السببين غير متوافر في بقية أهل بيتها الشهداء !
إجمالاً هل تدل على أن هذه الأمة حفظت وصية رسول الله في أهل بيته ( أقرب أهل بيته وأحب الناس إليه ) .


* - تعظيم الكثير لمعاوية ويزيد !
واختلاق الأحاديث في فضائلهم ، واستماتت بعض العلماء على تعظيمهم قرن بعد قرن ! على ماذا يدل ! على صحة تلك المذاهب ! على أمانتهم التاريخية والعلمية ! على أنها الكذبة الوحيدة في مذاهبهم ! ألا يستنبط اختلاقهم الأحاديث لمعاوية ويزيد على اختلاقهم الأحاديث لطلحة والزبير وعثمان وعمر وأبي بكر وغيرهم .. من باب أولى .


* - تولى قيادة الأمة الأمويين !
ما هي الشرعية في توليتهم الخلافة ! هل كانوا أفضل الناس ! أم الغلبة والسلطان ! وما عكست توليتهم على الأمة الإسلامية !!.


* - تولى قيادة الأمة العباسيين !
ما هي الشرعية في توليتهم الخلافة ! هل كانوا أفضل الناس ! أم الغلبة والسلطان ! وما عكست توليتهم على الأمة الإسلامية !!.


* - ما أثر الفترة الزمنية الهائلة في تولي هاتين الدولتين قيادة الأمة الإسلامية !


* - على ماذا يدل تشعب الفرق والمذاهب في وقت مبكر في التاريخ الإسلامي !
ألا يدل على أن البذرة الأولى للخلاف كانت في وقت مبكر جداً !


* - كمية الأحاديث الموضوعة !
وكثرة الوضاعين على ماذا تدل على نقاوة العصور الأولى ! على أن الجميع كانوا طاهرين طيبين ! أن الحفظة للدين أصبحوا شبه غائبين !


* - ثورات أهل البيت !
على ماذا تدل لماذا كانت الثورات في هذا البيت ومن شايعهم فقط ! لماذا الكثير من الثورات قامت ودلالات النصر غائبة ( لاعدد ولا عدة ) ! أمن أجل الملك ! أم من أجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !


* - لماذا استحر القتل في هذا البيت وأشياعهم فقط دون أي أهل بيت آخر ! أكانوا كفار ! أم فساق ! أم ماذا ! ما هو الموجب لهذا العدد الهائل من القتل في هذا البيت النبوي في مختلف العصور !


* - مقتل زيد بن علي عليه السلام ! على ماذا يدل على أنه كان على صواب ! أم أن الصواب مع هشام ! ما هي دلالات قتله وصلبه وحرقه !
أكان من خُلق المسلمين نبش القبور ! وهل كان من خُلق المسلمين الصلب ! وهل من خُلق المسلمين حرق الجثث !


* - قبور أهل البيت المشتتة في أصقاع الأرض على ماذا تدل !


* - بداية كتابة السنة النبوية بعد 150 مئة وخمسون سنة من موت الرسول الكريم !
على ماذا تدل ! وما سبب ذلك !

* - إجمالاً ماذا تدل هذه الأحداث التي حدثت في تاريخنا الإسلامي بشكل إجمالي !!

الخاتمة :

اعرف أن النظرات قاصرة ، والتأملات ناقصة ، والمحطات غير مكتملة ولا جامعة ، مع قصر الباع ، وقلة المتاع . وبمشاركتكم ومداخلاتكم ستتضح الرؤية أكثر .
نفتح أبوابها ، ونُنَقب في آثارها ، لنعرف حقائقها ، ونتعرف على مكنوناتها ، ونغوص في جوهرها ، وننتزع لبها ، لتكون ردفاً للحقيقة .
وأنوه على ما ذكرت سلفاً من وجوب الارتكاز على الثوابت التاريخية ، والخطوط العريضة ، منعاً من الأخذ والرد في أثبات صحتها ، وتجنباً للمهاترات في دلائل وقوعها .

ملحوظة :

قد يفهم البعض أن المراد من هذه النظرات هو تشويه الصورة للإسلام ، أو الطعن في خير القرون لغرض التشويه فقط ، طعن من أجل الطعن ، وتشويه من أجل التشويه .
أننا جميعاً نحب أن تكون العصور الأولى وخاصة صدر الإسلام عصر الصحابة بالذات نوراً أسنى في تاريخ أمَّتنا الإسلامية وتاريخ الأمم جميعاً لا نرى فيه كدراً ولا تعتيماً ، ولا عوجاً ولا أمتاً .
ولكن :
إذا وجد بعض الكد ر وعكر الصفو ، وحدثت أحداث صغرت أم كبرت ، كان من منطلق الصدق والحقيقة ، والعدل والأمانة ، أن نتقل إلينا الصورة كما هي عليه من شروق وضياء ، وكدر وتعتيم ، وغبرة وكدرة ، مسفرة أو باسرة .
وكان من واجبنا أن نزيل غبار التدليس ، ونطمس آثار علماء السوء والسلطان ، من الزور والبهتان ، وتعفى الزيادات ، ويتجلى النقصان .
نبادر بالتبيين والنقد والتوضيح وكشف اللبس ، قبل أن نكون محلاً للنقد والطعن من قبل أعداء الإسلام في الإسلام ، نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب ، نحاسب أفراد بدلوا وغيروا قبل أن يحاسب الإسلام مع جميع الأفراد .
نحاكم أفراد قبل أن يحاكم الإسلام منهجاً .
نزيل عن الإسلام العورات قبل أن تكشف العورات باسم الإسلام . ننظر إلى تلك العورات من منظار الحقيقة ، قبل أن ينظر إليها من منظار العدائية . لسنا بحاجة إلى الكذب والتزوير ، والتدليس والتغرير ، لنستقطب الآخرين إلى الإسلام ، لأن الإسلام رسالة سماوية مجعولة بأجعال ربانية ، والأحداث في تاريخنا الإسلامي أفعال وأجعال بشرية مربوبية ، تفرقة بين أفعال الرب والمربوبين ، تفرقة بين الإسلام وتاريخ الإسلام . لاختلاف الماهييتن ، واستحالة دمج المختلفين .

{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }ق37


وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين .[tab][tab][tab][tab]
( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )
[img]http://mail.google.com/mail/?attid=0.1& ... 9296cc0528[img/]

صارم الدين الزيدي
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1155
اشترك في: الأربعاء يناير 07, 2009 6:42 am

Re: نظرات وعبرات في التاريخ

مشاركة بواسطة صارم الدين الزيدي »

لقد كشف الله لنبيه الكريم ما يناله آهل بيته من جفاء الأمة، وميل الخلق عنهم إلا من تداركته العصمة، ولقد أراه مصارعهم، وتوثب الجبابرة على منبره من بني أمية الطاغية، حتى عدهم في بعض مواقفه صلى الله عليه وآله وسلم واحداً واحداً.
وقال لأمته صلوات الله عليه وآله وسلامه لما رجع من سفر له وهو متغير اللون: ((أيها الناس إني قد خلفت فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي وأرومتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ألا وإني انتظرهما، ألا وإني أسألكم يوم القيامة في ذلك عند الحوض، ألا وإنه سيرد علي يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة: راية سوداء فتقف، فأقول: من أنتم؟ فينسون ذكري، فيقولون: نحن أهل التوحيد من العرب، فأقول: أنا محمد نبي العرب والعجم، فيقولون: نحن من أمتك، فأقول: كيف خلفتموني في عترتي، وكتاب ربي؟ فيقولون: أما الكتاب فضيعنا، وأما عترتك فحرصنا على أن نبيدهم، فأولي وجهي عنهم، فيصدرون عطاشاً قد اسودت وجوههم، ثم ترد راية أخرى أشد سواداً من الأولى، فأقول لهم من أنتم؟ فيقولون كالقول الأول: نحن من أهل التوحيد، فإذا ذكرت اسمي، قالوا: نحن من أمتك، فأقول: كيف خلفتموني في الثقلين، كتاب الله وعترتي؟ فيقولون: أما الكتاب فخالفنا، وأما العترة فخذلنا، ومزقناهم كل ممزق، فأقول لهم: إليكم عني، فيصدرون عطاشاً مسودة وجوههم، ثم ترد علي راية أخرى تلمع نوراً، فأقول: من أنتم؟ فيقولون نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن أمة محمد، ونحن بقية أهل الحق، حملنا كتاب الله ربنا، فأحللنا حلاله وحرمنا حرامه، وأحببنا ذرية محمد، فنصرناهم من كل ما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم من ناواهم، فأقول لهم: أبشروا فأنا نبيكم محمد، ولقد كنتم كما وصفتم، ثم أسقيهم من حوضي، فيصدرون رواء، ألا وإن جبريل أخبرني بأن أمتي تقتل ولدي الحسين بأرض كرب وبلاء، ألا ولعنة الله على قاتله وخاذله أبد الدهر أبد الدهر))
وكفى بهذا الحديث بياناً دامغاً لمن لازال لديه شك .....
{فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ}
إن التشويه للحقائق وتزيفها وقلب الباطل حقاً والحق باطلا ًهو تجسيد لصراعٍ يمتدُ عبر العصور ولن ينتهي إلا بقيام الساعة ،وانتهاء زمن الاختبار في هذه الدنيا ، والمتأمل لسيرة الأئمة عليهم السلام يجد ما يدحض الشك باليقين بأن جهادهم وصبرهم وعزمهم على إحقاق الحق وإقامة دين النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء به الصادق الأمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم خالياً من البدع والتزييف ولهذا كانوا محاربين في كل وقت لأنهم مع الحق ولان طلبة الدنيا ومتاعها حاضرون في كل الميدان ،وليس جهادهم إلا من اجل دين القويم وهم تحقيق لدعوة الوصي عليه السلام والذي يقول (اللهم بلى لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، كيلا تبطل حجج الله وبيناته، أولئك الأقلون عدداً، الأعظمون عند الله قدراً، بهم يدفع الله عن حججه، حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه المجرمون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه، والدعاة إلى دينه)
ومهما كان الظلام طويلاً ومهما كسا بحلته الأرجاء فلا بد لنور الحق أن يصدع ولو كره الكافرون والمشركون والمنافقون ......
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُون}
﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾
مع خالص تحياتي لكم سيدي المنصور على الموضوع ووفقكم الله إلى كل خير.......

صورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا رَبُّ بهم وبآلِهِمُ *** عَجِّلْ بالنَصْرِ وبالفَرجِ

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس الدراسات التاريخية والآثار الإسلامية“