ترجمة الإمام /الهادي بن ابراهيم الوزير عليه السلام

أضف رد جديد
أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

ترجمة الإمام /الهادي بن ابراهيم الوزير عليه السلام

مشاركة بواسطة أبودنيا »

نسبه الشريف :
هو السيد الحافظ : الهادي بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل بن منصور بن محمد العفيف بن المفضل الكبير، وعنده التقى نسبهم هم والإمام علي بن محمد، والإمام أحمد بن يحيى المرتضى، وجميع آل المفضل، أفاده المولى الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله في التحف ص286، ط3.

قال السيد العلامة ابن الوزير : هو السيد الفذ، الإمام المعتمد، ذو الفضائل والآثار، والذي لم تسمع بمثله الأعصار .....إلى أن قال : وكان في علم الكلام بحراص، لا تقطعه الألواح، ولا تخوضه الملاَّح .

مولده عليه السلام: يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر محرم الحرام سنة 758هـ بهجرة الظهراوين بشظب.
ولما فرغ من قراءة القرآن، سار به والده رحمه الله تعالى إلى صعدة، فقرأ فيها مدة طويلة، حكى هذا عن السيد ابن الوزير شارح منظومة المترجم له في مقدمة الشرح الموسوم بالإرشاد الهادي إلى كشف مستور منظومة الهادي، وهو السيد العلامة عبدالكريم بن عبدالله الملقب بأبي طالب.

فهو كما ترى من أسرة عريقة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، تربّى في أحضان الأئمة، وأهل البيت الأطهار، ورتع في رياض علوم العترة الأخيار، وشرب من نهرهم العذب الفرات حتى فاق أقرانه وفات .

قال مولانا الإمام/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى:
قرأ على الإمام الواثق بالله المطهر بن محمد بن المطهر، وعلى خاله صلاح بن محمد بن الحسن بن المهدي، وعلى الشيخ إسماعيل بن إبراهيم بن عطية النجراني، وعلى الفقيه محمد بن ناجي، وعلى القاضي العلامة عبدالله بن حسن الدواري، وعلى عمه المرتضى بن علي، وعمه أحمد بن علي، وعلى العلامة أحمد بن سليمان الأوزري، وأخذ عنه صنوه محمد بن إبراهيم، والسيد أبو العطايا عبدالله بن يحيى، والسيد عز الدين محمد بن الناصر، والسيد عبدالله بن الهادي بن الإمام يحيى بن حمزة .

* قال الإمام الحجة / مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى في كتابه لوامع الأنوار وجوامع العلوم والآثار ج/2/216/ط1، نقلاً عن كتاب صلة الإخوان:
نعم، ثم ذكر في الصلة نكتة شافية في فضل الهادي بن إبراهيم، وأبيه، وجده علي بن المرتضى ـ عليهم السلام ـ، فقال:
أما الهادي: فكتابه الذي مرّ من عنوان فضله وعلمه وورعه وزهده.

أما علمه: فهو رجلٌ جامعٌ للعلوم، له موضوعات في كل فن، أَكْمَلُ أهل زمانه، يُؤَهّل للإمامة، ويُتوخَّى لتحمّل أمر الخاصة والعامة، مع الخوف العظيم، للعدل الحكيم، والورع الشافي، ومكارم الأخلاق، التي شَرُف بها وفاق، يُضرب بلطف شمائله المثل، ويُقْتدى به في كل قول صالح وعمل؛ إمام لأهل العبادة، قد زيّنه الله بالتقوى والزهادة، وكمّله بفصاحة اللسان، التي لا توجد الآن في إنسان، من النظم والنثر، والتصانيف الرائقة، والحكم الفائقة.

ثم ذكر جواب الإمام الناصر لدين الله محمد بن علي بن محمد عليهم السلام عليه؛ وفيه من درر الكلام ما يدل على فضله، وفضل الإمام عليهما السلام، وهو ما لفظه:
وصل كتابه الجامع للمحاسن، الفارق بين العذب الزلال والآجن الآسن؛ فتعطّل جيد الخلافة بدرره، وتثمر وجه الحال بغرره، متجلبباً بالعجب، جامعاً للأدب، قد ملأ الدلو إلى عقد الكرب، وضمَّنه ما هو أشهى من المن والضرب؛ ولعمري، لقد أصبح منشؤه عميد الفصاحة وناموسها، ويافوخ البلاغة وقاموسها، وما هو إلا لطائم المسك الأذفر، وكرائم اليم الأخضر، كنوز الرموز، ورموز الكنوز، وأفكار الأبكار، وأبكار الأفكار، نبّه ووعظ، وقرض وأيقظ، لله دره من منطيق! وما ذكره من كلام الشافعية فالغيرة من الإيمان، وينبغي الذب عن الحوزة الزيدية، والانتصار للأسرة النبوية، باليد واللسان، والسيف والسنان؛ فلا زالت تلك الروية تنبذ الجواهر الطريفة، وتقذف بالدرر الشريفة، والله يمد مدته، ويحرس كريم مهجته، ويعيد من بركاته، والله يعلم أن القلب يأنس به، ويعتقد فضله وكرمه؛ ويأنس بأهل الدين لا يهضم لهم جانب، وهو في الحياة...إلخ كلامه المتين النبوي، والمعين العلوي، عليهم أفضل تحياته وسلامه.

قال: وكان إبراهيم الكينعي ـ رحمه الله ـ يعظّمه تعظيماً عظيماً، ويكرمه.
سمعته يوماً يقول: هذا الهادي بن إبراهيم، إمام من أئمة أهل البيت؛ لأنه يافلان، أعلم الناس في علوم الشريعة، وأكملهم في معرفة علوم أهل الطريقة والحقيقة.

قال: وله (ع) كرامات تُروى، وذكر منها: واقعة قوم تعدّوا عليه فسلّط الله تعالى عليهم عاجلاً وانتُهبوا، وأُسر بعضهم، وقُتل بعضهم، وشاهدهم بعينه؛ ثم تاب من بقي منهم وأناب؛ هذا حاصلها، انتهى من اللوامع.

مؤلفاته
له كثير من المؤلفات ، قال مولانا حجة العصر/ مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى:
له المصنفات العديدة منها :
1- كفاية القانع في معرفة الصانع
2- ومن مؤلفاته نظم الخلاصة ـ قلت : وتسمى بدرة الغواص في نظم خلاصة الرصاص إلى كمال الدين والإخلاص ،
3- وكتاب الطرازين المعلمين في المفاخرة بين الحرمين،
4- والتفصيل في التفضيل،
5- وكتاب الرد على ابن العربي،
6- وهداية الراغبين إلى مذهب أهل البيت الطاهرين،
7- وكتاب الرد على الفقيه ابن سليمان في المعارضة والمناقضة،
8- وكاشفة الغمة عن حُسْن سيرة الأئمة،
9- وكريمة العناصر في الذب عن سيرة الإمام الناصر،
10- وكتاب السيوف المرهفات على من ألحد في الصفات،
11- ونهاية التنويه في إزهاق التمويه .

وفاته عليه السلام
توفي عليه السلام آخر نهار تاسع عشر ذي الحجة الحرام سنة 822هـ ثمان مائة واثنتين وعشرين بحمام السعيدي بذمار المحروسة صائماً، وقد أشار المزاح إلى ذلك في مرثيته عليه السلام بقوله :
أيقال إن حِمَامَه حَمَّامُه .... كلا لقد كانا على ميعاد
لما استتم طهارةً ونظافةً .... وافاه بين الماء والإيقاد
ولعل ذلك حظه من حرها .... وسواه واردها مع الوراد

وكان موته عليه السلام رائعاً للمسلمين، وفَلاًّ عظيماً في عضد الدين، ونقصاً في أهل البيت المطهرين، وعمره ثلاث وستون سنة وشهر وبضعة أيام .

وقبره بذمار بموضع يقال له جربة صنبر، غربي قصر ذمار مشهور مزور [و] إلى هذا الموضع أشار من قال شعراً :
إن الفصاحة والرجاحة والعلا .... في تربة الهادي بجربة صنبر
شرفت بأعظمه فطاب صعيدها .... فترابها كالمسك أو كالعنبر
مفضل من صيد آل مفضل .... سادات أبناء النبي وحيدر
أكرم بها من تربة يمنية .... نسبت إلى ترب بطيبة والغري


وقد رثاه عليه السلام كثير من الناس من أهله وغيرهم، ومن أحسن مراثيه، مرثية الفقيه عبدالله بن عتيق المعروف بالمزاح الموزعي التي مستهلها :
مات الندى وثوى لسان النادي .... ونعي إلينا ديمة الرواد
وأعرت ماء الورد لون مدامعي .... ومنحتها لوناً من الفرصاد
فبحقه لو كان يُفدى هالك .... من هلكه لفديته بفؤادي

إلى قوله :
أيقال إن حِمَامَه حَمَّامُه .....الأبيات السابقة المتقدمة .
ومنها :
أما الدليل على عظيم ثوابه .... فمماته في أشرف الأعياد
إلى آخر القصيدة المذكورة ، والبيت الأخير أشار به إلى تاريخ وفاته، وأنه في يوم الغدير، وكأنه أطلقه عليه وإن كان ثانيه؛ تسامحاً للتيمن.

* ومن روائع شعر الهادي بن ابراهيم الوزير رضي الله عنه ما دار بينه وبين أخيه السيد محمد بن إبراهيم الوزير، قال مولانا الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى في كتابه "عيون المختار من فنون الأشعار والآثار":وقد رأيت النقل من قصيدة السيد الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير وجوابها لأخيه السيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير رضي الله تعالى عنهم، قال السيد محمد بن إبراهيم الوزير:
ظلّت عواذله تروح وتغتدي .... وتعيد تعنيف المحب وتعتدي
واللوم لايثني المحب عن الهوى .... ويزيد توليع الفؤاد المعمدِ
إن المحب عن الملامة في الهوى .... في شاغل لولا اللوائم تعتدي
ألْهى المحب عن الملام وضده .... بين الجوانح لوعة لم تبردِ
وخفوق قلب لايقر قراره .... وسفوح دمع صوبه لم يجْمدِ
قٌلْ للعذول أَفِقْ فلست بمنتهٍ .... عن حب أجمل من تحلى فابعدِ
لو لمتني في الغور لم أشتق إلى .... شطيه أو في نجدهم لم أنجدِ
أوكان لومك في التصابي ماصبا .... قلبي ولا غلب الغرام تجلدي
أو لمتني في اللهو لم أطرب على .... نغم الغناء من القريض ومعبد
أو لمتني في المال لم يستهوني .... نظر اللِّجين ولا نضار العسجد
أو لمتني في حب غير محمد .... لحسبت أنك بالنصيحة مرشدي

أو لو رأيت محبة مثلا له .... للمهتدي والمرتجي والمجتدي
يهديه أو يجديه أو يغنيه عن .... نور الرسول الساطع المتوقّدِ
هيهات ما ابتهج الوجودُ بمثله .... فدع اللجاج فمثله لم يُوجَدِ
ياصاحبيَّ على الضبابة والهوى .... من منكما في حب أحمد مسعدي
حسبي بأني قد شهرت بحبه .... شرفاً ببردته الجميلة أرتدي
لي باسمه وبحبه وبقربه .... ذمم عظام قد شددت بها يدي
ومحمد أوفى الخلائق ذمة .... فلتبْلُغن بي الأماني في غدِ
ياقلب لاتستبعدنّ لقاءه .... ثِقْ باللقاء وبالوفا وكأنْ قد
ياحبذا يوم القيامة شهرتي .... بين الخلائق في المقام الأحمدي
بمحبتي سنن الشفيع وإنني .... فيها عصيت معنِّفي ومفنِّدي
وتركت فيها جيرتي وعشيرتي .... ومحل أترابي وموضع مولدي
فلأشكون إليه شكوى موجع .... متظلم متجرم مُسْتنْجد
مما لقيت من المتاعب والأذى .... في حبه من ظالميَّ وحُسَّدي
وأقول أنجد صادقاً في حبه .... من ينجد المظلوم إن لم تُنْجدِ
إني أحب محمداً فوق الورى .... وبه كما فعل الأوائل أقتدي
فقد انقضت خير القرون ولم يكن .... فيهم بغير محمد من يهتدي
وأحب آل محمد نفسي الفدا .... لهمُ فما أحد كآل محمدِ
هم باب حطةَ والسفينة والهدى .... فيهم وهم للظالمين بمرصدِ
وهم النجوم لِخَيِّر متعبد .... وهم الرجوم لكل من لم يعْبُدِ
وهم الأمان لكل من تحت السما .... وجزاء أحمد ودهم فتوددِ
والقوم والقرآن فاعرف قدرهم .... ثقلان للثقلين نص محمدِ
وكفى لهم شرفاً ومجداً باذخاً .... شرع الصلاة لهم بكل تشهدِ
ولهم فضائل لست أحصي عدها .... من رام عد الشهب لم تتعددِ
إلى قوله:
وأنا الذي أفنيت شرخ شبيبتي .... في بحث كل محقق ومجود
والافتخار مذمة مني فسل .... عني المشائخ فالمشائخ شهدي
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ .... فافهم فتلك كناية عن سُؤْددي
وإذا شككت بأن تلك فضيلة .... فاستقر ويْحَك وصف كل محسد
فلحسدي ما في الضمائر منهمُ .... يغلي ولي ماهم عليه حسدي

وهي طويلة اكتفيت بهذا القدر منها.
وهذا جواب أخيه السيد الإمام الهادي بن إبراهيم الوزير:
عجلت عواذلة ولم تتأيد .... وجنت عليه جناية المتعمدِ
ماشرعة العذل المعوج نهجه .... عن سنة العدل القويم الموردِ
شيئان ما أعيا الأنام سواهما .... لوم البري وتهمة المتوددِ
وأخو الهوى مسدودة أسماعه .... لايرعوي لمقال كل مسددِ
سددْ كلامك في إصابة رأيه .... أو لا تقع في مسمع متسددِ
ياعاذلي في حب آل محمد .... دعْ ماتقول فأنت غير محمدِ
لو كنت تعذل في محبة غيرهم .... لعلمت أنك بالنصيحة مرشدي
أأحبهم وأحب غير طريقهم .... هذا المحال من الضلال الأبعد
من مال عنهم لم يكن منهم وسلْ .... أهل المعارف والطريق الأرشدِ
أنا منهمُ في فعلهم ومقالهم .... ياشاهد الله المهيمن فاشهدِ
حبي لهم فرض وحبي جدهم .... مجد وصلت فريضتي بتمجد
لا ريب في حب النبي لمسلم .... إذْ كان ذلك أصل دين محمد
فاخصص بحبك آله متقرباً .... بهمُ إليه وودهم فتزود
لم يسأل الرحمن إلا ودَّهم .... أجراً على إبلاغ ملة أحمد
ماذاك إلا أن حب محمد .... شرعٌ له في الناسك المتعبد
جمعَ الطوائفَ حبُّه وتفرقوا .... في حب عترته بغير ترددِ
فاجعل ودادك حيثما ماافترقوا تُصِبْ .... نهجاً معبدةً لخير مُعَبِّد
ومحبر وافى إلي نظامه .... كالدر في عنق الغزال الأغيدِ
رقَّت محاسنه برقة شوق مَنْ .... أهداه في طلب الحديث المسندِ
وافى وعين جماله وكماله .... تزهي ولمَّا يكتحل بالإثمدِ
ماكان أحوج ذا الجمال إلى الذي .... فيه من العين اتقاء الحسَّدِ
لما تنحى عن محجة أهله .... ومشى على الطرقات مشي الأصيد
أأخي وقرة ناظري ومشاركي .... في أصله ومحله والمولد
أخوان إلا أن هذا قد عتا .... كِبَراً وهذا في الشباب الأملد
ولد صغير في حداثة سنه .... وأخ كبير في العلا والسؤدد
أربى علي براعة وبلاغة .... وأكلَّ مذودُه المفَوِّه مذودي
قد زادني علماً فتلك وسيلة .... للراغبين فإن تجدها فازدد
وأفادني من علمه وبيانه .... حسن الإفادة فاستفده وأَسْنِد
أبنيَّ إن ناديته لتلطف .... وأخيَّ إن ناجيته لتجلد
مالي أراك وأنت صفوة سادة .... طابت شمائلهم لطيب المحتدِ
تمتاز عنهم في مآخذ علمهم .... وهم الذين علومهم تروي الصدي
أخذوا مباني علمهم وأصولهم .... عن أهلهم عن سيد عن سيدِ
سند عن الهادي وعن آبائه .... لا عن حديث مسدد بن مسرهد
سند عن الآباء والأجداد في .... أحكامهم وفنونهم والمفرد
وكذاك في التجريد والتحرير والتـ .... ـعليق والمجموع ثم المرشد
لهمُ من التصنيف ألف مصنف .... مابين عِلْم سابق ومجددِ
قد قلتَ في الأبيات قولاً صادقاً .... ولقد صدقت وكنت غير مفنَّدِ
هم باب حطة والسفينة والهدى .... فيهم وهم للظالمين بمرصد
وهم الأمان لكل من تحت السما .... وجزاء أحمد ودّهم فتودد
والقوم والقرآن فاعرف قدرهم .... ثقلان للثقلين نص محمد
وكفى لهم شرفاً ومجداً باذخاً .... شرع الصلاة لهم بكل تشهد
هذا مقالك في القصيد وإنه .... محض الصواب وعصمة المسترشد
فأتمَّ قولك بالمصير إليهمُ .... في كل قول يامحمد تهْتدي
فهم الأمان كما ذكرت ونهجهم .... نهج البلوغ إلى تمام المقصد
مالي أراك تقول فيهم هكذا .... وبغير مذهبهم تدين وتقْتدي
أوليس هم حجج الإله على الورى .... والفلْك في بحر الضلال المزبد
ماكان أحسن حسن فهمك ترتقي .... درجات علمهم إلى المتصعد
حتى إذا استوريت زند علومهم .... وأردت تزنّد مابدا لك فازند
بعد النهاية في العلوم ودرْسها .... وإحاطة المتوغل المتجرّدِ
ولأنت فرعٌ باسق من دَوْحة .... شرفت بحيدرة الوصي وأحمد
متردد بين النبوة والهدى .... من أهله ناهيك من متردد
فأَعدْ هداك الله نظرة وامق .... في علمهم تَلْقَ الرشاد لمرشد
وتوسم العلم الذي في كتبهم .... تجد الدراية والهداية عن يد
وذكرتَ سنة أحمد وحديثه .... يا حبذا سنن النبي محمد
أَوْرِدْ مسائلها وَرِدْ في مائها .... ياحبذاك لوارد ولمورد
لسنا نقول بأن سنة أحمد .... متروكة وحديثه لم يُوجد
بل سنة المختار معمولٌ بها .... وحديثه شنف النضار العسجد
ومقالهم في سنة وجماعة .... قول رديء ليس بالمستحمد
سبوا الوصي وأظهروها سنة .... لبني الدنا من مغورين ومنجد
وكذاك سَمّوا حين صالح شبر .... ابن التي عرفت بأكل الأكْبُد
عام الجماعة واستمروا هكذا .... حتى تملّك عصره المستنجد
أعني به عمراً فأنكر بدعة .... ونظيره في عدله لم يوجد
ونقول في كتب الحديث محاسن .... من سنة المختار لما نقصد
لكن نرجِّح مارواه أهلنا .... سفن النجاة وأهل ذاك المسجد
ونقول مذهبهم أصح رواية .... وأمت في سنن الحديث المسند
فبهم على كل الأكابر نبتدي .... وإليهمُ أبداً نروح ونغتدي
وبهديهم في كل سمت نهتدي .... وبقولهم في كل أمر نقتدي
وبفعلهم في كل نجد نحتذي .... وبعلمهم في كل وقت نجتدي
وإذا تعارض عندنا قول لهم .... ولغيرهم قول وإنْ هو أَوْحَدي
ملنا إلى القول الذي قالوا به .... لتوثّق في حفظهم وتشددِ
وتصلّب في دينهم وتنزه .... وتورع في كسبهم وتزهدِ
ولما رُوينا فيهمُ عن أحمد .... حسبي به للمقتدي والمهتدي
فاليوم عصمتنا بهم وبحبهم .... وهم الأئمة والأدلة في غدِ
نشروا العلوم وأيدوا دين الهدى .... علماً بهاد فيهم ومؤيدِ
ومضوا على سنن الجهاد ورسمه .... مابين مقتول وبين مشردِ
ومخلد في حبسه ومطرد .... عن أهله ومصلّب ومقيدِ
مَنْ في البرية يامحمد مثلهم .... في فضلهم وجهادهم والسؤدد
وذكرت تصحيح الخلاف وأنهم .... قد خالفوا آباءهم بتعمد
فصدقت فيما قُلْتَه وحكيتَه .... وقع الخلاف وليس ذاك بمفسد
إن الصحابة ماج فيما بينهم .... بحرُ الخلاف وهم صحابة أحمدِ
وكذا الأئمة بعدهم لمّا تزل .... آراؤهم في العلم ذات تبددِ
والحق تصويب الخلاف ومانرى الـ .... إجماع إلا في نوادر شرّد
وذكرتَ أن الموت يقطع في الهدى .... تقليد صاحبه لكل مقلدِ
وحكيت ذلك مذهب الجمهور عن .... علمائه وبنيت كالمستشهدِ
فخلاف ذلك ظاهر متعارف .... في كتْبنا وبِكتْبهم فاستوردِ
قد نص بيضاويّهم في شرحه .... تجويز تقليد الإمام المُلْحَدِ
وكذاك في المعيار جوّزه وقد .... أفتى به حسن سليل محمد
قالوا جميعاً للضرورة إنه .... لم يبق مجتهد فطفْ وتَفَقّدِ
قالوا وإلا أي فائدة لنا .... في دَرْس علم الشافعي ومحمد
وكذاك درس علوم آل محمد .... كم دارس لعلومهم متفردِ
فإذاً تبين أن تقليد الورى .... حق لمهديّ وهاد قد هُدي
وأصبت فيماقلت من تصويب أهـ .... ـل العلم في فن الخلاف الأمجدِ
فن الفروع فإنه لابأس في .... سعة الخلاف به لكل مجردِ
وذكرت قولك في الكلام ومالهم .... فيه من القول الغريب الموجدِ
فلقد ذكرت من العلوم أجلها .... قدراً وأعظمها لكل موحد
فن به شهد الكتاب وصحة الـ .... ألباب ليس لفضله من مجْحد
راضته أفكار الأفاضل واغتدى .... كالدر بين زبرجد وزمرد
مافيه من عيب سوى أن حققوا .... لدفاع قول الفيلسوف الملحد
لولا صناعتهم وحسن كلامهم .... نزعت يد الحربا لسان الأسود
وصدقت أن محمداً في صحبه .... لم يعرفوا تلك العبارة عن يد
ماذا أراد محمد منها وجبـ .... ـريل لديه كل حين في الندي
حماد عجرد لم يكن في وقته .... أبداً ولا سمعوا هناك بعجردِ
وابن الروندي وابن سينا أحدثا .... بعد النبوة في الزمان الأقردِ
ماكان في وقت النبي مدقق .... منهم فيحتاج البيان لملحدِ
لكن علي قد أبان بنهجه .... هذي الدقائق فاستبنها واقصدِ
هو أول المتكلمين وقوله .... قبس كنار القابس المستوقدِ
فاتْبع مقالته فإن شيوخنا .... أتباعه فيها أصبها ترشدِ
ماذا أردت بانتقاص مشايخ .... هم أصلتوا في العلم كل مهند
لولا سيوف كلامهم وعلومهم .... لم ينتقض تاج الغواة الجحَّدِ
نقضوا به شبه الفلاسفة الأولى .... دانوا بأفلاك وقول أنكدِ
فنريهم القمر المنير من الهدى .... ويروننا وجه السها والفرقد
فهناك أمسينا بأحسن ليلة .... وهناك قد باتوا بليل أنكدِ
وأدلة التوحيد ليس شعاعها .... يخفى على من لم يكن بالأرمدِ
ولهم مسالك في العبارة بعضها .... يشفى به قلب العليل المعمدِ
والبعض منها ليس بالمرضي في .... قول الهداة من النصاب الأحمدِ
ولنا من الماء السلاسل صفوه .... والآسن المنبوذ للمستوردِ
فاشرب من الماء الزلال ألذه .... ودع الكدورة في شواطي الموردِ
وشكوت من حسد البغاة ولم تجد .... ذا سؤدد ألا أصيب بحسدِ
لازلت ياسبط الكرام محسداً .... فالناقص المسكين غير محسدِ

انتهت بتمامها رضوان الله وسلامه على سابك درر نظامها، انتهى.



هذا وقد طال الكلام؛ وهذه قطرة من مطرة، ومجة من لجة من فضائل ذلك السيد الهمام، وقد اعتمدت في هذه الترجمة عدة مراجع منها:
-------------------------------------------------------
* لوامع الأنوار لمولانا الإمام/ مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى.
* التحف الفاطمية لمولانا الإمام/ مجد الدين بن محمد المؤيدي أيده الله تعالى.
*صلة الإخوان للسيد العلامة يحيى بن المهدي.
* مقدمة السيد العلامة عبد الكريم بن عبدالله الملقب بأبي طالب لشرحه للمنظومة الموسومة بدرة الغواص.
* عيون المختار من فنون الأشعار والآثار لمولانا الإمام/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى.
هذا، والله نسأل التثبيت وحسن الختام بحق محمد سيد الأنام، وآله الغر الكرام .

أحمد بن درهم بن عبدالله حورية ( ترجمة الهادي الوزير ع , كتاب نهاية التنويه)

مركز أهل البيت(ع) للدرسات الإسلامية
اليمن - صعدة،ت(511816) ص ب (91064)
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أبودنيا
مشترك في مجالس آل محمد
مشاركات: 786
اشترك في: الثلاثاء أكتوبر 02, 2007 5:45 am
مكان: al-majalis

مشاركة بواسطة أبودنيا »

نظم الخلاصة للإمام الهادي بن إبراهيم الوزير(رحمه الله) :

http://www.al-majalis.com/forum/viewtopic.php?t=9527
الروافض: هم اللذين رفضوا نصرة أهل البيت عليهم السلام تحت أي مبرر.

أضف رد جديد

العودة إلى ”مجلس السيرة وتراجم الأئمة“