فى وداع بقيه باقيه من أعاظم اهل البيت عليهم السلام

أضف رد جديد
مواطن صالح
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 1606
اشترك في: الجمعة يونيو 24, 2005 5:42 pm
مكان: صنعاء حده
اتصال:

فى وداع بقيه باقيه من أعاظم اهل البيت عليهم السلام

مشاركة بواسطة مواطن صالح »

صورة
بقلم الاستاذ_عبدالله الوزير
> قد تكون قراءة الأخبار مفيدة.. لكن المشاهدة تعطي انطباعاً حقيقياً عن صورة الأحداث.. ففي أثناء تشييع جثمان العلامة الحجة/ مجد الدين المؤيدي من مدينة صعدة إلى مدينة ضحيان شاهدنا الكثير والكثير من آثار الدمار الذي لحق بالمنطقة.. فهذا البيت آثار الرصاص والقذائف بادية عليه، وآخر سُوِّي بالتراب، وثالثٌ أصبح أثراً بعد عين.. والفاجعة الحقيقية عندما ترى بيوت الله وقد دكتها الدبابات بقذائفها وترى المآذن التي ترفع الأذان قائلة: »الله أكبر.. الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمداً رسول الله.. أشهد أن محمداً رسول الله.. حيَّ على الصلاة.. حيَّ على الصلاة.. حيَّ على الفلاح.. حيَّ على الفلاح.. حيَّ على خير العمل.. حيَّ على خير العمل.. الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله«.. هذه المآذن تراها وقد هوت بفعل القذائف إلى الأرض، وأصبحت مُسَوَّاة بالتراب لكن الأذان سيبقى عالياً.. حتى جامع العلامة الحجة/ مجد الدين المؤيدي الذي بناه وقـُبر بجواره أصبحت مئذنته مُسَوَّاةً بالتراب.. وآثار الرصاص على جوانبه وبداخله..

يا الله ما هذا الذي يحدث في صعدة؟، وأين الحكمة اليمانية؟، وهل هؤلاء الذين في صعدة يستحقون كلَّ هذا الدمار؟.. الكثير لا زال نازحاً، وقد شاهدناهم على الطرقات.. بيوت أخرى أصبحت ثكنات عسكرية، فترى الجنود بأسطحها والرشاشات فوقها.. الجبال كلها أصبحت ثكنات عسكرية في مواجهة أبناء المنطقة.

من الذي وسّع هذه الحرب؟، من الذي حولها إلى حرب ضروس تأكل الأخضر واليابس؟.. من الذين سعى إلى أن تكون دماراً شاملاً؟!، يا الله هل هذا يحدث في يمننا الحبيب؟، لماذا كل هذا العنف؟، وكأن القتال موجه نحو أناس غير يمنيين وغير مسلمين؟!.

البيوت الباقية خالية من أهلها، فشبح الحرب لا زال جاثماً على المدينة.. فكيف يطمئن أبناء المدينة على أنفسهم حتى يعودوا؟.

الداخل إلى صعدة يشاهد آثار الدمار والثكنات فيقشعر جلده، إنها حرب ضروس دارت هناك.. سقط قتلى جنوداً ومواطنين ومن أصحاب الحوثي.. الجو لا زال متوتراً.. لكن ما شعرنا به أن الناس يريدون السلام.. يريدون الإطمئنان.. يريدون أن تعود مدينتهم ومحافظتهم كما كانت رمزاً للسلام.. يريدون أن يعبدوا الله في طمأنينة وسلام.. الناس لا يريدون الحرب، ولا سفك الدماء.. ويريدون السلام.. ويريدون ما يبث الإطمئنان في المحافظة بدلاً عن بث الرعب والمظاهر العسكرية.. يريدون إطلاق المعتقلين.. يريدون عودة أبنائهم إليهم.. يريدون خطوات من الدولة تبعث الإطمئنان في نفوسهم..

هذه هي حال صعدة.. حال محافظة أبتليت بالحرب والدمار.. محافظة إبتعدت الحكمة عن حل مشاكلها، وحضر بدلاً عن ذلك الدبابة والصاروخ وسفك الدماء.. وللأسف الشديد أن شعور الناس هناك أن الحرب قادمة مرة أخرى بعد العيد، وأن دور اللجنة الرئاسية والقطرية لم يكن ذا جدوى، وأن ما يشاهده المواطنون هو تجهيز لحرب جديدة..

لكم الله يا أبناء صعدة.. فأنتم أبناء محافظة السلام، ولا بد أن يعود السلام إلى محافظتكم، ولا بد أن تتغلب لغة العقل ولغة الحكمة على لغة السلاح والدمار..

إن مشاهدة آثار الدمار تجبر المرء على أن يكتب عن ذلك رغماً عنه.. فأيُّ إنسان لديه مشاعر إنسانية لا بد أن يكتب عن ذلك.. أما تشييع جثمان العلامة المولى الحجة/ مجد الدين المؤيدي فماذا يمكن أن نكتب حوله؟.. وماذا يمكن أن يقول القلم؟.. عشرات الآلاف تقاطرت من كل حدب وصوب يهرولون إلى جامع الإمام الهادي عليه السلام ليلقوا النظرة الأخيرة على بقية باقية من آل البيت عليهم السلام.. يهرعون سراعىً دون هوادة في حر الشمس.. ورغم العطش والصيام إلا أن ذلك لم يكن مانعاً بل زاد الأمر روحانية.. فهذا الجثمان هو جثمان طاهر.. هو من نسل رسول الله.. هو من أبناء فاطمة الزهراء.. هو من أبناء الإمام علي عليه السلام.. هو من ذرية أهل البيت الكرام.. علم شامخ رفرف طوال سني عمره لينشر العلم والمعرفة.. كان زاهداً متواضعاً عالماً ربانياً مذكراً بسيرة العلماء من آل بيت رسول الله.. فلذلك جاءت هذه الجموع المحبة لآل البيت لتقول: نحن لن يبعدنا شيء عن محبة آل البيت، لن يبعدنا شيء عن الإقتداء بآل البيت، لن يفرقنا أحد عن مذهب آل البيت.. هكذا كانت الأجواء مفعمة بالإيمان، بحب الله وبحب رسول الله وبحب آل البيت عليهم السلام ومنهجهم، مفعمة بحب العلماء الصادقين العاملين..

هكذا كانت الأجواء أثناء التوافد إلى جامع الإمام الهادي عليه السلام.. وهكذا كانت الجموع وهي تزحف نحو مدينة ضحيان في صورة إيمانية رائعة.. الجميع يسير وراء الجثمان الطاهر نحو مثواه الأخير بجوار مسجده الذي أصابته نيران الحرب فسقطت مئذنته، وتكسرت نوافذه.. وبعد أن ووري جثمانه الطاهر الثرى ترى الناس حيارى غير مصدقين أنهم ودعوا هذا العالم الرباني.. لكنها إرادة الله الذي لا راد لقضائه، فلا يزيدون عن قول: إنا لله وإنا إليه راجعون.. يذكرون أنه سيلحق بآبائه من آل البيت.. سيلحق بالإمام الهادي، بالإمام زيد بن علي، بالإمام الحسن، بالإمام الحسين، بالإمام علي، بفاطمة الزهراء عليهم السلام، بجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيتمنون ويدعون أن يجمعنا بهم في جنات النعيم..

رحم الله المولى العلامة/ مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، ونسأل الله أن يطيل في أعمار البقية الباقية من علماء آل البيت عليهم السلام، وأن يحفظ دماء المؤمنين، وأن ينزل السلام على وطننا، وأن يحسن ختامنا، إنه على ما يشاء قدير.. آمين اللهم آمين..

والعاقبة للمتقين..
تم الغاء عرض الصورة التي استخدمتها في التوقيع كون المستضيف لها يحتوي على برمجيات ضارة، يرجى رفعها على موقع آمن .. رابط صورتك القديمة::
http://www.nabulsi.com/text/02akida/4ot ... age023.gif

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس تراجم أعلام الزيدية“